" بسم الله الرحمن الرحيم "
استراتيجية الولايات المتحدة في مواجهة مثلث الصين - باكستان - والسعودية
الدكتور كابيلا سوبهاش
محلل في الشؤون الاستراتيجية والعلاقات الدولية - مجموعة جنوب آسيا للتحليل
27 يناير 2010
تـمـهـيـد
تعتمد سياسة الولايات المتحدة في إنشاء عدد كبير من المؤسسات الفكرية والتي تزخر بها واشنطن الآن ، لكن يبدوا أنهم غافلين تماماً عن العلاقات الإستراتيجية الثلاثية التي تضم كلاً من الصين وباكستان والمملكة العربية السعودية والتي تواجه نفوذ الولايات المتحدة في جنوب غرب آسيا . المثلث الاستراتيجي العسكري المكون من الصين وباكستان والمملكة العربية السعودية ليست تكويناً ناشئاً حديثاً ، فالعلاقات الإستراتيجية بين الصين وباكستان بدأت في الستينيات الماضية وتوسع ليشمل المملكة العربية السعودية في الثمانينات .
ويتجلى هذا المثلث الاستراتيجي اليوم بين الصين وباكستان والمملكة العربية السعودية ليس فقط في التعاون العسكري ، بل أيضاً في الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية والعلاقات المتبادلة فيما بينهم .
من الممكن أن هذا المثلث الاستراتيجي لم يكتسب بعد ملامح تحالف عسكري رسمي أو تجمع أمني بعد ، لكن صياغة هذا المثلث الاستراتيجي من قبل الصين وتدعيمها لها بالأسلحة النووية الموردة والصواريخ البالستية ، يجعلها لا تقل إمكانيات عن الولايات المتحدة .
ومنطقة جنوب غرب آسيا هي من ضمن المصالح الإستراتيجية الهامة بالنسبة للولايات المتحدة سواء سياسياً أو استراتيجياً أو عسكرياً ، واستثمرت بكثافة في هذه المنطقة والتي تمتد من شبه الجزيرة العربية ومنطقة الخليج العربي وصولاً إلى أفغانستان وباكستان .
ومما يثير السخرية هو حقيقة أن الولايات المتحدة تضع في خططها الإستراتيجية أن باكستان والمملكة العربية السعودية في مكانة بارزة لحفظ أمن ومصالح الولايات المتحدة في جنوب غرب آسيا . ومن المفارقات أيضاً أنه في حين تناولت الولايات المتحدة في الاعتقاد بأن باكستان والسعودية " أعمدة مزدوجة جديدة " في الحفاظ على الهيكل الأمني الأمريكي في المنطقة ، كان كل من هذه الدولتين المسلمتين " السنيتين " قد جذبوا استراتيجياً من قبل الصين .
وباعتبار أن الصين من المخضرمين في ممارسة (استراتيجية الوخز بالإبر) ، فقد ايقنت واعترفت في وقت مبكر أن استراتيجية الولايات المتحدة في منطقة شرق آسيا وما يتعلق بنقاط الضغط عليها هي تايوان ، ولذلك يمكن للصين بتوليد ضغوط مضادة للولايات المتحدة في منطقة جنوب غرب آسيا . في حين كانت كل من باكستان والمملكة العربية السعودية يتباهون بأنهم (حلفاء دائمين ومخلصين) للولايات المتحدة ، كانوا استراتيجياً مثل الخوخ الناضج ليتم قطفهم من قبل الصين .
باستثناء فترة وجيزة خلال حرب المجاهدين في أفغانستان خلال الثمانينات عندما تزامنت المصالح الاستراتيجية لباكستان والمملكة العربية السعودية مع المصالح للولايات المتحدة ، حيث كانت العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة والسعودية قيد الاختبار والتي كانت غير مستقرة . وخلال أحداث 11 سبتمبر 2001 عندما ظهر تورط كلاً من باكستان والسعودية المباشر وغير المباشر بشكل علني ، أصبحت العلاقات الثلاثية غير مستقرة أكثر .
في تناقض ملحوظ لعلاقاتها الفاترة مع الولايات المتحدة ، تحركت باكستان والمملكة العربية السعودية لإقامة علاقات أكثر قرباً مع الصين . هذه العملية يمكن أن تكثف على باكستان والتي تأتي ضمن إطار ممارسة المزيد من الضغوط الأميركية المكثفة على أفغانستان ، كما السعودية ترى أن كلاً من الولايات المتحدة وإيران قد يكونا أكثر قرباً في الفترة القادمة .
ويستحق التسجيل أنه في حين أن للمملكة العربية السعودية نفوذ سياسي ومالي كبير على باكستان ، فإن لدى الصين نفوذ عسكري على باكستان ضمن مجال ضيق . وهاتين الدولتين لديهما تردد في مساعدة الولايات المتحدة والتي تميل باكستان لاستخدام الجماعات الإسلامية الجهادية كأدوات لسياسة الدولة في منطقتها .
ولعل واحدة من الأسباب التي قد دفعت لانتخاب الرئيس أوباما رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية هو لكي يصل لعلاقة دافئة مع الصين ومحاولة إقناعها لاستخدام دوافع وضغوطات قوية على باكستان بشأن قضية أفغانستان .
وقد كانت خطوة غير واقعية إذ تبقى في الاعتبار أن الأسباب التي تربط بين الصين وباكستان والمملكة العربية السعودية في العلاقة الاستراتيجية الثلاثية هو لأجل إعاقة هيمنة الولايات المتحدة الإستراتيجية في جنوب غرب آسيا .
لذا يصبح من الضروري لكي نفهم ما هو نمط ومدى المثلث الاستراتيجي بين الصين وباكستان والمملكة العربية السعودية ، وما ينبئ به . ولتمكين ذلك ، فإنه لابد من الاعتزام لدراسة الجوانب التالية :
- العلاقة الإستراتيجية بين الصين وباكستان : الصين تقدم القنبلة النووية الإسلامية .
- العلاقة الإستراتيجية بين الصين والمملكة العربية السعودية : الصين تدخل الصواريخ البالستية طويلة المدى في المنطقة .
- الشراكة الإستراتيجية بين باكستان والمملكة العربية السعودية : الأسلحة النووية المشتركة .
- المثلث الاستراتيجي بين الصين وباكستان والسعودية : تواجه الولايات المتحدة في جنوب غرب آسيا .
- العلاقة الاستراتيجية بين الصين وباكستان : الصين تقدم القنبلة النووية الإسلامية
لم تكن العلاقة الاستراتيجية الصينية مزيفة مع باكستان من أجل تحقيق هدف محدود ، بل كان من أجل اللعب في ميزان القوة السياسية مع منافستها الآسيوية " الهند " . وقد أقامت الصين علاقتها الإستراتيجية مع باكستان لأجل تحقيق أهداف إستراتيجية أكبر بكثير ، والتي ركزت أيضاً على الولايات المتحدة .
ويمكن تحليل الأهداف الإستراتيجية للصين والتي تدفعها لإقامة علاقة إستراتيجية مع باكستان كما يلي :
(1) : تحويل تباهي الولايات المتحدة بكثرة ، بحليف قوي كباكستان إلى نقطة ضغط إستراتيجية ضد الولايات المتحدة نفسها .
(2) : الحصول على موطئ قدم استراتيجي في شمال بحر العرب على مقربة من مضيق هرمز من خلال استغلال موقع باكستان الجغرافي الاستراتيجي . وتكمن مصلحة الصين ، في القاعدة البحرية الباكستانية Gwadur المدعومة من خلال حصول باكستان على بعض الأراضي الصينية والتي بنت الصين طريق " Karakoram " السريع الذي يربط بين مدينة "Xingjian" الصينية وباكستان .
(3) : تحويل باكستان إلى زبون ودولة مستخدمة للمعدات العسكرية الصينية مع كل آثارها الإستراتيجية المترتبة على ذلك .والأهم من ذلك ، هو لأجل زعزعة استقرار وأمن الولايات المتحدة وأهدافها الاستراتيجية في منطقة جنوب غرب قارة آسيا . وقد زرعت الصين " القنبلة النووية الإسلامية " في هذه المنطقة المضطربة للغاية من خلال تزويد باكستان بها ، مع تسليمها صواريخ بالستية طويلة المدى . وفي هذه العملية ، ليس فقط كسبت الصين عن امتنان باكستان الأبدي ، ولكن أيضاً الضغط على باكستان وتكبيل نفوذها الاستراتيجي وإضفاء صورة مفادها أن الصين حليفاً قوياً للعالم الإسلامي .
وكرد جميل للصين وكبديلاً عنها ، شرعت باكستان في نشر الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل وتقنية تصنيعها لدول العالم الإسلامي المناوئة للولايات المتحدة مثل ليبيا وإيران .
وكان تأهيل الصين لباكستان واعتبارها دولة تمتلك أسلحة نووية مع صواريخ بالستية متوسطة المدى IRBMs (والتي قدمتها كوريا الشمالية) استراتيجية رئيسية والتي تهدف إلى إضعاف هيمنة ومصالح الولايات المتحدة الساحقة في جنوب غرب آسيا . وهكذا بدأت الصين مع استراتيجيتها الصلبة واللامسؤولة والتي تؤدي إلى سباق تسلح نووي في هذه المنطقة المضطربة والتي تهدد ليس فقط مصالح الولايات المتحدة الإستراتيجية ولكن أيضاً الاستقرار العالمي .
- العلاقة الإستراتيجية بين الصين والمملكة العربية السعودية : الصين تدخل الصواريخ البالستية طويلة المدى في المنطقة
استغلت الصين عدم تيقن استراتيجية المملكة العربية السعودية ، ولهذا أرادت فعل ما فعلته مع باكستان وتكرار هذا الانجاز .
في كلتا الحالتين كان هدف الصين الاستراتيجي هو جذب واستخلاص حليف عسكري آخر قوي للولايات المتحدة من المدار الاستراتيجي الأميركي .
علي عكس حالة باكستان ، كان الإغراء هذه المرة هو ترسانة الأسلحة النووية مع المساعدات الصينية المباشرة ، وتم استدراج المملكة العربية السعودية عن طريق تزويدها بصواريخ بالستية متوسطة المدى (IRBM) من طراز (DF-3A East Wind) CSS-2 مع قدرات نووية . فزودت الصين السعودية في عام 1988 بأكثر من 50 صاروخ CSS-2 - IRBM بمدى تقارب الـ 2800 كلم . وعلى إثر هذا ، فقد بدأ سباق التسلح الصاروخي في جنوب غرب آسيا . وهذا مثال آخر على قسوة تصرف الصين الاستراتيجي والنهج الغير المسؤول من الناحية الاستراتيجية لاستقرار جنوب غرب آسيا .
وبينما كان في ذلك الوقت من يحلل ويظن أن الصين قامت بتوريد صواريخ CSS-2 - IRBM إلى السعودية كانت بدافع احتياجات وتأمين الطاقة اللازمة لها ، لكن سيكون من العدل القول أيضاً أن هذا ليس السبب الوحيد ، إذ أن الضرورات الإستراتيجية أيضاً كانت دافعاً لعقد تلك الصفقة .
ومع عدم وجود اتصال جغرافي مباشر أو غير المباشرة بين الصين والمملكة العربية السعودية ، فقد تطورت هذه العلاقة والشراكة الإستراتيجية في المقام الأول باعتبارها نقطة إستراتيجية لمكافحة الضغوطات ضد الولايات المتحدة . وعقدت السعودية هذه الصفقة بسرية تامة من دون علم الولايات المتحدة في الوقت التي كانت العلاقات بينهما جيدة .
ويرى المحللون الاستراتيجيون الأمريكيون أن المملكة العربية السعودية باعتبارها الدولة الأكثر محورية في المنطقة كانت مجتهدة جداً في جذب الصين .
بعد أحداث 11 سبتمبر ، بدأ ينظر للمملكة العربية السعودية من قبل الأمريكيين بشيء من الريبة . وفي أثناء ذلك ، عززت الصين علاقتها الاستراتيجية أكثر مع السعودية مع تكثيف الجانب السياسي معها . ولم يكن من دون سبب أن العاهل السعودي (الملك عبدالله بن عبدالعزيز) قام بزيارته الخارجية الأولى للصين ، وكان الرئيس الصيني (هو جينتاو) قد قام بزيارتين إلى المملكة العربية السعودية في فترة قصيرة خلال ثلاث سنوات .
وهناك أيضاً مسألة الأسلحة النووية المشتركة . منظومة صواريخ CSS-2 ليست ذات دقة كبيرة ولكنها معدة لنقل الأسلحة نووية في المنطقة المراد تدميرها . وهذه الخطوة كفيلة لأن تجعل المملكة العربية السعودية تقتني ترسانة الأسلحة النووية بشكل نهائي .
- الشراكة الإستراتيجية بين باكستان والمملكة العربية السعودية : الأسلحة النووية المشتركة
من المعروف أن باكستان تحصل على الدعم المالي من المملكة العربية السعودية على نطاق واسع ، ومن المعروف أيضاً بأن السعودية قد استخدمت هذه الورقة كورقة ضغط للسيطرة على السياسة الداخلية الباكستانية . ومن أجل لاشيء ، فإن الحكام الدكتاتوريين العسكريين في باكستان قد خضعوا لإملاءات العاهل السعودي حول السياسة الداخلية في باكستان .
باكستان والمملكة العربية السعودية لهما علاقات وثيقة تمتد لتشمل التعاون العسكري بما في ذلك توفير وحدات الجيش الباكستاني للحفاظ على الأمن السعودي في حالات الأزمات . وقد قدمت باكستان أيضاً فرق التدريب للقوات المسلحة السعودية .
وأيضاً عملت باكستان كوكيل للمملكة العربية السعودية في انتشار النفوذ الوهابي في جنوب وجنوب شرق آسيا . كما عملت الاستخبارات السعودية بقيادته العليا بتعاون وثيق مع الاستخبارات العسكرية الباكستانية في التعامل مع تنظيم القاعدة وحركة طالبان .
ومع ذلك ، فقد كانت الأهمية البالغة من هذا التعاون (باكستان - السعودية) والروابط المشتركة بينهما فيما يتعلق بخطط السعودية للحصول على أسلحة نووية .
في حين أن المملكة العربية السعودية نأت بنفسها عن عملية استحواذ وامتلاك مباشر للأسلحة النووية (وربما حتى تعلن إيران لامتلاكها الأسلحة النووية) ، لكن في خطط طوارئها تقتضي توفير وإرسال الأسلحة النووية من باكستان إلى المملكة العربية السعودية .
وتعتقد الولايات المتحدة أن الربط بين النقاط التالية يعطي معلومات حيوية حول الأسلحة النووية المقدمة من باكستان إلى المملكة العربية السعودية :
(1) : المملكة العربية السعودية دعمت واستثمرت بشكل كبير في برنامج الأسلحة النووية الباكستانية .
(2) :زار كبار الشخصيات من المملكة العربية السعودية المرافق النووية الباكستانية قبل وبعد الاختبارات النووية الباكستانية .
(3) :في أعقاب اختبارات باكستان النووية ، زودت المملكة العربية السعودية باكستان بـ 50 ألف برميل من النفط يومياً من دون مقابل للتعويض عن أثر العقوبات الاقتصادية المفروضة على باكستان .
(4) :وكجزء من شراكة الأسلحة النووية ، وجود خطط طوارئ لباكستان على توفير الأسلحة النووية إلى المملكة العربية السعودية خلال فترة زمنية قصيرة .في هذا الصدد ، تم التأكد على أن :
(1) : نفذت باكستان خطط الطوارئ وذلك لتوفير الأسلحة النووية الباكستانية إلى المملكة العربية السعودية في فترة وجيزة للاستخدام مع أنظمة التسليم السعودية (صواريخ بالستية) .
(2) : من المحتمل أن طائرات من القوات الجوية الباكستانية والسعودية قد شاركتا في تنفيذ هذه العملية .إذا كانت الأسلحة النووية الباكستانية تحتاج إلى دمج مع الصواريخ البالستية السعودية CSS-2 الصينية المنشأ ، فإنه من الواضح أن هذا سيتطلب مشاركة وخبرة الصين . وحينئذٍ سيكتمل المثلث النووي ( الصين – باكستان – المملكة العربية السعودية ) مع قدرات IRBM وبالتداعيات الإستراتيجية المصاحبة .
- المثلث الاستراتيجي بين الصين وباكستان والسعودية : تواجه الولايات المتحدة في جنوب غرب آسيا
المثلث الإستراتيجي المكون من الصين وباكستان والمملكة العربية السعودية لم يتحول بعد إلى تحالف عسكري كامل لمواجهة الولايات المتحدة. وأيضاً لم يتطور هذا المثلث بعد إلى تجمع أمني مثل منظمة شنغهاي للتعاون لمواجهة إستراتيجية الولايات المتحدة للزحف شرقاً تجاه الصين .
تقوم الولايات المتحدة بمواجهة هذا المثلث بطرق أكثر غدراً ، ولذلك فإنه يجب علينا أن ننظر إليها على مستويين كما يلي :
(1) : الصين ترى علاقاتها الاستراتيجية مع باكستان والمملكة العربية السعودية كنقاط لمقاومة الضغوط الاستراتيجية لموازنة الضغوط الأميركية في شرق آسيا وأماكن أخرى .
(2) : باكستان والمملكة العربية السعودية ترى علاقاتها الإستراتيجية مع الصين لموازنة الضغوط القسرية السياسية والاستراتيجية من الولايات المتحدة ، والمرونة في الخيارات السياسية العامة .
على العموم ، فإن هذا المثلث الاستراتيجي الصيني الباكستاني والسعودي هو تكوين استراتيجي التي تواجه الولايات المتحدة في جنوب غرب آسيا المضطربة والتي تضم قوتين نوويتين ، الصين وباكستان والقوة النووية المتولدة ، والمملكة العربية السعودية. وهذا التكوين الاستراتيجي يؤخذ على محمل الجد لأمن الولايات المتحدة في جنوب غرب آسيا .
وفي هذا التكوين الثلاثي ، برزت الصين قبل كل شيء بالفعل كمنافس لهيمنة الولايات المتحدة على العالم . وقد اخترقت استراتيجياً جميع الأرباع الاستراتيجية من العالم بما فيها أفريقيا . وليس لشيء أن اضطرت الولايات المتحدة الى اقامة قيادة عسكرية جديدة (قيادة أفريقيا) .
العنصر الثاني في هذا المثلث هي باكستان ، باستمرار التوقيت الغير مناسب للولايات المتحدة من الناحية الاستراتيجية ، إلا أنها تعتمد بشكل مطلق على المساعدات المالية من الولايات المتحدة في وجودها . وهو فعال حالياً في احباط التجسيد الناجح لاستراتيجية أفغانستان وباكستان لتحقيق الاستقرار في أفغانستان .
احتمالات تفكك باكستان وسلامة أسلحتها النووية الصينية المنشأ وترسانة الصواريخ البالستية ، برزت كتهديد لأمن الولايات المتحدة قبل كل شيء .
أما العنصر الثالث من هذا المثلث ، لم تعد المملكة العربية السعودية لتكون داعماً استراتيجياً للولايات المتحدة في منطقة جنوب غرب آسيا الاستراتيجية . فقد رفضت المملكة العربية السعودية استقبال القوات الأمريكية في قواعدها لأجل العمليات العسكرية على العراق عام 2003 . وبعد الحرب ، كانت المملكة العربية السعودية كما جاءت في التقارير تنشط في ارسال السعوديين سراً الى العراق لاستباق ظهور السيطرة الشيعية هناك (الحكومة المهيمنة الآن في العراق) . وأيضاً لدى المملكة العربية السعودية روابط استراتيجية قوية مع الصين ، والآن قد غامرت في توسيع علاقتها الأمنية مع روسيا .
الصورة العامة التي تبرز الآن هو أن المثلث الاستراتيجي الصين – باكستان – والمملكة العربية السعودية تتشارك حتى اللحظة - إن لم يكن بطريقة منسقة - بشكل واضح في الوقت الحاضر بمواجهات كل منهم مع الولايات المتحدة ، وقد تم تعزيز هذه المواجهات بواسطة الردع الصاروخي والنووي صيني المنشأ الواقع تحت تصرفهم .
ولم تعلن الصين بعد أن الأسلحة النووية والصواريخ البالستية تقتصر فقط لمساعدة باكستان ، ويمكن تفسير ذلك بأنها قد أمدت المملكة العربية السعودية بها أيضاً.
الملاحظات الختامية
في جميع الاحتمالات ، فإن منطقة جنوب غرب آسيا قد تكون منطقة الصراع الرئيسي القادم مع المعالم العالمية . فمنطقة جنوب غرب آسيا هي منطقة استراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة أكثر من منطقة شرق آسيا إذ يقع تفوقها العالمي ، ومن المرجح أن يكون التركيز فيها بشكل مكثف وبمهارة .
ويتساءل المرء ما إذا كان المخططين الاستراتيجيين والمفكرين الأمريكيين قد أدركوا أن في أي وقت مضى أن للصين في منطقة جنوب غرب آسيا مصالح وربحية أكثر من منافستها الولايات المتحدة .
وبخلاف عن منطقة شرق آسيا ، فإن الصين سوف تضطر في الدخول في صراع مسلح مباشر مع الولايات المتحدة في جنوب غرب آسيا . ولذلك فإن التحالفات مثل تحالف المثلث الاستراتيجي المكون من الصين – باكستان والمملكة العربية السعودية قد يضعف وينهي هيمنة الولايات المتحدة بطريقة غير مباشرة .
وعلى المدى الطويل ، فإن تحالف المثلث الاستراتيجي لديه كل الامكانيات الاستراتيجية لجعل تغلغل الولايات المتحدة في جنوب غرب آسيا باهظاً بشكل كبير .
