يتفق المؤرخون العسكريون على أن أول ظهور للصواريخ كان في نهاية الحرب العالمية الثانية على يد الألمان، وكان الإنجليز هم أول الضحايا عندما قصفت الصواريخ (V1-V2) مدينة لندن، ومنذ ذلك الوقت والصواريخ تزداد أهمية في منظومات تسليح الجيوش، وتزداد وتيرة الأبحاث الجارية عليها بهدف تطويرها والوصول إلى أجيال جديدة منها، تجسيداً لحقيقة أن الصواريخ صارت الأداة المفضلة في كافة الحروب، وإحدى الضمانات الأساسية لتحقيق التفوق والنصر.
ومن المتعارف عليه عسكرياً، ومن خلال تجارب الحروب منذ الحرب العالمية الثانية حتى الآن، أنه حيثما استخدمت الصواريخ في مسارح العمليات كانت تثبت نجاحها، وبالتالي كان من الطبيعي أن تصبح الصواريخ موضع اهتمام العلماء والعسكريين.
الصواريخ المضادة للدروع
تظل الدبابات هي العنصر الحاسم في المعركة البرية، ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية أخذ في الحسبان الدور الحاسم الذي قامت به الدبابة، فأعطيت أهمية خاصة للبحوث المضادة للدبابات، وكان الباعث على هذا ترسانة الأسلحة التي طورت منذ عام 1984م الصواريخ الأولى المضادة للدبابات (S.S-10)، وهو صاروخ تكتيكي مضاد للدبابات (S.S-11) الذي استعان بتقنية التوجيه عن بعد، وصواريخ الجيل الأول هذه سجلت تقدماً كبيراً في الأسلحة التقليدية صغيرة العيار والمضادة للدبابات، غير أنها لا تخلو من نقطة ضعف، وهي قيادتها اليدوية، وقد تم تفادي هذا النقص بإدخال التوجيه نصف الآلي على صواريخ الجيل التالي التي بدأ إنتاجها فعلياً في منتصف الستينيات، وأهم صواريخ هذا الجيل الثاني نذكر منها على سبيل المثال:
- صاروخ هوت: ويتميز بسرعته العالية، ويطلق من سبطانة بعد توجيهه عن بعد.
- صاروخ ميلان: صاروخ خفيف تستخدمة المشاة ضد الدبابات، ويمكن تركيبه وحمله على المركبات.
ومع كل الفاعلية التي أظهرها صاروخا هوت وميلان في المعارك الحديثة ضد الدبابات إلا أن الأبحاث والتجارب استمرت للوصول إلى صواريخ مضادة للدروع تتلافى كل ثغرات الجيلين الأول والثاني، وخصوصاً في الولايات المتحدة التي وصلت فعليا إلى ما يمكن تسميته بالجيل الرابع والخامس. وقد أنهت الإدارة العسكرية الأمريكية استبدال صواريخ الجيل الثالث بصواريخ الجيل الخامس، فتم استبدال صاروخ دراغون (dragon) الذي يوجهه الراسي، والبالغ مداه كيلومترا واحداً، بالصاروخ AAWS-M)) البالغ مداه ضعف الأول على الأقل.
وهناك على سبيل المثال تطويرات أخرى للصاروخ تاو (TOW) ذي المدى البالغ 3750 متراً، وكذلك يتم تطوير الصاروخ (HELL (FAIRE) الذي تجهز به الحوامات من نوع أباتشي بتحويله إلى نموذج القوس الطويل، مع استخدام رادار تحكم بالرمي ذي الموجة المليترية، وباحث جديد عن الأهداف يعمل بالتردد اللاسلكي.
وقد حول الجيش وفيلق مشاة البحرية الأمريكية نحو 15 ألف صاروخ (دراغون) إلى نموذج أحدث هو (دراغون-2) الذي يحمل رأساً حربياً جديداً يحسن قدرة النفوذ في الدروع الشديدة المقاومة بنسبة 85%، إضافة إلى ذلك فإن برنامج الجيش الأمريكي بشأن الصاروخ (AAWS-M) معد لتطوير نموذج أو أكثر يستخدم عوضاً عن الصاروخ (تاو) الحالي، كما يركز الجهد الرئيس في الوقت الراهن على صاروخ الطاقة الحركية الذي يتحرك على شعاع الليزر ويحلق بسرعة تزيد على 1500 متر-ث، وله مدى فعال يزيد عن 3200 متر. وفي الوقت ذاته يتم العمل على تصنيع المنظومة الصاروخية الجديدة (A.M.S.H) التي تعمل على مبدأ: ارمِ وانس؛ "نسبة الفعالية في صواريخ هذه المنظومة تبلغ 94% في أسوأ الظروف الجوية.
وفي الوقت نفسه فإن الصاروخ (تاو 1) قد تم تطويره إلى سلاح مختلف جداً عن النموذج الذي عرف به لأول مرة في عام 1970م، وكانت الشركة الأمريكية الصانعة قد أكملت صنع 500 ألف صاروخ من هذا النوع، كما قامت شركة أخرى بصنع صواريخ (تاو-2)، في حين قامت شركة ثالثة بصنع الصاروخ (B.G.M.FI.FTO) والصاروخ الأكثر تطوراً (W-2b) لجعله قادراً على تدمير مختلف الدروع الحديثة، وهو يستخدم للانقضاض من الأعلى، ويحمل رأسين حربيين لا يستخدم في موادهما المتفجرة مبدأ الحشوة الجوفاء.
منظومة Parse-3
الأمثلة التي ذكرناها من الولايات المتحدة الأمريكية، أما في غيرها من الدول فنذكر على سبيل المثال أيضاً أن وزارات الدفاع في كل من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة تقوم بتطوير عائلة جديدة من الأسلحة المضادة للدروع ذات الأمد الطويل والمتوسط تحمل تسمية (Parse-3) في ألمانيا و (Traigat) في المملكة المتحدة، وقد حلت محل قسم كبير من صواريخ هوت وتاو وميلان وسوينغ فاير، ومنذ عام 1988م دخلت بلجيكا في هذا المشروع، ثم أسبانيا وهولندا واليونان، وقد تم وضع هذه الصواريخ في الخدمة عام 1996م.
يبلغ مدى هذه الصواريخ 4500 متر عندما تطلق من آلية برية و 5000متر عندما تطلق من الحوامة، وتبلغ سرعته الصاروخ 320متراً في الثانية، ويصل إلى مدى 4600 متر في 5ر17 ثانية، ثم ينقض على الهدف بزاوية 30 درجة تقريباً، ويمكن إطلاق أربعة صواريخ على أهداف منفردة في 12 ثانية.
ومن المعروف أن الصاروخ (Erx) دخل الخدمة في الجيش الفرنسي مع نهاية عام 1992م، ومع نهاية عام 2002م كانت قد تسلحت به جيوش كل من بريطانيا والنرويج وسويسرا وكندا، وهو مصمم كي يستخدم من قبل رجل واحد، ويمكن أن يطلق من أماكن مغلقة، ويوجد في مسنده جهاز رؤية يكبر ثلاث مرات، بالإضافة إلى مقياس زوايا بالأشعة تحت الحمراء وكومبيوتر توجيه. وبعد 8ر3 ثوان من انطلاق الصاروخ من أنبوبته تبلغ سرعته 600 متر في الثانية، ويمكن تطويل هذا المدى ليصبح 750 متراً في الثانية بواسطة تمديد سلك التوجيه.
أما الصاروخ هوت (Hot) المضاد للدبابات فقد أنتج على المستوى الأوروبي منه أكثر من 700 ألف صاروخ منذ عام 1977م، وقد أدخل الصاروخ (هوت-2) المطور الخدمة في عام 1985م، ثم جرت تحسينات عليه وحمل اسم (Hot-2.T).
