بسم الله الرحمن الرحيم
بحث بعنوان
( دفاع عن مصر )
للباحث /
محمد حامد الغنام
الباحث عن الحقيقة
ثانيا: حقيقة نكسة 1967 و خيانة ضباط البعث السوري لمصر و جمال عبد الناصر
- هذا الموضوع سوف أوردة بأدلته و بست شهادات " متطابقة "، و كل هذه الشهادات((تتطابق تماما)) مع " فحوى " الرسالة التي بعثها الملك حسين لجمال عبدالناصر بوجود مؤامرة يتواطئ فيها بعض كبار ضباط البعث السوري على مصرباﻹشتراك مع إسرائيل من أجل أن يبقى النظام السوري هو النظام الثوريالوحيد في المنطقة العربية ويكون المقابل هو تسليم الجولان ﻹسرائيل.
-إن معركة 1967 و هزيمة العرب (أو نكستهم، كيفما شئت) لم تزل دروسها و غموض ما حدث فيها غير معروف للكثيرين مناّ (على الرغم) من تدوين الحقائق في الكتب بشكل واضح و جلي. فهل كان موشى ديان محقاً عندما قال: إن العرب ﻻيقرأون؟!
- غني عن الذكر أن سبب دخول مصر حرب 1967 هو و جود حشود إسرائيلية (11 لواء إسرائيلي كما نقل لمصر كما ذكر الفريق محمد فوزي في مذكراته و مقابلات تليفزيونية) على الحدود مع سوريا. صحيح أن الفريق محمد فوزي قال في مذكراته أنه لم يشاهد أي حشود على الجبهة السورية (11 لواء إسرائيلي شيء لا تخطئه العين) عندما كان يستطلع بالهيلوكبتر الجبهة السورية يوم 1 يونيو. لكن ذلك بالطبع استطلاع متأخر جداً كما تظهر الوثائق التي سوف أعرضها ﻷن القرارات السياسية التي سببت الحرب(غلق مضيق تيران، طرد القوات الدولية) قد تم اتخاذها فعلاً فأصبحت الحرب واقعة لا محالة!! فكان استطلاع الفريق فوزي متأخراً!!
لكن السؤال الكبير هو: إذا لم يكن هناك أي حشود على الجبهة السورية فعلاً، و في نفس الوقت كانت القوات السورية على جبهة الجولان في حالة استعداد قصوى. إذاً كيف سقطت الجولان؟!
الشهادة اﻷولى لضابط المخابرات السوري في الجولان أثناء 1967 الرائد خليل مصطفى الذي ألف كتابه (سقوط الجولان) وسجن بسبب ذلك الكتاب في 1975 لمدة ثلاثين عاماً ولم يفرج عنه إلا عام 2005. كشف خليل مصطفى حقيقة تسليم حافظ أسد الجولان لإسرائيل ساحباً كوزير للدفاع قطاعاته العسكرية من أرض المعركة،معلناً سقوط القنيطرة قبل سقوطها فعلاً لإبعاد الجيش من أرض المعركة خوفاً من سقوط النظام، فيسقط الجولان بأكمله.
وفي التاسعة والنصف من صباح يوم السبت (10/6/1967م) أذيع نبأ سقوط القنيطرة وهي عاصمة الجولان : يقول خليل مصطفى ص ( 155) :
البلاغ رقم 66 عن سقوط القنيطرة:
[بلاغ صادر من راديو دمشق صباح يوم السبت : يقول البلاغ : بالرغم من تأكيد إسرائيل لمجلس الأمن الدولي أنها أوقفت القتال فإنها لم تنفذ ما تعهدت بـه وبدأت قوات العدو صباح اليوم الضرب بكثافة من الجو والمدفعية والدبابات ... وإن القوات الإسرائيلية استولت على مدينة القنيطرة بعد قتال عنيف دار منذ الصباح الباكر في منطقة القنيطرة ضمن ظروف غير متكافئة ، وكان العدو يغطي سماء المعركة بإمكانيات لا تملكها غير دولة كبرى ...واستولى على مدينة القنيطرة على الرغم من صمود جنودنا البواسل ، ولا يزال الجيش يخوض معركة قاسية للدفاع عن كل شبر من أرض الوطن ... كما أن وحدات لم تشترك في القتال بعد قد أخذت مراكزها..] ...
[ وفي الساعة ( 05ر12 ) صدر بلاغ عسكري يقول : إن قتالاً عنيفاً لا يزال يدور داخل مدينة القنيطرة وعلى مشارفها ، ومازالت القوات السورية تقاتل داخل المدينة تساندها قوات الجيش الشعبي بكل ضراوة وصمود ...]
[أذيع نبأ سقوط القنيطرة في اليوم العاشر من حزيران ، وكان عبد الرحمن الأكتع وزير الصحة يوم ذاك في جولة ميدانية جنوب القنيطرة ، يقول سمعت نبأ سقوط القنيطرة يذاع من الراديو ، وعرفت أنه غير صحيح لأننا جنوب القنيطرة ولم نـر جيش العدو ، فاتصلت هاتفياً بحافظ الأسد وزير الدفاع وقلت لـه : المعلومات التي وصلتكم غير دقيقة ، نحن جنوب القنيطرة ولم نـر جيش العدو !!! فشتمني بأقذع الألفاظ ومما قالـه لي : لا تتدخل في عمل غيرك يا( ... ) ، فعرفت أن في الأمر شيئاً !!؟].
ويقول خليل مصطفى ( ص 188):[إن الذي ثبت لدينا حتى الآن أن القوات الإسرائيلية لم تطأ أرض القنيطرة (رغم كل تلك المخازي والجرائم التي شرحناها) إلا بعد إعلان سقوطها بما لايقل عن سبع عشرة ساعة]
- الشهادة الثانية هي سامي الجندي وزير الإعلام عام 1967 و عضو القيادة القطرية ومن مؤسسي حزب البعث في كتابه (كسرة خبز) صفحة 17:-
[أسئلة كثيرة ترد إلى الأذهان : لماذا لم يطلب الحكم السوري وقف إطلاق النار مع مصر والأردن مادام الاستمرار في القتال مستحيلاً !؟ كما يقول الجندي : إن إعلان سقوط القنيطرة قبل وصول العدو لها بأكثر من يوم ، أمر لايمكن فهمه بتأويل حسـن]
ويكمل سامي الجندي فيقول:
[إن تداعي الأفكار البسيطة يربط بين عدم وقف إطلاق النار والحدود سليمة والإلحاح بل الاستغاثة لوقف إطلاق النار بعد أن توغل الجيش الإسرائيلي في الجولان، ويخلص إلى الاستنتاج بوجود خـطة ما. فوجئت لما رأيت على شاشة التلفزيون مندوب سوريا في الأمم المتحدة يعلن سقوط القنيطرة ووصول قوات إسرائيل إلى مشارف دمشق ، والمندوب الإسرائيلي يؤكد ألا أن شيئاً من ذلك لم يحصل. قال لي الدكتور إبراهيم ماخوس (وزير خارجية البعثيين يوم ذاك) أنها كانت خطة ماهرة لإرهاب العالم من أجل إنقاذ دمشق]
الشهادة الثالثة هي لسعد جمعة رئيس وزراء الأردن أثناء حرب 1967 في
(كتابه المؤامرة ومعركة المصير) صفحة 45 يقول:
[اتصل سفير دولة كبرى في دمشق في الخامس من حزيران بمسؤول حزبي كبير ودعاه إلى منزله لأمر هام في الحال ونقل له في اللقاء أنه تلقى برقية عاجلة من حكومته تؤكد قضاء الطيران الإسرائيلي على سلاح الجو المصري . وأن المعركة بين العرب وإسرائيل قد اتضحت نتائجها وأن كل مقاومة ستورث خسائر فادحة وأن إسرائيل ((لا تنوي مهاجمة النظام السوري)) بعد أن يستتب لها ((تأديب)) جمال عبد الناصر ، ((وبانتهاء الزعيم المصري)) تفتح الآفاق العربية ((أمام الثورية البعثية)) وأن إسرائيل بلد اشتراكي يعطف على التجربة الاشتراكية البعثية وخاصة العلوية إذ يمكنها أن تتعايش وتتفاعل معها لمصلحة الكادحين في البلدين، واتصل الوسيط بقيادات البعث والنصيريين وأعلم السفير الوسيط بتجاوب كافة القيادات مع هذا التطلع.]
- الشهادة الرابعة هي للوزير السوري المفوض في مدريد "دريد مفتي" التي سجلها سعد جمعة رئيس وزراء اﻷردن في كتابه (مجتمع الكراهية) صفحة 130 فيقول "دريد مفتي" لسعد جمعة عندما قابله في مكتبه بلندن:
[يوم كنت وزيراً مفوضاً لسورية في مدريد استدعاني وزير خارجية أسبانيا لمقابلته صباح 28/7/1967م وأعلمني ووجهه يطفح سروراً أن مساعيه الطيبة أثمرت لدى أصدقائه
الأمريكان بناء على تكليف السيد ماخوس البعثي النصيري ، ثم سلمني مذكرة تتضمن ما يلي : تهدي وزارة الخارجية الأسبانية تحياتها إلى السفارة السورية عبر وسيطها ، وتعلمها أنها نقلت رغبة الخارجية السورية إلى الجهات الأمريكية المختصة بأنها ترغب بالمحافظة على الحالة الناجمة عن حرب حزيران 1967 وأنه ينقل رأي الأمريكان بأن ذلك ممكن إذا حافظت سورية على ((هدوء المنطقة)) وسمحت لسكان الجولان بالهجرة من موطنهم والاستيطان في بقية أجزاء الوطن السوري وتعهدت بعدم القيام بنشاطات تخريبية من جهتها تعكر الوضع الراهن].
ملاحظة: قامت المخابرات السورية باغتيال "دريد المفتي" في لبنان بسبب كشفه كل الوثائق التي تتعلق بقضية الجولان والقنيطرة
- الشهادة الخامسة و هي شهادة صوت و صورة لعضو مجلس قيادة الثورة وعضو القيادة القُطرية الأسبق في حزب البعث السوري أحمد أبو صالح حيث يؤكد ما ورد على لسان وزير الصحة السوري عبد الرحمن اﻷكتع في حق حافظ اﻷسد حيث كان وزيراً للدفاع. بل و يؤكد كيف بيعت الجولان بصفقة بين حافظ اﻷسد و إسرائيل و دخل وسيطاً فيها وزير خارجية أسبانيا وخيانة مصر و عبد الناصر.
و كيف تمت محاكمة الضباط السوريين الذين لم يلتزموا باﻹنسحاب من الجولان بعد أن أذاع حافظ اﻷسد بيان سقوط القنيطرة قبل أن تدخلها إسرائيل.
ها هي الحلقة التاسعة على جزئين لشهادة أحمد أبو صالح:- على موقع اليوتيوب على الانترنت
الحلقة 9 الجزء 3
[ame]http://www.youtube.com/watch?v=FlV6_WZfadg&feature=player_embedded[/ame]
[ame]http://www.youtube.com/watch?v=Z88_KrPbo-A&feature[/ame]
لكن الشهادة (الصادمة) هي ما قاله الملك فيصل آل سعود في القمة الرباعية في الجزائر في 13 فبراير 1974 التي حضرها الرئيس السادات، الملك فيصل، الرئيس حافظ اﻷسد، الرئيس هواري بومدين و وزراء خارجية الدول اﻷربعة. يذكر وزير الخارجية المصري في ذلك الوقت إسماعيل فهمي في كتابه (التفاوض من أجل السلام في الشرق اﻷوسط) صفحة 134 حيث كان هذا اﻹجتماع مخصص لمبادرة حافظ اﻷسد بوقف قرار حظر البترول في مقابل التفاوض مع إسرائيل لتحقيق فض اﻹشتباك على الجبهة السورية.
ملاحظة:- هذا عكس ما قاله الشاذلي باتهام السادات أنه هو من ضغط على الدول العربية المصدرة للبترول برفع حظر تصدير البترول! فإسماعيل فهمي كوزير خارجية أعلم من الشاذلي بهذا القرار ﻷنه يخصه و الشاذلي كان خارج السلطة ولم يكن بعد عين سفيراً في البرتغال وكان بعيداً عن اﻷحداث. و كذلك لن يمدح إسماعيل فهمي السادات ﻷن خلافه مع السادات معروف. لكن هذه هي صفات اﻷصلاء أن يكونا نزيهين بأن يقولوا الحقيقة حتى لو كانت في صالح من خالفهم الرأي.
يقول إسماعيل فهمي و زير الخارجية في كتابه ص 134:
[وكانت بعض هذه اﻹجتماعات غير الرسمية ذات طبيعة ودية مثل هذا اﻹجتماع الذي عقد بين السادات و اﻷسد، ولم تجر في هذا اﻹجتماع أية مناقشات حامية كما أن اﻷسد كان متجاوباً كثير اﻹبتسام، وكانت اجتماعات أخرى يشوبها التوتر و في إحدى المرات استفز الملك فيصل اﻷسد صراحة حيث سأله بصوت عال تماماً عما إذا كان السوريون قد قبلوا وقف إطلاق النار على مرتفعات الجولان في عام 1967 في وقت سابق ﻷوانه حيث تركوا القنيطرة تسقط في أيدي اﻹسرائيليين دون إطلاق طلقة واحدة. و قال أيضاً: إن القائد السوري في القنيطرة تلقى ما يوازي 300 مليون دولار أمريكي من إسرائيل مقابل مساعدته هذه.]
ثم يضيف إسماعيل فهمي:-
[وكان القائد هو اﻷسد نفسه و لم يستطع اﻷسد لحسن الحظ أن يسمع الملك فيصل بوضوح، ﻷن الرئيس السادات قام بدوره بالتحدث بصوت أعلى من صوت فيصل محاولا أن يقنعه بأن الوقت غير مناسب لمناقشة هذه الإشاعة المحرجة جداً، وكف الملك فيصل عن حديثه، ومنذ ذلك الوقت سارت اﻷمور بسلاسة نوعاً.]
هذا ما قاله الملك فيصل رحمه الله عن سقوط الجولان و هو الذي يتطابق تماماً مع ما قيل من شهادات سابقة. فما الذي يجعل الملك فيصل رحمه الله بما عرف عنه من جرأة في قول الحق أن يقول غير الحقيقة؟! بل إن من ((سخرية القدر)) أن الشخص الذي دافع عن اﻷسد أمام الملك فيصل في هذا اﻹجتماع هو الرئيس السادات على الرغم من الحملة اﻹعلامية المسمومة كما يصفها إسماعيل فهمي في كتابه ص133 التي قادها اﻷسد ضد مصر بوصفها بالخيانة بعد اتفاقية فض الاشتباك اﻷول (يعني هذه اﻷساليب الخسيسة من حزب البعث السوري تستخدم ضد مصر حتى قبل كامب ديفيد). بل إسماعيل فهمي يذكر إن اﻷسد طلب مساعدة السادات في أن تضغط مصر للتوصل ﻹتفاق فض اشتباك بينها و بين إسرائيل .
-يعني يشتم مصر ثم يطلب مساعدتها!!! طلب مساعدة مصر في عمل اتفاق فض اشتباك أنقله ((نصا و حرفياً)) من كتاب وزير الخارجية إسماعيل فهمي الذي كان على خلاف مع السادات .
أخيراً، أنقل ما ذكره الكاتب محمد حسنين هيكل في كتابه (اﻹنفجار عام 1967) الباب الخامس، الفصل الثالث صفحة 435:-
(يوم 28 إبريل 1967 تلقى الفريق عبد المنعم رياض رئيس هيئة أركان حرب القيادة العربية الموحدة رسالة من الملك حسين تستدعيه لمقابلة خاصة مع الملك في أسرع وقت ممكن. وحمل الفريق عبد المنعم رياض رسالة لمكتبه في مبنى القيادة العليا في مصر الجديدة. كانت رسالة الملك حسين مفاجئة له، وكذلك كانت مفاجئة للفريق علي علي عامر عندما عرضها عليه. فقبلها بأسابيع قليلة كان اﻷردن قد أعلن رسمياً أنه قرر وقف تعامله بالكامل مع كل المؤسسات التي أنشأتها مؤتمراتالقمة العربية.)
وبعد ذهاب الفريق عبد المنعم رياض لعماّن للقاء الملك حسين يأتي هيكل على ذكر التفاصيل المهمة للقاء الملك حسين مع الفريق عبد المنعم رياض في صفحة438:
(وأحس الفريق عبد المنعم رياض أن ما يسمعه خطير، واستأذن الملك إذا كان يسمح له بأن يكتب بعض النقاط مما يسمع حتى لا يضيع منه شيء. و سمح له الملك وإن كان قد رجاه في معاملة ما يسمعه بأقصى درجات السرية، وأن ينقله إلى شخص واحد فقط هو الرئيس جمال عبد الناصر. كان مؤدى ما قاله الملك للفريق رياض على النحو التالي:
"إن الفريق رياض يعرف و يتابع بلاشك كل أسباب و دواعي الخلافات القائمة بينه و بين القاهرة. لكن هناك موضوعات تعلو على أي خلافات ﻷنها تمس اﻷمن القومي في الصميم. و اﻵن فإن الملك لديه ما يدعوه إلى "اليقين" بأن هناك "فخاً" يدبر للجمهورية العربية المتحدة و للرئيس جمال عبد الناصر. فهناك محاولة لتوريطهم في حرب مسلحة لا تلائمهم ظروفها. وأن الجماعة في سوريا "مخترقين" و بعضهم "متواطئ" مع جهات لديها "خططها". والفكرة اﻷساسية في هذه الخطط اﻵن هي إشعال الموقف على الجبهة السورية بما يفرض على مصر أن تقوم بأي عمل لنجدة سوريا، و هنا تصبح مصر هي الهدف اﻷول للمؤامرة و يجري ضربها. و هو يريد أن تصل رسالته هذه إلى الرئيس جمال عبد الناصر بأسرع ما يمكن، ويرجو أن يتأكد الرئيس أن دافعه إليها هو واجبه القومي و ليس أي سبب آخر. وهو يتمنى أن تؤخذ رسالته جداً و لا تحمل على محمل موقفه من بعض اﻷطراف المعنية في دمشق)
-ويقول الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في صفحة 440وفي مساء يوم 13 مايو عرف الرئيس جمال عبد الناصر بوجود مثل هذا الخطابمن الفريق عبد المنعم رياض فسأل عنه و قرأه ظهر يوم 14 مايو. وكان الوقتمتأخر)
ملاحظات هامة:-1- تم رفع الاستعداد للقوات المصرية و أمرها بالتحرك إلى سيناء يوم 14مايو، لذلك كان الوقت قد تأخر فعلاً و لم ينتبه الرئيس جمال عبد الناصرللفخ الذي حذره منه الملك حسين2- كيف لرسالة مهمة كالتي حملها الفريق عبد المنعم رياض لا تصل فوراًللرئيس جمال عبد الناصر و تصل له بعد أسبوعين و كان أوان اﻹحتراز منالوقوع في الفخ قد فات؟!!!
3- رسالة الملك حسين ((تتطابق)) مع ما ورد في شهادة رئيس الوزراء اﻷردنيسعد جمعة و شهادة كل البعثيين أن هناك مؤامرة متورط فيها بعثيين سوريينلضرب مصر مقابل التنازل عن الجولان و ضمان أمن النظام السوري كنظاماشتراكي في المنطقة يتعايش في إسرائيل كما جاء في كتاب سعد جمعة (المؤامرة ومعركة المصير)
4- و الغريب أن ما قاله الملك فيصل يتطابق كذلك مع شهادات اﻵخرين، والمعروفأن الملك فيصل آل سعود لديه جرأة سياسية. فما الذي يجعل الملك فيصل يكذب؟ ! بل و اﻷنكى من ذلك أن الملك فيصل قال هذه المعلومة أمام الرؤساء العرب(السادات و بومدين) في مؤتمر رسمي!!!! بل و قالها في وجه حافظ اﻷسدمباشرة!!!!
5- تجدر الإشارة أن المشير الجمسي قد ذكر في مذكراته صفحة 100 أن الفريقمحمد فوزي و عبد المنعم رياض قد طلبوا من قيادة البعث السوري البدئ فيقتال إسرائيل و تنفيذ الخطط المتفق عليها و لكن لم يوجد أي استجابة منقيادة البعث السوري. بل علم الفريق فوزي أنه لم تعطى أي أوامر بالقتالللقوات السورية، حيث انسحبت قوات البعث السوري من الجولان يوم 9 يونيو وأعلن البعث السوري عن سقوط القنيطرة عاصمة الجولان يوم 9 يونيو 1967 قبلأن تدخلها اليوم التالي 20 يونيو 1967!!!
6- تجدر اﻹشارة أن محمود جامع (طبيب السادات الخاص) الذي أختلف مع الساداتفي آخر أيامه ذكر في مقابلة مع صحيفة الوفد أن السادات قص عليه عام 1969عندما كانوا في سوريا قصة سقوط الجولان و هي أن الرئيس جمال عبد الناصرأخبر السادات عندما كان نائبه أن القنيطرة أعلن سقوطها قبل دخولاﻹسرائيليين وتم تسليم ثمن الصفقة من الموساد و مقداره 300 مليون دولارلرفعت الأسد أخو حافظ اﻷسد. و هي الشهادة التي ((تتطابق)) تماماً مع ماقاله الملك فيصل - رحمه الله - !!
- في النهاية أقول:-
1- أن الكاتب محمد حسنين هيكل في برنامجه (مع هيكل) عرض بشكل مختصر ما حدث في جبهة الجولان عام 1967، حيث عرض الكاتب الكبير وثائق إسرائيلية ((تؤكد)) أن إسرائيل علمت يوم 10 يونيو 1967 أن "أغلبية" القوات السورية قد (أخلت) مواقعها في الجولان و أن هذه الوثائق اﻹسرائيلية أكدت أن قوة سورية قليلة هي التي قاومت و التي لم تخلي مواقعها. هذا هو رابط الحلقة على قناة الجزيرة
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/A...BCB2935.htm#L2
كيف لا يذكر الكاتب الكبير هيكل ستة شهادات "" متطابقة "" تصف أسباب سقوط الجولان و التي "" تتطابق "" هذه الشهادات " بالضبط " مع فحوى الرسالة التي بعثها الملك حسين لعبد الناصر و التي ذكرها الأستاذ هيكل في كتابه اﻹنفجار. اﻷستاذ هيكل يقر في برنامجه (باستخدام و وثائق إسرائيلية) أن القوات السورية قد أخلت مواقعها في الجولان يوم 9 يونيو دون قتال، لكن الأسباب تخلي القوات السورية عن مواقعها في الجولان تأتي من ست شهادات " متطابقة " من أشخاص مختلفين لا تربطهم أي مصالح.
2- إن ""تطابق"" ست شهادات من أشخاص مختلفين عن سقوط الجولان عام 1967 مع ((فحوى)) رسالة الملك حسين رحمه الله ليفيد بشكل واضح لا لبس فيه أن مصر و عبد الناصر تحديداً قد تعرض لمؤامرة قذرة اشترك فيها البعثيين السوريين مع إسرائيل للقضاء على مصر بحيث "يبقى البعث السوري" النظام الثوري في المنطقة العربية (في مقابل) تعهد البعث السوري إبقاء الوضع على ما هو عليه في الجولان بعد حرب 1967 و السماح بهجرة المواطنين السوريين من الجولان و اﻹستيطان في أماكن أخرى في الوطن السوري، و هو ما أكده أحمد أبو صالح في شهادته أن أسبانيا نقلت هذه الصفقة القذرة و التي وافق عليها البعثيين.
إن القلب لينفطر حزناً على ما صوب لمصر من طعنات نافذة في حرب دخلناها لمساعدة إخوة عرب فإذا بنا نجد أنفسنا فريسة مؤامرة دبرت بليل اشترك و تواطئ فيها هؤلاء اﻹخوة الذين أردنا أن ننجدهم. إنني على يقين أن الرئيس جمال عبد الناصر قد "انفطر قلبه" عندما علم و أدرك حجم المؤامرة التي دبرت ضد مصر وضده شخصياً في عام 1967 ممن استنجدوا به، خصوصا و هو يتذكر اتصاله بعبد الكريم الجندي لينقل لهم "صرخات مصر" مساء 7 يونيو 1967 كما يسرد البعثي صائب بارودي في مذكراته المنشورة على اﻹنترنت:-
[دخلت سوريا المعركة ووصلت قواتها صفد والحولة وتمركزت قوات منها بقيادة الضابط نورس طه تحت المرتفعات المطلة على بحيرة طبرية حتى مساء اليوم السابع وعبد الناصر يتصل بعبد الكريم الجندي ويقول له : أنا لا أثق بالآخرين يعني الأسد وجديد بوَقَّف إطلاق النار اللعبة كبيرة وخطيرة ومصر غير قادرة على التحرك وصلاح جديد يرفض واتصل الجنرال الروسي بوزير الدفاع حافظ أسد وجديد وقال : إذا كنتم مصرين على الحرب فلابد أن تضعوا خطة وأنتم حتى الساعة لم تفعلوا شيئاً…]
لاحظ أن كلام البعثي صائب بارودي متطابق تماماً مع شهادة المشير الجمسي في مذكراته بأن الفريق فوزي و عبد المنعم رياض لم يتلقوا أي رد إيجابي من القيادات السورية.
و يكمل صائب رضوان حيث يؤكد أن القوات السورية لم تتحرك إلا في يوم 9 يونيو و لكن باﻹنسحاب (وهو متطابق مع ما ذكر سابقاً من شهادات)!! حيث يكمل فيقول:
[و وضعت خطة بمعرفة السوفييت وفي صباح اليوم التاسع موعد التحرك حسب خطة السوفييت أمر وزير الدفاع حافظ أسد ترك الأسلحة والتراجع الكيفي من الجبهة وترك ترسانة حربية كبيرة لليهود مع عشرات القرى في جبل الشيخ]
-لكن الأدهى من هذا أن تصيبنا سهام مسمومة مرة أخرى في عهد الرئيس السادات الذي أحسن الظن في نفس الطرف معتقداً أنه برحيل الرئيس جمال عبد الناصر فقد غاب عن هذا الطرف أسباب غدره.
بحث بعنوان
( دفاع عن مصر )
للباحث /
محمد حامد الغنام
الباحث عن الحقيقة
ثانيا: حقيقة نكسة 1967 و خيانة ضباط البعث السوري لمصر و جمال عبد الناصر
- هذا الموضوع سوف أوردة بأدلته و بست شهادات " متطابقة "، و كل هذه الشهادات((تتطابق تماما)) مع " فحوى " الرسالة التي بعثها الملك حسين لجمال عبدالناصر بوجود مؤامرة يتواطئ فيها بعض كبار ضباط البعث السوري على مصرباﻹشتراك مع إسرائيل من أجل أن يبقى النظام السوري هو النظام الثوريالوحيد في المنطقة العربية ويكون المقابل هو تسليم الجولان ﻹسرائيل.
-إن معركة 1967 و هزيمة العرب (أو نكستهم، كيفما شئت) لم تزل دروسها و غموض ما حدث فيها غير معروف للكثيرين مناّ (على الرغم) من تدوين الحقائق في الكتب بشكل واضح و جلي. فهل كان موشى ديان محقاً عندما قال: إن العرب ﻻيقرأون؟!
- غني عن الذكر أن سبب دخول مصر حرب 1967 هو و جود حشود إسرائيلية (11 لواء إسرائيلي كما نقل لمصر كما ذكر الفريق محمد فوزي في مذكراته و مقابلات تليفزيونية) على الحدود مع سوريا. صحيح أن الفريق محمد فوزي قال في مذكراته أنه لم يشاهد أي حشود على الجبهة السورية (11 لواء إسرائيلي شيء لا تخطئه العين) عندما كان يستطلع بالهيلوكبتر الجبهة السورية يوم 1 يونيو. لكن ذلك بالطبع استطلاع متأخر جداً كما تظهر الوثائق التي سوف أعرضها ﻷن القرارات السياسية التي سببت الحرب(غلق مضيق تيران، طرد القوات الدولية) قد تم اتخاذها فعلاً فأصبحت الحرب واقعة لا محالة!! فكان استطلاع الفريق فوزي متأخراً!!
لكن السؤال الكبير هو: إذا لم يكن هناك أي حشود على الجبهة السورية فعلاً، و في نفس الوقت كانت القوات السورية على جبهة الجولان في حالة استعداد قصوى. إذاً كيف سقطت الجولان؟!
الشهادة اﻷولى لضابط المخابرات السوري في الجولان أثناء 1967 الرائد خليل مصطفى الذي ألف كتابه (سقوط الجولان) وسجن بسبب ذلك الكتاب في 1975 لمدة ثلاثين عاماً ولم يفرج عنه إلا عام 2005. كشف خليل مصطفى حقيقة تسليم حافظ أسد الجولان لإسرائيل ساحباً كوزير للدفاع قطاعاته العسكرية من أرض المعركة،معلناً سقوط القنيطرة قبل سقوطها فعلاً لإبعاد الجيش من أرض المعركة خوفاً من سقوط النظام، فيسقط الجولان بأكمله.
وفي التاسعة والنصف من صباح يوم السبت (10/6/1967م) أذيع نبأ سقوط القنيطرة وهي عاصمة الجولان : يقول خليل مصطفى ص ( 155) :
البلاغ رقم 66 عن سقوط القنيطرة:
[بلاغ صادر من راديو دمشق صباح يوم السبت : يقول البلاغ : بالرغم من تأكيد إسرائيل لمجلس الأمن الدولي أنها أوقفت القتال فإنها لم تنفذ ما تعهدت بـه وبدأت قوات العدو صباح اليوم الضرب بكثافة من الجو والمدفعية والدبابات ... وإن القوات الإسرائيلية استولت على مدينة القنيطرة بعد قتال عنيف دار منذ الصباح الباكر في منطقة القنيطرة ضمن ظروف غير متكافئة ، وكان العدو يغطي سماء المعركة بإمكانيات لا تملكها غير دولة كبرى ...واستولى على مدينة القنيطرة على الرغم من صمود جنودنا البواسل ، ولا يزال الجيش يخوض معركة قاسية للدفاع عن كل شبر من أرض الوطن ... كما أن وحدات لم تشترك في القتال بعد قد أخذت مراكزها..] ...
[ وفي الساعة ( 05ر12 ) صدر بلاغ عسكري يقول : إن قتالاً عنيفاً لا يزال يدور داخل مدينة القنيطرة وعلى مشارفها ، ومازالت القوات السورية تقاتل داخل المدينة تساندها قوات الجيش الشعبي بكل ضراوة وصمود ...]
[أذيع نبأ سقوط القنيطرة في اليوم العاشر من حزيران ، وكان عبد الرحمن الأكتع وزير الصحة يوم ذاك في جولة ميدانية جنوب القنيطرة ، يقول سمعت نبأ سقوط القنيطرة يذاع من الراديو ، وعرفت أنه غير صحيح لأننا جنوب القنيطرة ولم نـر جيش العدو ، فاتصلت هاتفياً بحافظ الأسد وزير الدفاع وقلت لـه : المعلومات التي وصلتكم غير دقيقة ، نحن جنوب القنيطرة ولم نـر جيش العدو !!! فشتمني بأقذع الألفاظ ومما قالـه لي : لا تتدخل في عمل غيرك يا( ... ) ، فعرفت أن في الأمر شيئاً !!؟].
ويقول خليل مصطفى ( ص 188):[إن الذي ثبت لدينا حتى الآن أن القوات الإسرائيلية لم تطأ أرض القنيطرة (رغم كل تلك المخازي والجرائم التي شرحناها) إلا بعد إعلان سقوطها بما لايقل عن سبع عشرة ساعة]
- الشهادة الثانية هي سامي الجندي وزير الإعلام عام 1967 و عضو القيادة القطرية ومن مؤسسي حزب البعث في كتابه (كسرة خبز) صفحة 17:-
[أسئلة كثيرة ترد إلى الأذهان : لماذا لم يطلب الحكم السوري وقف إطلاق النار مع مصر والأردن مادام الاستمرار في القتال مستحيلاً !؟ كما يقول الجندي : إن إعلان سقوط القنيطرة قبل وصول العدو لها بأكثر من يوم ، أمر لايمكن فهمه بتأويل حسـن]
ويكمل سامي الجندي فيقول:
[إن تداعي الأفكار البسيطة يربط بين عدم وقف إطلاق النار والحدود سليمة والإلحاح بل الاستغاثة لوقف إطلاق النار بعد أن توغل الجيش الإسرائيلي في الجولان، ويخلص إلى الاستنتاج بوجود خـطة ما. فوجئت لما رأيت على شاشة التلفزيون مندوب سوريا في الأمم المتحدة يعلن سقوط القنيطرة ووصول قوات إسرائيل إلى مشارف دمشق ، والمندوب الإسرائيلي يؤكد ألا أن شيئاً من ذلك لم يحصل. قال لي الدكتور إبراهيم ماخوس (وزير خارجية البعثيين يوم ذاك) أنها كانت خطة ماهرة لإرهاب العالم من أجل إنقاذ دمشق]
الشهادة الثالثة هي لسعد جمعة رئيس وزراء الأردن أثناء حرب 1967 في
(كتابه المؤامرة ومعركة المصير) صفحة 45 يقول:
[اتصل سفير دولة كبرى في دمشق في الخامس من حزيران بمسؤول حزبي كبير ودعاه إلى منزله لأمر هام في الحال ونقل له في اللقاء أنه تلقى برقية عاجلة من حكومته تؤكد قضاء الطيران الإسرائيلي على سلاح الجو المصري . وأن المعركة بين العرب وإسرائيل قد اتضحت نتائجها وأن كل مقاومة ستورث خسائر فادحة وأن إسرائيل ((لا تنوي مهاجمة النظام السوري)) بعد أن يستتب لها ((تأديب)) جمال عبد الناصر ، ((وبانتهاء الزعيم المصري)) تفتح الآفاق العربية ((أمام الثورية البعثية)) وأن إسرائيل بلد اشتراكي يعطف على التجربة الاشتراكية البعثية وخاصة العلوية إذ يمكنها أن تتعايش وتتفاعل معها لمصلحة الكادحين في البلدين، واتصل الوسيط بقيادات البعث والنصيريين وأعلم السفير الوسيط بتجاوب كافة القيادات مع هذا التطلع.]
- الشهادة الرابعة هي للوزير السوري المفوض في مدريد "دريد مفتي" التي سجلها سعد جمعة رئيس وزراء اﻷردن في كتابه (مجتمع الكراهية) صفحة 130 فيقول "دريد مفتي" لسعد جمعة عندما قابله في مكتبه بلندن:
[يوم كنت وزيراً مفوضاً لسورية في مدريد استدعاني وزير خارجية أسبانيا لمقابلته صباح 28/7/1967م وأعلمني ووجهه يطفح سروراً أن مساعيه الطيبة أثمرت لدى أصدقائه
الأمريكان بناء على تكليف السيد ماخوس البعثي النصيري ، ثم سلمني مذكرة تتضمن ما يلي : تهدي وزارة الخارجية الأسبانية تحياتها إلى السفارة السورية عبر وسيطها ، وتعلمها أنها نقلت رغبة الخارجية السورية إلى الجهات الأمريكية المختصة بأنها ترغب بالمحافظة على الحالة الناجمة عن حرب حزيران 1967 وأنه ينقل رأي الأمريكان بأن ذلك ممكن إذا حافظت سورية على ((هدوء المنطقة)) وسمحت لسكان الجولان بالهجرة من موطنهم والاستيطان في بقية أجزاء الوطن السوري وتعهدت بعدم القيام بنشاطات تخريبية من جهتها تعكر الوضع الراهن].
ملاحظة: قامت المخابرات السورية باغتيال "دريد المفتي" في لبنان بسبب كشفه كل الوثائق التي تتعلق بقضية الجولان والقنيطرة
- الشهادة الخامسة و هي شهادة صوت و صورة لعضو مجلس قيادة الثورة وعضو القيادة القُطرية الأسبق في حزب البعث السوري أحمد أبو صالح حيث يؤكد ما ورد على لسان وزير الصحة السوري عبد الرحمن اﻷكتع في حق حافظ اﻷسد حيث كان وزيراً للدفاع. بل و يؤكد كيف بيعت الجولان بصفقة بين حافظ اﻷسد و إسرائيل و دخل وسيطاً فيها وزير خارجية أسبانيا وخيانة مصر و عبد الناصر.
و كيف تمت محاكمة الضباط السوريين الذين لم يلتزموا باﻹنسحاب من الجولان بعد أن أذاع حافظ اﻷسد بيان سقوط القنيطرة قبل أن تدخلها إسرائيل.
ها هي الحلقة التاسعة على جزئين لشهادة أحمد أبو صالح:- على موقع اليوتيوب على الانترنت
الحلقة 9 الجزء 3
[ame]http://www.youtube.com/watch?v=FlV6_WZfadg&feature=player_embedded[/ame]
[ame]http://www.youtube.com/watch?v=Z88_KrPbo-A&feature[/ame]
لكن الشهادة (الصادمة) هي ما قاله الملك فيصل آل سعود في القمة الرباعية في الجزائر في 13 فبراير 1974 التي حضرها الرئيس السادات، الملك فيصل، الرئيس حافظ اﻷسد، الرئيس هواري بومدين و وزراء خارجية الدول اﻷربعة. يذكر وزير الخارجية المصري في ذلك الوقت إسماعيل فهمي في كتابه (التفاوض من أجل السلام في الشرق اﻷوسط) صفحة 134 حيث كان هذا اﻹجتماع مخصص لمبادرة حافظ اﻷسد بوقف قرار حظر البترول في مقابل التفاوض مع إسرائيل لتحقيق فض اﻹشتباك على الجبهة السورية.
ملاحظة:- هذا عكس ما قاله الشاذلي باتهام السادات أنه هو من ضغط على الدول العربية المصدرة للبترول برفع حظر تصدير البترول! فإسماعيل فهمي كوزير خارجية أعلم من الشاذلي بهذا القرار ﻷنه يخصه و الشاذلي كان خارج السلطة ولم يكن بعد عين سفيراً في البرتغال وكان بعيداً عن اﻷحداث. و كذلك لن يمدح إسماعيل فهمي السادات ﻷن خلافه مع السادات معروف. لكن هذه هي صفات اﻷصلاء أن يكونا نزيهين بأن يقولوا الحقيقة حتى لو كانت في صالح من خالفهم الرأي.
يقول إسماعيل فهمي و زير الخارجية في كتابه ص 134:
[وكانت بعض هذه اﻹجتماعات غير الرسمية ذات طبيعة ودية مثل هذا اﻹجتماع الذي عقد بين السادات و اﻷسد، ولم تجر في هذا اﻹجتماع أية مناقشات حامية كما أن اﻷسد كان متجاوباً كثير اﻹبتسام، وكانت اجتماعات أخرى يشوبها التوتر و في إحدى المرات استفز الملك فيصل اﻷسد صراحة حيث سأله بصوت عال تماماً عما إذا كان السوريون قد قبلوا وقف إطلاق النار على مرتفعات الجولان في عام 1967 في وقت سابق ﻷوانه حيث تركوا القنيطرة تسقط في أيدي اﻹسرائيليين دون إطلاق طلقة واحدة. و قال أيضاً: إن القائد السوري في القنيطرة تلقى ما يوازي 300 مليون دولار أمريكي من إسرائيل مقابل مساعدته هذه.]
ثم يضيف إسماعيل فهمي:-
[وكان القائد هو اﻷسد نفسه و لم يستطع اﻷسد لحسن الحظ أن يسمع الملك فيصل بوضوح، ﻷن الرئيس السادات قام بدوره بالتحدث بصوت أعلى من صوت فيصل محاولا أن يقنعه بأن الوقت غير مناسب لمناقشة هذه الإشاعة المحرجة جداً، وكف الملك فيصل عن حديثه، ومنذ ذلك الوقت سارت اﻷمور بسلاسة نوعاً.]
هذا ما قاله الملك فيصل رحمه الله عن سقوط الجولان و هو الذي يتطابق تماماً مع ما قيل من شهادات سابقة. فما الذي يجعل الملك فيصل رحمه الله بما عرف عنه من جرأة في قول الحق أن يقول غير الحقيقة؟! بل إن من ((سخرية القدر)) أن الشخص الذي دافع عن اﻷسد أمام الملك فيصل في هذا اﻹجتماع هو الرئيس السادات على الرغم من الحملة اﻹعلامية المسمومة كما يصفها إسماعيل فهمي في كتابه ص133 التي قادها اﻷسد ضد مصر بوصفها بالخيانة بعد اتفاقية فض الاشتباك اﻷول (يعني هذه اﻷساليب الخسيسة من حزب البعث السوري تستخدم ضد مصر حتى قبل كامب ديفيد). بل إسماعيل فهمي يذكر إن اﻷسد طلب مساعدة السادات في أن تضغط مصر للتوصل ﻹتفاق فض اشتباك بينها و بين إسرائيل .
-يعني يشتم مصر ثم يطلب مساعدتها!!! طلب مساعدة مصر في عمل اتفاق فض اشتباك أنقله ((نصا و حرفياً)) من كتاب وزير الخارجية إسماعيل فهمي الذي كان على خلاف مع السادات .
أخيراً، أنقل ما ذكره الكاتب محمد حسنين هيكل في كتابه (اﻹنفجار عام 1967) الباب الخامس، الفصل الثالث صفحة 435:-
(يوم 28 إبريل 1967 تلقى الفريق عبد المنعم رياض رئيس هيئة أركان حرب القيادة العربية الموحدة رسالة من الملك حسين تستدعيه لمقابلة خاصة مع الملك في أسرع وقت ممكن. وحمل الفريق عبد المنعم رياض رسالة لمكتبه في مبنى القيادة العليا في مصر الجديدة. كانت رسالة الملك حسين مفاجئة له، وكذلك كانت مفاجئة للفريق علي علي عامر عندما عرضها عليه. فقبلها بأسابيع قليلة كان اﻷردن قد أعلن رسمياً أنه قرر وقف تعامله بالكامل مع كل المؤسسات التي أنشأتها مؤتمراتالقمة العربية.)
وبعد ذهاب الفريق عبد المنعم رياض لعماّن للقاء الملك حسين يأتي هيكل على ذكر التفاصيل المهمة للقاء الملك حسين مع الفريق عبد المنعم رياض في صفحة438:
(وأحس الفريق عبد المنعم رياض أن ما يسمعه خطير، واستأذن الملك إذا كان يسمح له بأن يكتب بعض النقاط مما يسمع حتى لا يضيع منه شيء. و سمح له الملك وإن كان قد رجاه في معاملة ما يسمعه بأقصى درجات السرية، وأن ينقله إلى شخص واحد فقط هو الرئيس جمال عبد الناصر. كان مؤدى ما قاله الملك للفريق رياض على النحو التالي:
"إن الفريق رياض يعرف و يتابع بلاشك كل أسباب و دواعي الخلافات القائمة بينه و بين القاهرة. لكن هناك موضوعات تعلو على أي خلافات ﻷنها تمس اﻷمن القومي في الصميم. و اﻵن فإن الملك لديه ما يدعوه إلى "اليقين" بأن هناك "فخاً" يدبر للجمهورية العربية المتحدة و للرئيس جمال عبد الناصر. فهناك محاولة لتوريطهم في حرب مسلحة لا تلائمهم ظروفها. وأن الجماعة في سوريا "مخترقين" و بعضهم "متواطئ" مع جهات لديها "خططها". والفكرة اﻷساسية في هذه الخطط اﻵن هي إشعال الموقف على الجبهة السورية بما يفرض على مصر أن تقوم بأي عمل لنجدة سوريا، و هنا تصبح مصر هي الهدف اﻷول للمؤامرة و يجري ضربها. و هو يريد أن تصل رسالته هذه إلى الرئيس جمال عبد الناصر بأسرع ما يمكن، ويرجو أن يتأكد الرئيس أن دافعه إليها هو واجبه القومي و ليس أي سبب آخر. وهو يتمنى أن تؤخذ رسالته جداً و لا تحمل على محمل موقفه من بعض اﻷطراف المعنية في دمشق)
-ويقول الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في صفحة 440وفي مساء يوم 13 مايو عرف الرئيس جمال عبد الناصر بوجود مثل هذا الخطابمن الفريق عبد المنعم رياض فسأل عنه و قرأه ظهر يوم 14 مايو. وكان الوقتمتأخر)
ملاحظات هامة:-1- تم رفع الاستعداد للقوات المصرية و أمرها بالتحرك إلى سيناء يوم 14مايو، لذلك كان الوقت قد تأخر فعلاً و لم ينتبه الرئيس جمال عبد الناصرللفخ الذي حذره منه الملك حسين2- كيف لرسالة مهمة كالتي حملها الفريق عبد المنعم رياض لا تصل فوراًللرئيس جمال عبد الناصر و تصل له بعد أسبوعين و كان أوان اﻹحتراز منالوقوع في الفخ قد فات؟!!!
3- رسالة الملك حسين ((تتطابق)) مع ما ورد في شهادة رئيس الوزراء اﻷردنيسعد جمعة و شهادة كل البعثيين أن هناك مؤامرة متورط فيها بعثيين سوريينلضرب مصر مقابل التنازل عن الجولان و ضمان أمن النظام السوري كنظاماشتراكي في المنطقة يتعايش في إسرائيل كما جاء في كتاب سعد جمعة (المؤامرة ومعركة المصير)
4- و الغريب أن ما قاله الملك فيصل يتطابق كذلك مع شهادات اﻵخرين، والمعروفأن الملك فيصل آل سعود لديه جرأة سياسية. فما الذي يجعل الملك فيصل يكذب؟ ! بل و اﻷنكى من ذلك أن الملك فيصل قال هذه المعلومة أمام الرؤساء العرب(السادات و بومدين) في مؤتمر رسمي!!!! بل و قالها في وجه حافظ اﻷسدمباشرة!!!!
5- تجدر الإشارة أن المشير الجمسي قد ذكر في مذكراته صفحة 100 أن الفريقمحمد فوزي و عبد المنعم رياض قد طلبوا من قيادة البعث السوري البدئ فيقتال إسرائيل و تنفيذ الخطط المتفق عليها و لكن لم يوجد أي استجابة منقيادة البعث السوري. بل علم الفريق فوزي أنه لم تعطى أي أوامر بالقتالللقوات السورية، حيث انسحبت قوات البعث السوري من الجولان يوم 9 يونيو وأعلن البعث السوري عن سقوط القنيطرة عاصمة الجولان يوم 9 يونيو 1967 قبلأن تدخلها اليوم التالي 20 يونيو 1967!!!
6- تجدر اﻹشارة أن محمود جامع (طبيب السادات الخاص) الذي أختلف مع الساداتفي آخر أيامه ذكر في مقابلة مع صحيفة الوفد أن السادات قص عليه عام 1969عندما كانوا في سوريا قصة سقوط الجولان و هي أن الرئيس جمال عبد الناصرأخبر السادات عندما كان نائبه أن القنيطرة أعلن سقوطها قبل دخولاﻹسرائيليين وتم تسليم ثمن الصفقة من الموساد و مقداره 300 مليون دولارلرفعت الأسد أخو حافظ اﻷسد. و هي الشهادة التي ((تتطابق)) تماماً مع ماقاله الملك فيصل - رحمه الله - !!
- في النهاية أقول:-
1- أن الكاتب محمد حسنين هيكل في برنامجه (مع هيكل) عرض بشكل مختصر ما حدث في جبهة الجولان عام 1967، حيث عرض الكاتب الكبير وثائق إسرائيلية ((تؤكد)) أن إسرائيل علمت يوم 10 يونيو 1967 أن "أغلبية" القوات السورية قد (أخلت) مواقعها في الجولان و أن هذه الوثائق اﻹسرائيلية أكدت أن قوة سورية قليلة هي التي قاومت و التي لم تخلي مواقعها. هذا هو رابط الحلقة على قناة الجزيرة
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/A...BCB2935.htm#L2
كيف لا يذكر الكاتب الكبير هيكل ستة شهادات "" متطابقة "" تصف أسباب سقوط الجولان و التي "" تتطابق "" هذه الشهادات " بالضبط " مع فحوى الرسالة التي بعثها الملك حسين لعبد الناصر و التي ذكرها الأستاذ هيكل في كتابه اﻹنفجار. اﻷستاذ هيكل يقر في برنامجه (باستخدام و وثائق إسرائيلية) أن القوات السورية قد أخلت مواقعها في الجولان يوم 9 يونيو دون قتال، لكن الأسباب تخلي القوات السورية عن مواقعها في الجولان تأتي من ست شهادات " متطابقة " من أشخاص مختلفين لا تربطهم أي مصالح.
2- إن ""تطابق"" ست شهادات من أشخاص مختلفين عن سقوط الجولان عام 1967 مع ((فحوى)) رسالة الملك حسين رحمه الله ليفيد بشكل واضح لا لبس فيه أن مصر و عبد الناصر تحديداً قد تعرض لمؤامرة قذرة اشترك فيها البعثيين السوريين مع إسرائيل للقضاء على مصر بحيث "يبقى البعث السوري" النظام الثوري في المنطقة العربية (في مقابل) تعهد البعث السوري إبقاء الوضع على ما هو عليه في الجولان بعد حرب 1967 و السماح بهجرة المواطنين السوريين من الجولان و اﻹستيطان في أماكن أخرى في الوطن السوري، و هو ما أكده أحمد أبو صالح في شهادته أن أسبانيا نقلت هذه الصفقة القذرة و التي وافق عليها البعثيين.
إن القلب لينفطر حزناً على ما صوب لمصر من طعنات نافذة في حرب دخلناها لمساعدة إخوة عرب فإذا بنا نجد أنفسنا فريسة مؤامرة دبرت بليل اشترك و تواطئ فيها هؤلاء اﻹخوة الذين أردنا أن ننجدهم. إنني على يقين أن الرئيس جمال عبد الناصر قد "انفطر قلبه" عندما علم و أدرك حجم المؤامرة التي دبرت ضد مصر وضده شخصياً في عام 1967 ممن استنجدوا به، خصوصا و هو يتذكر اتصاله بعبد الكريم الجندي لينقل لهم "صرخات مصر" مساء 7 يونيو 1967 كما يسرد البعثي صائب بارودي في مذكراته المنشورة على اﻹنترنت:-
[دخلت سوريا المعركة ووصلت قواتها صفد والحولة وتمركزت قوات منها بقيادة الضابط نورس طه تحت المرتفعات المطلة على بحيرة طبرية حتى مساء اليوم السابع وعبد الناصر يتصل بعبد الكريم الجندي ويقول له : أنا لا أثق بالآخرين يعني الأسد وجديد بوَقَّف إطلاق النار اللعبة كبيرة وخطيرة ومصر غير قادرة على التحرك وصلاح جديد يرفض واتصل الجنرال الروسي بوزير الدفاع حافظ أسد وجديد وقال : إذا كنتم مصرين على الحرب فلابد أن تضعوا خطة وأنتم حتى الساعة لم تفعلوا شيئاً…]
لاحظ أن كلام البعثي صائب بارودي متطابق تماماً مع شهادة المشير الجمسي في مذكراته بأن الفريق فوزي و عبد المنعم رياض لم يتلقوا أي رد إيجابي من القيادات السورية.
و يكمل صائب رضوان حيث يؤكد أن القوات السورية لم تتحرك إلا في يوم 9 يونيو و لكن باﻹنسحاب (وهو متطابق مع ما ذكر سابقاً من شهادات)!! حيث يكمل فيقول:
[و وضعت خطة بمعرفة السوفييت وفي صباح اليوم التاسع موعد التحرك حسب خطة السوفييت أمر وزير الدفاع حافظ أسد ترك الأسلحة والتراجع الكيفي من الجبهة وترك ترسانة حربية كبيرة لليهود مع عشرات القرى في جبل الشيخ]
-لكن الأدهى من هذا أن تصيبنا سهام مسمومة مرة أخرى في عهد الرئيس السادات الذي أحسن الظن في نفس الطرف معتقداً أنه برحيل الرئيس جمال عبد الناصر فقد غاب عن هذا الطرف أسباب غدره.