رد: خاص بالاردن
اعتصام مفتوح للتغيير بالأردن
اعتصام مفتوح للتغيير بالأردن
محمد النجار-عمان
استجاب المئات من الشباب الأردني للاعتصام المفتوح الذي دعا إليه "شباب حركة 24 آذار" في ميدان جمال عبد الناصر "دوار الداخلية" وسط العاصمة عمان.
وشارك المئات في أول اعتصام مفتوح بالمملكة اعتبارا من ظهر الخميس لمطالبة الملك عبد الله الثاني بتحقيق جملة من الإصلاحات التي قال الشباب إنهم لن يفضوا الاعتصام إلا بعد تحقيقها.
وحمل بيان مطالب لحركة "شباب 24 آذار" بشدة على "استشراء الفساد في مختلف مرافق الدولة وتغول جهاز المخابرات العامة في الحياة المدنية وتزوير إرادة الشعب والهيمنة على السلطة التشريعية".
وطالب الشباب الملك بزيارة اعتصامهم وتحقيق مطالبهم، وهي "أن تكون الأمة مصدر السلطات، وأن تكون هناك صلاحيات محددة للملك كقائد أعلى للقوات المسلحة ورأس للسلطات، ومجلس نواب منتخب وفق الكثافة السكانية، ومجلس أعيان منتخب، وتشكيل محكمة دستورية وحكومة أغلبية برلمانية ورفع القبضة الأمنية عن الحياة العامة".
وكان لافتا ارتفاع سقف الهتافات في الاعتصام، حيث هتف الشبان بقوة وبشكل متكرر لحل جهاز المخابرات العامة وضد مديرها محمد الرقاد، وسمع من هتافاتهم "الشعب يريد حل المخابرات"، و"الشعب يريد إسقاط الرقاد"، و"اسمع اسمع يا رقاد ملينا من الاستبداد".
كما هتف الشبان الذين رفعوا العلم الأردني بكثافة وبشكل متكرر "بالروح بالدم نفديك يا أردن"، و"الثورة بتلف وبتدور يا أردن عليك الدور"، و"الشعب يريد دستور جديد"، و"مطالبنا شرعية بدنا كرامة وطنية".
مئات الشباب في بداية اعتصام مفتوح لحركة 24 آذار
(الجزيرة نت)
ورفعت لافتات تطالب بإسقاط معاهدة وادي عربة للسلام بين الأردن وإسرائيل، كما هتفوا ضد رئيس الحكومة الحالية معروف البخيت بسبب "أنه سفير سابق للأردن في إسرائيل".
ولم تمنع الأمطار التي تشهدها العاصمة عمان الشبان من التأكيد على أن اعتصامهم مفتوح وأنهم سيبيتون في الميدان حتى تتحقق مطالبهم.
وقال الناطق باسم شباب 24 آذار معاذ الخوالدة للجزيرة نت إن تركيز الشباب على ضرورة الحد من سلطة المخابرات في البلاد يعود "لأن الشباب وصلوا لقناعة أن جهاز المخابرات العامة هو الذي يتغول على السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية".
وتابع "المخابرات تتدخل في كل شيء فهي التي تمنح حسن السيرة والسلوك للمواطن، وهي التي تتدخل في التعيينات وفي كل أمر .. وهذا الذي نهتف به اليوم نابع من شعور كل أبناء الوطن الذين يعانون من دور هذا الجهاز".
واعتبر الخوالدة أن الشباب الأردني يعلن اليوم خروجه عن صمته وأنه لا مجال بعد اليوم لمصادرة حرياته وإرادته الحرة، وشدد على أن الشباب لا يطالبون بإسقاط النظام كما طالبت شعوب أخرى وأنهم يوجهون رسالتهم للملك بأن يستجيب لمطالبهم ويصلح الأمور قبل فوات الأوان.
ورغم أن المشاركين بالاعتصام هم من الشباب وغالبيتهم من طلاب الجامعات، فإن عددا من القيادات الحزبية والنقابية ومثقفين وكتابا صحفيين تواجدوا في الاعتصام.
ويرى رئيس رابطة الكتاب الأردنيين سعود قبيلات الذي تواجد بالاعتصام أن التغيير الحقيقي في الأردن بدأ يوم 24 مارس/آذار، وقال للجزيرة نت "هؤلاء الشباب يئسوا من قياداتهم ومن النظام الذي يرفض أن يقدم أي تنازلات حقيقية للإصلاح ونزلوا بأنفسهم للميدان".
ورغم التواجد الأمني الكثيف حول الاعتصام أكد كبار ضباط الأمن العام للصحفيين أن مهمتهم تقتصر على تنظيم حركة السير وحماية المعتصمين.
الشباب هتفوا لحل جهاز المخابرات وطالبوا بإسقاط مديرها محمد الرقاد (الجزيرة نت)
سقف جديد
وقد تزامن الاعتصام مع إعلان المجلس العالي لتفسير الدستور اليوم أن إنشاء نقابة للمعلمين "دستوري"، وهو ما دعا قيادات المعلمين لإعلان إنهاء إضرابهم الذي بدأ منذ الأحد الماضي وأعلنوا استئناف التدريس اعتبارا من الأحد المقبل.
وأدى إضراب المعلمين لشل الحركة التربوية في المملكة، وقام معلمون الأربعاء بنصب خيم لاعتصام مفتوح.
وتحدث مراقبون عن أن اعتصام 24 آذار المفتوح يعبر عن سقف جديد من المطالب الشعبية، مشيرين إلى أن هذا السقف يرتفع يوما بعد آخر في ظل الحركة البطيئة لقطار الإصلاح.
وكان الملك عبد الله الثاني وجه الثلاثاء رسالة للحكومة انتقد فيها بطء قراراتها الإصلاحية ووجهها لاتخاذ قرارات سريعة في عدد من المجالات، من أبرزها منع أي جهة من التدخل في الجامعات بعد أن تعالت مطالب شبابية بإغلاق المكاتب الأمنية في الجامعات ومنع المخابرات من التدخل بشؤونها.
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/F92B46EC-AF99-458F-9EAB-5B5E27C6E880.htm