الحرب الجوية
صناعة الجو - فضاء في الشرق الاوسط
بقلم: تيم ريبلي
كمنطقة تتمتع باقتصاد ينمو بسرعة، يفخر الشرق الاوسط بصناعة جو فضائية تتوسع نابضة بالحياة. وان الخطوط الجوية في الشرق الاوسط، مثل خطوط الامارات الجوية والخطوط الجوية في الخليج والخطوط الجوية القطرية، هي خطوط مشهورة عالميا. اما الصناعة الجو فضائية العسكرية في المنطقة، فليست معروفة تماما، الا انها تفخر ببعض القدرات المهمة التي تتمتع بمضامين مهمة بالنسبة للقوات الجوية في المنطقة. وتعتبر بلدان عديدة في الشرق الاوسط انشاء وتوسيع صناعات جو فضائية عسكرية محلية هي وسيلة تجتذب استثمارا خارجيا وتوجد فرص اعمال للسكان المتزايدين.
ان صفقة المملكة العربية السعودية مع المملكة المتحدة لاقامة مرفق تجميع في المملكة لمقاتلات (Eurofighter Typhoon)، لها مغزى وتأثير كبيرين على المنطقة، وتبين ان بلدان الشرق الاوسط لم تعد بعد الان مجرد مشترية للمعدات العسكرية، بل تريد الوصول الى التكنولوجيات العسكرية الغربية المتقدمة.
الاردن
يملك الاردن منذ وقت طويل جيشا كبيرا وورشات للقوة الجوية تؤمن نظما فرعية متخصصة وصيانة المعدات. وكان دائما يسعى ايضا لانشاء صناعة دفاعية متكاملة. وقد انشأ في هذا الخصوص بموجب مرسوم ملكي في آب"اغسطس العام ١٩٩٩ مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير (KADDB). وانشىء المركز كوكالة عسكرية - مدنية مستقلة تملكها الحكومة ضمن القوات المسلحة الاردنية (JAF). والمكتب مسؤول مباشرة امام الملك عبدالله الثاني، وهو مسؤول عن توحيد البحوث العسكرية وجهود التطوير داخل الاردن بقصد انشاء قاعدة صناعية مستدامة. وان جزءا من دور المركز يقضي بتأمين قدرة محلية تزود خدمات علمية وتقنية مستقلة عالية الجودة وفعالة بتكاليف متدنية للقوات المسلحة الاردنية. ويسعى الملك عبدالله الثاني في السعي الى انشاء صناعة دفاعية على خطى والده الراحل الملك حسين، الذي انشأ في عام ١٩٩٧ شركة الموارد والتطوير الوطنية (NRDC) لتصبح رأس الحربة في تطوير صناعة دفاع محلية.
اشتركت صناعة سلاح الجو الاردني في السنوات الاخيرة في صناعة معدات الملاحة وتجربتها. خضعت اول طائرة من طراز (C-130 Hercules) لتجديد رئيسي في قاعدة ماركا (Marka) الجوية بمشاركة شركة (Marshalls) في كامبريدج وتم تسليمها لسلاح الجو الاردني الملكي في العام ٢٠٠١، وتبعها منذ ذلك الوقت طائرات اخرى، بما فيها تلك التي تشغلها وكالات دولية.
في العام ١٩٩٩، انشأ سلاح الجو الاردني الملكي (RJAF) شركة النظم الجوية الاردنية (JAS) لتنفذ اصلاح وصيانة الطائرات في قاعدة (Marka) الجوية بالقرب من عمان. وكانت تضم نحو ٥٠ موظفا يعملون في اصلاح وصيانة طائرات (C-130s) و(737) وطوافات (UH-1Hs). وكان بين زبائنها العراق وسيريلانكا وسلاح الجو الاردني الملكي (RJAF).
