أولت الولايات المتحدة الأمريكية اهتماما كبيرا بالوطن العربي وجعلته من أولويات إستراتيجيتها نظرا لمورثه الحضاري والديني (مهد الإسلام والحضارات ومهبط الرسالات) ويحتوي على إمدادات الطاقة منابع النفط في العالم, ولموقعها الجيواستراتيجي والمتميز في العالم وتحكمها في ابرز واهم المضايق البحرية في العالم, كان يجب على أمريكا أن تولي اهتماما خاصا للوطن العربي لذا فقد عملت جاهده منذ خروجها منتصرة في الحرب العالمية الثانية على أن تتوغل في كل دوله عربية, مولية اهتمامها الأكبر نحو الدول العربية المهمة في أقطاب الصراع والتوازن الإقليمي والدولي وسباق الانتشار والتواجد في منطقة الخليج والشرق الأوسط ضمن مراحل الحرب الباردة, وكانت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكيةCIA)) مكنت الولايات المتحدة الأمريكية من وصول اذرعها الأخطبوطية في دول الخليج العربي ومصر ولبنان وسوريا والأردن (كافة دول التماس مع الكيان الصهيوني) الحليف الاستراتيجي الأول للولايات المتحدة, واستطاعت تقسيم الوطن العربي إلى رقع إستراتيجية لأغراض بعيده المدى بين تفتيت وتقسيم للوطن العربي ضمن أبجديات الصراع العربي الصهيوني(بلاد الشام-بلاد الرافدين-الجزيرة العربية وما يسمى الآن الخليج العربي-كتف التماس الأفريقي(مصر)-المغرب العربي الغني بثرواته) وهذا التقسيم يخضع لاعتبارات جيواستراتيجية وعسكرية, وبهذا تمكنت جميع اذرع الإخطبوط من الوصول إلى جميع الدول العربية( إستراتيجية التواجد-الوصول) وخصوصا بعد الغزو الانكلوامريكي للعراق عام 2003بدعم صهيوني وتعاون عربي إقليمي لوجيستي, وكما قال رئيس وزراء بريطانيا “هارولد ماكميلان” في الستينيات “أن العراق هو الجائزة الحقيقة فيما يتعلق بالإستراتيجية البريطانية في الشرق الأوسط”.
سوف نستعرض نشأة “وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA” وفروعها ووسائل التجسس التي تستخدمها وتطور وولوجها إلى ألاماكن التي من المستحيل دخولها, وطالما سمعنا عن رواياتها ولم نتعمق عن ماهية هذا الجهاز الذي يجوب دول العالم شرقا وغربا شمالا وجنوبا ويتواجد في كل مكان على شكل هيئات ومؤسسات وواجهات رسمية مختلفة, تارة سياسيين وأخرى دبلوماسيين هيأت من العلماء ومنظومة شركات ورجال أعمال ووفود رياضية وفنية, وخلايا نائمة وأشخاص وجواسيس مأجورين يملئون بقع الأرض كجنود رخ في رقعة الشطرنج العالمية. ما هذا الجهاز الكبير الذي روي عنه الكثير ونسمع أن فلان عميل لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أل”سي آي إيه” أو عميل للمخابرات الإنكليزية وكالة المخابرات البريطانية (GCHQ) وفروعها والكي جي بي المخابرات السوفيتية سابقا والمخابرات الروسية(FSB) لاحقا والمخابرات الألمانية(BND) وغيرها, ونحن العرب نسمع بين الحين والأخر أسرار تؤكد بعد المواطن العربي عن ما ينسج في الأروقة المظلمة وخلف الكواليس وما يجري من اختراق فاضح لخصوصيتنا كدول وشعوب وإفراد والإباحية المطلقة التي تستخدمها هذه الأجهزة لتحقيق أغراضها الغير شرعيه وسط شلالات من الدماء الغزيرة التي تستنزف شعوبنا العربية وتنتهي بنا إلى مستقبل مجهول وأنفاق إستراتيجية مظلمة, ليجعل من الأجنبي متحكما بنا ومسيطرا على مواردنا ومصدر قرارنا ويستثمر أموالنا لتدميرنا في ظل زمان سادت به ثورة المعلومات التي اخترقت كل شيء وحجبت على الشعوب العربية والإسلامية مما تشكل عنصر تفوق واضح في القدرات الالكترونية وتخل توازن ساحة الصراع وتحدد ملامح المراحل المقبلة على ضوء المعلومات التي تستقى من خلال المفاصل والواجهات والهيئات والمؤسسات والمواقع الدبلوماسية والآلاف الأفراد الذين يعملون في أجهزة المخابرات الأجنبية ومنهم عملاء منسوبين لامتنا وبمستويات مختلفة.
تؤدي السفارات الأمريكية دورا هاما في تسهيل مهام الوكالات (وكالة المخابرات ألمركزية الأمريكية(-NSA-FBI-CIA), وتناط بهذه السفارات والقنصليات والممثليات مهام استخباراتية ومهام المراقبة للحكومات وقادة الرأي وأنشطة المعارضة, ومد الجسور وإعداد التقارير ومراقبة الحركات الدينية بأنواعها, وتتابع تطورات التسليح واتجاهات كبار القادة والسعي للتواصل معهم من خلال الدورات العسكرية والتدريبية أو المناورات العسكرية(اختراق وتجنيد), لها أوكار وخلايا مخفية ونائمة تستخدم عند الحاجة لمرة واحدة مثل المناديل الورقية.
تستخدم المخابرات الأمريكية أساليب ووسائل تكنولوجية متطورة للتنصت والمراقبة والحصول على المعلومات, وتؤكد الإحصائيات العالمية الموثقة أن الولايات المتحدة الأمريكية تأتي على رأس الدول المنتجة للتقنيات المعلوماتية وبخاصة الأمنية يليها الكيان الصهيوني, ويعود التفوق الأمريــــكي في هذا المجال إلى استقطاب الكفاءات العلــــمية العربية والأجنبية وركائز الإبداع التقنـــي على مستوى العالم ومن مختلف الجنسيات ومنحهم التسهيلات الإدارية والأموال والجنسية والامتيازات المعنوية وغيرها من المغانم الحياتية التي فشلت دولهم في تأمينها, وتمكنت من أنشاء ترسانة تقنية عالية, وساهمت وكالة المخابرات الأمريكية في دعم الكيان الصهيوني بشكل شامل في جميع حروبها وتظل أل “CIA”تعمل في المنطقة لتحقيق مسعى الولايات المتحدة في وضع إمكانياتها المهولة في حماية الصهيونية(إستراتيجية التعاون بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل) وفرض وجودها في الجسد العربي وتسويق لإستراتيجيتها وحروبها ومجازرها ومحاكمها الكاذبة وللأسف أنها دجنت أشخاص محسوبين على امتنا العربية والإسلامية للتعاون معها ويعبدون الطرق لها لتشع علينا بمؤامراتها الخسيسة التي وقودها دماء الأبرياء من امتنا العربية والإسلامية وضحاياها عقود من الزمن ومآسي لتعد ولا تحصى من فلسطين مرورا بلبنان والعراق والصومال والسودان والبقية تأتي لتجعل هذه الشعوب لا تجيد سوى علوم الدنيا البسيطة والزراعة وحلب الماشية والرعي في المراعي ومشاهدة فضائيات الدعارة وغسيل المخ وبث التفسخ والانحلال في صلب المجتمعات العربية والإسلامية(سياسة ألحاق المجتمعات) وتقديم فروض الولاء والطاعة والذل والخنوع بعد أن فقد الصراع ابرز مقوماته المناورات العسكرية لتحيق الأهداف السياسية وتحقيق المكاسب.
*- نشاه إدارة المخابرات المركزية الأمريكية
كان في حوزة الولايات المتحدة الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية عدد من التشكيلات والدوائر الاستخباراتية أوكلت إليها مهام مختلفة, وأكثر هذه التشكيلات أهمية إدارة المصالح الإستراتيجية التي شغل مناصبها عدد من مدراء ووكلاء الاستخبارات المركزية مثل, دالاس, وهيلمس,وكيسي, وكبار موظفي “وكالة الاستخبارات الأمريكية “CIA, وبعد تولي “هاري ترومان” سياسي أمريكي الرئاسة الثالثة والثلاثون للولايات المتحدة عام1945 ركز في بداية ولايته على تطوير الأعمال التجسسية ألاستراتيجية وتطوير دوائر استخبارات الجيش والأسطول البحري الحربي(البحرية الأمريكية) ووزارة الخارجية وكان ينطلق في تطلعاته في تطوير هذه الدوائر على خلفية تطور إمكانيات العاملين في هذه الدوائر على أعمال التجسس وقدرات التنسيق الكبيرة ما بين إدارات مخابرات الجيش وبقية الدوائر المرتبطة بوكالة المخابرات الامريكيه, والتطلع لإعادة التنظيم لكافة الهيئات الاستخبارية والمخابراتية وتطويرها بما يتلاءم مع طموحات الرئيس “ترومان” وضرورة امتلاك الولايات المتحدة جهاز مخابرات متطور وكبير بعيدا عن النفوذ البريطاني ويلائم هوس الهيمنة على العالم الذي يسيطر على عقول معظم رؤساء الولايات المتحدة.
