الحرس الجمهوري العراقي وساعة الصفر الجزء الرابع والأخير
في معركة الحواسم الأولى كانت قواطع مسؤولية فرق الحرس الجمهوري تتعرض لقصف شبة مستمر دام نحو 300 ساعة ...
في الثالث من نيسان لعام 2003 إعلام العدو يعلن أن قطاعاته العسكرية وقوته الجوية الضاربة دمرت نصف قدرات خط التماس الأول في الجنوب وخاصة فرقة بغداد والمدينة من الحرس الجمهوري العام التابعة لفيلق الفتح المبين ...
تقدمت بعدها القوات المعادية نحو بغداد وتسارعت الأحداث فماذا حدث وراء الكواليس الإعلامية ؟! ...
كانت الخطة الرئيسية للعدو تجنب المواجهة المباشرة مع تشكيلات الحرس الجمهوري العراقي IRG من خلال شل قدراته الإلكترونية و خنقه و تحجيم قوته النارية ودفع قواته للتسرب ( الفرار من الخدمة الميدانية ) أو الانهيار المعنوي وشل المحفز القتالي لديه من خلال القصف الشبة مستمر ...
و السؤال الذي يفرض نفسه ما الذي كان يخشاه العدو بالحرس الجمهوري العراقي ...
والجواب أن العدو كان يخشى السدود النارية أو بساط النار المدفعي العراقي الذي كانت تشتهر به أفواج الحرس المدفعية بإشغال كل متر مربع من المساحة المستهدفة بنوع من أنواع القذائف ...
نجح العدو بشل هذه القدرة المخيفة التي كان رجال الحرس مشهورين بها من خلال التواجد الجوي الدائم المراقب و الضارب ولكن مدفعية الحرس كانت تؤدي دورها بنسبة 30% من خلال مبدأ أضرب و أهرب و الغطاء المدفعي المضاد للجو...
والنقطة الثاني التي يتميز بها الحرس هي القدرة على التخفي و الخداع و التضليل وإعادة الانتشار و التوضع والتحصين الآمن ...
وقد نجح الحرس الجمهوري بإتقان إخفاء حقيقة توضعه القتالي حتى 31-3-2003 حيث بدأ التماس الأول للعدو مع تشكيلات الحرس الجمهوري العام العراقي IGRG ..
بعد فشل العدو باختراق الدفاعات العراقية شرق الفرات قامت قواته الخاصة والجوالة المجوقلة بالاستيلاء على عدد من القواعد الجوية خلف خطوط التماس لتنفيذ الإبرار الجوي لتشكيلات ثقيلة ضخمة تمثلت بفرقة الخيالة المدرعة 18 وفرقة المارينز المدرعة 11...
مجنزرة آفيب "بيرانا" التي تتسع لنحو من 12 إلى 20 مارينز
برج "بيرانا " يحمل مدفع 40 ملم و آخر 20 ملم
لم يتعرض هذا الإنزال في البداية لأي منغصات حتى 29-3-2003 حيث بدء إبرار وحدات الدعم المدفعي واللوجستي فصدرت الأوامر من القيادة العامة بشل حركة العدو على كافة الجبهات من خلال استهداف مجهوده الرئيسي وخطوط الدعم والإمداد ...
حيث قامت الوحدات الصاروخية التابعة لفيلق الفتح المبين باستهداف قواعد الإبرار بصواريخ الطارق وقامت راجمات سجيل 70 و سميرتش ام 1 الخاصة بالحرس الخاص جنوب بغداد بإمطار تلك القواعد بعشرات القذائف الثقيلة ذات الرؤوس الحرارية المتشظية ...
مجنزرة "برادلي" المدرعة
أما قوات رأس الحربة المعادية لقوة الإبرار المعادي فقد استهدفت بنيران مجاميع الحرس الحرة ومجاميع المغاوير التي ارتكزت بالدرجة الأولى على قذائف مورترز ...
نجحت المجاميع الحرة التي استقلت عن تشكيلات الحرس الرئيسية بفعل ما فشلت به مدفعية فيلق الفتح المبين الثقيلة ...
كانت خسائر العدو كبيرة وشل هذا التكتيك الذي سمى تقطيع الأفعى مجهود قوات القتال الرئيسية عنده فلجأ لتكتيك حيوي جديد يسمى تكتيك الأفعى المتعددة الرؤوس من خلال قوى الجوالة المجوقلة المتمثلة بكتائب فرقة النسور الصياحة "سكريبر" 101 و الألوية المجوقلة 103و105و107 بغية إشغال تشكيلات الحرس الرئيسية عن الهجمات الرئيسية التي تركزت على ثغرة كربلاء و ثغرة الكوت ...
هنا بدأ نشاط دفاعي غير متوقع عند مدفعية فيلق الفتح المبين بعد إعادة الانتشار فاق بنتائجه ما كان يتوقعه العدو من قوة نيران مدفعية الفيلق وبعشر المجهود الناري فقط ؟!! ...
حيث أمطر العدو بقذائف مدفعية ذكية منزلقة على الليزر يقوم بتوجيهها وإضاءة أهدافها ونقل الإحداثيات الجديدة لمصادرها مغاوير المراقبة المتقدمة التابعة لفيلق الفتح المبين ...
كانت نتائج القصف المدفعي مرعبة فمبدأ كل طلقة تصيب مع إمكانية إصابة الهدف بأكثر من قذيفة فعال جداً وكانت سرعة الرمي أكبر بشكل مضاعف بسبب عدم تصحيح الرمي أو تغير الإحداثيات لفوهات المدافع أثناء عملية الإطلاق ...
كانت خسائر العدو كبيرة جداً وخاصة في تاريخ 2-4-2003 حيث دعم مجهود مدفعية الفيلق بمدفعية مورترز 120 ملم الخاصة بوحدات المغاوير الراجلة والتي كانت تطلق دانات ذاتية التوجيه باحثة عن الأهداف حاول العدو من خلال القصف الجراحي المدفعي المضاد بذخائر ذكية مرتبطة بوسائط الرصد الإلكترونية الجوية و الأرضية وقف هذا المجهود المدفعي الناجح عند الحرس ...
كما استعان بالقنص الجوي المركز بواسطة سمتيات أباتشي وجولات نفاثات صواعق الموت الصامت "ثاندربولت" ومدفعية الجو الطوافة حول الأهداف "سبكتر" التي كانت توجه من قبل قوة المراقبة الأمامية الجوية FAC المعروفة بقوة الاستكشاف "باثفايندرز" Pathfinders ...
سمتية أباتشي الهجومية
كانت الغاية هي شل القدرة النارية بشكل كامل لفرقة المدينة ومدفعية فيلق الفتح المبين حتى يتثنى لقوات المجهود الرئيسي المعادية النفاذ من ثغرة كربلاء ولكن كانت مدفعية الفيلق ودبابات الفرقة وسلاح المغاوير لها بالمرصاد بذخائرها الذكية المنزلقة على الليزر وكانت الخسائر المعادية أكبر من كل التوقعات حيث أحصى عناصر مغاوير الرصد و المراقبة في ثغرة كربلاء فقط التدمير بشكل كامل 42 دبابة "أبرامز 2" M1A2 Abrams إضافة إلى 37 مجنزرة "برادلي" المدرعة وعشرات العجلات و الشاحنات الأمر الذي شل قدرة التحرك للعدو على الطريق السريع الأول ضمن تلك الثغرة التي لم تتجاوز بضعة كيلومترات ...