من جهة أخرى فقد طلبت 44 دولة أكثر من 460 ألف صاروخ ميلان منذ أن دخل الخدمة في عام 1972م، أما الصاروخ (ميلان-2) الذي بوشر إنتاجه عام 1983م فإنه يحمل رأساً حربياً من عيار (115) مم عوضاً عن الرأس السابق الذي كان عياره (103) مم، ويتم إنتاجه بموجب اتفاقية ثنائية بين ألمانيا وفرنسا، في حين تعاونت كل من أمريكا وأسبانيا على تصنيع الصاروخ م-د "ايريس" (Aries) الذي من مواصفاته أنه يستطيع الاشتباك مع أية عربة بنسبة نجاح تبلغ 98%، وفي الوقت ذاته تم تصنيع الصاروخ (Rbs.56.bill) لصالح الجيش السويدي، ويبلغ مدى هذا الصاروخ الموجة سلكياً 2000 متر، كما طورت البرازيل صاروخاً مضاداً للدروع من نوع (Mac.Mp) يبلغ مداه عشرة كيلو مترات، ويوجه بواسطة الألياف البصرية ليحلق على ارتفاع يصل إلى 300 متر بسرعة 200 متر في الثانية، ورغم ذلك كله فإن دول أوروبا تسعى بجدية لامتلاك صواريخ عالية السرعة للاشتباك مع الدبابات والطائرات، وقد انتهت وزارة الدفاع الفرنسية من دراسة تكنولوجيا للصواريخ ذات السرعات العالية التي يمكنها الاشتباك مع الدبابات على مسافة 4كم، ومع الطائرات ذات الأجنحة الثابتة على مسافة 15كم، وتصل سرعة هذا السلاح 2000م-ث.
قاذف منظومة Mokoppa
من جنوب أفريقيا برز القاذف الأرضي لصواريخ Mokopa المضاد للدبابات، والذي يصل مداه إلى 000ر10 متر، وقد صمم القاذف بحيث يمكن تركيبه على أية عربة مسطحة يمكن أن تحمل 800كغ، والنظام يشمل وحدة رؤية ومحدد أهداف ليزري وأربعة صواريخ "موكوبا" المضادة للدبابات، ومدى هذا الصاروخ وسرعته تمكنه من الاشتباك مع الحوامات، ويمكن للقاذف أن يطلق الصواريخ التي تركب الشعاع من طراز Ingwe المضادة للدبابات والتي يصل مداها إلى 5000 متر، وهذا الصاروخ نموذج محدث من الصاروخ ZT-3 بعيد المدى، ويمكن دمجه بسهولة على منصات متنوعة بما فيها الطائرات العمودية المهاجمة.
ويقدم هذا الصاروخ خياراً أقل كلفة بمواصفات محدودة نسبياً ليتكامل مع الصواريخ الغالية، مثل الصاروخ الأمريكي "هيل فاير".
منظومات الصواريخ البحرية
ازدادت أهمية الصواريخ بشكل عام
والبحرية منها بخاصة، فقد صارت إحدى الأدوات الرئيسة في الحروب البحرية الحديثة، فهي تشكل في كل مكان السلاح الأساسي لسفن السطح، وتتزود بها الغواصات والطائرات المحمولة بحراً وطائرات الدورية البحرية والحوامات، حتى بطاريات المدفعية الساحلية تتزود بها، وقد قلبت خواصها معطيات المعركة البحرية، وحتى تكوين السفن خضع للتعديل ليفسح مكاناً هاماً للصواريخ.
وسنستعرض بعض منظومات الصواريخ الشهيرة وجوانب من أعمال التطوير المستمرة عليها، ومنها الصاروخ (اكزوسيت) الذي يحتل المقام الأول في تشكيلة الصواريخ التي تتزود بها البحرية الفرنسية، ويفوق مداها(70) كيلومتراً، ويعمل على مبدأ "أطلق وانس"، أي أنه يتوجه ذاتياً نحو الهدف، ومثله الصاروخ اوتو مات (Otoomat) الذي تتسلح به عدة دول أوروبية، ومع ذلك تعتبر القيادة الفرنسية أن هذا الصاروخ قد صار من الجيل الأول، ولابد من العمل على إنتاج صاروخ من الجيل الثاني، ونتيجة لذلك بدأ إنتاج صاروخ (A.N.S) بعيد المدى، وهذا الصاروخ تم تطويره بالتعاون بين فرنسا وألمانيا، والنسخة الأحدث منه هي (Exocet AM39)، وهو صاروخ مضاد للسفن له قدرة حاسمة للطيران البحري في الحرب المضادة للسفن، فمداه البعيد واستخدامه لأسلوب "أطلق وانس" يقي الطائرة المهاجمة من الدفاعات الجوية على متن السفينة أو السفن المجاورة.
ويتبع الصاروخ مساراً ماسحاً لسطح البحر يصعب كشفه، بحيث يحلق على أدني ارتفاع تكيفاً مع ارتفاع الأمواج مما يضمن له نسبة أكبر في تحقيق الإصابات، ويستطيع من خلال رأسه الحربية ودقة توجيهه أن يحدث دماراً في مختلف أنواع الأهداف البحرية.
ويزن هذا الصاروخ 655كغ، وينطلق بسرعة 93 ماخاً، ومداه من 50 إلى 70كم تبعاً لسرعة وارتفاع الطائرة أو الحوامة التي تطلقه، ويتوجه الصاروخ آلياً نحو الهدف ويشغل باحثه الراداري النشط على مسافة 13 إلى 15كم قبل الوصول إليه، وللصاروخ نسخة أخرى تنطلق من السفن هي: (MM38).
وفي حرب المالفيناس برز الدور الهام لصاروخ (جو - بحر) (A.M-39) الذي يطلق بواسطة الطائرة، حيث سجل هذا الصاروخ أروع انتصارات الأرجنتين، وكذلك الصاروخ (S.M-39) وقد وضع في الخدمة في غواصات الهجوم والغواصات النووية قاذفة الصواريخ لضرب أهداف على سطح الماء. وينطلق الصاروخ من الغواصة من فوهة إطلاق الطوربيدات، وبعد خروجه يرسم مساراً قريباً من جهة الماء منطلقاً نحو الهدف.
كما تم في فرنسا منذ عام 1997م تطوير صاروخ حل محل الصاروخ (Malafoone) لمواجهة تهديدات الصواريخ والطوربيدات الجديدة الصادرة عن الغواصات، والصاروخ الجديد يحمل طوربيدات (Moriene) وهو قادر على الإطلاق حسب مبدأ "أطلق وانس".
وفي مفاوضات "ستارت" وفي أثناء قمة واشنطن 1990م أعطيت أهمية كبيرة للصواريخ البحرية الجوالة التي احتار العلماء في كيفية تصنيفها: هل هي أسلحة تقليدية أم استراتيجية؟ فالصاروخ المشتق من تكنولوجيا الصاروخ الألماني (v1) هو صاروخ جوال، وهو صاروخ صغير الحجم يبلغ طوله حوالي ستة أمتار، وقطره 50 سنتيمتراً، ذاتي الدفع، ذو محرك نفاث بفتحتين لنفث الغاز وسرعة محدودة تقدر بين 6 ماك و8 ماك، ومنذ ظهور الصاروخ ريغولوس (Regoliwse) في عام 1956م، الذي كان يطلق من غواصات وتوجهه إحدى الطائرات، تم إحراز تقدم كبير فيه على صعيد التوجيه والدقة، واليوم يزود الصاروخ الجوال بنظام (تيركوم) لتحديد كل التضاريس الأرضية، ويبلغ هدفه بدقة تامة من خلال تصحيح مسار طيرانه، كما أن راداراته تتيح له الطيران على ارتفاع منخفض.
