لو صدقت كل المعلومات التي بدأت تطل برأسها بعدد من الصحف، حول ملفات مرتبطة بنظام الأسد (الأب قبل الإبن)، فإن أسرارا مثيرة عدة قد ترى النور، بعد سقوط نظام الحزب الوحيد في دمشق، هو الذي سقط أصلا من النواحي السياسية والحقوقية والأخلاقية، بسبب الجريمة اليومية التي ترتكب هناك، في بلاد بردى وبلاد أبي العلاء المعري ونزار قباني، ضد المتظاهرين العزل، المطالبين بإسقاط النظام.
و
مغربيا، في ظل هذه التطورات المتلاحقة ببلاد الشام الكبرى، من خلال التطورات المسجلة في سوريا، فإن قصة "جبل الشيخ" الإستراتيجي هذا، تعنينا كثيرا كمغاربة. وتهمنا أخباره في التاريخ وفي ذاكرة الأيام، لأنه يضم جزء من أسرار لنا بها مصلحة وطنية عالية. ولربما ستكون واحدة من أخطر وأهم وأكبر الأسرار التي قد تتضح حقائقها في القادم من الأيام، مع التحول الذي يفرضه الشعب السوري هناك، بفاتورة غالية للدم. ذلك أنه في حرب أكتوبر من سنة 1973، حرب رمضان، ونحن في ذكراها هذه الأيام بالتقويم الهجري، بعث العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، في موقف قومي نبيل، تجريدة من القوات المسلحة الملكية إلى الجولان. وكانت كتيبة عسكرية جد متطورة تضم خيرة ضباط وجنود المدفعية المغربية الذين كان أغلبهم من ثكنة قصر السوق سابقا (الرشيدية حاليا) ومن "مدرسة الدارالبيضاء" بمكناس الشهيرة في التكوين العسكري للمدفعية. وكانت تلك التجريدة المغربية بقيادة الجنرال الصفريوي رحمه الله، الذي سيعين بعد ذلك سفيرا للمغرب في هولندا.
كانت تلك التجريدة العسكرية المغربية، فعليا، مضربا للمثل في الشجاعة العسكرية في كل الجولان وسوريا وفلسطين. وكانت الآلة العسكرية الإسرائيلية تدرك أنها أمام عناصر جد مدربة ومحنكة، وأنها تنتمي لمدرسة في العسكرية لا علاقة لها بالمدرسة العسكرية لأروبا الشرقية، فكانت قد حاولت من خلال رمي مناشير من الجو تني تلك القوات المغربية من المشاركة في المعركة بلغة فيها الكثير من التقدير لأولئك الجنود ولبلدهم، الذين كانت تقول تلك المناشير إنها "بعيدة عن هذه البلاد كثيرا وغير معنية بمعاركها". بل إن السمعة التي كانت (ولاتزال) لتلك التجريدة العسكرية المغربية هناك، قد جعلت الأمهات الجولانيات (وهذا أمر أكده لي زملاء صحفيون مغاربة ومشارقة، عاشوا أو زاروا تلك البلاد) يخفن صغارهن من أجل حملهم على الدخول إلى المنازل بالقول: "أدخلوا إن المغاربة الأشاوس قادمون".
الحقيقة أن السر في تلك السمعة الطيبة الجليلة، العالية في الشرف للجندي المغربي، راجع إلى أن تلك التجريدة المغربية قد لعبت دورا حاسما في حرب أكتوبر 1973 في تحرير أجزاء هامة من هضبة الجولان مع وحدات عراقية، وأنها أساسا قد حررت لوحدها جبل الشيخ الإستراتيجي، واحتلت قمته التي كانت ولا تزال تضم مركزا محوريا للإتصالات اللاسلكية والرصد، له قوة حاسمة في كل بلاد الشام، من خليج العقبة جنوبا حتى ماوراء العاصمة دمشق شمالا. وكان مفروضا أن يحمى ذلك النصر، الذي كانت تقدم عنه القناة التلفزية المغربية بعض الصور الحية، في كل مناسبة لحرب أكتوبر، حيث كان المشاهدون المغاربة يشاهدون جنودهم من تلك الكتيبة وهم يزحفون صاعدين بسرعة في جبل الشيخ تحت وابل من الرصاص الإسرائيلي. كان مفروضا، أن يحمى ذلك النصر، جويا من قبل طائرات الميغ السورية والسوفياتية الصنع. لكن، الذي وقع هو أن الطائرات الوحيدة التي حلقت حينها هي الطائرات الإسرائيلية من نوع ميراج الفرنسية الصنع والإف 4 الأمريكية الصنع. فكان الذي كان، سقط الشهداء المغاربة بالعشرات. واستعادت تل أبيب "جبل الشيخ" وأجزاء من القنيطرة والجولان، بعد أيام ضارية من القتال.