دبابة "ابرامز2" الخاصة بفرسان الجيش الأمريكي
جن جنون العدو فقام في تاريخ 3-4-2003 بإطلاق صاروخين من نوع "اتاكمس" ATACMS Block 1 كانت مزودة برؤوس إشعاعية من فئة النيترون التكتيكية بقوة 2 كيلوطن استهدفت مواضع بقايا اللواء العاشر و الخامس عشر من فرقة المدينة المنورة حيث فحمت سيالات جزيئات النيترونات ذات الموجات القصيرة الغير مكهربة أجسام محاربي الحرس من خلال تشريد ذرات جزيئات الماء في الخلايا الحية بطريقة طرد بروتونات الأنوية فيها وكانت الجرعة الإشعاعية الرئيسية بقوة 20000 ريم REM غطت كل قنبلة مساحة 4 كم2 تسببت بشهادة 1300 محارب بشكل فوري وزاد العدد خلال ساعة بإضافة مئات المحاربين الذي استشهدوا نتيجة تعرضهم لجرعات إشعاعية وصلت حتى 2000 ريم سببت لهم ما يعرف بالمرض الإشعاعي الذي يشل الحركة و يسبب إضرابات عضوية وظائفية كبيرة تنتهي بالوفاة وقد قام آمر الفرقة الذي كان يقود المعركة بإعطاء الأوامر بالانسحاب نحو بغداد ضمن خطة الانسحاب التكتيكي الاحتياطية التي عرفت بانسلاخ الأفعى بعد انهيار دفاعات الفرقة والتفاف العدو حول تشكيلاتها بغية إنقاذ ما يمكن إنقاذه ....
عربة سترايكر
المدفع الرشاش في عربة "سترايكر"
وفي نفس الوقت تمكنت فرقة بغداد في قاطع الكوت من تكبيد العدو خسائر كبيرة جداً بالذخائر الذكية على مبدأ كل قذيفة تصيب ولكن تركز مجهودها على ما تطلقه فوهات مدافع دبابات "أسد بابل" المطورة كأسرع معدل رماية في العالم من خلال إطلاق قذيفة "كوبرا" موجهة كل 6 ثواني وعلى قاذفات صواريخ "كورنت" الفردية ...
كانت خسائر العدو على هذه الجبهة كبيرة جداً حيث تم تدمير 58 دبابة أبرامز "تايغر" الخاصة بالمارينز M1AHA و 71 عربة مدرعة من فئة "سترايكر" Stryker و مجنزرات آفيب7 "بيرانا" AAVP 7 A1 وعربات "لاف" وعشرات العجلات من نوع هامفي ...
دبابة "ابرامز تايغر" الخاصة بقوات المارينز
عربة لاف الخاصة بالمارينز
وكانت ردة الفعل المعادية مماثلة للردة الفعل ضد فرقة المدينة ولكن مع فارق القوة للرؤوس الإشعاعية ضد فرقة بغداد حيث أن القوة الحرارية لقنابل النيترون لا تتجاوز 10 % من قوة التأثير المباشر لها أما الرؤوس التي استخدمت ضد فرقة بغداد و هي من فئة "غاما" الإشعاعية فقد كانت على النقيض تماماً وكانت الأولى بقوة 3 كيلوطن و الثانية بقوة 5 كيلوطن أي بقوة القنابل النووية التكتيكية المتوسطة كانت مساحة الإفناء الحراري بالأولى منها إلى 2 كم2 وباقي مساحة التأثير المباشر وكانت حتى 5 كم2 كان التجريد أو السلخ الحراري ثم التآكل الحراري لأنسجة الحية بلغت حرارة المركز القنابل أكثر من خمسة أضعاف حرارة مركز قنابل "ثيرمومياك" العملاقة التي استخدمت ضد ألوية الحرس الجمهوري جنوب شرق بغداد يوم الاثنين 7-4-2003 أم جرعتها الإشعاعية فبلغت حتى 70000 ريم وهو معدل مخيف جداً تسببت هذه القنابل في استشهاد بشكل فوري لنحو 2700 محارب وارتفع العدد في اللواءين الثاني و الرابع حتى نحو 3500 شهيد خلال ساعة بسبب تعرض أجسامهم لجرع إشعاعية تتراوح بين 1500 إلى 5000 ريم تسببت في تعطيل وتأكل إشعاعي للأنسجة الحية الرطبة ...
كان من الممكن أن يكون الرقم أكبر بكثير لولا الإجراءات الوقائية ضد الأشعة والتحول المبكر لمعظم تشكيلات الحرس إلى ما عرف بالمجاميع الحرة الراجلة ...
تدخلت الخارجية الروسية من خلال سفاراتها في واشنطن بتوجيه إنذار أخير يتبعه تدخل روسي مباشر في الحرب إذا ما تجدد ما حدث في شمال مدينة الكوت ...
وبالفعل التزم العدو بذلك في معركة "ذراع دجلة" فلم يستخدم أسلحة تدمير شامل إشعاعية لكنه زود دباباته بقذائف إشعاعية خاصة من كافة الفئات المضادة للدروع وهي :
1.قذيفة "طلقة الجحيم" Hell Bullet : وهي من فئة قذائف الاختراق الحركي KE "سابوت" و هي الجيل الثاني من قذيفة اليورانيوم المنضب أو المستنفذ DU المعروفة بالرصاصة الفضية نجم معركة "عاصفة الصحراء" البرية وتتفوق طلقة الجحيم عن سالفتها بسرعة أكبر ثابتة إضافة للتسارع البالستي قبل الخرق ودعمت بحشوه معدنية تفاعلية إشعاعية من البلوتونيوم المخفف MPu "خبز البلوتونيوم" وهو خليط معدني من اليورانيوم 238 DU و البلوتونيوم 237 Pu 237 يرفع الحرارة بعد الاختراق إلى 7000 درجة مئوية ...
2.قذيفة "مينوترون" Minotron : وهي من فئة "ستاف" Staff الانقضاضية تصنف من فئة الصعق الحراري تقتل وتفحم الطاقم بالنيترون دون إلحاق أذى الكبير بهيكل الدبابة ...
3.قذيفة "صاعقة غاما" Gamma Thunderbolt : من فئة "هيت" Heat من فئة الخرق الحراري HE وهي أخطر سلاح في معركة الحواسم الأولى إذ أنها تقوم بعملية تصعيد حراري مهول يصل إلى نحو 50000 درجة مئوية يحول الأجزاء المعدنية في الدبابة إلى غبار معدني دقيق يتلاشى ويختلط بالهواء بعد تبخير الأجزاء الأخرى الأقل كثافة ...
قذيفة "ستاف" للتدمير من الأعلى
طريقة انطلاق قذيفة صاعقة "غاما"
كانت القيادة العامة تنوي الرد بأسلحة إشعاعية طورت بالعراق ولكن الضغوط الروسية حالت دون تنفيذ هذا الإجراء وتم استبدال ذلك بمعركة المطار التي كبدت العدو أكثر من خمسة أضعاف خسائره في معركة ذراع دجلة فكان الرد الأميركي في الخامس من ابريل "نيسان" بثلاثة رؤوس نيترونية مماثلة لتلك التي استخدمت ضد فرقة المدينة المنورة استهدفت المطار والطريق المؤدي إليه وشارع محمد القاسم ...
وكان الرد العراقي الثاني في معركة صدمة بغداد التي أطلق فيها نحو 16000 قذيفة صاروخية ثقيلة من عيار 200 و220 و300 ملم برؤوس مساحية حرارية أو عنقودية ومئات الصواريخ التكتيكية تكبد العدو نتيجة هذا القصف الدقيق المساحي أكثر من خمسة أضعاف ما خسره في معركة المطار ...
وكانت ردة الفعل المعادية هذه المرة استهداف كافة تشكيلات الحرس الجمهوري خارج بغداد في السابع من نيسان لعام 2003 بستة قنابل عملاقة من فئة الأم تعمل على مبدأ أفران الميكروويف المنزلية ولكن مع مضاعفة القدرة لآلاف المرات من خلال نبضة ميكروويف حرارية هائلة بقوة 7 كيلوطن حراري أنهت المعركة ...
بلغ عدد شهداء محاربي الحرس الجمهوري 21811 شهيد إضافة لنحو 32 ألف إصابة من أصل 120 ألف محارب عاد معظمهم للحياة الطبيعية و للجهاد أما خسائر العدو فتجاوزت 37000 قتيل و رقم الإصابات كان خيالياً فقد تجاوز 180 ألف إصابة 40% منهم كانت بسبب تكتيك السهم المكسور وبتأثير الأسلحة الإشعاعية التي استخدمها العدو وقد نفق فيما بعد ثلث عدد الإصابات والتي كان معظمها بسبب درجات الحروق الميدانية أو بسبب تفاوت الجرعات الإشعاعية التي تشربتها أجسامهم وهو أمر لم يحدث مع إصابات الحرس الجمهوري بسبب النظام الغذائي لرجال الحرس و الذي كان يرتكز على "التمر" كمادة رئيسية بعد التأكد من ذلك ضمن التجارب المخبرية التي أجرها البحث العلمي العراقي قبل الحرب وتأكد أن للتمر خاصية غريبة في مقاومة الأشعة وصدق رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قال (( من أصبح على سبع تمرات لم يصبه شيء )) ....
إن القيادة العامة كانت مستعدة لكافة التهديدات المعادية ودعمت الجبهة بإجراءات معقدة لتحجيم القدرات المعادية التقليدية و الغير تقليدية كتكتيك قتالي و إجراءات وقائية هندسية سلبية وأخرى إيجابية كنشر عدد كبير من عربات "تشيلكا" Shilka M1 والجيل الجديد المعروف باسم "تنغوسكا" Tunguska M1 المدعم بصواريخ مضادة للجو موجة بالليزر ...
عربات تنغوسكا المضادة للجو
عربة "تشيلكا" م/ط المدرعة
رسوم تبين غزارة نيران "تشيلكا"
"" قنبلة أشعة غاما ""
في أواخر التسعينات عكف البحث العلمي الأمريكي على تطوير سلاح إشعاعي فتاك ثنائي التأثير يكون بديل إستراتيجي لقنبلة البلوتونيوم أو ما يعرف بالقنبلة النووية التكتيكية والسبب عدم تقبل الدول العظمى و العالم هذا النوع من القنابل على كونه شبه تقليدي يستخدم في الحالات الميدانية المعقدة بسبب محدودية التأثير له مقارنة مع قنابل اليورانيوم أو القنابل النووية الحرارية التي لا يضبط تفاعلها بسبب التسلسل التفاعلي الطويل المتكرر الذي ينتج عنه حرارة مهولة جداً (نحو مليون درجة مئوية ) وأشعة مخيف أي عشرات أو مئات آلاف الريم REM وهي وحدة قياس إشعاعي مما يجعل من المستحيل ضبط مساحة تأثيرها ويجعل منها سلاح شبه انتحاري بشكل يقارب القنابل الهيدروجينية ...
انفجار قنبلة "غاما " الإشعاعية
ورغم أن قنبلة البلوتونيوم كانت ذات تسلسل تفاعلي محدود وغير متجدد كما في اليورانيوم إلا أنها قنابل خطيرة و غير مستقرة إلى حد ما لذلك أراد البنتاغون كحل مقنع صنع نماذج مصغرة منها مستقرة نسبياً تدعى B Bomb أو النووي المصغر Mininuke لا تتجاوز قوته كيلوطن حراري كحد أقصى بدل 9 كيلوطن ...
واعتمد منه نماذج سطحية و أخرى خارقة للأعماق وكانت تنوي أن تستخدمها بمعركة الحواسم الأولى في حالة التعقيدات الميدانية لتحسم المعركة لصالحها بسرعة ...
علماً أن قنبلة البلوتونيوم وجدت في أم المعارك كسلاح تخويف وردع ساهم في وقف القتال دون أن يستخدم ...
ولكن تطرف بوش الصغير و قيادته جعل ضمن نواياهم استخدام هذه القنبلة في حرب الحواسم بل أن بوش استخدم النوع الخارق للأعماق في جبال كرديز في شمال أفغانستان و أدى ذلك إلى حدوث هزة أرضية بقوة 8 بمقياس "رختر" ...
لذلك هددت القيادة الروسية نظيرتها الأمريكية بأن استخدام هذا السلاح لا مبرر له في ظل التفوق التقليدي الساحق للطرف الأمريكي وأن استخدامه ثم يجبرها على إدخال فرق الحرس الروسي المجوقل في الحرب وربما يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة ...
في هذا الوقت كانت الولايات المتحدة قد طورت أسلحة إشعاعية بديلة منها ما هو بشكل عملياتي ومنه ما هو بشكل تجريبي أما العملي فيسمى "ثيرمومياك" Thermomic أي الميكروويف الحراري وهو يعمل على مبدأ أفران الميكروويف المنزلية ولكن بعشرات آلاف القوة و بشكل آني من خلال نبضة إشعاعي مهولة يفوق مركزها 10000 درجة مئوية ولم تعرف بشكل دقيق ما هي آلية التفعيل الأساسية لهذه النبضة الإشعاعية النظيفة بسبب زوال تأثيرها في الجو و الأشياء خلال أقل من ساعة ...
أما النموذج التجريبي فهو قنبلة الهافنيوم الذي يعتمد على إطلاق حزم و سيالات إشعاعية كثيفة جداً من أشعة "غاما" Gamma Ray الفتاكة ...
مبدأ هذه القنبلة يعتمد على العنصر الفلزي 72 الفضي اللون المعروف بعنصر الهافنيوم Hafnium Hf وهذا العنصر له خاصية امتصاص النيترونات الحرة وهنا بيت القصيد ففكرة القنبلة تعتمد على ما يعرف بالانشطار النووي البارد بواسطة تهيئة عنصر الهافنيوم من خلال تسليط حزم مستمرة من النيترونات عليه بغية إتخامه و تشبيعه حتى الثمالة بحيث يصل إلى مرحلة لا يتقبل منها المزيد من النيترون ويمكن تسمية ذلك بالتخصيب كما باليورانيوم والبلوتونيوم أما طريقة تفعيل هذا المادة نووياً فيكون بتهيج ذرات الهافنيوم بالأشعة السينية (أشعة اكس) لتطلق هي بدورها أشعة غاما بقدرة إفنائية منقطة النظير ...
وميزة هذا السلاح هو إمكانية تصنيعه بأي حجم أو قوة وآخر المعلومات في هذا المجال تكمن في تمكن الأمريكان من تصنيعه بقوة تصل إلى 30 كيلوطن حراري واستطاعوا أن يتجاوزا معضلة توفير كميات إنتاجية كبيرة من مادة الهافنيوم من خلال إيجاد طريقة تخصيب تنازلي يرفع سوية جرام من الهافنيوم من قوة توازي 50 كغ من ثلاثي نترات التولوين ت.ن.ت إلى نحو 500 كغ وهو ما سوف يقلل كمية الهافنيوم النادر الباهظ الثمن ويصغر حجم القنبلة وكلفتها ...
وللعلم كانت تنوي أمريكا استخدام قنبلة الهافنيوم لحسم المعركة في بغداد ولكن السفارة الروسية في واشنطن أبلغت الخارجية الأمريكية أن هناك وحدات خاصة روسية في بغداد مراقبة في حال تجدد استخدام هذه القنابل فسوف تسمح للعراقيين باستخدام أسلحة إشعاعية موازية ...
كان هذا التهديد حقيقي فقد كلفت القيادة العامة وحدة مدفعية خاصة من "نمور صدام" بإطلاق قنابل الديرتيريوم التي تطلق البروتون الحراري "ثيرموبرو" الذي يشحن و يحرر بحرارة الزئبق الأحمر ...
وفي معركة الفلوجة وبعد فشل القنابل الإشعاعية القذرة و الفسفور الأبيض في وقف المقاومة استخدم العدو قنبلة من قنابل "غاما" الإشعاعي في مصباح 1-12-2004 بحي الجولان بقوة واحد كيلوطن حراري وكانت احد أسباب انسحاب القوات المسلحة العراقية من المقاومة هناك بغية منع الأمريكان من معاودة استخدام هذا السلاح المهول...
" دبابة أسد بابل " T-72M1
في خطوة إيجابية تم تطوير دبابة "أسد بابل" ضمن برنامج صدام للدروع من الجيل T-72M1A إلى النموذج T-72M1M ...
لقد كان لدبابة "أسد بابل" الخاصة بفرق الحرس الجمهوري العراقي العام دور مفصلي في "أم المعارك" عام 91 في إنهاء المعركة البرية بقذائف الصدمة الحرارية و القذائف الاختراق الحركي السهمية وهي الجيل الثاني من قذائف "سابوت" الروسية ...
