الشروق تهرب الحلقة الثانية من كتاب "الجيا من الداخل"
زيتوني أمر بذبح رهبان تيبحيرين بعد اكتشاف ساعة تجسس في يد الضابط الفرنسي المفاوض
رهبان تبحرين كانوا يعالجون جرحى الجماعات المسلحة "سرا"
زيتوني كان يحلم بفتح فرنسا والاستشهاد على أبواب باريس
بعد الضجة التي التي أحدثتها الحلقة الأولى المهربة من كتاب الشروق "الجيا من الداخل" شهادات ضابط شرعي في "الجماعة الإسلامية المسلحة" لمؤلفه عبد الحكيم أبو الشيماء.
والتي تناولت لأول مرة الحقيقة الكاملة لمقتل الشيخ محمد بوسليماني بوصفه شاهد عيان عاش الكثير من تلك الأحداث التراجيدية، تعود اليوم الشروق لتنشر التفاصيل الدقيقة لمقتل رهبان تبحرين في حلقة ثانية مهربة من كتاب "الجيا من الداخل" الذي تنوي مؤسسة الشروق طبعه قريبا بإذن الله، والذي يكشف تفاصيل تنشر لأول مرة، خاصة أن المؤلف كان في وقت سابق مقربا من الأمير الوطني للجيا جمال زيتوني المسؤول الأول عن مقتل الرهبان. وتأتي هذه الشهادة بعيد الضجة التي أحدثتها بعض وسائل الاعلام الفرنسية التي تسعى إلى تشويه الشهادات بما يسيء لصورة الجزائر أمام الرأي العام الوطني والدولي، لذلك نقدم شهادة هذا الضابط الشرعي حرفيا كما وردت في الكتاب.
حرب "الجيا" على فرنسا
دخلت الجماعة الإسلامية المسلحة "الجيا" في حرب معلنة على فرنسا في عهد جمال زيتوني حتى تتخلى عن دعمها للنظام الجزائري، وكانت الجيا تضغط على فرنسا من خلال تفجيرات ميترو باريس في 1995، ثم اقتحام مقر السفارة الفرنسية في الجزائر وقتل حراسها الفرنسيين، واختطاف طائرة فرنسية في مطار هواري بومدين بالجزائر بأمر من زيتوني شخصيا الذي كان يأمل أن يفتح فرنسا، وكان يقول "أريد أن أستشهد على مشارف باريس"، بل وأصدر بيانا يدعو من خلاله الرئيس الفرنسي جاك شيراك بالتوبة والدخول في الإسلام على طريقة "أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين".
وأراد زيتوني تحرير مساجين "الجيا" لدى فرنسا والذين اعتقلتهم بعد تفجيرات ميترو باريس، كما رغب في مساومة فرنسا لتضغط على النظام الجزائري من أجل إطلاق سراح أعضاء من الجماعة الإسلامية المسلحة من السجون على رأسهم عبد الحق لعيادة، الأمير المؤسس للجماعة الإسلامية المسلحة، فخطط لعملية اختطاف رهبان تبحرين الفرنسيين.
رهبان تبحرين كانوا يساعدون "الجيا"
كان هناك نحو 15 راهبا في حي تبحرين بمدينة المدية (نحو 180 كيلومتر جنوب العاصمة)، ولأن هؤلاء الرهبان كانوا يعالجون "سرا" الجرحى والمرضى في كتيبة قصر البخاري التي كان يقودها يونس عطية المدعو "الخنّ" والذي كان عضوا في المجلس الوطني للجماعة الإسلامية المسلحة فقد أعطاهم هذا الأخير الأمان.
لكن جمال زيتوني. الأمير الوطني أعطى أوامره لبغدادي أمير إحدى سرايا "الجيا" في المدية باختطاف رهبان تبحرين دون الأخذ بعين الاعتبار عهد الأمان الذي أعطاهم إياه "الخنّ"، ولا حتى تعاونهم مع الجيا في معالجة الجرحى.
قاد الأمير بغدادي سرية من الرجال المسلحين ليلا إلى مكان إقامة الرهبان في حي تبحرين في ضواحي مدينة المدية، وكان هذا الأمير أحد المساجين الفارين من سجن تازولت في باتنة (لامباز سابقا) في العملية الشهيرة التي فر فيها الكثير من المساجين. التحق العديد منهم بالجماعة الإسلامية المسلحة.
لم يكن بغدادي يعلم حينما وصل إلى حي تبحرين أن الرهبان مقسمون إلى فوجين، كل فوج ينام في شقة، لذلك توجه إلى شقة الفوج الأول ولم يلقوا أي مقاومة أو مواجهة من الرهبان الذين كانوا كبار السن، كما أنهم لم يتوقعوا أن يتعرضوا لأي أذى من أفراد الجيا، خاصة وأنهم سبق وأن تعاملوا مهم مرارا دون أن يحدث لهم ما يثير قلقهم، كما أن بغدادي وجماعته طمأنوهم بأنهم سيعيدونهم سالمين إلى مأواهم.
وتناول أفراد جماعة بغدادي الطعام المتواجد في الثلاجة، مما يعكس سهولة المهمة التي كلفوا بها، ثم أخذوا الرهبان السبعة معهم إلى مركز قيادة "الجيا" في جبال "بوڤرة" بمنطقة تسمى "تالة جن"، أين كان يتواجد جمال زيتوني، وقطعوا قرابة 30 كيلومترا من المدية إلى تالة جن مشيا على الأقدام، وقد نجا الفوج الثاني من الرهبان (8 رهبان فرنسيين) بأعجوبة من الاختطاف.
السفير الفرنسي يستقبل مبعوث "الجيا" في مكتبه
أكدت قيادة الجماعة الإسلامية المسلحة لرهبان تبحرين السبعة أنهم سيستعملونهم فقط كورقة ضغط ليس إلا، وقامت بتسجيل شريط سمعي معهم تكلموا فيه أنهم مختطفون لدى الجماعة الإسلامية المسلحة، وأخذ جمال زيتوني هذا الشريط وكلف أحد أعضاء الجماعة غير المعروفين لدى الأمن بتسليم الشريط لمسؤولي السفارة الفرنسية في الجزائر.
وتوجه مرسول زيتوني إلى السفارة الفرنسية وقدم نفسه على أنه مبعوث الجماعة الإسلامية المسلحة، فسمح له بالدخول واستقبله السفير الفرنسي شخصيا في مكتبه. مما يبين الأهمية التي كانت توليها فرنسا لقضية اختطاف الرهبان، وسلم هذا المبعوث الشريط الذي يثبت أن رهبان تبحرين محتجزون لدى الجماعة الإسلامية المسلحة.
وفي هذا اللقاء أبلغ مبعوث الجيا شروط زيتوني من أجل إطلاق سراح رهبان تبحرين والمتمثلة بالأخص في وقف دعم فرنسا للنظام الجزائري في حربه ضد الجماعة الإسلامية المسلحة، والضغط عليه من أجل إطلاق سراح مساجين "الجيا" في فرنسا.
وبدأت مفاوضات سرية بين فرنسا من جهة و"الجيا" من جهة ثانية، وأبلغت السفارة الفرنسية بالجزائر الرئاسة الفرنسية بكل تفاصيل هذه المفاوضات أولا بأول، وقد أولت فرنسا أولوية خاصة لقضية رهبان تبحرين وتمت متابعتها من أعلى المستويات.
"الساعة" التي قتلت رهبان تبحرين
آخر اتصال وقع بين فرنسا والجيا في قضية رهبان تبحرين كان عندما اتفق الطرفان على أن يلتقي ضابط سام في الجيش الفرنسي (قد يكون ملحق عسكري بالسفارة) بالأمير الوطني "للجيا" جمال زيتوني في مركز قيادة الجماعة "بتالة جن" في جبال بوڤرة بالبليدة.
ورافق الجنرال الفرنسي المكلف بالاتصال مع السفارة الفرنسية في "الجيا"، ولكن في "تالة جن" اكتشف أعضاء الجماعة المسلحة أن الساعة التي كان يحملها الضابط الفرنسي تستخدم في التجسس وبالضبط في تحديد المواقع، فنزعوها من يده وعطلوها ورفضوا مواصلة المفاوضات بعد أن شعروا أن الفرنسيين ليسوا جادين في تلبية مطالبهم.
وبعد مدة من توقف المفاوضات مع الفرنسيين، أمر جمال زيتوني بإعدام رهبان تبحرين السبعة، فقطعوا رؤوسهم ووضعوها في كيس، ودفنوا الأجساد المقطوعة الرؤوس، ثم أرسلوا الرؤوس مع جماعة في سيارة نفعية مغطاة، ورموا الرؤوس على حافة الطريق الوطني رقم واحد بالقرب من مدينة المدية، وفيما بعد تناقلت وسائل الإعلام الخبر.
