حكم الاقليةوالاغلبية المسلمة المظلومة

sword1988

عضو
إنضم
4 سبتمبر 2010
المشاركات
821
التفاعل
729 0 0
عندما تحكم الأقليه إثيوبيا








مالفرق بين إثيوبيا والحبشه سؤال يظنه البعض سهلا وبسيطا وهو بالفعل كذلك,لكن بعد قراءتي لبعض المقالات على الشبكه العنكبوتيه ظهر لي أن هناك عددا لابأس به يخلطون مابين التسميتين, إعتمادا على الروايات التاريخيه كقصة أبرهه الحبشي وهجرة المسلمين إلى الحبشه وقصة النجاشي والعلاقه مابين الكنيسه الحبشيه والكنيسه القبطيه في مصر,ليخرجوا بإستنتاج خاطئ وهو أن إثيوبيا دوله ذات هويه مسيحيه أرثوذكسيه وأنها أرض النجاشي.
لكن هذا الشيء ليس صحيحا فإثيوبيا بالمعنى السياسي والجغرافي تطلق على الإمبراطوريه التوسعيه التي بدأت منذ نهاية القرن التاسع عشر علي يد منليك الثاني وبمساعدة الغرب تم إنشاء هذه الدوله في حين أن مصطلح الحبشه يطلق على سكان المرتفعات الجبليه أو سكان الهضبه في شمال شرق إثيوبيا, وهؤلاء يعتبرون أقليه وهم يتكونون من إثنية الأمهرا وإثنية التجراي ولايتجاوز نسبتهم 18% من التعداد السكاني لعموم إثيوبيا.

ومن خلال نظره أوليه لخريطة الأقاليم الفيدراليه في إثيوبيا المعتمده من الحكومه الإثيوبيه, يتضح لنا أن هناك 11 فيدراليه في إثيوبيا وتسعة قوميات ومن حيث مساحة الأراضي يظهر بأن إقليم الأمهرا هو إقليم صغير المساحه بالنسبه للأقاليم الأخرى وأيضا إقليم التجراي كذلك وأكبر إقليم في إثيوبيا هو إقليم الأرومو ويأتي في المرتبه الثانيه الإقليم الصومالي (أوجادين) والذي سلمته بريطانيا هديه لإثيوبيا ويعتبر إقليم الأرومو من الناحيه الجغرافيه أكبر إقليم وتقع العاصمه أديس أبابا جغرافيا ضمن مناطق الأرومو ويمتد هذا الإقليم إلى الحدود الكينيه والسودانيه وقومية الأرومو تعتبر أكبر قوميه في إثيوبيا من حيث التعداد فهم يمثلون نحو 40% من عدد السكان البالغ عددهم 77 مليون نسمه وأغلبية الأرومو هم مسلمون ويشكل المسلمون مايقارب 80% من الأرومو وهم من ناحية العدد يعتبرون ثاني أكبر قبيله في القاره الأفريقيه بعد قبيلة الهوسا إذ يصل عددهم لما يقارب 33 مليون نسمه وتعتبر اللغه الأروميه ثالث أكثر لغه إنتشارا في أفريقيا بعد العربيه والهوسا .
ولو جمعنا قوميتي الأمهرا والتجراي معا فإنهم لن يصلوا إلى تعداد الأرومو من ناحية السكان وأيضا لو جمعنا مساحة إقليم الأمهرا والتجراي وقارناهما مع مساحة الإقليم الصومالي فإن الإقليم الصومالي يعتبر أكبر مساحة من هذين الإقليمين ,وأيضا لو شاهدنا خريطة الأقاليم فسنرى أن هناك أقاليم ذات أغلبيه مسلمه مطلقه مثل الإقليم العفري وإقليم بني شنقول والإقليم الصومالي وإقليم أرومو وتعتبر إثيوبيا دوله مسلمه من حيث السكان ومسيحيه من ناحية الحكومه, ومداره من قبل الكنيسه الأرثوذكسيه حيث يصل تعداد المسلمين إلى 65% ولكنهم محرومون من أية حقوق ويراد طمس هويتهم من خلال نشر إحصائيات كاذبه حول عدد المسلمين وإظهار أن إثيوبيا دوله مسيحيه.






(صوت الصومال)تعتبر الكنيسة الإثيوبية امتدادا للكنيسة القبطية في مصر وترتبط ارتباطا روحيا بها فخلال عمر الكنيسة الاثيوبية خلال ستة عشر قرنا منذ دخول المسيحية لها على يد المصري فرمنتيوس , و هي تستمد طقوسها و تقاليدها و أعيادها من الكنيسة المصرية ,حتى ان التقويم الأثيوبي نفسه هو التقويم القبطى , و الاحتفال الرسمي الكبير براس السنة في اثيوبيا هو إحتفال برأس السنة القبطية.
ومنذ تاسيس ابيارشية اكسوم صار التقليد في اثيوبيا ان يشغل رئيس كنيستهم مطران قبطي يحصل علي الجنسية الاثيوبية بمجرد وصوله, ويظل بها لا يرحل حتي نياحته ولم تتغير هذه السياسية إلا في منتصف القرن الماضي حيث بدأت الكنيسة الإثيوبية بالإستقلال عن الكنيسة القبطية ولكنها بقيت مرتبطة بها روحيا
وبعد سقوط نظام منجستو وسيطرة ميليس زيناوي على الحكم في إثيوبيا في عام 1991 تم تعيين انبا باولس (جبرميدين) بطريريك الكنيسة الإثيوبية وهو شخص لايمتلك اي مؤهلات سوى أنه ينتمي لنفس عرقية التجراي الحاكمة وهي التي تتحكم بمقاليد الأمور في إثيوبيا وهي تمثل 6% فقط من سكان اثيوبيا وينتمي إليها رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي, فكما أن المسيحيون يعتبرون اقلية بالنسبة للمسلمين في إثيوبيا فإن إثنية التجراي تعتبر هي الأخرى أقلية بالنسبة للمسيحيين في إثيوبيا ويأتون في المرتبة الثانية بعد الأمهرة .
وقد تحول انبا باولس إلى أحد أغنى اغنياء اثيوبيا في قطاع العقارات ويتسائل المسيحون الإثيوبيون متى سيكون لأنبا باولس الوقت الكافي كي يمارس مهمته الدينية فقد بنى الأخير قصرا كبيرا لعشيقته في العاصمة الإثيوبية أديس ابابا.
ولدي انبا باولس جيش من الحراس الشخصيين المدججين بأحدث الأسلحة ويتحرك بمعية السيارات العسكرية وقد تسبب حراسه بمقتل أحد الرهبان العزل واسمه باهيتاوي حيث كان يرغب الأخير في توصيل رسالة تظلم للأنبا باولس لتحصده رصاصات الحراس وبكل قسوة وعلى مرأى من البطريرك الذي لم يحرك ساكنا .
وخلال تظاهرات عام 2005والتي حيث قامت فيها فرق الموت الإثيوبية وهو قوات من النخبة والمعروفة بإسم( أغازي) بملاحقة المتظاهرين وتصفيتهم جسديا وقد إستطاع بعض المتظاهرين من النجاة بحياتهم بالإختباء داخل الكنائس, ولكن الأنبا باولس طالب بإخراج المتظاهرين من الكنائس وتسليمهم لقوات الأمن الإثيوبية ليتم تصفية بعضهم جسديا وحكم على آخرين منهم بأحكام قاسية.
ونظرا للتحالف الوثيق مابين ميليس زيناوي وبطريريك الكنيسة الإثيوبية صارت الكنائس الإثيوبية في الخارج تواجه انشقاقا ورفضا لأنبا باولس حيث صار يقود كنيسة الشتات الأنبا ميركوريس والذي يخوض صراعا كبيرا مع الأنبا باولس في السيطرة على الكنائس الإثيوبية الخارجية والتي تدر اموالا طائلة من تبرعات الإثيوبيين المسيحيين,
وقد عكس إقامة تمثال كبير للأنبا باولس داخل اثيوبيا على حب الذات والجشع للأخير فهو قد أقام التمثال لنفسه دون أن ينتظر من الآخرين تخليده بعد وفاته, وأنفق مايقارب 300 ألف بر أثيوبي على هذا التمثال غير التماثيل الأخرى التي أقيمت له في جنوب أفريقيا واسرائيل وكينيا بطريقة اظهرت أن الأنبا باولس يعاني من مرض جنون العظمة.


