ملاحظة : منقول
يدور الجدل إلي حد الآن حول نتائج الرماية الحقيقية يوم 24 من شهر الربيع /مارس سنة 1986 م ، وحسب تقديرات الخبراء العسكريين السوفيت فإنه على أقل تقدير تم بواسطة نيران منظومة الصواريخ م/ ط أ س - 200 أي " فيقا " إصابة طائرتين من طائرات الأسطول البحري الأمريكي . ولكن تنفي واشنطن حادثة فقدان هاتين الطائرتين .
أعطت قيادة الأسطول البحري الأمريكي في يوم 24 مارس 1986 م الإشارة ببدء التدريبات الدورية لطيران التشكيل الضارب للقوات البحرية في البحر الأبيض المتوسط . وتم بشكل كبير تكثيف الطلعات الجوية لطيران البحرية .
وفي يوم 23 مارس 1986 م وصل طيران التشكيل الضارب للقوات البحرية الأمريكية إلي منطقة خليج سرت وتمركز على بعد 200 كم شمال 32 درجة و 30 دقيقة . قامت مجموعة من السفن الحربية المخصصة للقيام بإعمال التمويه والمكونة من 4 سفن بقيادة الطراد النووي " بروكتاون " بإجراء مناورات بالقرب من الشواطئ الليبية .
وقامت هذه السفن بالمناورة تحت غطاء طيران الأسطول البحري .
وفي يوم 24 مارس 1986 م قامت السفن والطائرات الأمريكية باجتياز خط العرض الشمالي 32 درجة 30 دقيقة الذي أعلنته ليبيا سنة 1983 م بأنه الحد لمياهها الإقليمية في خليج سرت . وقامت مجموعة كتائب الصواريخ م / ط " فيقا " ( موقع الإطلاق في منطقة مدينة سرت ) بالرمي على ثلاث طائرات من طيران البحري الأمريكي . وردأ على ذلك قامت طائرات التشكيل الضارب الأمريكي بالرمي على مجموعة كتائب الصواريخ م / ط " فيقا " في منطقة مدينة سرت وعلى زوارق القوات البحرية الليبية .
وتطورت الإحداث على النحو التالي : -
بداية من الساعة 00 .13 من يوم 24 مارس 1986 بدأ الطيران الأمريكي بتكثيف الطلعات الجوية في خليج سرت على بعد 180 - 300 كم من الشاطئ وعلى ارتفاع 4-8 ألاف متر .
وقام طيران الأسطول البحري الأمريكي في بعض الأحيان بالاقتراب من مدينة سرت على بعد يصل إلي 160 كم . ويقع خط العرض 30 - 32 الذي حددته طرابلس رسمياً كحد لمياهها الإقليمية على بعد 145 كم من الشواطئ الليبية .
وعند الساعة 00 . 13 بدأت بعض مجموعات من الطائرات الاقتراب لمسافة تصل إلي 110 - 130 كم من مدينة سرت ( 130 - 150 ) كم من موقع مجموعة كتائب الصواريخ م / ط " فيقا "
وفي الساعة 46 . 13 وصلت إشارة من غرفة عمليات قطاع الدفاع الجوي تفيد بكشف طائرتين متجهتين نحو مدينة سرت ( المسافة 160 كم ) الاتجاه 12 درجة ، الارتفاع 5 . 4 كم ، السرعة 160 م/ ث ) . تم كشف الهدف من قبل الكتيبتين الأولي والثانية بواسطة معلومات الدلالة على الأهداف التقريبية ( من محطة الرصد " ابورونا - 14 ) خلال 5 . 3 دقيقة ( هذا ما وضحته فيما بعد وثائق المراقبة ) في هذه الفترة اتخذت قيادة الدفاع الجوي في مدينة سرت قراراً بتدمير طائرات البحرية الأمريكية ، وفي الساعة 50 . 13قامت كل كتبية على حدة من مجموعة الصواريخ م / ط " فيقا " بمراقبة طائرات البحرية الأمريكية ( المسافة 115 كم ، الاتجاه 12 الدرجة ، الارتفاع 5 . 4 كم ، السرعة 160 م / ث وبوتيرة رمي 8 ثواني تم إطلاق صواريخ فردية .