وفي ايلول"سبتمبر العام ٢٠٠٣، اعلن ان مركز الملك عبدالله الثاني (KADDB) وشركة طيران (Seabird) الاسترالية اقامتا شركة مشتركة لتزويد الاردن بطائرات مراقبة (Seeker SB7L-360) على مستوى منخفض. واعلن ان الشركة، التي اطلق عليها اسم (Seabird Aviation Jordan)، قد تشتري في البداية هذه الطائرات بناء على مطلب العراق لطائرات الدورية على مستوى منخفض لحماية حقول النفط الواسعة وخطوط الانابيب المعرضة للخطر بازدياد. وقد تقرر في البداية تجميع الطائرات المصنوعة في اوستراليا في قاعدة (Marka) الجوية، على ان يبدأ الانتاج في الاردن اعتبارا من العام ٢٠٠٦ والتحول الى مرافق جديدة في مطار الملكة عاليا الدولي عندما يرتفع الانتاج الى نحو ٦٠ وحدة في السنة. واعلن في آب"اغسطس عام ٢٠٠٤ ان مركز الملك عبدالله الثاني (KADDB) شكل شراكة مع الشركة الخاصة للصناعات الجوفضائية الاردنية (JAI) لينتجا معا مركبات جوية دون طيار للمراقبة واخرى تستخدم كأهداف. واطلق على الشركة الجديدة اسم النظم البعيدة المتقدمة الاردنية (JARS). وكان متوقعا اجراء تجربة على نظام المركبة الاولى المسيّرة من بعيد (RPV) في غانا (Ghana) في حزيران"يونيو عام ٢٠٠٨، كما كان متوقعا تقديم طلب الانتاج الاول على النظام في اواسط عام ٢٠٠٨ نيابة عن القوات المسلحة الاردنية.
المملكة العربية السعودية
تفتخر المملكة العربية السعودية بامتلاك اكبر قوة جوية في شبه الجزيرة العربية، وهي في سياق اطلاق مجهود شراء رئيسي لتحديث مخزونها من الطائرات القتالية والطوافات. وتبدي القوات المسلحة السعودية اهتماما خاصا، تعزيزا لمشاريع المشريات الجديدة هذه، في تطوير طاقة الدعم اللوجستي القائمة محلياً، التي تشكل متابعة لعملية بدأت قبل ٢٠ سنة تقريبا، وكانت تزداد زخما منذ اواخر التسعينات، وتأتي في صميم هذه الجهود شركة طائرات السلام (AAC)، وهي شركة مشتركة انشئت في عام ١٩٨٨ تحت رعاية وزارة الدفاع في المملكة العربية السعودية وبرنامج المبادلة الاقتصادية للطيران. واعلنت الشركة ان حصتها من الاسهم تتألف اصلا من ٥٠ في المائة لمجموعة (Boeing) للتكنولوجيا الصناعية (BITG) و٢٥ في المائة للخطوط الجوية السعودية و١٠ في المائة لشركة الصناعات المتقدمة السعودية و١٠ في المائة لشركة الاستثمار الخليجية و٥ في المائة لشركة التصنيع الوطنية. واعلنت شركة (Boeing) في العام ٢٠٠٦ عن حصولها على ١٠ في المائة اضافية من حصص الاسهم.
تقول الشركة من مركز عملياتها الرئيسي في منطقة الحظائر الصناعية في مطار الملك خالد الدولي، شمال العاصمة السعودية، الرياض، انها تستخدم حاليا ٢٥٠٠ عامل يعملون في سلسلة واسعة من المشاريع العسكرية وصيانة الطائرات المدنية. ويتألف هذا الموقع من ثلاث حظائر واسعة مبردة تستطيع كل حظيرة ان تأوي طائرات بحجم طائرة (Boeing 747-400)، وهي حظائر عسكرية متخصصة مع سلسلة واسعة من قدرات الدعم، تشمل ورشة لاصلاح التالف من قطع المواد المركبة.
ان شركة السلام هي المزود الرئيسي حاليا لدعم صيانة اسلحة الطيران العسكرية السعودية، وتقول ان ١٨٠٠ عامل - ثلاثة ارباع قوة العمل - يعملون حاليا في هذه البرامج، ولديها حاليا عقود مع سلاح الجو الاميركي (USAF) وشركة (BAE Systems) ووزارة الدفاع السعودية لدعم سلاح الجو السعودي الملكي (RSAF) وطائرات وطوافات قيادة الطيران في القوات البرية السعودية الملكية (RSLFAC). وقد اصبحت الشركة هي الآلية الرئيسية لاحلال السعوديين محل الاجانب في صناعة الطيران العسكري والمدني في المملكة، والتي تهدف الحكومة السعودية عبرها الى دفع الاستخدام المحلي في هذا القطاع الى ما فوق ٥٠ في المائة. على رغم ان الشكل النهائي لدورة المشتريات الدفاعية السعودية التالية هي سرية للغاية، اوحت مصادر صناعية عديدة في الشرق الاوسط ان شركة السلام سوف تلعب دورا رئيسيا في هذه الخطط، لا سيما في صفقتين متوقعتين مع المملكة المتحدة عبر شركة (BAE Systems). وان عمل التطوير على برنامج دعم طائرات (Tornado) لرفع مستوى طائرات سلاح الجو السعودي الملكي (IDS) الى مستوى مماثل لطائرات (Tornado GR4s) في سلاح الجو الملكي (RAF) البريطاني بدأ في موقع (Warton) التابع لشركة (BAE Systems) في المملكة المتحدة. وبعد انجاز هذه المرحلة، سوف تنجز شركة السلام تحويل اسطول طائرات (Tornado IDS) في سلاح الجو السعودي الملكي الى مستوى معزز.