الغرب ومشروع دعم الأقليه في إثيوبيا

مشروع دعم الأقليه في إثيوبيا ليس وليد اللحظه, بل هو إنعكاس لمرحلة الحروب الصليبيه,فبعد ظهور البرتغال كقوه جديده في القرن الخامس عشر والسادس عشر أرسلت ملكة الحبشه هيلينا رسالة إلى ملك البرتغال إيمانويل أبدت رغبتها في قيام تحالف صليبي يربط بين البرتغال والحبشه لمواجهة القوى الإسلاميه, حيث كانت الحبشه حينها مهدده بالسقوط أمام المد الإسلامي ممثلة بإمارة عدل ,ولم يتردد البرتغاليون فأرسلوا جنودهم إلى الحبشه من أجل إنقاذها من السقوط فبعد هزيمة الحبشه أمام الجيوش التي أرسلتها إمارة عدل ودخول المسلمين عاصمة الحبشه أكسوم بقيادة المجاهد أحمد جري, جاءت النجده البرتغاليه حيث تدخل الجيش البرتغالي بجنوده وزود الأحباش بالأسلحه الحديثه وقصف وبكل وحشيه ميناء زيلع بالمدافع وبهذا الدعم البرتغالي إستطاع الأحباش إعادة مملكتهم أكسوم بعدما كانت إستسلمت لإمارة عدل .​

وبعد قيام الثوره الصناعيه في أوربا وتنافس الدول الأوربيه في إستعمار القاره الإفريقيه بثوب العلمانيه ,لم تتخل هذه الدول عن صليبيتها ففي القرن التاسع عشر نجد أن الإنجليز والفرنسيين والإيطاليين كانوا أيضا يتبعون هذه السياسه,ففرنسا التي إحتلت جيبوتي وإيطاليا التي إحتلت الجزء الجنوبي للصومال وبريطانيا التي إحتلت الجزء الشمالي من الصومال كانوا أكبر حجر عثره أمام مقاومة التمدد الحبشي, والذي كان يقوده منليك, حيث وقع الثلاثه إتفاقا بمناصرة منليك ودعمه بالسلاح,وكانت فرنسا خلال وجودها في جيبوتي تقوم بتزويده بكل مايحتاجه من أسلحه, وفي نفس الوقت كان التجار الأرمن واليونانيون يقومون بجلب مايحتاجه منيلك من أسلحه عبر ميناء تاجورا , وكان منليك يرسل بطلباته إلى تلك الدول بنوعية الأسلحه التي يحتاجها بالإضافه إلى عددها وكانت طلباته يتم تلبيتها على الفور, وبالمقابل كان حظر الأسلحه مفروضا على الصوماليين والأرومو,فالفرنسيين كانوا يمنعون وصول الأسلحه من خلال ميناء تاجورا في جيبوتي,والبريطانيين أيضا كانوا يراقبون ميناء زيلع,والإيطاليين أرسلوا ضباطهم لمد العون لمنليك وكل ذلك من أجل تجريد المناطق الإسلاميه من السلاح وجعل سكانها عزل أمام هجمات منليك وقد جرد الميجور هنتر البريطاني مدينة هرر من السلاح وجعلها لقمه سائغه لمنليك الذي قام بتدمير معظم المدينه وقام بمذبحه للسكان في عام 1887 واستطاع منليك
من توسيع إمبراطوريته وضم مناطق إسلاميه شاسعه لمملكته ,بحيث أصبحت إثيوبيا تضم ثلاثة أرباع حجمها الحالي ,وقد توفي في معارك منليك أعداد هائله من الأرومو الذين تناقص عددهم من 10 مليون في حينها إلى 5 مليون نسمه, أما بالنسبه للصوماليين
فقد مات أعداد لاتحصى منهم وقد أدى ذلك إلى هجره معاكسه للصوماليين خصوصا من قبيلتي الهويه والدارود نحو الشرق والجنوب[1] وقد نجحت معظم حملات منليك بسبب هذا التواطؤ والدعم الغربي اللامحدود للأقليه في إثيوبيا .
وعندما اراد سكان هذه المناطق الدفاع عن مدنهم وجدوا أنفسهم عزلا من السلاح, وحاولوا تسليح أنفسهم بطرق أخرى ولكن القوى الإستعماريه كانت لهم بالمرصاد, فقد جعل نائب القنصل البريطاني في هرر من نفسه جهاز إنذار مبكر,عند وصول بعض الأسلحه بطريقه غير مباشره إلى الصوماليين عن طريق العرب والدناكل الذين كانوا يقومون بدور الوكيل فأرسل رساله تحذيريه إلى فرنسا بهذا الخصوص,حيث وضع العرب والدناكل في جيبوتي في قالب الإتهام بسبب أنهم إنتهكوا الحظر المفروض على الصوماليين وتصرفوا كوكلاء سلاح لهم ,وحذر الفرنسيين بأن قبيلة الهويه الصوماليه القويه في أوجادين أصبحت أقوى عن ذي قبل بسبب حصولها على السلاح, وأن القبائل الصوماليه ستصبح مسلحه في المستقبل القريب وهذا يشكل أكبر خطر على التواجد الحبشي
وقد سجل الكاتب جوناثان جرانت هذا التواطؤ الغربي لدعم منليك في كتابه الشهير الحكام والبنادق والمال تجارة الأسلحه في عصر الإمبرياليه
الأقليه تنضم إلى المشروع الغربي في تقسيم أفريقيا


وكانت أكبر صدمه للشعوب الإفريقيه والتي ذاقت ويلات الإستعمار الأوروبي خلال القرن التاسع عشر والعشرين, أن دوله إفريقيه تدعى إلى مؤتمر برلين في عام 1884 ليس من أجل الدفاع عن إفريقيا وعن الشعوب الإفريقيه, بل من أجل مشاركة هذه القوى الإستعماريه في تقاسم إفريقيا,وليس هذا بالمستغرب بل الغريب أن تكافئ إثيوبيا بعد ذلك بأن تكون عاصمتها أديس أبابا مقرا لمنظمة الوحده الإفريقيه ,وحتى عندما تغير مسمى المنظمه إلى الإتحاد الإفريقي بقيت أديس أبابا عاصمة للإتحاد وكان أقل ماتستحقه أثيوبيا خصوصا النخبه الحاكمه أن تعامل كما عومل نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا, والذي كان شوكه في ظهر أفريقيا أو على الأقل يتم إختيار دوله إفريقيه ساندت قوى التحرر في القاره أيام الإستعمار, كمثل مصر أيام جمال عبد الناصر والذي يذكره الأفارقه بالفضل الكبير عندما وقف بجانب قوى التحرر فمصر جديره بأن تكون عاصمتها مقرا لمنظمة الوحده الإفريقيه وتكون عاصمتها رمزا للوحده والإتحاد في إفريقيا, ولكن النخبه الحاكمه في إثيوبيا تلقت درسا عندما إنقلب الإيطاليون عليهم فاحتلوا إثيوبيا في عام 1936 وثارت ثائرة الدول الغربيه وقامت عصبة الأمم والتي كانت بمثابة الأمم المتحده في ذلك الوقت بفرض عقوبات إقتصاديه على إيطاليا ,ولم تقم بالشيء نفسه عندما غزت إيطاليا الصومال وقد إستقبلت بريطانيا إمبراطور إُثيوبيا هيلاسلاسي في لندن ,وعندما إندلعت الحرب العالميه الثانيه وهزمت فيها إيطاليا ودول المحور إستولت بريطانيا على المستعمرات الإيطاليه في إفريقيا حيث قامت بإعادة الوضع إلى مكان عليه, فأعادت هيلاسلاسي إلى الحكم في إثيوبيا واقتطعت منطقه واسعه من الصومال في أوجادين عام 1948 ومنحته إلى إثيوبيا,وبالتعاون مع الولايات المتحده تم الضغط على الأمم المتحده من أجل إستصدار قرار بضم إرتريا إلى إُثيوبيا 1952 وبالتالي أصبحت الأقليه تحكم أراضي واسعه لشعوب لايمتون بأي صله إليهم من ناحية العرق أو الدين بفضل الدعم الغربي الذي أراد إنشاء دول مواليه له عن طريق حرمان الشعوب الأصليه من حقوقها وجعلهم غرباء في أوطانهم كما حدث ذلك في فلسطين,وكان عام 1948 عاما لاينسى في ذاكرة الأمه الإٍسلاميه ففي هذا العام سلمت بريطانيا فلسطين إلى اليهود واوجادين إلى إثيوبيا .
سياسات الأقليه التعسفيه

عندما إستطاعت الإقليه من السيطره على الحكم كان أول خيار لها هو محاولة تغيير ديمغرافية المنطقه عن طريق السيطره بالقوه على أراضي القوميات الأخرى ومحاولة إجبارهم على التنصر, وفرض الحصار عليهم ,حتى يتحقق هدفها في تغير التركيبه السكانيه, وكانت الكنيسه الأرثوذكسيه هي المحرض الأكبر على هذه السياسات, فهي كانت تدير التعليم وفرضت اللغه الأمهريه على كل أنحاء إثيوبيا ,مع العلم بأن اللغه الأمهريه ليست من اللغات العالميه أو الإقليميه وقد خدمت هذه السياسه مصالح الأقليه الأمهريه والذي كانت تستأثر بالحكم بحيث أصبح التعليم حكرا على أبناء قوميتهم وصارت الأغلبيه المسلمه تفضل إخراج أبناءهما من المدارس الأمهريه من أجل الحفاظ على دينهم وهويتهم ,ومن الناحيه الأخرى صارت ميزانية إُثيوبيا مسخره لخدمة الأقليه الأمهريه,وصارت الأغلبيه تعاني من الفقر والجهل والتهميش ,وكانت الأصوات المطالبه بأخذ الحقوق يتم تصفيتها وبكل وحشيه حتى أصبحت المناطق الصوماليه والعفريه والأروميه تعاني من الجهل وإنتشار الأمراض والمجاعات.


وكانت الأقليه تقوم بنهب المزارع وحرق البعض منها باليد اليمنى وكانت باليد اليسرى تستجدي العالم مساعدة المتضررين من المجاعه والجفاف, وكان كثير من هذه المساعدات بدلا أن تتوجه إلى مستحقيها صارت توجه إلى الزمر الحاكمه, والتي كانت تستخدم هذه المساعدات في شراء الأسلحه والتي أصبحت تستخدم في إبادة القوميات الأخرى في إثيوبيا خصوصا الصوماليه, ولم يختلف التجراي الذين جاءوا من بعد الأمهره في هذه السياسه الوضيعه فمثال بسيط على ذلك وإن كنت سأتخلى عن المنهج السرد التاريخي التصاعدي في هذين السطرين, ففي وثيقه هربت إلى ألمانيا كشف بعض القساوسه الإثيوبيين المعارضين لمليس زيناوي التجراوي خطة الأخير في القضاء على سكان الإقليم الصومالي الغربي أوجادين عن طريق المجاعه في عام 2000 في رسالة سربت إلى العالم ونشرت في ألمانيا ولو طالعنا الخريطه التي تبين المناطق التي تأثرت بالمجاعه ونقص الغذاء يتبين لنا بأن الإقليم الصومالي كان هو المستهدف الأول .
هزيمة الأقليه في عام 77 والحرب البارده تتوقف من أجل الأقليه

وإزاء كل ماحصل من عدوان وتعدى في إثيوبيا لم تقف القوميات والشعوب المضطهده مكتوفة الأيدي أمام غطرسة الأقليه, فقد إندلعت الثورات من أجل إسقاط حكم الأقليه ,وكانت الجمهوريه الصوماليه ترفع لواء التحرير, وأخذت على عاتقها تحرير شعوب القرن الإفريقي وإعادة الحق إلى أصحابه, ممثلة بسيادة الرئيس الراحل آدم عدي مؤسس الدوله الصوماليه في عام 1960, والذي أنشأ جبهة الصومال الغربي في مقديشو ,هذه الجبهه ضمت السكان الصوماليين في الصومال الغربي في إقليم أوجادين بالإضافه إلى الأرومو, هذا الشيء أقض مضاجع هيلاسلاسي الذي كان يحكم إثيوبيا حينئذ, فقد شاهد بأم عينيه عجز أسياده الغرب عن إستكمال مشروعهم الإستعماري في الصومال,

ولم تفلح محاولات هيلاسلاسي في العدوان على الصومال في عام 1964 حيث كان يطمح هيلاسلاسي إلى إجهاض مشروع الدوله الصوماليه والتي كانت تنمو بطريقه متسارعه أهلها للعب دور محوري في القرن الإفريقي.
ودارت إشتباكات عنيفه على الحدود بين الصومال وإثيوبيا ,وقد تبين للجميع النوايا العدوانيه الإثيوبيه في هذه الإشتباكات وفي نفس الوقت كشفت هذه المناوشات العجز التام للمشروع الإثيوبي أمام الدوله الصوماليه,فهيلاسلاسي الذي عارض علانيه إستقلال الصومال من الإستعمار في عام 1960 وأبدى تخوفه هذا الإستقلال أصبح مرعوبا من الدوله الصوماليه الجديده,حتى مع الدعم الغربي له لم يستطع الإطمئنان إلى وجود دوله صوماليه تشكل يعتبر عمقا إستراتيجيا لكل الشعوب المضطهده في إثيوبيا وكانت سياسة الدوله الصوماليه تسير على قدم وساق لإستعادة الحق المغصوب وإسترجاع الإقليم الصومالي الذي إستولت عليه إثيوبيا بمعاونة الغرب ولم يتخل عن هذا النهج الرئيس عبد الرشيد شرماركه بعد فوزه في الإنتخابات التشريعيه في عام 1967 وحتى بعد ثورة أكتوبر وإعلان قيام الإشتراكيه وتطبيق النظام الشيوعي في عام 1969 بعد وصول الرئيس محمد سياد بري والذي كان مكافحا ومدافعا عن الشعوب التي سلم الإستعمار مناطقها إلى نظام الأقليه في إثيوبيا
حيث فتح مكاتب لجبهة التحرير الإرتريه في مقديشو, ومنح القياديين منها جوازات سفر صوماليه دبلوماسيه تتيح لهم حرية التحرك حول العالم لشرح القضيه الإرتريه.
وكان الأرومو يتلقون دعما لامحدودا من الحكومه الصوماليه وكانت جبهة(SALF) Somali Abo Liberation Front
تتكون من الأرومو القاطنين في مناطق بالي وسيدامو واروسي وكانوا مؤمنين بمشروع الصومال الكبير, حيث كانوا يتوقون لإنضمام مناطق الأرومو إلى الجمهوريه الصوماليه والخلاص من سجن الأقليه في إثيوبيا.

ومن ثم بعد النجاجات التي حققته هذه الجبهات أصبح الأرومو مقتتنعين بضعف النظام الإثيوبي, وقد زادت التغيرات السياسيه بعد إنقلاب منجستو على هيلاسلاسي الأمهري, وإعلانه الثوره الماركسيه حيث بدا الوضع غير مستقرا في إثيوبيا ,وهذا شكل فرصه للأرومو ولجميع الجبهات المناضله الأخرى حيث أسس الأورمو جبهة تحرير الأرومو (olf) oromo liberation front والتي تأسست في عام 1973وابتدأت العمل المسلح بعد سقوط هيلاسيلاسي وأعلنت برنامجها السياسي في إنشاء وطن قومي للأورمو منفصل عن إثيوبيا, واستطاعت هذه الجبهه من هزيمة الجيش الإثيوبي في مناطق الأورمو, أما عن جبهة الصومال الغربي فقد إستطاعت هذه الجبهه من إستنزاف الجيش الإُثيوبي بعمليات نوعيه و تحرير مناطق شاسعه من أراضي الإقليم الصومالي (أوجادين) وكان عام 1977 هو ذروة العمليات العسكريه ضد إثيوبيا, حيث قام الجيش الصومالي ببدء عملية تحرير المناطق الصوماليه وإسقاط حكومة الأقليه وقد كان الهجوم منسقا مع الجبهات الأخرى في إثيوبيا, حيث أعلنت حينها جبهة التحرير الإرتريه حرب المدن وكان نضال جبهة الصومال الغربي قد أضعفت الجيش الإثيوبي بعد حرب الإستنزاف الطويله, وقد إستطاع الجيش الصومالي من تحطيم الخط الدفاعي الإثيوبي الذي كان موجودا على الحدود, وكانت إثيوبيا تعتبرهذا الخط الدفاعي محصنا إلى حد أنه يستيطع منع أي هجوم بري من الجيش الصومالي ,وكانت تشبهه بخط بارليف الإسرائيلي, لكن بعد إنهيار هذا الخط بدأت المدن الصوماليه في إقليم أوجادين تتساقط بأيدي الجيش الصومالي .