بعد 25 - 30 ثانية من رماية الصواريخ بدأت الأهداف في المناورة " الانقضاض ( بدون تغيير المسار ) .
وانهوا هذه المناورات على ارتفاع 2 - 2.5 كم . وبعد 95 ثانية طيران تم التقاء الصواريخ بالهدف بمعل 8 ثواني ( المسافة - حوالي 100 كم . )، لم تتوقف مجموعة الكتائب عن العمل بعد الرماية . ففي الساعة 42 . 18 كشفت كتيبة الصواريخ الأولي م / ط " فيقا " هدفاً على مسافة 120 كم وعلى ارتفاع 3 كلم وفي الساعة 44 . 18 قام آمر مجموعـة كتائـــب في سـرت ( بسبب عدم وجود إتصال مع غرفة العمليات قـطاع الدفـاع الجوي ) وبصورة مستقلة باتخاذ قرار تدمير الهــدف الــذي تـم إكتشـافه بصـاروخ واحـد ( المسافة 100 كم ، الارتفاع - 3 كم ) .
وبعد 28 - 30 ثانية من إطلاق الصاروخ قام الهدف بنفس المناورة " الانقضاض - الغوص " إلي ارتفاع 5 .1 كم ، وتم التقاء الصاروخ بالهدف على مسافة 85 كم وعلى ارتفاع 5 .1 كم بعد حوالي 85 ثانية من طيران الصاروخ من خلال تحليل الرماية عـن ثـلاث أهـداف نستنتـج الآتـي : -
أرتكـب الطاقـم القتالـي لمجموعـة كتائـب الصواريخ م / ط " فيقا " مخالفات جسيمة بشروط قواعد الرمي .
لم يقم الطاقم بتدقيق المسافة إلي الهدف بواسطة رادار إنارة الأهداف في النظام "التضمين ألطوارئ المشفر " .
لم يقم الطاقم بحساب إمكانية قيام طائرات العـدو بالمنـاورة ضـد الصواريـخ ، ونتيجة لذلك تم إلقاء 1الصورايخ مــــع الأهداف فــي منطقة قليلة الاحتمال للتدمير،تمت الرماية بدون استفاد الصواريخ .
هناك حالة أخري جديرة بالاهتمام . وهي من الصعب على طاقم الطائرات ( وأحيانا غير ممكن ) تحديد لحظة قيام كتائب الصواريخ م / ط " فيقا " بإطلاق الصواريخ ( بسبب بعد المسافة إطلاق الصواريخ ، وهذا يؤكد أنه لا يمكنهم إستـلام هــذه المعلــومـات إلا مـن طائـــرات الاستطلاع والإنذار المبكر نوع " YE-2C - هوكاي " . لم تعط ظروف الرماية فوق سطح البحر وعلى مسافة بعيدة من الشواطئ الليبية إمكانية الحصول على أدلة ثابتة عن تدمير الأهداف .
بالرغم من اختفاء إشارات الأهداف عن شاشات المبينات لمحطة الإنارة ومحطة الكشف والدلالة على الأهداف لمجموعة الصواريخ م / ط " فيقا " ( بالإضافة إلي تتبع النتائج وعرضها لاحقاً ) ، وحساب الرميات الثلاثة لكتائـب الصواريـخ ( م / ط فيقا ) يوم 24 من شهر الربيع ـ مـارس 1986 ف والتي سمحت باستنتاج أنه لا يقل عن تدمير طائرتين من طيران الأسطول السادس الأمريكي .
