الحكومة اإلرترية من جانبها ولتطمين جيبوتي أشعرت الجيبوتيين أن
وزير الخارجية اإلرتري سيزور جمهورية جيبوتي يوم 1996/4/17م
لشرح مالبسات هذا الموضوع، من جانبها أبدت جيبوتي إستعدادها
إلستقبال الوزير في الموعد المذكور أعاله.
وبينما السيد بطرس سلمون وزير الخارجية اإلرتري في تلك
الفترة متجه بطائرة خاصة إلى جيبو، تعلن تيجيبوتي صبيحة يوم
1996/4/17م وتصرح أن وحدات عسكرية إرترية توغلت داخل
األراضي الجيبوتية واطلقت قذائف مدفعيتها في ليلة 1996/4/16م
لكن التصريحات الجيبوتية لم تذكر حدوث أضرار.
وصل الوزير اإلرتري الساعة العاشرة من صبيحة يوم
1996/4/17م وهو ال يعلم بأمر التصريح الصحفي
وأستقبله وزير خارجية جيبوتي والسفير اإلرتري، ومن
إلى منطقة »عرته« السياحية للقاء
ً
المطار إتجهوا رأسا
الرئيس الجيبوتي حسن جوليد أبتيدون.
في ذلك اللقاء وقبل أن يبدأ الوزير اإلرتري شرح
مالبسات سؤ الفهم الجيبوتي للخارطة فوجئ بمواجهة
حادة من قبل المسؤولين الجيبوتيين بإتهام إرتريا
بقيامها بتفجيرات قامت بها وحدات عسكرية إرترية
داخل األراضي الجيبوتية في منطقة »رأس دميرا«.
وبين نكران الوزير اإلرتري ورفضه بعدم حدوث
ذلك!، أصر الجانب الجيبوتي لحدوثه، لم يصل الطرفان
إلى إتفاق، وعاد الوزير اإلرتري في نفس اليوم إلى أسمرا دون أن يناقش موضوع
الخارطة.
إتضح فيما بعد أن جيبوتي »فبركة« تلك الحادثة إلحراج الحكومة اإلرترية، لكن
التصريح الصحفي الجيبوتي وتر العالقة بين الحكومتين، إذ إعتبرته إرتريا إتهام في
غير محله وإساءة للحكومة اإلرترية، وطالبت جيبوتي بنفي وتكذيب ذلك التصريح
الصحفي!، الجانب الجيبوتي أبدى إستعداده لتكذيب التصريح الصحفي لكنه بالمقابل
إشترط أن يتم إلغاء الخارطة التي أصدرتها إرتريا.
وقبل التصريح الصحفي الجيبوتي كانت أوساط الحكومة اإلرترية في تلك الفترة
تتحدث عن أرض في األصل إرترية ضمت إلى األراضي الجيبوتية، وأن اإلستعمار اإليطالي
باإلتفاق مع اإلستعمار الفرنسي عام 1901م حين بدأ برسم الحدود إتفق الطرفان أن
ُ تبقى هذه األرض ضمن األراضي اإلرترية، لكن الذي حدث وقبل أن يعرض هذا اإلتفاق
على البرلمان الفرنسي واإليطالي إلقراره ثم عرضه على عصبة األمم في ذلك الزمان،
جاءت الحرب العالمية الثانية وبقت هذه األرض دون أن يتخذ بشأنها أي قرار إلى أن
أستقلت جيبوتي في شهر يونيو 1977م.
إستمرت العالقة الجيبوتية اإلرترية بين الشــد والجذب لفترة إلى أن قطعت
العالقات الدبلوماسية بين البلدين في نهايات شهر نوفمبر أو بالتقريب شهر ديسمبر
1998م.
بعد مرور فترة من الزمن عادة العالقات الدبلوماسية بين البلدين وتحسنت، وتمت
زيارة الرؤساء لكال البلدين، لكن عادة من جديد عوامل الشك! والريبة في العالقة،
فالنزاع اإلرتري – اإلثيوبي خيم بظالله على هذه العالقة وفي وقت الحق لم تكن
للتدخالت اإلرترية في الشأن الصومالي كحال إثيوبيا
ً
جيبوتي تبدي إرتياحها كثيرا
واليمن وظلت العالقة تراوح في مكانها إلى أن فوجئ العالم باألحداث أو التطورات
األخيرة.