وخلال أسابيع وجيزه سقطت عشر مدن صوماليه ,وتم تحرير معظم إقليم أوجادين الصومالي ,وانسحب الجيش الإثيوبي إلى جيجيغا
حيث تجمعت فلول الجيش الإثيوبي المنهزم في مثلث جيغيغا ديرداوا هررحيث تعتبر الثلاث مدن الإستراتيجيه هي آخر ماتبقى من المناطق ذات الوجود الصومالي, وتعتبر هرر مفتاح الطريق إلى أديس أبابا ,فهرر هي الشريان الإقتصادي للعاصمه الإثيوبيه ويمر بها خط السكك الحديديه الذي يربط جيبوتي بأديس أبابا .


وبعد معارك ضاريه إستطاع الجيش الصومالي من السيطره على مدينة جيجيغا ,وبعدها تمكن الجيش الصومالي من السيطره على هرر المدينه التاريخيه للوجود الإسلامي. وبدأ يستعد للمعركه الفاصله والتي ستمهد الطريق للإنطلاق إلى أديس أبابا وإسقاط نظام الأقليه .
ووصلت طلائع الجيش الصومالي إلى مناطق الأرومو في بالي وأصبح سكان العاصمه أديس أبابا يتوقعون وصول الجيش الصومالي إليها في أي لحظه بعد إنهيار الجيش الإثيوبي,وبدأت الأقليه في الشعور بالخوف واقتراب ساعة الحساب,ووصلت الأمور إلى أن أصبح الطلب على الزي الصومالي في أديس أبابا يشهد إقبالا كثيفا خصوصا من الأقليه.

وفي الوقت نفسه عمت الفرحه المناطق الصوماليه في أوجادين بعد تحرير الإقليم ,وانطلق الأهالي يساندون الجيش الصومالي وعلى الجانب الآخر, كانت أصداء هذه الإنتصارات قد أقلقت العواصم الغربيه حيث بدأت الضغوط تمارس على الحكومه الصوماليه من أجل سحب قواتها من المناطق الصوماليه في أوجادين .
أما بالنسبه للحكومه الإثيوبيه فقد إنطلق المسؤولون الإثيوبين إلى الإتحاد السوفيتي وطلبوا من الإتحاد السوفيتي التدخل وكان السوفييت يعتبرون حلفاء لسياد بري, ووصلت حالة الإنكسار والهزيمه عند السياسيين الإثيوبين بأن وضعوا العلم الإثيوبي أمام الساسه السوفييت, مذعنين بأن إثيوبيا قد سقطت وأن الإتحاد السوفيتي هو الذي سيقرر مصير إثيوبيا وكان الإتحاد السوفيتي مع علمانيته يرى الواقع بعين الإرث الأرثوذكسي , ولم تكن المقارنه بين نظامين شيوعييين بل كانت المقارنه مابين مابين الشيوعيه الصوماليه ذات الحكومه المسلمه والشيوعيه الإثيوبيه ذات الحكومه الأرثوذكسيه ,ليطلقوا في النهايه تصريحا كان واضحا مغزاه لكل ذي عقل , حيث قالوا بأن الثوره الماركسيه الإثيوبيه هي أكثر أصاله من الثوره الماركسيه الصوماليه لتعلن الكتله الشرقيه الحرب على الصومال وليسجل التاريخ بأن المعسكرين الشرقي والغربي الذين كانا على طرفي نقيض في الحرب الكوريه وحرب فيتنام والعدوان الثلاثي وحرب أكتوبر وأزمة الصين الشعبيه وتايوان ومن بعدها في أفغانستان أصبحا متحالفين عندما تعرضت الأقليه الحاكمه في إثيوبيا إلى الخطر, ونسيا الخصومة بينهما وأصبحت الحرب البارده معطله من أجل الأقليه وقد تدخل الإتحاد السوفيتي وأرسل إلى إثيوبيا 50 ألف جندي بالإضافه إلى قوات من الكتله الشرقيه مثل كوبا واليمن الجنوبي وليبيا .


وفي الطرف المقابل إعترف الرئيس الأمريكي جيمي كارتر بأنه وقف ضد الصومال في هذه الحرب وأنه كان صاحب القرار بمنع تزويد الصومال بأي أسلحه
لأن مسألة إستعادة الصومال لأي منطقه من إثيوبيا, يعتبر من الممنوعات للصومال وقد نتج عن هذا القرار الأمريكي أن أصبح الصومال وحيدا أمام الهجوم السوفيتي والكتله الشرقيه ,ولم تستطع الصومال حينها من الصمود أمام هذه الجيوش التي تفوقها عددا وعده, فكان من المنطقي أن ينسحب الجيش الصومالي من كل المناطق التي حررها ليتحول النصر بفعل فاعل إلى هزيمه وليتم منح أوكسير الحياه للأقليه بعدما أن كانت موشكة على السقوط والإندحار.
سقوط مشروع الأقليه في 1991 والغرب يتدخل لإعادة ترتيب الأوراق