والإثبات الغير مباشر أيضاً هو في اتخاذ القوات البحرية الأمريكية التدابير الفورية بعد نهاية الرماية ، وعلى الفور نظمت عملية البحث والإنقاذ في منطقة التقاء الصاروخ بالهدف ، بحيث قامت طائرات الهيلكوبتر بالبحث وإنقاذ أطقم الطائرات المدمرة من مياه البحر . بداية من الساعة 25 . 20 يوم 24 مارس 1986 م قامت كتائب الصواريخ م / ط " فيقا " الأولي والثانية بتتبع مجموعة الاهداف على مسافة 150 - 180 كم ، الاتجاه 0 - 20 . وفي هذه اللحظة استخدمت الطائرات البحرية الأمريكية التشويش الايجابي المتوسط والمنخفض الكثيف على محطات الرواصد ( ب - 14 ب - 18 ) ولم يؤثر التشويش على عمل محطة الرواصد " ابوروبا - 14 " ومحطة الارتفاع( ب - ا ر - أ و 17 ) .
وفي الفترة من الساعة 47 . 20 إلي الساعة 50 . 20 توقف التشويش . واكتشف الطاقم القتالي لمجموعة الصواريخ م / ط " فيقا " هدفين جديدين على مسافة 60 - 80 كم . وفي هذا الوقت قام آمر مجموعة الكتائب بإسناد مهمة الكشف إلي الكتيبة الثانية على مسافة 80 كم على أن تستمر الكتيبة الأولي في الوقت نفسه بتتع الهدف على مسافة 60 كم . بدأت الكتيبة الثانية التشغيل اليدوي للدلالة على الأهداف وفصل قدرة المرسل بالكامل . وفي هذه اللحظة اقتربت طائرات البحرية الأمريكية على مسافة 60 كم وأطلقت صاروخيين من نوع " هارم " مضاد للرادار أنفجر الصاروخ الأول على مسافة 8 أمتار وعلى ارتفاع 9 أمتار من مركز قاعدة المقصورة رقم 1 ( هوائي البحث لمجموعة الصواريخ م / ط " فيقا " ) وحلق الصاروخ الثاني فوق موقع الإطلاق وعلى ارتفاع منخفض وانفجر عند سقوطه على مسافة 10-11 متر من نقطة تمركز المقصورة رقم 1 ، وعلى الفور قامت مجموعة الصواريخ م /ط " فيقا " بفصل جميع المعدات بعد توجيه الضربة بصواريخ " هارم " . لأنه كان متوقعاً بأن تقوم الطائرة الأخرى المتواجدة على مسافة 80 كم بتوجه ضربة إلي الكتيبة الثانية .
وبالرغم من إن أجهزة الإرسال للمنظومة مفصوله بالكامل فلم يتم توجيه ضربة إلي هذه الكتيبة ، وخلال دقيقة اختفي الهدفان من منطقة الكشف الراداري لمحطة الرواصدابورونا - 14سقطت اكبر مجموعة من شظايا القسم القتالي للصاروخ الأول على منظومة الهوائي وتحت قاعدة المقصورة رقم 1 ، بحيث أصبحت منظومة الهوائي ومقصورة الدليل ألموجي وكابل التوصيل بين المقصورة رقم 1 والمقصورة رقم 2 وأربعة مقطورات للهوائي خارج العمل وعملياً لم يتضرر قسم الأجهزة الالكترونية للمقصورة رقم 1 والمقصورة رقم 2 .
وحسب تقديرات الخبراء فإن الأضرار التي حدثت تعتبر متوسطة . ويمكن إصلاح المعدات القتالية ميدانياً في حالة توفر قطع الغيار لمنظومة الهوائي والكوابل والدليل ألموجي . واغلب الظن قد أخذت القيادة الأمريكية في حساباتها نتائج أحداث يومي 24 و25 من شهر الربيع ـ مارس سنة 1986 م عندما قامت بالإعمال والتجهيز للعلمية القادمة " كانون ادورادو " .
لم يقم الدفاع الجوي الليبي بالتحليل المطلوب والاستنتاجات الصحيحة لسير التخطيط والتجهيز في صد الضربات المتتالية للقوات الجوية والبحرية الأمريكية كما أظهرت الأحداث اللاحقة ومن خلال نتائج وعوامل استخدام صواريخ " هارم " يوم 24 من شهر الربيع ـ مارس 1986 ف .