ساهم الرئيس “ترومان” بشكل فعال في تطوير وتنظيم فعاليات هذه الأجهزة وقد ادخل إلى المخابرات (مركز التنسيق) الذي يخضع للبيت الأبيض مباشرة وقدم لموظفي وقادة دوائر المخابرات المركزية (القبعات السوداء) والدروع والخناجر ومنحهم لقب وشعار (فرسان الدرع والخنجر) هذا ثقافة رئيس الولايات المتحدة منذ عام 1945 وحتى 1953 الدرع والخنجر وأسلحة قراصنة البحر حيث لم تكن هناك القاعدة والحرب على الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل وتهديد الجيران وغيرها من مبررات القتل واستنزاف القدرات العربية والإسلامية التي تجري الآن في مناطق مختلفة من العالم العربي والإسلامي, وفي ظل البنية الاستخبارية الجديدة بدأ الحصول على المعلومات السيالة يوميا وبشكل منسق من الخارج, وأصبح أول من يلتقي به “ترومان” صباحا في أول يوم عمله هو مدير المخابرات المركزية والتي كانت تسمى (مجموعة المخابرات المركزية) وبنفس الوقت يحضر معه رئيس لجنة رؤساء الأركان المتحدة, واستحدث ترومان منصب أو وظيفة جديدة المساعد الخاص لشؤون المخابرات المركزية, كما واستطاعت دوائر المخابرات المركزية الاستفادة من الخبرات الألمانية في هذا المجال, واستخدمت دوائر المخابرات وسائل كثير ومختلفة في تغطية عملهم ألمخابراتي, واستخدموا طاقم أجانب لهذا الغرض وكذلك دوائر دبلوماسية, وبطاقات صحفيين,ومنهم عملوا بصفة علماء وخبراء وأعضاء بعثات ورجال أعمال ونقابين ووفود رياضية وفنيه وغيرها من أساليب التغطية والتمويه والحصانة وعند صدور صحيفة “نيويورك تايمز” لأول مره في كانون الأول عام1946 كتب الجنرال “واندربيرغ” رسالة إلى مؤسسيها “سولتسبيرغ” تحدث فيها عن مجموعه المخابرات المركزية وعملها في تنسيق نشاط الحكومة المرتبط بجمع وتحليل المعلومات عن الدول الأجنبية التي تحتاجها الولايات المتحدة لضمان أمنها القومي وأعرب عن أمله في أن مؤسسي الصحيفة سيكونون جاهزين لتقديم المساعدة في تحقيق المهام والملقاة على عاتقهم واخبره انه سيرسل ممثله لشرح برنامج مجموعه المخابرات المركزية, ولم يتأخر “سولستبيرغ” في الإجابة فكتب إلى الجنرال “واندربيرغ” (يمنكم الاعتماد دائما على مساعدة كافة العاملين هنا في نيويورك تايمز) وطرح فكره مفادها إيجاد صيغه نظامية يمكن من خلالها إرسال كل الطلبات إليه مباشره وهنا طبعا سخرت المخابرات الأمريكية الأعلام الموجه ومنه المقروء كوسيلة لجمع المعلومات وهيكلة العقل والترويج, وأولت دوائر المخابرات الأمريكية اهتماما كبيرا للرسائل السرية لمراسلي صحيفة( نيويورك تايمز ) والتي كانوا يرسلونها عن طرق السفارات الأمريكية إلى محرريها مع تأشيرة( للإطلاع ) كلمه حصرية لضرورة الإطلاع على التقارير من وجهة نظر إستخبارتية لا إعلامية وفيها معلومات سرية هامه لم يكن ممكنا نشرها في الصحف عن الأزمات السياسية الوشيكة الوقوع والمرحلية والمستقبلية والقرارات السرية المرنة.
استمر هؤلاء المراسلين في إرسال وثائق تحليلية ذات طابع توجيهي, وهذه المعلومات وحسب تصنيفها لا تقدر بثمن ولم تقتصر مهام المراسلين على المعلومات السرية فحسب بل كلفوا بمهام الحصول على تقارير تحليلية ومعلوماتية مفصلة عن البلد أو البلدان التي تعتبر أهداف اهتمام للمخابرات ( الهدف) وتطور هذا التعاون والتوظيف للصحف والعاملين فيها إلى عمل مخابراتي منظم ودقيق شمل عدد كبير من مالكي الصحف والمحررين والقنوات الفضائية وجميع وسائل الإعلام المتنوعة وتغطيتها تحت اسم الصحافة الحرة, الصحافة المستقلة ومن خلاله تم استثمار أصحاب المصانع والعلماء وغيرهم ممن يحتاج تجنيده لعمل الوكالة, ومن الأولويات والتي تستحق الاهتمام في أمريكا هو امتلاك مخابرات قوية لبسط نفوذها بقوه لتنفيذ مخططاتهم وتطلعاتهم وهوس الهيمنة على العالم.
*- مجلس الأمن القومي الأمريكي
وقع “ترومان” قانون الأمن القومي في 15 أيلول 1947 والذي خصصت فيه الماده108 لتأسيس إدارة المخابرات المركزية كما وصفها القانون, ولغرض تنسيق العمل ألاستخباراتي للوزارات والمؤسسات الحكومية لصالح الأمن القومي الأمريكي كلفت الإدارة المركزية للمخابرات الأمريكية بقيادة مجلس الأمن القومي لتنفيذ المهام ألتاليه:
1- استشارة مجلس الأمن القومي حول قضايا النشاط الاستخباراتي للوزارات والهيئات الحكومية التي لها علاقة بالأمن القومي.
2- تقديم المقترحات إلى مجلس الأمن القومي لتنسيق النشاط الاستخباراتي المنتشر وفق أسبقيات المعالجة وأولويات التقدير.
3- تحليل المعلومات الاستخباراتية ومقارنتها وتقدير أهميتها وتامين وصولها وانسيابيتها إلى دوائر ومؤسسات الحكومة ذات العلاقة.
4- تنفيذ الخدمات التنظيمية للمفاصل والدوائر الاستخبارية الموجودة والتي تعتبر مصالح عامه وبقرار من مجلس الأمن القومي تتخذ تركيزا أكثر.
5- تنفيذ المهام والواجبات الأخرى المتعلقة بالتجسس والتي تهم الأمن القومي وهي من مهام مجلس الأمن القومي.
توسعت وكالة المخابرات الأمريكية وانتشرت وأصبحت هذه التحديدات بصلاحياتها غير محدودة, تدل الوقائع على أن إدارة المخابرات الأمريكية ومنذ بداية تأسيسها انتهجت القرصنة الدولية وكانت الحرب الدعائية والنفسية أحدى سماتها وهي مدخل للعمليات التخريبية والمشبوهة المتورطة بها وكالة المخابرات الأمريكية في كل بقعة من العالم, واتجهت إلى خصخصة الحرب وترويج فكرة التجنيد والمرتزقة وكما نعلم أن شركات الخدمات العسكرية الخاصة( المرتزقة) ترتبط بشكل مباشر بوزارة الخارجية الأمريكية وتعتبر ثاني قوة عسكرية على ارض العراق وفقا لتعدادها وواجباتها العسكرية والأمنية المناط بها ناهيك عن الصلاحية المطلقة التي تتمتع بها والتي تفوق صلاحية جيش الاحتلال النظامي وكعنصر توازن في الصراع المستعر والمستمر بين البنتاغون والخارجية على ارض العراق .
*-أجهزة الأمن الأمريكية :
- جهاز الأمن القومي (NSA) الأذن الكبرى BIG EAR))
أطلقت الصحافة الأمريكية في السبعينيات هذا المصطلح على اخطر جهاز امني في أمريكا وأكثرها سرية المختص بالتنصت على جميع المحادثات والمخابرات والاتصالات الجارية في جميع الدول والمؤسسات, والآن أصبح ممكنا أن نطلق عليه الأذن الكبرى لان أصبح العالم الآن بلا أسرار في ظل التطور التكنولوجي الملفت للنظر في مجال التجسس وخصوصا الالكتروني, وهناك ثلاث أجهزة للمخابرات تقوم بعملية التنصت داخل الولايات المتحدة وخارجها لكن اكبر هذه الأجهزة في عملية التنصت هو (NSA) , تم تشكيل هذا الجهاز الأمني في24/10/1952 وشكله الرئيس “ترومان” دون علم الرأي العام الأمريكي ولا حتى الكونغرس وكانت تعليمات “ترومان” قيام هذا الجهاز بالتنصت على نطاق عالمي , ويتعاون هذا الجهاز مع وكالات وأجهزة أمنية مشابهة لها في إنكلترا-نيوزلندا-استراليا ضمن نظام ضخم يدعى “أيشلون-ECHELON” فان نشاطها ليقتصر على الأعداء بل يمتد إلى محادثات ومكالمات دول صديقة مثل فرنسا وايطاليا وغيرها من الدول العربية ولا يستثني الجهاز احد من التجسس حتى المواطنين الأمريكيين أنفسهم.
- جهاز المباحث الفدرالية(FBI)
يقوم هذا الجهاز بمهام داخل وخارج الولايات المتحدة بالتوافق مع الأجهزة الأمنية الأخرى( ناسا- سي آي إيه)ويقوم بإعمال مختلفة جمع الأدلة الجنائية وتحليل المعلومات, ومراقبة الأهداف, تتبع الشبكات والخلايا ,القبض على المطلوبين, جمع البيانات, تقييم الوثائق- الأمن الوقائي-الآمن الداخلي للمؤسسات والدوائر الأمريكية-قضايا الفساد-جرائم القتل السياسية وغيرها من الواجبات والمهام التي تكلف بها داخل وخارج الولايات المتحدة.
- وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)
يرتبط بوزارة الخارجية الأمريكية تنظيميا وتنتشر مقراته وواجهاته في جميع أنحاء العالم وخصوصا في دول الاهتمام ومناطق التأثير, ومكلف بعدة مهام داخل الولايات المتحدة وخارجها ومنها مراقبة الحكومات وقادتها السياسيين, والمنظمات الإسلامية بكل توجهاتها, وفتح قنوات الاختراق إليها, أعداد تقارير مستمرة عن الأوضاع وتتبع التسليح والأنشطة النووية, توسيع قدرات شبكاتها وتجنيد مواطني هذه الدول للعمل معها ورفدهم بالمعلومات البصرية والمشاهدة وأحداث التأثير والفعل عند الحاجة, التجسس العلني والسري على المطارات والمعسكرات ومواقع ومنصات أطلاق الصواريخ والقواعد العسكرية, تحديد أماكن ومقرات المنظمات السياسية والمقاومة, التخطيط والتنفيذ لعمليات الاغتيال المهمة ذات الأسبقية(رؤساء-قادة سياسيين-قادة عسكريين-رجال دين- قادة حركات التحرر), قمع حركات التحرر والمعارضة والمقاومة بما يتلاءم مع مصالح الولايات المتحدة , توجيه المظاهرات والمسيرات المناوئة للسلطة السياسية وفق إرادة الولايات المتحدة ووسائل الضغط على تلك الدول,التخطيط والتعاون وتسهيل التنفيذ للانقلابات السياسية والعسكرية في دول مختلفة وفق لخارطة الصراع,إذكاء الحروب الأهلية والصراعات,التصفيات الجسدية والاعتقالات والخطف,تطبيق فنون التعذيب وانتزاع الاعترافات ألقسري, تسريب وثائق أمريكية لفضح عملائها الذين انتفت الحاجة لهم, إيصال عملائها بعد تدريبهم إلى مستويات رفيعة في مصدر القرار السياسي لدول عديدة وخصوصا العربية منها , تسخير كل قدراتها الكبيرة في ترصين وتقوية الوجود الصهيوني على ارض العرب, السيطرة على القنوات الفضائية والحملات الدعائية المضادة واستدراج القيادات وتشويه الحقائق ودورها الرئيس والمحوري في فضيحة الأدلة المزيفة التي روجتها لشن الحرب على العراق(-أسلحة الدمار الشامل-علاقة العراق بالقاعدة-قدرات العراق العسكرية),دورها الرئيس والمحوري إثناء غزو العراق, دورها الكبير والمحوري بعد احتلال العراق,وغيرها من الأدوار الكبيرة والخطيرة التي تقوم بها “وكالة الاستخبارات المركزية “CIAعبر ومفاصلها وواجهاتها وجواسيسها وعملائها في كافه أنحاء العالم.
أساليب ووسائل تجسس “وكالة الاستخبارات المركزية “CIA
تتبع “وكالة الاستخبارات المركزية “CIA عدة أساليب للحصول على المعلومات بواسطة التقدم التكنولوجي والمعلوماتية والتي تتفوق به على الكثير من الدول المتقدمة في هذا المجال إضافة إلى استخدامها أساليب “التجسس الفرويدي” وزرع أجهزة التنصت والتصوير, واستخدام الواجهات المختلفة والأشخاص للتجسس البصري المرئي, وتستخدم أيضا النساء والجنس وطورت أدائها باستخدامها الواسع للأقمار الصناعية التجسسية لمتابعة وتعقب الاتصالات-نظام تحديد المواقع-GBS, وتحليلها وتتجه إلى تطوير هذه القدرة بمشاريع جديدة وبقدرة أنفاق أكثر لتسيطر على حركة العالم وتجعله تحت المراقبة المستمرة لأربع وعشرون ساعة وبتفاصيل دقيقه .
الحشرة الالكترونية بر وميس ( البر غوث الالكتروني)
تستخدم “وكالة الاستخبارات المركزية “CIAفي التجسس على الدول ودخلت هذه الحشرة الالكترونية عالم الجاسوسية والمخابرات بقوته ودقته المتناهية وأثبتت نجاحا كبيرا في الحصول على المعلومات المطلوبة ونقلها بسرعة مذهلة, كما تستطيع هذه الحشرة التي يصعب اكتشافها الحصول على المعلومات التي لم تتمكن الأجهزة المخابراتية من الوصول إليها كتحليل الحالة النفسية للأشخاص المطلوب التجسس عليهم وخاصة الرؤساء والشخصيات المهمة.
منذ أول اكتشاف لهذه الحشرة في ألمانيا عام 1997 وكان عبارة عن مرسل صغير حيث أشار إليه العالم الألماني (أيرش شميدت ابينوم) وأعلن أن استخدام مرسل بالغ الصغر يمكن تركيبه في أي كومبيوتر يستطيع أن يرسل ما هو موجود في هذه الكومبيوترات إلى الأقمار الصناعية خلال جزء من الثانية(سرعة الإرسال) وذلك بزراعته سواء في( وحدة المعالجة المركزية أو ما يطلق عليه لوحةCUP-أو في أحدى الرقائق الموجودة في اللوحة), وقد تسلمت الموساد هذه التكنولوجيات المتقدمة المسماة “بروميس” من المخابرات الأمريكية التي قامت بدورها بزرعها في الكومبيوترات التي تباع إلى الدول العربية ومن ثم استطاع الكيان الصهيوني الإطلاع على محتويات هذه الكومبيوترات بتعاون الجهازين الاستخباريين, ونشر هذا الجاسوس الالكتروني له ثلاث أهداف هي:
1- الإطلاع على أرشيف أجهزة الشرطة, الاستخبارات, الجيش, الدوائر المهمة.
2- مراقبة المؤسسات المالية.
3- متابعة البرامج النووية في العالم.
استخدمت وسائل أكثر تطور حيث جرى تزويد الكومبيوتر( بحشرة إلكترونيه)أو ما يسمى البرغوث الذكي وهو يقوم بسحب المعلومات والأسرار من أي مكان في العالم عن طريق محطات التقاط ومنها إلى الأقمار الصناعية وأخيرا إلى قواعد التحليل التابعة للمخابرات الأمريكية والموساد.
التجسس الفرويدي
استخدمت المخابرات الأمريكية أيضا علماء نفس وأخصائيين نفسيين لتحليل المعلومات الخام ومعرفة الحالة النفسية للزعماء والقادة والرؤساء ذوي المساس المباشر في الصراع العربي الصهيوني, وتتلخص هذه الطريقة جمع معلومات كاملة عن الشخصية من جميع جوانبها وأهمها النفسية كالتعصب الديني والإحساس الحاد بالكرامة والكراهية وتماسك قواهم العقلية في اتخاذ القرار ويتقمص دور هذا الزعيم أو القائد أو الرئيس احد عناصر المخابرات ( سي أي إيه) وفقا لتقارير الحالتين النفسية والصحية ويبدأ التفكير بدلا منه ويتخذ عدة قرارات تتبوئيه يجري اختيار أي منهما أكثر احتمالا وأحيانا تخيب هذه النبوءات وتسمى هذه الطريقة ” التجسس الفرو يدي”
التجسس بالزرع
تستخدم هذه الطريقة من قبل الأجهزة الأمنية والمخابراتية داخل الولايات المتحدة وخارجها وتتم بزرع أجهزة تنصت وأجهزة إلكترونية دقيقة وحساسة غير مرئية وبأنواع مختلفة يصعب اكتشافها في غرف الاجتماعات والمنام والأماكن المهمة وخصوصا التطور التكنولوجي بلغ مراحل متطورة من التحديث وقدرة التمويه والاختفاء لنقل المعلومات.
الواجهات
تجري عمليات التجسس لصالح المخابرات الأمريكية (السي أي إيه) من خلال مراكز البحوث والدراسات التي تتخصص بعمل ظاهري هو الأبحاث العلمية الحقيقة “ويتم جمع المعلومات المهمة عن المجتمعات بهدف تشريحها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا لمعرفة نقاط القوه والضعف واستغلالها لمصالحهم كترويج أفكار معينة أو تغيير سلوكيات وتقاليد وهذا يدخل ضمن أسلوب الغزو الثقافي والعقائدي التدريجي السهل وغسيل الدماغ وهيكلة العقول, وبنفس الوقت تستطيع هذه الواجهات من التأثير على القدرة الاقتصادية لذلك البلد وخططها التنموية ومعدلات نموها الاقتصادي بشكل لا يشكل خطر على القرصنة التجارية الامريكيه, ومن المؤسسات الأمريكية كمراكز بحوث تعمل وفق هذا المنهج (مؤسسات-فورد-فونديش, وهيئةADومؤسسةEBIK) بالإضافة إلى عدد من المؤسسات الموجودة في أمريكا وتقوم بتمويل مؤسسات في الدول العربية كالوكالة الأمريكية للتنمية التي تخضع للكونغرس الأمريكي, وتنفق ملايين الدولارات سنويا على برامج مبادرة الديمقراطية لتمويل وكالات استشارية وحلقات دراسية وأوراق بحثية لجمع المعلومات عن الأحزاب والانتخابات والاتحادات والنقابات العمالية, وتمارس هذه المؤسسات عملها عن طريق توظيف القيادات البيروقراطية لتكون أداة طيعة بيدها, وكذلك استغلال الجماعات وبعض الوزارات والمراكز السياسية المعروفة بميولها الغربية وكذلك الشخصيات الإعلامية والصحفية وطريقة توجيهها لصنع الحدث وترسيخه في عقول المتابعين والمتتبعين ومنها ترسيخ ثقافة الهزيمة في عقول الشعب العربي والسعي الحثيث لتحويل كل وسائل الرفض والحرية التي يمارسها الرفض الشعبي ومنها المقاومة إلى إرهاب وغيرها من المسميات التي يروجها الأعلام المضلل لتسويق مشروع الولايات المتحدة والصهيونية وفرض إستراتيجيتها على الرأي العام الشعبي العربي والإسلامي.
التجسس بالأقمار الصناعية مشروعF.I.A
تطور حرب المعلومات قدراتها من خلال التقنيات المتطورة لثورة المعلومات , وضمن مشاريع السيطرة على الفضاء وحرب المعلومات يجري تطوير مشاريع مختلفة منها “مشروع التجسس F.I.A” وتتلخص فكرة المشروع على أساس الربط اللحظي بين المعلومات التي تحصل عليها ووسائل التجسس البصري في وقت واحد و وذلك في عملية تجسس متكاملة تحقق متابعة الهدف أو الأهداف المطلوب التجسس عليها على الهواء مباشرة بما يشبه البث المباشر ولكن بشكل عكسي عبر نظامين متكاملين يعتمدان على مجموعة ضخمة من الأقمار الصناعية المنتشرة في الفضاء, ويعني انه حالة التقاط أجهزة التنصت السمعية لحادثة مثيرة أو محادثة يدخل في لائحة الكمبيوتر المبرمج لمتابعتها, فانه يتم في أن واحد متابعتها بواسطة أجهزة التجسس السمعي, ويسمح هذا المشروع بتتبع ما يجري من محادثات سرية أو غير سرية تقوم بها القيادات السياسية والعسكرية في الدول المعادية والصديقة على السواء, سواء أجريت هذه المحادثات بهواتف ثابتة أو نقالة أو بواسطة أجهزة لاسلكية عسكرية أو مدنية في أي مكان في العالم, مع أمكانية تصوير القائمين بهذه المحادثات في أماكن إجرائها لحظيا, وتفيد مصادر وكالة “كاليفورنيا للتكنولوجيا والتجارة” أن الأقمار الصناعية الجديدة ستكون اصغر حجما نحو الثلثين عن الأقمار الحالية الدائرة في مداراتها ويبلغ وزن الواحد منها15-20طنا وستتخذ أوضاعا ابعد في الفضاء مما يصعب مهمة رصدها بواسطة الأجهزة العادية, وستعمل بواسطة الأشعة البصرية المباشرة أو الأشعة تحت الحمراء في أحوال الطقس الرديئة أو بواسطة الموجات الكهربائية والرادار لتكوين صورة تفصيلية دقيقة تصل إلى حوالي 15سم, ناهيك عن وجود الأقمار الصناعية الجديدة في مدارات بعيدة سيسمح لها بتصوير الأهداف لمدة أطول ولمساحة أوسع تقدر بضعف ما تقوم به أقمار التجسس الحالية, وإرسال صور واضحة للأنشطة التي تجري على الأرض بسرعة تفوق السرعة الحالية بعشرين ضعفا, ويرجع ذلك لتزويد الأقمار الجديدة بتلسكوبات قوية للغاية وأجهزة رادار غاية في الحساسية حتى تكون قادرة على التقاط صور لأي مكان في العام نهارا وليلا وفي أحوال الرؤية الرديئة, وإرسال آلاف الصور للهدف أو الأهداف المطلوبة في التوقيت المحدد, وستقوم شركة “بوينج” المتواجدة في منطقة “السيجندو” بولاية “كاليفورنيا” بمعظم أبحاث وأعمال وتطوير هذا الجيل الجديد من الأقمار التجسسية وقد بدأت بالفعل في استقدام فنيين لهذا الغرض من شركة (لوكهيد مارتن )وهي التي قامت بتصنيع إعداد كثيرة من أقمار التجسس الحالية بالإضافة لشركات أخرى تعمل في مجال تكنولوجيا الفضاء والانترنيت وأعمال التنصت الهاتفية واللاسلكية بأنواعها.
طريقة تعقب وتسجيل المكالمات بواسطة (قاموس الكلمات)
يتساءل عدد كثير عن كيفية مراجعة ودراسة تقييم وتحليل آلاف الملايين من المكالمات والمحادثات الجارية كل ساعة في العالم نظرا لما يشاع بان الهواتف والمكالمات والرسائل مراقبة, وما حجم الكادر الذي يستطيع القيام بهذه المهمة ويمكن الإجابة عليها ببساطة, التكنولوجيات المتطورة الحديثة لها دور أساسيا بالتغلب على ترهل الكادر ومتابعة المكالمات من خلال “قاموس الكلمات” حيث يكون هناك مجموعة كلمات مهمة جنائيا أو سياسيا أو عسكريا مفروزة ضمن هذا القاموس, ولكل جهة نوعية كلمات يجري التعامل بها فمثلا أن كان الهدف المطلوب مراقبته إسلاميا فهناك معجم من الكلمات التي يتعامل بها الإسلاميون يجب مراقبتها فمثلا كلمة التحية السلام عليكم – إن شاء الله – مشاء الله وغيرها من كلمات التداول للمسلمين, وغيرها من الكلمات حسب نمط تعامل الهدف واتجاهه السياسي ونوع المهام المكلف بها سواء كان رسميا دولة أو شبه رسمية منظمات أو أفراد أشخاص, وهناك عقول إلكترونية ضخمه تقوم بفرز المكالمات التي ترد فيها هذه الكلمات التي سبق واشرنا أليها في معجم الكلمات ثم يتم تسليمها إلى الكادر الفني المتخصص, وقد قامت المخابرات الألمانية(BND) بتحديث نظام مماثل أطلقت عليه اسم(AUSTIN2) يستطيع التقاط الإشارات اللاسلكية في الهواء أي حتى وان كانت الأجهزة النقالة غير مستعمله للتحدث(مقفلة) وفرز الكلمات الواردة فيها حسب معجم الكلمات الواجب مراقبته, أما وكالة المخابرات الروسية (FSB) تعمل منذ مده على مشروع مماثل يدعى مشروع(SORM) وكذلك الصين يجري فيها نظام التتبع الالكتروني ويقوم بتتبع جميع المخابرات إلي تتم عبر الانترنيت ويعزز ذلك نظام تحديد الموقعGBS.
الأجهزة الصغيرة تنجز مهام كبيرة
انتشرت عدة وسائل وأساليب للتجسس من خلال أجهزة متطورة صغر حجمها لغرض عدم لفت النظر إليها وسهولة إخفائها أو زرعها لتحقيق التنصت المطلوب أو التصوير , وتقوم هذه الأجهزة الصغيرة جدا مهام كبيرة لإدامة تمرير عمليات التجسس بشكل كبير ومن هذه الأجهزة
1- الميكروفون الليزري :- يستعمل في عمليات التنصت على المكالمات الجارية في الغرف المغلقة آذ يتم توجيه أشعة ليزر إلى نافذة من نوافذ تلك الغرفة, ولا تقتصر فعالية هذا المايكروفون الليزري على تسجيل الحوار الدائر في الغرفة بل يستطيع اقتناص أي أشارة صادره من أي جهاز الكتروني في تلك الغرفة أي تخضع كامل الغرفة تحت عملية التنصت والتجسس.
2- جهازTX :- بوجود هذا الجهاز لم تعد هناك ضرورة للمخاطرة وزرع جهاز إرسال صغير داخل هاتف يراد التنصت عليه لأنه يمكن بواسطة هذا الجهاز”"TX الدخول إلى خط الهاتف الصغير من بعيد دون أن يشعر احد بذلك, كما يستطيع تحويل الهاتف الموجود في الغرفة إلى جهاز إرسال ينقل جميع المكالمات التي تجري داخلها حتى لو كان ذلك الهاتف مقفولا, فهذا الجهاز يستطيع تكبير وتضخيم الذبذبات الضعيفة التي يرسلها الهاتف في حالته الاعتيادية (في حالة عدم استعماله) فيسجل جميع المحادثات الجارية في الغرفة مع غلق الهاتف وعدم استعماله,ولكي يدخل هذا الجهاز إلى أي خط هاتف يكفي إدارة الرقم لذلك الهاتف وعندما يرد يعتذر بالرقم خطأ ويتم كل شيء
3- الهواتف النقالة ضمن خطة المراقبة والتصنت
انتشرت الهواتف الخلوية النقالة بعد عام 1990 كان الاعتقاد السائد يستحيل مراقبتها والتنصت عليها, إلا أن أحدى الشركات الألمانية وهي شركة(Rode&Schwarz) استطاعت تطوير نظام أطلقت عليه اسم(IMSI-Cather) وهو مختصر ل International Mobil Subscriber Identity استطاعت من خلاله التغلب على الصعوبات في رصد مكان جميع الإشارات من هذه الهواتف وقلبها إلى مكالمات مسموعة, إضافة إلى قدرة تحديد وتعقب موقع الهاتف حتى وان كان مغلقا بالتماس الحراري مع البطارية الموجودة فيه وكذلك قدرة تعقب موقع المكالمة بدقه وفي موقعها.
4- النساء
تستخدم دوائر المخابرات الأمريكية النساء في كافة أعمالها الداخلية والخارجية والتنظيمية بل وحتى المخابراتية والبوليسية والعسكرية, وتعدت ذلك ترشيحها لمناصب سياسية ورئاسية, ويلاحظ غالبية دوائر المخابرات في العالم تستخدم النساء والجنس كأساليب معتمدة في استقاء وجمع المعلومات والاختراق والاصطياد, وهذا الأسلوب اخذ بالتعامل به في غالبية أجهزة المخابرات في العالم حتى أن إسرائيل تستخدمه بما يسمى (بيت الملذات), وهو جهاز يعتمد على تصوير المستهدفين في أوضاع مخلة لغرض تجنيدهم عن طريق ابتزازهم بهذه الصور وغالبا ما يكون المستهدفين في بيت الملذات من العرب, أذن فاستخدام الجنس قاعدة عامة معروفه في عمل دوائر المخابرات.
أجهزة المخابرات الأخرى
هنالك أجهزة مخابرات ضخمة في العالم ومنها وكالة المخابرات البريطانية (GCHQ) وقد استحدثت مشروع جديد للتنصت ونشرته مجلة للانترنيت في ألمانيا هذا الخبر وتناولته مجلة ابزر فر البريطانية المعروفة وقالت هذا المشروع يرمي للتنصت على جميع الاتصالات التي تتم بواسطة الانترنيت والهواتف النقالة والفاكسات والاسم المختصر لهذا المشروع الاستخباراتي الأوروبي هو(98NNFOPOI) وينتظر أن تشترك الولايات المتحدة وكندا واستراليا في هذا المشروع, وسيتم البدء به بعد الحصول على الموافقات اللازمة من برلمانات هذه الدول(يقال هكذا), وطورت المخابرات الألمانية نظام اختراق المكالمات الجارية بالهاتف النقال واستطاعت من تحديد أماكن المتحدثين بها من خلال نظام التتبع الالكترونيGBS كما طورت جهازا الكترونيا تستطيع بواسطته استخدام المايكروفون الموجود في الهاتف النقال لكي ينقل جميع الأصوات والمحادثات الجارية حوله, وسرعان ما انتقل هذا النظام الالكتروني إلى وكالتي ((CIA,NSA الأمريكيتين, ومع تطور الانترنيت ظهرت وسائل اختراق مواكبة لها من خلال برامج المحادثة , وأشهرها عالميا برنامج(ICQ) الذي يعمل بمجرد تشغيل الكومبيوتر وهذا البرنامج منتج من قبل شركه صهيونية اسمها (مرابي ليس) , وقبل مده اشترت هذا البرنامج شركة ” اون لاين”(ONLINE) الامريكيه بمبلغ(300) مليون دولار, وهنالك أكثر من مائتي ألف شخص يستخدمون هذا البرنامج والذي يمكن تبادل الملفات وتكمن في هذا التوضيح سر البرنامج(إذا ما أرسل لك أي شخص يريد السيطرة على الكومبيوتر الخاص بك ملفا ما وتقوم باستلامه حتى يصبح كومبيوترك عبدا خاضعا له ومسيطرا عليه وهذا إضافة إلى ألاف القراصنة الذين يعملون في خدمة وكالة المخابرات الأجنبية في العالم أنها حرب المعلومات ووسائلها ونطاق تجسسها.
تبقى وستبقى المخابرات الأمريكية إخطبوطا له ملايين الأذرع, وفي كل زوايا وبقاع الأرض واستطاع هذا الجهاز من فرض هيمنته وسطوته على مصدر القرار الأمريكي في البيت الأبيض ويتحكم بقرارات الرئيس واعنف من مقررات وقوانين البنتاغون الكونغرس والخارجية, فهي صانعة “فورد ونيكسون وريغان وبوش الأب وكلينتون وبوش الابن” وغيرهم وبنفس الوقت هي التي أخرجت “نيكسون” من البيت الأبيض بفضيحة “ووترغيت” وتدير اكبر وأضخم واخطر مشروع للتجسس على العالم بأسره وتبلغ كلفته25مليار دولار من اجل هوس قيادة العالم, وبنفس الوقت لننسى مشروع نشر شبكة الصواريخ بما يسمى المشروع الدفاعي الصاروخي الأمريكي ,NMDونشر شبكة تجسس عبر الأقمار الصناعية الصغيرة لتقوم بإعمال التنصت والتصوير الفضائي المتزامنة على جميع دول العالم وأطلق عليه هندسة صورة المستقبلF.I.A , وقد كشفت صحيفة “التايمز البريطانية” في مقال للكاتب “بن ماكنتر” بتاريخ19/2/2001 عن بعض جوانب هذا المشروع نقلا عن صحيفة “لوس أنجلس تايمز”الأمريكية وأفادت أن الآلاف من العلماء الأمريكيين يعملون منذ بداية هذا العام بهدوء وسرية في بناء اكبر شبكة جديدة مترامية الإطراف من أقمار التجسس تمكن الولايات المتحدة الأمريكية من مراقبة كل أركان الكرة الأرضية بدقه بالغة على مدار اليوم, والذي يعد اكبر مشروع تجسس مخابراتي في تاريخ العالم الحديث على حد قول “لوس أنجلس تايمز” وهو ما أكده متحدث باسم “اتحاد العلماء الأمريكيين” وغيرها من الوسائل والطرق الخاصة بالاختراق والتنصت عن طريق الكومبيوتر والهواتف الثابتة والنقالة والتجسس الفرويدي والبرغوث الالكتروني, والكثير من الواجهات المخابراتية التي تتخذ إشكالا متنوعة مستندة على الحصانة الدبلوماسية وغيرها ولا يزال يستخدم ضدنا كمسلمين وعرب بل سخرت لتدمير بلداننا وترويع شعوبنا ويكبل الدول والأوطان ويجعلها تدور في فلكها المكشوف وعلى سكة المؤامرات والدسائس والفكر الصهيوني المسيحي المتطرف الذي يجوب العالم قتلا وتعذيبا كل هذا التطور التكنولوجي وكما تؤمن أمريكا بفقه المعلومات وسرية الوثائق وخصوصية العلوم وشرعية البحث وتؤمن بأنها الدولة العظمى في العالم, وتحتفظ لنفسها بحق تغيير أي حاكم وتدمير أي دولة في العالم, لكنهم فشلوا في كشف خطة الخداع الاستراتيجي المصرية في حرب أكتوبر (عملية العبور) وفشلت في إيقاف المقاومة العراقية والفلسطينية واللبنانية ,تبقى دقة المعلومات هي العنصر الأساس في نجاح التخطيط والتنفيذ لأي عمليه عسكرية أو حدث سياسي محتمل يراد إحداثه, وبنفس الوقت مهما تطورت الوسائل تبقى العين والاعتماد على النقل البشري(الجواسيس) الوسيلة الأكثر استعمالا, يتأكد لنا أن لم تبق هناك أسرار لا أسرار دولة ولا أسرار حزب لا أسرار شخصية, أين الحرية الشخصية في ظل هذا الصراع المتنامي في انتهاك حقوق الدول والشعوب والأفراد , أي تقدم تكنولوجي يكبل الدول والأوطان ويجعلها تدور في فلكها المكشوف والذي يتعرض على مدار الساعة للكشف ويخضع لابتزاز ما يسمى الدول العظمى أين نحن العرب من كل هذه التطورات ومن المؤكد أن عدد ليس بالقليل من العلماء المشتركين في تطوير البرامج المعلوماتية لصالح المخابرات الأمريكية هم منتمين للشعوب العربية والإسلامية ولمصلحة من وماهو الثمن؟ وما خفي كان أعظم
سوف نستعرض نشأة “وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA” وفروعها ووسائل التجسس التي تستخدمها وتطور وولوجها إلى ألاماكن التي من المستحيل دخولها, وطالما سمعنا عن رواياتها ولم نتعمق عن ماهية هذا الجهاز الذي يجوب دول العالم شرقا وغربا شمالا وجنوبا ويتواجد في كل مكان على شكل هيئات ومؤسسات وواجهات رسمية مختلفة, تارة سياسيين وأخرى دبلوماسيين هيأت من العلماء ومنظومة شركات ورجال أعمال ووفود رياضية وفنية, وخلايا نائمة وأشخاص وجواسيس مأجورين يملئون بقع الأرض كجنود رخ في رقعة الشطرنج العالمية. ما هذا الجهاز الكبير الذي روي عنه الكثير ونسمع أن فلان عميل لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أل”سي آي إيه” أو عميل للمخابرات الإنكليزية وكالة المخابرات البريطانية (GCHQ) وفروعها والكي جي بي المخابرات السوفيتية سابقا والمخابرات الروسية(FSB) لاحقا والمخابرات الألمانية(BND) وغيرها, ونحن العرب نسمع بين الحين والأخر أسرار تؤكد بعد المواطن العربي عن ما ينسج في الأروقة المظلمة وخلف الكواليس وما يجري من اختراق فاضح لخصوصيتنا كدول وشعوب وإفراد والإباحية المطلقة التي تستخدمها هذه الأجهزة لتحقيق أغراضها الغير شرعيه وسط شلالات من الدماء الغزيرة التي تستنزف شعوبنا العربية وتنتهي بنا إلى مستقبل مجهول وأنفاق إستراتيجية مظلمة, ليجعل من الأجنبي متحكما بنا ومسيطرا على مواردنا ومصدر قرارنا ويستثمر أموالنا لتدميرنا في ظل زمان سادت به ثورة المعلومات التي اخترقت كل شيء وحجبت على الشعوب العربية والإسلامية مما تشكل عنصر تفوق واضح في القدرات الالكترونية وتخل توازن ساحة الصراع وتحدد ملامح المراحل المقبلة على ضوء المعلومات التي تستقى من خلال المفاصل والواجهات والهيئات والمؤسسات والمواقع الدبلوماسية والآلاف الأفراد الذين يعملون في أجهزة المخابرات الأجنبية ومنهم عملاء منسوبين لامتنا وبمستويات مختلفة.
تؤدي السفارات الأمريكية دورا هاما في تسهيل مهام الوكالات (وكالة المخابرات ألمركزية الأمريكية(-NSA-FBI-CIA), وتناط بهذه السفارات والقنصليات والممثليات مهام استخباراتية ومهام المراقبة للحكومات وقادة الرأي وأنشطة المعارضة, ومد الجسور وإعداد التقارير ومراقبة الحركات الدينية بأنواعها, وتتابع تطورات التسليح واتجاهات كبار القادة والسعي للتواصل معهم من خلال الدورات العسكرية والتدريبية أو المناورات العسكرية(اختراق وتجنيد), لها أوكار وخلايا مخفية ونائمة تستخدم عند الحاجة لمرة واحدة مثل المناديل الورقية.
تستخدم المخابرات الأمريكية أساليب ووسائل تكنولوجية متطورة للتنصت والمراقبة والحصول على المعلومات, وتؤكد الإحصائيات العالمية الموثقة أن الولايات المتحدة الأمريكية تأتي على رأس الدول المنتجة للتقنيات المعلوماتية وبخاصة الأمنية يليها الكيان الصهيوني, ويعود التفوق الأمريــــكي في هذا المجال إلى استقطاب الكفاءات العلــــمية العربية والأجنبية وركائز الإبداع التقنـــي على مستوى العالم ومن مختلف الجنسيات ومنحهم التسهيلات الإدارية والأموال والجنسية والامتيازات المعنوية وغيرها من المغانم الحياتية التي فشلت دولهم في تأمينها, وتمكنت من أنشاء ترسانة تقنية عالية, وساهمت وكالة المخابرات الأمريكية في دعم الكيان الصهيوني بشكل شامل في جميع حروبها وتظل أل “CIA”تعمل في المنطقة لتحقيق مسعى الولايات المتحدة في وضع إمكانياتها المهولة في حماية الصهيونية(إستراتيجية التعاون بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل) وفرض وجودها في الجسد العربي وتسويق لإستراتيجيتها وحروبها ومجازرها ومحاكمها الكاذبة وللأسف أنها دجنت أشخاص محسوبين على امتنا العربية والإسلامية للتعاون معها ويعبدون الطرق لها لتشع علينا بمؤامراتها الخسيسة التي وقودها دماء الأبرياء من امتنا العربية والإسلامية وضحاياها عقود من الزمن ومآسي لتعد ولا تحصى من فلسطين مرورا بلبنان والعراق والصومال والسودان والبقية تأتي لتجعل هذه الشعوب لا تجيد سوى علوم الدنيا البسيطة والزراعة وحلب الماشية والرعي في المراعي ومشاهدة فضائيات الدعارة وغسيل المخ وبث التفسخ والانحلال في صلب المجتمعات العربية والإسلامية(سياسة ألحاق المجتمعات) وتقديم فروض الولاء والطاعة والذل والخنوع بعد أن فقد الصراع ابرز مقوماته المناورات العسكرية لتحيق الأهداف السياسية وتحقيق المكاسب.
*- نشاه إدارة المخابرات المركزية الأمريكية
كان في حوزة الولايات المتحدة الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية عدد من التشكيلات والدوائر الاستخباراتية أوكلت إليها مهام مختلفة, وأكثر هذه التشكيلات أهمية إدارة المصالح الإستراتيجية التي شغل مناصبها عدد من مدراء ووكلاء الاستخبارات المركزية مثل, دالاس, وهيلمس,وكيسي, وكبار موظفي “وكالة الاستخبارات الأمريكية “CIA, وبعد تولي “هاري ترومان” سياسي أمريكي الرئاسة الثالثة والثلاثون للولايات المتحدة عام1945 ركز في بداية ولايته على تطوير الأعمال التجسسية ألاستراتيجية وتطوير دوائر استخبارات الجيش والأسطول البحري الحربي(البحرية الأمريكية) ووزارة الخارجية وكان ينطلق في تطلعاته في تطوير هذه الدوائر على خلفية تطور إمكانيات العاملين في هذه الدوائر على أعمال التجسس وقدرات التنسيق الكبيرة ما بين إدارات مخابرات الجيش وبقية الدوائر المرتبطة بوكالة المخابرات الامريكيه, والتطلع لإعادة التنظيم لكافة الهيئات الاستخبارية والمخابراتية وتطويرها بما يتلاءم مع طموحات الرئيس “ترومان” وضرورة امتلاك الولايات المتحدة جهاز مخابرات متطور وكبير بعيدا عن النفوذ البريطاني ويلائم هوس الهيمنة على العالم الذي يسيطر على عقول معظم رؤساء الولايات المتحدة.
ساهم الرئيس “ترومان” بشكل فعال في تطوير وتنظيم فعاليات هذه الأجهزة وقد ادخل إلى المخابرات (مركز التنسيق) الذي يخضع للبيت الأبيض مباشرة وقدم لموظفي وقادة دوائر المخابرات المركزية (القبعات السوداء) والدروع والخناجر ومنحهم لقب وشعار (فرسان الدرع والخنجر) هذا ثقافة رئيس الولايات المتحدة منذ عام 1945 وحتى 1953 الدرع والخنجر وأسلحة قراصنة البحر حيث لم تكن هناك القاعدة والحرب على الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل وتهديد الجيران وغيرها من مبررات القتل واستنزاف القدرات العربية والإسلامية التي تجري الآن في مناطق مختلفة من العالم العربي والإسلامي, وفي ظل البنية الاستخبارية الجديدة بدأ الحصول على المعلومات السيالة يوميا وبشكل منسق من الخارج, وأصبح أول من يلتقي به “ترومان” صباحا في أول يوم عمله هو مدير المخابرات المركزية والتي كانت تسمى (مجموعة المخابرات المركزية) وبنفس الوقت يحضر معه رئيس لجنة رؤساء الأركان المتحدة, واستحدث ترومان منصب أو وظيفة جديدة المساعد الخاص لشؤون المخابرات المركزية, كما واستطاعت دوائر المخابرات المركزية الاستفادة من الخبرات الألمانية في هذا المجال, واستخدمت دوائر المخابرات وسائل كثير ومختلفة في تغطية عملهم ألمخابراتي, واستخدموا طاقم أجانب لهذا الغرض وكذلك دوائر دبلوماسية, وبطاقات صحفيين,ومنهم عملوا بصفة علماء وخبراء وأعضاء بعثات ورجال أعمال ونقابين ووفود رياضية وفنيه وغيرها من أساليب التغطية والتمويه والحصانة وعند صدور صحيفة “نيويورك تايمز” لأول مره في كانون الأول عام1946 كتب الجنرال “واندربيرغ” رسالة إلى مؤسسيها “سولتسبيرغ” تحدث فيها عن مجموعه المخابرات المركزية وعملها في تنسيق نشاط الحكومة المرتبط بجمع وتحليل المعلومات عن الدول الأجنبية التي تحتاجها الولايات المتحدة لضمان أمنها القومي وأعرب عن أمله في أن مؤسسي الصحيفة سيكونون جاهزين لتقديم المساعدة في تحقيق المهام والملقاة على عاتقهم واخبره انه سيرسل ممثله لشرح برنامج مجموعه المخابرات المركزية, ولم يتأخر “سولستبيرغ” في الإجابة فكتب إلى الجنرال “واندربيرغ” (يمنكم الاعتماد دائما على مساعدة كافة العاملين هنا في نيويورك تايمز) وطرح فكره مفادها إيجاد صيغه نظامية يمكن من خلالها إرسال كل الطلبات إليه مباشره وهنا طبعا سخرت المخابرات الأمريكية الأعلام الموجه ومنه المقروء كوسيلة لجمع المعلومات وهيكلة العقل والترويج, وأولت دوائر المخابرات الأمريكية اهتماما كبيرا للرسائل السرية لمراسلي صحيفة( نيويورك تايمز ) والتي كانوا يرسلونها عن طرق السفارات الأمريكية إلى محرريها مع تأشيرة( للإطلاع ) كلمه حصرية لضرورة الإطلاع على التقارير من وجهة نظر إستخبارتية لا إعلامية وفيها معلومات سرية هامه لم يكن ممكنا نشرها في الصحف عن الأزمات السياسية الوشيكة الوقوع والمرحلية والمستقبلية والقرارات السرية المرنة.
