عملية لقوات خاصة جزائرية أسفرت عن تحرير 17 سائحاً من قبضة الجماعة السلفية المرتبطة بـ«القاعدة»
الجزائر: خضير بوقايلة فيينا: بثينة عبد الرحمن أفادت مصادر دبلوماسية غربية أن السياح الأوربيين الـ17 الذين تم تحريرهم من قبضة خاطفيهم في الصحراء الجزائرية غادروا الجزائر، مساء أمس، إلى بلدانهم «منهكين، لكن سالمين». وتبقى الأنظار متجهة الآن إلى منطقة تملريك، قرب إليزي الواقعة على الحدود مع ليبيا، أين يحتمل أن يكون 15 سائحاً ما يزالون رهينة لدى مجموعة مسلحة أخرى. وفضلت السلطات الجزائرية التكتم عن خبر تحرير 17 سائحا (10 نمساويين وستة ألمانيين وسويدي واحد) حتى صباح أمس، حين نشرت قيادة أركان الجيش بيانا أوضحت فيه أن قوات خاصة شنت هجوما خاطفا على مكان وجود هؤلاء السياح وتمكنت من تحريرهم سالمين. وأشار بيان الجيش الجزائري إلى أن مجموعة تنتمي إلى الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي يتزعمها حسان حطاب والمرتبطة بتنظيم «القاعدة»، هي التي كانت تحتجز هؤلاء السياح منذ قرابة ثلاثة أشهر.
يذكر ان السلطات الجزائرية كانت حددت مختار بلمختار كزعيم للجماعة السلفية للدعوة والقتال في منطقة الصحراء الجزائرية على الحدود مع مالي. وقد توجه مسؤولون في اجهزة الاستخبارت الجزائرية الاسبوع الماضي الى مالي التي يتخذ منها بلمختار ملاذا سعيا الى رصد مجموعته على الارجح.
وقال بيان الجيش الجزائري «ان وحدات الجيش الوطني الشعبي رصدت صباح الثالث عشر من مايو (ايار) الجاري (اول من امس) في منطقة امقيد (شمال تمنغاست 1900 كلم جنوب العاصمة) المكان الذي كان تختبئ فيه احدى المجموعات الارهابية للجماعة السلفية للدعوة والقتال التي خطفت هؤلاء الاشخاص»، و«بعد هجوم قصير على الارهابيين اتخذت خلاله كافة الاحتياطات للحفاظ على حياة الرهائن تم الافراج عن كل السياح السبعة عشر سالمين».
ولم يشر البيان إلى مصير عناصر المجموعة المسلحة، إلا أن مصادر متطابقة أشارت إلى مقتل تسعة منهم ووقوع إصابات في صفوف قوات الجيش. كما لم يتطرق بيان هيئة اركان الجيش الجزائري لمصير السياح الباقين الخمسة عشر وهم عشرة المان واربعة سويسريين وهولندي. وأكدت وزارة الداخلية الجزائرية امس ان السياح الباقين محتجزون لدى مجموعة ارهابية ولا يزالون معتبرين مفقودين في الصحراء الجزائرية.
وفي فيينا، اكدت وزيرة الخارجية النمساوية بينيتا فيريرو فالدنر خبر الافراج عن السياح الـ 17 وبينهم النمساويون العشرة، لكن الوزيرة رفضت التعليق على كيفية الافراج عنهم.
وقد تم نقل السياح المحررين مساء أول أمس من مطار تمنغاست (أقصى الجنوب) إلى العاصمة، أين نُقلوا إلى مستشفى عين النعجة العسكري لإخضاعهم إلى فحوص طبية قبل السماح لهم بالمغادرة إلى بلدانهم.
وقد منع القائمون على المستشفى أي صحافي من الدخول لمقابلة هؤلاء السياح، وسُمح فقط لممثلي السفارات التي ينتمي إليها هؤلاء بالدخول، وقد نقل أحدهم، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن السياح «في حالة جيدة، لكنهم ما يزالون تحت وطأة الصدمة». وأعرب نفس الدبلوماسي عن امتنانه لما بذلته قوات الأمن الجزائرية من جهد لحماية أرواح السياح، كما تمنى أن يعود السياح الـ 15 الآخرون جميعهم سالمين إلى أهاليهم وأوطانهم.
وكانت السلطات الجزائرية قد سخرت أزيد من خمسة آلاف عسكري وست طائرات عسكرية لتمشيط المنطقة التي فُقد فيها هؤلاء السياح، وبقيت فرق الاستطلاع وقوات الأمن مستمرة في عملها لعدة أسابيع محاطة بضغوط كبيرة من طرف الصحافة الدولية ومسؤولي البلدان التي ينتمي إليها هؤلاء السياح، إلا أن مصالح الأمن فضلت أن تختار هي بنفسها «الوقت المحدد» لتنفيذ مخطط بداية تحرير الرهائن، كما أنها فضلت الاستغناء عن مساعدات تقنية وبشرية اقترحتها عليها سلطات البلدان التي ينتمي إليها السياح.