ان المملكة العربية السعودية حريصة على توسيع مجال وحجم صناعة الطيران لديها اكثر، وتود الانتقال من صيانة الطائرات الى تحديثها والتجميع النهائي لهيكلها وانتاجها. ويوجد في صميم هذه الطموحات خطط لتجميع طائرات (Eurofighter Typhoon) في المملكة تحت راية مشروع السلام. وقد يبدو مرة ثانية ان شركة السلام هي الآلية المثالية لتتولى هذا العمل. وتفيد تقارير صحفية في الشرق الأوسط بأن السعوديين يأملون باستخدام ١٥٠٠٠ عامل وموظف في صناعة الطيران مستقبلاً، مما يعني ان الاستثمار في الموارد البشرية سوف يلعب دوراً حيوياً في هذه المشاريع الطموحة. وان الخبرة التي اكتسبتها شركة طائرات السلام حتى تاريخه سوف تكون مطلوبة بدرجة كبيرة اذا حققت صناعة الطيران في المملكة العربية السعودية قدراتها تماماً.
الامارات العربية المتحدة
ان شراء الامارات العربية المتحدة لطائرات (F - 16 Desert Falcon) من الولايات المتحدة الأميركية في اواخر التسعينات شكل تطوراً رئيسياً في الصناعة الجو فضائية في الامارات. اذ وافقت الامارات بموجب الصفقة على تمويل تطوير قدرات لم تكن في الخدمة في سلاح الجو الاميركي. وهذا ادى الى ان تدفع الامارات العربية المتحدة لشركة (Lockheed Martin) لتطوير هذه القدرات، ومنحت الحكومة الأميركية شركة L.M اذناً بالوصول الى مرحلة اجراء التجارب لاثباتها. وان مقداراً كبيراً من هذه التكنولوجيا لا سيما رموز البرمجية المرتبطة بهذه المشاريع هي حالياً في الامارات العربية المتحدة. وهذه هي المرة الأولى التي يجري فيها نقل التكنولوجيا بهذا المستوى الى بلد عربي.
تتمتع الامارات العربية المتحدة بتقليد عريق في صناعة الطيران عبر شركة الخليج لصيانة الطائرات (GAMCO)، التي كان لديها عقود عسكرية ومدنية كثيفة في الشرق الأوسط. ففي تشرين الثاني"نوفمبر العام ٢٠٠٧، منحت الشركة (GAMCO) نفسها اسماً جديداً هو تكنولوجيات طائرات ابوظبي (ADAT) بعد استثمار استراتيجي قامت به مجموعة الاستثمار التي تملكها الدولة وهي شركة التطوير (Mubadala) وهذا ابرز مشاركة الشركة (Mubadala) مع شركة (Dynco) في القطاع البري.
ان الشركة (ADAT) التي تتخذ من ابوظبي عاصمة الامارات العربية المتحدة مقراً لها هي المزوّدة الأولى للخدمات التقنية للطيران لصناعات الطيران التجاري والعسكري للخطوط الجوية الاماراتية وسلاح الجو الاماراتي، والدفاع الجوي. وتغطي عنابر الطائرات التي تملكها الشركة نحو ٤٢٠٠٠ متر مربع تقريباً، وتدعمها سلسلة واسعة من المكونات وورش تجديد المحركات واصلاحها ومختبرات التجارب والتخزين المضمون، اضافة الى خلية لاختبار قوة دفع المحرك حتى ٠٠٠ ١٠٠ رطل، بحيث تبلغ مساحة المرافق الاجمالية ٣٥،٥٧ هكتاراً. ويشكل مركز الصيانة والاصلاح والتجديد المتقدم (AMMROC) مركزاً اختصاصياً للصيانة والاصلاح والتجديد العسكري (MRO) في أبوظبي (ADAR) الذي انشىء لتزويد سلسلة واسعة من خدمات الصيانة والدعم لطائرات القوات المسلحة الاماراتية والقوات العسكرية الأخرى في ارجاء الشرق الأوسط ومنطقة شمال افريقيا.
