* محمد أحمد الروسان
وبعد أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 م نما في الولايات المتحده الأمريكيه مجمّع استخباراتي – صناعي هائل , وذلك عندما ذهب رؤساء أجهزة الأستخبارات الحكوميه يستعينون بمصادر خارجيه في كل مجال من مجال الأستخبارات وبشكل ممنهج , فبات عدد المقاولين الخصوصيين العاملين في محطة وكالة الأستخبارات المركزيه الأمريكيه يفوق عدد الموظفين الحكوميين بنسبة ثلاثه الى واحد .
هنا يتبادر الى الذهن سؤال : كم من ميزانية الأستخبارات يذهب بالضبط الى جيوب المقاولين الخصوصيين ؟! نظراً لأنّ ميزانيات الأستخبارات تحظى بدرجه عاليه من السريّه , وأنّ العديد من العقود يتم ارساؤها من دون اشراف أو مناقصه تنافسيه .... وعلى أثر ذلك صارت الصحف الأمريكيه المهمه مثل , الواشنطن بوست , لوس أنجلوس تايمز , .... الخ تنشر مقالات لشخصيات سياسيه وأمنيه أمريكيه , تحذر من مخاطر خصخصة الأستخبارات الأميركيه عبر المقاولين الخصوصيين سواءً كانوا أشخاص طبيعيين أو اعتباريين مثل الشركات التقليديه العملاقه في المجمّع الصناعي العسكري مثل " بوينج " " ولوكهيد مارتن " " ونورثروب جرومان "
وقد أدّت عملية الخصخصه الى آثار سلبيه على نجاعة العمل الأستخباري الأمريكي الداخلي والخارجي .... واليوم وأثناء الأعداد لميزانية الولايات المتحده الأمريكيه للعام 2008 م , أقرّ مجلس الشيوخ الأمريكي ( النواب ) بنداً خاصاً في الموازنه مخصصاً للأموال المقرّره لجهاز المخابرات الأمريكي لأعماله ومقاولاته الخارجيه , والتي يقدمها لقوى المعارضه في دول العالم لدعمها كمساعدات ماليه , هذا وقد طلب مجلس الشيوخ من الأداره الأمريكيه - مفارقه أمنيه عجيبه وغريبه ترفع السريّه - تقديم معلومات دقيقه عن طبيعة المساعدات الماديه والتي تقدمها الأداره عبر مخابراتها للمعارضه في دول ما من العالم , فكان رد الأداره بالرفض المطلق كون الأمر يتعلق بالأمن القومي الأمريكي .... حيث وجدت الأداره نفسها في وضع محرج جداً , ولأنّ هذا الأمر سيؤدي دون أدنى شك الى كشف وفضح أمر قوى المعارضه المواليه لأمريكا في دول محكومه من أنظمه سياسيه لا تدين بالولاء بحده الأدنى لواشنطن , حيث أنّ هذه الأموال تدفع لهذه الجهات للقيام بأعمال ممنهجه وحسب الرؤيه الأمنيه والسياسيه الأمريكيه ليصار في النهايه الى تغيير الأنظمه السياسيه الغير مرغوب فيها .
ومن اجل اعادة الأعتبار الى جهاز المخابرات الأمريكي من جهة وتفعيل عمله الخارجي من جهة أخرى , خاصة بعد النتائج الفاشلة للتدخلات العسكريه المباشره في كل من أفغانستان والعراق , تقدّم البنتاغون بمقترح مشترك مع المخابرات المركزيه الأميركيه الى مجلس الشيوخ ( النواب ) يقترح فيه : حروب مختلفه وبطريقه جديده بعيده عن العمل العسكري المباشر , أساسها حرب مخابراتيه معلوماتيه وصراع ارادات سياسيه وقيادة وتوجيه الرأي العام في مجتمعات محدده في دول ما لمساعدة قوى المعارضه ليصار الى التغير السياسي الأبيض , دون اطلاق رصاصه واحده من جانب الطرف الأمريكي , ودون خسائر بشريه وعسكريه / أمريكيّاً / باهظة الثمن .
* ونجد أنّه وبعد ديناميات مراجعه ودراسات سياسيه وعسكريه وأمنيه واقتصاديه داخل الأجهزه الأمنيه المخابراتيه والأستخباريه الأمريكيه , خلصت تلك الدراسات الى أنّ التدخل العسكري المباشر لتغيير الأنظمه السياسيه في دول غير مواليه لواشنطن , مكلف جدّاً من الناحيه الماديه والمعنويه والعسكريه والبشريه وله تأثير سلبي على صورة الولايات المتحده الأمريكيه في العالم كلّه , ويؤدي الى خلق ماكينات تفريخ طبيعيه للأرهاب والأرهابيين .... وضربوا مثالاً على ذلك : الوضع في أفغانستان والوضع في العراق .... بالمقابل وضعوا بديلاً عن ذلك وهو العمل المخابراتي الأمني بصمت مع المنظمات غير الحكوميه وقادة الرأي والفكر , لتهيئة الأجواء والظروف الخاصه لخلق رأي عام ما في مجتمعات محدّده لتغير أنظمتها عبر قوى المعارضه والمنظمات غير الحكوميه المدعومه مادياً من المؤسسات الأمنيه الأمريكيه وبعض المؤسسات المدنيه المرتبطه معها .... وضربوا مثالاً حيّاً على نجاعة هذا العمل المخابراتي والذي أدّى الى تغيير الكثير من الأنظمه السياسيه غير المرغوب فيها من أوكرانيا الى جورجيا الى تلك الدول المتفكّكه عن الأتحاد السوفياتي السابق في آسيا الوسطى .
وهنا لا بد ّ من الأشاره الى أنّ جل عمل المخابرات المركزيه الأمريكيه يتركز الآن في الحدائق الخلفيه للأتحاد السوفياتي السابق / دول ومجتمعات آسيا الوسطى / فما الذي تريده واشنطن من آسيا الوسطى ؟!
باختصار تريد حضوراً سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً يلغي و/ أو يبعد ويحجّم ويقزّم الدور الروسي والصيني المتعاظمين , كما تريد أمن وسلامة خمس قواعد عسكريه زرعتهما في قرغيزستان وطاجييكستان وتركمانستان منذ حملتها العسكريه على أفغانستان المسلمه .
كما أنّها لا تريد صعوداً للحركات الأسلاميه الراديكاليه وفي مقدمتها حزب التحرير الأسلامي والجماعه الأسلاميه ,كما يعنيها ويهمها الأشراف على مشاريع النفط القزويني الذي تستثمر فيه شركاتها الكبرى لنقله عبر أفغانستان المحتله أمريكياً أو عبر جورجيا التي صارت مخفراً أماميّاً لواشنطن في القوقاز .
لقد اتضح الدور الذي لعبته وتلعبه واشنطن في الأوضاع السياسيه للدول المتفكّكه عن الأتحاد السوفياتي السابق , حيث قامت المخابرات المركزيه الأميركيه في تمويل المنظمات غير الحكوميه , بل وقدّمت تمويلاً ماليّاً مباشراً لقوى المعارضه في عدّة دول آطاحت بأنظمه غير مواليه لها ... وهذا كلّه بالأساس , عمل مخابراتي استخباري أمريكي واضح وناجح وناجع , لم تطلق فيه رصاصه أمريكيه واحده ولم تخسر فيه واشنطن جندي أمريكي واحد بعكس ما يحصل في العراق وأفغانستان ! , وحقّقت الهدف الأمريكي عبر قوى أخرى.
ففي دول آسيا الوسطى هناك فروع للمؤسسات الأمريكيه مثل : بيت الحريه , صندوق المنحه القوميه للديمقراطيه , والمعهد الأمريكي للديمقراطيه , فضلاً عن دور الجامعه الأمريكيه وراديو الحريه ..... وقد تولّى المدعو جيمس ولسي / المدير السابق للمخابرات المركزيه الأميركيه / رئاسة مؤسسة بيت الحريه التي تمول حركات المعارضه في آسيا الوسطى وشرق أوروبا .
والنموذج المشابه عاشته أيضاً دول أميركا اللاتينيه منذ أكثر من ربع قرن , حينما اجتاحتها انقلابات مدعومه أميركياً عبر المخابرات وحربها وصراعها مع الآخر .
وألفت انتباه القارىء الكريم , في مثل هذه الدول / آسيا الوسطى / ليس أمام قوى المعارضه المتحالفه مع واشنطن سوى تقديم الضمانات لمصالح واشنطن , مكتفيه باستلام الحكم والأعتناء بالقضايا الداخليه , وقد أثبتت مهارتها هذه القوى المعارضه في اقناع الولايات المتحده الأميركيه , بأنّها قادره على التغير دون أن تصيب المصالح الأمريكيه بسوء .... انّه سيناريو مخابراتي أمريكي أثبت نجاعته , وبات المفضّل لدى واشنطن حالياً وفي أي اداره لاحقه , بدلاً من الخيار العسكري الذي أثبت عدم نجاعته ونجاحه وأثبت كلفته .... أيضاً انّه سيناريو ينتظره البعض هنا في العالم العربي , بل ولم يعد مستبعداً أن يتعامل الأسلاميون معه بواقعيه في سبيل الوصول الى التمثيل السياسي والأنعتاق من الحبس الأنعزالي .... وتحاول واشنطن تطبيقه واسقاطه على ايران - عبر الطبقه الوسطى حيث يراهن الغرب و واشنطن عليها في التغير - بسبب ملفها النووي ومشروعها الأقليمي ومجالها الحيوي الذي لا تعترف به أمريكا , ونفوذها الذي تراه واشنطن خطراً على مصالحها في الخليج والشرق الأوسط عامةً وفي آسيا الوسطى أيضاً وفي موضوعة بحر قزوين الغني بالنفط والغاز.... وكل المؤشرات السياسيه والأمنيه تؤكد فشل المحاولات الأمريكيه هذه مع ايران , كون الجميع في ايران متوحد ضد الخطر الخارجي , والطبقه الوسطى الأيرانيه طبقه وطنيه بامتياز واعيه لما يحاك بطهران على المستوى الدولي والأقليمي والمحلي .
الخلاصه :
الولايات المتحده الأمريكيه , قارنت بين التدخل العسكري المباشر في دول مثل أفغانستان والعراق وأثره الشامل عليها وعلى اقتصادها , حيث قدّر مكتب الموازنه في الكونغرس مؤخراً كلفة الحربين من 4 و 2 – 5 و 3 تريليون دولار $ , بينما الحرب المخابراتيه عبر المنظمات الغير حكوميه في دول مثل آسيا الوسطى , وفي جورجيا وأوكرانيا بمبالغ زهيده جدّاً لا تتجاوز بضع المئات من الملايين من الدولارات $ , وأدّت غرضها , دون أن تخسر واشنطن رصاصه واحده أو جندي هزيل واحد .... حيث هذه الملايين من الدولارات $ الأمريكيه تعتبر فتات امام ما خسرته وتخسره واشنطن في حربيها على أفغانستان والعراق .... فهل ما زالت مصره على ضرب ايران المسلمه ؟!! .
وبعد أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 م نما في الولايات المتحده الأمريكيه مجمّع استخباراتي – صناعي هائل , وذلك عندما ذهب رؤساء أجهزة الأستخبارات الحكوميه يستعينون بمصادر خارجيه في كل مجال من مجال الأستخبارات وبشكل ممنهج , فبات عدد المقاولين الخصوصيين العاملين في محطة وكالة الأستخبارات المركزيه الأمريكيه يفوق عدد الموظفين الحكوميين بنسبة ثلاثه الى واحد .
هنا يتبادر الى الذهن سؤال : كم من ميزانية الأستخبارات يذهب بالضبط الى جيوب المقاولين الخصوصيين ؟! نظراً لأنّ ميزانيات الأستخبارات تحظى بدرجه عاليه من السريّه , وأنّ العديد من العقود يتم ارساؤها من دون اشراف أو مناقصه تنافسيه .... وعلى أثر ذلك صارت الصحف الأمريكيه المهمه مثل , الواشنطن بوست , لوس أنجلوس تايمز , .... الخ تنشر مقالات لشخصيات سياسيه وأمنيه أمريكيه , تحذر من مخاطر خصخصة الأستخبارات الأميركيه عبر المقاولين الخصوصيين سواءً كانوا أشخاص طبيعيين أو اعتباريين مثل الشركات التقليديه العملاقه في المجمّع الصناعي العسكري مثل " بوينج " " ولوكهيد مارتن " " ونورثروب جرومان "
وقد أدّت عملية الخصخصه الى آثار سلبيه على نجاعة العمل الأستخباري الأمريكي الداخلي والخارجي .... واليوم وأثناء الأعداد لميزانية الولايات المتحده الأمريكيه للعام 2008 م , أقرّ مجلس الشيوخ الأمريكي ( النواب ) بنداً خاصاً في الموازنه مخصصاً للأموال المقرّره لجهاز المخابرات الأمريكي لأعماله ومقاولاته الخارجيه , والتي يقدمها لقوى المعارضه في دول العالم لدعمها كمساعدات ماليه , هذا وقد طلب مجلس الشيوخ من الأداره الأمريكيه - مفارقه أمنيه عجيبه وغريبه ترفع السريّه - تقديم معلومات دقيقه عن طبيعة المساعدات الماديه والتي تقدمها الأداره عبر مخابراتها للمعارضه في دول ما من العالم , فكان رد الأداره بالرفض المطلق كون الأمر يتعلق بالأمن القومي الأمريكي .... حيث وجدت الأداره نفسها في وضع محرج جداً , ولأنّ هذا الأمر سيؤدي دون أدنى شك الى كشف وفضح أمر قوى المعارضه المواليه لأمريكا في دول محكومه من أنظمه سياسيه لا تدين بالولاء بحده الأدنى لواشنطن , حيث أنّ هذه الأموال تدفع لهذه الجهات للقيام بأعمال ممنهجه وحسب الرؤيه الأمنيه والسياسيه الأمريكيه ليصار في النهايه الى تغيير الأنظمه السياسيه الغير مرغوب فيها .