إن أرواح شهداء المغرب، من تجريدة الشرف العسكرية تلك، التي سقت دماؤها الطاهرة الجولان، هناك في رمضان، معلقة في السماء منذ أكثر من 38 سنة، تنتظر الحقيقة الفصل. بالتالي، واضح إذن أن جراب الأسرار السورية لعائلة الأسد مليان. وواضح أيضا أن كل هذه الهمجية في القتل هناك، ليست سوى عنوان من بين عناوين عدة، على مدى الخوف من الفضيحة.
و
مغربيا، في ظل هذه التطورات المتلاحقة ببلاد الشام الكبرى، من خلال التطورات المسجلة في سوريا، فإن قصة "جبل الشيخ" الإستراتيجي هذا، تعنينا كثيرا كمغاربة. وتهمنا أخباره في التاريخ وفي ذاكرة الأيام، لأنه يضم جزء من أسرار لنا بها مصلحة وطنية عالية. ولربما ستكون واحدة من أخطر وأهم وأكبر الأسرار التي قد تتضح حقائقها في القادم من الأيام، مع التحول الذي يفرضه الشعب السوري هناك، بفاتورة غالية للدم. ذلك أنه في حرب أكتوبر من سنة 1973، حرب رمضان، ونحن في ذكراها هذه الأيام بالتقويم الهجري، بعث العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، في موقف قومي نبيل، تجريدة من القوات المسلحة الملكية إلى الجولان. وكانت كتيبة عسكرية جد متطورة تضم خيرة ضباط وجنود المدفعية المغربية الذين كان أغلبهم من ثكنة قصر السوق سابقا (الرشيدية حاليا) ومن "مدرسة الدارالبيضاء" بمكناس الشهيرة في التكوين العسكري للمدفعية. وكانت تلك التجريدة المغربية بقيادة الجنرال الصفريوي رحمه الله، الذي سيعين بعد ذلك سفيرا للمغرب في هولندا.
كانت تلك التجريدة العسكرية المغربية، فعليا، مضربا للمثل في الشجاعة العسكرية في كل الجولان وسوريا وفلسطين. وكانت الآلة العسكرية الإسرائيلية تدرك أنها أمام عناصر جد مدربة ومحنكة، وأنها تنتمي لمدرسة في العسكرية لا علاقة لها بالمدرسة العسكرية لأروبا الشرقية، فكانت قد حاولت من خلال رمي مناشير من الجو تني تلك القوات المغربية من المشاركة في المعركة بلغة فيها الكثير من التقدير لأولئك الجنود ولبلدهم، الذين كانت تقول تلك المناشير إنها "بعيدة عن هذه البلاد كثيرا وغير معنية بمعاركها". بل إن السمعة التي كانت (ولاتزال) لتلك التجريدة العسكرية المغربية هناك، قد جعلت الأمهات الجولانيات (وهذا أمر أكده لي زملاء صحفيون مغاربة ومشارقة، عاشوا أو زاروا تلك البلاد) يخفن صغارهن من أجل حملهم على الدخول إلى المنازل بالقول: "أدخلوا إن المغاربة الأشاوس قادمون".
الحقيقة أن السر في تلك السمعة الطيبة الجليلة، العالية في الشرف للجندي المغربي، راجع إلى أن تلك التجريدة المغربية قد لعبت دورا حاسما في حرب أكتوبر 1973 في تحرير أجزاء هامة من هضبة الجولان مع وحدات عراقية، وأنها أساسا قد حررت لوحدها جبل الشيخ الإستراتيجي، واحتلت قمته التي كانت ولا تزال تضم مركزا محوريا للإتصالات اللاسلكية والرصد، له قوة حاسمة في كل بلاد الشام، من خليج العقبة جنوبا حتى ماوراء العاصمة دمشق شمالا. وكان مفروضا أن يحمى ذلك النصر، الذي كانت تقدم عنه القناة التلفزية المغربية بعض الصور الحية، في كل مناسبة لحرب أكتوبر، حيث كان المشاهدون المغاربة يشاهدون جنودهم من تلك الكتيبة وهم يزحفون صاعدين بسرعة في جبل الشيخ تحت وابل من الرصاص الإسرائيلي. كان مفروضا، أن يحمى ذلك النصر، جويا من قبل طائرات الميغ السورية والسوفياتية الصنع. لكن، الذي وقع هو أن الطائرات الوحيدة التي حلقت حينها هي الطائرات الإسرائيلية من نوع ميراج الفرنسية الصنع والإف 4 الأمريكية الصنع. فكان الذي كان، سقط الشهداء المغاربة بالعشرات. واستعادت تل أبيب "جبل الشيخ" وأجزاء من القنيطرة والجولان، بعد أيام ضارية من القتال.
إن أرواح شهداء المغرب، من تجريدة الشرف العسكرية تلك، التي سقت دماؤها الطاهرة الجولان، هناك في رمضان، معلقة في السماء منذ أكثر من 38 سنة، تنتظر الحقيقة الفصل. بالتالي، واضح إذن أن جراب الأسرار السورية لعائلة الأسد مليان. وواضح أيضا أن كل هذه الهمجية في القتل هناك، ليست سوى عنوان من بين عناوين عدة، على مدى الخوف من الفضيحة.
التعديل الأخير: