من كان وراء اغتيال احمد ولي كرزاي، الاخ غير الشقيق للرئيس الافغاني؟ وهل ترتبط هذه الجريمة بتعزيز مواقع حركة "طالبان"، او انها كانت لمنفعة قوى اخرى؟ يجيب عن هذين السؤالين وغيرها يوري شيغلوفين، خبير معهد الشرق الاوسط بموسكو.
ان جريمة اغتيال الاخ غير السقيق للرئيس الافغاني حامد كرزاي في قندهار في اواسط يوليو/ تموز، مجرد اكدت عمليا ما كان يتحدث عنه العديد من الخبراء.
وهي: اولا ـ اختراق اعضاء حركة "طالبان" لمؤسسات الحكم والقوة المركزية والاقليمية عال جدا. وان قتل اخ رئيس الدولة من قبل رئيس حمايته الخاصة خير دليل جلي على ذلك. ومع ذلك ليس كل شيء، من وجهة نظرنا، قاطعا، وان تكتيك حركة "طالبان" في هذه الحالة يثير تساؤلات اكثر من الاجوبة.
ونبدأ من ان غرس شخص في هذا المنصب (او تجنيده) مهمة صعبة للغاية. فلا يعين في مثل هذا المنصب اشخاص عاديون، اذ يتعين عليهم اثبات موالاتهم لرئيسهم المباشر على مدى فترة طويلة، والشيء الرئيسي في امور عملية. ويبدو انه كانت لدى القتيل امكانيات كثيرة للتأكد من هذا الولاء.
ولو جرى تجنيد شخص بهذا المستوى بنجاح، فمن المستبعد ان يتصور المشرف عليه امكانية تصفية عميل بهذا المستوى ذاتيا، عن طريق الايعاز بالانتحار. فهو ضروري بالمرتبة الاولى للحصول على معلومات مستفيضة، لانه في هذا بالذات، يكمن المغزى الرئيسي للعمل التجسسي. واذا نشأت حاجة لتصفية العميل، فان هذا يجري لغرض التستر عليه. وبفضل منصبه علاوة على ذلك، كان بوسع حركة "طالبان" معرفة جدول العمل اليومي لاخ الرئيس الافغاني وتحركاته بالتفصيل.
والانتحار تحسبا من خطر التنكيل بالاسرة يشكل احتمالا صعب التصديق نسبيا. اولاـ لانه بوسع شخص بهذه المرتبة تأمين سلامة اقربائه بشكل مضمون للغاية. وثانيا ـ ان هذه الامكانية تقيم في الشرق بشكل آخر نسبيا مما في اوروبا المتحظرة. ففي الشرق يجري على الفور استخدام آلية الاجراءات الصارمة المكافئة ضد الخصم. والنساء والاطفال حسب العرف، لا يمسون باذى. وهناك استثناءات، من الممكن لربما ذكر من بينها، حالة كريمات الرئيس اليمني السابق المؤقت عبد الكريم العرشي عام 1978، عندما صورت اعمال التنكيل ضده، على شريط فيديو من اجل ارغامه على الاستقالة. وفعل هذا اتباع الرئيس اليمني الحالي علي عبد الله صالح، من اجل تمهيد الطريق له لاستلام السلطة. وهذا، بالمناسبة، من اجل الا تكون هناك اوهام بصدد على عبد الله صالح، اذا بقيت لدى احد.
وان احتمال معاناة رئيس الحماية من مرض عضال، ومعرفته بان ايامه معدودة، يشكل الايضاح المنطقي الوحيد. وكان هذا، على سبيل المثال في حادث تفجير الرئيس اليمني الشمالي الاسبق احمد الغشمي في نهاية السبعينات. ومع ذلك ان الواجبات الوظيفية لرئيس الحماية الخاصة لا تتطرق الى الطور الحرج للمرض العضال.