ومنذ 7 من شهر أي النار ـ يناير سنة 1986 قطعت جميع الاتصالات بين الدولتين وفي هذه الأثناء حلل رئيس أركان اللجنة المشتركة إمكانية خيار العمل العسكري ضد ليبيا ، وفي أوائل شهر الربيع ـ مارس 1986 ف غادرت حاملة الطائرات الضاربة " أمريكا " من ميناء نورفولك قبل شهر من الفترة المحددة .
والتحقت بحامــلة الطائــرات " كــــورال سي و" سارا توجا " المتواجدة في البحر الأبيض المتوسط والتي تقوم بإجراء المناورات التدريبية المتواصلة لتأمين خطة الملاحة الحرة في غرب البحر الأبيض المتوسط , وهذه الخطة سوف تطبق على خليج سرت . 30 -32 درجة شمالاً , وتعتبر من ضمن مياهها الإقليمية . ومنذ سنة 1973 م يجري الأسطول السادس الأمريكي في هذه المنطقة تدريباته من الملاحة الحرة ( فون ) ، بحيث كانوا في السابق يحرصون على عدم وقوع حوادث ، ولكن في هذه المرة لابد من الاشتباك .وفي يوم 24 من شهر الربيع ـ مارس 1986 م قامت ثلاث سفن حربية أمريكية بالاقتراب المباشر من الشواطئ الليبية وعبرت خط العرض 30.32 درجة ، ذلك الخط الذي أطلق عليه العقيد معمر القذافي اسم " خط الموت " .
قامت ليبيا بإطلاق صاروخين من نوع " ارض - جـو " عـلى الطائـرة الأمريكيـة المقاتلـة " F14 توم كات " التابعة إلي سرب " 102 - VF ". وحسب تقديرات الأمريكان سقط الصاروخان في مياه البحر .
وفي وقت لاحق أطلقت أحدي كتائب الصواريخ م / ط النار على طائرة أمريكية ، وكذلك حلق الصاروخ بجانب الهدف وسقط في مياه خليج سرت .
وفي نفس اليوم اقترب زوارق الدورية للقوات البحرية الليبية من مجموعة السفن الحربية الأمريكية التابعة إلي الأسطول السادس الأمريكي المنتشر في خليج سرت ، حيث قامت طائرات الأسطول الهجومية نوع " A- 6E أنترودر " بالهجوم وتدمير الزوارق الليبية بواسـطة الصـواريخ " 84 - AGM ماربون - 84 " والتي تستخدم لأول مرة .
وخلال ثواني معدودة تم اغراق الزورق وبعد مرور ساعتيـن أطلـق الليبيـيون من جديد صواريخ م / ط " سام - 5 فيقا " وأيضاً حلق الصاروخ بجانب الطائرة الأمريكية المقاتلة" 14 - F " وسقط في مياه البحر .
ولقد دمرت طائرات البحرية الأمريكية طائرتين لبيبتين من نوع 25 - M فوق مياه الخليج المتنازع عليها بعد منتصف النهار , ولسوء حظ الليبيين لم تنته الأمور إلي هذا الحد فبعد وقت ولاحق من الليل قامت طائرات البحرية الأمريكية " كور كار 7E" بالهجوم بواسطة صواريخ " هارم " على موقع الإطلاق لمجموعة الصواريخ م / ط " فيقا " المتمركزة في مدينة سرت .
وحسب استنتاجات الخبراء الأمريكان فإن إجمالي الحوادث التي دمرتها طائرات البحرية الأمريكية هي ثلاث زوارق ليبية ، طائرتين حربيتين ، ورادار لمجموعة الصواريخم / ط " فيقا ونفي الرئيس الأمريكي رونا لد ريغان نفياً قاطعاً أي خسائر وقعت في الجانب الأمريكي .
وبعبارة أخري ، تعارضت أراء المشاركين في الأحداث حول نتائج الرماية الحقيقية لمجوعة الصواريخ م / ط فبقا " فوق سطح البحر الأبيض المتوسط وقبالة خليج سرت . وبجمع الآراء تبقي النقطة الحاسمة في هذه القضية هي حطام طائرات البحرية الأمريكية وانتشالها من قاع البحر الأبيض المتوسط .
يدور الجدل إلي حد الآن حول نتائج الرماية الحقيقية يوم 24 من شهر الربيع /مارس سنة 1986 م ، وحسب تقديرات الخبراء العسكريين السوفيت فإنه على أقل تقدير تم بواسطة نيران منظومة الصواريخ م/ ط أ س - 200 أي " فيقا " إصابة طائرتين من طائرات الأسطول البحري الأمريكي . ولكن تنفي واشنطن حادثة فقدان هاتين الطائرتين .
أعطت قيادة الأسطول البحري الأمريكي في يوم 24 مارس 1986 م الإشارة ببدء التدريبات الدورية لطيران التشكيل الضارب للقوات البحرية في البحر الأبيض المتوسط . وتم بشكل كبير تكثيف الطلعات الجوية لطيران البحرية .
وفي يوم 23 مارس 1986 م وصل طيران التشكيل الضارب للقوات البحرية الأمريكية إلي منطقة خليج سرت وتمركز على بعد 200 كم شمال 32 درجة و 30 دقيقة . قامت مجموعة من السفن الحربية المخصصة للقيام بإعمال التمويه والمكونة من 4 سفن بقيادة الطراد النووي " بروكتاون " بإجراء مناورات بالقرب من الشواطئ الليبية .
وقامت هذه السفن بالمناورة تحت غطاء طيران الأسطول البحري .
وفي يوم 24 مارس 1986 م قامت السفن والطائرات الأمريكية باجتياز خط العرض الشمالي 32 درجة 30 دقيقة الذي أعلنته ليبيا سنة 1983 م بأنه الحد لمياهها الإقليمية في خليج سرت . وقامت مجموعة كتائب الصواريخ م / ط " فيقا " ( موقع الإطلاق في منطقة مدينة سرت ) بالرمي على ثلاث طائرات من طيران البحري الأمريكي . وردأ على ذلك قامت طائرات التشكيل الضارب الأمريكي بالرمي على مجموعة كتائب الصواريخ م / ط " فيقا " في منطقة مدينة سرت وعلى زوارق القوات البحرية الليبية .
وتطورت الإحداث على النحو التالي : -
بداية من الساعة 00 .13 من يوم 24 مارس 1986 بدأ الطيران الأمريكي بتكثيف الطلعات الجوية في خليج سرت على بعد 180 - 300 كم من الشاطئ وعلى ارتفاع 4-8 ألاف متر .
وقام طيران الأسطول البحري الأمريكي في بعض الأحيان بالاقتراب من مدينة سرت على بعد يصل إلي 160 كم . ويقع خط العرض 30 - 32 الذي حددته طرابلس رسمياً كحد لمياهها الإقليمية على بعد 145 كم من الشواطئ الليبية .
وعند الساعة 00 . 13 بدأت بعض مجموعات من الطائرات الاقتراب لمسافة تصل إلي 110 - 130 كم من مدينة سرت ( 130 - 150 ) كم من موقع مجموعة كتائب الصواريخ م / ط " فيقا "
وفي الساعة 46 . 13 وصلت إشارة من غرفة عمليات قطاع الدفاع الجوي تفيد بكشف طائرتين متجهتين نحو مدينة سرت ( المسافة 160 كم ) الاتجاه 12 درجة ، الارتفاع 5 . 4 كم ، السرعة 160 م/ ث ) . تم كشف الهدف من قبل الكتيبتين الأولي والثانية بواسطة معلومات الدلالة على الأهداف التقريبية ( من محطة الرصد " ابورونا - 14 ) خلال 5 . 3 دقيقة ( هذا ما وضحته فيما بعد وثائق المراقبة ) في هذه الفترة اتخذت قيادة الدفاع الجوي في مدينة سرت قراراً بتدمير طائرات البحرية الأمريكية ، وفي الساعة 50 . 13قامت كل كتبية على حدة من مجموعة الصواريخ م / ط " فيقا " بمراقبة طائرات البحرية الأمريكية ( المسافة 115 كم ، الاتجاه 12 الدرجة ، الارتفاع 5 . 4 كم ، السرعة 160 م / ث وبوتيرة رمي 8 ثواني تم إطلاق صواريخ فردية .