بل أن هذه الدبابات هي التي قامت بمقاومة ذخائر اليورانيوم المستنفذ التي تطلقها الدبابات عيار 105 ملم التي تطلقها دبابات أبرامز الخاصة بالمارينز والقذائف الصاروخية عيار 50 و70 و90 ملم التي كانت تطلقها سمتيات أباتشي ونفاثات ثاندربولت وقاومت طلقات مدافعها "كانون" و "أفنجر" عيار 30 ملم DU الخارقة للدروع ولم يتمكن من اختراق أبراجها المدعمة بالحشوه الرملية SAND BARS الماص للحرارة و المخلل للحركة وهيكلها الذي كان مدعم بقميص من الدروع السلبية الاندماجية المدعمة بالسيراميك سوى قذائف "سابوت" عيار 120 ملم المعروفة الطلقات الفضية ...
دبابات "أسد بابل" العراقية عماد قوة الحرس الجمهوري
أما الدبابات التي تم تدميرها بسهولة قبل دخول البصرة فكانت من نوع T-72A الخاصة بالحرس القومي العراقي الذي ظن العدو أنها تشكيلات تابعة للحرس الجمهوري العام ...
في عام 2000 أتمت البنية العسكرية الصناعية العراقية إنتاج 1600 دبابة من نوع "أسد بابل" الجيل الجديد T-72M1M وتم أولاً تصميم الدرع لمقاومة الأول من قذائف اليورانيوم "سابوت" عيار 120 ملم التي تندفع بسرعة 1500 م/ث وتحترق الدروع بتأثير الحركة والحرارة فتم خلط معدن الفولاذ المكثف RHA بجزيئات السيراميك الحراري المقوى واستبدلت الحشوه الرملية بحبيبات الغرانيت الأكثر كثافة ومقاومة للحرارة و الحركة أما هيكل الدبابة فقد دعم بقميص درع سلبي من خليط معدني خاص من إنتاج العراق أقوى من درع RHA بأكثر من ضعفين بسماكة 10 ملم يليه درع خزف مقوى مقاوم للحرارة بسماكة 5 ملم يغطي الدرع الرئيسي وتم مراعاة حماية الجوانب ...
ولم تكتفي القيادة بهذه الحماية التدريعية بل دعمت الدبابة بحماية الكترونية سرية تمثلت بالمصدات أو الحواجز المغناطيسية التي تنبذ أو تفجر قذائف الثقب الحراري على بعد حتى 7 متر من هيكل الدبابة أو بعد 9 عن البرج وهي ثلاثة مصدات تغطي 120 درجة أفقياً و 60 شاقولياً و بإمكان هذه الحواجز حرف قذائف الاختراق "سابوت" أو إبطاء سرعتها بشكل يبطل مفعولها الاختراقي أي أن هذه الحواجز الالكترونية تحيد خطر قذائف المسار الأفقي المضادة للدروع من فئة "سابوت" و "هيت" ...
أما القذائف الانقضاضية السمتية "ستاف" و الموجة مثل "كوبرهيد" الخاصة بالدبابات أو صواريخ "هيلفاير" و"تاو" الخاصة بالسمتيات فيتم معالجتها بجهاز التوجيه الليزري الخاص بالدبابة الذي يوجه قذائف "كوبرا" ضد الدبابات و السمتيات ويطلق حزمة خاصة لشل حركة الأفراد وأخرى تخدر البينة الالكترونية داخل القذائف فتجعل منها خردة ...
وفي ميدان المعركة كان لدبابة "أسد بابل" عدة نقاط ضعف تمثلت بحشوات الذخائر الفرعية الباحثة عن الأهداف الجوية Skeet و المدفعية Smart 155 و التي تستهدف النقاط الضعيف من الأعلى بحشوة تفاعلية إشعاعية من "خبز البلوتونيوم" MPu إضافة للقذائف الفوتونية و النيترونية الانقضاضية "ستاف" ...
وقد تم توزيع هذا الجيل المتطور من الدبابات على الجبهة بغية رفع الروح المعنوية عند محاربي الحرس الجمهوري العام و بالنظر إلى مضمون التجهيز الخاص بدبابة "أسد بابل" فإنها كانت تعادل أو تفوق دبابة "صدام" التي كان يسلح بها "نمور صدام" ( الحرس الجمهوري الخاص) في الخط الدفاعي الأول ...
وكان رأي القيادة أن يكون الخط الأول في الجنوب هو الأقوى فتم تزويد فرق فيلق الفتح المبين بتسعمائة دبابة وفيلق الله أكبر بسبعمائة دبابة ...
وكانت محركات هذا الجيل من البنزين بدل الديزل مما أكسبها سرعة إقلاع و تسارع أكبر من سالفتها وتم تجهيزها بأسرع نظام تلقيم في العالم وكانت كل قذائفها من النوع الذكي الحراري المنزلق على الليزر نحو أربعين قذيفة عيار 125 ملم كما تم تزويد البرج بقاذفات الدخان المعدني الذي يحجب كافة وسائل الكشف وأغطية تمويه عازلة مع بدأ الضربة الجوية والصاروخية المعادية تم إضرام النار بالخنادق النفطية و الكيروسين لتوليد الدخان الأسود حيث تم بسرعة قياسية استبدال الدبابات التي كانت بالخنادق بأخرى هيكلية مزيفة متقنة وتم إخفاء دبابات "أسد بابل" المتطورة في مخابئ معزولة و حصينة ...
هذه كانت الخطوة الأولى أما الخطوة الثانية بدأت في 23-3-2003 وهي البدء بسحب نحو 750 دبابة بشكل منظم من أصل 900 دبابة بعد أن شلت بنيتها الإلكترونية بواسطة قنابل الفوتون الالكترومغناطيسية فئة "الميكروويف العالي القوة" HMP وتم ذلك بواسطة شاحنات النقل من خلال ممر أو سرداب سري تحت الأرض بإشراف "نمور صدام" من الأمن الخاص و تم استبدالها بهيكلية وهمية و بأكثر من 300 دبابة من دبابات جيل التسعين من "أسد بابل" المتقادمة وانتهت هذه العملية مساء 27-3-2003 بشكل متناغم مع التحول الهادئ لثلثي قوات فيلق الفتح المبين إلى مجاميع حرة دون علم قادة الفرق الذين ظنوا أنهم تسربوا وقد تم مراعاة تطوير آلية الإطلاق من حيث السرعة و القدرة على إطلاق القذائف الذكية للدبابات المتقادمة ...
كان هناك ثلاث تنظيمات فعالة في حرب الحواسم الأولى هي عناصر الهندسة و عناصر الأمن الخاص وأخيرا القوات الخاصة أو المغاوير ...
ولم تكن القيادة العسكرية ديكتاتورية أبداً كما أحب أعداء العراق و النظام أن يثبتوا ذلك و الدليل على ذلك أن القيادة العسكرية لم تكن مركزية إلا بالقرارات الإستراتيجية أما تحول جزء من محاربي الحرس إلى المجاميع الحرة وتمركز الباقي في خطوط القتال فذلك وفق إرادة أفراد الحرس الجمهوري من خلال سبر للرأي قبل الحرب من خلال خلايا سرية تابعة للمخابرات العسكرية العراقية و الأمن الخاص حول تأييد فكرة القتال ضد العدو بطريقة الكر و الفر وحرب العصابات فكان رأي الأغلبية التحول إلى القتال وفق حرب العصابات علماً أن كافة رجال حرس كانوا مدربين على هذا النوع من القتال ولكن الاختلاف يكمن بالمحفز الرئيسي و القناعة فكان رأي الثلث هو صمود الكرامة و الشجاعة والرجال وطلب الشهادة دون النظر إلى الخلف مع الرأس المرفوع الذي لا ينحني إلا لله الواحد القهار ...
ورغم ذلك عندما انهارت دفاعات التشكيلات الرئيسية للحرس صدرت الأوامر بتطبيق إستراتيجية "انسلاخ الأفعى" عن السلاح الثقيل وحتى الزي العسكري بغية الإبقاء على حياتهم ليكونوا أسود المرحلة التي نشهدها اليوم ...
و التي سوف تبدأ مرحلتها الأخيرة عن قريب إن شاء الله ...
النهاية ... </B></I>
في معركة الحواسم الأولى كانت قواطع مسؤولية فرق الحرس الجمهوري تتعرض لقصف شبة مستمر دام نحو 300 ساعة ...
في الثالث من نيسان لعام 2003 إعلام العدو يعلن أن قطاعاته العسكرية وقوته الجوية الضاربة دمرت نصف قدرات خط التماس الأول في الجنوب وخاصة فرقة بغداد والمدينة من الحرس الجمهوري العام التابعة لفيلق الفتح المبين ...
تقدمت بعدها القوات المعادية نحو بغداد وتسارعت الأحداث فماذا حدث وراء الكواليس الإعلامية ؟! ...
كانت الخطة الرئيسية للعدو تجنب المواجهة المباشرة مع تشكيلات الحرس الجمهوري العراقي IRG من خلال شل قدراته الإلكترونية و خنقه و تحجيم قوته النارية ودفع قواته للتسرب ( الفرار من الخدمة الميدانية ) أو الانهيار المعنوي وشل المحفز القتالي لديه من خلال القصف الشبة مستمر ...
و السؤال الذي يفرض نفسه ما الذي كان يخشاه العدو بالحرس الجمهوري العراقي ...
والجواب أن العدو كان يخشى السدود النارية أو بساط النار المدفعي العراقي الذي كانت تشتهر به أفواج الحرس المدفعية بإشغال كل متر مربع من المساحة المستهدفة بنوع من أنواع القذائف ...
نجح العدو بشل هذه القدرة المخيفة التي كان رجال الحرس مشهورين بها من خلال التواجد الجوي الدائم المراقب و الضارب ولكن مدفعية الحرس كانت تؤدي دورها بنسبة 30% من خلال مبدأ أضرب و أهرب و الغطاء المدفعي المضاد للجو...
والنقطة الثاني التي يتميز بها الحرس هي القدرة على التخفي و الخداع و التضليل وإعادة الانتشار و التوضع والتحصين الآمن ...
وقد نجح الحرس الجمهوري بإتقان إخفاء حقيقة توضعه القتالي حتى 31-3-2003 حيث بدأ التماس الأول للعدو مع تشكيلات الحرس الجمهوري العام العراقي IGRG ..
بعد فشل العدو باختراق الدفاعات العراقية شرق الفرات قامت قواته الخاصة والجوالة المجوقلة بالاستيلاء على عدد من القواعد الجوية خلف خطوط التماس لتنفيذ الإبرار الجوي لتشكيلات ثقيلة ضخمة تمثلت بفرقة الخيالة المدرعة 18 وفرقة المارينز المدرعة 11...
مجنزرة آفيب "بيرانا" التي تتسع لنحو من 12 إلى 20 مارينز
برج "بيرانا " يحمل مدفع 40 ملم و آخر 20 ملم
لم يتعرض هذا الإنزال في البداية لأي منغصات حتى 29-3-2003 حيث بدء إبرار وحدات الدعم المدفعي واللوجستي فصدرت الأوامر من القيادة العامة بشل حركة العدو على كافة الجبهات من خلال استهداف مجهوده الرئيسي وخطوط الدعم والإمداد ...
حيث قامت الوحدات الصاروخية التابعة لفيلق الفتح المبين باستهداف قواعد الإبرار بصواريخ الطارق وقامت راجمات سجيل 70 و سميرتش ام 1 الخاصة بالحرس الخاص جنوب بغداد بإمطار تلك القواعد بعشرات القذائف الثقيلة ذات الرؤوس الحرارية المتشظية ...
مجنزرة "برادلي" المدرعة
أما قوات رأس الحربة المعادية لقوة الإبرار المعادي فقد استهدفت بنيران مجاميع الحرس الحرة ومجاميع المغاوير التي ارتكزت بالدرجة الأولى على قذائف مورترز ...
نجحت المجاميع الحرة التي استقلت عن تشكيلات الحرس الرئيسية بفعل ما فشلت به مدفعية فيلق الفتح المبين الثقيلة ...
كانت خسائر العدو كبيرة وشل هذا التكتيك الذي سمى تقطيع الأفعى مجهود قوات القتال الرئيسية عنده فلجأ لتكتيك حيوي جديد يسمى تكتيك الأفعى المتعددة الرؤوس من خلال قوى الجوالة المجوقلة المتمثلة بكتائب فرقة النسور الصياحة "سكريبر" 101 و الألوية المجوقلة 103و105و107 بغية إشغال تشكيلات الحرس الرئيسية عن الهجمات الرئيسية التي تركزت على ثغرة كربلاء و ثغرة الكوت ...
هنا بدأ نشاط دفاعي غير متوقع عند مدفعية فيلق الفتح المبين بعد إعادة الانتشار فاق بنتائجه ما كان يتوقعه العدو من قوة نيران مدفعية الفيلق وبعشر المجهود الناري فقط ؟!! ...
حيث أمطر العدو بقذائف مدفعية ذكية منزلقة على الليزر يقوم بتوجيهها وإضاءة أهدافها ونقل الإحداثيات الجديدة لمصادرها مغاوير المراقبة المتقدمة التابعة لفيلق الفتح المبين ...
كانت نتائج القصف المدفعي مرعبة فمبدأ كل طلقة تصيب مع إمكانية إصابة الهدف بأكثر من قذيفة فعال جداً وكانت سرعة الرمي أكبر بشكل مضاعف بسبب عدم تصحيح الرمي أو تغير الإحداثيات لفوهات المدافع أثناء عملية الإطلاق ...
كانت خسائر العدو كبيرة جداً وخاصة في تاريخ 2-4-2003 حيث دعم مجهود مدفعية الفيلق بمدفعية مورترز 120 ملم الخاصة بوحدات المغاوير الراجلة والتي كانت تطلق دانات ذاتية التوجيه باحثة عن الأهداف حاول العدو من خلال القصف الجراحي المدفعي المضاد بذخائر ذكية مرتبطة بوسائط الرصد الإلكترونية الجوية و الأرضية وقف هذا المجهود المدفعي الناجح عند الحرس ...
كما استعان بالقنص الجوي المركز بواسطة سمتيات أباتشي وجولات نفاثات صواعق الموت الصامت "ثاندربولت" ومدفعية الجو الطوافة حول الأهداف "سبكتر" التي كانت توجه من قبل قوة المراقبة الأمامية الجوية FAC المعروفة بقوة الاستكشاف "باثفايندرز" Pathfinders ...
سمتية أباتشي الهجومية
كانت الغاية هي شل القدرة النارية بشكل كامل لفرقة المدينة ومدفعية فيلق الفتح المبين حتى يتثنى لقوات المجهود الرئيسي المعادية النفاذ من ثغرة كربلاء ولكن كانت مدفعية الفيلق ودبابات الفرقة وسلاح المغاوير لها بالمرصاد بذخائرها الذكية المنزلقة على الليزر وكانت الخسائر المعادية أكبر من كل التوقعات حيث أحصى عناصر مغاوير الرصد و المراقبة في ثغرة كربلاء فقط التدمير بشكل كامل 42 دبابة "أبرامز 2" M1A2 Abrams إضافة إلى 37 مجنزرة "برادلي" المدرعة وعشرات العجلات و الشاحنات الأمر الذي شل قدرة التحرك للعدو على الطريق السريع الأول ضمن تلك الثغرة التي لم تتجاوز بضعة كيلومترات ...
