رد: إسرائيل تبدي تفهّمها لتصدير روسيا الأسلحة إلى سوريا
لا تتخذوا ما يجري حاليا في سوريا شماعة لخيانة أنظمة عربية أخرى
التسلح السعودي كله لإيران و ليس هناك رصاصة واحدة متوقع أن تخرج منها و ما تصريح "أريد حقي" الذي قال سابقا أننا على علاقة حسن جوار مع صهيون و تصريح "النسر العربي" قبل حوالي 3 سنوات بأنه لا مانع بأن نضع أيدينا مع صهيون لضرب إيران إلا نتاج هذا الشحن الذي يمارس من سنين بأن العدو إيران و ليس صهيون
أما مصر مبارك (و ليس الأن طبعا) فكان واضحا أنه ليس لديها أي نية للحرب مع صهيون بل على العكس كان هناك تعاون أكثر من العادة
و الأردن من 73 لم يشتبك جندي أردني واحد مع العدو
يا أخي هناك قاعدة من يشتري السلاح الأمريكي مستحيل أن يحارب صهيون فيه و أمريكا لا تبيعه إلا بعد التأكد 100% أنه لغير صهيون
بعكس الأسلحة الخردة التي ممكن تطلق على صهيون لأنها لا تأتي من أم صهيون كما حدث مع الخردة السورية (كما تقولون) في طوال سنوات الصراع
فلا تجعلوا ما يحدث حاليا شماعة للتعليق على سبب عجز العرب
ارجو ان تتمعن جيدا هنا, واذا اردت المزيد من الادلة فلن اتردد في تزويده هنا, وارجو ان نفرق بين النظام والشعب الذي تحمل كل جرائمه فقط من اجل العروبة.
بسم الله الرحمن الرحيم
بحث بعنوان
( دفاع عن مصر )
للباحث /
محمد حامد الغنام
الباحث عن الحقيقة
(جزء من البحث)
ثانيا: حقيقة نكسة 1967 و خيانة ضباط البعث السوري لمصر و جمال عبد الناصر
- هذا الموضوع سوف أوردة بأدلته و بست شهادات " متطابقة "، و كل هذه الشهادات((تتطابق تماما)) مع " فحوى " الرسالة التي بعثها الملك حسين لجمال عبدالناصر بوجود مؤامرة يتواطئ فيها بعض كبار ضباط البعث السوري على مصرباﻹشتراك مع إسرائيل من أجل أن يبقى النظام السوري هو النظام الثوريالوحيد في المنطقة العربية ويكون المقابل هو تسليم الجولان ﻹسرائيل.
-إن معركة 1967 و هزيمة العرب (أو نكستهم، كيفما شئت) لم تزل دروسها و غموض ما حدث فيها غير معروف للكثيرين مناّ (على الرغم) من تدوين الحقائق في الكتب بشكل واضح و جلي. فهل كان موشى ديان محقاً عندما قال: إن العرب ﻻيقرأون؟!
- غني عن الذكر أن سبب دخول مصر حرب 1967 هو و جود حشود إسرائيلية (11 لواء إسرائيلي كما نقل لمصر كما ذكر الفريق محمد فوزي في مذكراته و مقابلات تليفزيونية) على الحدود مع سوريا. صحيح أن الفريق محمد فوزي قال في مذكراته أنه لم يشاهد أي حشود على الجبهة السورية (11 لواء إسرائيلي شيء لا تخطئه العين) عندما كان يستطلع بالهيلوكبتر الجبهة السورية يوم 1 يونيو. لكن ذلك بالطبع استطلاع متأخر جداً كما تظهر الوثائق التي سوف أعرضها ﻷن القرارات السياسية التي سببت الحرب(غلق مضيق تيران، طرد القوات الدولية) قد تم اتخاذها فعلاً فأصبحت الحرب واقعة لا محالة!! فكان استطلاع الفريق فوزي متأخراً!!
لكن السؤال الكبير هو: إذا لم يكن هناك أي حشود على الجبهة السورية فعلاً، و في نفس الوقت كانت القوات السورية على جبهة الجولان في حالة استعداد قصوى. إذاً كيف سقطت الجولان؟!
الشهادة اﻷولى لضابط المخابرات السوري في الجولان أثناء 1967 الرائد خليل مصطفى الذي ألف كتابه (سقوط الجولان) وسجن بسبب ذلك الكتاب في 1975 لمدة ثلاثين عاماً ولم يفرج عنه إلا عام 2005. كشف خليل مصطفى حقيقة تسليم حافظ أسد الجولان لإسرائيل ساحباً كوزير للدفاع قطاعاته العسكرية من أرض المعركة،معلناً سقوط القنيطرة قبل سقوطها فعلاً لإبعاد الجيش من أرض المعركة خوفاً من سقوط النظام، فيسقط الجولان بأكمله.
وفي التاسعة والنصف من صباح يوم السبت (10/6/1967م) أذيع نبأ سقوط القنيطرة وهي عاصمة الجولان : يقول خليل مصطفى ص ( 155) :
البلاغ رقم 66 عن سقوط القنيطرة:
[بلاغ صادر من راديو دمشق صباح يوم السبت : يقول البلاغ : بالرغم من تأكيد إسرائيل لمجلس الأمن الدولي أنها أوقفت القتال فإنها لم تنفذ ما تعهدت بـه وبدأت قوات العدو صباح اليوم الضرب بكثافة من الجو والمدفعية والدبابات ... وإن القوات الإسرائيلية استولت على مدينة القنيطرة بعد قتال عنيف دار منذ الصباح الباكر في منطقة القنيطرة ضمن ظروف غير متكافئة ، وكان العدو يغطي سماء المعركة بإمكانيات لا تملكها غير دولة كبرى ...واستولى على مدينة القنيطرة على الرغم من صمود جنودنا البواسل ، ولا يزال الجيش يخوض معركة قاسية للدفاع عن كل شبر من أرض الوطن ... كما أن وحدات لم تشترك في القتال بعد قد أخذت مراكزها..] ...
[ وفي الساعة ( 05ر12 ) صدر بلاغ عسكري يقول : إن قتالاً عنيفاً لا يزال يدور داخل مدينة القنيطرة وعلى مشارفها ، ومازالت القوات السورية تقاتل داخل المدينة تساندها قوات الجيش الشعبي بكل ضراوة وصمود ...]
[أذيع نبأ سقوط القنيطرة في اليوم العاشر من حزيران ، وكان عبد الرحمن الأكتع وزير الصحة يوم ذاك في جولة ميدانية جنوب القنيطرة ، يقول سمعت نبأ سقوط القنيطرة يذاع من الراديو ، وعرفت أنه غير صحيح لأننا جنوب القنيطرة ولم نـر جيش العدو ، فاتصلت هاتفياً بحافظ الأسد وزير الدفاع وقلت لـه : المعلومات التي وصلتكم غير دقيقة ، نحن جنوب القنيطرة ولم نـر جيش العدو !!! فشتمني بأقذع الألفاظ ومما قالـه لي : لا تتدخل في عمل غيرك يا( ... ) ، فعرفت أن في الأمر شيئاً !!؟].
ويقول خليل مصطفى ( ص 188):[إن الذي ثبت لدينا حتى الآن أن القوات الإسرائيلية لم تطأ أرض القنيطرة (رغم كل تلك المخازي والجرائم التي شرحناها) إلا بعد إعلان سقوطها بما لايقل عن سبع عشرة ساعة]
- الشهادة الثانية هي سامي الجندي وزير الإعلام عام 1967 و عضو القيادة القطرية ومن مؤسسي حزب البعث في كتابه (كسرة خبز) صفحة 17:-
[أسئلة كثيرة ترد إلى الأذهان : لماذا لم يطلب الحكم السوري وقف إطلاق النار مع مصر والأردن مادام الاستمرار في القتال مستحيلاً !؟ كما يقول الجندي : إن إعلان سقوط القنيطرة قبل وصول العدو لها بأكثر من يوم ، أمر لايمكن فهمه بتأويل حسـن]
ويكمل سامي الجندي فيقول:
[إن تداعي الأفكار البسيطة يربط بين عدم وقف إطلاق النار والحدود سليمة والإلحاح بل الاستغاثة لوقف إطلاق النار بعد أن توغل الجيش الإسرائيلي في الجولان، ويخلص إلى الاستنتاج بوجود خـطة ما. فوجئت لما رأيت على شاشة التلفزيون مندوب سوريا في الأمم المتحدة يعلن سقوط القنيطرة ووصول قوات إسرائيل إلى مشارف دمشق ، والمندوب الإسرائيلي يؤكد ألا أن شيئاً من ذلك لم يحصل. قال لي الدكتور إبراهيم ماخوس (وزير خارجية البعثيين يوم ذاك) أنها كانت خطة ماهرة لإرهاب العالم من أجل إنقاذ دمشق]
الشهادة الثالثة هي لسعد جمعة رئيس وزراء الأردن أثناء حرب 1967 في
(كتابه المؤامرة ومعركة المصير) صفحة 45 يقول:
[اتصل سفير دولة كبرى في دمشق في الخامس من حزيران بمسؤول حزبي كبير ودعاه إلى منزله لأمر هام في الحال ونقل له في اللقاء أنه تلقى برقية عاجلة من حكومته تؤكد قضاء الطيران الإسرائيلي على سلاح الجو المصري . وأن المعركة بين العرب وإسرائيل قد اتضحت نتائجها وأن كل مقاومة ستورث خسائر فادحة وأن إسرائيل ((لا تنوي مهاجمة النظام السوري)) بعد أن يستتب لها ((تأديب)) جمال عبد الناصر ، ((وبانتهاء الزعيم المصري)) تفتح الآفاق العربية ((أمام الثورية البعثية)) وأن إسرائيل بلد اشتراكي يعطف على التجربة الاشتراكية البعثية وخاصة العلوية إذ يمكنها أن تتعايش وتتفاعل معها لمصلحة الكادحين في البلدين، واتصل الوسيط بقيادات البعث والنصيريين وأعلم السفير الوسيط بتجاوب كافة القيادات مع هذا التطلع.]
الشهادة الرابعة هي للوزير السوري المفوض في مدريد "دريد مفتي" التي سجلها سعد جمعة رئيس وزراء اﻷردن في كتابه (مجتمع الكراهية) صفحة 130 فيقول "دريد مفتي" لسعد جمعة عندما قابله في مكتبه بلندن:
[يوم كنت وزيراً مفوضاً لسورية في مدريد استدعاني وزير خارجية أسبانيا لمقابلته صباح 28/7/1967م وأعلمني ووجهه يطفح سروراً أن مساعيه الطيبة أثمرت لدى أصدقائه
الأمريكان بناء على تكليف السيد ماخوس البعثي النصيري ، ثم سلمني مذكرة تتضمن ما يلي : تهدي وزارة الخارجية الأسبانية تحياتها إلى السفارة السورية عبر وسيطها ، وتعلمها أنها نقلت رغبة الخارجية السورية إلى الجهات الأمريكية المختصة بأنها ترغب بالمحافظة على الحالة الناجمة عن حرب حزيران 1967 وأنه ينقل رأي الأمريكان بأن ذلك ممكن إذا حافظت سورية على ((هدوء المنطقة)) وسمحت لسكان الجولان بالهجرة من موطنهم والاستيطان في بقية أجزاء الوطن السوري وتعهدت بعدم القيام بنشاطات تخريبية من جهتها تعكر الوضع الراهن].
ملاحظة: قامت المخابرات السورية باغتيال "دريد المفتي" في لبنان بسبب كشفه كل الوثائق التي تتعلق بقضية الجولان والقنيطرة
- الشهادة الخامسة و هي شهادة صوت و صورة لعضو مجلس قيادة الثورة وعضو القيادة القُطرية الأسبق في حزب البعث السوري أحمد أبو صالح حيث يؤكد ما ورد على لسان وزير الصحة السوري عبد الرحمن اﻷكتع في حق حافظ اﻷسد حيث كان وزيراً للدفاع. بل و يؤكد كيف بيعت الجولان بصفقة بين حافظ اﻷسد و إسرائيل و دخل وسيطاً فيها وزير خارجية أسبانيا وخيانة مصر و عبد الناصر.
و كيف تمت محاكمة الضباط السوريين الذين لم يلتزموا باﻹنسحاب من الجولان بعد أن أذاع حافظ اﻷسد بيان سقوط القنيطرة قبل أن تدخلها إسرائيل.
ها هي الحلقة التاسعة على جزئين لشهادة أحمد أبو صالح:- على موقع اليوتيوب على الانترنت
لكن الشهادة (الصادمة) هي ما قاله الملك فيصل آل سعود في القمة الرباعية في الجزائر في 13 فبراير 1974 التي حضرها الرئيس السادات، الملك فيصل، الرئيس حافظ اﻷسد، الرئيس هواري بومدين و وزراء خارجية الدول اﻷربعة. يذكر وزير الخارجية المصري في ذلك الوقت إسماعيل فهمي في كتابه (التفاوض من أجل السلام في الشرق اﻷوسط) صفحة 134 حيث كان هذا اﻹجتماع مخصص لمبادرة حافظ اﻷسد بوقف قرار حظر البترول في مقابل التفاوض مع إسرائيل لتحقيق فض اﻹشتباك على الجبهة السورية.
ملاحظة:- هذا عكس ما قاله الشاذلي باتهام السادات أنه هو من ضغط على الدول العربية المصدرة للبترول برفع حظر تصدير البترول! فإسماعيل فهمي كوزير خارجية أعلم من الشاذلي بهذا القرار ﻷنه يخصه و الشاذلي كان خارج السلطة ولم يكن بعد عين سفيراً في البرتغال وكان بعيداً عن اﻷحداث. و كذلك لن يمدح إسماعيل فهمي السادات ﻷن خلافه مع السادات معروف. لكن هذه هي صفات اﻷصلاء أن يكونا نزيهين بأن يقولوا الحقيقة حتى لو كانت في صالح من خالفهم الرأي.
يقول إسماعيل فهمي و زير الخارجية في كتابه ص 134:
[وكانت بعض هذه اﻹجتماعات غير الرسمية ذات طبيعة ودية مثل هذا اﻹجتماع الذي عقد بين السادات و اﻷسد، ولم تجر في هذا اﻹجتماع أية مناقشات حامية كما أن اﻷسد كان متجاوباً كثير اﻹبتسام، وكانت اجتماعات أخرى يشوبها التوتر و في إحدى المرات استفز الملك فيصل اﻷسد صراحة حيث سأله بصوت عال تماماً عما إذا كان السوريون قد قبلوا وقف إطلاق النار على مرتفعات الجولان في عام 1967 في وقت سابق ﻷوانه حيث تركوا القنيطرة تسقط في أيدي اﻹسرائيليين دون إطلاق طلقة واحدة. و قال أيضاً: إن القائد السوري في القنيطرة تلقى ما يوازي 300 مليون دولار أمريكي من إسرائيل مقابل مساعدته هذه.]
ثم يضيف إسماعيل فهمي:-
[وكان القائد هو اﻷسد نفسه و لم يستطع اﻷسد لحسن الحظ أن يسمع الملك فيصل بوضوح، ﻷن الرئيس السادات قام بدوره بالتحدث بصوت أعلى من صوت فيصل محاولا أن يقنعه بأن الوقت غير مناسب لمناقشة هذه الإشاعة المحرجة جداً، وكف الملك فيصل عن حديثه، ومنذ ذلك الوقت سارت اﻷمور بسلاسة نوعاً.]
هذا ما قاله الملك فيصل رحمه الله عن سقوط الجولان و هو الذي يتطابق تماماً مع ما قيل من شهادات سابقة. فما الذي يجعل الملك فيصل رحمه الله بما عرف عنه من جرأة في قول الحق أن يقول غير الحقيقة؟! بل إن من ((سخرية القدر)) أن الشخص الذي دافع عن اﻷسد أمام الملك فيصل في هذا اﻹجتماع هو الرئيس السادات على الرغم من الحملة اﻹعلامية المسمومة كما يصفها إسماعيل فهمي في كتابه ص133 التي قادها اﻷسد ضد مصر بوصفها بالخيانة بعد اتفاقية فض الاشتباك اﻷول (يعني هذه اﻷساليب الخسيسة من حزب البعث السوري تستخدم ضد مصر حتى قبل كامب ديفيد). بل إسماعيل فهمي يذكر إن اﻷسد طلب مساعدة السادات في أن تضغط مصر للتوصل ﻹتفاق فض اشتباك بينها و بين إسرائيل .
-يعني يشتم مصر ثم يطلب مساعدتها!!! طلب مساعدة مصر في عمل اتفاق فض اشتباك أنقله ((نصا و حرفياً)) من كتاب وزير الخارجية إسماعيل فهمي الذي كان على خلاف مع السادات .
