شن ضابط إيراني رفيع المستوى هجومًا جديدًا على المملكة السعودية، منتقدًا هذه المرة وبشكل خاص صفقات التسلح التي قال إنها تقوم بها، واضعاً إياها في سياق "حرب محتملة" ضد بلاده.
وقال المساعد الإعلامي لرئيس الأركان العامة بالقوات المسلحة الإيرانية، العميد مسعود جزائري: إن "تجهيز السعودية بأحدث العتاد والآلات الحربية يأتي في إطار مطامع الغرب لنهب ثروات الخليج" على حد قوله.
وتطرق جزائري بصورة مباشرة إلى قرار الحكومة الألمانية القاضي بتسليم 200 دبابة من طراز "ليوبارد" إلى السعودية، معتبراً أن الدول الغربية "سعت عبر تنفيذ مشروع التخويف من إيران خلال الأعوام الأخيرة إلى تقديم نفسها، بصورة مخادعة، إلى الدول العربية بالمنطقة على أنها المنقذ لهذه الدول وبذلك تدفعهم بخوف وذعر إلى شراء تجهيزاتها وأسلحتها العسكرية للاستعداد لما يصفونه بالخطر الإيراني"، بحسب ما نقلت وكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية الأحد عنه.
واعتبر جزائري أن السيناريو المخبأ خلف صفقة الدبابات الألمانية إلى السعودية "يعزز التحليل القائل بأن الغرب بصدد الاستفادة من هذه الدبابات في حرب محتملة ضد إيران، قال إن من وصفه بـ"المحور الأميركي - الصهيوني" يخطط لشنها.
وزعم الضابط الإيراني أن الرياض "قلقة" من ما قال إنه احتمال "اشتعال الاحتجاجات الشعبية وتنامي ثورة شعبية في عموم السعودية"، مدعيا أن السلطات في المملكة قامت بشراء هذه الدبابات "لاستخدامها في قمع التظاهرات الشعبية المطالبة بالحرية والديمقراطية وحق تقرير المصير"، كما قال.
وختم المساعد الإعلامي لرئيس الأركان العامة بالقوات المسلحة الإيرانية موقفه بالقول إن "التطورات الثورية بالمنطقة تنبئ بأن التجهيزات العسكرية المتطورة سيرثها الثوار في المستقبل القريب وينتفعوان منها" على حد تعبيره.
ويسود التوتر العلاقات بين إيران والسعودية منذ سنوات، وذلك على خلفية قلق الرياض من دور طهران في ملفات عديدة بالمنطقة، بينها الأوضاع في العراق ولبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية.
وتصاعد التوتر بين الطرفين، مؤخرًا، بعد تدخل قوات "درع الجزيرة" التي شكلت الوحدات السعودية عامودها الفقري، إلى البحرين مطلع العام الجاري لمساندة الحكومة في وجه أعمال شغب واحتجاجات شيعية كانت تهدف إلى قلب نظام الحكم في البحرين، بعدما تأكدت دول الخليج أن ما يجري في المنامة على صلة بقرار إيراني.
وتتصاعد الانتقادات الصادرة من إيران ضد المملكة السعودية مؤخرًا، فقد شنّ نائب إيراني هجومًا على المملكة العربية السعودية واشترط أن تقوم الرياض بما أسماه "تصحيح تصرفاتها"، وذلك قبل مناقشة تحسين العلاقات ببلاده.
وقال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني كاظم جلالي: "السعودية ارتكبت أخطاء جسيمة في المنطقة وخاصة في البحرين واليمن، وإن على السعودية أن تتخذ الخطوة الأولى بسحب قواتها من البحرين وتقدم الاعتذار للشعب البحريني".
تنويع مصادر الأسلحة:
وفي وقت سابق هذا الشهر، أعرب محللون عن اعتقادهم بأن سعي السعودية إلى الحصول على الأسلحة من مصادر متنوعة دوافعه الاعتماد على "قواها الذاتية" بمواجهة التهديدات الإيرانية واضطرابات اليمن والبحرين والانسحاب الأمريكي المرتقب من العراق.
وقال أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، ومقره جدة، لوكالة الأنباء الفرنسية إن "السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي تمر بمرحلة بالغة الحساسية، لأن الولايات المتحدة بصدد الانسحاب من العراق حاليا وفي ضوء هذا التطور، يجب أن تعتمد دول المجلس على قواها الذاتية للدفاع عن نفسها".
وأضاف إن السعودية تسعى للحصول على السلاح من ألمانيا وروسيا كذلك، لأن "الانسحاب الأمريكي من العراق سيترك فراغا يجب ملؤه، خصوصا وأن إيران لديها استراتيجية منذ ما قبل أيام الشاه تقضي بالامتداد إلى الهلال الخصيب ومنطقة الشام، وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط".
ومع إقدام السعودية الدولة الخليجية الأكبر على تنويع مصادر تسليحها، فإن عشقي يرى أن "بإمكان دول مجلس التعاون الخليجي الآن الوقوف بوجه أي تحد إيرانيا كان أم عراقيا، فالبحرين والكويت تعتبر قضية مصير بالنسبة للسعودية لأنهما تشكلان آخر خطوطها الدفاعية".
ويجيء ذلك بعد أن أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في وقت سابق أن "لدى دول مجلس التعاون الخليجي استراتيجية لحفظ أمنها، فإيران دولة جارة كبيرة لها دور تلعبه لكن لكي يكون مقبولا يجب أن يكون له إطار يضمن مصالح الدول الخليجية".
وتمثل إيران مصدر خطر للدول المجاورة في ظل اتهامات الأخيرة بالسعي لإثارة التوترات الإقليمية. وتابع الفيصل: "يجب أن تأخذ (إيران) في الاعتبار مصالح دول المنطقة وليس مصالحها فقط"، مؤكدا "رفض أي تدخل أو مغامرات خارجية بشأن البحرين أو أي محاولة للعبث بأمن دول الخليج".
وتنامى الدور الإيراني بشكل ملحوظ في أعقاب الاحتلال الأمريكي للعراق وإسقاط نظام صدام حسين. وقال عشقي إن "طهران تسيطر على حوالى ثمانين في المائة من العراق، كما أنها تبذل جهودا لئلا ينهار النظام في سوريا".
من جانبه، قال تيودور كاساريك مدير الأبحاث والتطوير في مركز "انيجما" في دبي، إن "السعودية تواجه تهديدات جديدة في اليمن إلى جانب البرنامج النووي الإيراني".
وأضاف "هذا البرنامج يثير المخاوف نظرا لطبيعته غير الواضحة. إنه يمثل تهديدا للسعوديين خصوصا ضمن منظور الانسحاب الأمريكي من العراق، والأحداث في سوريا ولبنان"، وأشار إلى أن "التمارين العسكرية الإيرانية في الخليج غير مطمئنة للسعوديين الذين يراقبون سلوكيات إيران مع صواريخها الباليستية (...) إنها تشكل تهديدا حقيقيا لهم".
ولاحظ كاساريك أن "السياسة الخارجية للسعودية أصبحت أكثر وضوحا وجرأة لم تعد كما كانت في السابق، إنها تبدو أكثر حزما".
المصدر : http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2011/08/01/131049.html
وقال المساعد الإعلامي لرئيس الأركان العامة بالقوات المسلحة الإيرانية، العميد مسعود جزائري: إن "تجهيز السعودية بأحدث العتاد والآلات الحربية يأتي في إطار مطامع الغرب لنهب ثروات الخليج" على حد قوله.
وتطرق جزائري بصورة مباشرة إلى قرار الحكومة الألمانية القاضي بتسليم 200 دبابة من طراز "ليوبارد" إلى السعودية، معتبراً أن الدول الغربية "سعت عبر تنفيذ مشروع التخويف من إيران خلال الأعوام الأخيرة إلى تقديم نفسها، بصورة مخادعة، إلى الدول العربية بالمنطقة على أنها المنقذ لهذه الدول وبذلك تدفعهم بخوف وذعر إلى شراء تجهيزاتها وأسلحتها العسكرية للاستعداد لما يصفونه بالخطر الإيراني"، بحسب ما نقلت وكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية الأحد عنه.
واعتبر جزائري أن السيناريو المخبأ خلف صفقة الدبابات الألمانية إلى السعودية "يعزز التحليل القائل بأن الغرب بصدد الاستفادة من هذه الدبابات في حرب محتملة ضد إيران، قال إن من وصفه بـ"المحور الأميركي - الصهيوني" يخطط لشنها.
وزعم الضابط الإيراني أن الرياض "قلقة" من ما قال إنه احتمال "اشتعال الاحتجاجات الشعبية وتنامي ثورة شعبية في عموم السعودية"، مدعيا أن السلطات في المملكة قامت بشراء هذه الدبابات "لاستخدامها في قمع التظاهرات الشعبية المطالبة بالحرية والديمقراطية وحق تقرير المصير"، كما قال.
وختم المساعد الإعلامي لرئيس الأركان العامة بالقوات المسلحة الإيرانية موقفه بالقول إن "التطورات الثورية بالمنطقة تنبئ بأن التجهيزات العسكرية المتطورة سيرثها الثوار في المستقبل القريب وينتفعوان منها" على حد تعبيره.
ويسود التوتر العلاقات بين إيران والسعودية منذ سنوات، وذلك على خلفية قلق الرياض من دور طهران في ملفات عديدة بالمنطقة، بينها الأوضاع في العراق ولبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية.
وتصاعد التوتر بين الطرفين، مؤخرًا، بعد تدخل قوات "درع الجزيرة" التي شكلت الوحدات السعودية عامودها الفقري، إلى البحرين مطلع العام الجاري لمساندة الحكومة في وجه أعمال شغب واحتجاجات شيعية كانت تهدف إلى قلب نظام الحكم في البحرين، بعدما تأكدت دول الخليج أن ما يجري في المنامة على صلة بقرار إيراني.
وتتصاعد الانتقادات الصادرة من إيران ضد المملكة السعودية مؤخرًا، فقد شنّ نائب إيراني هجومًا على المملكة العربية السعودية واشترط أن تقوم الرياض بما أسماه "تصحيح تصرفاتها"، وذلك قبل مناقشة تحسين العلاقات ببلاده.
وقال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني كاظم جلالي: "السعودية ارتكبت أخطاء جسيمة في المنطقة وخاصة في البحرين واليمن، وإن على السعودية أن تتخذ الخطوة الأولى بسحب قواتها من البحرين وتقدم الاعتذار للشعب البحريني".
تنويع مصادر الأسلحة:
وفي وقت سابق هذا الشهر، أعرب محللون عن اعتقادهم بأن سعي السعودية إلى الحصول على الأسلحة من مصادر متنوعة دوافعه الاعتماد على "قواها الذاتية" بمواجهة التهديدات الإيرانية واضطرابات اليمن والبحرين والانسحاب الأمريكي المرتقب من العراق.
وقال أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، ومقره جدة، لوكالة الأنباء الفرنسية إن "السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي تمر بمرحلة بالغة الحساسية، لأن الولايات المتحدة بصدد الانسحاب من العراق حاليا وفي ضوء هذا التطور، يجب أن تعتمد دول المجلس على قواها الذاتية للدفاع عن نفسها".
وأضاف إن السعودية تسعى للحصول على السلاح من ألمانيا وروسيا كذلك، لأن "الانسحاب الأمريكي من العراق سيترك فراغا يجب ملؤه، خصوصا وأن إيران لديها استراتيجية منذ ما قبل أيام الشاه تقضي بالامتداد إلى الهلال الخصيب ومنطقة الشام، وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط".
ومع إقدام السعودية الدولة الخليجية الأكبر على تنويع مصادر تسليحها، فإن عشقي يرى أن "بإمكان دول مجلس التعاون الخليجي الآن الوقوف بوجه أي تحد إيرانيا كان أم عراقيا، فالبحرين والكويت تعتبر قضية مصير بالنسبة للسعودية لأنهما تشكلان آخر خطوطها الدفاعية".
ويجيء ذلك بعد أن أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في وقت سابق أن "لدى دول مجلس التعاون الخليجي استراتيجية لحفظ أمنها، فإيران دولة جارة كبيرة لها دور تلعبه لكن لكي يكون مقبولا يجب أن يكون له إطار يضمن مصالح الدول الخليجية".
وتمثل إيران مصدر خطر للدول المجاورة في ظل اتهامات الأخيرة بالسعي لإثارة التوترات الإقليمية. وتابع الفيصل: "يجب أن تأخذ (إيران) في الاعتبار مصالح دول المنطقة وليس مصالحها فقط"، مؤكدا "رفض أي تدخل أو مغامرات خارجية بشأن البحرين أو أي محاولة للعبث بأمن دول الخليج".
وتنامى الدور الإيراني بشكل ملحوظ في أعقاب الاحتلال الأمريكي للعراق وإسقاط نظام صدام حسين. وقال عشقي إن "طهران تسيطر على حوالى ثمانين في المائة من العراق، كما أنها تبذل جهودا لئلا ينهار النظام في سوريا".
من جانبه، قال تيودور كاساريك مدير الأبحاث والتطوير في مركز "انيجما" في دبي، إن "السعودية تواجه تهديدات جديدة في اليمن إلى جانب البرنامج النووي الإيراني".
وأضاف "هذا البرنامج يثير المخاوف نظرا لطبيعته غير الواضحة. إنه يمثل تهديدا للسعوديين خصوصا ضمن منظور الانسحاب الأمريكي من العراق، والأحداث في سوريا ولبنان"، وأشار إلى أن "التمارين العسكرية الإيرانية في الخليج غير مطمئنة للسعوديين الذين يراقبون سلوكيات إيران مع صواريخها الباليستية (...) إنها تشكل تهديدا حقيقيا لهم".
ولاحظ كاساريك أن "السياسة الخارجية للسعودية أصبحت أكثر وضوحا وجرأة لم تعد كما كانت في السابق، إنها تبدو أكثر حزما".
المصدر : http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2011/08/01/131049.html