الصاروخ البحري "توماهوك"
من المعروف أن الصواريخ المجنحة التي يمكن أن تطلق من البحر أخذت سمعة رفيعة في الاستراتيجية البحرية، وخصوصاً الصواريخ من طراز توماهوك، فهي تتمتع بالشمولية والمرونة، ويمكن تزويد عدد كبير من سفن السطح بها، وكذلك الغواصات الذرية، وتستطيع التأثير على الأهداف البحرية والبرية، والصاروخ (توماهوك) من النوع المضاد للسفن (بحر - بحر) يمكن أن يبلغ مداه حتى (550) كيلومتراً، والصاروخ (توماهوك) المخصص ضد الأهداف البرية (بحر - بر) يبلغ مداه إلى (1550) كيلومتراً، في حين تحتل الصواريخ المجنحة (توماهوك) ذات الرؤوس النووية أهمية كبرى في الاستراتيجية الحربية ككل لأنها قادرة على توجيه الضربات إلى عمق (2500) كيلومتر.
والصاروخ الجوال البحري المسمى (توماهوك)، الذي اصطلح على تسميته (g.m.109)، له نظرياً عدة أنواع، من المعروف منها فعلاً أربعة أنواع هي:
- توماهوك المضاد للسفن، وهو مزود بنظام راداري يسمح له أن يتبع تحركات الهدف واختيار النقطة الأكثر حساسية، أي الأكثر إعطاباً في السفينة التي يهاجمها.
- توماهوك المخصص لمهاجمة الأهداف الأرضية من البحر من طراز (d) والمزود بحشوة متفجرة زنة 1000 ليبرة.
- توماهوك لمهاجمة الأهداف الأرضية والبحرية والمزود بحشوة قوتها التدميرية 2000 كيلوطن.
- توماهوك المضاد للأهداف البحرية، ويحمل حشوة قوتها التدميرية 2000 كيلوطن، وضمن مدى يبلغ 250 ميلاً بحرياً، غير أنه لم يعد يُسمع ذكر لبرنامج هذا الصاروخ، وتم التكتم على كل المعلومات عنه.
ولا تتوقف أعمال التطوير على الصاروخ (توماهوك)، فهذا الصاروخ مازال يعطي للعلماء والعسكريين آفاقاً واسعة لتطويره، فثمة برنامج أمريكي بريطاني مشترك الآن يهدف إلى إطلاق هذا الصاروخ من أنابيب طوربيدية على متن الغواصة، وهذا يعني تلافياً للتصميم الحالي للصاروخ الذي لا يجعل إطلاقه ممكنا إلا من نظام إطلاق عمودي لا تملكه البحرية الملكية البريطانية.
كما تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بتطوير نظام برمجة الصواريخ (توماهوك كروز) وذلك للتقليل من احتمال خروج الصاروخ عن الهدف المحدد له، ومن ثم تقليل الإصابات التي تحدث للمدنيين نتيجة استخدام الصواريخ توماهوك الجوالة، مع ملاحظة أن الجيل الثالث من نظام توماهوك يتم تعديل مساره باستمرار أثناء سيره طبقاً لاتصال برنامج الكومبيوتر المثبت في الصاروخ مع نظام gps لتحديد الموقع العالمي وذلك بمطابقة خط السير المبرمج بالصاروخ مع البيانات المرسلة له بالقمر الصناعي، وإذا حدث اختلاف في خط سيره أثناء تحليقه أو تغيرت معطيات الهدف المطلوب ضربه يعاد توجيهه مرة أخرى إلى هدف آخر.
وفي نهاية عام 2002م طورت الولايات المتحدة من جديد نسخة جديدة من الصاروخ الجوال توماهوك لصالح البحرية الأمريكية، وقامت البحرية الأمريكية بإجراء سلسلة من الاختبارات وتجارب الطيران على هذه النسخة، فاظهر الصاروخ قدرات تكتيكية جديدة، وقد أطلق الصاروخ من قاذف عمودي بنجاح، وقد شملت التجارب إظهار القدرات ومقدرة الصاروخ على المناورة في مرحلة التوجيه النهائي، وقدرته على الصعود والهبوط خلال المسار، كما شملت التجارب استخدام النظام العالمي لتحديد الموقع gps في الاتصالات والملاحة الجوية، والموعد المقرر لدخول هذا الصاروخ الخدمة في البحرية الأمريكية هو عام 2004م، وتبلغ كلفة الصاروخ الواحد نصف قيمة الصاروخ كروز من الجيل الحالي، والهدف من تطوير هذه النسخة من الصاروخ هو أن يحوم فوق أرض المعركة قبل مهاجمة الأهداف.
التطوير الروسي
كان الروس من جانبهم، وحتى قبل انهيار الاتحاد السوفيتي، يطورون تكنولوجيا قريبة، إذ كانوا يفضلون وضع الصواريخ البالستية ذاتية الدفع المشتقة من الصاروخ الألماني V2))، وقد حل الصاروخ S.S.N.S)) المسمّى "شادوك" shadooke)) الذي أنتج عام 1962م محل الصاروخ S.N.S)) المنتج عام 1956م، ولا يزال في الخدمة، غير أن التحديث الذي اعتبر ثورة حقيقية كان بإنتاج الصاروخ S.N.N.21)) مضاعف القدرة الذي يبلغ مداه نحو 2000 كيلومتر، والذي أعلن نشره في عام 1984م، كما تم تطوير طراز تفوق سرعته سرعة الصوت هو الصاروخ (X.N.S.S-24).
الصاروخ M.K.A
في عام 1982م أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن بلوغها قمة القدرة الأساسية بامتلاكها الصواريخ الجوالة M.K.A)) التي منحت القوات الأمريكية ميزة الردع والانتقال إلى الحرب والإمساك بزمام المبادرة ونقل المعركة إلى أرض العدو، وقد تجسدت هذه الميزة في حرب الخليج بشكل خاص، مما دعى وزير الدفاع الأمريكي (و. ويب) إلى المطالبة باستمرار تعزيز القوة البحرية بالصواريخ، حتى لو كان ذلك على حساب تقليص القوات النظامية للجيش والقوى الأخرى.
وكمثال آخر نتوقف عند الصاروخ "بنجوبن" penguin)) المضاد للسفن من منظومة M.K.A، فقد تم تصميمه لزوارق الدورية في البحريتين النرويجية والسويدية، ولكن سرعان ما تم حمله على متن الطائرات والعموديات واختير له التوجيه بالأشعة تحت الحمراء كي يعمل بفاعلية في بيئة من التشويش الراداري المكثف، ويمنح التوجيه بالأشعة تحت الحمراء الصاروخ ميزة الخفاء نسبياً، ويتم تعزيز هذا الخفاء من خلال جهاز ليزري نبضي لقياس الارتفاع بدلاً من الرادار العادي لإبقاء الصاروخ على مستوى ماسح لسطح البحر ما بين 10 إلى 50 متراً ارتفاعاً.
ويتمتع الطراز ( (penguin mk2-mod7بإمكانية الاشتباك به مع سفن السطح من خلال إطلاقه من الطائرات العمودية أو من القطع البحرية، كما أن الصاروخ مزود بمحركين أحدهما للإطلاق (الدفع) والآخر للطيران، ويجري توجيهه بالأشعة تحت الحمراء.
وفي النموذج جو - سطح agm-119a)) يوجد باحث يستطيع قياس حرارة الهدف كميزة إضافية لمواجهة الإجراءات المعاكسة للإجراءات الإلكترونية المضادة، وجهاز راداري لقياس الارتفاع بدلاً من الليزر، كما يدفع هذا النموذج محرك صاروخي جديد أجنحته أصغر حجماً ليسهل حملة تحت أجنحة الطائرة، ويبلغ وزنه 350كغ، ورأسه الحربية 120كغ، وقد اشترت البحرية الأمريكية نموذجاً من هذه الصواريخ لتسليح بعض عمودياتها من طراز "سي هوك" seahawk)) العاملة على متن السفن، وحصلت عليه كذلك البحرية اليونانية.
ويعمل هذا الصاروخ مع القاذفات المقاتلة والعموديات إضافة إلى القطع البحرية لتدمير سفن السطح المعادية في كل من المياه الضحلة والمياه المفتوحة.
نظام Vlaas
تقوم الآن شركة أمريكية - بتكليف من البحرية الأمريكية - بتطوير نظام جديد يستطيع مهاجمة سفن السطح والأهداف الساحلية هو النظام الصاروخي البحري Vlaas)) لمهاجمة سفن السطح والأهداف الساحلية، وقد تم تطوير هذا النظام للوفاء بمتطلبات البحرية الأمريكية لرفع القدرات المضادة لسفن السطح الصغيرة مع إمكانية الاشتباك مع الأهداف المتحركة، وسوف يتم الاعتماد في تطوير النظام على مكونات النظام المضاد للغواصات Val)).
ويستخدم هذا النظام صاروخاً حاملاً للذخائر من طراز Mk-15)) يحمل أربع ذخائر موجهة، وسوف يطلق من نظام الإطلاق الراسي Mk141)) ويقوم الصاروخ الحامل للذخائر بالانفتاح على ارتفاع من 15000 إلى 20000قدم لإطلاق الذخائر الموجهة المحمولة، ثم تقوم الذخائر بالانزلاق حتى يبدأ محرك التوجيه التوربيني لكل ذخيرة من الذخائر الأربع المحمولة بالعمل، وكل ذخيرة تستطيع توجيه نفسها نحو الهدف إلى مسافة 100 ميل بحري، كما تقوم الذخائر بالتحويم للبحث عن الهدف في مسافة 250 ميلاً مربعاً، وعند اكتشاف الهدف تتوجه الذخائر للإطباق عليه وتدميره.
هذا بالنسبة للأهداف البحرية، أما بالنسية للأهداف الأرضية فيتم إطلاق النظام من السفن التي تتمركز على بعد 10 أميال بحرية أو 75 ميلاً بحرياً من الشاطيء، والذخائر التي يحملها الصاروخ مزودة برادار ليزري يمكنها من تحديد الهدف.
الصاروخ Salmmer
لا يمكن المرور على الصواريخ البحرية دون التوقف عند الصاروخ Slammer)) متعدد المهام، والذي من المقرر أن يدخل الخدمة في البحرية الأمريكية في بداية عام 2004م، وهذا الصاروخ هو تطوير للصاروخ Slam)) المضادة للسفن والذي تمتلك البحرية الأمريكية منه 700 صاروخ سوف يتم تعديلها جميعاً لتصبح متعددة المهام، والصاروخ Slammer)) يبلغ مداه ضعف الصاروخ Slam ويمكن إطلاقه من ارتفاع 000ر40 قدم ويبلغ مداه 150 ميلا بحرياً ويمكنه مهاجمة عدد كبير من الأهداف مثل الأهداف المحصنة، ويبلغ وزن رأسه المدمر 227 كغ، وهو مربوط بالنظام العالمي لتحديد الموقع، وهو مزود بجيرسكوب ليزري ونظام رقمي لتحديد مسار الصاروخ، ويتم التوجيه والتلقي من النظام العالمي لتحديد الموقع بواسطة خمس قنوات استقبال.
والجدير ذكره أن وزارة الدفاع الأمريكية كانت قد أكدت أنه سوف يتم تجهيز طائرات F-18 بسلاح البحرية الأمريكية بنظام Slammer وSlam على مدى السنوات القليلة القادمة.
الصواريخ المضادة للصواريخ
إزاء هذه الفاعلية الكبيرة للصواريخ توجَّب إجراء مراجعة كاملة لأنظمة الدفاع، وصارت مهمة الاستراتيجيين العسكريين هي البحث عن الأسلحة المضادة للصواريخ وتطويرها نوعياً؛ بيد أنه لم يكن هناك تصور لوسائل ما لاعتراض الصواريخ، وبقي هذا التصور مفقوداً حتى حرب الماليفانس، حيث نجح البريطانيون في اعتراض صاروخ من نوع اكزوسيت بصاروخ جو - بحر، ومع ذلك لم يكن لهذا الاعتراض صداه لأن الصاروخ المستهدف كان معروفاً مسبقاً، ولم يكن لدى قيادة الرمي المكلفة بتدميره إلا انتظار مروره في نقطة محددة.
صحيح إن بعض الصواريخ - مثل (كروتال) البحري الفرنسي، أو (سي. وولف) البريطاني - كانت تستطيع في بعض الحالات أن تتمتع بقدرة مضادة للصواريخ؛ ولكنها في النهاية لم تكن تستطيع التصدي للمقذوفات فائقة السرعات، ولذلك عندما جوبهت هيئات أركان جيوش الدول الكبرى بالتطورات المستمرة في ميدان الصواريخ الهجومية لم تستطع الاكتفاء بأنصاف الحلول؛ وكان من الأنسب تقدير التهديدات حق قدرها وإيجاد الرد المناسب عليها، أي أنه يجب أن ترقى التكنولوجيا المضادة للصواريخ إلى مستوى كفاءة الصواريخ القائمة والمقبلة؛ وكان ذلك تحدياً كبيراً إذا تصورنا مهارة وفجائية وقدرات الصواريخ.
برامج مستمرة
وضمن هذا البحث انبثق البرنامج الأمريكي الضخم المعروف بمبادرة الدفاع الاستراتيجي أو (حرب النجوم) الذي من أهدافه تحييد واعتراض الصواريخ النووية العابرة للقارات؛ ثم ظهر البرنامج الفرنسي الإيطالي (S.a.a.m.b.m.a.s) ومشروع (n.a. opliose) (المنظومة الأطلسية للقتال الجوي المضاد) الذي يضم الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وألمانيا، والمملكة المتحدة، وأسبانيا، وهولندا؛ ويهدف إلى وضع منظومة إقليمية مضادة للصواريخ؛ كما تشكلت أيضاً مجموعة أخرى لمشروع (f.m.a.s) (سلسلة منظومة الصواريخ الجوية المضادة) وتضم فرنسا وإيطاليا وأسبانيا وبريطانيا.
وقد تشكلت مجموعة Eurosam لتطوير عائلة الصواريخ المستقبلية الأوروبية الفرنسية (سطح - جو) وتضم كلا من فرنسا وايطاليا لتطوير برنامجيهما المشترك لإنتاج الصاروخ المستقبلي للدفاع الجوي Samp-T ليتمكن من اعتراض الصواريخ البالستية التي يزيد مداها عن 600كم في مسرح العمليات، بالإضافة إلى مهمته الأصلية في اعتراض الأهداف الطائرة؛ وهذا الصاروخ يملك قدرة اعتراض الصواريخ الجوالة (كروز) والطائرات والصواريخ المضادة للرادارات والصواريخ قصيرة المدى، بالإضافة إلى الصواريخ البالستية بعيدة المدى، وهو ما يجعله منافساً قوياً للصاروخ الأمريكي الباتريوت Pac-3 لأن الصاروخ الفرنسي يتميز بسرعة الاستجابة وقصر وقت رد الفعل، حيث الفترة ما بين اكتشاف الصاروخ المهاجم واعتراضه بواسطة الصاروخ هي 6 ثوان فقط؛ كما لا يستغرق نشر وإقامة القاذف أكثر من 20 دقيقة يكون بعدها جاهزاً للعمل بزاوية 360 درجة.