وبهذه الصورة، نجازف بالاستنتاج بانه من المستبعد ان تكون عملية الاغتيال انتقاما من جانب حركة "طالبان"، حتى بالرغم من اعلانها مسؤولتها عن هذه الجريمة. فمن المتعارف عليه في الشرق عرض المبتغى بمثابة حقيقة واقعة. وهذا لاسيما، لايوجد من يدحض ذلك.
وعلى ما يبدو ان القضية ترتبط "بتصفية حساب" عادية، ويؤكد هذا الانفعال الي رافق الجريمة. وهناك احتمال آخر ـ تهريب المخدرات. وهذا شيء ثان، كان الخبراء يهمسون به منذ فترة طويلة، وتأكد رسميا عمليا نتيجة الحادث. فاسرة الرئيس الافغاني حامد كرزاي، تشارك بنشاط في بزنيس المخدرات، وتوضح هذا منطقيا عدم رغبة الامريكان في محاربة هذا الشر بصورة جادة. وهنا تتضح ابعاد "الصفقة مع الشيطان"، عندما تحاول واشنطن ممارسة سياسة "فرق تسد"، ضاربة عرض الحائط التجرية المحزنة لمثل هذه السياسة في فيتنام. ولم يحقق هذا التكتيك في غضون ذلك، نجاحات كبيرة، من ناحية اجتثاث "طالبان"، رغم كافة تصريحات ممثلي الادارة الامريكية. فيجري طرح كلام فارغ على مستوى عال (نفس وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون)، وعلى سبيل المثال، ان "الشعب لا يؤيد حركة "طالبان"، والجيش الافغاني قادر على صيانة الامن ذاتيا". ويجري في غضون ذلك تأكيد ان "الولايات المتحدة لن تسمح بعودة حركة "طالبان" الى السلطة".
ومن المفهوم ان الدبلوماسيين مرغمون على قول كل هذا من اجل "التستر" على انسحاب القوات الامريكية من البلد دون تحقيق اي نتيجة. ولو تأكد هذا، فان المسالة سيئة للغاية. لان تواجد وحدات القوات الاجنبية في افغانستان تحول بهذه الصورة الى استعراض دموي غالي الثمن، استهدف بالمرتبة الاولى التظاهر وليس العمل.
http://arabic.rt.com/news_all_news/analytics/68450/
ان جريمة اغتيال الاخ غير السقيق للرئيس الافغاني حامد كرزاي في قندهار في اواسط يوليو/ تموز، مجرد اكدت عمليا ما كان يتحدث عنه العديد من الخبراء.
وهي: اولا ـ اختراق اعضاء حركة "طالبان" لمؤسسات الحكم والقوة المركزية والاقليمية عال جدا. وان قتل اخ رئيس الدولة من قبل رئيس حمايته الخاصة خير دليل جلي على ذلك. ومع ذلك ليس كل شيء، من وجهة نظرنا، قاطعا، وان تكتيك حركة "طالبان" في هذه الحالة يثير تساؤلات اكثر من الاجوبة.
ونبدأ من ان غرس شخص في هذا المنصب (او تجنيده) مهمة صعبة للغاية. فلا يعين في مثل هذا المنصب اشخاص عاديون، اذ يتعين عليهم اثبات موالاتهم لرئيسهم المباشر على مدى فترة طويلة، والشيء الرئيسي في امور عملية. ويبدو انه كانت لدى القتيل امكانيات كثيرة للتأكد من هذا الولاء.
ولو جرى تجنيد شخص بهذا المستوى بنجاح، فمن المستبعد ان يتصور المشرف عليه امكانية تصفية عميل بهذا المستوى ذاتيا، عن طريق الايعاز بالانتحار. فهو ضروري بالمرتبة الاولى للحصول على معلومات مستفيضة، لانه في هذا بالذات، يكمن المغزى الرئيسي للعمل التجسسي. واذا نشأت حاجة لتصفية العميل، فان هذا يجري لغرض التستر عليه. وبفضل منصبه علاوة على ذلك، كان بوسع حركة "طالبان" معرفة جدول العمل اليومي لاخ الرئيس الافغاني وتحركاته بالتفصيل.
والانتحار تحسبا من خطر التنكيل بالاسرة يشكل احتمالا صعب التصديق نسبيا. اولاـ لانه بوسع شخص بهذه المرتبة تأمين سلامة اقربائه بشكل مضمون للغاية. وثانيا ـ ان هذه الامكانية تقيم في الشرق بشكل آخر نسبيا مما في اوروبا المتحظرة. ففي الشرق يجري على الفور استخدام آلية الاجراءات الصارمة المكافئة ضد الخصم. والنساء والاطفال حسب العرف، لا يمسون باذى. وهناك استثناءات، من الممكن لربما ذكر من بينها، حالة كريمات الرئيس اليمني السابق المؤقت عبد الكريم العرشي عام 1978، عندما صورت اعمال التنكيل ضده، على شريط فيديو من اجل ارغامه على الاستقالة. وفعل هذا اتباع الرئيس اليمني الحالي علي عبد الله صالح، من اجل تمهيد الطريق له لاستلام السلطة. وهذا، بالمناسبة، من اجل الا تكون هناك اوهام بصدد على عبد الله صالح، اذا بقيت لدى احد.
وان احتمال معاناة رئيس الحماية من مرض عضال، ومعرفته بان ايامه معدودة، يشكل الايضاح المنطقي الوحيد. وكان هذا، على سبيل المثال في حادث تفجير الرئيس اليمني الشمالي الاسبق احمد الغشمي في نهاية السبعينات. ومع ذلك ان الواجبات الوظيفية لرئيس الحماية الخاصة لا تتطرق الى الطور الحرج للمرض العضال.
وبهذه الصورة، نجازف بالاستنتاج بانه من المستبعد ان تكون عملية الاغتيال انتقاما من جانب حركة "طالبان"، حتى بالرغم من اعلانها مسؤولتها عن هذه الجريمة. فمن المتعارف عليه في الشرق عرض المبتغى بمثابة حقيقة واقعة. وهذا لاسيما، لايوجد من يدحض ذلك.
وعلى ما يبدو ان القضية ترتبط "بتصفية حساب" عادية، ويؤكد هذا الانفعال الي رافق الجريمة. وهناك احتمال آخر ـ تهريب المخدرات. وهذا شيء ثان، كان الخبراء يهمسون به منذ فترة طويلة، وتأكد رسميا عمليا نتيجة الحادث. فاسرة الرئيس الافغاني حامد كرزاي، تشارك بنشاط في بزنيس المخدرات، وتوضح هذا منطقيا عدم رغبة الامريكان في محاربة هذا الشر بصورة جادة. وهنا تتضح ابعاد "الصفقة مع الشيطان"، عندما تحاول واشنطن ممارسة سياسة "فرق تسد"، ضاربة عرض الحائط التجرية المحزنة لمثل هذه السياسة في فيتنام. ولم يحقق هذا التكتيك في غضون ذلك، نجاحات كبيرة، من ناحية اجتثاث "طالبان"، رغم كافة تصريحات ممثلي الادارة الامريكية. فيجري طرح كلام فارغ على مستوى عال (نفس وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون)، وعلى سبيل المثال، ان "الشعب لا يؤيد حركة "طالبان"، والجيش الافغاني قادر على صيانة الامن ذاتيا". ويجري في غضون ذلك تأكيد ان "الولايات المتحدة لن تسمح بعودة حركة "طالبان" الى السلطة".
ومن المفهوم ان الدبلوماسيين مرغمون على قول كل هذا من اجل "التستر" على انسحاب القوات الامريكية من البلد دون تحقيق اي نتيجة. ولو تأكد هذا، فان المسالة سيئة للغاية. لان تواجد وحدات القوات الاجنبية في افغانستان تحول بهذه الصورة الى استعراض دموي غالي الثمن، استهدف بالمرتبة الاولى التظاهر وليس العمل.
http://arabic.rt.com/news_all_news/analytics/68450/