ومن اجل اعادة الأعتبار الى جهاز المخابرات الأمريكي من جهة وتفعيل عمله الخارجي من جهة أخرى , خاصة بعد النتائج الفاشلة للتدخلات العسكريه المباشره في كل من أفغانستان والعراق , تقدّم البنتاغون بمقترح مشترك مع المخابرات المركزيه الأميركيه الى مجلس الشيوخ ( النواب ) يقترح فيه : حروب مختلفه وبطريقه جديده بعيده عن العمل العسكري المباشر , أساسها حرب مخابراتيه معلوماتيه وصراع ارادات سياسيه وقيادة وتوجيه الرأي العام في مجتمعات محدده في دول ما لمساعدة قوى المعارضه ليصار الى التغير السياسي الأبيض , دون اطلاق رصاصه واحده من جانب الطرف الأمريكي , ودون خسائر بشريه وعسكريه / أمريكيّاً / باهظة الثمن .
* ونجد أنّه وبعد ديناميات مراجعه ودراسات سياسيه وعسكريه وأمنيه واقتصاديه داخل الأجهزه الأمنيه المخابراتيه والأستخباريه الأمريكيه , خلصت تلك الدراسات الى أنّ التدخل العسكري المباشر لتغيير الأنظمه السياسيه في دول غير مواليه لواشنطن , مكلف جدّاً من الناحيه الماديه والمعنويه والعسكريه والبشريه وله تأثير سلبي على صورة الولايات المتحده الأمريكيه في العالم كلّه , ويؤدي الى خلق ماكينات تفريخ طبيعيه للأرهاب والأرهابيين .... وضربوا مثالاً على ذلك : الوضع في أفغانستان والوضع في العراق .... بالمقابل وضعوا بديلاً عن ذلك وهو العمل المخابراتي الأمني بصمت مع المنظمات غير الحكوميه وقادة الرأي والفكر , لتهيئة الأجواء والظروف الخاصه لخلق رأي عام ما في مجتمعات محدّده لتغير أنظمتها عبر قوى المعارضه والمنظمات غير الحكوميه المدعومه مادياً من المؤسسات الأمنيه الأمريكيه وبعض المؤسسات المدنيه المرتبطه معها .... وضربوا مثالاً حيّاً على نجاعة هذا العمل المخابراتي والذي أدّى الى تغيير الكثير من الأنظمه السياسيه غير المرغوب فيها من أوكرانيا الى جورجيا الى تلك الدول المتفكّكه عن الأتحاد السوفياتي السابق في آسيا الوسطى .
وهنا لا بد ّ من الأشاره الى أنّ جل عمل المخابرات المركزيه الأمريكيه يتركز الآن في الحدائق الخلفيه للأتحاد السوفياتي السابق / دول ومجتمعات آسيا الوسطى / فما الذي تريده واشنطن من آسيا الوسطى ؟!
باختصار تريد حضوراً سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً يلغي و/ أو يبعد ويحجّم ويقزّم الدور الروسي والصيني المتعاظمين , كما تريد أمن وسلامة خمس قواعد عسكريه زرعتهما في قرغيزستان وطاجييكستان وتركمانستان منذ حملتها العسكريه على أفغانستان المسلمه .
كما أنّها لا تريد صعوداً للحركات الأسلاميه الراديكاليه وفي مقدمتها حزب التحرير الأسلامي والجماعه الأسلاميه ,كما يعنيها ويهمها الأشراف على مشاريع النفط القزويني الذي تستثمر فيه شركاتها الكبرى لنقله عبر أفغانستان المحتله أمريكياً أو عبر جورجيا التي صارت مخفراً أماميّاً لواشنطن في القوقاز .