خلاصة القول إن الصواريخ المضادة للصواريخ تطورت تطوراً كبيراً ومازالت تقطع أشواطاً في مجال التطور، بحيث لم تعد صواريخ رشيقة وسريعة فحسب، بل أيضاً ذكية ونافذة البصر، ولا تتأثر بأي شكل من أشكال المعاكسة الإلكترونية
ومن المتعارف عليه عسكرياً، ومن خلال تجارب الحروب منذ الحرب العالمية الثانية حتى الآن، أنه حيثما استخدمت الصواريخ في مسارح العمليات كانت تثبت نجاحها، وبالتالي كان من الطبيعي أن تصبح الصواريخ موضع اهتمام العلماء والعسكريين.
الصواريخ المضادة للدروع
تظل الدبابات هي العنصر الحاسم في المعركة البرية، ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية أخذ في الحسبان الدور الحاسم الذي قامت به الدبابة، فأعطيت أهمية خاصة للبحوث المضادة للدبابات، وكان الباعث على هذا ترسانة الأسلحة التي طورت منذ عام 1984م الصواريخ الأولى المضادة للدبابات (S.S-10)، وهو صاروخ تكتيكي مضاد للدبابات (S.S-11) الذي استعان بتقنية التوجيه عن بعد، وصواريخ الجيل الأول هذه سجلت تقدماً كبيراً في الأسلحة التقليدية صغيرة العيار والمضادة للدبابات، غير أنها لا تخلو من نقطة ضعف، وهي قيادتها اليدوية، وقد تم تفادي هذا النقص بإدخال التوجيه نصف الآلي على صواريخ الجيل التالي التي بدأ إنتاجها فعلياً في منتصف الستينيات، وأهم صواريخ هذا الجيل الثاني نذكر منها على سبيل المثال:
- صاروخ هوت: ويتميز بسرعته العالية، ويطلق من سبطانة بعد توجيهه عن بعد.
- صاروخ ميلان: صاروخ خفيف تستخدمة المشاة ضد الدبابات، ويمكن تركيبه وحمله على المركبات.
ومع كل الفاعلية التي أظهرها صاروخا هوت وميلان في المعارك الحديثة ضد الدبابات إلا أن الأبحاث والتجارب استمرت للوصول إلى صواريخ مضادة للدروع تتلافى كل ثغرات الجيلين الأول والثاني، وخصوصاً في الولايات المتحدة التي وصلت فعليا إلى ما يمكن تسميته بالجيل الرابع والخامس. وقد أنهت الإدارة العسكرية الأمريكية استبدال صواريخ الجيل الثالث بصواريخ الجيل الخامس، فتم استبدال صاروخ دراغون (dragon) الذي يوجهه الراسي، والبالغ مداه كيلومترا واحداً، بالصاروخ AAWS-M)) البالغ مداه ضعف الأول على الأقل.
وهناك على سبيل المثال تطويرات أخرى للصاروخ تاو (TOW) ذي المدى البالغ 3750 متراً، وكذلك يتم تطوير الصاروخ (HELL (FAIRE) الذي تجهز به الحوامات من نوع أباتشي بتحويله إلى نموذج القوس الطويل، مع استخدام رادار تحكم بالرمي ذي الموجة المليترية، وباحث جديد عن الأهداف يعمل بالتردد اللاسلكي.
وقد حول الجيش وفيلق مشاة البحرية الأمريكية نحو 15 ألف صاروخ (دراغون) إلى نموذج أحدث هو (دراغون-2) الذي يحمل رأساً حربياً جديداً يحسن قدرة النفوذ في الدروع الشديدة المقاومة بنسبة 85%، إضافة إلى ذلك فإن برنامج الجيش الأمريكي بشأن الصاروخ (AAWS-M) معد لتطوير نموذج أو أكثر يستخدم عوضاً عن الصاروخ (تاو) الحالي، كما يركز الجهد الرئيس في الوقت الراهن على صاروخ الطاقة الحركية الذي يتحرك على شعاع الليزر ويحلق بسرعة تزيد على 1500 متر-ث، وله مدى فعال يزيد عن 3200 متر. وفي الوقت ذاته يتم العمل على تصنيع المنظومة الصاروخية الجديدة (A.M.S.H) التي تعمل على مبدأ: ارمِ وانس؛ "نسبة الفعالية في صواريخ هذه المنظومة تبلغ 94% في أسوأ الظروف الجوية.
وفي الوقت نفسه فإن الصاروخ (تاو 1) قد تم تطويره إلى سلاح مختلف جداً عن النموذج الذي عرف به لأول مرة في عام 1970م، وكانت الشركة الأمريكية الصانعة قد أكملت صنع 500 ألف صاروخ من هذا النوع، كما قامت شركة أخرى بصنع صواريخ (تاو-2)، في حين قامت شركة ثالثة بصنع الصاروخ (B.G.M.FI.FTO) والصاروخ الأكثر تطوراً (W-2b) لجعله قادراً على تدمير مختلف الدروع الحديثة، وهو يستخدم للانقضاض من الأعلى، ويحمل رأسين حربيين لا يستخدم في موادهما المتفجرة مبدأ الحشوة الجوفاء.
منظومة Parse-3
الأمثلة التي ذكرناها من الولايات المتحدة الأمريكية، أما في غيرها من الدول فنذكر على سبيل المثال أيضاً أن وزارات الدفاع في كل من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة تقوم بتطوير عائلة جديدة من الأسلحة المضادة للدروع ذات الأمد الطويل والمتوسط تحمل تسمية (Parse-3) في ألمانيا و (Traigat) في المملكة المتحدة، وقد حلت محل قسم كبير من صواريخ هوت وتاو وميلان وسوينغ فاير، ومنذ عام 1988م دخلت بلجيكا في هذا المشروع، ثم أسبانيا وهولندا واليونان، وقد تم وضع هذه الصواريخ في الخدمة عام 1996م.
يبلغ مدى هذه الصواريخ 4500 متر عندما تطلق من آلية برية و 5000متر عندما تطلق من الحوامة، وتبلغ سرعته الصاروخ 320متراً في الثانية، ويصل إلى مدى 4600 متر في 5ر17 ثانية، ثم ينقض على الهدف بزاوية 30 درجة تقريباً، ويمكن إطلاق أربعة صواريخ على أهداف منفردة في 12 ثانية.
ومن المعروف أن الصاروخ (Erx) دخل الخدمة في الجيش الفرنسي مع نهاية عام 1992م، ومع نهاية عام 2002م كانت قد تسلحت به جيوش كل من بريطانيا والنرويج وسويسرا وكندا، وهو مصمم كي يستخدم من قبل رجل واحد، ويمكن أن يطلق من أماكن مغلقة، ويوجد في مسنده جهاز رؤية يكبر ثلاث مرات، بالإضافة إلى مقياس زوايا بالأشعة تحت الحمراء وكومبيوتر توجيه. وبعد 8ر3 ثوان من انطلاق الصاروخ من أنبوبته تبلغ سرعته 600 متر في الثانية، ويمكن تطويل هذا المدى ليصبح 750 متراً في الثانية بواسطة تمديد سلك التوجيه.
أما الصاروخ هوت (Hot) المضاد للدبابات فقد أنتج على المستوى الأوروبي منه أكثر من 700 ألف صاروخ منذ عام 1977م، وقد أدخل الصاروخ (هوت-2) المطور الخدمة في عام 1985م، ثم جرت تحسينات عليه وحمل اسم (Hot-2.T).
من جهة أخرى فقد طلبت 44 دولة أكثر من 460 ألف صاروخ ميلان منذ أن دخل الخدمة في عام 1972م، أما الصاروخ (ميلان-2) الذي بوشر إنتاجه عام 1983م فإنه يحمل رأساً حربياً من عيار (115) مم عوضاً عن الرأس السابق الذي كان عياره (103) مم، ويتم إنتاجه بموجب اتفاقية ثنائية بين ألمانيا وفرنسا، في حين تعاونت كل من أمريكا وأسبانيا على تصنيع الصاروخ م-د "ايريس" (Aries) الذي من مواصفاته أنه يستطيع الاشتباك مع أية عربة بنسبة نجاح تبلغ 98%، وفي الوقت ذاته تم تصنيع الصاروخ (Rbs.56.bill) لصالح الجيش السويدي، ويبلغ مدى هذا الصاروخ الموجة سلكياً 2000 متر، كما طورت البرازيل صاروخاً مضاداً للدروع من نوع (Mac.Mp) يبلغ مداه عشرة كيلو مترات، ويوجه بواسطة الألياف البصرية ليحلق على ارتفاع يصل إلى 300 متر بسرعة 200 متر في الثانية، ورغم ذلك كله فإن دول أوروبا تسعى بجدية لامتلاك صواريخ عالية السرعة للاشتباك مع الدبابات والطائرات، وقد انتهت وزارة الدفاع الفرنسية من دراسة تكنولوجيا للصواريخ ذات السرعات العالية التي يمكنها الاشتباك مع الدبابات على مسافة 4كم، ومع الطائرات ذات الأجنحة الثابتة على مسافة 15كم، وتصل سرعة هذا السلاح 2000م-ث.
قاذف منظومة Mokoppa
من جنوب أفريقيا برز القاذف الأرضي لصواريخ Mokopa المضاد للدبابات، والذي يصل مداه إلى 000ر10 متر، وقد صمم القاذف بحيث يمكن تركيبه على أية عربة مسطحة يمكن أن تحمل 800كغ، والنظام يشمل وحدة رؤية ومحدد أهداف ليزري وأربعة صواريخ "موكوبا" المضادة للدبابات، ومدى هذا الصاروخ وسرعته تمكنه من الاشتباك مع الحوامات، ويمكن للقاذف أن يطلق الصواريخ التي تركب الشعاع من طراز Ingwe المضادة للدبابات والتي يصل مداها إلى 5000 متر، وهذا الصاروخ نموذج محدث من الصاروخ ZT-3 بعيد المدى، ويمكن دمجه بسهولة على منصات متنوعة بما فيها الطائرات العمودية المهاجمة.
ويقدم هذا الصاروخ خياراً أقل كلفة بمواصفات محدودة نسبياً ليتكامل مع الصواريخ الغالية، مثل الصاروخ الأمريكي "هيل فاير".
منظومات الصواريخ البحرية
ازدادت أهمية الصواريخ بشكل عام
والبحرية منها بخاصة، فقد صارت إحدى الأدوات الرئيسة في الحروب البحرية الحديثة، فهي تشكل في كل مكان السلاح الأساسي لسفن السطح، وتتزود بها الغواصات والطائرات المحمولة بحراً وطائرات الدورية البحرية والحوامات، حتى بطاريات المدفعية الساحلية تتزود بها، وقد قلبت خواصها معطيات المعركة البحرية، وحتى تكوين السفن خضع للتعديل ليفسح مكاناً هاماً للصواريخ.
وسنستعرض بعض منظومات الصواريخ الشهيرة وجوانب من أعمال التطوير المستمرة عليها، ومنها الصاروخ (اكزوسيت) الذي يحتل المقام الأول في تشكيلة الصواريخ التي تتزود بها البحرية الفرنسية، ويفوق مداها(70) كيلومتراً، ويعمل على مبدأ "أطلق وانس"، أي أنه يتوجه ذاتياً نحو الهدف، ومثله الصاروخ اوتو مات (Otoomat) الذي تتسلح به عدة دول أوروبية، ومع ذلك تعتبر القيادة الفرنسية أن هذا الصاروخ قد صار من الجيل الأول، ولابد من العمل على إنتاج صاروخ من الجيل الثاني، ونتيجة لذلك بدأ إنتاج صاروخ (A.N.S) بعيد المدى، وهذا الصاروخ تم تطويره بالتعاون بين فرنسا وألمانيا، والنسخة الأحدث منه هي (Exocet AM39)، وهو صاروخ مضاد للسفن له قدرة حاسمة للطيران البحري في الحرب المضادة للسفن، فمداه البعيد واستخدامه لأسلوب "أطلق وانس" يقي الطائرة المهاجمة من الدفاعات الجوية على متن السفينة أو السفن المجاورة.
ويتبع الصاروخ مساراً ماسحاً لسطح البحر يصعب كشفه، بحيث يحلق على أدني ارتفاع تكيفاً مع ارتفاع الأمواج مما يضمن له نسبة أكبر في تحقيق الإصابات، ويستطيع من خلال رأسه الحربية ودقة توجيهه أن يحدث دماراً في مختلف أنواع الأهداف البحرية.
ويزن هذا الصاروخ 655كغ، وينطلق بسرعة 93 ماخاً، ومداه من 50 إلى 70كم تبعاً لسرعة وارتفاع الطائرة أو الحوامة التي تطلقه، ويتوجه الصاروخ آلياً نحو الهدف ويشغل باحثه الراداري النشط على مسافة 13 إلى 15كم قبل الوصول إليه، وللصاروخ نسخة أخرى تنطلق من السفن هي: (MM38).
وفي حرب المالفيناس برز الدور الهام لصاروخ (جو - بحر) (A.M-39) الذي يطلق بواسطة الطائرة، حيث سجل هذا الصاروخ أروع انتصارات الأرجنتين، وكذلك الصاروخ (S.M-39) وقد وضع في الخدمة في غواصات الهجوم والغواصات النووية قاذفة الصواريخ لضرب أهداف على سطح الماء. وينطلق الصاروخ من الغواصة من فوهة إطلاق الطوربيدات، وبعد خروجه يرسم مساراً قريباً من جهة الماء منطلقاً نحو الهدف.
كما تم في فرنسا منذ عام 1997م تطوير صاروخ حل محل الصاروخ (Malafoone) لمواجهة تهديدات الصواريخ والطوربيدات الجديدة الصادرة عن الغواصات، والصاروخ الجديد يحمل طوربيدات (Moriene) وهو قادر على الإطلاق حسب مبدأ "أطلق وانس".
وفي مفاوضات "ستارت" وفي أثناء قمة واشنطن 1990م أعطيت أهمية كبيرة للصواريخ البحرية الجوالة التي احتار العلماء في كيفية تصنيفها: هل هي أسلحة تقليدية أم استراتيجية؟ فالصاروخ المشتق من تكنولوجيا الصاروخ الألماني (v1) هو صاروخ جوال، وهو صاروخ صغير الحجم يبلغ طوله حوالي ستة أمتار، وقطره 50 سنتيمتراً، ذاتي الدفع، ذو محرك نفاث بفتحتين لنفث الغاز وسرعة محدودة تقدر بين 6 ماك و8 ماك، ومنذ ظهور الصاروخ ريغولوس (Regoliwse) في عام 1956م، الذي كان يطلق من غواصات وتوجهه إحدى الطائرات، تم إحراز تقدم كبير فيه على صعيد التوجيه والدقة، واليوم يزود الصاروخ الجوال بنظام (تيركوم) لتحديد كل التضاريس الأرضية، ويبلغ هدفه بدقة تامة من خلال تصحيح مسار طيرانه، كما أن راداراته تتيح له الطيران على ارتفاع منخفض.