بعد 25 - 30 ثانية من رماية الصواريخ بدأت الأهداف في المناورة " الانقضاض ( بدون تغيير المسار ) .
وانهوا هذه المناورات على ارتفاع 2 - 2.5 كم . وبعد 95 ثانية طيران تم التقاء الصواريخ بالهدف بمعل 8 ثواني ( المسافة - حوالي 100 كم . )، لم تتوقف مجموعة الكتائب عن العمل بعد الرماية . ففي الساعة 42 . 18 كشفت كتيبة الصواريخ الأولي م / ط " فيقا " هدفاً على مسافة 120 كم وعلى ارتفاع 3 كلم وفي الساعة 44 . 18 قام آمر مجموعـة كتائـــب في سـرت ( بسبب عدم وجود إتصال مع غرفة العمليات قـطاع الدفـاع الجوي ) وبصورة مستقلة باتخاذ قرار تدمير الهــدف الــذي تـم إكتشـافه بصـاروخ واحـد ( المسافة 100 كم ، الارتفاع - 3 كم ) .
وبعد 28 - 30 ثانية من إطلاق الصاروخ قام الهدف بنفس المناورة " الانقضاض - الغوص " إلي ارتفاع 5 .1 كم ، وتم التقاء الصاروخ بالهدف على مسافة 85 كم وعلى ارتفاع 5 .1 كم بعد حوالي 85 ثانية من طيران الصاروخ من خلال تحليل الرماية عـن ثـلاث أهـداف نستنتـج الآتـي : -
أرتكـب الطاقـم القتالـي لمجموعـة كتائـب الصواريخ م / ط " فيقا " مخالفات جسيمة بشروط قواعد الرمي .
لم يقم الطاقم بتدقيق المسافة إلي الهدف بواسطة رادار إنارة الأهداف في النظام "التضمين ألطوارئ المشفر " .
لم يقم الطاقم بحساب إمكانية قيام طائرات العـدو بالمنـاورة ضـد الصواريـخ ، ونتيجة لذلك تم إلقاء 1الصورايخ مــــع الأهداف فــي منطقة قليلة الاحتمال للتدمير،تمت الرماية بدون استفاد الصواريخ .
هناك حالة أخري جديرة بالاهتمام . وهي من الصعب على طاقم الطائرات ( وأحيانا غير ممكن ) تحديد لحظة قيام كتائب الصواريخ م / ط " فيقا " بإطلاق الصواريخ ( بسبب بعد المسافة إطلاق الصواريخ ، وهذا يؤكد أنه لا يمكنهم إستـلام هــذه المعلــومـات إلا مـن طائـــرات الاستطلاع والإنذار المبكر نوع " YE-2C - هوكاي " . لم تعط ظروف الرماية فوق سطح البحر وعلى مسافة بعيدة من الشواطئ الليبية إمكانية الحصول على أدلة ثابتة عن تدمير الأهداف .
بالرغم من اختفاء إشارات الأهداف عن شاشات المبينات لمحطة الإنارة ومحطة الكشف والدلالة على الأهداف لمجموعة الصواريخ م / ط " فيقا " ( بالإضافة إلي تتبع النتائج وعرضها لاحقاً ) ، وحساب الرميات الثلاثة لكتائـب الصواريـخ ( م / ط فيقا ) يوم 24 من شهر الربيع ـ مـارس 1986 ف والتي سمحت باستنتاج أنه لا يقل عن تدمير طائرتين من طيران الأسطول السادس الأمريكي .
والإثبات الغير مباشر أيضاً هو في اتخاذ القوات البحرية الأمريكية التدابير الفورية بعد نهاية الرماية ، وعلى الفور نظمت عملية البحث والإنقاذ في منطقة التقاء الصاروخ بالهدف ، بحيث قامت طائرات الهيلكوبتر بالبحث وإنقاذ أطقم الطائرات المدمرة من مياه البحر . بداية من الساعة 25 . 20 يوم 24 مارس 1986 م قامت كتائب الصواريخ م / ط " فيقا " الأولي والثانية بتتبع مجموعة الاهداف على مسافة 150 - 180 كم ، الاتجاه 0 - 20 . وفي هذه اللحظة استخدمت الطائرات البحرية الأمريكية التشويش الايجابي المتوسط والمنخفض الكثيف على محطات الرواصد ( ب - 14 ب - 18 ) ولم يؤثر التشويش على عمل محطة الرواصد " ابوروبا - 14 " ومحطة الارتفاع( ب - ا ر - أ و 17 ) .
وفي الفترة من الساعة 47 . 20 إلي الساعة 50 . 20 توقف التشويش . واكتشف الطاقم القتالي لمجموعة الصواريخ م / ط " فيقا " هدفين جديدين على مسافة 60 - 80 كم . وفي هذا الوقت قام آمر مجموعة الكتائب بإسناد مهمة الكشف إلي الكتيبة الثانية على مسافة 80 كم على أن تستمر الكتيبة الأولي في الوقت نفسه بتتع الهدف على مسافة 60 كم . بدأت الكتيبة الثانية التشغيل اليدوي للدلالة على الأهداف وفصل قدرة المرسل بالكامل . وفي هذه اللحظة اقتربت طائرات البحرية الأمريكية على مسافة 60 كم وأطلقت صاروخيين من نوع " هارم " مضاد للرادار أنفجر الصاروخ الأول على مسافة 8 أمتار وعلى ارتفاع 9 أمتار من مركز قاعدة المقصورة رقم 1 ( هوائي البحث لمجموعة الصواريخ م / ط " فيقا " ) وحلق الصاروخ الثاني فوق موقع الإطلاق وعلى ارتفاع منخفض وانفجر عند سقوطه على مسافة 10-11 متر من نقطة تمركز المقصورة رقم 1 ، وعلى الفور قامت مجموعة الصواريخ م /ط " فيقا " بفصل جميع المعدات بعد توجيه الضربة بصواريخ " هارم " . لأنه كان متوقعاً بأن تقوم الطائرة الأخرى المتواجدة على مسافة 80 كم بتوجه ضربة إلي الكتيبة الثانية .
وبالرغم من إن أجهزة الإرسال للمنظومة مفصوله بالكامل فلم يتم توجيه ضربة إلي هذه الكتيبة ، وخلال دقيقة اختفي الهدفان من منطقة الكشف الراداري لمحطة الرواصدابورونا - 14سقطت اكبر مجموعة من شظايا القسم القتالي للصاروخ الأول على منظومة الهوائي وتحت قاعدة المقصورة رقم 1 ، بحيث أصبحت منظومة الهوائي ومقصورة الدليل ألموجي وكابل التوصيل بين المقصورة رقم 1 والمقصورة رقم 2 وأربعة مقطورات للهوائي خارج العمل وعملياً لم يتضرر قسم الأجهزة الالكترونية للمقصورة رقم 1 والمقصورة رقم 2 .
وحسب تقديرات الخبراء فإن الأضرار التي حدثت تعتبر متوسطة . ويمكن إصلاح المعدات القتالية ميدانياً في حالة توفر قطع الغيار لمنظومة الهوائي والكوابل والدليل ألموجي . واغلب الظن قد أخذت القيادة الأمريكية في حساباتها نتائج أحداث يومي 24 و25 من شهر الربيع ـ مارس سنة 1986 م عندما قامت بالإعمال والتجهيز للعلمية القادمة " كانون ادورادو " .
لم يقم الدفاع الجوي الليبي بالتحليل المطلوب والاستنتاجات الصحيحة لسير التخطيط والتجهيز في صد الضربات المتتالية للقوات الجوية والبحرية الأمريكية كما أظهرت الأحداث اللاحقة ومن خلال نتائج وعوامل استخدام صواريخ " هارم " يوم 24 من شهر الربيع ـ مارس 1986 ف .
ومنذ 7 من شهر أي النار ـ يناير سنة 1986 قطعت جميع الاتصالات بين الدولتين وفي هذه الأثناء حلل رئيس أركان اللجنة المشتركة إمكانية خيار العمل العسكري ضد ليبيا ، وفي أوائل شهر الربيع ـ مارس 1986 ف غادرت حاملة الطائرات الضاربة " أمريكا " من ميناء نورفولك قبل شهر من الفترة المحددة .
والتحقت بحامــلة الطائــرات " كــــورال سي و" سارا توجا " المتواجدة في البحر الأبيض المتوسط والتي تقوم بإجراء المناورات التدريبية المتواصلة لتأمين خطة الملاحة الحرة في غرب البحر الأبيض المتوسط , وهذه الخطة سوف تطبق على خليج سرت . 30 -32 درجة شمالاً , وتعتبر من ضمن مياهها الإقليمية . ومنذ سنة 1973 م يجري الأسطول السادس الأمريكي في هذه المنطقة تدريباته من الملاحة الحرة ( فون ) ، بحيث كانوا في السابق يحرصون على عدم وقوع حوادث ، ولكن في هذه المرة لابد من الاشتباك .وفي يوم 24 من شهر الربيع ـ مارس 1986 م قامت ثلاث سفن حربية أمريكية بالاقتراب المباشر من الشواطئ الليبية وعبرت خط العرض 30.32 درجة ، ذلك الخط الذي أطلق عليه العقيد معمر القذافي اسم " خط الموت " .
قامت ليبيا بإطلاق صاروخين من نوع " ارض - جـو " عـلى الطائـرة الأمريكيـة المقاتلـة " F14 توم كات " التابعة إلي سرب " 102 - VF ". وحسب تقديرات الأمريكان سقط الصاروخان في مياه البحر .
وفي وقت لاحق أطلقت أحدي كتائب الصواريخ م / ط النار على طائرة أمريكية ، وكذلك حلق الصاروخ بجانب الهدف وسقط في مياه خليج سرت .
وفي نفس اليوم اقترب زوارق الدورية للقوات البحرية الليبية من مجموعة السفن الحربية الأمريكية التابعة إلي الأسطول السادس الأمريكي المنتشر في خليج سرت ، حيث قامت طائرات الأسطول الهجومية نوع " A- 6E أنترودر " بالهجوم وتدمير الزوارق الليبية بواسـطة الصـواريخ " 84 - AGM ماربون - 84 " والتي تستخدم لأول مرة .
وخلال ثواني معدودة تم اغراق الزورق وبعد مرور ساعتيـن أطلـق الليبيـيون من جديد صواريخ م / ط " سام - 5 فيقا " وأيضاً حلق الصاروخ بجانب الطائرة الأمريكية المقاتلة" 14 - F " وسقط في مياه البحر .
ولقد دمرت طائرات البحرية الأمريكية طائرتين لبيبتين من نوع 25 - M فوق مياه الخليج المتنازع عليها بعد منتصف النهار , ولسوء حظ الليبيين لم تنته الأمور إلي هذا الحد فبعد وقت ولاحق من الليل قامت طائرات البحرية الأمريكية " كور كار 7E" بالهجوم بواسطة صواريخ " هارم " على موقع الإطلاق لمجموعة الصواريخ م / ط " فيقا " المتمركزة في مدينة سرت .
وحسب استنتاجات الخبراء الأمريكان فإن إجمالي الحوادث التي دمرتها طائرات البحرية الأمريكية هي ثلاث زوارق ليبية ، طائرتين حربيتين ، ورادار لمجموعة الصواريخم / ط " فيقا ونفي الرئيس الأمريكي رونا لد ريغان نفياً قاطعاً أي خسائر وقعت في الجانب الأمريكي .
وبعبارة أخري ، تعارضت أراء المشاركين في الأحداث حول نتائج الرماية الحقيقية لمجوعة الصواريخ م / ط فبقا " فوق سطح البحر الأبيض المتوسط وقبالة خليج سرت . وبجمع الآراء تبقي النقطة الحاسمة في هذه القضية هي حطام طائرات البحرية الأمريكية وانتشالها من قاع البحر الأبيض المتوسط .