إعداد: اللواء الركن طيار / محمد يحيى المهدي
بالقياس الى مجالات التطوير المختلفة التي ميزت في السنوات الأخيرة تقنيات الاسلحة الخفيفة والمتوسطة بقيت الأسلحة الصغيرة أو الشخصية بمعزل الى حد ما عن هذه التحولات ولا يعني ذلك ان السلاح الفردي المعد بصفة خاصة للمشاة لم يتأثر بالتقنيات الفرعية غير أن صعوبات دمج الأنظمة الأكثر تطوراً في الأسلحة المحدودة الحجم والمدى معاً
ومع تقدم تكنولوجي مطرد في مجالات دقة التصويب او التحكم بالنيران والتوجيه الليزري وصواهر القذائف (Fuzes) تزايدت احتمالات تطوير اجيال جديدة من الاسلحة الفردية وتدشن عهداً تكنولوجياً لم يكن معروفاً من قبل.
وقد يكون الحدث الملفت في بداية القرن الحادي والعشرين هو اعطاء اولوية تكنولوجية مبررة ومتزايدة لسلاح الاستخدام الفردي ليس فقط بسبب مجاراة أو مواكبة العصر بل لتلبية حاجات عملياتية لم تكن مطروحة في السابق بنفس الاهمية التي تستحقها اليوم وذلك نتيجة لاهمية تطور هذه الاسلحة حتى تواكب تطور وتقنيات الاسلحة الاخرى ليحدث التكامل وتحسين الاداء سواءً أثناء التدريب أو في المعارك وميادين القتال.
- المواصفات الاساسية:
المواصفات الاساسية التي يجب أن تتوافر في كل سلاح فردي معد للنشر على مسرح العمليات إضافة الى الاعتمادية والصلابة والدقة تتمثل في سهولة التشغيل والصيانة الميسرة بأقل الاساليب والتكاليف معاً وخفة الوزن.
والاعتمادية (Reliabilty) العالية للسلاح الفردي تتمثل إلى حد كبير في القدرة على الاستخدام الفعال في كافة الاحوال الجوية والمناخية وفي عدم التأثير باوضاع بيئية متردية غير ملائمة كالتي تكثر فيها الوحول والامطار وكالمنطقة الاستوائية او الرمال وحبات الغبار كالمنطقة الصحراوية ولعل البندقية «كلاشينكوف» او معادلة الامريكي إم 16 (16- m) هناك ما يشير ايضاً الى ان النظامين المذكورين سيحافظان على مكانتهما لدى العديد من الجيوش والوحدات البرية لعدة سنوات اضافية على الاقل وبالاضافة الى ذلك فان اتساع دائرة الازمات المحلية والاقليمية ومناسبات التدخل الأمني المواكبة لها او المتعلقة بها تفرض ملائمات دائمة او متدرجة لطبيعة الاستخدام حسب البيئة المعنية من جهة ومدى استعداد الدول المرشحة للقيام بالمهام المطلوبة منها من جهة ثانية وفي حالات معينة قد تضطر بعض الجيوش الى استخدام اسلحة فردية غير الذي يجهز في الظروف العادية قواته المسلحة.
وقد تسمح كذلك المشاركة المتعددة الاطراف في السيطرة على وضع أمني معين بتبادل الخبرات واكتساب تقنيات جديدة او معدلة تفيد في ما بعد الوحدات المنخرطة ويمكن ان تساهم هذه الناحية ايضاً ولو غير مباشرة في التأثير على خيارات التجهيز من بين النظم الخفيفة المطروحة في سوق التصدير الدولية.
- البندقية في دور الرشاش
احد طرق استغلال البندقية الهجومية قصيرة الماسورة في دور المدفع الرشاش الصغير هو انتاج نماذج يمكنها اطلاق ذخيرة المسدسات وهذا لا يتطلب اكثر من ماسورة ذات عيار ملائم مقرونة بنظام معدل تعديلاً مناسباً للتلقيم بالذخيرة وهذه الطريقة لها العديد من المزايا اذ انه يمكن صنع المدافع الرشاشة من آليات متوفرة وان بعض قطع الغيار يمكن تبادلها من نماذج البندقية كما ان متطلبات التدريب بالنسبة للمدفع الرشاش تنخفض الى ادنى معدلاتها.
ومن اكثر البندقيات الهجومية المعدلة لاطلاق ذخيرة المسدسات انتشاراً بمختلف نماذج سلسلة البندقيات (mib colt) عيار 9 مليم فهناك العديد من النماذج الفرعية في هذه السلسلة مع وجود اختلافات بسيطة بينها, ومن الامثلة الاخرى المماثلة البندقية التشيكية (98- mk) وهي نموذج معدل كثيراً من البندقية التشيكية (58- model) عيار 7.62ملم، وهناك مثال آخر معروف بدرجة اقل تم تطويره في جورجيا وهو البندقية (Gorda) عيار 9ملم المبينة حول بندقية كلاشنكوف وحول ماسورة جديدة.