وان مركز (AMMROC) هو مشروع مشترك تملكه شركة (ADAT) التي هي مشروع مشترك مع شركة (Sikorsky Aerospace Services) التي تقوم بأعمال بعد المبيع لشركة صناعة الطائرات والطوافات (Sikorsky).
في العام ٢٠٠٤، انشأت القوات العسكرية الاماراتية مركزاً للأبحاث والتكنولوجيا للمركبات الجوية دون طيار بتوجيه من سلاح الجو. ويقع موقع المركز في ابوظبي، وهو الأول من نوعه في منطقة الخليج العربي.
وقد اطلقت الامارات العربية المتحدة عدداً من المشاريع الجديدة لتنتج محلياً مركبات جوية دون طيار، تشمل مركبة (Al Sber)، التي هي نموذج من مركبة (Schiebel S - 100) ويجري تطوير البرنامج الثاني، (Apid 55)، وهو مركبة جوية دون طيار متعددة الأغراض، اصغر من سابقتها، بالتعاون مع الشركة السعودية (CybAero).
تقدير
يتمتع النمو السريع والطبيعة الديناميكية للصناعة الجوفضائية في الشرق الأوسط بمضامين واضحة رئيسية بالنسبة للقوات الجوية في المنطقة، التي كانت فيها الصناعة قوية في الاصلاح والتجديد منذ عدة سنوات، الا انها تسعى حالياً لتطور خبرة في مجالات كانت حكراً منذ وقت طويل على القوى الغربية، مثل دمج النظم والتجميع النهائي لطائرات القتال المتقدمة المعقدة.
اما الصفقة السعودية لتجميع ودعم طائرات (Eurofighter Typhoon) فانها تشكل أهمية كبيرة. كذلك شراء الامارات العربية المتحدة لنموذج فريد من طائرات (F - 16) بقدرات قوية، تفوق قدرات طائرات سلاح الجو الأميركي تشكل امكانية في "تغيير اللعبة". ومع ان الشرق الأوسط ليس جاهزاً ليكون مستقلاً عن الموردين من الخارج لحاجاته الدفاعية، الا ان المنطقة لا يمكن ان تعامل بعد الآن كمستهلك للمعدات العسكرية فحسب.
http://www.arabdefencejournal.com/article.php?categoryID=12&articleID=637
صناعة الجو - فضاء في الشرق الاوسط
بقلم: تيم ريبلي
ان صفقة المملكة العربية السعودية مع المملكة المتحدة لاقامة مرفق تجميع في المملكة لمقاتلات (Eurofighter Typhoon)، لها مغزى وتأثير كبيرين على المنطقة، وتبين ان بلدان الشرق الاوسط لم تعد بعد الان مجرد مشترية للمعدات العسكرية، بل تريد الوصول الى التكنولوجيات العسكرية الغربية المتقدمة.
الاردن
يملك الاردن منذ وقت طويل جيشا كبيرا وورشات للقوة الجوية تؤمن نظما فرعية متخصصة وصيانة المعدات. وكان دائما يسعى ايضا لانشاء صناعة دفاعية متكاملة. وقد انشأ في هذا الخصوص بموجب مرسوم ملكي في آب"اغسطس العام ١٩٩٩ مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير (KADDB). وانشىء المركز كوكالة عسكرية - مدنية مستقلة تملكها الحكومة ضمن القوات المسلحة الاردنية (JAF). والمكتب مسؤول مباشرة امام الملك عبدالله الثاني، وهو مسؤول عن توحيد البحوث العسكرية وجهود التطوير داخل الاردن بقصد انشاء قاعدة صناعية مستدامة. وان جزءا من دور المركز يقضي بتأمين قدرة محلية تزود خدمات علمية وتقنية مستقلة عالية الجودة وفعالة بتكاليف متدنية للقوات المسلحة الاردنية. ويسعى الملك عبدالله الثاني في السعي الى انشاء صناعة دفاعية على خطى والده الراحل الملك حسين، الذي انشأ في عام ١٩٩٧ شركة الموارد والتطوير الوطنية (NRDC) لتصبح رأس الحربة في تطوير صناعة دفاع محلية.