تناولت األنباء في العاشر من شهر يونيو 2008م حدوث تبادل إلطالق النار بين قوات
إرترية وقوات عسكرية جيبوتية في منطقة »رأس دميرا« مما أدى إلى
مقتل تسعة على األقل في صفوف القوات الجيبوتية ولم تعلن إرتريا
عن خسائرها.
ً
شيئا
وقد نفت إرتريا أن تكون لديها أي ميول عدائية تجاه جيبوتي، لكن
حكومة جيبوتي رأت في هذا اإلشتباك رغبة متعمدة من جانب إرتريا
في زعزعت االستقرار في منطقة القرن اإلفريقي بكاملها.
في 2008/6/12م أدان فيه
ً
وكان مجلس األمن قد أصدر بيانا
العملية العسكرية التي نفذتها إرتريا ضد جيبوتي في »رأس دميرا«
وجزيرة »دميرا« عند الحدود بين البلدين!، ودعا ذلك البيان الذي ظل من
دون تنفيذ الجانبين إلى اإللتزام بوقف إلطالق النار وحثهما مع اإلشارة
على سحب قواتها إلى المواقع التي كانت
ً
إلى »إرتريا« خصوصا
فيها قبل الحادث.
في نهاية شهر يونيو
ً
وكان اإلتحاد اإلفريقي طالب أيضا
ودون شروط من منطقة في
ً
2008م بإنسحاب إرتريا فورا
شمال جمهورية جيبوتي.
في بداية عام 2009م حدث تطور جديد إذ أمهل مجلس
األمن الدولى إرتريا خمسة أسابيع حتى تسحب قواتها من
منطقة الحدود المتنازع عليها في »رأس دميرا – و جزيرة
دميرا« وأعرب مجلس األمن في القرار رقم 1862 الصادر
في 2009/1 /14م والذي صاغته فرنسا وتمت الموافقة
عليه باإلجماع عن إرتياحه لقيام جيبوتي بسحب قواتها
للعودة إلى الوضع الراهن السابق! وأدان رفض إرتريا أن تفعل الشيئ نفسه.
وأمهل المجلس إرتريا خمسة أسابيع لسحب قواتها وجميع عتادها إلى المواقع
ً
السابقة وإلى اإلعتراف بوجود نزاع عند الحدود مع جيبوتي وأن تبدى إستعدادها فعليا
للحوار من أجل تهدئة التوتر.
وفي غضون خمسة أسابيع على
ً
وطالب المجلس إرتريا لإلمتثال لهذا الطلب فورا
أبعد تقدير.
كما وأن القرار يحث جيبوتي وإرتريا على التسوية العاجلة للخالف الحدودي
إلى القانون الدولى موضحا أنه يقع على عاتق
ً
بينهما بصورة سلمية وإستنادا
الطرفين بالدرجة األولى وضع اإلطار الديبلوماسي والقانونى المالئم لتحقيق هذه
الغاية.
ً
وقدمت لجنة تقصي الحقائق التابعة لألمم المتحدة في شهر سبتمبر 2008م تقريرا
أكدت فيه أن الوضع عند الحدود بين البلدين وال سيما اإلنتشار العسكري في »رأس
لإلستقرار والتنمية في جيبوتي!. ولم يتم على اإلطالق ترسيم
ً
دميرا« يشكل تهديدا
الحدود بصورة دقيقة بين البلدين بالرغم من وجود إتفاقيات قديمة بين الدول المعنية
في ذلك الحين، مثل اإلتفاق بين إيطاليا – وفرنسا – وإثيوبيا عام 1897م واالتفاق بين
فرنسا – وإيطاليا في عام 1901م لكن تم فيه تحييد جزيرة »دميرا« الصغيرة، هذا ما
تقوله المصادر العليمة بواقع المنطقة.
إحتجت إرتريا على قرار مجلس األمن حتى قبل صدوره نافية وجود نزاع في الحدود
مع جيبوتي، وأكد أرأيا دستا سفير إرتريا لدى األمم المتحدة في رسالة إلى رئاسة مجلس
األمن التي تولت فرنسا في تلك الفترة رئاسته أي في فترة صدور القرار، أن إرتريا لم
تقم بإحتالل أي أرض تابعة لجيبوتي وهي، ال يمكنها بالتالي قبول قرار يطالب بسحب
قواتها من أراضيها الخاصة.
كل هذا الرفض لم يفيد إرتريا في شيئ، فكان الحصار ومن ثم آخره مبادرة السالم
القطرية. [/size]
وزير الخارجية اإلرتري سيزور جمهورية جيبوتي يوم 1996/4/17م
لشرح مالبسات هذا الموضوع، من جانبها أبدت جيبوتي إستعدادها
إلستقبال الوزير في الموعد المذكور أعاله.
وبينما السيد بطرس سلمون وزير الخارجية اإلرتري في تلك
الفترة متجه بطائرة خاصة إلى جيبو، تعلن تيجيبوتي صبيحة يوم
1996/4/17م وتصرح أن وحدات عسكرية إرترية توغلت داخل
األراضي الجيبوتية واطلقت قذائف مدفعيتها في ليلة 1996/4/16م
لكن التصريحات الجيبوتية لم تذكر حدوث أضرار.
وصل الوزير اإلرتري الساعة العاشرة من صبيحة يوم
1996/4/17م وهو ال يعلم بأمر التصريح الصحفي
وأستقبله وزير خارجية جيبوتي والسفير اإلرتري، ومن
إلى منطقة »عرته« السياحية للقاء
ً
المطار إتجهوا رأسا
الرئيس الجيبوتي حسن جوليد أبتيدون.
في ذلك اللقاء وقبل أن يبدأ الوزير اإلرتري شرح
مالبسات سؤ الفهم الجيبوتي للخارطة فوجئ بمواجهة
حادة من قبل المسؤولين الجيبوتيين بإتهام إرتريا
بقيامها بتفجيرات قامت بها وحدات عسكرية إرترية
داخل األراضي الجيبوتية في منطقة »رأس دميرا«.
وبين نكران الوزير اإلرتري ورفضه بعدم حدوث
ذلك!، أصر الجانب الجيبوتي لحدوثه، لم يصل الطرفان
إلى إتفاق، وعاد الوزير اإلرتري في نفس اليوم إلى أسمرا دون أن يناقش موضوع
الخارطة.
إتضح فيما بعد أن جيبوتي »فبركة« تلك الحادثة إلحراج الحكومة اإلرترية، لكن
التصريح الصحفي الجيبوتي وتر العالقة بين الحكومتين، إذ إعتبرته إرتريا إتهام في
غير محله وإساءة للحكومة اإلرترية، وطالبت جيبوتي بنفي وتكذيب ذلك التصريح
الصحفي!، الجانب الجيبوتي أبدى إستعداده لتكذيب التصريح الصحفي لكنه بالمقابل
إشترط أن يتم إلغاء الخارطة التي أصدرتها إرتريا.
وقبل التصريح الصحفي الجيبوتي كانت أوساط الحكومة اإلرترية في تلك الفترة
تتحدث عن أرض في األصل إرترية ضمت إلى األراضي الجيبوتية، وأن اإلستعمار اإليطالي
باإلتفاق مع اإلستعمار الفرنسي عام 1901م حين بدأ برسم الحدود إتفق الطرفان أن
ُ تبقى هذه األرض ضمن األراضي اإلرترية، لكن الذي حدث وقبل أن يعرض هذا اإلتفاق
على البرلمان الفرنسي واإليطالي إلقراره ثم عرضه على عصبة األمم في ذلك الزمان،
جاءت الحرب العالمية الثانية وبقت هذه األرض دون أن يتخذ بشأنها أي قرار إلى أن
أستقلت جيبوتي في شهر يونيو 1977م.
إستمرت العالقة الجيبوتية اإلرترية بين الشــد والجذب لفترة إلى أن قطعت
العالقات الدبلوماسية بين البلدين في نهايات شهر نوفمبر أو بالتقريب شهر ديسمبر
1998م.
بعد مرور فترة من الزمن عادة العالقات الدبلوماسية بين البلدين وتحسنت، وتمت
زيارة الرؤساء لكال البلدين، لكن عادة من جديد عوامل الشك! والريبة في العالقة،
فالنزاع اإلرتري – اإلثيوبي خيم بظالله على هذه العالقة وفي وقت الحق لم تكن
للتدخالت اإلرترية في الشأن الصومالي كحال إثيوبيا
ً
جيبوتي تبدي إرتياحها كثيرا
واليمن وظلت العالقة تراوح في مكانها إلى أن فوجئ العالم باألحداث أو التطورات
األخيرة.