أخيراً، أنقل ما ذكره الكاتب محمد حسنين هيكل في كتابه (اﻹنفجار عام 1967) الباب الخامس، الفصل الثالث صفحة 435:-
(يوم 28 إبريل 1967 تلقى الفريق عبد المنعم رياض رئيس هيئة أركان حرب القيادة العربية الموحدة رسالة من الملك حسين تستدعيه لمقابلة خاصة مع الملك في أسرع وقت ممكن. وحمل الفريق عبد المنعم رياض رسالة لمكتبه في مبنى القيادة العليا في مصر الجديدة. كانت رسالة الملك حسين مفاجئة له، وكذلك كانت مفاجئة للفريق علي علي عامر عندما عرضها عليه. فقبلها بأسابيع قليلة كان اﻷردن قد أعلن رسمياً أنه قرر وقف تعامله بالكامل مع كل المؤسسات التي أنشأتها مؤتمراتالقمة العربية.)
وبعد ذهاب الفريق عبد المنعم رياض لعماّن للقاء الملك حسين يأتي هيكل على ذكر التفاصيل المهمة للقاء الملك حسين مع الفريق عبد المنعم رياض في صفحة438:
(وأحس الفريق عبد المنعم رياض أن ما يسمعه خطير، واستأذن الملك إذا كان يسمح له بأن يكتب بعض النقاط مما يسمع حتى لا يضيع منه شيء. و سمح له الملك وإن كان قد رجاه في معاملة ما يسمعه بأقصى درجات السرية، وأن ينقله إلى شخص واحد فقط هو الرئيس جمال عبد الناصر. كان مؤدى ما قاله الملك للفريق رياض على النحو التالي:
"إن الفريق رياض يعرف و يتابع بلاشك كل أسباب و دواعي الخلافات القائمة بينه و بين القاهرة. لكن هناك موضوعات تعلو على أي خلافات ﻷنها تمس اﻷمن القومي في الصميم. و اﻵن فإن الملك لديه ما يدعوه إلى "اليقين" بأن هناك "فخاً" يدبر للجمهورية العربية المتحدة و للرئيس جمال عبد الناصر. فهناك محاولة لتوريطهم في حرب مسلحة لا تلائمهم ظروفها. وأن الجماعة في سوريا "مخترقين" و بعضهم "متواطئ" مع جهات لديها "خططها". والفكرة اﻷساسية في هذه الخطط اﻵن هي إشعال الموقف على الجبهة السورية بما يفرض على مصر أن تقوم بأي عمل لنجدة سوريا، و هنا تصبح مصر هي الهدف اﻷول للمؤامرة و يجري ضربها. و هو يريد أن تصل رسالته هذه إلى الرئيس جمال عبد الناصر بأسرع ما يمكن، ويرجو أن يتأكد الرئيس أن دافعه إليها هو واجبه القومي و ليس أي سبب آخر. وهو يتمنى أن تؤخذ رسالته جداً و لا تحمل على محمل موقفه من بعض اﻷطراف المعنية في دمشق)
-ويقول الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في صفحة 440
وفي مساء يوم 13 مايو عرف الرئيس جمال عبد الناصر بوجود مثل هذا الخطابمن الفريق عبد المنعم رياض فسأل عنه و قرأه ظهر يوم 14 مايو. وكان الوقتمتأخر)
ملاحظات هامة:-1- تم رفع الاستعداد للقوات المصرية و أمرها بالتحرك إلى سيناء يوم 14مايو، لذلك كان الوقت قد تأخر فعلاً و لم ينتبه الرئيس جمال عبد الناصرللفخ الذي حذره منه الملك حسين2- كيف لرسالة مهمة كالتي حملها الفريق عبد المنعم رياض لا تصل فوراًللرئيس جمال عبد الناصر و تصل له بعد أسبوعين و كان أوان اﻹحتراز منالوقوع في الفخ قد فات؟!!!
3- رسالة الملك حسين ((تتطابق)) مع ما ورد في شهادة رئيس الوزراء اﻷردنيسعد جمعة و شهادة كل البعثيين أن هناك مؤامرة متورط فيها بعثيين سوريينلضرب مصر مقابل التنازل عن الجولان و ضمان أمن النظام السوري كنظاماشتراكي في المنطقة يتعايش في إسرائيل كما جاء في كتاب سعد جمعة (المؤامرة ومعركة المصير)
4- و الغريب أن ما قاله الملك فيصل يتطابق كذلك مع شهادات اﻵخرين، والمعروفأن الملك فيصل آل سعود لديه جرأة سياسية. فما الذي يجعل الملك فيصل يكذب؟ ! بل و اﻷنكى من ذلك أن الملك فيصل قال هذه المعلومة أمام الرؤساء العرب(السادات و بومدين) في مؤتمر رسمي!!!! بل و قالها في وجه حافظ اﻷسدمباشرة!!!!
5- تجدر الإشارة أن المشير الجمسي قد ذكر في مذكراته صفحة 100 أن الفريقمحمد فوزي و عبد المنعم رياض قد طلبوا من قيادة البعث السوري البدئ فيقتال إسرائيل و تنفيذ الخطط المتفق عليها و لكن لم يوجد أي استجابة منقيادة البعث السوري. بل علم الفريق فوزي أنه لم تعطى أي أوامر بالقتالللقوات السورية، حيث انسحبت قوات البعث السوري من الجولان يوم 9 يونيو وأعلن البعث السوري عن سقوط القنيطرة عاصمة الجولان يوم 9 يونيو 1967 قبلأن تدخلها اليوم التالي 20 يونيو 1967!!!
6- تجدر اﻹشارة أن محمود جامع (طبيب السادات الخاص) الذي أختلف مع الساداتفي آخر أيامه ذكر في مقابلة مع صحيفة الوفد أن السادات قص عليه عام 1969عندما كانوا في سوريا قصة سقوط الجولان و هي أن الرئيس جمال عبد الناصرأخبر السادات عندما كان نائبه أن القنيطرة أعلن سقوطها قبل دخولاﻹسرائيليين وتم تسليم ثمن الصفقة من الموساد و مقداره 300 مليون دولارلرفعت الأسد أخو حافظ اﻷسد. و هي الشهادة التي ((تتطابق)) تماماً مع ماقاله الملك فيصل - رحمه الله - !!
- في النهاية أقول:-
1- أن الكاتب محمد حسنين هيكل في برنامجه (مع هيكل) عرض بشكل مختصر ما حدث في جبهة الجولان عام 1967، حيث عرض الكاتب الكبير وثائق إسرائيلية ((تؤكد)) أن إسرائيل علمت يوم 10 يونيو 1967 أن "أغلبية" القوات السورية قد (أخلت) مواقعها في الجولان و أن هذه الوثائق اﻹسرائيلية أكدت أن قوة سورية قليلة هي التي قاومت و التي لم تخلي مواقعها. هذا هو رابط الحلقة على قناة الجزيرة
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/A...BCB2935.htm#L2
كيف لا يذكر الكاتب الكبير هيكل ستة شهادات "" متطابقة "" تصف أسباب سقوط الجولان و التي "" تتطابق "" هذه الشهادات " بالضبط " مع فحوى الرسالة التي بعثها الملك حسين لعبد الناصر و التي ذكرها الأستاذ هيكل في كتابه اﻹنفجار. اﻷستاذ هيكل يقر في برنامجه (باستخدام و وثائق إسرائيلية) أن القوات السورية قد أخلت مواقعها في الجولان يوم 9 يونيو دون قتال، لكن الأسباب تخلي القوات السورية عن مواقعها في الجولان تأتي من ست شهادات " متطابقة " من أشخاص مختلفين لا تربطهم أي مصالح.
2- إن ""تطابق"" ست شهادات من أشخاص مختلفين عن سقوط الجولان عام 1967 مع ((فحوى)) رسالة الملك حسين رحمه الله ليفيد بشكل واضح لا لبس فيه أن مصر و عبد الناصر تحديداً قد تعرض لمؤامرة قذرة اشترك فيها البعثيين السوريين مع إسرائيل للقضاء على مصر بحيث "يبقى البعث السوري" النظام الثوري في المنطقة العربية (في مقابل) تعهد البعث السوري إبقاء الوضع على ما هو عليه في الجولان بعد حرب 1967 و السماح بهجرة المواطنين السوريين من الجولان و اﻹستيطان في أماكن أخرى في الوطن السوري، و هو ما أكده أحمد أبو صالح في شهادته أن أسبانيا نقلت هذه الصفقة القذرة و التي وافق عليها البعثيين.