لقد اتضح الدور الذي لعبته وتلعبه واشنطن في الأوضاع السياسيه للدول المتفكّكه عن الأتحاد السوفياتي السابق , حيث قامت المخابرات المركزيه الأميركيه في تمويل المنظمات غير الحكوميه , بل وقدّمت تمويلاً ماليّاً مباشراً لقوى المعارضه في عدّة دول آطاحت بأنظمه غير مواليه لها ... وهذا كلّه بالأساس , عمل مخابراتي استخباري أمريكي واضح وناجح وناجع , لم تطلق فيه رصاصه أمريكيه واحده ولم تخسر فيه واشنطن جندي أمريكي واحد بعكس ما يحصل في العراق وأفغانستان ! , وحقّقت الهدف الأمريكي عبر قوى أخرى.
ففي دول آسيا الوسطى هناك فروع للمؤسسات الأمريكيه مثل : بيت الحريه , صندوق المنحه القوميه للديمقراطيه , والمعهد الأمريكي للديمقراطيه , فضلاً عن دور الجامعه الأمريكيه وراديو الحريه ..... وقد تولّى المدعو جيمس ولسي / المدير السابق للمخابرات المركزيه الأميركيه / رئاسة مؤسسة بيت الحريه التي تمول حركات المعارضه في آسيا الوسطى وشرق أوروبا .
والنموذج المشابه عاشته أيضاً دول أميركا اللاتينيه منذ أكثر من ربع قرن , حينما اجتاحتها انقلابات مدعومه أميركياً عبر المخابرات وحربها وصراعها مع الآخر .
وألفت انتباه القارىء الكريم , في مثل هذه الدول / آسيا الوسطى / ليس أمام قوى المعارضه المتحالفه مع واشنطن سوى تقديم الضمانات لمصالح واشنطن , مكتفيه باستلام الحكم والأعتناء بالقضايا الداخليه , وقد أثبتت مهارتها هذه القوى المعارضه في اقناع الولايات المتحده الأميركيه , بأنّها قادره على التغير دون أن تصيب المصالح الأمريكيه بسوء .... انّه سيناريو مخابراتي أمريكي أثبت نجاعته , وبات المفضّل لدى واشنطن حالياً وفي أي اداره لاحقه , بدلاً من الخيار العسكري الذي أثبت عدم نجاعته ونجاحه وأثبت كلفته .... أيضاً انّه سيناريو ينتظره البعض هنا في العالم العربي , بل ولم يعد مستبعداً أن يتعامل الأسلاميون معه بواقعيه في سبيل الوصول الى التمثيل السياسي والأنعتاق من الحبس الأنعزالي .... وتحاول واشنطن تطبيقه واسقاطه على ايران - عبر الطبقه الوسطى حيث يراهن الغرب و واشنطن عليها في التغير - بسبب ملفها النووي ومشروعها الأقليمي ومجالها الحيوي الذي لا تعترف به أمريكا , ونفوذها الذي تراه واشنطن خطراً على مصالحها في الخليج والشرق الأوسط عامةً وفي آسيا الوسطى أيضاً وفي موضوعة بحر قزوين الغني بالنفط والغاز.... وكل المؤشرات السياسيه والأمنيه تؤكد فشل المحاولات الأمريكيه هذه مع ايران , كون الجميع في ايران متوحد ضد الخطر الخارجي , والطبقه الوسطى الأيرانيه طبقه وطنيه بامتياز واعيه لما يحاك بطهران على المستوى الدولي والأقليمي والمحلي .
الخلاصه :
الولايات المتحده الأمريكيه , قارنت بين التدخل العسكري المباشر في دول مثل أفغانستان والعراق وأثره الشامل عليها وعلى اقتصادها , حيث قدّر مكتب الموازنه في الكونغرس مؤخراً كلفة الحربين من 4 و 2 – 5 و 3 تريليون دولار $ , بينما الحرب المخابراتيه عبر المنظمات الغير حكوميه في دول مثل آسيا الوسطى , وفي جورجيا وأوكرانيا بمبالغ زهيده جدّاً لا تتجاوز بضع المئات من الملايين من الدولارات $ , وأدّت غرضها , دون أن تخسر واشنطن رصاصه واحده أو جندي هزيل واحد .... حيث هذه الملايين من الدولارات $ الأمريكيه تعتبر فتات امام ما خسرته وتخسره واشنطن في حربيها على أفغانستان والعراق .... فهل ما زالت مصره على ضرب ايران المسلمه ؟!! .