وهناك مثال غير عادي للتحول من بندقية هجومية يتمثل في الرشاش الكوري الجنوبي (7-k) وهو نموذج مكتوم الصوت من سلسلة البنادق (kIAI) عيار 5.56ملم.
- ملامح السوق العالمي للأسلحة الصغيرة
وما يجب اخذه بعين الاعتبار ايضاً هو توفر كميات مناسبة صالحة للاستخلام لدى مخزونات وترسانات الدول وبالطبع لا يتنافى هذا العرض مع وضع نظم جديدة او متجردة في سوق الانتاج او التصدير.
وبالطبع هناك شركات صناعية عريقة تتمتع بخبرة مشهودة في هذا النمط الخاص من التسلح البري وقد يبدو من الطبيعي الى حد ما التوجه نحو هذه الشركة او تلك للتجهز بنظم جديدة دون الارتباط بداية بخيار محدد وترك الاحتمالات مفتوحة ما يفسر من جهة عامل المنافسة ويعزز من موقع المستهلك الى المنتج من جهة ثانية, وتستأثر قلة من الدول فقط بتوفير معظم الاسلحة الصغيرة والخفيفة في العالم والمصادر الرئيسية للتزود بالاسلحة الصغيرة هي: «بلجيكا، اسرائيل، البرازيل، ايطاليا، بلغاريا، روسيا، الصين، جنوب افريقيا، فرنسا، بريطانيا، المانيا، الولايات المتحدة»، والظاهرة الاخرى التي تثير الاهتمام في السنوات الاخيرة الاعتماد المتزايد على الاسلحة الفردية عيار 5.56ملم بدلاً من العيار التقليدي 7.62مم والتي تتصف بسهولة الاستعمال الا ان هذه الظاهرة التي تنطبق بصفة خاصة على البنادق لا تشمل الرشاشات، حيث الافضلية قائمة لعيار 7.62مم نظراً لفعاليته الاختراقية المؤكدة.
وتبرز مثلاً منتجات الشركة الروسية (Rouzhenie) المتميزة بالنموذجية (151- AK 152- AK) المتفرعة عن النموذج (47- AK) وتتأكد في المقابل الخصائص القتالية البارزة للرشاش البلجيكي «نينمي» من انتاج شركة (FN Herstal) وقد زودت هذه الشركة بهذا السلاح الجيش الهولندي وهذا النموذج لا يتجاوز وزنه سبعة كيلو جرام والمعد لتجهيز وحدات المشاة وحققت الشركة ايضاً عقداً آخر لتزويد القوات الخاصة الامريكية بالنظام نفسه.
ولعل تفكك حلف وارسو اوائل التسعينات من القرن الماضي افاد في تنوع مصادر السلاح الفردي من دول اوروبا الشرقية والوسطى الناشطة صناعياً في هذا الحقل واضافة الى الرشاش القصير الذي يبلغ كيلوجرامين طراز (90m- pp) بعيار 9- 18ملم من انتاج الروسية (KBP) برزت شركة (Lueznic) البولونية من خلال المسدس (Parabellim) عيار 19- 9ملم اضافة الى نظم اخرى مشابهة من عيار 7.62 و5.56ملم والى رشاشات من الفئة القصيرة.
وشركة (Arsenal) البلغارية تسوق من جهتها سلسلة من النظم وابرزها فئة عيار 5.54 وهناك ايضاً سلسلة الاسلحة الفردية التي تنتجها الشركة النمساوية (Ro) وبخاصة النظم طراز (80- SA) الا ان هذه المنتجات الفعالة لا تلغي الدور الرائد الذي تلعبه عدة شركات عريقة خاصة في مجال تطوير المسدسات وهي في الاغلب من اوروبا الغربية.
ومن النظم غير التقليدية تماماً بنادق القناصة عيار 12.7مم التي تطورها عدة شركات من مصادر مختلفة والتي تتميز بدرجات متفاوتة في القدرة على التصدي للاهداف البرية بحجم المركبات الواقعة على مسافات تتراوح من 1000 الى 1600متر، ولعل من بين المنتجات الرائدة في هذه الفئة يمكن ذكر البندقية التي طورتها الشركة الاسترالية (Precision RiFle systems) وتعتبر في اكثر من جانب منافسة فعلية لعدة طرازات من النظم التي تنتجها شركات غربية مثل (Internatational Accuracy) و(Barett) او طراز (20- NTW) من مجموعة في «دينيل (Denel)» جنوب افريقيا او البنادق واسعة الانتشار على غرار (96- Tcko،Gepaera mi Osv) من روسيا واوكرانيا.