اشتركت صناعة سلاح الجو الاردني في السنوات الاخيرة في صناعة معدات الملاحة وتجربتها. خضعت اول طائرة من طراز (C-130 Hercules) لتجديد رئيسي في قاعدة ماركا (Marka) الجوية بمشاركة شركة (Marshalls) في كامبريدج وتم تسليمها لسلاح الجو الاردني الملكي في العام ٢٠٠١، وتبعها منذ ذلك الوقت طائرات اخرى، بما فيها تلك التي تشغلها وكالات دولية.
في العام ١٩٩٩، انشأ سلاح الجو الاردني الملكي (RJAF) شركة النظم الجوية الاردنية (JAS) لتنفذ اصلاح وصيانة الطائرات في قاعدة (Marka) الجوية بالقرب من عمان. وكانت تضم نحو ٥٠ موظفا يعملون في اصلاح وصيانة طائرات (C-130s) و(737) وطوافات (UH-1Hs). وكان بين زبائنها العراق وسيريلانكا وسلاح الجو الاردني الملكي (RJAF).
وفي ايلول"سبتمبر العام ٢٠٠٣، اعلن ان مركز الملك عبدالله الثاني (KADDB) وشركة طيران (Seabird) الاسترالية اقامتا شركة مشتركة لتزويد الاردن بطائرات مراقبة (Seeker SB7L-360) على مستوى منخفض. واعلن ان الشركة، التي اطلق عليها اسم (Seabird Aviation Jordan)، قد تشتري في البداية هذه الطائرات بناء على مطلب العراق لطائرات الدورية على مستوى منخفض لحماية حقول النفط الواسعة وخطوط الانابيب المعرضة للخطر بازدياد. وقد تقرر في البداية تجميع الطائرات المصنوعة في اوستراليا في قاعدة (Marka) الجوية، على ان يبدأ الانتاج في الاردن اعتبارا من العام ٢٠٠٦ والتحول الى مرافق جديدة في مطار الملكة عاليا الدولي عندما يرتفع الانتاج الى نحو ٦٠ وحدة في السنة. واعلن في آب"اغسطس عام ٢٠٠٤ ان مركز الملك عبدالله الثاني (KADDB) شكل شراكة مع الشركة الخاصة للصناعات الجوفضائية الاردنية (JAI) لينتجا معا مركبات جوية دون طيار للمراقبة واخرى تستخدم كأهداف. واطلق على الشركة الجديدة اسم النظم البعيدة المتقدمة الاردنية (JARS). وكان متوقعا اجراء تجربة على نظام المركبة الاولى المسيّرة من بعيد (RPV) في غانا (Ghana) في حزيران"يونيو عام ٢٠٠٨، كما كان متوقعا تقديم طلب الانتاج الاول على النظام في اواسط عام ٢٠٠٨ نيابة عن القوات المسلحة الاردنية.
المملكة العربية السعودية
تفتخر المملكة العربية السعودية بامتلاك اكبر قوة جوية في شبه الجزيرة العربية، وهي في سياق اطلاق مجهود شراء رئيسي لتحديث مخزونها من الطائرات القتالية والطوافات. وتبدي القوات المسلحة السعودية اهتماما خاصا، تعزيزا لمشاريع المشريات الجديدة هذه، في تطوير طاقة الدعم اللوجستي القائمة محلياً، التي تشكل متابعة لعملية بدأت قبل ٢٠ سنة تقريبا، وكانت تزداد زخما منذ اواخر التسعينات، وتأتي في صميم هذه الجهود شركة طائرات السلام (AAC)، وهي شركة مشتركة انشئت في عام ١٩٨٨ تحت رعاية وزارة الدفاع في المملكة العربية السعودية وبرنامج المبادلة الاقتصادية للطيران. واعلنت الشركة ان حصتها من الاسهم تتألف اصلا من ٥٠ في المائة لمجموعة (Boeing) للتكنولوجيا الصناعية (BITG) و٢٥ في المائة للخطوط الجوية السعودية و١٠ في المائة لشركة الصناعات المتقدمة السعودية و١٠ في المائة لشركة الاستثمار الخليجية و٥ في المائة لشركة التصنيع الوطنية. واعلنت شركة (Boeing) في العام ٢٠٠٦ عن حصولها على ١٠ في المائة اضافية من حصص الاسهم.
تقول الشركة من مركز عملياتها الرئيسي في منطقة الحظائر الصناعية في مطار الملك خالد الدولي، شمال العاصمة السعودية، الرياض، انها تستخدم حاليا ٢٥٠٠ عامل يعملون في سلسلة واسعة من المشاريع العسكرية وصيانة الطائرات المدنية. ويتألف هذا الموقع من ثلاث حظائر واسعة مبردة تستطيع كل حظيرة ان تأوي طائرات بحجم طائرة (Boeing 747-400)، وهي حظائر عسكرية متخصصة مع سلسلة واسعة من قدرات الدعم، تشمل ورشة لاصلاح التالف من قطع المواد المركبة.
ان شركة السلام هي المزود الرئيسي حاليا لدعم صيانة اسلحة الطيران العسكرية السعودية، وتقول ان ١٨٠٠ عامل - ثلاثة ارباع قوة العمل - يعملون حاليا في هذه البرامج، ولديها حاليا عقود مع سلاح الجو الاميركي (USAF) وشركة (BAE Systems) ووزارة الدفاع السعودية لدعم سلاح الجو السعودي الملكي (RSAF) وطائرات وطوافات قيادة الطيران في القوات البرية السعودية الملكية (RSLFAC). وقد اصبحت الشركة هي الآلية الرئيسية لاحلال السعوديين محل الاجانب في صناعة الطيران العسكري والمدني في المملكة، والتي تهدف الحكومة السعودية عبرها الى دفع الاستخدام المحلي في هذا القطاع الى ما فوق ٥٠ في المائة. على رغم ان الشكل النهائي لدورة المشتريات الدفاعية السعودية التالية هي سرية للغاية، اوحت مصادر صناعية عديدة في الشرق الاوسط ان شركة السلام سوف تلعب دورا رئيسيا في هذه الخطط، لا سيما في صفقتين متوقعتين مع المملكة المتحدة عبر شركة (BAE Systems). وان عمل التطوير على برنامج دعم طائرات (Tornado) لرفع مستوى طائرات سلاح الجو السعودي الملكي (IDS) الى مستوى مماثل لطائرات (Tornado GR4s) في سلاح الجو الملكي (RAF) البريطاني بدأ في موقع (Warton) التابع لشركة (BAE Systems) في المملكة المتحدة. وبعد انجاز هذه المرحلة، سوف تنجز شركة السلام تحويل اسطول طائرات (Tornado IDS) في سلاح الجو السعودي الملكي الى مستوى معزز.
ان المملكة العربية السعودية حريصة على توسيع مجال وحجم صناعة الطيران لديها اكثر، وتود الانتقال من صيانة الطائرات الى تحديثها والتجميع النهائي لهيكلها وانتاجها. ويوجد في صميم هذه الطموحات خطط لتجميع طائرات (Eurofighter Typhoon) في المملكة تحت راية مشروع السلام. وقد يبدو مرة ثانية ان شركة السلام هي الآلية المثالية لتتولى هذا العمل. وتفيد تقارير صحفية في الشرق الأوسط بأن السعوديين يأملون باستخدام ١٥٠٠٠ عامل وموظف في صناعة الطيران مستقبلاً، مما يعني ان الاستثمار في الموارد البشرية سوف يلعب دوراً حيوياً في هذه المشاريع الطموحة. وان الخبرة التي اكتسبتها شركة طائرات السلام حتى تاريخه سوف تكون مطلوبة بدرجة كبيرة اذا حققت صناعة الطيران في المملكة العربية السعودية قدراتها تماماً.
الامارات العربية المتحدة
ان شراء الامارات العربية المتحدة لطائرات (F - 16 Desert Falcon) من الولايات المتحدة الأميركية في اواخر التسعينات شكل تطوراً رئيسياً في الصناعة الجو فضائية في الامارات. اذ وافقت الامارات بموجب الصفقة على تمويل تطوير قدرات لم تكن في الخدمة في سلاح الجو الاميركي. وهذا ادى الى ان تدفع الامارات العربية المتحدة لشركة (Lockheed Martin) لتطوير هذه القدرات، ومنحت الحكومة الأميركية شركة L.M اذناً بالوصول الى مرحلة اجراء التجارب لاثباتها. وان مقداراً كبيراً من هذه التكنولوجيا لا سيما رموز البرمجية المرتبطة بهذه المشاريع هي حالياً في الامارات العربية المتحدة. وهذه هي المرة الأولى التي يجري فيها نقل التكنولوجيا بهذا المستوى الى بلد عربي.
تتمتع الامارات العربية المتحدة بتقليد عريق في صناعة الطيران عبر شركة الخليج لصيانة الطائرات (GAMCO)، التي كان لديها عقود عسكرية ومدنية كثيفة في الشرق الأوسط. ففي تشرين الثاني"نوفمبر العام ٢٠٠٧، منحت الشركة (GAMCO) نفسها اسماً جديداً هو تكنولوجيات طائرات ابوظبي (ADAT) بعد استثمار استراتيجي قامت به مجموعة الاستثمار التي تملكها الدولة وهي شركة التطوير (Mubadala) وهذا ابرز مشاركة الشركة (Mubadala) مع شركة (Dynco) في القطاع البري.
ان الشركة (ADAT) التي تتخذ من ابوظبي عاصمة الامارات العربية المتحدة مقراً لها هي المزوّدة الأولى للخدمات التقنية للطيران لصناعات الطيران التجاري والعسكري للخطوط الجوية الاماراتية وسلاح الجو الاماراتي، والدفاع الجوي. وتغطي عنابر الطائرات التي تملكها الشركة نحو ٤٢٠٠٠ متر مربع تقريباً، وتدعمها سلسلة واسعة من المكونات وورش تجديد المحركات واصلاحها ومختبرات التجارب والتخزين المضمون، اضافة الى خلية لاختبار قوة دفع المحرك حتى ٠٠٠ ١٠٠ رطل، بحيث تبلغ مساحة المرافق الاجمالية ٣٥،٥٧ هكتاراً. ويشكل مركز الصيانة والاصلاح والتجديد المتقدم (AMMROC) مركزاً اختصاصياً للصيانة والاصلاح والتجديد العسكري (MRO) في أبوظبي (ADAR) الذي انشىء لتزويد سلسلة واسعة من خدمات الصيانة والدعم لطائرات القوات المسلحة الاماراتية والقوات العسكرية الأخرى في ارجاء الشرق الأوسط ومنطقة شمال افريقيا.
وان مركز (AMMROC) هو مشروع مشترك تملكه شركة (ADAT) التي هي مشروع مشترك مع شركة (Sikorsky Aerospace Services) التي تقوم بأعمال بعد المبيع لشركة صناعة الطائرات والطوافات (Sikorsky).
في العام ٢٠٠٤، انشأت القوات العسكرية الاماراتية مركزاً للأبحاث والتكنولوجيا للمركبات الجوية دون طيار بتوجيه من سلاح الجو. ويقع موقع المركز في ابوظبي، وهو الأول من نوعه في منطقة الخليج العربي.
وقد اطلقت الامارات العربية المتحدة عدداً من المشاريع الجديدة لتنتج محلياً مركبات جوية دون طيار، تشمل مركبة (Al Sber)، التي هي نموذج من مركبة (Schiebel S - 100) ويجري تطوير البرنامج الثاني، (Apid 55)، وهو مركبة جوية دون طيار متعددة الأغراض، اصغر من سابقتها، بالتعاون مع الشركة السعودية (CybAero).
تقدير
يتمتع النمو السريع والطبيعة الديناميكية للصناعة الجوفضائية في الشرق الأوسط بمضامين واضحة رئيسية بالنسبة للقوات الجوية في المنطقة، التي كانت فيها الصناعة قوية في الاصلاح والتجديد منذ عدة سنوات، الا انها تسعى حالياً لتطور خبرة في مجالات كانت حكراً منذ وقت طويل على القوى الغربية، مثل دمج النظم والتجميع النهائي لطائرات القتال المتقدمة المعقدة.
اما الصفقة السعودية لتجميع ودعم طائرات (Eurofighter Typhoon) فانها تشكل أهمية كبيرة. كذلك شراء الامارات العربية المتحدة لنموذج فريد من طائرات (F - 16) بقدرات قوية، تفوق قدرات طائرات سلاح الجو الأميركي تشكل امكانية في "تغيير اللعبة". ومع ان الشرق الأوسط ليس جاهزاً ليكون مستقلاً عن الموردين من الخارج لحاجاته الدفاعية، الا ان المنطقة لا يمكن ان تعامل بعد الآن كمستهلك للمعدات العسكرية فحسب.
http://www.arabdefencejournal.com/article.php?categoryID=12&articleID=637