كتاب
" حرب الجواسيس في القرن الــ 21"
الحلقة الثالثة عشر
بقلم الكاتب الصحفي الكبير/ مجدي كامل.
" حرب الجواسيس في القرن الــ 21"
الحلقة الثالثة عشر
بقلم الكاتب الصحفي الكبير/ مجدي كامل.
الجاسوس المزدوج الذي اخترق القاعدة
إلمنتدي هنا ، قد وضع الهدف الواضح ... وهو أن نستكمل ما في منتدانا من مواضيع ، لتصبح مراجع للباحثين في المستقبل ...
هكذا نكتسب العديد من القراء والباحثين ويتوسع منتدانا ليصبح من أحد أهم الأعمدة ومواقع الأنترنت
سأوالي نشر كافة المواضيع المتفرعة والمتعلقة ، بكتاب كتاب " حرب الجواسيس في القرن الـ21" بقلم الكاتب الصحفي الكبير/ مجدي كامل.والتي تنشرهم جريدة "الشرق الأوسط" وحتي تتاح لكل باحث إمكانية التنقل بين أبواب منتدانا ... لموضوع معين
د. يحي الشاعر
الجاسوس المزدوج الذي اخترق القاعدة
22 مارس 2008 - 02:11 مساء
الحلقة الثالثة عشر من كتاب " حرب الجواسيس في القرن الـ21"
بقلم الكاتب الصحفي الكبير/ مجدي كامل.فقد اعترف هذا الجاسوس بأنه عضو سابق في تنظيم " القاعدة " و أنه تعاون بشكل مزدوج مع أجهزة استخبارات فرنسية وبريطانية وألمانية ، أثناء وجوده في صفوف أعضاء التنظيم ، و أنه تولى كذلك نقل رسائل متبادلة بين قادة " القاعدة " وشيوخ اصوليين مقيمين في أوروبا. وروى جاسوس القاعدة السابق المقيم في ألمانيا قصته مع الإرهاب والمخابرات و الجاسوسية في كتاب صدر في شهر ديسمبر عام 2006 في الولايات المتحدة تحت عنوان " داخل الجهاد العالمي.. قصة جاسوس " استخدم فيه اسما مستعارا هو عمر ناصري . وفيه فصل خاص عن " لندنستان " ، وآخر حمل اسم " افغانستان " تحدث فيه عن تدريباته في معسكرات بن لادن في خلدن ودارونتا بالقرب من جلال اباد.
في عام 2006 ، برز إلى الوجود فجأة اسم جاسوس جديد لم يتم الكشف عنه من قبل .. و بفحص حالته تبين أنه ليس ككل الجواسيس ، و لكنه جاسوس من طراز فريد من نوعه ربما أفرزته الجاسوسية الجديدة في الألفية الثالثة !!
يقول جاسوس " القاعدة " اسمي في الحقيقة ليس عمر ناصري ، أفراد أسرتي الذين يعيشون في المغرب سيكونون في خطر إن افصحت عن اسمي الحقيقي .
وقال مؤكدا أن ابن الشيخ الليبي خدع الأميركيين بأن الرئيس العراقي صدام حسين كان يملك أسلحة نووية وأن القاعدة في طريقها لوضع يدها على تلك الأسلحة.لقد نشأت في المغرب وعشت في أوروبا. وهذه القصة تبدأ عندما أصبح أخي الأكبر، حكيم، منغمساً في الدين وعلمني أن أحذو السبيل نفسه. لقد عشت أعواماً مع أفراد من القاعدة ، على الرغم من أنهم لم يطلقوا على مجموعتهم ذلك الاسم. لقد اشتريت أسلحة لهم، تم خزنها في منزل أخي بالقرب من بروكسل، ثم أرسلت بحراً إلى أنحاء مختلفة من العالم. كما قمت بتهريب المتفجرات التي تعود إليهم إلى شمال افريقيا، حيث استعملت في الجزائر إبان الحرب الأهلية. كنت أعرف قادتهم البارزين في أوروبا، وقد عاشوا في منزلنا .
و بعد أوروبا ذهبت إلى أفغانستان، حيث أكلت ونمت وأديت الصلاة مع القاعدة في مخيمات التدريب، لمدة عام واحد. ومع القاعدة أصبحت مجاهداً، وتعلمت كيفية استعمال جميع أنواع الأسلحة، من الكلاشينكوف إلى صواريخ ضد الطائرات، تعلمت قيادة الدبابة، وكيف أفجرها. تعلمت كيف أزرع الألغام وكيف أرمي القنبلة لتسبب أكبر ضرر ممكن. تعلمت كيفية القتال في المدن، وأساليب الاغتيالات والخطف. تعلمت كيفية مقاومة التعذيب وتعلمت كيف أقتل بيدي .
ومن النادر الحصول على نظرة من الداخل لكيفية نشوء القاعدة ، وجاسوس القاعدة تدرب في معسكرات ابن لادن في جلال اباد قبل ان يدفع مرة اخرى الى لندن. ويقول إنه أمضى سبع سنوات يعمل كعميل لدى الاستخبارات الأوروبية وكأحد نشطاء القاعدة، وأمضى بعض هذا الوقت في بريطانيا.
وتعرض أقوال ناصري صورة فريدة لكيفية تفوق القاعدة تنظيما وتماسكا وعزما في التسعينيات أكثر ما اعتقدته أجهزة الاستخبارات عنها.
وفي كتابه الصادر مؤخراً عن دار نشر (هيرست وشركاه)، يتحدث ناصري عن تجربته وحياته كجاسوس مزدوج يعمل على حافة القانون .
وتبدأ قصة ناصري في منتصف التسعينات في بلجيكا بعد أن انخرط شقيقه مع مجموعة من العناصر الإسلامية الجزائرية.
وقال ناصري إنه رافق القيادي في «القاعدة» ابن الشيخ الليبي قبل أن يعتقله الأميركيون مؤكدا أن ابن الشيخ الليبي خدع الأميركيين بأن الرئيس العراقي صدام حسين كان يملك أسلحة نووية وأن القاعدة في طريقها لوضع يدها على تلك الأسلحة.
وتابع قائلا : إنه تدرب على استخدام الأسلحة وصنع المتفجرات في أفغانستان وقابل معظم قادة القاعدة وحمل إليهم ومنهم رسائل إلى رموز إسلامية في أوروبا .
وقال ناصري إنه بعد ذلك بدأ يتعاون مع أجهزة الاستخبارات الأوروبية، مشيرا إلى أنه يشعر بالذنب بسبب عمله كجاسوس، لكنه لم يكن لديه من خيار غير ذلك. وتابع قائلا: ربما يعتقد من يقرأ كتابي أني كذاب أو ضارب ودع، ولكني لست كذلك ولا فرق بيني وبين أي مسلم.
وكشف في فصل خاص حمل اسم ابو حمزة ان القيادي الاصولي ابو حمزة المصري فقد ذراعيه اثناء التدريب على تركيب متفجرات في افغانستان، وليس اثناء محاولته تركيب لغم، كما يدعي خلال سنوات القتال ضد الروس.
ويحتجز ابو حمزة المصري، الامام الاسبق المثير للجدل لمسجد فنسبري بارك في شمال لندن، بعقوبة السجن سبع سنوات، بعد إدانته بالتحريض على القتل والعنف الطائفي في المسجد الذي كان يخطب فيه.
"يكشف ناصري جاسوس القاعدة أن أبو خباب كان مهندس عملية تفجير السفارة المصرية في اسلام آباد عام 1995"
وروى العميل الجهادي السابق المقيم حاليا في ألمانيا أن ابو حمزة كان غير منتبه في حصة دراسية عن تحضير متفجرات نترو جلسرين مما ادى الى فقد ذراعيه واحدى عينيه، وقال ان ابو حمزة المصري الذي التقاه في مسجد فنسبري بارك في شمال لندن «طلب منه اخفاء حقيقة فقد ذراعيه». وكان ابو حمزة يعمل اماماً في مسجد فنسبري بارك في شمال لندن، وهو مسجد، تردد عليه عدد ممن اعتقلوا بشبهة الارهاب، مثل زكريا موساوي، المحتجز في الولايات المتحدة بتهمة التورط في قضية هجمات11 سبتمبر، والبريطاني ريتشارد ريد، الذي يقضي عقوبة سجن في الولايات المتحدة بعد ادانته بمحاولة تفجير طائرة فوق المحيط الاطلسي اواخر عام2001 .
ونقل ناصري في كتابه عن أسد الله خبير المتفجرات قوله: " إن احد المتدربين ترك نتروجلسرين تغلي اكثر من اللازم اثناء التحضير المعملي، وبدلا من ان يدفن المتفجرات في حوض ثلج قريب حملها المتدرب بذراعيه الى خارج الغرف مما ادى الى انفجارها فيه . واشار الى ان ابو حمزة طلب منه عدم اذاعة القصة الحقيقية على تلامذته في مسجد فنسبري بارك في شمال لندن.
وأضاف : سمعت ابن الشيخ الليبي قبل ذلك بأشهر يرد على سؤال طرح في نهاية صلاة العشاء في مسجد بمعسكر التدريب، ما هو افضل بلد لممارسة الجهاد؟، موضحا ان ابن الشيخ الليبي رد قائلا : " نحتاج قبل كل شيء الى اعادة بلد مسلم الى عهدتنا والأضعف اليوم هو العراق.
وفي فصل خاص تحدث ناصري عن أبو خباب خبير متفجرات القاعدة الذي يعرف باسم مدحت مرسي السيد عمر، 52 عاما، الذي قتل في غارة اميركية اثناء اعداده حفل قرانه على زوجة احد المجاهدين التي تبلغ من العمر 30 عاما ، يكشف ناصري جاسوس القاعدة أن أبو خباب كان مهندس عملية تفجير السفارة المصرية في اسلام آباد عام 1995.
وقال ناصري إن معسكرات القاعدة في درونتا وخلدن ازدحمت بالتكبير وإطلاق النار من بنادق المتدربين لدى تسرب اول خبر عن تفجير السفارة المصرية على لسان مدرب المتفجرات اسد الله.
وقال انه شاهد لاول مرة ابو خباب المصري في معسكر دارونتا، وكان محاطا بحراسه الشخصيين ويرتدي عمامة سوداء وليس باكولا مثل بقية الافغان والعرب في المعسكر. وعرف بعد ذلك أنه اشرف شخصيا على اختيار انتحاريين من معسكر دارونتا لتفجير السفارة المصرية في اسلام آباد .
وأوضح انه عرف بعد ذلك ان ابو خباب صانع قنابل تنظيم القاعدة. وتفيد معلومات أن أبو خباب انضم في منتصف التسعينات إلى تنظيم القاعدة، وأصبح الرجل الثالث في التنظيم بعد بن لادن والظواهري. واشار الى أن أبو خباب درب ايضا في المعسكر احمد رسام الاصولي الجزائري العضو المفترض في تنظيم القاعدة ، المتهم الرئيسي في تفجيرات الالفية نهاية عام 1999، الذي خطط لمحاولة تنفيذ اعتداء بالمتفجرات في مطار لوس انجليس نهاية عام 1999.
واشار الى أن أبو خباب درب أيضا البريطاني ريتشارد ريد الذي يقضي عقوبة سجن في الولايات المتحدة بعد ادانته بمحاولة تفجير طائرة فوق المحيط الاطلسي أواخر عام2001، وكذلك درب زكريا موساوي الخاطف رقم 20، المحتجز في الولايات المتحدة بتهمة التورط في قضية هجمات11 سبتمبر.
وفي تلك الأثناء، كان الفرنسيون قد بدأ يتناهى إلى مسامعهم أمر معسكرات التدريب في أفغانستان، وأرادوا من ناصري أن يتحقق من الأمر.
يقول: كانت مهمتي الوصول إلى طريق الجهاد عبر باكستان وأفغانستان دون خيوط، أو أسماء، أو عناوين، أو أي شيء . وعبر سلسلة من الاتصالات وجد طريقه إلى بيشاور، حيث التقى مع أبو زبيدة مدير عمليات القاعدة ، المدخل الذي كان لا بد من المرور عليه قبل الولوج إلى معسكرات التدريب، والذي قبض عليه بعد وقت قصير من هجمات 11 سبتمبر ونقل مؤخرا من سجن سري للاستخبارات الأمريكية إلى غوانتانامو.
وكانت محطته الأولى خلدين، أحد أبرز معسكرات التدريب التابعة للقاعدة. وكان من بين من حضروا التدريب محمد عطا، زعيم المجموعة التي نفذت هجمات سبتمبر، وريتشارد ريد، الذي عرف فيما بعد باسم مفجر الحذاء لمحاولته تفجير طائرة عبر الأطلنطي بمتفجرات أخفاها في حذائه.
ووصف ناصري كيف كان يتم إعداد المتدربين في تلك المعسكرات إعدادا عسكريا شاملا ومكثفا ـ استند في الكثير منه إلى كتيبات التدريب التي تستعين بها القوات الخاصة في بريطانيا والولايات المتحدة، وكان من بين التدريب وسائل الاغتيال والخطف. كما كان التدريب الديني عنصرا مهماً من التدريب في تلك المعسكرات، إذ كان يستغرق نفس قدر الوقت الذي تستغرقه التدريبات العسكرية، إن لم يكن أكثر.
وذكر ناصري ان المتدربين داخل تلك المعسكرات كانوا يتدربون أيضا على كيفية مقاومة أساليب الاستجواب وتقديم معلومات مضللة. واستشهد ناصري في ذلك بابن شيخ الليبي، أحد معلميه في المعسكرات، حيث قال إنه قدم هو نفسه أدلة خادعة عن صلات بين القاعدة والعراق بعد إلقاء الأمريكيين القبض عليه. ومن خالدين أرسل ناصري إلى دارونتا ، حيث مدرسة المتخرجين التي كانت تركز على تدريب الأفراد للقيام بعمليات. وهناك، تعلم المتدربون كيفية صنع المتفجرات والمفرقعات بأبسط الوسائل.
وقال إنه شهد تجارب باستخدام أسلحة كيماوية، بما في ذلك استخدام غازات وسموم على الأرانب، باعتبارها أدلة لبرنامج منظم لأسلحة الدمار الشامل في وقت مبكر بكثير عما تناقلته الأخبار بعد ذلك.
وبعد استكمال تدريبه، أرسله أبو زبيدة إلى أوروبا، حيث كلفه بإنشاء خلية نائمة والإبقاء على الاتصال معه. ويقول ناصري «لقد طلب مني العودة.. والبدء في وضع قائمة بكافة الأهداف . وقد تخرج الآلاف ـ وربما عشرات الآلاف ـ من معسكرات تدريب القاعدة في التسعينات وخلف انتشار هذه الأيديولوجية أيضا إرثا دائما بنفس القدر من التشدد والخطورة.
وعن كيفية تدريبه ومداه، كتب يقول: عندما تدربت مع المجاهدين تعلمت بعض الامور الأ
ساسية، وهي كيفية تجهيز قطعة متفجرة باستعمال ساعة أو هاتف خلوي، ولكني مع اسد الله وهو مدرب جزائري استعملنا طرق رياضيات معقدة ومحاليل كيمياوية، وكان العمل يتطلب تركيزاً شديداً. وتعلمنا معاً كيفية صنع المتفجرات من مسحوق اسود، ومن متفجرات سيمتيكس، ونيتروغليسرين وغيرها من مواد اولية موجودة في حياتنا اليومية مثل عصير ذرة، اصباغ الشعر، ليمون، اقلام، سكر، قهوة، أملاح، ايبوم، نفثالين، بطاريات، علب كبريت، اصباغ، ومعدات التنظيف والمواد القاصرة والسماد بانواعه والرمل، وحتى اليورين.
كان علينا معرفة ما نفعله غريزياً، ولهذا السبب بدأنا نحفظ عن ظهر قلب، المعادلات لصنع المتفجرات، مرات ومرات، الى الحد الذي اصبحنا قادرين على ترديدها ونحن نائمون. كان اسد الله يختبرنا كل يوم احد للتأكد من معلوماتنا، ولم يكن في دروسه مجال للعبث، إذ ان أي واحد منا قد يؤدي الى مقتل المجموعة باكملها ان ارتكب خطأ ما .
يقول ناصري : "كان عملي الاول هو العثور على الاعضاء المنفيين من " الجماعة الاسلامية المسلحة " الذين شاركوا في الحرب الاهلية الجزائرية خارج الجامع في ريجينت بارك"
وفي موضع اخر تحدث ناصري عن احمد سعيد خضر ممول القاعدة الذي تردد انه مول عملية تفجير السفارة المصرية في اسلام اباد من التبرعات التي كانت تأتيه من كندا حيث كان يقيم. وقال ان خضر كان احد المقربين شخصيا من أسامة بن لادن. وقتل احمد سعيد خضر الملقب بـ" الكندي" ، في شهر أكتوبر 2003 في منطقة وزيرستان الحدودية بباكستان وكان معه نجله كريم. وقال إنه شاهد شخصيا احمد سعيد خضر يتجه الى داخل معمل للمتفجرات في معسكر خلدن بصحبة ابن الشيخ الليبي المحتجز حاليا لدى الاميركيين. وكان ابن الشيخ وقتها أميرا لمعسكر خلدن.
وفي فصل خاص تحت عنوان " السمكة الكبيرة " يقول ناصري : كان عملي الاول هو العثور على الاعضاء المنفيين من " الجماعة الاسلامية المسلحة " الذين شاركوا في الحرب الاهلية الجزائرية خارج الجامع في ريجينت بارك. وكنت أشتري صحيفة " الأنصار " ، التي نشرت مرة دعوة لقرائها لحضور مؤتمر للاستماع الى الشيخ ابو قتادة ، وهو الاصولي الفلسطيني عمر محمود عثمان ابو عمر المحتجز حاليا في بريطانيا بزعم خطورته على الامن القومي البريطاني وفي ذلك الحين، لم اكن قد سمعت به. وكنت أعتقد أنه ذو صلة بالجيش الاسلامي. تبين أن ابو قتادة رجل في الثلاثينيات من عمره، منتفخ البطن، كان يرتدي ملابس كالأفغان، مع أنه لم يكن واحداً منهم كانت ملابسه عبارة عن إعلان سياسي .
ويضيف: " كانت لأبو قتادة هالة مميزة وعلى درجة كبيرة من الذكاء. وعندما استمعت اليه فيما بعد في مكان يدعى " الريشات الاربع " في مركز للشباب بالقرب من ريجينت بارك، الذي يتحول الى مسجد كل يوم جمعة، عاد ذهني الى الوراء.
كان يتحدث بنفس اللغة المميزة لتلك التي كنت قد سمعتها في المخيمات وقال وظل يكرر مرات ان حياة المجاهد هي الدافع الاسمى لأي مسلم، وان الجهاد ذروة سنام الاسلام. وعدت الى " الريشات الاربع " مراراً كان واضحاً ان عدداً من المتطرفين هناك. لقد انتبهت الى كافة العلامات: الطريقة التي كان فيها اولئك الرجال يحركون شفاههم في صلاة صامتة، الطريقة التي يسددون اعينهم بها نحو الارض، أمامهم، الطريقة التي يرتدون دائماً بها سراويلهم التي تنتهي عند كاحل القدمين والطريقة التي يسير بها بعضهم. كانت الخطوة الخفيفة نفسها، التي رأيتها وتعلمتها في المخيمات. لاحظت الاصوات الهادئة الخفيضة، والاعين الصلبة الهادئة والحلقات السود تحتها " .
وفي موقع اخر يقول: " عندما ودعت أبو زبيدة مدير عمليات القاعدة، في منزله الامن في بيشاور، المدينة التي تقع عند حدود باكستان، أعطاني رقمي هاتفيه الجوالين، وأيضاً رقم حسابه المصرفي وتردد الراديو. وكان عليّ أن ابقى على اتصال به وان أبعث النقود حالما أحصل على عمل " .
وفي موضع اخر يقول: يوم من الايام اعطاني ضابط المخابرات دانييل هاتفاً خلوياً قال لي لا تفقد هذا انا اعني ذلك، عليك ان تكون حريصاً عليه ولا تدعه في أي مكان كن متأكداً من انك تحمله معك في جميع الاوقات. حسناً؟ إن اصابه عطب ما اجلبه اليّ. لا تذهب به الى محل للالكترونيات او ما شابه ذلك.
وقد تأثر كل من ضابطي الاستخبارات دانييل وجبليز، عندما استخدمت الهاتف في الاتصال بـابو زبيدة، ولكنهما صدما عندها قلت لهما اني في حاجة الى نقود كي ارسلها اليه، فسألني دانييل: ما الذي تقصد؟. وشرحت كيف انه من المتوقع ان ابعث بالنقود لمساعدتهم، وكان ذلك سبباً من الاسباب التي دفعتهم لارسالي الى اوروبا، فقال دانييل: لا يمكن ان نبعث نقوداً الى اولئك الاشخاص، انه امر غير قانوني. وكان جيليز يحرك رأسه موافقاً.
التعديل الأخير: