هـل تـعـرفـت عـلـى نـفـسـك؟
الدكتور فالح بن محمد الصغير
الدكتور فالح بن محمد الصغير
في الآونة الأخيرة انتشرت بعض الكتب المترجمة عن الغرب, تحكي في الغالب تجارب لأشخاص أرادوا كتابة تجربتهم في الحياة, وغالباً مايكونون موظفين في شركات كبرى, أو مارسوا عملاً ذا أهمية عظيمة, وغالباً -أيضاً- ما تكون الكتابة على شكل قواعد أو مواد أو فصول ينطلق فيها الكاتب من قصة أو حكاية وقعت له أو وقعت لغيره فيستخرج منها قاعدة من القواعد التي يراها.
وغالباً -أيضاً- ما تكون هذه الكتابات في الاستفادة مما منحه الله سبحانه وتعالى الإنسان من قدرات وكيفية استغلالها فيما يوصل الإنسان لتحقيق أهدافه, واستفادته من هذه الحياة, ومن هذا الوجه تسابق الناس في الغرب للإقبال عليها وتسابق كثير من شبان وفتيات العرب على المترجم منها, وصار يُرمز إلى كل كتاب يراد التسويق له بأنه الأكثر مبيعاً في كذا وكذا.
وهذا كله لا غبار عليه, فالحياة ميدان فسيح لإقامة التجارب الحياتية, واستفادة بعض الناس من بعض, بل إن هذا أمر من الأهمية بمكان بالنسبة للمسلم إذ هو مأمور أن يستفيد من غيره, والحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق بها.
وشاهد المقال هنا: إذا كان الناس في الغرب أدركوا أهمية هذا الشأن أعني محاولة تطوير أنفسهم, والاستفادة من قدراتهم, واستغلال امكاناتهم, وتفعيل مواهبهم, وذلك من خلال قراءتهم لتلك التجارب البشرية.
أقول: أفلا يسوغ لنا –نحن المسلمين- أن تقف وقفة تأمل في هذا المعنى الكبير من خلال ما لدينا من كنوز علمية, وعملية وخبرات وتجارب قلّ نظرها على مرار التاريخ؟!.
ولأنتقل لشيء من التفصيل أقف مع عدد من المنطلقات المهمة لينطلق منها كل من يريد تطوير ذاته, والعمل على بناء نفسه, وبلوغ أهدافه, والاستفادة من قدراته, وما منحه الله تعالى من الحواس والإمكانات والمواهب ولمن أراد أن يتعرف على نفسه فيزكيها ويستثمرها.
الأول: سؤال أوجهه لكل واحد منا, وهو سؤال صريح يندر من يجيب عليه إجابة كافيه, وهو: هل تعرفت على نفسك المعرفة الحقيقة؟!, تتمثل في ذلك قوله تعالى: ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ), بمختلف جوانب النفس البشرية من حيث خلقتها, وما أودع الله فيها.
إن من أكبر جوانب العظمة أن تنطلق من المعرفة, وأهم جوانب المعرفة ومعرفتك لنفسك؟ ومعرفة الأولويات الكبرى التي تجب علي، فأحتاج أنا وأنت لنتعرف على:
- أسرار خلق النفس البشرية.
- تفضيلها على سائر المخلوقات.
- قدراتها وإمكاناتها.
- صفاتها وسماتها وأخلاقها.
- كيفية تنيمة الجوانب الإيجابية فيها.
- كيفية تفعيل ما لديها من القدرات.
- كيفية معالجة السلبيات المتصفة بها.
- إقبالها وإدبارها.
- المؤثرات الداخلية الحسية والمعنوية.
- المؤثرات الخارجية.
- ... وغير ذلك مما يحتاج إليه في معرفة النفس البشرية شريطة أن يُتعامل مع ذلك بصراحة ووضوح وشفافية من نفسك لنفسك ونكرر مع نفسك: ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ).
الثاني: مما نفخر به نحن المسلمين وجود القدوة العملية فأيّما بغيت منها وجدته متمثلاً أمامك بصورة عملية واضحة, ولم تنقل سيرة أو شمائل, أو أقوال, أو أحوال, أو تجارب, أو خبرات أو غيرها بمثل ما نقلت عن القدوة عليه الصلاة والسلام.
ذكر الله سبحانه في القرآن الكريم هذا المعنى صراحة بقوله سبحانه: ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر... ), وذكر أجزاء من هذه القدوة في مثل قوله تعالى: ( وإنك لعلى خلق عظيم ), وقوله: ( ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم ), وغيرها من الآيات كلها تدل دلالة واضحة على القدوة العملية عليه الصلاة والسلام.
وبناء على وضوح هذه الحقيقة يمكن لكل متطلع نحو الحياة المثلى, والسعادة في الأولى والأخرى أن يكتشف نفسه من خلال اقتدائه بالقدوة عليه الصلاة والسلام.
وهذا يدعوا بكل تأكيد إلى أن يبذل المرء جهده لمعرفة نفسه المعرفة النافعة ليسعى جهده في تفعيل كل ملحظ إيجابي, ويعالج كل صفة سلبية يكتشفها عن نفسه.
إن كثيراً من مشكلاتنا مع أنفسنا لعدم معرفتنا بها, وكثير منا يقيس نفسه على شخص آخر, وكثير يتطلع إلى أن يكون مثل فلان, وآخر يتغنى بأمجاد أبيه وأخيه, وآخرون كثر لم يفكروا في هذا الأمر.
إنها دعوة صريحة لكل مسلم بعامة ولكل طموح بخاصة أن يبدأ مشواره الحقيقي في هذه الحياة بمعرفته لنفسه المعرفة الحقيقة التي تبدأ من مصارحته لنفسه, ومعرفة إيجابياته وسلبياته, لينطلق بعدها إلى الميادين العملية النافعة, ومن ثم يجد اللذة في الحياة, والسعادة فيها, وبلوغ الأماني دنيا وأخرى.
حقق الله الآمال وسدد الخطى
عن شبكة السنة النبوية وعلومها
وغالباً -أيضاً- ما تكون هذه الكتابات في الاستفادة مما منحه الله سبحانه وتعالى الإنسان من قدرات وكيفية استغلالها فيما يوصل الإنسان لتحقيق أهدافه, واستفادته من هذه الحياة, ومن هذا الوجه تسابق الناس في الغرب للإقبال عليها وتسابق كثير من شبان وفتيات العرب على المترجم منها, وصار يُرمز إلى كل كتاب يراد التسويق له بأنه الأكثر مبيعاً في كذا وكذا.
وهذا كله لا غبار عليه, فالحياة ميدان فسيح لإقامة التجارب الحياتية, واستفادة بعض الناس من بعض, بل إن هذا أمر من الأهمية بمكان بالنسبة للمسلم إذ هو مأمور أن يستفيد من غيره, والحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق بها.
وشاهد المقال هنا: إذا كان الناس في الغرب أدركوا أهمية هذا الشأن أعني محاولة تطوير أنفسهم, والاستفادة من قدراتهم, واستغلال امكاناتهم, وتفعيل مواهبهم, وذلك من خلال قراءتهم لتلك التجارب البشرية.
أقول: أفلا يسوغ لنا –نحن المسلمين- أن تقف وقفة تأمل في هذا المعنى الكبير من خلال ما لدينا من كنوز علمية, وعملية وخبرات وتجارب قلّ نظرها على مرار التاريخ؟!.
ولأنتقل لشيء من التفصيل أقف مع عدد من المنطلقات المهمة لينطلق منها كل من يريد تطوير ذاته, والعمل على بناء نفسه, وبلوغ أهدافه, والاستفادة من قدراته, وما منحه الله تعالى من الحواس والإمكانات والمواهب ولمن أراد أن يتعرف على نفسه فيزكيها ويستثمرها.
الأول: سؤال أوجهه لكل واحد منا, وهو سؤال صريح يندر من يجيب عليه إجابة كافيه, وهو: هل تعرفت على نفسك المعرفة الحقيقة؟!, تتمثل في ذلك قوله تعالى: ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ), بمختلف جوانب النفس البشرية من حيث خلقتها, وما أودع الله فيها.
إن من أكبر جوانب العظمة أن تنطلق من المعرفة, وأهم جوانب المعرفة ومعرفتك لنفسك؟ ومعرفة الأولويات الكبرى التي تجب علي، فأحتاج أنا وأنت لنتعرف على:
- أسرار خلق النفس البشرية.
- تفضيلها على سائر المخلوقات.
- قدراتها وإمكاناتها.
- صفاتها وسماتها وأخلاقها.
- كيفية تنيمة الجوانب الإيجابية فيها.
- كيفية تفعيل ما لديها من القدرات.
- كيفية معالجة السلبيات المتصفة بها.
- إقبالها وإدبارها.
- المؤثرات الداخلية الحسية والمعنوية.
- المؤثرات الخارجية.
- ... وغير ذلك مما يحتاج إليه في معرفة النفس البشرية شريطة أن يُتعامل مع ذلك بصراحة ووضوح وشفافية من نفسك لنفسك ونكرر مع نفسك: ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ).
الثاني: مما نفخر به نحن المسلمين وجود القدوة العملية فأيّما بغيت منها وجدته متمثلاً أمامك بصورة عملية واضحة, ولم تنقل سيرة أو شمائل, أو أقوال, أو أحوال, أو تجارب, أو خبرات أو غيرها بمثل ما نقلت عن القدوة عليه الصلاة والسلام.
ذكر الله سبحانه في القرآن الكريم هذا المعنى صراحة بقوله سبحانه: ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر... ), وذكر أجزاء من هذه القدوة في مثل قوله تعالى: ( وإنك لعلى خلق عظيم ), وقوله: ( ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم ), وغيرها من الآيات كلها تدل دلالة واضحة على القدوة العملية عليه الصلاة والسلام.
وبناء على وضوح هذه الحقيقة يمكن لكل متطلع نحو الحياة المثلى, والسعادة في الأولى والأخرى أن يكتشف نفسه من خلال اقتدائه بالقدوة عليه الصلاة والسلام.
وهذا يدعوا بكل تأكيد إلى أن يبذل المرء جهده لمعرفة نفسه المعرفة النافعة ليسعى جهده في تفعيل كل ملحظ إيجابي, ويعالج كل صفة سلبية يكتشفها عن نفسه.
إن كثيراً من مشكلاتنا مع أنفسنا لعدم معرفتنا بها, وكثير منا يقيس نفسه على شخص آخر, وكثير يتطلع إلى أن يكون مثل فلان, وآخر يتغنى بأمجاد أبيه وأخيه, وآخرون كثر لم يفكروا في هذا الأمر.
إنها دعوة صريحة لكل مسلم بعامة ولكل طموح بخاصة أن يبدأ مشواره الحقيقي في هذه الحياة بمعرفته لنفسه المعرفة الحقيقة التي تبدأ من مصارحته لنفسه, ومعرفة إيجابياته وسلبياته, لينطلق بعدها إلى الميادين العملية النافعة, ومن ثم يجد اللذة في الحياة, والسعادة فيها, وبلوغ الأماني دنيا وأخرى.
حقق الله الآمال وسدد الخطى
عن شبكة السنة النبوية وعلومها