رد: المخابرات الاردنية أنقذت مشعل من محاولة اغتيال عام
تفضلو اخواني الكرام
خاص جدا وحصري - علم موقع اخبار بلدنا الاردني انه في التاسع والعشرين من شهر أغسطس 2009 كان نائب رئيس مجلس الأعيان – وقتذاك- طاهر المصري يجري إتصالا هاتفيا بالفريق محمد الرقاد مدير المخابرات العامة، يطلعه فيها على فحوى إتصال هاتفي جرى بينه وبين خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، معربا فيها عن الأمل بإجابة رغبة مشعل الحضور الى عمان لأسباب إنسانية لحضور جنازة والد مشعل الذي توفي في عمان، إذ وعد الفريق الرقاد المصري بنقل الموضوع فورا الى جلالة الملك عبدالله لإتخاذ قرار كون المسألة حساسة وإن كانت إنسانية وتتطلب قرارا ملكيا، إذ كان الرقاد بعد نحو ساعة من مكالمة المصري في مكتب جلالة الملك لعرض الأمر عليه.
استمع الملك لتقدير حاله من الفريق الرقاد، وعن أبعاد ونتائج سماح الأردن بدخول مشعل، وفي نهاية المطاف وقع الملك قرارا بدخول مشعل الى الأراضي الأردنية، لكن الملك طلب من الرقاد أن يشددو الحماية على مشعل، وعدم الإكتفاء بعناصر حمايته، وتأمين طريقه الى المقبرة وعودته، لكن مخاوف الملك تفاقمت مع تأكيد الفريق الرقاد أن مشعل يريد أن يأتي برا، إذ أكد الملك للفريق الرقاد أن المسألة تشكل تحديا بالنسبة للأردن، فهذا مواطن أردني أولا، ثم أنه مستهدف من أطراف كثيرة، الى جانب أنه تعرض لمحاولة إغتيال بالأردن عام 1997.
عينا مشعل منذ دخوله الى الأردن كان يشع منهما الذهول من الحفاوة الأردنية الرسمية التي تجلت بالحرص على أمنه الشخصي أكثر من حرص الفريق الأمني الخاص به، إذ في لحظات عدة كان يفقد ذلك الفريق السيطرة بدافع الجموع التي كانت تقترب من مشعل لتعزيته، إلا أن الأخير كان يلاحظ أن أيدي عناصر أمن أردنية سرية كانت تحيطه، وتعيد التوازن الى فريقه الخاص.
وبعد مغادرة المقبرة أصر مشعل على عدم تلبية أي دعوة للإفطار، كي يحترم الرغبة الأردنية بعدم عقد أي لقاءات يمكن أن تتحول الى سياسية، إذ طلب من موكبه أن يتحرك بإتجاه منزل والدته في منطقة ضاحية الرشيد، وفق خطة وضعها فريقه الأمني المكون من عناصر جاءت بمعيته، لكن ضابط أردني إستخبارات كبير طلب من مشعل أن يغير طريق توجهه، وأن يغير خططه إن أمكن، والطلب من والدته ملاقاته في أي مكان آخر في عمان، إذ لبى مشعل الطلب الأمني الأردني، دون أن يعرف السبب، إذ أصر الأردن على توفير أقصى حماية ممكنة لمشعل طالما بقي على الأراضي الأردنية، ليغادر في اليوم التالي، وهو على قناعة أنه حدث شيء ما في الكواليس لكن الأردن لا يرغب بالبوح له بأي معلومات.
بعد سفر مشعل بساعات كانت القيادة السياسية الأردنية تطلع على تفاصيل محاولة إغتيال كان مشعل سيتعرض لها في شارع الملكة رانيا العبدالله (الجامعة الأردنية)، حينما يحاول الإنعطاف من فوق جسر الجامعة الأردنية نحو ضاحية الرشيد من مدخلها الجنوبي، إذ كان جيب شيروكي يتجول في المنطقة لفتح النار على موكب مشعل، والسعي لقتله ومرافقيه بإطلاق أكبر كمية ممكنة من النيران، الأمر الذي كان سيوقع عددا كبيرا من الضحايا من مرتادي الطريق المزدحم في ساعات ما قبل الإفطار، إلا أن المخابرات الأردنية اعتقلت شخصين كانا يستقلان السيارة، التي لم تكن تابعة للموساد الإسرائيلي.
وكشفت التفاصيل التي بقيت طي الكتمان و التي حصل عليها موقع اخبار بلدنا الاردني بشكل حصري أن من سعى لتنفيذ هذا المخطط هو جهاز المخابرات السوري، في محاولة لزعزعة إستقرار الأردن، وخلط الأوراق، وإظهار الأردن مخترقا من قبل الإسرائيليين، إذ أن الوعي والإنطباع الشعبيين كانا سيشيران بلا أي نقاش الى تورط إسرائيلي وتسهيلات أردنية للفريق الإسرائيلي، لذلك لم تبادر الدولة الأردنية للإعلان عن المخطط، كي لا تتهم بفبركة مخططات للإساءة الى سوريا التي كانت توصف بأنها قلعة المقاومة والممانعة لدى الشعوب العربية، كما أنه يستحيل أن يهضم أي إنسان أن تخطط سوريا لإغتيال مشعل، وهي التي تستضيفه وتحميه، لكنها كانت تدرك أن نجاح قتل مشعل على الأرض الأردنية من شأنه أن يشعل الساحة الأردنية، وأن يخلط الأوراق في المنطقة عموما، لأن حماس كانت ستعتبر إسرائيل هي المنفذة، وأن الأردن هو شريكها، كما أن سوريا كانت تعول على حدث من هذا النوع، لإلهاء المراقبين عن خسارة حلفائها الفادحة في الإنتخابات اللبنانية في صيف العام ذاته، أضف الى ذلك حصول عدوها سعد الحريري على الأغلبية لتأليف وزارة لبنانية جديدة.