تم بحمد لله ، فإن أصبت فمن الله ، وإن أخطأت فمني والشيطان
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
http://www.southasiaanalysis.org/\papers37\paper3628.html
بمساعدة وترجمة الاخ العزيز : تقنية
استراتيجية الولايات المتحدة في مواجهة مثلث الصين - باكستان - والسعودية
الدكتور كابيلا سوبهاش
محلل في الشؤون الاستراتيجية والعلاقات الدولية - مجموعة جنوب آسيا للتحليل
27 يناير 2010
تـمـهـيـد
تعتمد سياسة الولايات المتحدة في إنشاء عدد كبير من المؤسسات الفكرية والتي تزخر بها واشنطن الآن ، لكن يبدوا أنهم غافلين تماماً عن العلاقات الإستراتيجية الثلاثية التي تضم كلاً من الصين وباكستان والمملكة العربية السعودية والتي تواجه نفوذ الولايات المتحدة في جنوب غرب آسيا . المثلث الاستراتيجي العسكري المكون من الصين وباكستان والمملكة العربية السعودية ليست تكويناً ناشئاً حديثاً ، فالعلاقات الإستراتيجية بين الصين وباكستان بدأت في الستينيات الماضية وتوسع ليشمل المملكة العربية السعودية في الثمانينات .
ويتجلى هذا المثلث الاستراتيجي اليوم بين الصين وباكستان والمملكة العربية السعودية ليس فقط في التعاون العسكري ، بل أيضاً في الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية والعلاقات المتبادلة فيما بينهم .
من الممكن أن هذا المثلث الاستراتيجي لم يكتسب بعد ملامح تحالف عسكري رسمي أو تجمع أمني بعد ، لكن صياغة هذا المثلث الاستراتيجي من قبل الصين وتدعيمها لها بالأسلحة النووية الموردة والصواريخ البالستية ، يجعلها لا تقل إمكانيات عن الولايات المتحدة .
ومنطقة جنوب غرب آسيا هي من ضمن المصالح الإستراتيجية الهامة بالنسبة للولايات المتحدة سواء سياسياً أو استراتيجياً أو عسكرياً ، واستثمرت بكثافة في هذه المنطقة والتي تمتد من شبه الجزيرة العربية ومنطقة الخليج العربي وصولاً إلى أفغانستان وباكستان .
ومما يثير السخرية هو حقيقة أن الولايات المتحدة تضع في خططها الإستراتيجية أن باكستان والمملكة العربية السعودية في مكانة بارزة لحفظ أمن ومصالح الولايات المتحدة في جنوب غرب آسيا . ومن المفارقات أيضاً أنه في حين تناولت الولايات المتحدة في الاعتقاد بأن باكستان والسعودية " أعمدة مزدوجة جديدة " في الحفاظ على الهيكل الأمني الأمريكي في المنطقة ، كان كل من هذه الدولتين المسلمتين " السنيتين " قد جذبوا استراتيجياً من قبل الصين .
وباعتبار أن الصين من المخضرمين في ممارسة (استراتيجية الوخز بالإبر) ، فقد ايقنت واعترفت في وقت مبكر أن استراتيجية الولايات المتحدة في منطقة شرق آسيا وما يتعلق بنقاط الضغط عليها هي تايوان ، ولذلك يمكن للصين بتوليد ضغوط مضادة للولايات المتحدة في منطقة جنوب غرب آسيا . في حين كانت كل من باكستان والمملكة العربية السعودية يتباهون بأنهم (حلفاء دائمين ومخلصين) للولايات المتحدة ، كانوا استراتيجياً مثل الخوخ الناضج ليتم قطفهم من قبل الصين .
باستثناء فترة وجيزة خلال حرب المجاهدين في أفغانستان خلال الثمانينات عندما تزامنت المصالح الاستراتيجية لباكستان والمملكة العربية السعودية مع المصالح للولايات المتحدة ، حيث كانت العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة والسعودية قيد الاختبار والتي كانت غير مستقرة . وخلال أحداث 11 سبتمبر 2001 عندما ظهر تورط كلاً من باكستان والسعودية المباشر وغير المباشر بشكل علني ، أصبحت العلاقات الثلاثية غير مستقرة أكثر .
في تناقض ملحوظ لعلاقاتها الفاترة مع الولايات المتحدة ، تحركت باكستان والمملكة العربية السعودية لإقامة علاقات أكثر قرباً مع الصين . هذه العملية يمكن أن تكثف على باكستان والتي تأتي ضمن إطار ممارسة المزيد من الضغوط الأميركية المكثفة على أفغانستان ، كما السعودية ترى أن كلاً من الولايات المتحدة وإيران قد يكونا أكثر قرباً في الفترة القادمة .
ويستحق التسجيل أنه في حين أن للمملكة العربية السعودية نفوذ سياسي ومالي كبير على باكستان ، فإن لدى الصين نفوذ عسكري على باكستان ضمن مجال ضيق . وهاتين الدولتين لديهما تردد في مساعدة الولايات المتحدة والتي تميل باكستان لاستخدام الجماعات الإسلامية الجهادية كأدوات لسياسة الدولة في منطقتها .
ولعل واحدة من الأسباب التي قد دفعت لانتخاب الرئيس أوباما رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية هو لكي يصل لعلاقة دافئة مع الصين ومحاولة إقناعها لاستخدام دوافع وضغوطات قوية على باكستان بشأن قضية أفغانستان .
وقد كانت خطوة غير واقعية إذ تبقى في الاعتبار أن الأسباب التي تربط بين الصين وباكستان والمملكة العربية السعودية في العلاقة الاستراتيجية الثلاثية هو لأجل إعاقة هيمنة الولايات المتحدة الإستراتيجية في جنوب غرب آسيا .
لذا يصبح من الضروري لكي نفهم ما هو نمط ومدى المثلث الاستراتيجي بين الصين وباكستان والمملكة العربية السعودية ، وما ينبئ به . ولتمكين ذلك ، فإنه لابد من الاعتزام لدراسة الجوانب التالية :
- العلاقة الإستراتيجية بين الصين وباكستان : الصين تقدم القنبلة النووية الإسلامية .
- العلاقة الإستراتيجية بين الصين والمملكة العربية السعودية : الصين تدخل الصواريخ البالستية طويلة المدى في المنطقة .
- الشراكة الإستراتيجية بين باكستان والمملكة العربية السعودية : الأسلحة النووية المشتركة .
- المثلث الاستراتيجي بين الصين وباكستان والسعودية : تواجه الولايات المتحدة في جنوب غرب آسيا .
- العلاقة الاستراتيجية بين الصين وباكستان : الصين تقدم القنبلة النووية الإسلامية
لم تكن العلاقة الاستراتيجية الصينية مزيفة مع باكستان من أجل تحقيق هدف محدود ، بل كان من أجل اللعب في ميزان القوة السياسية مع منافستها الآسيوية " الهند " . وقد أقامت الصين علاقتها الإستراتيجية مع باكستان لأجل تحقيق أهداف إستراتيجية أكبر بكثير ، والتي ركزت أيضاً على الولايات المتحدة .
ويمكن تحليل الأهداف الإستراتيجية للصين والتي تدفعها لإقامة علاقة إستراتيجية مع باكستان كما يلي :
(1) : تحويل تباهي الولايات المتحدة بكثرة ، بحليف قوي كباكستان إلى نقطة ضغط إستراتيجية ضد الولايات المتحدة نفسها .
(2) : الحصول على موطئ قدم استراتيجي في شمال بحر العرب على مقربة من مضيق هرمز من خلال استغلال موقع باكستان الجغرافي الاستراتيجي . وتكمن مصلحة الصين ، في القاعدة البحرية الباكستانية Gwadur المدعومة من خلال حصول باكستان على بعض الأراضي الصينية والتي بنت الصين طريق " Karakoram " السريع الذي يربط بين مدينة "Xingjian" الصينية وباكستان .
(3) : تحويل باكستان إلى زبون ودولة مستخدمة للمعدات العسكرية الصينية مع كل آثارها الإستراتيجية المترتبة على ذلك .والأهم من ذلك ، هو لأجل زعزعة استقرار وأمن الولايات المتحدة وأهدافها الاستراتيجية في منطقة جنوب غرب قارة آسيا . وقد زرعت الصين " القنبلة النووية الإسلامية " في هذه المنطقة المضطربة للغاية من خلال تزويد باكستان بها ، مع تسليمها صواريخ بالستية طويلة المدى . وفي هذه العملية ، ليس فقط كسبت الصين عن امتنان باكستان الأبدي ، ولكن أيضاً الضغط على باكستان وتكبيل نفوذها الاستراتيجي وإضفاء صورة مفادها أن الصين حليفاً قوياً للعالم الإسلامي .
وكرد جميل للصين وكبديلاً عنها ، شرعت باكستان في نشر الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل وتقنية تصنيعها لدول العالم الإسلامي المناوئة للولايات المتحدة مثل ليبيا وإيران .
وكان تأهيل الصين لباكستان واعتبارها دولة تمتلك أسلحة نووية مع صواريخ بالستية متوسطة المدى IRBMs (والتي قدمتها كوريا الشمالية) استراتيجية رئيسية والتي تهدف إلى إضعاف هيمنة ومصالح الولايات المتحدة الساحقة في جنوب غرب آسيا . وهكذا بدأت الصين مع استراتيجيتها الصلبة واللامسؤولة والتي تؤدي إلى سباق تسلح نووي في هذه المنطقة المضطربة والتي تهدد ليس فقط مصالح الولايات المتحدة الإستراتيجية ولكن أيضاً الاستقرار العالمي .
- العلاقة الإستراتيجية بين الصين والمملكة العربية السعودية : الصين تدخل الصواريخ البالستية طويلة المدى في المنطقة
استغلت الصين عدم تيقن استراتيجية المملكة العربية السعودية ، ولهذا أرادت فعل ما فعلته مع باكستان وتكرار هذا الانجاز .
في كلتا الحالتين كان هدف الصين الاستراتيجي هو جذب واستخلاص حليف عسكري آخر قوي للولايات المتحدة من المدار الاستراتيجي الأميركي .
علي عكس حالة باكستان ، كان الإغراء هذه المرة هو ترسانة الأسلحة النووية مع المساعدات الصينية المباشرة ، وتم استدراج المملكة العربية السعودية عن طريق تزويدها بصواريخ بالستية متوسطة المدى (IRBM) من طراز (DF-3A East Wind) CSS-2 مع قدرات نووية . فزودت الصين السعودية في عام 1988 بأكثر من 50 صاروخ CSS-2 - IRBM بمدى تقارب الـ 2800 كلم . وعلى إثر هذا ، فقد بدأ سباق التسلح الصاروخي في جنوب غرب آسيا . وهذا مثال آخر على قسوة تصرف الصين الاستراتيجي والنهج الغير المسؤول من الناحية الاستراتيجية لاستقرار جنوب غرب آسيا .
وبينما كان في ذلك الوقت من يحلل ويظن أن الصين قامت بتوريد صواريخ CSS-2 - IRBM إلى السعودية كانت بدافع احتياجات وتأمين الطاقة اللازمة لها ، لكن سيكون من العدل القول أيضاً أن هذا ليس السبب الوحيد ، إذ أن الضرورات الإستراتيجية أيضاً كانت دافعاً لعقد تلك الصفقة .
ومع عدم وجود اتصال جغرافي مباشر أو غير المباشرة بين الصين والمملكة العربية السعودية ، فقد تطورت هذه العلاقة والشراكة الإستراتيجية في المقام الأول باعتبارها نقطة إستراتيجية لمكافحة الضغوطات ضد الولايات المتحدة . وعقدت السعودية هذه الصفقة بسرية تامة من دون علم الولايات المتحدة في الوقت التي كانت العلاقات بينهما جيدة .
ويرى المحللون الاستراتيجيون الأمريكيون أن المملكة العربية السعودية باعتبارها الدولة الأكثر محورية في المنطقة كانت مجتهدة جداً في جذب الصين .
بعد أحداث 11 سبتمبر ، بدأ ينظر للمملكة العربية السعودية من قبل الأمريكيين بشيء من الريبة . وفي أثناء ذلك ، عززت الصين علاقتها الاستراتيجية أكثر مع السعودية مع تكثيف الجانب السياسي معها . ولم يكن من دون سبب أن العاهل السعودي (الملك عبدالله بن عبدالعزيز) قام بزيارته الخارجية الأولى للصين ، وكان الرئيس الصيني (هو جينتاو) قد قام بزيارتين إلى المملكة العربية السعودية في فترة قصيرة خلال ثلاث سنوات .
وهناك أيضاً مسألة الأسلحة النووية المشتركة . منظومة صواريخ CSS-2 ليست ذات دقة كبيرة ولكنها معدة لنقل الأسلحة نووية في المنطقة المراد تدميرها . وهذه الخطوة كفيلة لأن تجعل المملكة العربية السعودية تقتني ترسانة الأسلحة النووية بشكل نهائي .
- الشراكة الإستراتيجية بين باكستان والمملكة العربية السعودية : الأسلحة النووية المشتركة
من المعروف أن باكستان تحصل على الدعم المالي من المملكة العربية السعودية على نطاق واسع ، ومن المعروف أيضاً بأن السعودية قد استخدمت هذه الورقة كورقة ضغط للسيطرة على السياسة الداخلية الباكستانية . ومن أجل لاشيء ، فإن الحكام الدكتاتوريين العسكريين في باكستان قد خضعوا لإملاءات العاهل السعودي حول السياسة الداخلية في باكستان .
باكستان والمملكة العربية السعودية لهما علاقات وثيقة تمتد لتشمل التعاون العسكري بما في ذلك توفير وحدات الجيش الباكستاني للحفاظ على الأمن السعودي في حالات الأزمات . وقد قدمت باكستان أيضاً فرق التدريب للقوات المسلحة السعودية .
وأيضاً عملت باكستان كوكيل للمملكة العربية السعودية في انتشار النفوذ الوهابي في جنوب وجنوب شرق آسيا . كما عملت الاستخبارات السعودية بقيادته العليا بتعاون وثيق مع الاستخبارات العسكرية الباكستانية في التعامل مع تنظيم القاعدة وحركة طالبان .
ومع ذلك ، فقد كانت الأهمية البالغة من هذا التعاون (باكستان - السعودية) والروابط المشتركة بينهما فيما يتعلق بخطط السعودية للحصول على أسلحة نووية .
في حين أن المملكة العربية السعودية نأت بنفسها عن عملية استحواذ وامتلاك مباشر للأسلحة النووية (وربما حتى تعلن إيران لامتلاكها الأسلحة النووية) ، لكن في خطط طوارئها تقتضي توفير وإرسال الأسلحة النووية من باكستان إلى المملكة العربية السعودية .
وتعتقد الولايات المتحدة أن الربط بين النقاط التالية يعطي معلومات حيوية حول الأسلحة النووية المقدمة من باكستان إلى المملكة العربية السعودية :
(1) : المملكة العربية السعودية دعمت واستثمرت بشكل كبير في برنامج الأسلحة النووية الباكستانية .
(2) :زار كبار الشخصيات من المملكة العربية السعودية المرافق النووية الباكستانية قبل وبعد الاختبارات النووية الباكستانية .
(3) :في أعقاب اختبارات باكستان النووية ، زودت المملكة العربية السعودية باكستان بـ 50 ألف برميل من النفط يومياً من دون مقابل للتعويض عن أثر العقوبات الاقتصادية المفروضة على باكستان .
(4) :وكجزء من شراكة الأسلحة النووية ، وجود خطط طوارئ لباكستان على توفير الأسلحة النووية إلى المملكة العربية السعودية خلال فترة زمنية قصيرة .في هذا الصدد ، تم التأكد على أن :
(1) : نفذت باكستان خطط الطوارئ وذلك لتوفير الأسلحة النووية الباكستانية إلى المملكة العربية السعودية في فترة وجيزة للاستخدام مع أنظمة التسليم السعودية (صواريخ بالستية) .
(2) : من المحتمل أن طائرات من القوات الجوية الباكستانية والسعودية قد شاركتا في تنفيذ هذه العملية .إذا كانت الأسلحة النووية الباكستانية تحتاج إلى دمج مع الصواريخ البالستية السعودية CSS-2 الصينية المنشأ ، فإنه من الواضح أن هذا سيتطلب مشاركة وخبرة الصين . وحينئذٍ سيكتمل المثلث النووي ( الصين – باكستان – المملكة العربية السعودية ) مع قدرات IRBM وبالتداعيات الإستراتيجية المصاحبة .
- المثلث الاستراتيجي بين الصين وباكستان والسعودية : تواجه الولايات المتحدة في جنوب غرب آسيا
المثلث الإستراتيجي المكون من الصين وباكستان والمملكة العربية السعودية لم يتحول بعد إلى تحالف عسكري كامل لمواجهة الولايات المتحدة. وأيضاً لم يتطور هذا المثلث بعد إلى تجمع أمني مثل منظمة شنغهاي للتعاون لمواجهة إستراتيجية الولايات المتحدة للزحف شرقاً تجاه الصين .
تقوم الولايات المتحدة بمواجهة هذا المثلث بطرق أكثر غدراً ، ولذلك فإنه يجب علينا أن ننظر إليها على مستويين كما يلي :
(1) : الصين ترى علاقاتها الاستراتيجية مع باكستان والمملكة العربية السعودية كنقاط لمقاومة الضغوط الاستراتيجية لموازنة الضغوط الأميركية في شرق آسيا وأماكن أخرى .
(2) : باكستان والمملكة العربية السعودية ترى علاقاتها الإستراتيجية مع الصين لموازنة الضغوط القسرية السياسية والاستراتيجية من الولايات المتحدة ، والمرونة في الخيارات السياسية العامة .
على العموم ، فإن هذا المثلث الاستراتيجي الصيني الباكستاني والسعودي هو تكوين استراتيجي التي تواجه الولايات المتحدة في جنوب غرب آسيا المضطربة والتي تضم قوتين نوويتين ، الصين وباكستان والقوة النووية المتولدة ، والمملكة العربية السعودية. وهذا التكوين الاستراتيجي يؤخذ على محمل الجد لأمن الولايات المتحدة في جنوب غرب آسيا .
وفي هذا التكوين الثلاثي ، برزت الصين قبل كل شيء بالفعل كمنافس لهيمنة الولايات المتحدة على العالم . وقد اخترقت استراتيجياً جميع الأرباع الاستراتيجية من العالم بما فيها أفريقيا . وليس لشيء أن اضطرت الولايات المتحدة الى اقامة قيادة عسكرية جديدة (قيادة أفريقيا) .
العنصر الثاني في هذا المثلث هي باكستان ، باستمرار التوقيت الغير مناسب للولايات المتحدة من الناحية الاستراتيجية ، إلا أنها تعتمد بشكل مطلق على المساعدات المالية من الولايات المتحدة في وجودها . وهو فعال حالياً في احباط التجسيد الناجح لاستراتيجية أفغانستان وباكستان لتحقيق الاستقرار في أفغانستان .
احتمالات تفكك باكستان وسلامة أسلحتها النووية الصينية المنشأ وترسانة الصواريخ البالستية ، برزت كتهديد لأمن الولايات المتحدة قبل كل شيء .
أما العنصر الثالث من هذا المثلث ، لم تعد المملكة العربية السعودية لتكون داعماً استراتيجياً للولايات المتحدة في منطقة جنوب غرب آسيا الاستراتيجية . فقد رفضت المملكة العربية السعودية استقبال القوات الأمريكية في قواعدها لأجل العمليات العسكرية على العراق عام 2003 . وبعد الحرب ، كانت المملكة العربية السعودية كما جاءت في التقارير تنشط في ارسال السعوديين سراً الى العراق لاستباق ظهور السيطرة الشيعية هناك (الحكومة المهيمنة الآن في العراق) . وأيضاً لدى المملكة العربية السعودية روابط استراتيجية قوية مع الصين ، والآن قد غامرت في توسيع علاقتها الأمنية مع روسيا .
الصورة العامة التي تبرز الآن هو أن المثلث الاستراتيجي الصين – باكستان – والمملكة العربية السعودية تتشارك حتى اللحظة - إن لم يكن بطريقة منسقة - بشكل واضح في الوقت الحاضر بمواجهات كل منهم مع الولايات المتحدة ، وقد تم تعزيز هذه المواجهات بواسطة الردع الصاروخي والنووي صيني المنشأ الواقع تحت تصرفهم .
ولم تعلن الصين بعد أن الأسلحة النووية والصواريخ البالستية تقتصر فقط لمساعدة باكستان ، ويمكن تفسير ذلك بأنها قد أمدت المملكة العربية السعودية بها أيضاً.
الملاحظات الختامية
في جميع الاحتمالات ، فإن منطقة جنوب غرب آسيا قد تكون منطقة الصراع الرئيسي القادم مع المعالم العالمية . فمنطقة جنوب غرب آسيا هي منطقة استراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة أكثر من منطقة شرق آسيا إذ يقع تفوقها العالمي ، ومن المرجح أن يكون التركيز فيها بشكل مكثف وبمهارة .
ويتساءل المرء ما إذا كان المخططين الاستراتيجيين والمفكرين الأمريكيين قد أدركوا أن في أي وقت مضى أن للصين في منطقة جنوب غرب آسيا مصالح وربحية أكثر من منافستها الولايات المتحدة .
وبخلاف عن منطقة شرق آسيا ، فإن الصين سوف تضطر في الدخول في صراع مسلح مباشر مع الولايات المتحدة في جنوب غرب آسيا . ولذلك فإن التحالفات مثل تحالف المثلث الاستراتيجي المكون من الصين – باكستان والمملكة العربية السعودية قد يضعف وينهي هيمنة الولايات المتحدة بطريقة غير مباشرة .
وعلى المدى الطويل ، فإن تحالف المثلث الاستراتيجي لديه كل الامكانيات الاستراتيجية لجعل تغلغل الولايات المتحدة في جنوب غرب آسيا باهظاً بشكل كبير .
تم بحمد لله ، فإن أصبت فمن الله ، وإن أخطأت فمني والشيطان
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
http://www.southasiaanalysis.org/\papers37\paper3628.html
بمساعدة وترجمة الاخ العزيز : تقنية
التعديل الأخير: