تشهد المناطق ذات الأغلبية الأذربيجانية في إيران مظاهرات واحتجاجات واسعة منذ عدة أيام، وتؤكد التقارير الصحفية أن الأجواء الأمنية المتوترة تسود مختلف المدن في إقليمي آذربيجان الشرقية والغربية، وذلك بعد أن تحوّل رفض المجلس الشوري الإيراني إيجاد حل للجفاف الذي تتعرض له بحيرة أورمية إلى شرارة لاحتجاجات تشهدها مدينتا تبريز وأورمية منذ أكثر من أسبوع.
وقال الناشط الآذربيجاني علي رضا أردبيلي لـ"العربية.نت": "وراء الاحتجاج على جفاف بحيرة أورمية تتكدس مطالب قومية ترفضها السلطات، ففي عام 2006 انطلقت مظاهرات إثر نشر صحيفة حكومية رسوم ساخرة للأذربيجانيين، واليوم أصبحت البحيرة هي المحرك لهم، وقد تنفجر في المستقبل قضايا أخرى في الشارع الأذربي الذي يعاني من الاضطهاد العرقي والسياسي كسائر القوميات الأخرى.. العرب والكرد والبلوش والتركمان".
واستطرد أردبيلي من منفاه في العاصمة السويدية ستوكهولم: "السلطات المركزية تعرف جيدا أن المطالبات القومية المتراكمة هي العامل الأساس في هذه الاحتجاجات، وتؤكد بأنها لم تقم بأي إجراء بخصوص البحيرة، لأن وراءها كم هائل من المطالب التي تشكل خطرا حقيقيا على أمنها القومي، لأن النظام في طهران لا يتعامل مع قضايا القوميات إلا من خلال الأطر الأمنية التي لم تثبت نجاعتها".
"الحل بنظام فيدرالي"وقال الناشط الآذربيجاني علي رضا أردبيلي لـ"العربية.نت": "وراء الاحتجاج على جفاف بحيرة أورمية تتكدس مطالب قومية ترفضها السلطات، ففي عام 2006 انطلقت مظاهرات إثر نشر صحيفة حكومية رسوم ساخرة للأذربيجانيين، واليوم أصبحت البحيرة هي المحرك لهم، وقد تنفجر في المستقبل قضايا أخرى في الشارع الأذربي الذي يعاني من الاضطهاد العرقي والسياسي كسائر القوميات الأخرى.. العرب والكرد والبلوش والتركمان".
واستطرد أردبيلي من منفاه في العاصمة السويدية ستوكهولم: "السلطات المركزية تعرف جيدا أن المطالبات القومية المتراكمة هي العامل الأساس في هذه الاحتجاجات، وتؤكد بأنها لم تقم بأي إجراء بخصوص البحيرة، لأن وراءها كم هائل من المطالب التي تشكل خطرا حقيقيا على أمنها القومي، لأن النظام في طهران لا يتعامل مع قضايا القوميات إلا من خلال الأطر الأمنية التي لم تثبت نجاعتها".
وردا على سؤال حول مطالب الآذربيجانيين الأتراك، أجاب: "المطالبة بإقامة نظام فيدرالي في إيران دون فرض اللغة الفارسية كلغة رسمية إجبارية يشكل مطلب الحد الأدنى بالنسبة لنا، هذا هو الضمان الوحيد لإبقاء إيران موحدة، حيث يمكن اختيار اللغة الانجليزية كلغة مشتركة على شاكلة الهند، ومما لا شك فيه أن مثل هذا النظام المتطور يضمن حقوق سائر الشعوب في إيران، كالعرب والكرد والترك ويحول دون تفكك إيران".وتفيد بعض التقارير أن القوميات غير الفارسية تشكل 55% من السكان في إيران، ويكّون الترك الآذربيجانيين ثاني أكبر قومية في البلاد بعد الفرس، وهم ينتشرون في 4 أقاليم تقع في شمال غرب إيران، ويبلغ عددهم حوالي 18 مليون نسمة.
وحول الاوضاع في آذربيجان، يوضح أردبيلي: "لم يتم الإعلان المسبق عن المظاهرات تحسبا للإجراءات الأمنية المشددة التي تتخذها السلطات في مثل هذه الحالة، لذا كانت الاحتجاجات مباغتة وواسعة وسقط على إثرها 3 قتلى وأعداد من الجرحى، كما تم اعتقال المئات من المحتجين الذين كانوا خرجوا في مظاهرات سلمية".
وكشف أن النشطاء يحضرون لاحتجاجات سلمية أوسع في المستقبل القريب، تعم كافة المدن الآذربيجانية في إيران.
من جانبه، ذكر موقع روز أون لاين "في تقرير له نشر اليوم الأحد أن السلطات أرسلت قوات كبيرة للاقاليم ذات الأغلبية الأذربيجانية للحيلولة دون توسيع دائرة الاحتجاجات التي شهدتها مدينتا تبريز وأورمية والتي مازالت مستمرة بشكل أو آخر.
ويشير التقرير إلى مظاهرات كانت انطلقت الساعة الخامسة مساء في مدينة تبريز أكبر مدينة آذربيجانية، وثالث أكبر مدينة في إيران واستمرت حتى الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي، تخللتها اشتباكات مع قوى الأمن.
ويقول شهود عيان من هذه المدينة إن المظاهرات انطلقت بعد تجمع 200 شخص في حارة "راسته كوشه" ولدى انتقالها إلى الشوارع الرئيسية التحقت أعداد كبيرة من الناس بهم للتحوّل إلى مظاهرة عارمة وأطلق المتظاهرون شعارات باللغة التركية.
ويؤكد التقرير إن المتظاهرين توجهوا إلى دوار الساعة ومبنى المحافظة في مدينة تبريز، وقاوموا بشدة محاولات قوات الامن تفريقهم، وشنت هذه القوات حملة اعتقالات واسعة، وتسود أجواء أمنية مشددة في مختلف المدن الآذربيجانية في الوقت الحاضر.
وكانت مدينة أورمية، ثاني أكبر مدينة ذات أغلبية أذربيجانية إلى جانب الأقلية الكردية، مسرحا للاحتجاجات الواسعة التي واجهتها قوات الأمن بالطلقات المطاطية والغاز المسيل للدموع والهراوات.
ونقل التقرير عن عوائل المعتقلين أن السلطات نقلتهم إلى جهات مجهولة، وأعربت عن قلقها إزاء مصيرهم.
وقام النشطاء الآذربيجانيون بنشر أعداد كبيرة من أفلام الفيديو على المواقع الاجتماعية، ولاسيما اليوتيوب، تظهر المتظاهرين الذين يعبرون عن احتجاجاتهم باللغة التركية.
واختارت وسائل الإعلام الحكومية الصمت تجاه تلك الأحداث، وفي المقابل قام النشطاء الآذربيجانيون بحملة إعلامية واسعة لنشر الاخبار المتعلقة بالاحتجاجات.
المصدر http://www.alarabiya.net/articles/2011/09/04/165377.html
التعديل الأخير: