أساليب ووسائل التمويه والخداع في الدفاع الجوي
كان التمويه والخداع من ضمن الغرائز الفطرية التي صاحبت بعض الكائنات الحية التي استخدمتها بأشكال متعددة وبنسب متفاوتة في الصراع من أجل البقاء أو السيطرة ،فتعددت وسائلها الفطرية من الاختباء متقمصةً أو خائفة إلى التمويه متلونة بشكل المكان الذي تقف عليه ولقد أثبتت الدراسات من خلال المتابعة والرصد إن الكائنات الحية الأضعف تبرع في ممارسة أساليب التمويه والخداع لتقوية مركزها في الصراع ضد الكائنات الأكثر قوة منها ،فمع توالي الحقب الزمنية المتعاقبة على الحياة البشرية إستخدم الإنسان وسائل التمويه والإخفاء في حياته البدائية فاستعان بوسائل تمويه و إخفاء بدائية ليسهل من خلالها عمليات صيده للحيوانات الطريدة والتي كان لها أن بادلته نفس الاستخدام لنفس التقنية التي فيما بعد كنت بمثابة معلم للإنسان ألهمته إلى استخدام وسائل إخفاء وتمويه استنبطها من تلك المخلوقات التي ألهمت فكر الإنسان لتبين له محدودية علمه وتبرهن له في نفس الوقت على قدرة الخالق القدير الذي ضرب للإنسان مثلاً في مخلوقاته المتعددة من حيوانات ليستفيد ويتعظ .
الحرب خدعة
إنتقل استخدام وسائل التمويه والخداع من الممارسة المنبثقة من ردود الفعل الفطرية التلقائية إلى الابتكار والدراسة من خلال استثمار العقل البشري وخصائص الدهاء الإنساني الذي تعمق وأنجز في ميادين الحرب ليشكل مجموعة من المراحل المتجددة والمتطورة في استخدام التمويه والخداع في الحرب ،وفي التاريخ القديم نسبت أول استخدامات عسكرية للتمويه والخداع في الحرب إلى القدماء المصريين الذين استخدموها بأشكال عدة سواءً في حربهم أو سلمهم، والكل لا يجهل قصة حصان طروادة الشهيرة والذي عندما يئس الإغريق في حصارهم لطروادة تظاهروا بأنهم على وشك إنهاء الحصار ومغادرة المكان، وكانت بعض سفنهم قد أبحرت لكنها توارت خلف جزيرة قريبة، لجأ الإغريق إلى استخدام الخداع كوسيلة للنصر حيث بدأت الفكرة بصناعة حصان ضخم من الخشب يدخل في تجويفه مختبئين مجموعة من فرسانهم الشجعان الأشداء بحيث يقدم بالحصان إلى أسوار طروادة فعندما رأوا الطرواديون الحصان العملاق ظنوا أن إلههم قد أهداهم هذا الحصان فسحبوه إلى الداخل وأدخلوه المدينة فخرج منه المحاربون الأشداء الذين فتحوا لإخوانهم أسوار المدينة وكان لهم الفضل في إحراز النصر،هذا ما يذكرنا دائماً بأهم مبدأ عرفه التاريخ في الحرب وهو (أن الحرب خدعة).
وفي التاريخ الحديث لعل أول مرة استخدم فيها التمويه كانت في الحرب العالمية الأولى (1914-1918) حــين زادت الطائرات من قدرات المتحاربين على مراقبة وكشف مواقع العدو ، ولعل أشهر الأمثلة على ذلك هي قصة أحد الطيارين الفرنسيين الذي كان يحلق بطائرته فوق أحد السواحل فلاحظ أن قوارب الصيادين من احد الجوانب واضحة للعيان ومن الجانب الآخر رأى أشياء غير واضحة فعندما هبط ذهب إلى الساحل ليتأكد منها ماذا تكون فعندما وصل لاحظ أن شباك الصيادين كانت ممدودة على طول القوارب الأمر الذي جعل رؤيتها من الأعلى غير واضح فمن هنا ظهرت فكرة استخدام الشباك كوسيلة دفاعية للتمويه والخداع منذ ذلك الوقت حتى الآن ، أما في الحرب العالمية الثانية (1939-1945) فقد استخدم التمويه، بدءاً من ارتداء الجنود للملابس البيضاء في المناطق القطبية والخضراء في الغابات، إلى إخفاء المدن تحت ستار من الدخان ولقد لمست معظم الدول الحديثة أهمية وسائل الإخفاء كسلاح فعال فاستعانت به بمقاييس كبيرة في الحرب العالمية الثانية فقبل نشوب الحرب ضللت روسيا العالم بإنفرادها سياسيا ًملتزمة ً الصمت بُغية التمويه والخداع لكي لا تنكشف حقيقة قواتها التي ظلت لغزاً محيراً لدول العالم، ومن وسائل التضليل المتعددة التي استخدمتها عندما أطالت المفاوضات بينها وبين حلفاء الغرب والتي كانت لكسب الوقت والمسافة للاستعداد لمقابلة الألمان فيما بعد ، ولما كشفت ألمانيا ضعف الحلفاء زادت الطرفين تضليلاً وذلك عندما استعانت ببعثة عسكري ألمانية لتنظيم الجيش الروسي والذي عرضت حينها عليه مجموعات أفراد غير مدربة تحمل أسلحة عتيقة لتضلل بذلك عن حقيقة تسليحها كما تمادت في وسائل الخداع حيث اشتبكت مع فنلندا الدولة الصغيرة في حرب طويلة أظهرت من خلالها أنها ضعيفة أمامها ،وبذلك التمويه والخداع وضعت ألمانيا خططها العسكرية على أساسه الخاطئ فهاجمت الحلفاء أولاً وبعد أن استنفذت جهوداً كبيرة اشتبكت مع روسيا وحدث ما يعلمه الجميع من هزيمة ألمانيا النهائية.
أساليب التمويه و الخداع في الدفاع الجوي
دخلت أساليب ووسائل الخداع والتمويه ضمن خطط التكتيك العملياتي لأنظمة الدفاع الجوي لدعم الهدف الرئيسي وهو التصدي والإيقاع العدو الجوي المعادي من خلال خداع وتضليل وسائله الاستطلاعية وإعاقة وسائلها الخداعية المحمولة جواً والصواريخ المضادة للإشعاع، وتعد عمليات الخداع والتمويه من ضمن الأعمال الهندسية التي صنفت كأحد فروع الهندسة العسكرية من ناحية المفهوم الشامل في معظم فروع الوحدات القتالية العامة ولكن عندما تستخدم عمليات التمويه والخداع في أحد فروع القوات المسلحة فأنها تدخل ضمن إطار التكتيك ، إذا فالخداع والتمويه في الدفاع الجوي هو عمليه تكتيكيه دفاعية.
الطرق الأساسية لعمليات التمويه والخداع :
-التخفي : وهو عملية إخفاء الهدف بشكل كامل وتعني عدم إظهار أي ملامح شكلية توضح أي معلم أو جزء منه .
-المزج :وهو عملية تمويه الهدف ومزج ملامحه الشكلية مع طبيعة الأرض الموجود عليها بحيث لا يمكن التمييز بينهما .
-الخداع : وهو عملية بناء هياكل أو وسائل كاذبة تشابه من حيث الشكل للنماذج الحقيقة وتسمى مواقع خادعة .
وتبنى عملية التمويه والإخفاء والخداع على مجموعة من الشروط التي تبدأ عند اختيار موقع التمركز مباشرة، فبعد الانتهاء من تحديد أماكن المعدات والأفراد تبدأ مباشرةً عملية الإخفاء وذلك حرصاً على عدم معرفة أو اكتشاف العدو لمكان الموقع ، وأن الحرص على عدم انتظام الموقع شرط أساسي لنجاح عملية التمويه، كما يجب دمج الأفراد بطبيعة الأرض بوسائل التمويه السابق ذكرها حيث من المعروف أن الرامي أو الراصد في ظروف المعركة قد يضيع الهدف بعد رؤيته أو الرامي عليه، وكذلك عندما يكون الهدف مموهاً أصبح الاهتداء إليه من جديد يتطلب زمناً قد يسمح للهدف بالتخفي والنجاة ،كما يجب وضع خطة محكمة لاماكن تمترس السلاح والمعدات تتمشى مع طبيعة الأرض الكائن عليها ،كما تمنع أي تحركات أو إشارات غير ضرورية داخل الموقع ،وقد دللت تجارب القتال على أنه من السهل رؤية الهدف المغاير للطبيعة من خلال السكون أو الحركة، لذا فإن إمكانية تدميره سهلة ومؤكدة، أما الهدف المندمج مع الطبيعة فإن من الصعب كشفه وخاصة خلال السكون ، كما أن إصابته تكون صعبة حتى بعد كشفه.
تحتوي منظومة الدفاع الجوي على مكونات عديدة مختلفة، مثل رادارات الإنذار ورادارات إدارة النيران، ورادارات التوجيه، ووسائل التوجيه التلفزيوني والحراري، ومراكز تحليل ونشر المعلومات، بالإضافة إلى سلاح المدفعية م/ط والصواريخ د/جو كأهم عناصر للنيران في الدفاع الجوي ،وتعاني وسائل إنذار الدفاع الجوي بشدة من كثافة الأعمال الإلكترونية المضادة، ويرتكز جزء كبير من التطور التكنولوجي لتلك الوسائل في اتجاه التغلب على الإعاقة الإلكترونية وذلك بالخداع بطمس حقيقة المواصفات الفنية لوسائل الإنذار، حتى لا يتمكن العدو من وضع برنامج الإعاقة المناسب أو يضع البرنامج الخاطئ موضع التنفيذ، وبذلك يقلّ تأثير تلك الإعاقة، كما أن جميع الرادارات الحديثة تعمل بالأساليب الرقمية، التي من خلالها يمكن استبعاد إشارات الإعاقة أو التقليل من آثارها.
يخدم الخداع و التمويه سلاح الدفاع الجوي عن طريق أخفاء وتمويه القطع القتالية الأصلية أو استخدام قطع قتالية وهمية ، وهو عمل إحترافي تقني هدفه خدمة الخطة الدفاعية، لذا فإنه لا ينفذ إلا بناءً على أوامر وتوجيهات القيادة العملياتية للدفاع الجوي حتى لا تتعارض نتائج المبادرات الخداعية الفردية التي قد يقوم بها قادة الكتائب أو قادة الألوية مع الأساس العملياتي لخطة مناورة قائد القوه، ومع الدور التكتيكي لخطة الخداع والتمويه للدفاع الجوي ، وحتى لا تتعارض في النهاية مع خطة العمليات الاستراتيجية على المستوى العملياتي العام، ويعتبر التدبير الخداعي الوحيد المتروك لمبادرة قادة الوحدات التكتيكية هو الخداع المحدود بأسلحة متفرقة، والخداع بتمويه وتشويه بعض الأهداف لغرض حمايتها فقط.
أساليب ووسائل التمويه والخداع :
أولاً وسائل التمويه والإخفاء:
عند البدء بعملية التمويه والإخفاء لا بد من إتباع مجموعة من الخطوات الرئيسية للتنفيذ وتبدأ الخطوة الأولى للتمويه بدراسة طبيعة الأرض المحيطة بالموقع ونوعية تضاريسها ، من حيث دراسة ألوانها الغالبة ومدى قدرتها على عكس الأشعة وحجم الظلال المنتشرة فيها وإمكانية انطباع الآثار عليها، ويلي ذلك دراسة نوع التمويه المطلوب، حسب بعد العدو وقربه، والأجهزة التي يستخدمها في رصده وكلما ابتعدنا عن العدو قلّت أهمية التمويه ضد الرصد الأرضي، وكلما انخفض مستوى الأجهزة التقنية التي يستخدمها رصده الجوي أو الالكتروني قلت أهمية التدابير المتخذة لمجابهة الأجهزة المتطورة، وتأتي بعد ذلك الخطوة الثالثة المتمثلة في تحديد طبيعة الهدف ذاته، والعوامل التي تكشفه للرصد الجوي: اللون والشكل واللمعان و الظل و القرائن الدالة، وتتمثل الخطوة الرابعة في العمل على إخفاء هذه العوامل حتى يتم اندماج الهدف مع الطبيعة إلى أكبر حد ممكن، أما المرحلة الخامسة فهي إبقاء التمويه مادام الخطر مستمراً.
يعرف التمويه: بأنه مجمل العمليات التي تستهدف إخفاء القوات والمعدات والوسائط الصديقة عن الرصد المعادي بكل أنواعه ، كما أنه مجموع الإجراءات التي تتخذها الأفراد أو القوات للاختفاء عن رصد العدو البري والجوي بكل أشكاله البصري والتصويري والالكتروني، دون أن يعيق هذا الاختفاء المهمة القتالية، كما أن التمويه سلاح دفاعي سلبي، يعتمد على إخفاء الهدف وسط المعالم على مبدأ الاندماج مع الطبيعية المحيطة به ، كما أن كل إجراء يؤمن الاختفاء على حساب وقت وزمن تنفيذ المهمة القتالية لا يمكن أن يعتبر تمويهاً لأنه يعرقل ويؤخر القوات المسلحة من القيام بتنفيذ المهمة المنوطة بها ،كما يفقد التمويه جدواه إذا لم يكن إحترازياً ولم تراع السرية في تنفيذه كما تراعى سرعة الانتشار كونه يفقد الهدف بعض ملامحه ،ويمكن اعتبار التمويه نظاماً لإدارة البصمات، إذ إن القوات لا بد من حمايتها ضد الاكتشاف والتمييز والهجوم، حتى وهي متحركة وتشمل إدارة البصمات جميع الإجراءات السلبية الممكن اتخاذها في النطاق الكهرومغناطيسي، وتشمل التصميم الإنشائي واستخدام المواد الخفية وتقنيات الإخفاء.
ولكي يكون التمويه فعالاً ينبغي أن يؤمن العناصر التالية:
لزوم الاختفاء عن المراقبة الأرضية، ضرورة الاختفاء عن المراقبة الجوية بما في ذلك محاولة تجنب الصور الجوية العادية و الملونة، الاختفاء عن أجهزة الرصد التي تكشف الحرارة والرائحة وصوت حركة الجنود أو سلاسل الآليات، أن يتم في كل ظروف المعركة وفي الليل والنهار مهما كان العدو بعيدا،ضرورة أن يكون الإخفاء مستمراً ،أن يتأصل في نفس المقاتلين حتى يصبح غريزياً، أن يتم بإبداع وابتكار مستمرين.
المبادئ الأساسية للتمويه :
1\ اختيار الموقع:
يتم اختيار الموقع حسب طبيعة الأرض سواء كانت صحراوية أو زراعية أو غابات كثيفة وعند اختيار الموقع واحتلاله يجب أن يبدو وكأنة لم يتغير بسب وجود الأفراد والمعدات ويجب ألا يعيق الموقع الذي وقع علية الاختيار أنجاز المهمة ويجب إنشاء انتخاب الموقع تجنب العلامات الأرضية المعزولة مثل الأشجار والنباتات.كما يتم اختيار الموقع حسب نوعية السلاح والأفراد فمثلا في الدفاع الجوي يراعى في اختيار أو احتلال الموقع ملائمته لتمويه وإخفاء الأسلحة والمعدات فمنظومة الصواريخ د/جو عند احتلال مواقعها لابد أن يكون الموقع يتلاءم مع احتياجات التمويه والإخفاء وكما هو الحال مع منظومة القيادة والسيطرة ومنظومة المدفعية م/ط .
شروط الموقع الأساسية التي لا بد من توفرها عند اختياره وهي:
- لا بد أن يوفر إخفاء كامل للمعدات والأفراد عن نظر العدو بالإضافة إلى الحماية والتمترس من نيران العدو وذلك حسب نوع الأسلحة .
- موقع يسمح بالحركة بمرونة أثناء الضرب والمناورة في القتال ( الانسحاب ، التقدم ، تغير المكان ) .
- أن يتمتع بحماية كاملة ضد الهجمات المباغتة من مشاة العدو على الأرض من الأمام والخلف واليمين واليسار.
- أن لا يعيق الضرب أو الإطلاق من أيً من الأسلحة داخلة على حساب الآخر أي يسمح للجميع بالمشاركة .
- أن يسمح بكثافة الضرب أو الإطلاق والسيطرة على سير المعركة .
2\ نظام التمويه :
وينقسم نظام التمويه والإخفاء إلى قسمين هما التمويه النهاري والتمويه الليلي ، وتعتبر عمليات التمويه والإخفاء النهاري من الضرورة في الدرجة الأولى حيث يجب استعمال الممرات والطرق الطبيعية مع ملاحظة أي تغيير فيها مهما كان نوعها بل يجب إتباع قواعد التمويه وإتباع قواعد التحركات من وإلى المواقع لأن الحركة من أهم عوامل الانتباه والعين سريعة في التقاط أو ملاحظة أي تحركات كما أن التصوير الجوي يستطيع إيضاح أي شيء قد تحرك حتى في ظلام الليل باستخدام الكشاف أما في النهار فأنه ظاهر بطبيعة الحال ، أن عملية التمويه والإخفاء الليلي أقل ضرورة من النهار ولذلك نستطيع الاستفادة من الظلام لمنفعتك وهو ذو منفعة مزدوجة للابتعاد عن جلب الانتباه ويجب ملاحظة أن الصور التي تؤخذ من الجو في الليل بواسطة طلقات الإشارة فهي تظهر العيوب الموجودة في الموقع من تحركات ونظام الأنوار في الليل مهم وكذلك الأصوات لان الصوت في الليل يسري أكثر منه في النهار ، وكذلك يجب التقليل من نداء الأفراد بعضهم لبعض حتى بالهمس إلا إذا اقتضت الضرورة كذلك هو الحال مع الأنوار بحيث تستعمل في أماكن لا يمكن ملاحظتها كداخل الخيمة والملاحظ أن العين ستقود إلى الرؤيا كل ثلاثين ثانية وعند إشعال ضوء تحتاج لنفس المدة للتعود على الإضاءة .
يعرف نظام التمويه بأنة عبارة عن تجنب كل مظاهر الأشكال والمعالم التي تعبر عن مظهر الموقع أو كشف أي هدف فيه والتي يمكن من خلالها أن يكشفها العدو وهي : الظل ،اللمعان ،اللون ،الخلفية الضوئية،الصوت ،الحركة ،الآثار ،الشكل الهندسي ،الحرارة .
-الآثار الدالة على التمويه : وهي الدخان،الغبار ، الضوء ،الموجات التي تظهر بواسطة أجهزة الرصد.
3 \الوسائل المستخدمة في عمليات التمويه والإخفاء:
عند تنفيذ عمليات الإخفاء والتمويه يراعى في ذلك استخدام المواد الصناعية والطبيعية للمساعدة العملياتية لدمج أشكال الأفراد والمعدات بطبيعة شكل الأرض المحيطة والكائن عليها الموقع ، والمواد الصناعية هي تلك المواد الخاصة لعمليات الاختفاء والتمويه من الدهانات والأسلاك والخيش والأسلاك الشائكة والنسيج والشبكات المزخرفة وغيرها، والمواد الطبيعية هي المواد الطبيعية المحيطة أمثال الحشائش والأشجار والمياه ...الخ وهذه المواد إذا أحسن اختيارها فأنها ستضاهي نماذج طبيعة الأرض المحيطة بالشكل واللون وهناك سبب واحد وهو أن النباتات تذبل وتبهت إذا قطفت وتلافياً لذلك يتم تغييرها بسرعة .
ثانياً وسائل الخداع:
عرف الخداع على أنة عكس التمويه حيث يهدف التمويه إلى إخفاء المواقع بينما يهدف الخداع إلى كشف المواقع أو بعض القوى والوسائط المزيّفة أو المموهة، وإعطاؤه شكل الهدف الحقيقي، أو تشويه الهدف الحقيقي الذي يصعب إخفاؤه بحيث يبدو وكأنه هدف مدني أو عسكري مدمر، أو هدف عسكري أكبر أو أصغر من حقيقته.
أنواع الخداع :
أ/الخداع البصري:
يمكن أن تنخدع عين الإنسان من خلال تأثير خداع من بعض الإجراءات العادية كالضوء والألوان والعلامات وغيرها، من هنا دخلت هذه الإجراءات السابقة على الصور أو المعالم المميزة على المركبات والأسلحة، كما أن اختيار المواقع المناسبة قد يساعد أيضا في عملية الخداع البصري مثلا خلف البنايات أو الأشجار، إلا أن الأهداف تشكل سلسلة من البصمات أو المؤشرات التي قد تكون بصرية أو الكترونية أو سمعية أو حرارية أو مجموعة من هذه، فيمكن بواسطة التصوير الحراري اكتشاف الحرارة الصادرة من الهدف من خلال الأشجار وشباك التمويه التقليدية والدخان ولكي يكون هناك تمويه فعال لا بد من استبعاد هذه البصمات أو تخفيضها ،ويمكن بذلك اعتبار التمويه نظاماً لإدارة البصمات، إذ إن القوات لا بد من حمايتها ضد الاكتشاف والتمييز والهجوم، حتى وهي متحركة. وتشمل إدارة البصمات جميع الإجراءات السلبية الممكن اتخاذها في النطاق الكهرومغناطيسي، وتشمل: التصميم الإنشائي واستخدام المواد الخفية وتقنيات الإخفاء ويتمثل في خداع وسائل التصوير الفوتوغرافي والتليفزيوني، والذي يمكن تحقيقه بإتقان الإخفاء والتمويه للمواقع، والمعدات، والأهداف الحيوية، باستخدام شباك التمويه، خاصة الأنواع الحديثة منها، والتي تخفي الطاقة الحرارية للمعدات Infra Red Camouflage، وتقلل منها، بحيث لا تظهر في أفلام الأشعة تحت الحمراء، كما تعمل بعض أنواع الشباك الحديثة، على تشتيت الموجات الرادارية، التي تصدرها محطات وأجهزة الاستطلاع الراداري، فلا تنعكس من المعدات المخفاة أي انعكاسات رادارية، ويعرف هذا النوع بشباك التشتت الراداري Radar Scattering Principles كما تعتبر أنواع الطلاء الحديثة، من الأنواع، التي تستخدم في تكنولوجيا الإخفاء، من الوسائل الحديثة في الإخفاء الراداري.
ب/خداع التحركات:
ويتم عن طريق خطة متكاملة، لتبادل احتلال المواقع بالمعدات الحقيقية والهيكلية، مع الأخذ في الاعتبار، إتقان إخفاء المعدات الحقيقية، وإظهار الزائفة بصورة الحقيقية فبالتدريب والوعي للأفراد ومن خلال بذلهم جهود هائلة من التحركات لاحتلال ونشر منصات الصواريخ وتوزيع الطائرات الاعتراضية التي الكثير منها زائف لإخفاء التحركات الحقيقية وعلى القوات التي تريد النجاح لخطتها الخداعية في إخفاء حقيقي وإظهار الزائف بصورة الحقيقي السعي إلى خداع محللو بيانات استطلاع العدو .ومن أبرز الأمثلة خداع التحركات، الذي نفذته القوات المصرية، في حرب الاستنزاف، وما قبل العبور عام 1973، فلم يعرف الإسرائيليون، أين ومتي سيكون العبور، بالرغم من ظهور معدات وكباري العبور بالقرب من قناة السويس إيذاناً بقربه .
تعمل إحدى الشركات السويدية على إنتاج شراك خادع للتحركات متينة وقابلة للنقل وسهلة التركيب لجميع المعدات العسكرية، كما أنها مجهزة بكل ما يلزم من بصمات بصرية وحرارية ورادارية، ويتميز كل من هذه الشراك بغطاء ناعم فوق هيكل بنيوي متكامل مع البصمات المطلوبة، وتراعي الشركة المصنعة أهمية أن تكون الشراك قادرة على مقاومة الأحوال الجوية القاسية، وأن تكون قادرة على امتصاص واستيعاب الإصابات المتعددة بدون أن تنهار أو تضعف.
ج/خداع المواقع:
يتم تنفيذ عمليات خداع المواقع من خلال تصميم مواقع دفاع جوي هيكلية خداعية متعددة تقوم باستنزاف جزء كبير من إمكانات هذه التهديدات ، علاوة على تقليل احتمالية إصابة الرادارات الأصلية أو إعاقتها الكترونياً، وتزود مواقع الدفاع الجوي بوسائل الخداع الإيجابية مثل مشبهات الرادارات التي تعمل على إرسال إشعاعها بترددات مقاربة للرادارات الحقيقية وبنفس مواصفات التعديل سواء كانت من هوائي مثبت وأصغر من الهوائي الأصلي ، مع إمكانية محاكاة وتقليد دوران هوائي الرادار الأصلي بطريقة عمل إلكترونية، ويمكن للمواقع الخداعية أن تكون موجودة بالقرب من المواقع الأصلية، ويمكن أن تزود أيضاً بوسائل الخداع السلبي ووسائل الاستطلاع والقصف المحمولة جوا سواء الرادارية أو التلفزيونية أو التي تستخدم الأشعة تحت الحمراء، من خلال إنشاء مواقع خداعية تحاكي الموقع الأصلية والتي تمثل نفس مكوناتها ومعداتها ، بحيث تصنع نماذج هذه المعدات مطابقة للحجم الطبيعي للمعدات الأصلية بحيث تكون مواد البناء والتصميم قليلة التكاليف مع إضافة بواعث إيحاء لأشعة الكشف تحت الحمراء مع مراعاة محاكاة الموقع الأصلي من الناحية الإدارية والاتصالات السلكية واللاسلكية .
قامت إحدى الشركات في المملكة المتحدة بإنتاج أهداف وهمية قابلة للنفخ، تشمل الدبابات T-62 وT-72 وناقلات الجنود المدرعة BMP-1وBTR-60PB ، وتم تطويرها لتحقيق التدريب الواقعي للمراقبين الجويين الأماميين وهم يوجهون طائرات الهجوم الأرضي ضد المركبات القتالية المدرعة وغيرها من تشكيلات ميدان القتال، وهي تستخدم في تلك المهام من قبل سلاح الجو الملكي البريطاني، كما يمكن استخدم نفس التقنيات لإنتاج أهداف خادعة للمركبات القتالية المدرعة والطائرات التابعة للقوات الصديقة، وفي حال النظر إلى تلك الأهداف من خلال المناظير العادية يمكن تمييزها كمركبات مدرعة على مديات تصل إلى 3-2كم، أما على مديات 900 - 1000م فيمكن تمييزها من حيث النوع، في حين يمكن تمييزها كأهداف وهمية فقط على مدى يقل عن 300م ، وتصنع تلك الأهداف من النايلون المغطى بالمطاط، وهي تتكون من إطار من أنابيب قابلة للنفخ مغطاة لتشبه المحيط الخارجي للمركبة، أما المعالم البارزة كالعجلات والفتحات فإنها تطلى على القماش، وهناك دعامات وشدادات لعمل التوازن، ويشمل التصميم صمامات لضبط ضغط الهواء أثناء النفخ أو عند ارتفاع درجات الحرارة، وتتم عملية النفخ بواسطة منفاخ صغير يعمل بطاقة البطارية، ويتم انجاز مهمة النفخ خلال 8-5 دقائق، وتتطلب الأعمدة و الشدادات 3-2 دقائق إضافية لتحتل مواقعها، وهناك العديد من الأنابيب التي تساعد على سرعة تفريغ الهدف من الهواء، وعادة يمكن لشخصين تفريغه من الهواء وحزمه وتخزينه في غضون 10 دقائق، وكل هدف يحفظ في حقيبة لسهولة المناولة والتخزين.
د/الخداع الإلكتروني :
هو أحد أساليب الحرب الإلكترونية، ويعرف بأنه تعمُّد إرسال موجات كهرومغناطيسية، أو تغيير اتجاهها أو امتصاصها، أو انعكاسها، بغرض تضليل العدو. والخداع الإلكتروني يتم عن طريق التقليد ، أو التضليل، أو تمثيل نشاط إلكتروني؛ فالخداع عن طريق التقليد هو إحداث خلل في جزء من شبكات العدو الإلكترونية عن طريق إشعاع موجات كهرومغناطيسية بنفس الأسلوب الذي يتبعه العدو والدخول بها في شبكاته بغرض إرباكه، وأهم أنواع الخداع الإلكتروني في الدفاع الجوي هي:
(1) إعاقة وسائل استطلاع العدو:
ويكون بخداع الموجات الرادارية لوسائل استطلاع العدو، وذلك عن طريق تغيير اتجاهها أو امتصاصها، وانعكاسها بصورة مختلفة، لا تعبر عن واقع الأهداف المنعكسة منها. حيث يمكن الدخول إلى شبكات إنذار العدو بالبث على موجاته وافتعال أهداف كاذبة وإشارات وهمية مما يكون له الأثر في وصول العدو إلى استنتاجات خاطئة يبني عليها قراراته من خلال إرسال طائراته لتدمير هذه الأهداف، ويمكن الدخول إلى شبكات الإنذار المعادية، وبث أهداف كاذبة، وبيانات وهمية، مما يؤثر على قرارات واستنتاجات العدو.
(2) الإعاقة المضادة للإعاقة:
ويتم ذلك، عن طريق حماية المحطات الرادارية، ووسائل الاستطلاع من إعاقة العدو لها، بتغيير الترددات، بسرعة كبيرة، حتى لا يتمكن العدو من ملاحقتها، وباستخدام تكنولوجيا انتخاب الهدف المتحرك، وكذا تقليل الفصوص الجانبية.
(3) خداع الصواريخ الموجهة والقنابل الذكية:
تعتبر هذه الوسيلة آخر الوسائل بعد وصول طائرات العدو فوق مواقع القوات وإطلاقها الصواريخ ، فالصواريخ الموجهة يمكن قفل المحطات وتوجيهها 180درجة فيستمر المتطور منها على آخر معلومه لديه فتكون فرصة إصابته خفيفة واستخدام العواكس الركنية بخداع الصواريخ المضادة للأشعة تحت الحمراء أما الصواريخ التلفزيونية فيمكن إطلاق قنابل دخان لإخفاء المواقع، أما التشويش السلبي فهو الإعاقة على رادار الطائرة بدون إرسال أي موجات مضادة ولكن هو عبارة عن أشكال معينة من المواد العاكسة للإشعاع وتكون لها مقاطع رادارية تكون مثل أشياء معينة مثل أربعة قطع من هذه الأشكال تمثل في المقطع الرادار عدد 2 قاذف بتشورا فتظهر على الرادار كأنها فعلا 2 قاذف بتشورا فيتم ضربها بدلاً من القواذف الحقيقية .
ثالثاً وسائل وتقنيات التشويش الخداعية :
التشويش أحد أنواع وسائل التمويه والخداع ، والذي يعرف بأنه مجموعة من الإجراءات الرئيسية للحرب الإلكترونية، التي تهدف إلى المنع أو التقليل من استخدام المجال الكهرومغناطيسي الفعال المعادي، ويتم ذلك من خلال رفع مستوى إشارات التشويش الدفاعية لتكون أعلى من إشارات المرسلة من الجهاز المعادي بهدف حجب المعلومات عنه.
عادة ما يكون التشويش من هذا النوع ضجيج في مجال محدود بإرسال نبضات مستمرة على نفس تردد جهاز العدو لتضليله، ويتم ذلك بمعرفة مواصفات الجهاز الإلكتروني المعادي، من حيث قدرة الإرسال والاتجاه، وقد يكون التشويش في مجال عريض، وذلك في حالات التوتر الشديد، والهجوم خاصة، وفي حالة كشفه من قبل العدو، فإن هناك إجراءات مضادة يجب إتباعها ، ومنها تغيير التردد، أو زيادة قدرة الإرسال، أو استخدام مصدر تشويش إضافي، فيصعب على العدو التعامل مع مصدرين في نفس الوقت. وهناك نوع ثالث من التشويش يطلق عليه (التشويش المكتسح) وهو يجمع بين صفتي التشويش الضيق المجال والعريض المجال، وتكون إشارة التشويش متحركة باتجاه واحد من أدنى تردد إلى أعلى تردد.
العواكس الركنية:
تستخدم العواكس الركنية لأغراض الخداع الراداري في الدفاع الجوي عن طريق تمثيل أهداف هيكلية ذات مقطع راداري يقترب من الأهداف الحقيقية، ويمكن باستخدام هذه العواكس بمثيل المدفعية ومواقع الصواريخ والأهداف الاخرى، والعاكس الركني عبارة عن مجموعة من الأسطح المعدنية المتعامدة، بحيث يؤدي هذا التعامد إلى عكس أشعة الرادار الساقطة عليها بكمية كبيرة، كأنها منعكسة من هدف حقيقي كبير، وقد تكون العواكس مثلثة الشكل أو مربعة أو دائرية، ويمكن وضع العواكس في الدائرية في كرات من المطاط لاستخدامها كشراك خداعية طافية فوق سطح الماء لخداع الصواريخ البحرية. ويمكن أن تحمل العواكس الركنية عوامات خاصة يتم قطرها بواسطة السفن لاصطياد الصواريخ المضادة للسفن أو أن تحمل على الطائرات الموجهة بدون طيار لاصطياد الصواريخ المضادة للطائرات.
وهناك العواكس الركنية الرادارية وهي معدات خاصة تتميز بأن مواصفات الإشارة الرادارية المنعكسة منها والتي تكون محددة سلفا، وتستخدم هذه على نطاق واسع في الإخفاء الراداري، مثل إخفاء معالم الساحل أو حدود المسطحات المائية، أو ممرات هبوط الطائرات، حيث تصبح الصورة مشوشة على شاشة الرادار ويصعب تمييز الأهداف، كما تستخدم العواكس الركنية لعمل أهداف كاذبة بغرض خداع العدو مما يؤدي إلى ظهور أهداف كثيرة على شاشة الرادار وزيادة تحميل معدات توجيه النيران وهذا بدوره يقلل من فاعلية نيران العدو، حيث يقوم الهدف الكاذب بعمل مصيدة رادارية تجذب الصواريخ الموجهة إليه، فيقل بالتالي احتمال إصابة الهدف الحقيقي
الأشعة فوق البنفسجية (UV) :
إضافة إلى وسائل الكشف البصرية العادية يمكن أيضا للتصوير بواسطة الأشعة تحت الحمراء(IR) التقاط الضوء المنعكس في ما وراء نطاق الضوء البصري، ويمكن تطبيق هذه التقنية في مهام الاستطلاع ليلاً، وتشمل إدارة البصمات أيضا الحماية ضد جميع أنواع أجهزة الاستشعار الحرارية، بالإضافة إلى الحماية ضد أجهزة الرادار بما في ذلك أجهزة الرادار المليمترية المطبقة مع أنظمة التسديد في المراحل النهائية، وتشمل الأنظمة أيضا الإشعاع فوق البنفسجي (UV) وقد طورت إحدى الشركات الأمريكية نظام شبكة تمويه بالغة الخفة تسمى (ULCANS ) تحل حالياً مكان نظام الحجاب التمويهي خفيف الوزن (LCSS )في خدمة الجيش الأمريكي، ونظام شبكة تمويه(ULCANS ) وهو نظام دعم وتعزيز قابلية النجاة في مواجهة التهديدات متعددة النطاقات البصرية والرادارية و تهديد الأشعة تحت الحمراء، وذلك من خلال تحقيق خفض احتمال الاكتشاف البصري وتعزيز شدة الإشارات الحرارية والرادارية، وتحسين التوافق مع التضاريس الخلفية مقارنة بنظام(LCSS).
وكان نظام شبكة التمويه(ULCANS ) الخاص بمناطق الأحراش والغابات قد دخل مرحلة الإنتاج في عام 1999، أما النموذج الخاص بالصحاري فقد دخل الإنتاج في عام 2001، أما النماذج الخاصة بالمدن والمناطق القطبية وتلك المعززة ضد الرادار والأشعة تحت الحمراء(IR) فقد طورت ونشرت في العامين 2002 و 2003 ،ولتحقيق الوقاية ضد الأشعة تحت الحمراء فإن الشبكة تعمل على تخفيض فقد الحرارة بما يفوق80 %، وهي أيضا تبرد وتسخن وفقاً للخلفية سواء كانت حشائش أو صحراء، ويعمل النظام على تخفيض الاكتشاف بواسطة أجهزة الرادار من خلال تصغير المقطع الراداري، ويزن نظام (ULCANS ) بأكمله حوالي 8,40كجم، ويشمل حاجزاً سداسياً وآخر متوازي الأضلاع وجهاز إصلاح داخل صندوق قابل للحمل والنقل، أما نظام الإسناد الذي يتضمن أعمدة وأوتاداً وغيرها فهو أيضا داخل صندوق آخر خاص.
كان التمويه والخداع من ضمن الغرائز الفطرية التي صاحبت بعض الكائنات الحية التي استخدمتها بأشكال متعددة وبنسب متفاوتة في الصراع من أجل البقاء أو السيطرة ،فتعددت وسائلها الفطرية من الاختباء متقمصةً أو خائفة إلى التمويه متلونة بشكل المكان الذي تقف عليه ولقد أثبتت الدراسات من خلال المتابعة والرصد إن الكائنات الحية الأضعف تبرع في ممارسة أساليب التمويه والخداع لتقوية مركزها في الصراع ضد الكائنات الأكثر قوة منها ،فمع توالي الحقب الزمنية المتعاقبة على الحياة البشرية إستخدم الإنسان وسائل التمويه والإخفاء في حياته البدائية فاستعان بوسائل تمويه و إخفاء بدائية ليسهل من خلالها عمليات صيده للحيوانات الطريدة والتي كان لها أن بادلته نفس الاستخدام لنفس التقنية التي فيما بعد كنت بمثابة معلم للإنسان ألهمته إلى استخدام وسائل إخفاء وتمويه استنبطها من تلك المخلوقات التي ألهمت فكر الإنسان لتبين له محدودية علمه وتبرهن له في نفس الوقت على قدرة الخالق القدير الذي ضرب للإنسان مثلاً في مخلوقاته المتعددة من حيوانات ليستفيد ويتعظ .
الحرب خدعة
وفي التاريخ الحديث لعل أول مرة استخدم فيها التمويه كانت في الحرب العالمية الأولى (1914-1918) حــين زادت الطائرات من قدرات المتحاربين على مراقبة وكشف مواقع العدو ، ولعل أشهر الأمثلة على ذلك هي قصة أحد الطيارين الفرنسيين الذي كان يحلق بطائرته فوق أحد السواحل فلاحظ أن قوارب الصيادين من احد الجوانب واضحة للعيان ومن الجانب الآخر رأى أشياء غير واضحة فعندما هبط ذهب إلى الساحل ليتأكد منها ماذا تكون فعندما وصل لاحظ أن شباك الصيادين كانت ممدودة على طول القوارب الأمر الذي جعل رؤيتها من الأعلى غير واضح فمن هنا ظهرت فكرة استخدام الشباك كوسيلة دفاعية للتمويه والخداع منذ ذلك الوقت حتى الآن ، أما في الحرب العالمية الثانية (1939-1945) فقد استخدم التمويه، بدءاً من ارتداء الجنود للملابس البيضاء في المناطق القطبية والخضراء في الغابات، إلى إخفاء المدن تحت ستار من الدخان ولقد لمست معظم الدول الحديثة أهمية وسائل الإخفاء كسلاح فعال فاستعانت به بمقاييس كبيرة في الحرب العالمية الثانية فقبل نشوب الحرب ضللت روسيا العالم بإنفرادها سياسيا ًملتزمة ً الصمت بُغية التمويه والخداع لكي لا تنكشف حقيقة قواتها التي ظلت لغزاً محيراً لدول العالم، ومن وسائل التضليل المتعددة التي استخدمتها عندما أطالت المفاوضات بينها وبين حلفاء الغرب والتي كانت لكسب الوقت والمسافة للاستعداد لمقابلة الألمان فيما بعد ، ولما كشفت ألمانيا ضعف الحلفاء زادت الطرفين تضليلاً وذلك عندما استعانت ببعثة عسكري ألمانية لتنظيم الجيش الروسي والذي عرضت حينها عليه مجموعات أفراد غير مدربة تحمل أسلحة عتيقة لتضلل بذلك عن حقيقة تسليحها كما تمادت في وسائل الخداع حيث اشتبكت مع فنلندا الدولة الصغيرة في حرب طويلة أظهرت من خلالها أنها ضعيفة أمامها ،وبذلك التمويه والخداع وضعت ألمانيا خططها العسكرية على أساسه الخاطئ فهاجمت الحلفاء أولاً وبعد أن استنفذت جهوداً كبيرة اشتبكت مع روسيا وحدث ما يعلمه الجميع من هزيمة ألمانيا النهائية.
أساليب التمويه و الخداع في الدفاع الجوي
الطرق الأساسية لعمليات التمويه والخداع :
-التخفي : وهو عملية إخفاء الهدف بشكل كامل وتعني عدم إظهار أي ملامح شكلية توضح أي معلم أو جزء منه .
-المزج :وهو عملية تمويه الهدف ومزج ملامحه الشكلية مع طبيعة الأرض الموجود عليها بحيث لا يمكن التمييز بينهما .
-الخداع : وهو عملية بناء هياكل أو وسائل كاذبة تشابه من حيث الشكل للنماذج الحقيقة وتسمى مواقع خادعة .
وتبنى عملية التمويه والإخفاء والخداع على مجموعة من الشروط التي تبدأ عند اختيار موقع التمركز مباشرة، فبعد الانتهاء من تحديد أماكن المعدات والأفراد تبدأ مباشرةً عملية الإخفاء وذلك حرصاً على عدم معرفة أو اكتشاف العدو لمكان الموقع ، وأن الحرص على عدم انتظام الموقع شرط أساسي لنجاح عملية التمويه، كما يجب دمج الأفراد بطبيعة الأرض بوسائل التمويه السابق ذكرها حيث من المعروف أن الرامي أو الراصد في ظروف المعركة قد يضيع الهدف بعد رؤيته أو الرامي عليه، وكذلك عندما يكون الهدف مموهاً أصبح الاهتداء إليه من جديد يتطلب زمناً قد يسمح للهدف بالتخفي والنجاة ،كما يجب وضع خطة محكمة لاماكن تمترس السلاح والمعدات تتمشى مع طبيعة الأرض الكائن عليها ،كما تمنع أي تحركات أو إشارات غير ضرورية داخل الموقع ،وقد دللت تجارب القتال على أنه من السهل رؤية الهدف المغاير للطبيعة من خلال السكون أو الحركة، لذا فإن إمكانية تدميره سهلة ومؤكدة، أما الهدف المندمج مع الطبيعة فإن من الصعب كشفه وخاصة خلال السكون ، كما أن إصابته تكون صعبة حتى بعد كشفه.
تحتوي منظومة الدفاع الجوي على مكونات عديدة مختلفة، مثل رادارات الإنذار ورادارات إدارة النيران، ورادارات التوجيه، ووسائل التوجيه التلفزيوني والحراري، ومراكز تحليل ونشر المعلومات، بالإضافة إلى سلاح المدفعية م/ط والصواريخ د/جو كأهم عناصر للنيران في الدفاع الجوي ،وتعاني وسائل إنذار الدفاع الجوي بشدة من كثافة الأعمال الإلكترونية المضادة، ويرتكز جزء كبير من التطور التكنولوجي لتلك الوسائل في اتجاه التغلب على الإعاقة الإلكترونية وذلك بالخداع بطمس حقيقة المواصفات الفنية لوسائل الإنذار، حتى لا يتمكن العدو من وضع برنامج الإعاقة المناسب أو يضع البرنامج الخاطئ موضع التنفيذ، وبذلك يقلّ تأثير تلك الإعاقة، كما أن جميع الرادارات الحديثة تعمل بالأساليب الرقمية، التي من خلالها يمكن استبعاد إشارات الإعاقة أو التقليل من آثارها.
يخدم الخداع و التمويه سلاح الدفاع الجوي عن طريق أخفاء وتمويه القطع القتالية الأصلية أو استخدام قطع قتالية وهمية ، وهو عمل إحترافي تقني هدفه خدمة الخطة الدفاعية، لذا فإنه لا ينفذ إلا بناءً على أوامر وتوجيهات القيادة العملياتية للدفاع الجوي حتى لا تتعارض نتائج المبادرات الخداعية الفردية التي قد يقوم بها قادة الكتائب أو قادة الألوية مع الأساس العملياتي لخطة مناورة قائد القوه، ومع الدور التكتيكي لخطة الخداع والتمويه للدفاع الجوي ، وحتى لا تتعارض في النهاية مع خطة العمليات الاستراتيجية على المستوى العملياتي العام، ويعتبر التدبير الخداعي الوحيد المتروك لمبادرة قادة الوحدات التكتيكية هو الخداع المحدود بأسلحة متفرقة، والخداع بتمويه وتشويه بعض الأهداف لغرض حمايتها فقط.
أساليب ووسائل التمويه والخداع :
عند البدء بعملية التمويه والإخفاء لا بد من إتباع مجموعة من الخطوات الرئيسية للتنفيذ وتبدأ الخطوة الأولى للتمويه بدراسة طبيعة الأرض المحيطة بالموقع ونوعية تضاريسها ، من حيث دراسة ألوانها الغالبة ومدى قدرتها على عكس الأشعة وحجم الظلال المنتشرة فيها وإمكانية انطباع الآثار عليها، ويلي ذلك دراسة نوع التمويه المطلوب، حسب بعد العدو وقربه، والأجهزة التي يستخدمها في رصده وكلما ابتعدنا عن العدو قلّت أهمية التمويه ضد الرصد الأرضي، وكلما انخفض مستوى الأجهزة التقنية التي يستخدمها رصده الجوي أو الالكتروني قلت أهمية التدابير المتخذة لمجابهة الأجهزة المتطورة، وتأتي بعد ذلك الخطوة الثالثة المتمثلة في تحديد طبيعة الهدف ذاته، والعوامل التي تكشفه للرصد الجوي: اللون والشكل واللمعان و الظل و القرائن الدالة، وتتمثل الخطوة الرابعة في العمل على إخفاء هذه العوامل حتى يتم اندماج الهدف مع الطبيعة إلى أكبر حد ممكن، أما المرحلة الخامسة فهي إبقاء التمويه مادام الخطر مستمراً.
يعرف التمويه: بأنه مجمل العمليات التي تستهدف إخفاء القوات والمعدات والوسائط الصديقة عن الرصد المعادي بكل أنواعه ، كما أنه مجموع الإجراءات التي تتخذها الأفراد أو القوات للاختفاء عن رصد العدو البري والجوي بكل أشكاله البصري والتصويري والالكتروني، دون أن يعيق هذا الاختفاء المهمة القتالية، كما أن التمويه سلاح دفاعي سلبي، يعتمد على إخفاء الهدف وسط المعالم على مبدأ الاندماج مع الطبيعية المحيطة به ، كما أن كل إجراء يؤمن الاختفاء على حساب وقت وزمن تنفيذ المهمة القتالية لا يمكن أن يعتبر تمويهاً لأنه يعرقل ويؤخر القوات المسلحة من القيام بتنفيذ المهمة المنوطة بها ،كما يفقد التمويه جدواه إذا لم يكن إحترازياً ولم تراع السرية في تنفيذه كما تراعى سرعة الانتشار كونه يفقد الهدف بعض ملامحه ،ويمكن اعتبار التمويه نظاماً لإدارة البصمات، إذ إن القوات لا بد من حمايتها ضد الاكتشاف والتمييز والهجوم، حتى وهي متحركة وتشمل إدارة البصمات جميع الإجراءات السلبية الممكن اتخاذها في النطاق الكهرومغناطيسي، وتشمل التصميم الإنشائي واستخدام المواد الخفية وتقنيات الإخفاء.
ولكي يكون التمويه فعالاً ينبغي أن يؤمن العناصر التالية:
لزوم الاختفاء عن المراقبة الأرضية، ضرورة الاختفاء عن المراقبة الجوية بما في ذلك محاولة تجنب الصور الجوية العادية و الملونة، الاختفاء عن أجهزة الرصد التي تكشف الحرارة والرائحة وصوت حركة الجنود أو سلاسل الآليات، أن يتم في كل ظروف المعركة وفي الليل والنهار مهما كان العدو بعيدا،ضرورة أن يكون الإخفاء مستمراً ،أن يتأصل في نفس المقاتلين حتى يصبح غريزياً، أن يتم بإبداع وابتكار مستمرين.
المبادئ الأساسية للتمويه :
شروط الموقع الأساسية التي لا بد من توفرها عند اختياره وهي:
- لا بد أن يوفر إخفاء كامل للمعدات والأفراد عن نظر العدو بالإضافة إلى الحماية والتمترس من نيران العدو وذلك حسب نوع الأسلحة .
- موقع يسمح بالحركة بمرونة أثناء الضرب والمناورة في القتال ( الانسحاب ، التقدم ، تغير المكان ) .
- أن يتمتع بحماية كاملة ضد الهجمات المباغتة من مشاة العدو على الأرض من الأمام والخلف واليمين واليسار.
- أن لا يعيق الضرب أو الإطلاق من أيً من الأسلحة داخلة على حساب الآخر أي يسمح للجميع بالمشاركة .
- أن يسمح بكثافة الضرب أو الإطلاق والسيطرة على سير المعركة .
2\ نظام التمويه :
يعرف نظام التمويه بأنة عبارة عن تجنب كل مظاهر الأشكال والمعالم التي تعبر عن مظهر الموقع أو كشف أي هدف فيه والتي يمكن من خلالها أن يكشفها العدو وهي : الظل ،اللمعان ،اللون ،الخلفية الضوئية،الصوت ،الحركة ،الآثار ،الشكل الهندسي ،الحرارة .
-الآثار الدالة على التمويه : وهي الدخان،الغبار ، الضوء ،الموجات التي تظهر بواسطة أجهزة الرصد.
3 \الوسائل المستخدمة في عمليات التمويه والإخفاء:
ثانياً وسائل الخداع:
أنواع الخداع :
أ/الخداع البصري:
يمكن أن تنخدع عين الإنسان من خلال تأثير خداع من بعض الإجراءات العادية كالضوء والألوان والعلامات وغيرها، من هنا دخلت هذه الإجراءات السابقة على الصور أو المعالم المميزة على المركبات والأسلحة، كما أن اختيار المواقع المناسبة قد يساعد أيضا في عملية الخداع البصري مثلا خلف البنايات أو الأشجار، إلا أن الأهداف تشكل سلسلة من البصمات أو المؤشرات التي قد تكون بصرية أو الكترونية أو سمعية أو حرارية أو مجموعة من هذه، فيمكن بواسطة التصوير الحراري اكتشاف الحرارة الصادرة من الهدف من خلال الأشجار وشباك التمويه التقليدية والدخان ولكي يكون هناك تمويه فعال لا بد من استبعاد هذه البصمات أو تخفيضها ،ويمكن بذلك اعتبار التمويه نظاماً لإدارة البصمات، إذ إن القوات لا بد من حمايتها ضد الاكتشاف والتمييز والهجوم، حتى وهي متحركة. وتشمل إدارة البصمات جميع الإجراءات السلبية الممكن اتخاذها في النطاق الكهرومغناطيسي، وتشمل: التصميم الإنشائي واستخدام المواد الخفية وتقنيات الإخفاء ويتمثل في خداع وسائل التصوير الفوتوغرافي والتليفزيوني، والذي يمكن تحقيقه بإتقان الإخفاء والتمويه للمواقع، والمعدات، والأهداف الحيوية، باستخدام شباك التمويه، خاصة الأنواع الحديثة منها، والتي تخفي الطاقة الحرارية للمعدات Infra Red Camouflage، وتقلل منها، بحيث لا تظهر في أفلام الأشعة تحت الحمراء، كما تعمل بعض أنواع الشباك الحديثة، على تشتيت الموجات الرادارية، التي تصدرها محطات وأجهزة الاستطلاع الراداري، فلا تنعكس من المعدات المخفاة أي انعكاسات رادارية، ويعرف هذا النوع بشباك التشتت الراداري Radar Scattering Principles كما تعتبر أنواع الطلاء الحديثة، من الأنواع، التي تستخدم في تكنولوجيا الإخفاء، من الوسائل الحديثة في الإخفاء الراداري.
ب/خداع التحركات:
ويتم عن طريق خطة متكاملة، لتبادل احتلال المواقع بالمعدات الحقيقية والهيكلية، مع الأخذ في الاعتبار، إتقان إخفاء المعدات الحقيقية، وإظهار الزائفة بصورة الحقيقية فبالتدريب والوعي للأفراد ومن خلال بذلهم جهود هائلة من التحركات لاحتلال ونشر منصات الصواريخ وتوزيع الطائرات الاعتراضية التي الكثير منها زائف لإخفاء التحركات الحقيقية وعلى القوات التي تريد النجاح لخطتها الخداعية في إخفاء حقيقي وإظهار الزائف بصورة الحقيقي السعي إلى خداع محللو بيانات استطلاع العدو .ومن أبرز الأمثلة خداع التحركات، الذي نفذته القوات المصرية، في حرب الاستنزاف، وما قبل العبور عام 1973، فلم يعرف الإسرائيليون، أين ومتي سيكون العبور، بالرغم من ظهور معدات وكباري العبور بالقرب من قناة السويس إيذاناً بقربه .
تعمل إحدى الشركات السويدية على إنتاج شراك خادع للتحركات متينة وقابلة للنقل وسهلة التركيب لجميع المعدات العسكرية، كما أنها مجهزة بكل ما يلزم من بصمات بصرية وحرارية ورادارية، ويتميز كل من هذه الشراك بغطاء ناعم فوق هيكل بنيوي متكامل مع البصمات المطلوبة، وتراعي الشركة المصنعة أهمية أن تكون الشراك قادرة على مقاومة الأحوال الجوية القاسية، وأن تكون قادرة على امتصاص واستيعاب الإصابات المتعددة بدون أن تنهار أو تضعف.
ج/خداع المواقع:
يتم تنفيذ عمليات خداع المواقع من خلال تصميم مواقع دفاع جوي هيكلية خداعية متعددة تقوم باستنزاف جزء كبير من إمكانات هذه التهديدات ، علاوة على تقليل احتمالية إصابة الرادارات الأصلية أو إعاقتها الكترونياً، وتزود مواقع الدفاع الجوي بوسائل الخداع الإيجابية مثل مشبهات الرادارات التي تعمل على إرسال إشعاعها بترددات مقاربة للرادارات الحقيقية وبنفس مواصفات التعديل سواء كانت من هوائي مثبت وأصغر من الهوائي الأصلي ، مع إمكانية محاكاة وتقليد دوران هوائي الرادار الأصلي بطريقة عمل إلكترونية، ويمكن للمواقع الخداعية أن تكون موجودة بالقرب من المواقع الأصلية، ويمكن أن تزود أيضاً بوسائل الخداع السلبي ووسائل الاستطلاع والقصف المحمولة جوا سواء الرادارية أو التلفزيونية أو التي تستخدم الأشعة تحت الحمراء، من خلال إنشاء مواقع خداعية تحاكي الموقع الأصلية والتي تمثل نفس مكوناتها ومعداتها ، بحيث تصنع نماذج هذه المعدات مطابقة للحجم الطبيعي للمعدات الأصلية بحيث تكون مواد البناء والتصميم قليلة التكاليف مع إضافة بواعث إيحاء لأشعة الكشف تحت الحمراء مع مراعاة محاكاة الموقع الأصلي من الناحية الإدارية والاتصالات السلكية واللاسلكية .
قامت إحدى الشركات في المملكة المتحدة بإنتاج أهداف وهمية قابلة للنفخ، تشمل الدبابات T-62 وT-72 وناقلات الجنود المدرعة BMP-1وBTR-60PB ، وتم تطويرها لتحقيق التدريب الواقعي للمراقبين الجويين الأماميين وهم يوجهون طائرات الهجوم الأرضي ضد المركبات القتالية المدرعة وغيرها من تشكيلات ميدان القتال، وهي تستخدم في تلك المهام من قبل سلاح الجو الملكي البريطاني، كما يمكن استخدم نفس التقنيات لإنتاج أهداف خادعة للمركبات القتالية المدرعة والطائرات التابعة للقوات الصديقة، وفي حال النظر إلى تلك الأهداف من خلال المناظير العادية يمكن تمييزها كمركبات مدرعة على مديات تصل إلى 3-2كم، أما على مديات 900 - 1000م فيمكن تمييزها من حيث النوع، في حين يمكن تمييزها كأهداف وهمية فقط على مدى يقل عن 300م ، وتصنع تلك الأهداف من النايلون المغطى بالمطاط، وهي تتكون من إطار من أنابيب قابلة للنفخ مغطاة لتشبه المحيط الخارجي للمركبة، أما المعالم البارزة كالعجلات والفتحات فإنها تطلى على القماش، وهناك دعامات وشدادات لعمل التوازن، ويشمل التصميم صمامات لضبط ضغط الهواء أثناء النفخ أو عند ارتفاع درجات الحرارة، وتتم عملية النفخ بواسطة منفاخ صغير يعمل بطاقة البطارية، ويتم انجاز مهمة النفخ خلال 8-5 دقائق، وتتطلب الأعمدة و الشدادات 3-2 دقائق إضافية لتحتل مواقعها، وهناك العديد من الأنابيب التي تساعد على سرعة تفريغ الهدف من الهواء، وعادة يمكن لشخصين تفريغه من الهواء وحزمه وتخزينه في غضون 10 دقائق، وكل هدف يحفظ في حقيبة لسهولة المناولة والتخزين.
د/الخداع الإلكتروني :
هو أحد أساليب الحرب الإلكترونية، ويعرف بأنه تعمُّد إرسال موجات كهرومغناطيسية، أو تغيير اتجاهها أو امتصاصها، أو انعكاسها، بغرض تضليل العدو. والخداع الإلكتروني يتم عن طريق التقليد ، أو التضليل، أو تمثيل نشاط إلكتروني؛ فالخداع عن طريق التقليد هو إحداث خلل في جزء من شبكات العدو الإلكترونية عن طريق إشعاع موجات كهرومغناطيسية بنفس الأسلوب الذي يتبعه العدو والدخول بها في شبكاته بغرض إرباكه، وأهم أنواع الخداع الإلكتروني في الدفاع الجوي هي:
(1) إعاقة وسائل استطلاع العدو:
ويكون بخداع الموجات الرادارية لوسائل استطلاع العدو، وذلك عن طريق تغيير اتجاهها أو امتصاصها، وانعكاسها بصورة مختلفة، لا تعبر عن واقع الأهداف المنعكسة منها. حيث يمكن الدخول إلى شبكات إنذار العدو بالبث على موجاته وافتعال أهداف كاذبة وإشارات وهمية مما يكون له الأثر في وصول العدو إلى استنتاجات خاطئة يبني عليها قراراته من خلال إرسال طائراته لتدمير هذه الأهداف، ويمكن الدخول إلى شبكات الإنذار المعادية، وبث أهداف كاذبة، وبيانات وهمية، مما يؤثر على قرارات واستنتاجات العدو.
(2) الإعاقة المضادة للإعاقة:
ويتم ذلك، عن طريق حماية المحطات الرادارية، ووسائل الاستطلاع من إعاقة العدو لها، بتغيير الترددات، بسرعة كبيرة، حتى لا يتمكن العدو من ملاحقتها، وباستخدام تكنولوجيا انتخاب الهدف المتحرك، وكذا تقليل الفصوص الجانبية.
(3) خداع الصواريخ الموجهة والقنابل الذكية:
تعتبر هذه الوسيلة آخر الوسائل بعد وصول طائرات العدو فوق مواقع القوات وإطلاقها الصواريخ ، فالصواريخ الموجهة يمكن قفل المحطات وتوجيهها 180درجة فيستمر المتطور منها على آخر معلومه لديه فتكون فرصة إصابته خفيفة واستخدام العواكس الركنية بخداع الصواريخ المضادة للأشعة تحت الحمراء أما الصواريخ التلفزيونية فيمكن إطلاق قنابل دخان لإخفاء المواقع، أما التشويش السلبي فهو الإعاقة على رادار الطائرة بدون إرسال أي موجات مضادة ولكن هو عبارة عن أشكال معينة من المواد العاكسة للإشعاع وتكون لها مقاطع رادارية تكون مثل أشياء معينة مثل أربعة قطع من هذه الأشكال تمثل في المقطع الرادار عدد 2 قاذف بتشورا فتظهر على الرادار كأنها فعلا 2 قاذف بتشورا فيتم ضربها بدلاً من القواذف الحقيقية .
ثالثاً وسائل وتقنيات التشويش الخداعية :
عادة ما يكون التشويش من هذا النوع ضجيج في مجال محدود بإرسال نبضات مستمرة على نفس تردد جهاز العدو لتضليله، ويتم ذلك بمعرفة مواصفات الجهاز الإلكتروني المعادي، من حيث قدرة الإرسال والاتجاه، وقد يكون التشويش في مجال عريض، وذلك في حالات التوتر الشديد، والهجوم خاصة، وفي حالة كشفه من قبل العدو، فإن هناك إجراءات مضادة يجب إتباعها ، ومنها تغيير التردد، أو زيادة قدرة الإرسال، أو استخدام مصدر تشويش إضافي، فيصعب على العدو التعامل مع مصدرين في نفس الوقت. وهناك نوع ثالث من التشويش يطلق عليه (التشويش المكتسح) وهو يجمع بين صفتي التشويش الضيق المجال والعريض المجال، وتكون إشارة التشويش متحركة باتجاه واحد من أدنى تردد إلى أعلى تردد.
العواكس الركنية:
وهناك العواكس الركنية الرادارية وهي معدات خاصة تتميز بأن مواصفات الإشارة الرادارية المنعكسة منها والتي تكون محددة سلفا، وتستخدم هذه على نطاق واسع في الإخفاء الراداري، مثل إخفاء معالم الساحل أو حدود المسطحات المائية، أو ممرات هبوط الطائرات، حيث تصبح الصورة مشوشة على شاشة الرادار ويصعب تمييز الأهداف، كما تستخدم العواكس الركنية لعمل أهداف كاذبة بغرض خداع العدو مما يؤدي إلى ظهور أهداف كثيرة على شاشة الرادار وزيادة تحميل معدات توجيه النيران وهذا بدوره يقلل من فاعلية نيران العدو، حيث يقوم الهدف الكاذب بعمل مصيدة رادارية تجذب الصواريخ الموجهة إليه، فيقل بالتالي احتمال إصابة الهدف الحقيقي
الأشعة فوق البنفسجية (UV) :
وكان نظام شبكة التمويه(ULCANS ) الخاص بمناطق الأحراش والغابات قد دخل مرحلة الإنتاج في عام 1999، أما النموذج الخاص بالصحاري فقد دخل الإنتاج في عام 2001، أما النماذج الخاصة بالمدن والمناطق القطبية وتلك المعززة ضد الرادار والأشعة تحت الحمراء(IR) فقد طورت ونشرت في العامين 2002 و 2003 ،ولتحقيق الوقاية ضد الأشعة تحت الحمراء فإن الشبكة تعمل على تخفيض فقد الحرارة بما يفوق80 %، وهي أيضا تبرد وتسخن وفقاً للخلفية سواء كانت حشائش أو صحراء، ويعمل النظام على تخفيض الاكتشاف بواسطة أجهزة الرادار من خلال تصغير المقطع الراداري، ويزن نظام (ULCANS ) بأكمله حوالي 8,40كجم، ويشمل حاجزاً سداسياً وآخر متوازي الأضلاع وجهاز إصلاح داخل صندوق قابل للحمل والنقل، أما نظام الإسناد الذي يتضمن أعمدة وأوتاداً وغيرها فهو أيضا داخل صندوق آخر خاص.