تناولت األنباء في العاشر من شهر يونيو 2008م حدوث تبادل إلطالق النار بين قوات
إرترية وقوات عسكرية جيبوتية في منطقة »رأس دميرا« مما أدى إلى
مقتل تسعة على األقل في صفوف القوات الجيبوتية ولم تعلن إرتريا
عن خسائرها.
ً
شيئا
وقد نفت إرتريا أن تكون لديها أي ميول عدائية تجاه جيبوتي، لكن
حكومة جيبوتي رأت في هذا اإلشتباك رغبة متعمدة من جانب إرتريا
في زعزعت االستقرار في منطقة القرن اإلفريقي بكاملها.
في 2008/6/12م أدان فيه
ً
وكان مجلس األمن قد أصدر بيانا
العملية العسكرية التي نفذتها إرتريا ضد جيبوتي في »رأس دميرا«
وجزيرة »دميرا« عند الحدود بين البلدين!، ودعا ذلك البيان الذي ظل من
دون تنفيذ الجانبين إلى اإللتزام بوقف إلطالق النار وحثهما مع اإلشارة
على سحب قواتها إلى المواقع التي كانت
ً
إلى »إرتريا« خصوصا
فيها قبل الحادث.
في نهاية شهر يونيو
ً
وكان اإلتحاد اإلفريقي طالب أيضا
ودون شروط من منطقة في
ً
2008م بإنسحاب إرتريا فورا
شمال جمهورية جيبوتي.
في بداية عام 2009م حدث تطور جديد إذ أمهل مجلس
األمن الدولى إرتريا خمسة أسابيع حتى تسحب قواتها من
منطقة الحدود المتنازع عليها في »رأس دميرا – و جزيرة
دميرا« وأعرب مجلس األمن في القرار رقم 1862 الصادر
في 2009/1 /14م والذي صاغته فرنسا وتمت الموافقة
عليه باإلجماع عن إرتياحه لقيام جيبوتي بسحب قواتها
للعودة إلى الوضع الراهن السابق! وأدان رفض إرتريا أن تفعل الشيئ نفسه.
وأمهل المجلس إرتريا خمسة أسابيع لسحب قواتها وجميع عتادها إلى المواقع
ً
السابقة وإلى اإلعتراف بوجود نزاع عند الحدود مع جيبوتي وأن تبدى إستعدادها فعليا
للحوار من أجل تهدئة التوتر.
وفي غضون خمسة أسابيع على
ً
وطالب المجلس إرتريا لإلمتثال لهذا الطلب فورا
أبعد تقدير.
كما وأن القرار يحث جيبوتي وإرتريا على التسوية العاجلة للخالف الحدودي
إلى القانون الدولى موضحا أنه يقع على عاتق
ً
بينهما بصورة سلمية وإستنادا
الطرفين بالدرجة األولى وضع اإلطار الديبلوماسي والقانونى المالئم لتحقيق هذه
الغاية.
ً
وقدمت لجنة تقصي الحقائق التابعة لألمم المتحدة في شهر سبتمبر 2008م تقريرا
أكدت فيه أن الوضع عند الحدود بين البلدين وال سيما اإلنتشار العسكري في »رأس
لإلستقرار والتنمية في جيبوتي!. ولم يتم على اإلطالق ترسيم
ً
دميرا« يشكل تهديدا
الحدود بصورة دقيقة بين البلدين بالرغم من وجود إتفاقيات قديمة بين الدول المعنية
في ذلك الحين، مثل اإلتفاق بين إيطاليا – وفرنسا – وإثيوبيا عام 1897م واالتفاق بين
فرنسا – وإيطاليا في عام 1901م لكن تم فيه تحييد جزيرة »دميرا« الصغيرة، هذا ما
تقوله المصادر العليمة بواقع المنطقة.
إحتجت إرتريا على قرار مجلس األمن حتى قبل صدوره نافية وجود نزاع في الحدود
مع جيبوتي، وأكد أرأيا دستا سفير إرتريا لدى األمم المتحدة في رسالة إلى رئاسة مجلس
األمن التي تولت فرنسا في تلك الفترة رئاسته أي في فترة صدور القرار، أن إرتريا لم
تقم بإحتالل أي أرض تابعة لجيبوتي وهي، ال يمكنها بالتالي قبول قرار يطالب بسحب
قواتها من أراضيها الخاصة.
كل هذا الرفض لم يفيد إرتريا في شيئ، فكان الحصار ومن ثم آخره مبادرة السالم
القطرية. [/size]