الجيش يقتحم المعقل الرئيسي "للجيا"
ويبدو أن الضابط الذي كان سببا مباشرا في مقتل رهبان تبحرين حاول أن يبرئ نفسه من هذه المسؤولية، فادعى أن الجيش الجزائري هو من قتل رهبان تبحرين عن طريق الخطأ خلال قصف جوي لموقع للجماعة الإسلامية المسلحة، أين كان يتواجد الرهبان المختطفون، ولكن هذا الأمر بعيد كل البعد عن الحقيقة.
ولكن ما تجدر الإشارة إليه. أن الجيش الجزائري وبعد ما بلغه خبر اختطاف الرهبان، أرسل طائرات استطلاع حلقت فوق جبال الشريعة وجبال المدية ووزرة، ثم بعدها أرسلت فرقة من رجال الكومندوس إلى جبال وزرة، أين اشتبكوا مع أفراد من الجماعة، لكن رهبان تبحرين كانوا بعيدين عن جبال وزرة.
بعد ذلك، تمكن الجيش من تحديد مكان احتجاز رهبان تبحرين في جبال "تالة جن" بدقة، واقتحم المركز الرئيسي "للجيا"، ووقع اشتباك كبير بين قوات الجيش والجماعة الإسلامية المسلحة، وكانت المواجهات ضارية ودامية، سيطر خلالها الجيش على المعقل المركزي للجيا، لكن جمال زيتوني تمكن من الفرار، وأراد تغيير مركز قيادته من تالة جن في جبال بوڤرة إلى جبال الشريعة التي كانت المركز الأول للجماعة عند تأسيسها، لكن في الطريق قتله رجال علي بن حجر، الأمير الوطني للرابطة الإسلامية المسلحة المنشقة عن "الجيا".
ورغم أن هذه العملية كانت شكلت ضربة قوية "للجيا"، إلا أنها جاءت في الوقت الضائع، فقد كان رهبان تبحرين قد أعدموا وقطعت رؤوسهم قبل فترة من هذا الهجوم.
المصدر : الشروق
زيتوني أمر بذبح رهبان تيبحيرين بعد اكتشاف ساعة تجسس في يد الضابط الفرنسي المفاوض
رهبان تبحرين كانوا يعالجون جرحى الجماعات المسلحة "سرا"
زيتوني كان يحلم بفتح فرنسا والاستشهاد على أبواب باريس
بعد الضجة التي التي أحدثتها الحلقة الأولى المهربة من كتاب الشروق "الجيا من الداخل" شهادات ضابط شرعي في "الجماعة الإسلامية المسلحة" لمؤلفه عبد الحكيم أبو الشيماء.
والتي تناولت لأول مرة الحقيقة الكاملة لمقتل الشيخ محمد بوسليماني بوصفه شاهد عيان عاش الكثير من تلك الأحداث التراجيدية، تعود اليوم الشروق لتنشر التفاصيل الدقيقة لمقتل رهبان تبحرين في حلقة ثانية مهربة من كتاب "الجيا من الداخل" الذي تنوي مؤسسة الشروق طبعه قريبا بإذن الله، والذي يكشف تفاصيل تنشر لأول مرة، خاصة أن المؤلف كان في وقت سابق مقربا من الأمير الوطني للجيا جمال زيتوني المسؤول الأول عن مقتل الرهبان. وتأتي هذه الشهادة بعيد الضجة التي أحدثتها بعض وسائل الاعلام الفرنسية التي تسعى إلى تشويه الشهادات بما يسيء لصورة الجزائر أمام الرأي العام الوطني والدولي، لذلك نقدم شهادة هذا الضابط الشرعي حرفيا كما وردت في الكتاب.
حرب "الجيا" على فرنسا
دخلت الجماعة الإسلامية المسلحة "الجيا" في حرب معلنة على فرنسا في عهد جمال زيتوني حتى تتخلى عن دعمها للنظام الجزائري، وكانت الجيا تضغط على فرنسا من خلال تفجيرات ميترو باريس في 1995، ثم اقتحام مقر السفارة الفرنسية في الجزائر وقتل حراسها الفرنسيين، واختطاف طائرة فرنسية في مطار هواري بومدين بالجزائر بأمر من زيتوني شخصيا الذي كان يأمل أن يفتح فرنسا، وكان يقول "أريد أن أستشهد على مشارف باريس"، بل وأصدر بيانا يدعو من خلاله الرئيس الفرنسي جاك شيراك بالتوبة والدخول في الإسلام على طريقة "أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين".
وأراد زيتوني تحرير مساجين "الجيا" لدى فرنسا والذين اعتقلتهم بعد تفجيرات ميترو باريس، كما رغب في مساومة فرنسا لتضغط على النظام الجزائري من أجل إطلاق سراح أعضاء من الجماعة الإسلامية المسلحة من السجون على رأسهم عبد الحق لعيادة، الأمير المؤسس للجماعة الإسلامية المسلحة، فخطط لعملية اختطاف رهبان تبحرين الفرنسيين.
رهبان تبحرين كانوا يساعدون "الجيا"
كان هناك نحو 15 راهبا في حي تبحرين بمدينة المدية (نحو 180 كيلومتر جنوب العاصمة)، ولأن هؤلاء الرهبان كانوا يعالجون "سرا" الجرحى والمرضى في كتيبة قصر البخاري التي كان يقودها يونس عطية المدعو "الخنّ" والذي كان عضوا في المجلس الوطني للجماعة الإسلامية المسلحة فقد أعطاهم هذا الأخير الأمان.
لكن جمال زيتوني. الأمير الوطني أعطى أوامره لبغدادي أمير إحدى سرايا "الجيا" في المدية باختطاف رهبان تبحرين دون الأخذ بعين الاعتبار عهد الأمان الذي أعطاهم إياه "الخنّ"، ولا حتى تعاونهم مع الجيا في معالجة الجرحى.
قاد الأمير بغدادي سرية من الرجال المسلحين ليلا إلى مكان إقامة الرهبان في حي تبحرين في ضواحي مدينة المدية، وكان هذا الأمير أحد المساجين الفارين من سجن تازولت في باتنة (لامباز سابقا) في العملية الشهيرة التي فر فيها الكثير من المساجين. التحق العديد منهم بالجماعة الإسلامية المسلحة.
لم يكن بغدادي يعلم حينما وصل إلى حي تبحرين أن الرهبان مقسمون إلى فوجين، كل فوج ينام في شقة، لذلك توجه إلى شقة الفوج الأول ولم يلقوا أي مقاومة أو مواجهة من الرهبان الذين كانوا كبار السن، كما أنهم لم يتوقعوا أن يتعرضوا لأي أذى من أفراد الجيا، خاصة وأنهم سبق وأن تعاملوا مهم مرارا دون أن يحدث لهم ما يثير قلقهم، كما أن بغدادي وجماعته طمأنوهم بأنهم سيعيدونهم سالمين إلى مأواهم.
وتناول أفراد جماعة بغدادي الطعام المتواجد في الثلاجة، مما يعكس سهولة المهمة التي كلفوا بها، ثم أخذوا الرهبان السبعة معهم إلى مركز قيادة "الجيا" في جبال "بوڤرة" بمنطقة تسمى "تالة جن"، أين كان يتواجد جمال زيتوني، وقطعوا قرابة 30 كيلومترا من المدية إلى تالة جن مشيا على الأقدام، وقد نجا الفوج الثاني من الرهبان (8 رهبان فرنسيين) بأعجوبة من الاختطاف.
السفير الفرنسي يستقبل مبعوث "الجيا" في مكتبه
أكدت قيادة الجماعة الإسلامية المسلحة لرهبان تبحرين السبعة أنهم سيستعملونهم فقط كورقة ضغط ليس إلا، وقامت بتسجيل شريط سمعي معهم تكلموا فيه أنهم مختطفون لدى الجماعة الإسلامية المسلحة، وأخذ جمال زيتوني هذا الشريط وكلف أحد أعضاء الجماعة غير المعروفين لدى الأمن بتسليم الشريط لمسؤولي السفارة الفرنسية في الجزائر.
وتوجه مرسول زيتوني إلى السفارة الفرنسية وقدم نفسه على أنه مبعوث الجماعة الإسلامية المسلحة، فسمح له بالدخول واستقبله السفير الفرنسي شخصيا في مكتبه. مما يبين الأهمية التي كانت توليها فرنسا لقضية اختطاف الرهبان، وسلم هذا المبعوث الشريط الذي يثبت أن رهبان تبحرين محتجزون لدى الجماعة الإسلامية المسلحة.
وفي هذا اللقاء أبلغ مبعوث الجيا شروط زيتوني من أجل إطلاق سراح رهبان تبحرين والمتمثلة بالأخص في وقف دعم فرنسا للنظام الجزائري في حربه ضد الجماعة الإسلامية المسلحة، والضغط عليه من أجل إطلاق سراح مساجين "الجيا" في فرنسا.
وبدأت مفاوضات سرية بين فرنسا من جهة و"الجيا" من جهة ثانية، وأبلغت السفارة الفرنسية بالجزائر الرئاسة الفرنسية بكل تفاصيل هذه المفاوضات أولا بأول، وقد أولت فرنسا أولوية خاصة لقضية رهبان تبحرين وتمت متابعتها من أعلى المستويات.
"الساعة" التي قتلت رهبان تبحرين
آخر اتصال وقع بين فرنسا والجيا في قضية رهبان تبحرين كان عندما اتفق الطرفان على أن يلتقي ضابط سام في الجيش الفرنسي (قد يكون ملحق عسكري بالسفارة) بالأمير الوطني "للجيا" جمال زيتوني في مركز قيادة الجماعة "بتالة جن" في جبال بوڤرة بالبليدة.
ورافق الجنرال الفرنسي المكلف بالاتصال مع السفارة الفرنسية في "الجيا"، ولكن في "تالة جن" اكتشف أعضاء الجماعة المسلحة أن الساعة التي كان يحملها الضابط الفرنسي تستخدم في التجسس وبالضبط في تحديد المواقع، فنزعوها من يده وعطلوها ورفضوا مواصلة المفاوضات بعد أن شعروا أن الفرنسيين ليسوا جادين في تلبية مطالبهم.
وبعد مدة من توقف المفاوضات مع الفرنسيين، أمر جمال زيتوني بإعدام رهبان تبحرين السبعة، فقطعوا رؤوسهم ووضعوها في كيس، ودفنوا الأجساد المقطوعة الرؤوس، ثم أرسلوا الرؤوس مع جماعة في سيارة نفعية مغطاة، ورموا الرؤوس على حافة الطريق الوطني رقم واحد بالقرب من مدينة المدية، وفيما بعد تناقلت وسائل الإعلام الخبر.
الجيش يقتحم المعقل الرئيسي "للجيا"
ويبدو أن الضابط الذي كان سببا مباشرا في مقتل رهبان تبحرين حاول أن يبرئ نفسه من هذه المسؤولية، فادعى أن الجيش الجزائري هو من قتل رهبان تبحرين عن طريق الخطأ خلال قصف جوي لموقع للجماعة الإسلامية المسلحة، أين كان يتواجد الرهبان المختطفون، ولكن هذا الأمر بعيد كل البعد عن الحقيقة.
ولكن ما تجدر الإشارة إليه. أن الجيش الجزائري وبعد ما بلغه خبر اختطاف الرهبان، أرسل طائرات استطلاع حلقت فوق جبال الشريعة وجبال المدية ووزرة، ثم بعدها أرسلت فرقة من رجال الكومندوس إلى جبال وزرة، أين اشتبكوا مع أفراد من الجماعة، لكن رهبان تبحرين كانوا بعيدين عن جبال وزرة.
بعد ذلك، تمكن الجيش من تحديد مكان احتجاز رهبان تبحرين في جبال "تالة جن" بدقة، واقتحم المركز الرئيسي "للجيا"، ووقع اشتباك كبير بين قوات الجيش والجماعة الإسلامية المسلحة، وكانت المواجهات ضارية ودامية، سيطر خلالها الجيش على المعقل المركزي للجيا، لكن جمال زيتوني تمكن من الفرار، وأراد تغيير مركز قيادته من تالة جن في جبال بوڤرة إلى جبال الشريعة التي كانت المركز الأول للجماعة عند تأسيسها، لكن في الطريق قتله رجال علي بن حجر، الأمير الوطني للرابطة الإسلامية المسلحة المنشقة عن "الجيا".
ورغم أن هذه العملية كانت شكلت ضربة قوية "للجيا"، إلا أنها جاءت في الوقت الضائع، فقد كان رهبان تبحرين قد أعدموا وقطعت رؤوسهم قبل فترة من هذا الهجوم.
المصدر : الشروق