وكان من المنطقي أن يكون نظام الأقليه على حافة الإنهيار لأن مابني على باطل فهو باطل, وكما رأينا في الأمثله السابقه بأن العلاقه مابين الأقليه والغرب هو كعلاقة الطفل مع والديه فالغرب هو الذي أسس هذا الكيان, فالغرب عندما رآى بأن نظام منجستو قد إتجه إلى المعسكر الشرقي الشيوعي بدأ بالبحث عن حلفاء آخرين يعتمد عليهم في إثيوبيا,خصوصا ونظام منجستو كان أعلن نظاما ماركسيا فكان ذلك يسبب نوعا من الحرج للولايات المتحده التي كانت ترفع شعارات مناهضة الماركسيه والشيوعيه, ولكن مع ذلك لم تكن الجسور مغلقه في وجه إثيوبيا ,وقد كانت الجبهات المناهضه لمنجستو كثيره وكانت أقواها الجبهات في إرتريا ومنها الجبهه الشعبيه لتحرير إرتريا(ُEritrean people’s liberation front) وجبهة تحرير إرتريا(Eritrean liberation front) وجبهة تحرير شعب تجراي( (Tigrayan people’s liberation front وفي المناطق الصوماليه كانت الجبهة الوطنيه لتحرير الأوجادين (Ogaden national liberation front) وفي مناطق الأرومو كانت جبهة تحرير الأرومو(Oromo liberation front).
ولكن الولايات المتحده إزدادت يقينا بقرب سقوط نظام منجستو ,خصوصا بعد إستمرار العمليات المسلحه من قبل الجبهات الثائره, فبدأت بتغيير إستراتيجيتها نحو إرتريا, ورضخت لإستقلال إرتريا مقابل أن يكون النظام الإرتري والإثيوبي كثنائي متكامل ويخدمان الإستراتيجيه الأمريكيه في المنطقه, لذا إختارت الولايات المتحده الجبهه الشعبيه لتحرير إرتريا والتي يرأسها أسياسي أفورقي,والجبهه الشعبيه لتحرير تجراي والتي يقودها ميليس زيناوي, بحيث يكون أسياسي أفورقي رئيسا لإرتريا وميليس زيناوي رئيسا لإثيوبيا,وبدأت المساعدات تتدفقان على هاتين الجبهتين من أوروبا وأمريكا ومن المنظمات الكنسيه, ولم ترغب الولايات المتحده بأن يستميت منجستو في الدفاع عن حكمه فبدأت بسلسله من اللقاءات للضغط عليه من أجل أن يتنازل عن الحكم .

ففي عام عام 1989 إستطاع الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر من الجمع مابين منجستو وأسياسي أفورفي في أتلانتا وجورجيا في الولايات المتحده ,ومن ثم فيما بعد في لقاء آخر في نيروبي,ومن الناحيه الأخرى ساهم السفير الأمريكي في الخرطوم ,جميس جيك في إيصال الرسائل الأمريكيه لتصورات مرحلة مابعد منجستو وذلك في لقاءه مع ميليس زيناوي
,وبعد ذلك تحالفت الجبهتان مع عدة جبهات أخرى مكونين مايسمى الجبهه الثوريه الديمقراطيه لشعوب إثيوبيا (EPRDF) .
حيث تمكن هذا التحالف من إسقاط منجستو في 25 مايو من عام 1991,وسلم منجستو الحكم مقابل اللجوء إلى زيمبابوي في صفقه أمريكيه لتجنيب إثيوبيا السقوط في حرب السلطه والتي حدثت في الصومال قبل أربعة شهور من سقوط منجستو عندما سقط سياد بري
من الحكم على يد الجبهات المسلحه في 26 يناير من عام 1991 حيث اندلعت بعدها حرب طاحنه ,وهذا يدل على أن إثيوبيا كانت تحت رعاية الغرب فقد عقد بعد سقوط منجستو مباشره مؤتمر في لندن ,والذي كان برعاية هيرمان كوهين مساعد وزير الخارجيه الأمريكي للشؤون الإفريقيه ,حيث ناقش المؤتمر التغييرات الجديده في إثيوبيا وتم الإتفاق فيه على أن تحكم الجبهه الشعبيه لتحرير إرتريا ممثلة بإسياسي أفورقي إرتريا,وتحكم الجبهه الشعبيه لتحرير التجراي ممثلة بمليس زيناوي أثيوبيا ,وينظم إستفتاء في إرتريا بخصوص الإستقلال بعد سنتين,وكان هناك مؤتمر آخر في الخرطوم بعد مؤتمر لندن وكان بمثابة متمم للإجتماع الأول ,لتكون نهاية عهد منجستو هو نهاية لعهد سيطرة أقلية الأمهره والذي إمتد من عام 1884 إلى عام 1991.

هل ستستمر الأقليه في الحكم ؟وماهو موقف الأغلبيه؟
ويظهر إلى السطح في نهاية هذا المقال سؤال ملح, وهو هل ستستمر الأقليه في الحكم في إثيوبيا ؟وماهوموقف الأغلبيه من ذلك؟
وللإجابة على هذا السؤال يجب الإشاره بأن نظام الأقليه ممثلا بأقلية الأمهره أو التجراي لم يكن نظام الحكم الذي أنشأوه عباره عن دوله حقيقيه مثل سائر الدول في العالم, لأن النظام الذي تم
تـأسيسه على يد منليك في نهاية القرن التاسع عشركان نظاما إستعماريا وانضم إلى مؤتمر برلين 1884 من أجل أخذ نصيبه من الكعكة الإفريقيه, وكان الدعم الخارجي والذي لازال إلى الآن يمثل طوق النجاه لهذا النظام في كل مره كانت فيه الأغلبيه قاب قوسين من إسقاطه, فنظام الأقليه يشعر في قرارة نفسه بأنه ليس له القدره أو قابلية العيش ضمن محيط الأغلبيه, لذا فهو يحاول بشتى الطرق إستغلال الدعم الغربي بمحاولة تغيير خريطة الديمغرافيه أو بمحاولة إظهار مسيحيه إثيوبيا وأنها هي المكون المشترك للجميع ولكن ذلك لم يتحقق بسبب المقاومه المستمره, فالديمغرافيه أصبحت بوصلتها تتحرك بإتجاه الأرومو والذين سيصبحون خلال أعوام قليله مايقارب نصف سكان إثيوبيا,أما من ناحية أغلبيه المكون المسيحي الأرثوذكسي فإنه حتى حلفاء الأقليه من الغرب بدأوا يشككون في كون أثيوبيا ذات أغلبيه مسيحيه حيث بدأت الدعوات تتصاعد بإعادة النظر في ذلك, وكذلك الولايات المتحده بدأت ترى هذا الشيء حيث أشارت المواقع الحكوميه التابعه للولايات المتحده بأن المسلمين يمثلون نسبة مابين 50% إلى 45% والأمم المتحده كذلك تصنف بأن أثيوبيا ذات أغلبيه مسلمةوهومايضرب بعرض الحائط إدعاءات الأقليه بأن المسلمين يمثلون فقط 32.8%.
أما على الصعيد الميداني فقد فشلت السياسه الإثيوبيه في تغيير الديمغرافيه والخريطه الجغرافيه عبر السنين لصالح الأقليه حتى مع المحاولات التي يقوم بها ميليس زيناوي في إثبات أن المسلمين هم أقليه في إثيوبيا, والذي ترجم ذلك عند تقسيمه للوزارات عند تشكيله للحكومه الجديده فمن أصل عشرين وزاره تتم منح المسيحيين 17 وزاره مقابل ثلاث وزارات هامشيه للمسلمين .
وقد نجحت المقاومه المسلحه في إثبات الحجم الحقيقي للأكثريه فقد إستطاعت جبهة تحرير الأوجادين من تحرير مدن عده من أيدي الإثيوبيين وقد كشف رئيس الجبهة محمد عمر عثمان بأن الجيش الإثيوبي يحكم الإقليم نهارا والمقاومه تحكم الإقليم ليلا
وهناك مدن تديرها جبهة تحرير الأوجادين والتي صارت تستنزف الجيش الإثيوبي ,وكذلك جبهة تحرير الأرومو والتي إستطاعت هي أيضا إفشال مشاريع الأقليه فالجبهتان أصبحتا عنصر قلق لميليس زيناوي والذي أصبح مهووسا بمحاربتهم حتى خارج إثيوبيا وذلك في كينيا والصومال وجيبوتي وصار يتخيل مصيره كمصير سلفه منجستو والذي سقط بأيدي الجبهات المسلحه, فالرصيد النضالي والشعبي للمقاومه ليس بالشيء اليسير ,فمثلا جبهة تحرير الأوجادين تعتبر هي الوريث الشرعي للمقاومه الصوماليه أمام أطماع الأقليه فالتاريخ الصومالي المليء بالصفحات النضاليه بدءا من فتوحات أحمد جوراي وهزيمته للأقليه في القرن السادس عشر, إلى ثورة الدروايش التي كان يقودها السيد محمد عبد الله حسن وثورة السلطان أولل دينلي آخر سلاطين الإمبراطوريه الأجورانيه والأخير إستشهد في سجون هيلاسلاسي,مرورا بثورة حزب نصر الله والتي كان يقودها الشيخ مختل طاهر إلى جبهة تحرير الصومال الغربي ودعم الجمهوريه الصوماليه لهذا النضال .
ومن الناحيه الأخرى تعتبر جبهة تحرير الأرومو( Olf) إمتدادا لتاريخ الأورمو والذين وفقوا كالطود الشامخ أمام محاولات الأقليه صهرهم وإدماجهم في مشروعهم, فقد إستطاع المناضل لينجيسو ديغا والذي كان يقود عمليات المقاومه في نهاية القرن التاسع عشر امام توسعات منليك في منطقة أرسي ,وتمكن من هزيمة منليك في عدة معارك ,وكاد الأخير أن يسقط أسيرا بيد لينجيسو, حتى أن منليك قد فكر بعقد هدنه بسبب خشيته من تصاعد نفوذ لينجيسو ديغا وقد إستطاع روبا بوتا من إكمال مسيرة المقاومه بعد لينجيسو ولكن الدعم الغربي لمنليك رجح كفة الأخير.

ولم يتخل الأرومو عن المقاومه المسلحه, خصوصا بعدما رأوا بأم أعينهم محاولات الأقليه تزييف تاريخهم ومحاولة إخضاعهم لحكم الأقليه ,وذلك عن طريق الأسطوره التي يدندن بها الأقليه سواء أكانت أمهريه أو تجراي ,حيث يرون بأنهم أحفاد الملك(النبي) سليمان وأن مابين بحيرة فيكتوريا في أوغندا إلى كينيا إلى السودان إلى الصومال إلى جيبوتي إلى إرتريا هي أراضي مملكتهم,وبهذه الطريقه كانوا يرون الأورمو كغرباء حيث كان حكام الأقليه يشنون حربا ضروس ضد هوية و ثقافه الأورمو, وقد كانت الكنيسه الأرثوذكسيه الحبشيه هي محور الحقد والكراهيه ضد الأورمو حيث كانت تضعط على الحكام الأحباش من أجل تنصير الأورمو بالقوه ,وكانت تسيطر على التعليم بحيث يتم تعليم الأطفال اللغه الأمهريه والديانه الأرثوذكسيه, ولكن مع كل هذه المحاولات بقي شعب الأرومو محافظا على هويته الثقافيه وأصبح الإسلام يشكل ديانة الغالبيه منهم,ووصلت حالة اليأس عند الكنسيه الأرثوذكسيه بعدما رأت تمسك الأرومو بلغتهم فأصدرت مرسوما مثيرا للسخريه تدعي فيه بأن لغة الأرومو هي لغه شيطانيه, ولم تكتف بذلك بل أعلنت الحرب على القهوه بحجة أنها منتج أرومي بإمتياز فحثت أتباع الكنيسه على مقاطعة إستهلاك القهوه, وهذه الكراهيه ضد الأرومو جعلت الشعب الأورمي متيقظا أما محاولات تحبيشه فازداد إصرارا على الهويه الأورميه, والتي نرى مظاهرها في المقاومه المستمره والتي تقودها جبهة تحرير الأرومو, وفي الشعور بالإستقلاليه عن إسم إثيوبيا والإستعاضه عنه بالإسم أروميا وهذا يعتبر إجابة لسؤال هذه الفقره والذي كان عن إستمرار الأقليه في الحكم, والجواب على ذلك أن فشل الأقليه في صهر القوميات الأخرى خصوصا القوميه الأكبر وهي الأرومو, ومع كل أنواع الدعم والتواطئ الغربي المفضوح, يعتبر نجاحا لمشروع المقاومه والصمود للقوميات الأخرى ويجب إستثمار ذلك في تصحيح مسار التاريخ كي تتوجه بوصلته نحو الأغلبيه, فلقد تبين وبكل وضوح أن وصول الأغلبيه المسلمه إلى حكم إثيوبيا يعتبر خطا أحمر,ويكفي مثالا قصة ليج أياسو والذي أوصلته الأقدار بأن يكون خليفة منليك بعد وفاته ,وليج أياسو هو إبن السلطان محمد علي وهو أحد حكام الأرومو في منطقة "ولو",ولكنه أجبر على التنصر بعد هزيمته أمام منليك وأصبح إسمه ميخائيل وتزوج من إبنة منليك فرزق منها بليج أياسو,ودارت الدنيا وأصبح إبنه ليج أياسو حاكما لإثيوبيا وكان عمره آنذاك 16 عاما, فبدأ بخطوات لصالح الإسلام ففي عام 1913 أمر بالتخفيف على المسلمين, بل وبدأ بإعادة فتح المساجد ونقل العاصمه إلى هرر العاصمه التاريخيه للإسلام في القرن الإفريقي ,فلم يعجب ذلك الكنيسة الأرثوذكسيه والتي تتحكم في كل صغيرة وكبيره فجن جنونها وأعلنت حالة الطوارئ لأنه ليج أياسو قد إقترب قليلا من المسلمين وكان ذلك هو الجريمه بنظر قساوسة الكنيسه فتم إسقاطه من الحكم, وقد دعمت بريطانيا وإيطاليا وفرنسا إسقاط ليج أياسو .
المستقبل لمشروع الأغلبيه في التحرر والإستقلال

ولو أردنا تشخيص الحاله النفسيه للأقليه الحاكمه فإننا سنلاحظ بأنها تعيش في هاجس يلازمها على الدوام ,وهو تحول إثيوبيا لدوله إسلاميه,ولهذا السبب تعيش الأقليه في حاله من القلق بسبب معرفتها بأنها ليس لها أي نوع من القبول عند الأغلبيه وتدرك في قرارة نفسها بأنها ليست سوى أقليه منبوذه, ولذلك تتصرف بمنتهى الدمويه وترتكب الجرائم بحق المدنيين الأبرياء وتحاول تأصيل الديكتاتوريه من اجل إطالة أمد بقاءها فهي تدرك بأن أي إنتخابات حره معناه بأن الوضع سينقلب 180 درجه, ولهذا السبب ترفض رفضا قاطعا إقامة أي إنتخابات نزيهه وتحاول التضييق على المعارضين وسجنهم من أجل الإستمرار في الحكم وهذا يعني بأن أي تغيير يأتي من ناحية الأقليه الحاكمه يعتبر من سابع المستحيلات لذا فالتغيير لن يأتي من ناحية الأقليه ومن يتمنى ذلك فهو واهم ويعيش في أحلام اليقظه إذن فإن على الحل بيد الأغلبيه والتحالف مابين جبهة تحرير الأوجادين وجبهة تحرير الأرومو وأيضا الجبهات العفريه وبني شنقول والكافاجا يعتبر مطلبا ملحا من أجل إسقاط نظام الأقليه وإقرار حق تقرير مصير القوميات وهذا الشيء هو مطلب القوميه الصوماليه في أوجادين وكل قوميه تريد الحريه والإستقلال كي يرجع الحق إلى أهله وبعد ذلك تقام إنتخابات نزيهه والتي ستضمن للأرومو الإنفراد بالسلطه بحكم الكثافه السكانيه, أو ينشأوا دولتهم أروميا وهذا حق لهم ناضلوا له كثيرا ودفعوا من أجله تضحيات كبرى,وهذا هو الحل الأقرب لتحقيق العداله أما الإعتماد على الأحزاب الأمهريه أو التجراويه والتحالف معها أو إنتظار أن تمطر السماء ذهبا أو فضه, فلقد أثبت التاريخ خطأ هذا الشيء فالأقليه ستتبادل الأدوار فيما بينها ,فلافرق بين أمهري أو تجراي ولا حتى بمايسمى بحزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والعدالة,فكلهم لهم نفس البرامج والأهداف وكلهم سيسلكون نفس الطريق الذي سلكه منليك وهلاسلاسي ومنجستو وزيناوي, وقد أغلقوا سابقا كل أبواب الحوار وجعلوا الجيش والشرطه سلاحا لقمع كل راغب في الحريه والإستقلال وطريقة لإخضاع الأغلبيه
لرغبات الأقليه, لذا فالعيش تحت وهم الإصلاح وإدمان المهانه والقهر تحت حجه الديمقراطيه والفيدراليه والتي ظهرت على حقيقتها هو إنتحار بطيء , ويكفي دروسا في العالم الذي نعيش فيه أن أنظمه مشابهه لنظام الأقليه قد سقطت وأصبحت في طي الزمان, فلا توجد طريقه لأخذ الحقوق إلا عن طريق القوه فهي الطريقه الوحيده التي يفهمها نظام الأقليه
 
رد: حكم الاقليةوالاغلبية المسلمة المظلومة

لا حول ولا قوة الا بالله

انا قرات موضوع عن التنصير في اثيوبيا ضد الاسلام وكيف انهم يحاولون ان يقضوا على الاسلام

بطريقه لا تثير انتباه المسلمين هناك :(
 
رد: حكم الاقليةوالاغلبية المسلمة المظلومة

ضغوط افريقية في الامم المتحدة لتشديد العقوبات على اريتريا
التاريخ








يقول دبلوماسيون في نيويورك ان اثيوبيا وجيبوتي تقودان حملة من دول شرق افريقيا لدفع مجلس الامن الدولي لتشديد العقوبات على اريتريا نتيجة اتهامها برعاية الارهاب. وتزايدت حدة تلك الضغوط منذ اعلنت مجموعة مراقبة تابعة للامم المتحدة الشهر الماضي

ان اريتريا كانت وراء محاولات التفجير في العاصمة الاثيوبية خلال انعقاد قمة الاتحاد الافريقي في يناير/كانون الثاني.
موضوعات ذات صلة

* افريقيا

ويقول خبراء الامم المتحدة ان اريتريا تدعم وتسلح المتمردين في الصومال، بمن فيهم حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وطالبت مجموعة من دول شرق افريقيا بفرض عقوبات على اعمال المناجم الاريترية وحظر الضريبة التي تفرضها الحكومة الاريترية على تحويلات العاملين الاريتريين في الخارج.

وتسعى اثيوبيا وجيبوتي الى اقناع اعضاء مجلس الامن ببحث الموضوع في اجتماع للمجلس الاربعاء حول الصومال.

وطالبت قمة هيئة التنمية، التي تشمل جيبوتي واثيوبيا وكينيا والصومال والسودان واوغندا، الشهر الماضي بتشديد عقوبات الامم المتحدة والاتحاد الافريقي على اريتريا.

واتهمت القمة اريتريا "بلعب دور فعال في زعزعة استقرار المنطقة".

وتنقل وكالة الانباء الفرنسية عن سفير اثيوبيا في الامم المتحدة تاكيدا اليمو قوله: "اذا كان مجلس الامن جادا في مكافحة الارهاب فاننا نتوقع منه ان يمنع اريتريا من القيام باعمال خطيرة. المندوبون الافارقة يضغطون لكننا نعتقد انها مسؤولية مجلس الامن بكامله".
 
عودة
أعلى