دبابة "ابرامز2" الخاصة بفرسان الجيش الأمريكي
جن جنون العدو فقام في تاريخ 3-4-2003 بإطلاق صاروخين من نوع "اتاكمس" ATACMS Block 1 كانت مزودة برؤوس إشعاعية من فئة النيترون التكتيكية بقوة 2 كيلوطن استهدفت مواضع بقايا اللواء العاشر و الخامس عشر من فرقة المدينة المنورة حيث فحمت سيالات جزيئات النيترونات ذات الموجات القصيرة الغير مكهربة أجسام محاربي الحرس من خلال تشريد ذرات جزيئات الماء في الخلايا الحية بطريقة طرد بروتونات الأنوية فيها وكانت الجرعة الإشعاعية الرئيسية بقوة 20000 ريم REM غطت كل قنبلة مساحة 4 كم2 تسببت بشهادة 1300 محارب بشكل فوري وزاد العدد خلال ساعة بإضافة مئات المحاربين الذي استشهدوا نتيجة تعرضهم لجرعات إشعاعية وصلت حتى 2000 ريم سببت لهم ما يعرف بالمرض الإشعاعي الذي يشل الحركة و يسبب إضرابات عضوية وظائفية كبيرة تنتهي بالوفاة وقد قام آمر الفرقة الذي كان يقود المعركة بإعطاء الأوامر بالانسحاب نحو بغداد ضمن خطة الانسحاب التكتيكي الاحتياطية التي عرفت بانسلاخ الأفعى بعد انهيار دفاعات الفرقة والتفاف العدو حول تشكيلاتها بغية إنقاذ ما يمكن إنقاذه ....
عربة سترايكر
المدفع الرشاش في عربة "سترايكر"
وفي نفس الوقت تمكنت فرقة بغداد في قاطع الكوت من تكبيد العدو خسائر كبيرة جداً بالذخائر الذكية على مبدأ كل قذيفة تصيب ولكن تركز مجهودها على ما تطلقه فوهات مدافع دبابات "أسد بابل" المطورة كأسرع معدل رماية في العالم من خلال إطلاق قذيفة "كوبرا" موجهة كل 6 ثواني وعلى قاذفات صواريخ "كورنت" الفردية ...
كانت خسائر العدو على هذه الجبهة كبيرة جداً حيث تم تدمير 58 دبابة أبرامز "تايغر" الخاصة بالمارينز M1AHA و 71 عربة مدرعة من فئة "سترايكر" Stryker و مجنزرات آفيب7 "بيرانا" AAVP 7 A1 وعربات "لاف" وعشرات العجلات من نوع هامفي ...
دبابة "ابرامز تايغر" الخاصة بقوات المارينز
عربة لاف الخاصة بالمارينز
وكانت ردة الفعل المعادية مماثلة للردة الفعل ضد فرقة المدينة ولكن مع فارق القوة للرؤوس الإشعاعية ضد فرقة بغداد حيث أن القوة الحرارية لقنابل النيترون لا تتجاوز 10 % من قوة التأثير المباشر لها أما الرؤوس التي استخدمت ضد فرقة بغداد و هي من فئة "غاما" الإشعاعية فقد كانت على النقيض تماماً وكانت الأولى بقوة 3 كيلوطن و الثانية بقوة 5 كيلوطن أي بقوة القنابل النووية التكتيكية المتوسطة كانت مساحة الإفناء الحراري بالأولى منها إلى 2 كم2 وباقي مساحة التأثير المباشر وكانت حتى 5 كم2 كان التجريد أو السلخ الحراري ثم التآكل الحراري لأنسجة الحية بلغت حرارة المركز القنابل أكثر من خمسة أضعاف حرارة مركز قنابل "ثيرمومياك" العملاقة التي استخدمت ضد ألوية الحرس الجمهوري جنوب شرق بغداد يوم الاثنين 7-4-2003 أم جرعتها الإشعاعية فبلغت حتى 70000 ريم وهو معدل مخيف جداً تسببت هذه القنابل في استشهاد بشكل فوري لنحو 2700 محارب وارتفع العدد في اللواءين الثاني و الرابع حتى نحو 3500 شهيد خلال ساعة بسبب تعرض أجسامهم لجرع إشعاعية تتراوح بين 1500 إلى 5000 ريم تسببت في تعطيل وتأكل إشعاعي للأنسجة الحية الرطبة ...
كان من الممكن أن يكون الرقم أكبر بكثير لولا الإجراءات الوقائية ضد الأشعة والتحول المبكر لمعظم تشكيلات الحرس إلى ما عرف بالمجاميع الحرة الراجلة ...
تدخلت الخارجية الروسية من خلال سفاراتها في واشنطن بتوجيه إنذار أخير يتبعه تدخل روسي مباشر في الحرب إذا ما تجدد ما حدث في شمال مدينة الكوت ...
وبالفعل التزم العدو بذلك في معركة "ذراع دجلة" فلم يستخدم أسلحة تدمير شامل إشعاعية لكنه زود دباباته بقذائف إشعاعية خاصة من كافة الفئات المضادة للدروع وهي :
1.قذيفة "طلقة الجحيم" Hell Bullet : وهي من فئة قذائف الاختراق الحركي KE "سابوت" و هي الجيل الثاني من قذيفة اليورانيوم المنضب أو المستنفذ DU المعروفة بالرصاصة الفضية نجم معركة "عاصفة الصحراء" البرية وتتفوق طلقة الجحيم عن سالفتها بسرعة أكبر ثابتة إضافة للتسارع البالستي قبل الخرق ودعمت بحشوه معدنية تفاعلية إشعاعية من البلوتونيوم المخفف MPu "خبز البلوتونيوم" وهو خليط معدني من اليورانيوم 238 DU و البلوتونيوم 237 Pu 237 يرفع الحرارة بعد الاختراق إلى 7000 درجة مئوية ...
2.قذيفة "مينوترون" Minotron : وهي من فئة "ستاف" Staff الانقضاضية تصنف من فئة الصعق الحراري تقتل وتفحم الطاقم بالنيترون دون إلحاق أذى الكبير بهيكل الدبابة ...
3.قذيفة "صاعقة غاما" Gamma Thunderbolt : من فئة "هيت" Heat من فئة الخرق الحراري HE وهي أخطر سلاح في معركة الحواسم الأولى إذ أنها تقوم بعملية تصعيد حراري مهول يصل إلى نحو 50000 درجة مئوية يحول الأجزاء المعدنية في الدبابة إلى غبار معدني دقيق يتلاشى ويختلط بالهواء بعد تبخير الأجزاء الأخرى الأقل كثافة ...
قذيفة "ستاف" للتدمير من الأعلى
طريقة انطلاق قذيفة صاعقة "غاما"
كانت القيادة العامة تنوي الرد بأسلحة إشعاعية طورت بالعراق ولكن الضغوط الروسية حالت دون تنفيذ هذا الإجراء وتم استبدال ذلك بمعركة المطار التي كبدت العدو أكثر من خمسة أضعاف خسائره في معركة ذراع دجلة فكان الرد الأميركي في الخامس من ابريل "نيسان" بثلاثة رؤوس نيترونية مماثلة لتلك التي استخدمت ضد فرقة المدينة المنورة استهدفت المطار والطريق المؤدي إليه وشارع محمد القاسم ...
وكان الرد العراقي الثاني في معركة صدمة بغداد التي أطلق فيها نحو 16000 قذيفة صاروخية ثقيلة من عيار 200 و220 و300 ملم برؤوس مساحية حرارية أو عنقودية ومئات الصواريخ التكتيكية تكبد العدو نتيجة هذا القصف الدقيق المساحي أكثر من خمسة أضعاف ما خسره في معركة المطار ...
وكانت ردة الفعل المعادية هذه المرة استهداف كافة تشكيلات الحرس الجمهوري خارج بغداد في السابع من نيسان لعام 2003 بستة قنابل عملاقة من فئة الأم تعمل على مبدأ أفران الميكروويف المنزلية ولكن مع مضاعفة القدرة لآلاف المرات من خلال نبضة ميكروويف حرارية هائلة بقوة 7 كيلوطن حراري أنهت المعركة ...
بلغ عدد شهداء محاربي الحرس الجمهوري 21811 شهيد إضافة لنحو 32 ألف إصابة من أصل 120 ألف محارب عاد معظمهم للحياة الطبيعية و للجهاد أما خسائر العدو فتجاوزت 37000 قتيل و رقم الإصابات كان خيالياً فقد تجاوز 180 ألف إصابة 40% منهم كانت بسبب تكتيك السهم المكسور وبتأثير الأسلحة الإشعاعية التي استخدمها العدو وقد نفق فيما بعد ثلث عدد الإصابات والتي كان معظمها بسبب درجات الحروق الميدانية أو بسبب تفاوت الجرعات الإشعاعية التي تشربتها أجسامهم وهو أمر لم يحدث مع إصابات الحرس الجمهوري بسبب النظام الغذائي لرجال الحرس و الذي كان يرتكز على "التمر" كمادة رئيسية بعد التأكد من ذلك ضمن التجارب المخبرية التي أجرها البحث العلمي العراقي قبل الحرب وتأكد أن للتمر خاصية غريبة في مقاومة الأشعة وصدق رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قال (( من أصبح على سبع تمرات لم يصبه شيء )) ....
إن القيادة العامة كانت مستعدة لكافة التهديدات المعادية ودعمت الجبهة بإجراءات معقدة لتحجيم القدرات المعادية التقليدية و الغير تقليدية كتكتيك قتالي و إجراءات وقائية هندسية سلبية وأخرى إيجابية كنشر عدد كبير من عربات "تشيلكا" Shilka M1 والجيل الجديد المعروف باسم "تنغوسكا" Tunguska M1 المدعم بصواريخ مضادة للجو موجة بالليزر ...
عربات تنغوسكا المضادة للجو
عربة "تشيلكا" م/ط المدرعة
رسوم تبين غزارة نيران "تشيلكا"
"" قنبلة أشعة غاما ""
في أواخر التسعينات عكف البحث العلمي الأمريكي على تطوير سلاح إشعاعي فتاك ثنائي التأثير يكون بديل إستراتيجي لقنبلة البلوتونيوم أو ما يعرف بالقنبلة النووية التكتيكية والسبب عدم تقبل الدول العظمى و العالم هذا النوع من القنابل على كونه شبه تقليدي يستخدم في الحالات الميدانية المعقدة بسبب محدودية التأثير له مقارنة مع قنابل اليورانيوم أو القنابل النووية الحرارية التي لا يضبط تفاعلها بسبب التسلسل التفاعلي الطويل المتكرر الذي ينتج عنه حرارة مهولة جداً (نحو مليون درجة مئوية ) وأشعة مخيف أي عشرات أو مئات آلاف الريم REM وهي وحدة قياس إشعاعي مما يجعل من المستحيل ضبط مساحة تأثيرها ويجعل منها سلاح شبه انتحاري بشكل يقارب القنابل الهيدروجينية ...
انفجار قنبلة "غاما " الإشعاعية
ورغم أن قنبلة البلوتونيوم كانت ذات تسلسل تفاعلي محدود وغير متجدد كما في اليورانيوم إلا أنها قنابل خطيرة و غير مستقرة إلى حد ما لذلك أراد البنتاغون كحل مقنع صنع نماذج مصغرة منها مستقرة نسبياً تدعى B Bomb أو النووي المصغر Mininuke لا تتجاوز قوته كيلوطن حراري كحد أقصى بدل 9 كيلوطن ...
واعتمد منه نماذج سطحية و أخرى خارقة للأعماق وكانت تنوي أن تستخدمها بمعركة الحواسم الأولى في حالة التعقيدات الميدانية لتحسم المعركة لصالحها بسرعة ...
علماً أن قنبلة البلوتونيوم وجدت في أم المعارك كسلاح تخويف وردع ساهم في وقف القتال دون أن يستخدم ...
ولكن تطرف بوش الصغير و قيادته جعل ضمن نواياهم استخدام هذه القنبلة في حرب الحواسم بل أن بوش استخدم النوع الخارق للأعماق في جبال كرديز في شمال أفغانستان و أدى ذلك إلى حدوث هزة أرضية بقوة 8 بمقياس "رختر" ...
لذلك هددت القيادة الروسية نظيرتها الأمريكية بأن استخدام هذا السلاح لا مبرر له في ظل التفوق التقليدي الساحق للطرف الأمريكي وأن استخدامه ثم يجبرها على إدخال فرق الحرس الروسي المجوقل في الحرب وربما يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة ...
في هذا الوقت كانت الولايات المتحدة قد طورت أسلحة إشعاعية بديلة منها ما هو بشكل عملياتي ومنه ما هو بشكل تجريبي أما العملي فيسمى "ثيرمومياك" Thermomic أي الميكروويف الحراري وهو يعمل على مبدأ أفران الميكروويف المنزلية ولكن بعشرات آلاف القوة و بشكل آني من خلال نبضة إشعاعي مهولة يفوق مركزها 10000 درجة مئوية ولم تعرف بشكل دقيق ما هي آلية التفعيل الأساسية لهذه النبضة الإشعاعية النظيفة بسبب زوال تأثيرها في الجو و الأشياء خلال أقل من ساعة ...
أما النموذج التجريبي فهو قنبلة الهافنيوم الذي يعتمد على إطلاق حزم و سيالات إشعاعية كثيفة جداً من أشعة "غاما" Gamma Ray الفتاكة ...
مبدأ هذه القنبلة يعتمد على العنصر الفلزي 72 الفضي اللون المعروف بعنصر الهافنيوم Hafnium Hf وهذا العنصر له خاصية امتصاص النيترونات الحرة وهنا بيت القصيد ففكرة القنبلة تعتمد على ما يعرف بالانشطار النووي البارد بواسطة تهيئة عنصر الهافنيوم من خلال تسليط حزم مستمرة من النيترونات عليه بغية إتخامه و تشبيعه حتى الثمالة بحيث يصل إلى مرحلة لا يتقبل منها المزيد من النيترون ويمكن تسمية ذلك بالتخصيب كما باليورانيوم والبلوتونيوم أما طريقة تفعيل هذا المادة نووياً فيكون بتهيج ذرات الهافنيوم بالأشعة السينية (أشعة اكس) لتطلق هي بدورها أشعة غاما بقدرة إفنائية منقطة النظير ...
وميزة هذا السلاح هو إمكانية تصنيعه بأي حجم أو قوة وآخر المعلومات في هذا المجال تكمن في تمكن الأمريكان من تصنيعه بقوة تصل إلى 30 كيلوطن حراري واستطاعوا أن يتجاوزا معضلة توفير كميات إنتاجية كبيرة من مادة الهافنيوم من خلال إيجاد طريقة تخصيب تنازلي يرفع سوية جرام من الهافنيوم من قوة توازي 50 كغ من ثلاثي نترات التولوين ت.ن.ت إلى نحو 500 كغ وهو ما سوف يقلل كمية الهافنيوم النادر الباهظ الثمن ويصغر حجم القنبلة وكلفتها ...
وللعلم كانت تنوي أمريكا استخدام قنبلة الهافنيوم لحسم المعركة في بغداد ولكن السفارة الروسية في واشنطن أبلغت الخارجية الأمريكية أن هناك وحدات خاصة روسية في بغداد مراقبة في حال تجدد استخدام هذه القنابل فسوف تسمح للعراقيين باستخدام أسلحة إشعاعية موازية ...
كان هذا التهديد حقيقي فقد كلفت القيادة العامة وحدة مدفعية خاصة من "نمور صدام" بإطلاق قنابل الديرتيريوم التي تطلق البروتون الحراري "ثيرموبرو" الذي يشحن و يحرر بحرارة الزئبق الأحمر ...
وفي معركة الفلوجة وبعد فشل القنابل الإشعاعية القذرة و الفسفور الأبيض في وقف المقاومة استخدم العدو قنبلة من قنابل "غاما" الإشعاعي في مصباح 1-12-2004 بحي الجولان بقوة واحد كيلوطن حراري وكانت احد أسباب انسحاب القوات المسلحة العراقية من المقاومة هناك بغية منع الأمريكان من معاودة استخدام هذا السلاح المهول...
" دبابة أسد بابل " T-72M1
في خطوة إيجابية تم تطوير دبابة "أسد بابل" ضمن برنامج صدام للدروع من الجيل T-72M1A إلى النموذج T-72M1M ...
لقد كان لدبابة "أسد بابل" الخاصة بفرق الحرس الجمهوري العراقي العام دور مفصلي في "أم المعارك" عام 91 في إنهاء المعركة البرية بقذائف الصدمة الحرارية و القذائف الاختراق الحركي السهمية وهي الجيل الثاني من قذائف "سابوت" الروسية ...
بل أن هذه الدبابات هي التي قامت بمقاومة ذخائر اليورانيوم المستنفذ التي تطلقها الدبابات عيار 105 ملم التي تطلقها دبابات أبرامز الخاصة بالمارينز والقذائف الصاروخية عيار 50 و70 و90 ملم التي كانت تطلقها سمتيات أباتشي ونفاثات ثاندربولت وقاومت طلقات مدافعها "كانون" و "أفنجر" عيار 30 ملم DU الخارقة للدروع ولم يتمكن من اختراق أبراجها المدعمة بالحشوه الرملية SAND BARS الماص للحرارة و المخلل للحركة وهيكلها الذي كان مدعم بقميص من الدروع السلبية الاندماجية المدعمة بالسيراميك سوى قذائف "سابوت" عيار 120 ملم المعروفة الطلقات الفضية ...
دبابات "أسد بابل" العراقية عماد قوة الحرس الجمهوري
أما الدبابات التي تم تدميرها بسهولة قبل دخول البصرة فكانت من نوع T-72A الخاصة بالحرس القومي العراقي الذي ظن العدو أنها تشكيلات تابعة للحرس الجمهوري العام ...
في عام 2000 أتمت البنية العسكرية الصناعية العراقية إنتاج 1600 دبابة من نوع "أسد بابل" الجيل الجديد T-72M1M وتم أولاً تصميم الدرع لمقاومة الأول من قذائف اليورانيوم "سابوت" عيار 120 ملم التي تندفع بسرعة 1500 م/ث وتحترق الدروع بتأثير الحركة والحرارة فتم خلط معدن الفولاذ المكثف RHA بجزيئات السيراميك الحراري المقوى واستبدلت الحشوه الرملية بحبيبات الغرانيت الأكثر كثافة ومقاومة للحرارة و الحركة أما هيكل الدبابة فقد دعم بقميص درع سلبي من خليط معدني خاص من إنتاج العراق أقوى من درع RHA بأكثر من ضعفين بسماكة 10 ملم يليه درع خزف مقوى مقاوم للحرارة بسماكة 5 ملم يغطي الدرع الرئيسي وتم مراعاة حماية الجوانب ...
ولم تكتفي القيادة بهذه الحماية التدريعية بل دعمت الدبابة بحماية الكترونية سرية تمثلت بالمصدات أو الحواجز المغناطيسية التي تنبذ أو تفجر قذائف الثقب الحراري على بعد حتى 7 متر من هيكل الدبابة أو بعد 9 عن البرج وهي ثلاثة مصدات تغطي 120 درجة أفقياً و 60 شاقولياً و بإمكان هذه الحواجز حرف قذائف الاختراق "سابوت" أو إبطاء سرعتها بشكل يبطل مفعولها الاختراقي أي أن هذه الحواجز الالكترونية تحيد خطر قذائف المسار الأفقي المضادة للدروع من فئة "سابوت" و "هيت" ...
أما القذائف الانقضاضية السمتية "ستاف" و الموجة مثل "كوبرهيد" الخاصة بالدبابات أو صواريخ "هيلفاير" و"تاو" الخاصة بالسمتيات فيتم معالجتها بجهاز التوجيه الليزري الخاص بالدبابة الذي يوجه قذائف "كوبرا" ضد الدبابات و السمتيات ويطلق حزمة خاصة لشل حركة الأفراد وأخرى تخدر البينة الالكترونية داخل القذائف فتجعل منها خردة ...
وفي ميدان المعركة كان لدبابة "أسد بابل" عدة نقاط ضعف تمثلت بحشوات الذخائر الفرعية الباحثة عن الأهداف الجوية Skeet و المدفعية Smart 155 و التي تستهدف النقاط الضعيف من الأعلى بحشوة تفاعلية إشعاعية من "خبز البلوتونيوم" MPu إضافة للقذائف الفوتونية و النيترونية الانقضاضية "ستاف" ...
وقد تم توزيع هذا الجيل المتطور من الدبابات على الجبهة بغية رفع الروح المعنوية عند محاربي الحرس الجمهوري العام و بالنظر إلى مضمون التجهيز الخاص بدبابة "أسد بابل" فإنها كانت تعادل أو تفوق دبابة "صدام" التي كان يسلح بها "نمور صدام" ( الحرس الجمهوري الخاص) في الخط الدفاعي الأول ...
وكان رأي القيادة أن يكون الخط الأول في الجنوب هو الأقوى فتم تزويد فرق فيلق الفتح المبين بتسعمائة دبابة وفيلق الله أكبر بسبعمائة دبابة ...
وكانت محركات هذا الجيل من البنزين بدل الديزل مما أكسبها سرعة إقلاع و تسارع أكبر من سالفتها وتم تجهيزها بأسرع نظام تلقيم في العالم وكانت كل قذائفها من النوع الذكي الحراري المنزلق على الليزر نحو أربعين قذيفة عيار 125 ملم كما تم تزويد البرج بقاذفات الدخان المعدني الذي يحجب كافة وسائل الكشف وأغطية تمويه عازلة مع بدأ الضربة الجوية والصاروخية المعادية تم إضرام النار بالخنادق النفطية و الكيروسين لتوليد الدخان الأسود حيث تم بسرعة قياسية استبدال الدبابات التي كانت بالخنادق بأخرى هيكلية مزيفة متقنة وتم إخفاء دبابات "أسد بابل" المتطورة في مخابئ معزولة و حصينة ...
هذه كانت الخطوة الأولى أما الخطوة الثانية بدأت في 23-3-2003 وهي البدء بسحب نحو 750 دبابة بشكل منظم من أصل 900 دبابة بعد أن شلت بنيتها الإلكترونية بواسطة قنابل الفوتون الالكترومغناطيسية فئة "الميكروويف العالي القوة" HMP وتم ذلك بواسطة شاحنات النقل من خلال ممر أو سرداب سري تحت الأرض بإشراف "نمور صدام" من الأمن الخاص و تم استبدالها بهيكلية وهمية و بأكثر من 300 دبابة من دبابات جيل التسعين من "أسد بابل" المتقادمة وانتهت هذه العملية مساء 27-3-2003 بشكل متناغم مع التحول الهادئ لثلثي قوات فيلق الفتح المبين إلى مجاميع حرة دون علم قادة الفرق الذين ظنوا أنهم تسربوا وقد تم مراعاة تطوير آلية الإطلاق من حيث السرعة و القدرة على إطلاق القذائف الذكية للدبابات المتقادمة ...
كان هناك ثلاث تنظيمات فعالة في حرب الحواسم الأولى هي عناصر الهندسة و عناصر الأمن الخاص وأخيرا القوات الخاصة أو المغاوير ...
ولم تكن القيادة العسكرية ديكتاتورية أبداً كما أحب أعداء العراق و النظام أن يثبتوا ذلك و الدليل على ذلك أن القيادة العسكرية لم تكن مركزية إلا بالقرارات الإستراتيجية أما تحول جزء من محاربي الحرس إلى المجاميع الحرة وتمركز الباقي في خطوط القتال فذلك وفق إرادة أفراد الحرس الجمهوري من خلال سبر للرأي قبل الحرب من خلال خلايا سرية تابعة للمخابرات العسكرية العراقية و الأمن الخاص حول تأييد فكرة القتال ضد العدو بطريقة الكر و الفر وحرب العصابات فكان رأي الأغلبية التحول إلى القتال وفق حرب العصابات علماً أن كافة رجال حرس كانوا مدربين على هذا النوع من القتال ولكن الاختلاف يكمن بالمحفز الرئيسي و القناعة فكان رأي الثلث هو صمود الكرامة و الشجاعة والرجال وطلب الشهادة دون النظر إلى الخلف مع الرأس المرفوع الذي لا ينحني إلا لله الواحد القهار ...
ورغم ذلك عندما انهارت دفاعات التشكيلات الرئيسية للحرس صدرت الأوامر بتطبيق إستراتيجية "انسلاخ الأفعى" عن السلاح الثقيل وحتى الزي العسكري بغية الإبقاء على حياتهم ليكونوا أسود المرحلة التي نشهدها اليوم ...
و التي سوف تبدأ مرحلتها الأخيرة عن قريب إن شاء الله ...
النهاية ... </B></I>