إن القلب لينفطر حزناً على ما صوب لمصر من طعنات نافذة في حرب دخلناها لمساعدة إخوة عرب فإذا بنا نجد أنفسنا فريسة مؤامرة دبرت بليل اشترك و تواطئ فيها هؤلاء اﻹخوة الذين أردنا أن ننجدهم. إنني على يقين أن الرئيس جمال عبد الناصر قد "انفطر قلبه" عندما علم و أدرك حجم المؤامرة التي دبرت ضد مصر وضده شخصياً في عام 1967 ممن استنجدوا به، خصوصا و هو يتذكر اتصاله بعبد الكريم الجندي لينقل لهم "صرخات مصر" مساء 7 يونيو 1967 كما يسرد البعثي صائب بارودي في مذكراته المنشورة على اﻹنترنت:-
[دخلت سوريا المعركة ووصلت قواتها صفد والحولة وتمركزت قوات منها بقيادة الضابط نورس طه تحت المرتفعات المطلة على بحيرة طبرية حتى مساء اليوم السابع وعبد الناصر يتصل بعبد الكريم الجندي ويقول له : أنا لا أثق بالآخرين يعني الأسد وجديد بوَقَّف إطلاق النار اللعبة كبيرة وخطيرة ومصر غير قادرة على التحرك وصلاح جديد يرفض واتصل الجنرال الروسي بوزير الدفاع حافظ أسد وجديد وقال : إذا كنتم مصرين على الحرب فلابد أن تضعوا خطة وأنتم حتى الساعة لم تفعلوا شيئاً…]
لاحظ أن كلام البعثي صائب بارودي متطابق تماماً مع شهادة المشير الجمسي في مذكراته بأن الفريق فوزي و عبد المنعم رياض لم يتلقوا أي رد إيجابي من القيادات السورية.
و يكمل صائب رضوان حيث يؤكد أن القوات السورية لم تتحرك إلا في يوم 9 يونيو و لكن باﻹنسحاب (وهو متطابق مع ما ذكر سابقاً من شهادات)!! حيث يكمل فيقول:
[و وضعت خطة بمعرفة السوفييت وفي صباح اليوم التاسع موعد التحرك حسب خطة السوفييت أمر وزير الدفاع حافظ أسد ترك الأسلحة والتراجع الكيفي من الجبهة وترك ترسانة حربية كبيرة لليهود مع عشرات القرى في جبل الشيخ]
-لكن الأدهى من هذا أن تصيبنا سهام مسمومة مرة أخرى في عهد الرئيس السادات الذي أحسن الظن في نفس الطرف معتقداً أنه برحيل الرئيس جمال عبد الناصر فقد غاب عن هذا الطرف أسباب غدره.
- كل ما أرجوه من فخامة الرئيس السوري بشار الأسد الآتي:-
أولاً: أن يترحم على دماء شهدائنا المصريين الطاهرة في حرب 1967 الذين ذهبوا غدراً بخيانة من ضباط البعث السوري في ذلك الوقت بتواطئهم مع إسرائيل، و أقول له ياليتك يا فخامة الرئيس أن تحاكم هؤلاء، أو على الأقل يا سيادة الرئيس أن تهدي الحقيقة للشعب السوري الشقيق، فهل هذا ممكن يا فخامة الرئيس؟
ثانياً: أن يشرح فخامته أمام الشعب السوري لماذا طلب فخامة الرئيس الراحل والده من الإتحاد السوفيتي قبل حرب أكتوبر بيومين الضغط على مصر للقبول بوقف إطلاق النار بعد يومين من بداية القتال؟ بل و طلب الرئيس السوري الراحل - رحمه الله - وقف إطلاق النار ثلاث مرات عن طريق الإتحاد السوفيتي حسب سجلات جروميكو و برجنيف؟ و توقف قوات البعث السوري فعلا عن القتال يوم 8 أكتوبر 1973
ثالثاً: أن يشرح فخامته أمام الشعب السوري لماذا لم تقم قيادة البعث السوري بعمل حرب استنزاف على جبهة الجولان بعد حرب 1967 كما حدث في الجبهة المصرية؟ حتى يتم دحض تطابق شهادات كل من أحمد أبو صالح و رئيس وزراء الأردن السابق سعد جمعة و الوزير السوري المفوض بمدريد دريد المفتي بأن المقابل من أخذ الجولان فقط هو ضمان وجود البعث السوري في الحكم و هدوء جبهة الجولان؟
رابعاً: أخيراً، أود من فخامة الرئيس السوري بشار الأسد أن يقوم بشرح للشعب السوري ما دار في آخر مفاوضات السلام مع إسرائيل في جنيف و التي أعطى فيها ساسة البعث السوري لإسرائيل أنهم من الممكن أن يقبلوا أن تكون معظم مناطق الجولان حدائق مفتوحة لزيارة الإسرائيليين و كذلك أن تكون مناطق منابع المياه في الجولان تحت سيطرة إسرائيل حسب ما جاء في مصدرين منفصلين:
الأول جريدة دير شبيجل الألمانية عدد 22 يناير 2007
وهذا هو
الرابط:
http://www.spiegel.de/international/...461296,00.html
(تم ترجمه النص في موقع جوجل )
و الثاني ما نقلته صحيفة القدس العربي عدد 6189 الصادرة يوم 29 إبريل 2009 صفحة 9 ، حيث يتطابق مع ما جاء في جريدة دير شبيجل.
خامساً: أن يسترسل فخامته في الإسهاب التفصيلي المتعمق كيف فشلت قيادة البعث السوري في حرب أكتوبر 1973؟
- فإن كان المبرر هو أن مصر أوقفت القتال، فكيف أستسيغ هذا التبرير و قد بدأت إسرائيل بالهجوم المضاد أولاً على مصر يوم 8 أكتوبر بينما و صلت قوات البعث السوري في نفس يوم 8 أكتوبر لبحيرة طبريا، و عندما دحرت مصر الهجوم المضاد حتى يوم 9 أكتوبر أدرك ديان كما أعترف في مؤتمره الصحفي يوم 9 أكتوبر أن الهجوم الإسرائيلي في جبهة سيناء بدأ يفشل و أنه يجب أن يلتفت لجبهة الجولان ﻷنها ملاصقة لحدوده، وهو ما حدث أن بدأت إسرائيل هجومها المضاد يوم 9 أكتوبر بينما كانت مصر تكمل مهمتها في صد الهجوم المضاد الإسرائيلي.
- و إن كان المبرر هو أن معظم القوات الإسرائيلية كان مركزاً على الجولان، فكيف أستسيغ هذا و قد و صلت قوات البعث السوري لبحيرة طبريا يوم 8 أكتوبر و ((توقفت عن القتال)) بينما كانت مصر تواجه بداية الهجوم المضاد؟
و أن ديان أعترف في مؤتمره الصحفي يوم 9 أكتوبر أن التركيز على الجبهة السورية لم يتم إلا بعد فشل التركيز على الجبهة المصرية من أول يوم في حرب أكتوبر لصد المصريين لضفة القناة الغربية، و أن الهجوم المضاد على الجولان استمر يومين 9 و 10 أكتوبر ((بعد الهجوم على مصر)) و الذي بعده تحولت القوات الإسرائيلية بالكامل لجبهة سيناء. و كيف تكون معظم القوات الإسرائيلية في جبهة الجولان و القوات الإسرائيلية في جبهة الجولان عند بداية الحرب 4 ألوية مدرعة بينما أمام مصر 8 ألوية مدرعة. و انتهت الحرب بوجود 5 ألوية مدرعة فقط في منطقة الثغرة التي كان فيها شارون محاصراً
- و إن كان المبرر هو أن الدعم العسكري القتالي كان لمصر، فكيف أستسيغ إرسال الفرقة الثالثة العراقية و لواء مدرع أردني و لواء مشاة سعودي دخلوا المعارك التي كانت تحدث في العمق السوري.
-تجدر الإشارة أن الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل قال في برنامجه (مع هيكل) حلقة يوم 18 مارس 2010 أن السبب من وجهة نظرة لعدم شن سوريا حرب استنزاف على جبهة الجولان بعد حرب 1967 هو:-
" أن دمشق قريبة من خط وقف إطلاق النار على جبهة الجولان بعد نهاية حرب 1967، مما يجعل دمشق في مرمى المدفعية الإسرائيلية و يعرض دمشق ﻷن تدك بالمدفعية الإسرائيلية "
و بالمناسبة هذا العذر أو التبرير هو بالضبط أحد المبررات الذي تعطيه الحكومة السورية إذا ما قيل لها بفتح جبهة الجولان أو عمل مقاومة داخل الجولان، والرد على هذا التبرير بسيط:-
أولاً: إذا كان تخوف القيادة السورية من شن حرب استنزاف على جبهة الجولان بعد حرب 1967 هو أن دمشق سوف تدك بالمدافع الإسرائيلية، فلماذا لم تكن هذه الخشية عند الرئيس جمال عبد الناصر عندما شن حرب الاستنزاف على طول جبهة القناة؟
لقد كانت كل مدن القناة الرئيسية (السويس، الإسماعيلية، بورسعيد، بور توفيق، بور فؤاد) عرضة لقصف المدفعية الإسرائيلية اليومي أثناء حرب الاستنزاف مما جعل الرئيس جمال عبد الناصر يأمر بتهجير أهالي مدن القناة.
بل إن القاهرة - و هي العاصمة مثل دمشق - و كل المدن الرئيسية في مصر كانت سماؤها مكشوفة تماماً لغارات سلاح الجو الإسرائيلي، و كلنا يذكر الغارات على أبو زعبل و بحر البقر و مصانع نجع حمادي، مما جعل الرئيس عبد الناصر يذهب للإتحاد السوفيتي لطلب مجيء أطقم الدفاع الجوي السوفيتي.
و على الرغم من كل تلك المخاطر و العقبات (تعرض مدن القناة للقصف المدفعي ثم التهجير ، و انكشاف سماء مصر) فإن الرئيس جمال عبد الناصر أصر على شن حرب الاستنزاف.
ثانياً: أنه إذا كانت القيادة السورية تتعذر بعدم شن حرب استنزاف بعد حرب 1967 حتى لا تتعرض دمشق للدك من المدفعية الإسرائيلية، فلماذا إذن هربت هذه القيادة من دمشق إلى حمص آخذةً معها احتياطي البنك المركزي السوري كما جاء في شهادة الرائد خليل مصطفى في كتابه (سقوط الجولان) صفحة 190 و شهادة سامي الجندي في كتابه (كسرة خبز) و هي كذلك نفس الشهادة التي قالها أحمد أبو صالح بالصوت و الصورة التي نقلتها في مداخلتي الثالثة في هذا الموضوع :-
الرابط :
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/8...110F6E3.htm#L3
لهذين السببين لا يمكن أن يكون المبرر بعدم شن حرب استنزاف على جبهة الجولان بعد وقف إطلاق النار في حرب 1967 هو الخوف من مرمى المدفعية الإسرائيلية.
-تجدر الإشارة أن الرئيس بشار الأسد عندما سئل في حوار مع جريدة الشرق القطرية يوم 2 إبريل 2009 السؤال التالي: " لماذا لا تكوم هناك مقاومة في الجولان"
الرابط:
http://www.syriahr.c...observatory.htm
فكان رد الرئيس بشار الأسد هو:-
[ أما بالنسبة للمقاومة في الجولان فلديها أسباب موضوعية وخاصة أن الجولان في معظمه ليس فيه سكان وهذه أحدى النقاط وقد حصلت عملية تهجير للسكان في العام 1967 وبالتالي لا توجد فيه سوى أعداد بسيطة وعملية المقاومة تحتاج لحجم بشري وفي الجولان أبيدت القرى ولم يبق سوى 3 قرى مستقلة فلا يوجد لديك المتطلبات الأساسية للمقاومة، هذا بالإضافة إلى طبيعة الأرض وهي عامل آخر . وهناك نقطة أخرى انه في لبنان وفي فلسطين لا يوجد جيش نظامي يقوم بمقاومة إسرائيل والجيش صغير وفي مرحلة البناء. أما في سوريا فالجيش موجود وطور في العام 1967 وخاض حرب 1973 والمقاومة تنشأ عندما لا تكون هناك بنية دولة مهيأة آو محضرة بهدف تحرير الأرض ونحن بنية دولتنا بجيشها واقتصادها كل شئ فيها مخصص للتحرير، لذلك المقاومة لا توجد بشكل طبيعي ولابد أن يأتي اليوم ونتحرر بالسلام أو بالحرب ولكن عندما يفقد المواطن الأمل سيذهب باتجاه المقاومة بشكل أو بآخر ]
الرئيس بشار الأسد أتى بثلاثة أسباب لعدم وجود مقاومة في الجولان:-
0-السبب الأول:- لعدم وجود حجم بشري بأعداد كافية في الجولان ﻷن ذلك متطلبات أساسية لعمل مقاومة.
لكن الرد بسيط جداً على هذا المبرر، وهو أن المقاومة في جنوب لبنان عندما كان محتلاً لم يكن فيه الكثير من الناس أصلاً، بل و كانت المقاومة تتسلل من خارج جنوب لبنان إلى داخله.
و المقاومة التي أنشأتها مصر في سيناء أثناء احتلال سيناء قبل حرب 1973 (جبهة تحرير سيناء) لم يكن في سيناء أعداد كبيرة من الناس، بل هجر معظمهم، و على الرغم من ذلك قامت مصر بعمل مقاومة في سيناء.
و أخيراً، مبرر أن المقاومة داخل أراضي محتلة تحتاج لحجم بشري هو قول خاطئ تماماً عسكرياً ، ﻷن المقاومة هي أعمال حرب عصابات و كر و فر مثل أعمال منظمة تحرير سيناء ، و المقاومة ليست حرب تحتاج لجيوش و أحجام بشرية.
2- السبب الثاني: - طبيعة الأرض مختلفة عن جنوب لبنان
بالعكس، الجولان ذو طبيعة جبلية تماماً مثل جنوب لبنان. بل إن الطبيعة الجبلية ﻷي أرض تشجع على أعمال المقاومة التي هي كر و فر لما تعطيه الجبال من حماية و تمويه.
أما الأرض المكشوفة المنبسطة - كسيناء - فتكون فيها أعمال المقاومة أو حتى الحرب صعبة للغاية من حيث التمويه أو الحماية لعدم وجود عوائق طبيعية تساعد على التمويه و الحماية
3- السبب الثالث:- أن المقاومة لا توجد في الجولان ﻷن سوريا لها جيش نظامي ، و ﻷنه لا يوجد جيش نظامي في فلسطين و لبنان فإن هناك مقاومة بهما
حسناً، بماذا نسمي منظمة تحرير سيناء التي أنشأتها مصر داخل سيناء بعد حرب 67؟ و كانت تحت إشراف جمال عبد الناصر ثم أنور السادات بعده. كانت هذه المنظمة تقوم بأعمال المقاومة في سيناء و كان الجيش المصري موجود. فمن قال أن المقاومة تظهر فقط عندما لا يكون هناك جيش نظامي؟!!!!
هدانا الله و إياك يا فخامة الرئيس بشار.....
إن الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل يعطي دلائل و قرائن على خيانة البعث السوري لمصر في حرب 1967 في كتابه (الانفجار 1967) الفصل السادس : الباب السابع : صفحة 755 حيث يقول بالنص:
(و الشاهد أنه طوال أيامالقتال لم يحدث نشاط يذكر على الجبهة التي بدأت الأزمة بسبب الحشودالإسرائيلية عليها. و عندما تعقدت الأزمة بعد حشود الجيش المصري في سيناءو إغلاق خليج العقبة أمام الملاحة الإسرائيلية فإن الاهتمام كله ، بما فيذلك تركيز القوات الإسرائيلية، تحول إلى اتجاه سيناء ، ثم تحول في مرحلةلاحقة إلى الشرق في اتجاه الضفة الغربية للأردن و القدس.
وتلفت النظر مجموعة ظواهر لابد من دراستها بـتأن عندما تتاح الظروف:
1- أن عناصر في القيادة السورية - في ذلك الوقت - سارعت بعد أن تعقدتالأزمة إلى مقولة " إنه لم تكن هناك حشود على الجبهة السورية، و أنهم لايعرفون من أين جاء الإتحاد السوفيتي، و مصر بعده، بمعلوماتهم عن هذهالحشود - هذا بينما البيانات و التصريحات السورية و الإسرائيلية ، بما فيذلك تبليغات رسمية سورية إلى الأمم المتحدة، تقول بوجود هذه الحشود و تحددحجمها.
2- أن رسالة الملك حسين إلى الرئيس جمال عبد الناصر بواسطة الفريق عبدالمنعم رياض (في أول مايو 1967) كانت تشير إلى ضلوع عناصر في القيادةالسورية مع المخطط الذي وضع لنصب كمين لمصر، و يضاف إلى هذا أن بعض عملياتالتصحيح التي جرت في سوريا فيما بعد أشارت بطريقة غامضة إلى ارتباطاتمعينة بين عناصر نافذة في السلطة و بين " جهات استعمارية معروفة ("!
- و ما قاله الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في هذه الفقرة لا يحتاج لتأويل بأن البعث السوري ضالع في مؤامرة قذرة ضد مصر و الرئيس عبد الناصر
.
لاحظ أن قول الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل "أن عمليات التصحيح التي حدثت في سوريا بعد حرب 1967 أشارت أ، هناك ضباطبعث سوريين متورطين في الفخ الذي نصب لمصر و مرتبطين بجهات استعمارية
" منطبق مع ما ذكره أحمد أبو صالح في شهادته من أنه حدثت مواجهات بين البعثيين بعد حرب 1967 و كان أحدها المواجهة بين حافظ الأسد و الدكتور عبد الرحمن الأكتع وزير الصحة عام 1967، و التي بسببها استقال الدكتور الأكتع من منصبه عندما أحس أن هناك خيانة.
لكن ما يستوقف أي قارئ للفقرة السابقة هي الجملة التي قال فيها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل مايلي:
[ وتلفت النظر مجموعة ظواهر لابد من دراستها بتـأن ") عندما تتاح الظروف" )
و لا أدري ما هي الظروف التي يريدهاالكاتب الكبير محمد حسنين هيكل أن تكون متاحة له ليستوثق ممن خانوا مصر وساعدوا على نصب الكمين لها؟!
ما هي هذه الظروف المناسبة التي ينتظرها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل و الشهادات " المتطابقة" التي جئت بها من:
الرائد خليل مصطفى (ضابط المخابرات في جبهة الجولان عام 1967)، و رئيسالوزراء الأردني سعد جمعة ، و عبد الرحمن الأكتع وزير الصحة السوري أثناءحرب 1967، وشهادة الفريق فوزي، وشهادة الملك فيصل آل سعود ، و ساميالجندي.
((كل )) هذه الشهادات كان قبل طباعة الطبعة الأولى لكتاب ( الانفجار 1967)!!
بل إن الشهادات لكل هؤلاء - ما عدا شهادة الملك فيصل و أحمد أبو صالح - كانت قبل وفاة الرئيس عبد الناصر !
هذا بالإضافة للخطاب الذي أرسله الملك حسين - رحمه الله - لعبد الناصر و الذي أخذ علماً به الكاتب الكبير هيكل قبل قيام الحرب بشهر كما ( أعترف) بذلك في كتابه (الانفجار 1967) و الذي يخطر الملك حسين في هذه الرسالة الرئيس عبد الناصر بخطة الفخ الذي نصب لمصر بسبب خيانة البعث السوري.
ثالثاً: حقيقة من طلب رفع حظر البترول عام 1973
- و تفاصيل هذا الموضوع سوف اوردة في هذا البحث بعنوان
[قرار رفع حظر البترول بعد حربأكتوبر 1973]
-و هي حقيقة أن حافظ اﻷسد هو من طلب رفعالحظر عن البترول في مقابل أن تبدأ أمريكا بالتدخل لعمل فض اشتباك بينالقوات الإسرائيلية و السورية كما جاء على لسان وزير الخارجية المصري فيذلك الوقت إسماعيل فهمي. و هذا عكس ما يفتريه البعض في الإعلام البغيض واﻷلسن التي تريد تصفية حسابات شخصية حتى و إن كان نتيجة ما يقولونه هوتشويه سمعة مصر ((بالباطل و اﻹفك)).
-في فصل كامل بعنوان "نهاية ضخ البترول و اتفاق فك اﻹرتباط السوري اﻹسرائيلي" في كتابه (التفاوض من أجل السلام في الشرق اﻷوسط) يقول وزير الخارجية اﻷسبق إسماعيل فهمي صفحة 133 في بداية هذا الفصل:-
-[ عقب توقيع اتفاق فك اﻹشتباك اﻷول بين مصر و إسرائيل يوم 18 يناير 1974 بدأت دمشق حملة للإساءة إلى مصر. وقد تمت هذه الحملة التي لا مبرر لها و التي لم تكن متوقعة من خلال وسائل اﻹعلام و القنوات الدبلوماسية. وكانت موجهة فوق كل شيء ضد العالم العربي. وقد اشترك الرئيس اﻷسد في هذه الحملة بصفة شخصية، غير أن الدور اﻷكبر فيها لعبه وزير خارجيته عبد الحليم خدام. فاتهم اﻷسد و خدام مصر بأنها خانت القضية العربية بصفة عامة، وخانت شريكتها الوحيدة في حرب أكتوبر ضد إسرائيل بصفة خاصة. وكنا في مصر نتتبع عن كثب حملة التشهير السورية. و نستقبل مبعوثين من العالم العربي ينقلون إلينا وجهة النظر السورية. ولم أكن قلقاً جداً على أية حال، لأنني كنت متأكداً تماماً أن هذه الحملة لن تبقى طويلاً، و أنه في النهاية سوف يدرك الجميع بما فيهم سوريا أن الوقائع لا تؤيد هذه اﻹتهامات. واكتفيت بأن أستنكر من وقت ﻵخر هذه الحملة المسمومة، وكنا في نفس الوقت نرسل مبعوثين إلى رؤساء الدول العربية لنشرح لهم ما كان يحدث في أسوان بالضبط لنثبت ضعف الموقف السوري. وعندما أدركت الزعامة السورية في النهاية أنها تقوم بعمل لا طائل من ورائه، ليس في الخارج فحسب بل في الداخل أيضاً، حيث كان الرأي العام مقتنعاً فيما يبدو بشرعية التحرك المصري: بدأت القاهرة في تلقي إشارات من سوريا مباشرة و بصورة غير مباشرة من دول عربية أخرى بأن الوقت قد حان ﻷن تحاول مصر جادة تحقيق اتفاق فك اشتباك مماثل على الجبهة السورية، و كنا مستعدين غير أنه كانت هناك عقبتان كبيرتان في طريق مثل هذا اﻹتفاق و هما: إصرار و واشنطن على أن ترفع الدول العربية تماماً الحظر الذي كان مفروضاً على البترول قبل أن تتدخل مرة أخرى وثانياً: مشكلة أسرى الحرب. وكان من المُتَعيَّن أن يتم إزالة هاتين العقبتين قبل أن تتمكن مصر من القيام بخطوات للتأثير على واشنطن للتحرك و لتمارس ضغطاً على إسرائيل للتفاوض بشأن فك اشتباك على الجبهة السورية. وأدرك اﻷسد نفسه هذا في النهاية. و أبدى بصورة "غير علنية"علامات تدل على أنه لن يعارض رفع الحظر البترولي. وأدت مبادرة اﻷسد إلى عقد مؤتمر قمة عربي صغير في الجزائر في 13 فبراير 1974 و حضر هذا المؤتمر الرئيس الجزائري بومدين و الملك فيصل عاهل السعودية و الرئيس السوري اﻷسد و الرئيس السادات. ]
--و بعد أن وصف إسماعيل فهمي أجواء اﻹجتماع و مواجهة الملك فيصل الصريحة للرئيس حافظ اﻷسد حول حقيقة سقوط الجولان عام 1967 و التي أوردتها في موضوع "ما قاله الملك فيصل آل سعود عن سقوط الجولان في 1967" في ماذكرتة بالأعلى ، يكمل وزير الخارجية اﻷسبق إسماعيل فهمي صفحة 134:-
-
-[ فبعد العديد من اﻹجتماعات غير الرسمية إستدعى رؤساء الدول اﻷربع وزير الدولة السعودي للشئون الخارجية عمر السقاف، كما إستدعوني. و في بداية اﻹجتماع نظر السادات إلى اﻷسد و أشار إلي قائلاً: "أخي الأسد: إن فهمي هو الرجل الوحيد الذي يستطيع أن يحصل لك على اتفاق فك اشتباك أول على الجبهة السورية" ثم وجه السادات حديثه إلي قائلاً: " سافر إلى و اشنطن و أحضر كيسنجر إلى دمشق ليبدأ جولات مكوكية للتفاوض بشأن فك اشتباك على الجبهة السورية" وأجبت قائلاً : إنه ليس من الضروري أن أب إلى واشنطن بنفسي بل من الممكن ببساطة أن أطلب من كيسنجر السفر إلى دمشق، و ذلك من خلال القنوات الدبلوماسية، فقال السادات : " إنني أفهم لماذا لا يريد فهمي السفر، فإن لديه ارتباطات مسبقة مع بومبيدو و تيتو" و أضاف بقوله "لا تقلق يا إسماعيل فسوف أتصل بهما، و أطلب منهما تأجيل مواعيدك" و استطرد السادات يقول: " لقد اتفقنا على أن يسافر كل من السقاف و فهمي من الجزائر إلى واشنطن لمقابلة الرئيس نيكسون و ليطلبا منه أن يصدر تعليماته إلى كيسنجر بالعودة إلى المنطقة لتحقيق فك اﻹشتباك على الجبهة السورية. و أكثر من هذا فإنكما مخولان ﻷن تبلغا الرئيس نيكسون بأن رؤساء الدول وافقوا على أن يتم رسمياً رفع الحظر على البترول خلال أسبوعين، كما أن الرئيس اﻷسد وافق على تقديم قائمة بأسماء أسرى الحرب اﻹسرائيليين الموجودين في سوريا إلى واشنطن". و قال الرئيس اﻷسد مبتسماً : "فهمي، سوف أرسل إليك القائمة اﻷصلية لتسلم إلى نيكسون باﻹضافة إلى نسخة أخرى لك أنت.]
-ثم يلخص وزير الخارجية اﻷسبق إسماعيل فهمي نتائج زيارته لواشنطن مع عمر السقاف وزير الدولة السعودي للشئون الخارجية و مقابلته الرئيس اﻷمريكي نيكسون و كيسنجر صفحة 141:-
-[ واستقبلنا الرئيس نيكسون - السقاف و أنا - في البيت اﻷبيض في 19 فبراير 1974. وكان هنري كيسنجر حاضراً أيضاً. و نقلنا إلى الرئيس نيكسون الرسالة الرسمية التي حملنا إياها رؤساء الدول اﻷربع في الجزائر: أولاً: قرروا رفع حظر البترول خلال أسبوعين. و ثانياً: وهم يتوقعون من الرئيس نيكسون في مقابل هذا أن يطلب من وزير خارجيته إجراء اتصالات مع كل من سوريا و إسرائيل بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن فك اﻹشتباك بين قوات الطرفين في مرتفعات الجولان. ثالثا: وافق الرئيس اﻷسد - حتى يساعد اﻷمريكيين فيما يبذلونه من جهد - على أن يقدم إليهم قائمة أسرى الحرب اﻹسرائيليين كدليل على نواياه الطيبة و المخلصة. و قد سر الرئيس اﻷمريكي نيكسون كثيراً لهذا، وأصدر تعليماته إلى كيسنجر بـأن يتصل بكل اﻷطراف، و أن يبدأ العمل من أجل تحقيق هذه الغاية.]
-و يكمل إسماعيل فهمي ليصف نهاية هذا الاجتماع الهام صفحة 142:-
-[ وبعد اﻹجتماع صحبنا نيكسون حتى حديقة البيت اﻷبيض حيث أصر على أن نقول بضع كلمات للصحافة. وتحدث نيكسون أولاً إلى الصحفيين ليشير إلى أن اجتماعه معنا كان بناءً جداً، و أنه أصدر تعليماته إلى وزير الخارجية بأن يسافر إلى الشرق اﻷوسط ليساعد سوريا و إسرائيل على التفاوض بشأن فك اﻹشتباك بين قواتهما. و بناء على طلب نيكسون أبلغت الصحافة بأنباء مهمتنا و تقدير الدور اﻷمريكي، ولكني "لم أشر إلى قرار رفع حظر البترول " وبعد هذا صحبني الرئيس نيكسون إلى سيارتي، العمل الذي قدرته ﻷنه يدل على تقديره للدور المصري في الشرق اﻷوسط، وعلامة ذات دﻻلة على تطور العلاقات الثنائية بين مصر و الولايات المتحدة.]
-ثم يصف كيف تم إقرار رفع الحظر عن تصدير البترول في منظمة مصدري البترول ﻷقطار الدول العربية (الأوبك) في فيينا حيث يقول في صفحة 143:-
-[ ثم عقد اﻹجتماع في النهاية في فيينا يوم 18 مارس 1974 و تم اﻹتفاق على النقاط التالية:
(1) يتم رفع حظر البترول ضد الولايات المتحدة دون شروط، وأن يعاد النظر في هذا القرار عندما يعقد اجتماع أوبيك في أول يوليو في القاهرة.
(2) أن تعامل كل من إيطاليا و ألمانيا اﻹتحادية كدولتين صديقتين و بالتالي يتم الوفاء باحتياجاتهما
(3) أن يستمر الحظر ضد هولندا ا]
-ثم يستمر وزير الخارجية اﻷسبق إسماعيل فهمي في تفاصيل التحرك اﻷمريكي للمساهمة كوسيط سياسي لإنجاز اتفاق فض الاشتباك على الجبهة السورية و رحلات كيسنجر المكوكية بين دمشق و تل أبيب و كيف كانت مصر تتابع كما اتفق أثناء مؤتمر الجزائر بواسطة إسماعيل فهمي - بصفته وزيرا للخارجية المصرية - نتائج هذه الجولات من كيسنجر و جروميكو و إيلتس - سفير أمريكا في القاهرة - إلى أن يصل إلى مرحلة تعثر مساعي كيسنجر و عندها يصف إسماعيل فهمي وزير الخارجية آنذاك ما حدث و كيف ساعدت مصر
- وتحديدا الفريق محمد عبد الغني الجمسي - سوريا في الجانب العسكري من اتفاقية فض اﻹشتباك مع إسرائيل، حيث يقول صفحة 147:-
-[ وعندما تلقيت الرسالة التي هدد فيها كيسنجر بالتخلي عن مهمته أجبته على الفور ألاّ يفعل و أن يعود إلى واشنطن في غضون أربع و عشرين ساعة، وأن يحاول التحدث مع الرئيس اﻷسد بطريقة أكثر تصالحاً. وقد أوضحت لكيسنجر الخطوط العريضة لمثل هذا اﻷسلوب، وقلت لكيسنجر: إنني سوف أرسل رئيس اﻷركان الفريق الجمسي ليقابل الرئيس اﻷسد و مساعديه في محاولة لتهدئة اﻷمور، و لإقناعهم بتوقيع اتفاق فك اﻹشتباك.
-وعندما أبلغت الرئيس السادات برسالة كيسنجر و بنيتي أن أرسل الفريق الجمسي وافق على هذا. و كان الفريق إسماعيل وزير الحربية يشك كثيراً في إمكانية النجاح، ولم يكن يرحب بفكرة إرسال الفريق الجمسي، وعلى أية حال سافر الجمسي إلى سوريا. و في دمشق قابل الجمسي الرئيس اﻷسد، وبعد تبادل و جهات النظر بصورة تمهيدية إستدعى الرئيس اﻷسد زملاءه العسكريين و بعض المستشارين، وشرح لهم الفريق الجمسي باستخدام الخرائط التفاصيل المعقدة لاتفاق فك اﻹشتباك و قال: إنه سوف يؤدي وظيفة مهمة كخطوة أولى لدعم وقف إطلاق النار غير المستقر على الجبهة السورية. وحيث أن السوريين يعرفون الفريق الجمسي و تاريخه العسكري الممتاز و نزاهته التي لا يشوبها شيء فقد وثقوا فيه و تقبلوا الحجج التي أوردها. و عندما لاحظ الرئيس اﻷسد تغير اﻹتجاه بين زملائه سألهم فجأة عما إذا كانوا اﻵن يفهمون المقترحات و عما إذا كانوا مستعدين لقبولها. و عندما أومأ الضباط السوريون بالموافقة أنهى الرئيس الأسد اﻹجتماع و خول للفريق الجمسي حق القول: بأن سوريا مستعدة لقبول اتفاق فك اﻹشتباك، وعاد الجمسي ليعلن لي عن نجاحه، فأبلغت الرئيس السادات و أرسلت إلى كيسنجر أبلغته فيها أنه يستطيع أن يعود آمناً إلى دمشق اﻵن حيث تم أخيراً تمهيد الطريق لإبرام اتفاق فك الاشتباك على الجبهة السورية. و كان كيسنجر يشعر بتقدير كبير للجهود التي بذلناها، وسافر إلى سوريا. وتم بالفعل اﻹتفاق على فك اﻹشتباك يوم 31 مايو حيث قبلت كل من إسرائيل و سوريا فصل قواتهما، و إيجاد منطقة عازلة تحرسها قوات تابعة للأمم المتحدة، و أن يتم بالتدريج تخفيض القوات]
-و يختم إسماعيل فهمي حقبة ربط طلب الرئيس اﻷسد يرفع حظر تصدير البترول و ربطه بإنجاز اتفاق فض اشتباك على الجبهة السورية اﻹإسرائيلية فيقول في صفحة 149:-
-[ وكما كان متوقعاً بدأت أجهزة اﻹعلام السورية حملة ضخمة تمجد قدسية السياسة السورية و زعامة الرئيس اﻷسد للعالم العربي. وكان السوريون يفاخرون بالفرق الكبير بين اتفاقيتي فك اﻹشتباك السوري و المصري، و ظلوا يكررون هذا و غيره من الشعارات كثيرا لدرجة أنهم أقنعوا أنفسهم بأن هناك فروقاً جوهرية. فمثلاً زعمت دمشق أن أحد الفروق اﻹساسية هو أن مصر قبلت بقاء قوة الطوارئ في المنطقة العازلة بين الجيشين المصري و اﻹسرائيلي، بينما سوريا لم تقبل وجود مراقبين تابعين للأمم المتحدة. وكان السوريون بالفعل قد رفضوا في بداية اﻷمر أثناء المفاوضات وجود قوة الطوارئ. وقد هددت هذه المشكلة بوقف المفاوضات ﻷن إسرائيل أصرت على تمركز قوة الطوارىء في المنطقة العازلة. و عندما أبرق لي كيسنجر قائلاً: إنه دخل في طريق مسدود بصدد هذه المشكلة، نصحته بأن يقترح على السوريون أن يحرس مراقبوا اﻷمم المتحدة في المنطقة العازلة بدلاً من قوة الطوارئ، ولكن بعدد أكبر كثيراً. و قد رحب السوريون بهذا اﻷسلوب الذي ((ينقذهم من الحرج))، و قبل اﻹسرائيليون اﻹقتراح أيضاً. وقد إخترت هذا المثال ﻷوضح كيف يشوه السوريون الحقائق ((ﻷغراض الدعاية)) و كيف يضعيون وقت و جهد الجميع للمحافظة على ((واجهة التشدد)). و على الرغم من الدعاية السورية فإن الروابط السياسية بين مصر و سوريا عادت إلى طبيعتها بعد توقيع اتفاق فك اﻹشتباك السوري اﻹسرائيلي]
-هذا ما قاله بالتفصيل وزير الخارجية اﻷسبق إسماعيل فهمي عن قرار رفع الحظر تصدير البترول عن الولايات المتحدة و بعض دول أوروبا.
-خلاصة القول:-
-1- أن قرار رفع حظر البترول العربي لم يطلبه الرئيس السادات كما أدعى الفريق الشاذلي.
كان أجدى على الفريق الشاذلي الا يفتى بما لا يعلم خصوصاً و أنه ترك العمل في الدولة " مسرحا" من الجيش أثناء حرب أكتوبر و حل محله المشير الجمسي. بل كان اﻷجدر و نزاهة الموقف تقتضي من الفريق الشاذلي أن يعطي وثائق تدلل على كلامه أن السادات هو من طلب رفع حظر البترول، وللأسف لم يفعل ذلك و قال كلاما مرسلا لا دليل موثق يسنده. بل أنه لم يكلف نفسه عناء الرجوع إلى وثائق من كانوا ((داخل العمل السياسي)) أثناء هذه المرحلة، حيث أن هذه الوثائق كانت موجودة يستطيع أن يقرأها سيادته، فضلا عن أن أصحابها لهم خلاف معروف مع الرئيس السادات. لكن الفرق بين شهادة هؤلاء و شهادته أن هؤلاء الناس - مثل إسماعيل فهمي و الجمسي - لديهم من النزاهة ما يكفي لقول الحق و إعطاء الفضل ﻷصحابه حتى و إن كانوا على خلاف معهم، فضلا عن أنهم كانوا داخل غرف صنع القرار وهو مالم يكن متاحاً للشاذلي ليدعم اتهاماته للسادات، بل إن شهادته مجروحة أصلاً ﻷنها يعوزها الوثائق. التاريخ ملك اﻷمم، فلا يصح تشويهه لأسباب تصفية حسابات شخصية، و هذه شيم الناس النزيهين الأصلاء الوطنيين المخلصين من أمثال الجمسي و إسماعيل فهمي.
-2- أن سوريا و الرئيس اﻷسد هو من طلب من الدول العربية رفع الحظر عن تصدير البترول في مقابل مساهمة الدول العربية لمطالبة الولايات المتحدة للتدخل في عمل اتفاق فض اشتباك مماثل بين سوريا و إسرائيل
-3- أن حافظ اﻷسد قام بحملة إعلامية مسمومة على مصر لتشويه سُمعتها بعد اتفاقية فض اﻹشتباك اﻷول (و بالمناسبة قام بنفس العمل بعد فض اﻹشتباك الثاني)، و بعدما أدرك أن كل جهده يذهب هباء طلب حافظ اﻷسد من مصر أن تساعده للضغط على أمريكا لتبذل جهودها من أجل عمل فض اشتباك بين إسرائيل و سوريا.
-[ هل رأيتم أخس من ذلك؟ يسبني ثم عندما يجد نفسه يائسا متورطا يطلب نجدتي]. وعندما أدرك أن أمريكا تضغط من أجل رفع الحظر على البترول في مقابل فض اﻹشتباك مع إسرائيل أبدى حافظ اﻷسد موافقته.
-4- أن الرئيس السادات - رحمه الله - وافق أن يساعد حافظ اﻷسد على عمل فض اﻹشتباك مع إسرائيل، حيث طلب من إسماعيل فهمي أمام رؤساء قمة الجزائر أن يذهب إلى واشنطن مع وزير الشئون الخارجية السعودي - عمر السقاف - لمقابلة الرئيس اﻷمريكي نيكسون و حثه على إرسال كيسنجر للمنطقة. وهو ما طلبه أساساً حافظ اﻷسد بل و أعطى نسخة من قائمة اﻷسرى التي لديه إلى إسماعيل فهمي لإعطائها لكيسنجر.
-5- أن أسلوب السياسة السورية - كما ذكر إسماعيل فهمي و برهن عليه - هو تشويه الحقائق ﻷغراض الدعاية اﻹعلامية للحفاظ على ((واجهة التشدد)). و هي الدول العربية التي تتخذ لنفسها المظهر الثوري ﻷغراض الدعاية اﻹعلامية في العالم العربي و تفعل مواقف أخرى في السر. مثل الحملات الإعلامية المسمومة بعد اتفاق فض الاشتباك اﻷول ثم التراجع عنها عند التورط.
-6- أن الرئيس السادات هدد بأنه إن لم يُسمح للمواد بدخول قطاع السويس فسوف يصفي قوات إسرائيل غرب القناة و تم إخطار أمريكا بهذا القرار السياسي، وهو ما جعل إسرائيل ترضخ لهذا يوم 29 أكتوبر 1973، أي قبل تبادل اﻷسرى أو فك حصار باب المندب أو حتى اﻹتفاق على أي شيء مع مصر. و هذا يدلل على الوضعية العسكرية السيئة للقوات اﻹسرائيلية، بل و يتطابق مع اعتراف شارون بأن قواته أصبحت كالرهينة في أيدي القوات المصرية إذا تجدد القتال. و هذا الوضع السيئ جعل ريتشارد نيكسون رئيس الولايات المتحدة أن يعطي ضماناً مكتوباً لإسماعيل فهمي و الذي لم يعترف به الرئيس السادات كما أقر بذلك إسماعيل فهمي.
-في النهاية كما هو واضح أن الواقع العسكري و السياسي للقوات المصرية كما ذكرت في الكلام السابق لم يكن أبداً ضاغطا على الرئيس السادات كي يطلب من الدول العربية المصدرة للبترول أن ترفع حظر تصدير البترول. بالإضافة لما قاله وزير الخارجية الأسبق إسماعيل فهمي عن قرار رفع حظر البترول و الذي قمت بنقله من مذكراته ، و هو أن الرئيس السادات رحمه الله لم يطلب رفع حظر البترول عن الغرب و إنما حافظ الأسد هو من طلب ذلك.