الصاروخ البحري "توماهوك"
من المعروف أن الصواريخ المجنحة التي يمكن أن تطلق من البحر أخذت سمعة رفيعة في الاستراتيجية البحرية، وخصوصاً الصواريخ من طراز توماهوك، فهي تتمتع بالشمولية والمرونة، ويمكن تزويد عدد كبير من سفن السطح بها، وكذلك الغواصات الذرية، وتستطيع التأثير على الأهداف البحرية والبرية، والصاروخ (توماهوك) من النوع المضاد للسفن (بحر - بحر) يمكن أن يبلغ مداه حتى (550) كيلومتراً، والصاروخ (توماهوك) المخصص ضد الأهداف البرية (بحر - بر) يبلغ مداه إلى (1550) كيلومتراً، في حين تحتل الصواريخ المجنحة (توماهوك) ذات الرؤوس النووية أهمية كبرى في الاستراتيجية الحربية ككل لأنها قادرة على توجيه الضربات إلى عمق (2500) كيلومتر.
والصاروخ الجوال البحري المسمى (توماهوك)، الذي اصطلح على تسميته (g.m.109)، له نظرياً عدة أنواع، من المعروف منها فعلاً أربعة أنواع هي:
- توماهوك المضاد للسفن، وهو مزود بنظام راداري يسمح له أن يتبع تحركات الهدف واختيار النقطة الأكثر حساسية، أي الأكثر إعطاباً في السفينة التي يهاجمها.
- توماهوك المخصص لمهاجمة الأهداف الأرضية من البحر من طراز (d) والمزود بحشوة متفجرة زنة 1000 ليبرة.
- توماهوك لمهاجمة الأهداف الأرضية والبحرية والمزود بحشوة قوتها التدميرية 2000 كيلوطن.
- توماهوك المضاد للأهداف البحرية، ويحمل حشوة قوتها التدميرية 2000 كيلوطن، وضمن مدى يبلغ 250 ميلاً بحرياً، غير أنه لم يعد يُسمع ذكر لبرنامج هذا الصاروخ، وتم التكتم على كل المعلومات عنه.
ولا تتوقف أعمال التطوير على الصاروخ (توماهوك)، فهذا الصاروخ مازال يعطي للعلماء والعسكريين آفاقاً واسعة لتطويره، فثمة برنامج أمريكي بريطاني مشترك الآن يهدف إلى إطلاق هذا الصاروخ من أنابيب طوربيدية على متن الغواصة، وهذا يعني تلافياً للتصميم الحالي للصاروخ الذي لا يجعل إطلاقه ممكنا إلا من نظام إطلاق عمودي لا تملكه البحرية الملكية البريطانية.
كما تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بتطوير نظام برمجة الصواريخ (توماهوك كروز) وذلك للتقليل من احتمال خروج الصاروخ عن الهدف المحدد له، ومن ثم تقليل الإصابات التي تحدث للمدنيين نتيجة استخدام الصواريخ توماهوك الجوالة، مع ملاحظة أن الجيل الثالث من نظام توماهوك يتم تعديل مساره باستمرار أثناء سيره طبقاً لاتصال برنامج الكومبيوتر المثبت في الصاروخ مع نظام gps لتحديد الموقع العالمي وذلك بمطابقة خط السير المبرمج بالصاروخ مع البيانات المرسلة له بالقمر الصناعي، وإذا حدث اختلاف في خط سيره أثناء تحليقه أو تغيرت معطيات الهدف المطلوب ضربه يعاد توجيهه مرة أخرى إلى هدف آخر.
وفي نهاية عام 2002م طورت الولايات المتحدة من جديد نسخة جديدة من الصاروخ الجوال توماهوك لصالح البحرية الأمريكية، وقامت البحرية الأمريكية بإجراء سلسلة من الاختبارات وتجارب الطيران على هذه النسخة، فاظهر الصاروخ قدرات تكتيكية جديدة، وقد أطلق الصاروخ من قاذف عمودي بنجاح، وقد شملت التجارب إظهار القدرات ومقدرة الصاروخ على المناورة في مرحلة التوجيه النهائي، وقدرته على الصعود والهبوط خلال المسار، كما شملت التجارب استخدام النظام العالمي لتحديد الموقع gps في الاتصالات والملاحة الجوية، والموعد المقرر لدخول هذا الصاروخ الخدمة في البحرية الأمريكية هو عام 2004م، وتبلغ كلفة الصاروخ الواحد نصف قيمة الصاروخ كروز من الجيل الحالي، والهدف من تطوير هذه النسخة من الصاروخ هو أن يحوم فوق أرض المعركة قبل مهاجمة الأهداف.
التطوير الروسي
كان الروس من جانبهم، وحتى قبل انهيار الاتحاد السوفيتي، يطورون تكنولوجيا قريبة، إذ كانوا يفضلون وضع الصواريخ البالستية ذاتية الدفع المشتقة من الصاروخ الألماني V2))، وقد حل الصاروخ S.S.N.S)) المسمّى "شادوك" shadooke)) الذي أنتج عام 1962م محل الصاروخ S.N.S)) المنتج عام 1956م، ولا يزال في الخدمة، غير أن التحديث الذي اعتبر ثورة حقيقية كان بإنتاج الصاروخ S.N.N.21)) مضاعف القدرة الذي يبلغ مداه نحو 2000 كيلومتر، والذي أعلن نشره في عام 1984م، كما تم تطوير طراز تفوق سرعته سرعة الصوت هو الصاروخ (X.N.S.S-24).
الصاروخ M.K.A
في عام 1982م أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن بلوغها قمة القدرة الأساسية بامتلاكها الصواريخ الجوالة M.K.A)) التي منحت القوات الأمريكية ميزة الردع والانتقال إلى الحرب والإمساك بزمام المبادرة ونقل المعركة إلى أرض العدو، وقد تجسدت هذه الميزة في حرب الخليج بشكل خاص، مما دعى وزير الدفاع الأمريكي (و. ويب) إلى المطالبة باستمرار تعزيز القوة البحرية بالصواريخ، حتى لو كان ذلك على حساب تقليص القوات النظامية للجيش والقوى الأخرى.
وكمثال آخر نتوقف عند الصاروخ "بنجوبن" penguin)) المضاد للسفن من منظومة M.K.A، فقد تم تصميمه لزوارق الدورية في البحريتين النرويجية والسويدية، ولكن سرعان ما تم حمله على متن الطائرات والعموديات واختير له التوجيه بالأشعة تحت الحمراء كي يعمل بفاعلية في بيئة من التشويش الراداري المكثف، ويمنح التوجيه بالأشعة تحت الحمراء الصاروخ ميزة الخفاء نسبياً، ويتم تعزيز هذا الخفاء من خلال جهاز ليزري نبضي لقياس الارتفاع بدلاً من الرادار العادي لإبقاء الصاروخ على مستوى ماسح لسطح البحر ما بين 10 إلى 50 متراً ارتفاعاً.
ويتمتع الطراز ( (penguin mk2-mod7بإمكانية الاشتباك به مع سفن السطح من خلال إطلاقه من الطائرات العمودية أو من القطع البحرية، كما أن الصاروخ مزود بمحركين أحدهما للإطلاق (الدفع) والآخر للطيران، ويجري توجيهه بالأشعة تحت الحمراء.
وفي النموذج جو - سطح agm-119a)) يوجد باحث يستطيع قياس حرارة الهدف كميزة إضافية لمواجهة الإجراءات المعاكسة للإجراءات الإلكترونية المضادة، وجهاز راداري لقياس الارتفاع بدلاً من الليزر، كما يدفع هذا النموذج محرك صاروخي جديد أجنحته أصغر حجماً ليسهل حملة تحت أجنحة الطائرة، ويبلغ وزنه 350كغ، ورأسه الحربية 120كغ، وقد اشترت البحرية الأمريكية نموذجاً من هذه الصواريخ لتسليح بعض عمودياتها من طراز "سي هوك" seahawk)) العاملة على متن السفن، وحصلت عليه كذلك البحرية اليونانية.
ويعمل هذا الصاروخ مع القاذفات المقاتلة والعموديات إضافة إلى القطع البحرية لتدمير سفن السطح المعادية في كل من المياه الضحلة والمياه المفتوحة.
نظام Vlaas
تقوم الآن شركة أمريكية - بتكليف من البحرية الأمريكية - بتطوير نظام جديد يستطيع مهاجمة سفن السطح والأهداف الساحلية هو النظام الصاروخي البحري Vlaas)) لمهاجمة سفن السطح والأهداف الساحلية، وقد تم تطوير هذا النظام للوفاء بمتطلبات البحرية الأمريكية لرفع القدرات المضادة لسفن السطح الصغيرة مع إمكانية الاشتباك مع الأهداف المتحركة، وسوف يتم الاعتماد في تطوير النظام على مكونات النظام المضاد للغواصات Val)).
ويستخدم هذا النظام صاروخاً حاملاً للذخائر من طراز Mk-15)) يحمل أربع ذخائر موجهة، وسوف يطلق من نظام الإطلاق الراسي Mk141)) ويقوم الصاروخ الحامل للذخائر بالانفتاح على ارتفاع من 15000 إلى 20000قدم لإطلاق الذخائر الموجهة المحمولة، ثم تقوم الذخائر بالانزلاق حتى يبدأ محرك التوجيه التوربيني لكل ذخيرة من الذخائر الأربع المحمولة بالعمل، وكل ذخيرة تستطيع توجيه نفسها نحو الهدف إلى مسافة 100 ميل بحري، كما تقوم الذخائر بالتحويم للبحث عن الهدف في مسافة 250 ميلاً مربعاً، وعند اكتشاف الهدف تتوجه الذخائر للإطباق عليه وتدميره.
هذا بالنسبة للأهداف البحرية، أما بالنسية للأهداف الأرضية فيتم إطلاق النظام من السفن التي تتمركز على بعد 10 أميال بحرية أو 75 ميلاً بحرياً من الشاطيء، والذخائر التي يحملها الصاروخ مزودة برادار ليزري يمكنها من تحديد الهدف.
الصاروخ Salmmer
لا يمكن المرور على الصواريخ البحرية دون التوقف عند الصاروخ Slammer)) متعدد المهام، والذي من المقرر أن يدخل الخدمة في البحرية الأمريكية في بداية عام 2004م، وهذا الصاروخ هو تطوير للصاروخ Slam)) المضادة للسفن والذي تمتلك البحرية الأمريكية منه 700 صاروخ سوف يتم تعديلها جميعاً لتصبح متعددة المهام، والصاروخ Slammer)) يبلغ مداه ضعف الصاروخ Slam ويمكن إطلاقه من ارتفاع 000ر40 قدم ويبلغ مداه 150 ميلا بحرياً ويمكنه مهاجمة عدد كبير من الأهداف مثل الأهداف المحصنة، ويبلغ وزن رأسه المدمر 227 كغ، وهو مربوط بالنظام العالمي لتحديد الموقع، وهو مزود بجيرسكوب ليزري ونظام رقمي لتحديد مسار الصاروخ، ويتم التوجيه والتلقي من النظام العالمي لتحديد الموقع بواسطة خمس قنوات استقبال.
والجدير ذكره أن وزارة الدفاع الأمريكية كانت قد أكدت أنه سوف يتم تجهيز طائرات F-18 بسلاح البحرية الأمريكية بنظام Slammer وSlam على مدى السنوات القليلة القادمة.
الصواريخ المضادة للصواريخ
إزاء هذه الفاعلية الكبيرة للصواريخ توجَّب إجراء مراجعة كاملة لأنظمة الدفاع، وصارت مهمة الاستراتيجيين العسكريين هي البحث عن الأسلحة المضادة للصواريخ وتطويرها نوعياً؛ بيد أنه لم يكن هناك تصور لوسائل ما لاعتراض الصواريخ، وبقي هذا التصور مفقوداً حتى حرب الماليفانس، حيث نجح البريطانيون في اعتراض صاروخ من نوع اكزوسيت بصاروخ جو - بحر، ومع ذلك لم يكن لهذا الاعتراض صداه لأن الصاروخ المستهدف كان معروفاً مسبقاً، ولم يكن لدى قيادة الرمي المكلفة بتدميره إلا انتظار مروره في نقطة محددة.
صحيح إن بعض الصواريخ - مثل (كروتال) البحري الفرنسي، أو (سي. وولف) البريطاني - كانت تستطيع في بعض الحالات أن تتمتع بقدرة مضادة للصواريخ؛ ولكنها في النهاية لم تكن تستطيع التصدي للمقذوفات فائقة السرعات، ولذلك عندما جوبهت هيئات أركان جيوش الدول الكبرى بالتطورات المستمرة في ميدان الصواريخ الهجومية لم تستطع الاكتفاء بأنصاف الحلول؛ وكان من الأنسب تقدير التهديدات حق قدرها وإيجاد الرد المناسب عليها، أي أنه يجب أن ترقى التكنولوجيا المضادة للصواريخ إلى مستوى كفاءة الصواريخ القائمة والمقبلة؛ وكان ذلك تحدياً كبيراً إذا تصورنا مهارة وفجائية وقدرات الصواريخ.
برامج مستمرة
وضمن هذا البحث انبثق البرنامج الأمريكي الضخم المعروف بمبادرة الدفاع الاستراتيجي أو (حرب النجوم) الذي من أهدافه تحييد واعتراض الصواريخ النووية العابرة للقارات؛ ثم ظهر البرنامج الفرنسي الإيطالي (S.a.a.m.b.m.a.s) ومشروع (n.a. opliose) (المنظومة الأطلسية للقتال الجوي المضاد) الذي يضم الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وألمانيا، والمملكة المتحدة، وأسبانيا، وهولندا؛ ويهدف إلى وضع منظومة إقليمية مضادة للصواريخ؛ كما تشكلت أيضاً مجموعة أخرى لمشروع (f.m.a.s) (سلسلة منظومة الصواريخ الجوية المضادة) وتضم فرنسا وإيطاليا وأسبانيا وبريطانيا.
وقد تشكلت مجموعة Eurosam لتطوير عائلة الصواريخ المستقبلية الأوروبية الفرنسية (سطح - جو) وتضم كلا من فرنسا وايطاليا لتطوير برنامجيهما المشترك لإنتاج الصاروخ المستقبلي للدفاع الجوي Samp-T ليتمكن من اعتراض الصواريخ البالستية التي يزيد مداها عن 600كم في مسرح العمليات، بالإضافة إلى مهمته الأصلية في اعتراض الأهداف الطائرة؛ وهذا الصاروخ يملك قدرة اعتراض الصواريخ الجوالة (كروز) والطائرات والصواريخ المضادة للرادارات والصواريخ قصيرة المدى، بالإضافة إلى الصواريخ البالستية بعيدة المدى، وهو ما يجعله منافساً قوياً للصاروخ الأمريكي الباتريوت Pac-3 لأن الصاروخ الفرنسي يتميز بسرعة الاستجابة وقصر وقت رد الفعل، حيث الفترة ما بين اكتشاف الصاروخ المهاجم واعتراضه بواسطة الصاروخ هي 6 ثوان فقط؛ كما لا يستغرق نشر وإقامة القاذف أكثر من 20 دقيقة يكون بعدها جاهزاً للعمل بزاوية 360 درجة.
خلاصة القول إن الصواريخ المضادة للصواريخ تطورت تطوراً كبيراً ومازالت تقطع أشواطاً في مجال التطور، بحيث لم تعد صواريخ رشيقة وسريعة فحسب، بل أيضاً ذكية ونافذة البصر، ولا تتأثر بأي شكل من أشكال المعاكسة الإلكترونية