استمر هؤلاء المراسلين في إرسال وثائق تحليلية ذات طابع توجيهي, وهذه المعلومات وحسب تصنيفها لا تقدر بثمن ولم تقتصر مهام المراسلين على المعلومات السرية فحسب بل كلفوا بمهام الحصول على تقارير تحليلية ومعلوماتية مفصلة عن البلد أو البلدان التي تعتبر أهداف اهتمام للمخابرات ( الهدف) وتطور هذا التعاون والتوظيف للصحف والعاملين فيها إلى عمل مخابراتي منظم ودقيق شمل عدد كبير من مالكي الصحف والمحررين والقنوات الفضائية وجميع وسائل الإعلام المتنوعة وتغطيتها تحت اسم الصحافة الحرة, الصحافة المستقلة ومن خلاله تم استثمار أصحاب المصانع والعلماء وغيرهم ممن يحتاج تجنيده لعمل الوكالة, ومن الأولويات والتي تستحق الاهتمام في أمريكا هو امتلاك مخابرات قوية لبسط نفوذها بقوه لتنفيذ مخططاتهم وتطلعاتهم وهوس الهيمنة على العالم.
*- مجلس الأمن القومي الأمريكي
وقع “ترومان” قانون الأمن القومي في 15 أيلول 1947 والذي خصصت فيه الماده108 لتأسيس إدارة المخابرات المركزية كما وصفها القانون, ولغرض تنسيق العمل ألاستخباراتي للوزارات والمؤسسات الحكومية لصالح الأمن القومي الأمريكي كلفت الإدارة المركزية للمخابرات الأمريكية بقيادة مجلس الأمن القومي لتنفيذ المهام ألتاليه:
1- استشارة مجلس الأمن القومي حول قضايا النشاط الاستخباراتي للوزارات والهيئات الحكومية التي لها علاقة بالأمن القومي.
2- تقديم المقترحات إلى مجلس الأمن القومي لتنسيق النشاط الاستخباراتي المنتشر وفق أسبقيات المعالجة وأولويات التقدير.
3- تحليل المعلومات الاستخباراتية ومقارنتها وتقدير أهميتها وتامين وصولها وانسيابيتها إلى دوائر ومؤسسات الحكومة ذات العلاقة.
4- تنفيذ الخدمات التنظيمية للمفاصل والدوائر الاستخبارية الموجودة والتي تعتبر مصالح عامه وبقرار من مجلس الأمن القومي تتخذ تركيزا أكثر.
5- تنفيذ المهام والواجبات الأخرى المتعلقة بالتجسس والتي تهم الأمن القومي وهي من مهام مجلس الأمن القومي.
توسعت وكالة المخابرات الأمريكية وانتشرت وأصبحت هذه التحديدات بصلاحياتها غير محدودة, تدل الوقائع على أن إدارة المخابرات الأمريكية ومنذ بداية تأسيسها انتهجت القرصنة الدولية وكانت الحرب الدعائية والنفسية أحدى سماتها وهي مدخل للعمليات التخريبية والمشبوهة المتورطة بها وكالة المخابرات الأمريكية في كل بقعة من العالم, واتجهت إلى خصخصة الحرب وترويج فكرة التجنيد والمرتزقة وكما نعلم أن شركات الخدمات العسكرية الخاصة( المرتزقة) ترتبط بشكل مباشر بوزارة الخارجية الأمريكية وتعتبر ثاني قوة عسكرية على ارض العراق وفقا لتعدادها وواجباتها العسكرية والأمنية المناط بها ناهيك عن الصلاحية المطلقة التي تتمتع بها والتي تفوق صلاحية جيش الاحتلال النظامي وكعنصر توازن في الصراع المستعر والمستمر بين البنتاغون والخارجية على ارض العراق .
*-أجهزة الأمن الأمريكية :
- جهاز الأمن القومي (NSA) الأذن الكبرى BIG EAR))
أطلقت الصحافة الأمريكية في السبعينيات هذا المصطلح على اخطر جهاز امني في أمريكا وأكثرها سرية المختص بالتنصت على جميع المحادثات والمخابرات والاتصالات الجارية في جميع الدول والمؤسسات, والآن أصبح ممكنا أن نطلق عليه الأذن الكبرى لان أصبح العالم الآن بلا أسرار في ظل التطور التكنولوجي الملفت للنظر في مجال التجسس وخصوصا الالكتروني, وهناك ثلاث أجهزة للمخابرات تقوم بعملية التنصت داخل الولايات المتحدة وخارجها لكن اكبر هذه الأجهزة في عملية التنصت هو (NSA) , تم تشكيل هذا الجهاز الأمني في24/10/1952 وشكله الرئيس “ترومان” دون علم الرأي العام الأمريكي ولا حتى الكونغرس وكانت تعليمات “ترومان” قيام هذا الجهاز بالتنصت على نطاق عالمي , ويتعاون هذا الجهاز مع وكالات وأجهزة أمنية مشابهة لها في إنكلترا-نيوزلندا-استراليا ضمن نظام ضخم يدعى “أيشلون-ECHELON” فان نشاطها ليقتصر على الأعداء بل يمتد إلى محادثات ومكالمات دول صديقة مثل فرنسا وايطاليا وغيرها من الدول العربية ولا يستثني الجهاز احد من التجسس حتى المواطنين الأمريكيين أنفسهم.
- جهاز المباحث الفدرالية(FBI)
يقوم هذا الجهاز بمهام داخل وخارج الولايات المتحدة بالتوافق مع الأجهزة الأمنية الأخرى( ناسا- سي آي إيه)ويقوم بإعمال مختلفة جمع الأدلة الجنائية وتحليل المعلومات, ومراقبة الأهداف, تتبع الشبكات والخلايا ,القبض على المطلوبين, جمع البيانات, تقييم الوثائق- الأمن الوقائي-الآمن الداخلي للمؤسسات والدوائر الأمريكية-قضايا الفساد-جرائم القتل السياسية وغيرها من الواجبات والمهام التي تكلف بها داخل وخارج الولايات المتحدة.
- وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)
يرتبط بوزارة الخارجية الأمريكية تنظيميا وتنتشر مقراته وواجهاته في جميع أنحاء العالم وخصوصا في دول الاهتمام ومناطق التأثير, ومكلف بعدة مهام داخل الولايات المتحدة وخارجها ومنها مراقبة الحكومات وقادتها السياسيين, والمنظمات الإسلامية بكل توجهاتها, وفتح قنوات الاختراق إليها, أعداد تقارير مستمرة عن الأوضاع وتتبع التسليح والأنشطة النووية, توسيع قدرات شبكاتها وتجنيد مواطني هذه الدول للعمل معها ورفدهم بالمعلومات البصرية والمشاهدة وأحداث التأثير والفعل عند الحاجة, التجسس العلني والسري على المطارات والمعسكرات ومواقع ومنصات أطلاق الصواريخ والقواعد العسكرية, تحديد أماكن ومقرات المنظمات السياسية والمقاومة, التخطيط والتنفيذ لعمليات الاغتيال المهمة ذات الأسبقية(رؤساء-قادة سياسيين-قادة عسكريين-رجال دين- قادة حركات التحرر), قمع حركات التحرر والمعارضة والمقاومة بما يتلاءم مع مصالح الولايات المتحدة , توجيه المظاهرات والمسيرات المناوئة للسلطة السياسية وفق إرادة الولايات المتحدة ووسائل الضغط على تلك الدول,التخطيط والتعاون وتسهيل التنفيذ للانقلابات السياسية والعسكرية في دول مختلفة وفق لخارطة الصراع,إذكاء الحروب الأهلية والصراعات,التصفيات الجسدية والاعتقالات والخطف,تطبيق فنون التعذيب وانتزاع الاعترافات ألقسري, تسريب وثائق أمريكية لفضح عملائها الذين انتفت الحاجة لهم, إيصال عملائها بعد تدريبهم إلى مستويات رفيعة في مصدر القرار السياسي لدول عديدة وخصوصا العربية منها , تسخير كل قدراتها الكبيرة في ترصين وتقوية الوجود الصهيوني على ارض العرب, السيطرة على القنوات الفضائية والحملات الدعائية المضادة واستدراج القيادات وتشويه الحقائق ودورها الرئيس والمحوري في فضيحة الأدلة المزيفة التي روجتها لشن الحرب على العراق(-أسلحة الدمار الشامل-علاقة العراق بالقاعدة-قدرات العراق العسكرية),دورها الرئيس والمحوري إثناء غزو العراق, دورها الكبير والمحوري بعد احتلال العراق,وغيرها من الأدوار الكبيرة والخطيرة التي تقوم بها “وكالة الاستخبارات المركزية “CIAعبر ومفاصلها وواجهاتها وجواسيسها وعملائها في كافه أنحاء العالم.
أساليب ووسائل تجسس “وكالة الاستخبارات المركزية “CIA
تتبع “وكالة الاستخبارات المركزية “CIA عدة أساليب للحصول على المعلومات بواسطة التقدم التكنولوجي والمعلوماتية والتي تتفوق به على الكثير من الدول المتقدمة في هذا المجال إضافة إلى استخدامها أساليب “التجسس الفرويدي” وزرع أجهزة التنصت والتصوير, واستخدام الواجهات المختلفة والأشخاص للتجسس البصري المرئي, وتستخدم أيضا النساء والجنس وطورت أدائها باستخدامها الواسع للأقمار الصناعية التجسسية لمتابعة وتعقب الاتصالات-نظام تحديد المواقع-GBS, وتحليلها وتتجه إلى تطوير هذه القدرة بمشاريع جديدة وبقدرة أنفاق أكثر لتسيطر على حركة العالم وتجعله تحت المراقبة المستمرة لأربع وعشرون ساعة وبتفاصيل دقيقه .
الحشرة الالكترونية بر وميس ( البر غوث الالكتروني)
تستخدم “وكالة الاستخبارات المركزية “CIAفي التجسس على الدول ودخلت هذه الحشرة الالكترونية عالم الجاسوسية والمخابرات بقوته ودقته المتناهية وأثبتت نجاحا كبيرا في الحصول على المعلومات المطلوبة ونقلها بسرعة مذهلة, كما تستطيع هذه الحشرة التي يصعب اكتشافها الحصول على المعلومات التي لم تتمكن الأجهزة المخابراتية من الوصول إليها كتحليل الحالة النفسية للأشخاص المطلوب التجسس عليهم وخاصة الرؤساء والشخصيات المهمة.
منذ أول اكتشاف لهذه الحشرة في ألمانيا عام 1997 وكان عبارة عن مرسل صغير حيث أشار إليه العالم الألماني (أيرش شميدت ابينوم) وأعلن أن استخدام مرسل بالغ الصغر يمكن تركيبه في أي كومبيوتر يستطيع أن يرسل ما هو موجود في هذه الكومبيوترات إلى الأقمار الصناعية خلال جزء من الثانية(سرعة الإرسال) وذلك بزراعته سواء في( وحدة المعالجة المركزية أو ما يطلق عليه لوحةCUP-أو في أحدى الرقائق الموجودة في اللوحة), وقد تسلمت الموساد هذه التكنولوجيات المتقدمة المسماة “بروميس” من المخابرات الأمريكية التي قامت بدورها بزرعها في الكومبيوترات التي تباع إلى الدول العربية ومن ثم استطاع الكيان الصهيوني الإطلاع على محتويات هذه الكومبيوترات بتعاون الجهازين الاستخباريين, ونشر هذا الجاسوس الالكتروني له ثلاث أهداف هي:
1- الإطلاع على أرشيف أجهزة الشرطة, الاستخبارات, الجيش, الدوائر المهمة.
2- مراقبة المؤسسات المالية.
3- متابعة البرامج النووية في العالم.
استخدمت وسائل أكثر تطور حيث جرى تزويد الكومبيوتر( بحشرة إلكترونيه)أو ما يسمى البرغوث الذكي وهو يقوم بسحب المعلومات والأسرار من أي مكان في العالم عن طريق محطات التقاط ومنها إلى الأقمار الصناعية وأخيرا إلى قواعد التحليل التابعة للمخابرات الأمريكية والموساد.
التجسس الفرويدي
استخدمت المخابرات الأمريكية أيضا علماء نفس وأخصائيين نفسيين لتحليل المعلومات الخام ومعرفة الحالة النفسية للزعماء والقادة والرؤساء ذوي المساس المباشر في الصراع العربي الصهيوني, وتتلخص هذه الطريقة جمع معلومات كاملة عن الشخصية من جميع جوانبها وأهمها النفسية كالتعصب الديني والإحساس الحاد بالكرامة والكراهية وتماسك قواهم العقلية في اتخاذ القرار ويتقمص دور هذا الزعيم أو القائد أو الرئيس احد عناصر المخابرات ( سي أي إيه) وفقا لتقارير الحالتين النفسية والصحية ويبدأ التفكير بدلا منه ويتخذ عدة قرارات تتبوئيه يجري اختيار أي منهما أكثر احتمالا وأحيانا تخيب هذه النبوءات وتسمى هذه الطريقة ” التجسس الفرو يدي”
التجسس بالزرع
تستخدم هذه الطريقة من قبل الأجهزة الأمنية والمخابراتية داخل الولايات المتحدة وخارجها وتتم بزرع أجهزة تنصت وأجهزة إلكترونية دقيقة وحساسة غير مرئية وبأنواع مختلفة يصعب اكتشافها في غرف الاجتماعات والمنام والأماكن المهمة وخصوصا التطور التكنولوجي بلغ مراحل متطورة من التحديث وقدرة التمويه والاختفاء لنقل المعلومات.
الواجهات
تجري عمليات التجسس لصالح المخابرات الأمريكية (السي أي إيه) من خلال مراكز البحوث والدراسات التي تتخصص بعمل ظاهري هو الأبحاث العلمية الحقيقة “ويتم جمع المعلومات المهمة عن المجتمعات بهدف تشريحها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا لمعرفة نقاط القوه والضعف واستغلالها لمصالحهم كترويج أفكار معينة أو تغيير سلوكيات وتقاليد وهذا يدخل ضمن أسلوب الغزو الثقافي والعقائدي التدريجي السهل وغسيل الدماغ وهيكلة العقول, وبنفس الوقت تستطيع هذه الواجهات من التأثير على القدرة الاقتصادية لذلك البلد وخططها التنموية ومعدلات نموها الاقتصادي بشكل لا يشكل خطر على القرصنة التجارية الامريكيه, ومن المؤسسات الأمريكية كمراكز بحوث تعمل وفق هذا المنهج (مؤسسات-فورد-فونديش, وهيئةADومؤسسةEBIK) بالإضافة إلى عدد من المؤسسات الموجودة في أمريكا وتقوم بتمويل مؤسسات في الدول العربية كالوكالة الأمريكية للتنمية التي تخضع للكونغرس الأمريكي, وتنفق ملايين الدولارات سنويا على برامج مبادرة الديمقراطية لتمويل وكالات استشارية وحلقات دراسية وأوراق بحثية لجمع المعلومات عن الأحزاب والانتخابات والاتحادات والنقابات العمالية, وتمارس هذه المؤسسات عملها عن طريق توظيف القيادات البيروقراطية لتكون أداة طيعة بيدها, وكذلك استغلال الجماعات وبعض الوزارات والمراكز السياسية المعروفة بميولها الغربية وكذلك الشخصيات الإعلامية والصحفية وطريقة توجيهها لصنع الحدث وترسيخه في عقول المتابعين والمتتبعين ومنها ترسيخ ثقافة الهزيمة في عقول الشعب العربي والسعي الحثيث لتحويل كل وسائل الرفض والحرية التي يمارسها الرفض الشعبي ومنها المقاومة إلى إرهاب وغيرها من المسميات التي يروجها الأعلام المضلل لتسويق مشروع الولايات المتحدة والصهيونية وفرض إستراتيجيتها على الرأي العام الشعبي العربي والإسلامي.
التجسس بالأقمار الصناعية مشروعF.I.A
تطور حرب المعلومات قدراتها من خلال التقنيات المتطورة لثورة المعلومات , وضمن مشاريع السيطرة على الفضاء وحرب المعلومات يجري تطوير مشاريع مختلفة منها “مشروع التجسس F.I.A” وتتلخص فكرة المشروع على أساس الربط اللحظي بين المعلومات التي تحصل عليها ووسائل التجسس البصري في وقت واحد و وذلك في عملية تجسس متكاملة تحقق متابعة الهدف أو الأهداف المطلوب التجسس عليها على الهواء مباشرة بما يشبه البث المباشر ولكن بشكل عكسي عبر نظامين متكاملين يعتمدان على مجموعة ضخمة من الأقمار الصناعية المنتشرة في الفضاء, ويعني انه حالة التقاط أجهزة التنصت السمعية لحادثة مثيرة أو محادثة يدخل في لائحة الكمبيوتر المبرمج لمتابعتها, فانه يتم في أن واحد متابعتها بواسطة أجهزة التجسس السمعي, ويسمح هذا المشروع بتتبع ما يجري من محادثات سرية أو غير سرية تقوم بها القيادات السياسية والعسكرية في الدول المعادية والصديقة على السواء, سواء أجريت هذه المحادثات بهواتف ثابتة أو نقالة أو بواسطة أجهزة لاسلكية عسكرية أو مدنية في أي مكان في العالم, مع أمكانية تصوير القائمين بهذه المحادثات في أماكن إجرائها لحظيا, وتفيد مصادر وكالة “كاليفورنيا للتكنولوجيا والتجارة” أن الأقمار الصناعية الجديدة ستكون اصغر حجما نحو الثلثين عن الأقمار الحالية الدائرة في مداراتها ويبلغ وزن الواحد منها15-20طنا وستتخذ أوضاعا ابعد في الفضاء مما يصعب مهمة رصدها بواسطة الأجهزة العادية, وستعمل بواسطة الأشعة البصرية المباشرة أو الأشعة تحت الحمراء في أحوال الطقس الرديئة أو بواسطة الموجات الكهربائية والرادار لتكوين صورة تفصيلية دقيقة تصل إلى حوالي 15سم, ناهيك عن وجود الأقمار الصناعية الجديدة في مدارات بعيدة سيسمح لها بتصوير الأهداف لمدة أطول ولمساحة أوسع تقدر بضعف ما تقوم به أقمار التجسس الحالية, وإرسال صور واضحة للأنشطة التي تجري على الأرض بسرعة تفوق السرعة الحالية بعشرين ضعفا, ويرجع ذلك لتزويد الأقمار الجديدة بتلسكوبات قوية للغاية وأجهزة رادار غاية في الحساسية حتى تكون قادرة على التقاط صور لأي مكان في العام نهارا وليلا وفي أحوال الرؤية الرديئة, وإرسال آلاف الصور للهدف أو الأهداف المطلوبة في التوقيت المحدد, وستقوم شركة “بوينج” المتواجدة في منطقة “السيجندو” بولاية “كاليفورنيا” بمعظم أبحاث وأعمال وتطوير هذا الجيل الجديد من الأقمار التجسسية وقد بدأت بالفعل في استقدام فنيين لهذا الغرض من شركة (لوكهيد مارتن )وهي التي قامت بتصنيع إعداد كثيرة من أقمار التجسس الحالية بالإضافة لشركات أخرى تعمل في مجال تكنولوجيا الفضاء والانترنيت وأعمال التنصت الهاتفية واللاسلكية بأنواعها.
طريقة تعقب وتسجيل المكالمات بواسطة (قاموس الكلمات)
يتساءل عدد كثير عن كيفية مراجعة ودراسة تقييم وتحليل آلاف الملايين من المكالمات والمحادثات الجارية كل ساعة في العالم نظرا لما يشاع بان الهواتف والمكالمات والرسائل مراقبة, وما حجم الكادر الذي يستطيع القيام بهذه المهمة ويمكن الإجابة عليها ببساطة, التكنولوجيات المتطورة الحديثة لها دور أساسيا بالتغلب على ترهل الكادر ومتابعة المكالمات من خلال “قاموس الكلمات” حيث يكون هناك مجموعة كلمات مهمة جنائيا أو سياسيا أو عسكريا مفروزة ضمن هذا القاموس, ولكل جهة نوعية كلمات يجري التعامل بها فمثلا أن كان الهدف المطلوب مراقبته إسلاميا فهناك معجم من الكلمات التي يتعامل بها الإسلاميون يجب مراقبتها فمثلا كلمة التحية السلام عليكم – إن شاء الله – مشاء الله وغيرها من كلمات التداول للمسلمين, وغيرها من الكلمات حسب نمط تعامل الهدف واتجاهه السياسي ونوع المهام المكلف بها سواء كان رسميا دولة أو شبه رسمية منظمات أو أفراد أشخاص, وهناك عقول إلكترونية ضخمه تقوم بفرز المكالمات التي ترد فيها هذه الكلمات التي سبق واشرنا أليها في معجم الكلمات ثم يتم تسليمها إلى الكادر الفني المتخصص, وقد قامت المخابرات الألمانية(BND) بتحديث نظام مماثل أطلقت عليه اسم(AUSTIN2) يستطيع التقاط الإشارات اللاسلكية في الهواء أي حتى وان كانت الأجهزة النقالة غير مستعمله للتحدث(مقفلة) وفرز الكلمات الواردة فيها حسب معجم الكلمات الواجب مراقبته, أما وكالة المخابرات الروسية (FSB) تعمل منذ مده على مشروع مماثل يدعى مشروع(SORM) وكذلك الصين يجري فيها نظام التتبع الالكتروني ويقوم بتتبع جميع المخابرات إلي تتم عبر الانترنيت ويعزز ذلك نظام تحديد الموقعGBS.
الأجهزة الصغيرة تنجز مهام كبيرة
انتشرت عدة وسائل وأساليب للتجسس من خلال أجهزة متطورة صغر حجمها لغرض عدم لفت النظر إليها وسهولة إخفائها أو زرعها لتحقيق التنصت المطلوب أو التصوير , وتقوم هذه الأجهزة الصغيرة جدا مهام كبيرة لإدامة تمرير عمليات التجسس بشكل كبير ومن هذه الأجهزة
1- الميكروفون الليزري :- يستعمل في عمليات التنصت على المكالمات الجارية في الغرف المغلقة آذ يتم توجيه أشعة ليزر إلى نافذة من نوافذ تلك الغرفة, ولا تقتصر فعالية هذا المايكروفون الليزري على تسجيل الحوار الدائر في الغرفة بل يستطيع اقتناص أي أشارة صادره من أي جهاز الكتروني في تلك الغرفة أي تخضع كامل الغرفة تحت عملية التنصت والتجسس.
2- جهازTX :- بوجود هذا الجهاز لم تعد هناك ضرورة للمخاطرة وزرع جهاز إرسال صغير داخل هاتف يراد التنصت عليه لأنه يمكن بواسطة هذا الجهاز”"TX الدخول إلى خط الهاتف الصغير من بعيد دون أن يشعر احد بذلك, كما يستطيع تحويل الهاتف الموجود في الغرفة إلى جهاز إرسال ينقل جميع المكالمات التي تجري داخلها حتى لو كان ذلك الهاتف مقفولا, فهذا الجهاز يستطيع تكبير وتضخيم الذبذبات الضعيفة التي يرسلها الهاتف في حالته الاعتيادية (في حالة عدم استعماله) فيسجل جميع المحادثات الجارية في الغرفة مع غلق الهاتف وعدم استعماله,ولكي يدخل هذا الجهاز إلى أي خط هاتف يكفي إدارة الرقم لذلك الهاتف وعندما يرد يعتذر بالرقم خطأ ويتم كل شيء
3- الهواتف النقالة ضمن خطة المراقبة والتصنت
انتشرت الهواتف الخلوية النقالة بعد عام 1990 كان الاعتقاد السائد يستحيل مراقبتها والتنصت عليها, إلا أن أحدى الشركات الألمانية وهي شركة(Rode&Schwarz) استطاعت تطوير نظام أطلقت عليه اسم(IMSI-Cather) وهو مختصر ل International Mobil Subscriber Identity استطاعت من خلاله التغلب على الصعوبات في رصد مكان جميع الإشارات من هذه الهواتف وقلبها إلى مكالمات مسموعة, إضافة إلى قدرة تحديد وتعقب موقع الهاتف حتى وان كان مغلقا بالتماس الحراري مع البطارية الموجودة فيه وكذلك قدرة تعقب موقع المكالمة بدقه وفي موقعها.
4- النساء
تستخدم دوائر المخابرات الأمريكية النساء في كافة أعمالها الداخلية والخارجية والتنظيمية بل وحتى المخابراتية والبوليسية والعسكرية, وتعدت ذلك ترشيحها لمناصب سياسية ورئاسية, ويلاحظ غالبية دوائر المخابرات في العالم تستخدم النساء والجنس كأساليب معتمدة في استقاء وجمع المعلومات والاختراق والاصطياد, وهذا الأسلوب اخذ بالتعامل به في غالبية أجهزة المخابرات في العالم حتى أن إسرائيل تستخدمه بما يسمى (بيت الملذات), وهو جهاز يعتمد على تصوير المستهدفين في أوضاع مخلة لغرض تجنيدهم عن طريق ابتزازهم بهذه الصور وغالبا ما يكون المستهدفين في بيت الملذات من العرب, أذن فاستخدام الجنس قاعدة عامة معروفه في عمل دوائر المخابرات.
أجهزة المخابرات الأخرى
هنالك أجهزة مخابرات ضخمة في العالم ومنها وكالة المخابرات البريطانية (GCHQ) وقد استحدثت مشروع جديد للتنصت ونشرته مجلة للانترنيت في ألمانيا هذا الخبر وتناولته مجلة ابزر فر البريطانية المعروفة وقالت هذا المشروع يرمي للتنصت على جميع الاتصالات التي تتم بواسطة الانترنيت والهواتف النقالة والفاكسات والاسم المختصر لهذا المشروع الاستخباراتي الأوروبي هو(98NNFOPOI) وينتظر أن تشترك الولايات المتحدة وكندا واستراليا في هذا المشروع, وسيتم البدء به بعد الحصول على الموافقات اللازمة من برلمانات هذه الدول(يقال هكذا), وطورت المخابرات الألمانية نظام اختراق المكالمات الجارية بالهاتف النقال واستطاعت من تحديد أماكن المتحدثين بها من خلال نظام التتبع الالكترونيGBS كما طورت جهازا الكترونيا تستطيع بواسطته استخدام المايكروفون الموجود في الهاتف النقال لكي ينقل جميع الأصوات والمحادثات الجارية حوله, وسرعان ما انتقل هذا النظام الالكتروني إلى وكالتي ((CIA,NSA الأمريكيتين, ومع تطور الانترنيت ظهرت وسائل اختراق مواكبة لها من خلال برامج المحادثة , وأشهرها عالميا برنامج(ICQ) الذي يعمل بمجرد تشغيل الكومبيوتر وهذا البرنامج منتج من قبل شركه صهيونية اسمها (مرابي ليس) , وقبل مده اشترت هذا البرنامج شركة ” اون لاين”(ONLINE) الامريكيه بمبلغ(300) مليون دولار, وهنالك أكثر من مائتي ألف شخص يستخدمون هذا البرنامج والذي يمكن تبادل الملفات وتكمن في هذا التوضيح سر البرنامج(إذا ما أرسل لك أي شخص يريد السيطرة على الكومبيوتر الخاص بك ملفا ما وتقوم باستلامه حتى يصبح كومبيوترك عبدا خاضعا له ومسيطرا عليه وهذا إضافة إلى ألاف القراصنة الذين يعملون في خدمة وكالة المخابرات الأجنبية في العالم أنها حرب المعلومات ووسائلها ونطاق تجسسها.
تبقى وستبقى المخابرات الأمريكية إخطبوطا له ملايين الأذرع, وفي كل زوايا وبقاع الأرض واستطاع هذا الجهاز من فرض هيمنته وسطوته على مصدر القرار الأمريكي في البيت الأبيض ويتحكم بقرارات الرئيس واعنف من مقررات وقوانين البنتاغون الكونغرس والخارجية, فهي صانعة “فورد ونيكسون وريغان وبوش الأب وكلينتون وبوش الابن” وغيرهم وبنفس الوقت هي التي أخرجت “نيكسون” من البيت الأبيض بفضيحة “ووترغيت” وتدير اكبر وأضخم واخطر مشروع للتجسس على العالم بأسره وتبلغ كلفته25مليار دولار من اجل هوس قيادة العالم, وبنفس الوقت لننسى مشروع نشر شبكة الصواريخ بما يسمى المشروع الدفاعي الصاروخي الأمريكي ,NMDونشر شبكة تجسس عبر الأقمار الصناعية الصغيرة لتقوم بإعمال التنصت والتصوير الفضائي المتزامنة على جميع دول العالم وأطلق عليه هندسة صورة المستقبلF.I.A , وقد كشفت صحيفة “التايمز البريطانية” في مقال للكاتب “بن ماكنتر” بتاريخ19/2/2001 عن بعض جوانب هذا المشروع نقلا عن صحيفة “لوس أنجلس تايمز”الأمريكية وأفادت أن الآلاف من العلماء الأمريكيين يعملون منذ بداية هذا العام بهدوء وسرية في بناء اكبر شبكة جديدة مترامية الإطراف من أقمار التجسس تمكن الولايات المتحدة الأمريكية من مراقبة كل أركان الكرة الأرضية بدقه بالغة على مدار اليوم, والذي يعد اكبر مشروع تجسس مخابراتي في تاريخ العالم الحديث على حد قول “لوس أنجلس تايمز” وهو ما أكده متحدث باسم “اتحاد العلماء الأمريكيين” وغيرها من الوسائل والطرق الخاصة بالاختراق والتنصت عن طريق الكومبيوتر والهواتف الثابتة والنقالة والتجسس الفرويدي والبرغوث الالكتروني, والكثير من الواجهات المخابراتية التي تتخذ إشكالا متنوعة مستندة على الحصانة الدبلوماسية وغيرها ولا يزال يستخدم ضدنا كمسلمين وعرب بل سخرت لتدمير بلداننا وترويع شعوبنا ويكبل الدول والأوطان ويجعلها تدور في فلكها المكشوف وعلى سكة المؤامرات والدسائس والفكر الصهيوني المسيحي المتطرف الذي يجوب العالم قتلا وتعذيبا كل هذا التطور التكنولوجي وكما تؤمن أمريكا بفقه المعلومات وسرية الوثائق وخصوصية العلوم وشرعية البحث وتؤمن بأنها الدولة العظمى في العالم, وتحتفظ لنفسها بحق تغيير أي حاكم وتدمير أي دولة في العالم, لكنهم فشلوا في كشف خطة الخداع الاستراتيجي المصرية في حرب أكتوبر (عملية العبور) وفشلت في إيقاف المقاومة العراقية والفلسطينية واللبنانية ,تبقى دقة المعلومات هي العنصر الأساس في نجاح التخطيط والتنفيذ لأي عمليه عسكرية أو حدث سياسي محتمل يراد إحداثه, وبنفس الوقت مهما تطورت الوسائل تبقى العين والاعتماد على النقل البشري(الجواسيس) الوسيلة الأكثر استعمالا, يتأكد لنا أن لم تبق هناك أسرار لا أسرار دولة ولا أسرار حزب لا أسرار شخصية, أين الحرية الشخصية في ظل هذا الصراع المتنامي في انتهاك حقوق الدول والشعوب والأفراد , أي تقدم تكنولوجي يكبل الدول والأوطان ويجعلها تدور في فلكها المكشوف والذي يتعرض على مدار الساعة للكشف ويخضع لابتزاز ما يسمى الدول العظمى أين نحن العرب من كل هذه التطورات ومن المؤكد أن عدد ليس بالقليل من العلماء المشتركين في تطوير البرامج المعلوماتية لصالح المخابرات الأمريكية هم منتمين للشعوب العربية والإسلامية ولمصلحة من وماهو الثمن؟ وما خفي كان أعظم