علنت الولايات المتحدة الاربعاء فرض عقوبات على المصرف التجاري السوري، اكبر مصارف سوريا المملوك للدولة، لاتهامه بتقديم خدمات مالية لكوريا الشمالية.
وتتضمن هذه العقوبات تجميد اي اصول قد يكون المصرف يملكها في الولايات المتحدة ومنع الشركات الاميركية والرعايا الاميركيين من التعامل معه.
وكشفت صحيفة "ميللييت" التركية عن استعدادات تركية عسكرية على الحدود السورية.
وأشارت الصحيفة إلى أن لواءين عسكريين تركيين يتمركزان قرب الحدود السورية استعدادا لأي أوامر يمكن أن تصدر عن القيادة العسكرية، حيث يتمركز الجيش الثاني المسؤول عن الحدود السورية.
في المقابل قال سكان إن دبابات اقتحمت بلدتين في شمال غرب سوريا بالقرب من الحدود مع تركيا الاربعاء لتوسع بذلك هجوماً عسكرياً يهدف الى قمع الاحتجاجات.
وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان أن السفير التركي في سوريا زار الأربعاء مدينة حماة حيث شاهد بدء انسحاب الجيش السوري منها بعد انتشار باعداد كبيرة نهاية تموز/يوليو اثر تظاهرات حاشدة.
وقال اردوغان خلال اجتماع لكوادر حزبه في انقرة "زار سفيرنا حماة ورأى ان الدبابات وقوات الامن بدأت تنسحب من حماة". واقام اردوغان رابطا بين انسحاب القوات وزيارة وزير الخارجية التركي امس لدمشق. واضاف "انه بالطبع امر مهم جدا بالنسبة الى النتائج الايجابية للمبادرة (التركية)".
وكان اردوغان دعا سوريا الى تطبيق الاصلاحات دون ابطاء. واوضح "نأمل في ان ينتهي كل شيء في غضون 10 الى 15 يوما وان تخطو سوريا خطوات نحو تطبيق الاصلاحات".
هذا ويعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء جلسة خاصة حول سوريا يستمع خلالها إلى تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول التطورات في هذا البلد، ويقرر على ضوئها الخطوات التي سيتخذها. لكن مصادر دبلوماسية استبعدت إصدار أي بيان قوي ضد دمشق وذلك بسبب اعتراض روسيا والصين على تدخل مجلس الأمن.
وقد دعت منظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية الأمم المتحدة إلى تصعيد ضغوطها على سوريا، كما دعت سوريا إلى الاستجابة لبيان مجلس الأمن والتوقف عن مهاجمة المحتجين في البلاد. وقالت هيومن رايتس ووتش إن على مجلس الأمن تصعيد الضغوط على سوريا من خلال تشديد العقوبات عليها وحظر بيع الأسلحة لها وتشكيل لجنة تحقيق. ودعت المنظمة مجلس الأمن إلى إصدار قرار ملزم بحق سوريا.
وقالت إن أي نظرة صادقة على حقائق الوضع المرعب في سوريا يجب أن تكون أكثر من كافية لإقناع مجلس الأمن بإصدار قرار ملزم قانونيا، وليس مجرد بيان ضعيف. ودعت المنظمة مجلس الأمن إلى إحالة الأزمة في سوريا إلى مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كما جرى مع الحكومة الليبية في فبراير/شباط في أعقاب حملة القمع ضد المتظاهرين.
وفي هذا السياق أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاربعاء انه لا يمكن لنظام بشار الاسد "ان يستمر في تجاهل رسالة مجلس الامن الدولي" الذي دان الاسبوع الماضي قمع المتظاهرين في هذا البلد. وقالت كريستيان فاج مساعدة المتحدث باسم الخارجية خلال مؤتمر صحافي "لا يمكن لسلطات دمشق ان تستمر في تجاهل رسالة مجلس الامن الدولي التي اكدتها دول عدة في المنطقة".
واضافت ان "الوقت لم يعد للمناورات والمماطلة. على السلطات السورية ان تستجيب للطموحات المشروعة للشعب السوري". واكدت ان التقرير حول تطور الوضع في سوريا الذي سيرفعه الاربعاء الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "طبقا لاعلان مجلس الامن الصادر في الثالث من اب/اغسطس سيكشف عناصر جديدة حول خطورة الوضع في سوريا".
واضافت "بعد التجاوزات الجديدة التي ارتكبها النظام السوري بحق المدنيين وفي حين تزداد الضغوط الدولية عليه فرنسا مصممة اكثر من اي وقت مضى على وقف القمع والعنف في سوريا". وتبني مجلس الامن الدولي قبل اسبوع اعلانا "يدين" قمع المتظاهرين زاد الضغط الدولي على الرئيس السوري.
وخلال محادثة هاتفية السبت طلب بان كي مون من الرئيس السوري انهاء حملته العسكرية ضد المتظاهرين وحملة الاعتقالات الجماعية. وكان الاسد رفض حتى الان الرد على اتصالاته. والخميس الماضي لم يستبعد وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الذي اعلن ان على مجلس الامن ان يدرس مجددا الوضع في سوريا بعد اسبوع على تبني الاعلان "الاصرار لانتزاع نص اكثر الزاما".
تركيا ترحب بانسحاب الدبابات السورية من حماه
عبّر وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو عن ترحيبه لانسحاب الدبابات السورية من مدينة حماه. واشار اوغلو الى ان هذا ما اتفق عليه مع الرئيس السوري بشار الأسد خلال اجتماعهما في دمشق أمس، على أن يتم تهدئة الأوضاع خطوة بعد الأخرى، مؤكدا ان سوريا أثبت ذلك اليوم، موضحًا ان هذا الانسحاب هو الخطوة الأولى لحل الأزمة.
وأكد داوود أوغلو في تصريح صحافي أنه تباحث مع الرئيس الأسد عن تفاصيل الخطوات التي سيتم اتخاذها، وأن تركيا سوف تقوم بمراجعة موقفها بالتوازي مع هذه الخطوات في الايام المقبلة.
وأضاف ان السفير التركي في سوريا زار حماه اليوم، واجتمع مع المحافظ ومسؤولين آخرين، وتجول في كل شوارع المدينة بصحبة وفد دبلوماسي وتحدث الى الناس هناك. وأشار وزير خارجية تركيا الى أنه اتفق من حيث المبدأ مع السلطات السورية على التنسيق لممثلي وسائل الإعلام التركية وممثلي وسائل الإعلام الأجنبية في تركيا لزيارة دير الزور وحماه في الأيام القليلة المقبلة من أجل الاطلاع على مايجري هناك على أرض الواقع. وقال ان "هذه خطوة إيجابية من أجل الإثبات للعالم بأن سوريا منفتحة على وسائل الإعلام.
وفد دولي في دمشق
هذا وتجري بعثة مكونة من ممثلي الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا الأربعاء في دمشق مشاورات ترمي لإنهاء القمع الذي تشنه القيادة السورية على المظاهرات المطالبة بالديموقراطية على أراضيها، إضافة إلى الدعوة إلى الحوار بين الحكومة والمتظاهرين.
وكانت البرازيل قد أعلنت وصول موفدها إلى سوريا بانتظار زملائه لعقد مباحثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت أن الولايات المتحدة تجري مفاوضات مع شركائها من اجل تشديد العقوبات على نظام الرئيس السوري بشار الأسد بسبب قمعه للمتظاهرين.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند للصحافيين إنه "من المثير للأسف البالغ أن الرئيس الأسد لا يصغي إلى صدى الانتقادات التي يوجهها المجتمع الدولي لنظامه والتي تعلو دوما وتعبر عن القلق إزاء ما يحدث في سوريا ضد المدنيين".
وأضافت نولاند "إن العنف واستخدام الدبابات والعربات المصفحة ضد المسالمين على النحو الذي نشهده في سوريا لا مبرر له على الإطلاق". وأعلنت نولاند إنهاء إستراتيجية الشراكة التي كانت واشنطن تتبعها مع دمشق، وقالت إنه لا يمكن أن تقيم الولايات المتحدة علاقة شراكة مع حكومة تقتل الأبرياء من أبناء شعبها.
مقتل 16 في حمص برصاص قوات الامن
ميدانيا، أكد ناشطون في مدينة حمص مقتل 16 شخصا الاربعاء في المدينة الواقعة وسط سوريا برصاص قوات الامن قبل ساعة من موعد الافطار. وقال احد الناشطين إن "قوات الامن اطلقت النار بشكل عشوائي على الناس في حي بابا عمرو فسقط 11 قتيلا واصيب اخرون بجروح".
واضاف الناشط في اتصال لاحق ان "عدد القتلى ارتفع الى 16 قتيلا، والجثث ملقاة في الشارع ولا يمكن انتشالها بسبب اطلاق النار". واضاف "هناك حوالي عشرين جريحا ممددين على الارض".
واضاف الناشط "لقد بدأوا حملة اعتقالات في المنازل وفتحوا النار على كل من يحاول الهرب".
وقال ناشط آخر "لقد فوجئنا باطلاق النار، فلم تكن هناك تظاهرة في المدينة مع استعداد الناس للعودة الى منازلهم لتناول الافطار".
وترتفع بذلك الى 17 قتيلا حصيلة يوم الاربعاء في سوريا اثر مقتل سيدة في بلدة سرمين بمحافظة ادلب.
إطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة ودوي انفجارات في دير الزور
ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن سماع اصوات اطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة ودوي انفجارات صباح الاربعاء في دير الزور بشرق سوريا حيث يخشى السكان من ان يكون الجيش بصدد تنفيذ عملية جديدة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية انه "شوهدت الدبابات وناقلات الجند المدرعة تجوب الشوارع في احياء الشيخ ياسين والجبيلة والموظفين مع استمرار سماع اصوات اطلاق نار من رشاشات ثقيلة ودوي انفجارات".
واشار الى انه واعتبارا من السادسة بتوقيت سوريا (03:00 تغ) سمعت "اصوات اطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة واصوات انفجارات في حيي الجبيلة والموظفين". واضاف "هناك مخاوف لدى الاهالي من عملية اقتحام جديدة" ينفذها الجيش وقوات الامن في هذه المدينة التي شهدت الثلاثاء مقتل 17 شخصا على الاقل واصابة اكثر من 50 آخرين، بحسب المرصد.
وكان المرصد نقل الثلاثاء عن ناشطين في دير الزور ان دبابات ترافقها سيارات امنية ترفع رشاشات ثقيلة تنتشر في شوارع دير الزور وفي ساحة الحرية التي شهدت تظاهرات حاشدة في الاسابيع الاخيرة، مشيرا الى "اعتقالات واسعة" في هذه المدينة الواقعة على بعد 430 كلم شمال شرق العاصمة.
وافاد المصدر نفسه عن "اقتحام قوات هائلة من الجيش مدن زملكا وعربين وحمورية (ريف دمشق) وقيام قوات الامن بمصادرة جميع الدراجات النارية والبدء بحملة اعتقال كبيرة" مشيرا الى ان "اصوات الرصاص مسموعة حتى المدن المحيطة".
واكد ان هناك "قطعا كاملا للاتصالات عن المدن" الثلاث حيث تم البدء "بحملة مداهمات للبيوت واعتقالات منذ الساعة الخامسة فجرا". كما تحدث المصدر نفسه عن بدء عملية عسكرية للقوات السورية في محافظة ادلب. وقال المرصد "ان القوات السورية بدأت صباح اليوم الاربعاء عملية عسكرية وامنية واسعة في مدينة سرمين حيث سقطت قتيلة".
واضاف ان العملية "اسفرت حتى الان عن سقوط عشرة جرحى، اصابات اربعة منهم حرجة". ومنذ بداية حركة الاحتجاج في سوريا في 15 اذار/مارس قتل حوالى الفي شخص واعتقل اكثر من 12 الفا بحسب منظمات حقوقية. وتتهم السلطات السورية "مجموعات ارهابية مسلحة" بترهيب السكان والوقوف وراء اعمال العنف والاحتجاجات.
"تنحي الأسد عن السلطة"
وقالت وسائل إعلام أميركية إن الإدارة الأميركية تخطط من اجل الطلب رسمياً من الرئيس بشار الأسد بالتنحي عن السلطة في بلاده. وأوضحت شبكة "فوكس" الإخبارية أن الإعلان سيتم بحلول يوم غد الخميس.
وأشارت الشبكة إلى أن الإدارة الأميركية ستتشاور مع دول في مجلس الأمن الدولي حول هذه الخطوة في وقت تستعد فيه وزارة الخزانة لفرض مجموعة جديدة من العقوبات على سوريا. ووصف مسؤول في الإدارة الأميركية العقوبات الجديدة بأنها ستكون بمستوى يجعل القيادة السورية تصغي للمطالبات الدولية بوقف قمع المتظاهرين.
من جهتها، نقلت شبكة سي ان ان الإخبارية عن مصادرها القول إن البيت الأبيض يسعى الإعلان عن المطالبة بالتنحي، بينما تدعو وزارة الخارجية الأميركية إلى الحذر قبل هذه الخطوة.
هذا وأفادت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الصادرة اليوم الأربعاء أن حكومة غربية واحدة على الأقل بدأت في تمويل برنامج من اجل جمع الأدلة التي قد تستخدم ضد الرئيس السوري بشار الأسد في المحكمة الدولية بسبب طريقة تعامل حكومته مع المظاهرات المطالبة بالحرية والتي تشهدها بلاده منذ مارس/آذار الماضي. ولم تذكر الصحيفة اسم الحكومة الغربية لكنها أضافت أن الجهود في هذا الملف بدأت بلقاء عدد من المعارضين السوريين وأن ملف الإحالة إلى المحكمة الدولية سيتم بعد التشاور مع عدد من دول مجلس الأمن الدولي.
الجزائر تشجب أعمال العنف في سوريا وتدعو لحوار وطني "شامل"
إلى ذلك، شجبت الجزائر الاربعاء العنف في سوريا، ودعت الى التحلي بالحكمة والى حوار وطني شامل، كما افاد المتحدث باسم الخارجية الجزائرية. وقال عمار بلاني في تصريح صحفي "اليوم لا يمكننا الا ان نشجب العنف ونحث الأطراف السورية على التمسك باسلوب الحكمة وبحوار وطني شامل من أجل التغلب على الازمة والتقدم في تنفيذ الإصلاحات السياسية التي اعلنتهاالسلطات السورية للحفاظ على أمن واستقرار هذا البلد الشقيق الذي يلعب دورا مهما في المنطقة".
وذكر بلاني بتصريح وزير الخارجية الجزائرية مراد مدلسي يوم 21 حزيران/يونيو في لوكسمبورغ الذي اعتبر ان ما يحدث في سوريا "غير مقبول". وكان معارضون سوريون اعلنوا رفضهم اي تدخل اجنبي في بلدهم، متهمين نظام الرئيس بشار الاسد بقتل 110 اطفال منذ بدء "الثورة السلمية"، وذلك خلال اجتماع نظمته منظمة العفو الدولية في الجزائر العاصمة قبل عشرة ايام.
وشن مصطفى بوشاشي رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان وعضو التنسيقية الوطنية للتغيير والديموقراطية هجوما عنيفا على السلطات الجزائرية منددا بصمتها عما يجري في سوريا ومؤكدا ان موقفها "يتناقض وموقف الشعب الجزائري المتضامن مع الشعب السوري الذي يناضل في سبيل الكرامة والديموقراطية". ويعيش اكثر من سبعة الاف سوري في الجزائر، بعضهم حصل على الجنسية الجزائرية، بحسب مسؤولي لجنة دعم مطالب الشعب السوري بالاصلاح والتغيير في الجزائر
http://www.watan.com/reports/2011-08-10-19-12-16.html