الوحدات الخاصة جلال وحلمى..!

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

Ahmed_EG

عضو
إنضم
25 ديسمبر 2007
المشاركات
677
التفاعل
16 0 0
السلام عليكم
قرأت هذا الكلام فى احد المنتديات ولا اعلم مدى صحته او اى تفاصيل اخرى عنه واتمنى ان يفيدنا الاحوة ببعض التفاصيل والمعلومات عن هذا الموضوع ان وجد..!

"الوحدات جلال وحلمى هى الأسم الكودى لمجموعتين من القوات الخاصة كانت فى حرب 67 على حدود فلسطين الأردن وتوغلوا فى نابلس بعد العدوان على مصر الى المستوطنات الأسرائيلية وكانت لهم عدد من المعارك.. وقد رفضت هذه المجموعة قرار الانسحاب واستمرت بالقتال فقامت القوات الأردنية بمقاتلتها فكانوا يقاتلون الأردنيين والأسرائيلين فى ذات الوقت وكانت الأذاعة المصرية تذيع نداء دائم تطلب فيه من جلال وحلمى الرجوع والتوقف عن القتال ولم تتوقف المجموعات عن القتال الأ بعداسبوعين بعد نفاذ كل المؤن وذهاب قائد المجموعات العام بنفسه الى الجبهة "
 
حياك الله اخي الغالي ديمووو لا املك الا ورقة صغيرة من صحيفة الاخبار تتحدث عن هذه الواقعة وهذه الوحدات للكاتب جلال الغيطاني
بعنوان ليلة الصاعقة .

akh2.jpg




[FONT=Arial (Arabic)]الخميس:

دار المشاة، أمسية استثنائية، هكذا أعددت لها نفسي، غير أنني لم أتوقع كل هذا الفيض من المشاعر، الليلة احتفال رجال الصاعقة المتقاعدين بالعيد الذهبي للسلاح، خمسون سنة، نصف قرن، صورعديدة تتوالي علي الذاكرة، استثنائية الرجال، لباسهم المموه، طوابيرهم في الاستعراضات والتدريبات، مهاراتهم الخاصة، قدرتهم علي التكيف مع الظروف، ثم أقترابي منهم في الجبهة خلال حرب الاستنزاف وأكتوبر، تلك تفاصيل ورؤي وصور تحتاج الي فيض من الحديث، شحذت حواسي لأعايش اللحظات،عند المدخل تتدفق الملامح التي عرفت العديد من اصحابها وقد تقدم بهم العمر، غير أن القامات مازالت مشدودة، والتوثب كامن حتي لو وهنت الأجساد وتباطأت الخطي، معذرة لأنني لن أستطيع ذكر الأسماء جميعا، كل منها علامة في مسار العسكرية المصرية، عندما يلتقي الرجال في مناسبة كهذه، تتبدل الاشياء وتتغير الدلالات، يصبح السلام والعناق لهما معان أخري، يسري مناخ فيه التذكر والاعتزاز واستحضار الأوقات الصعبة التي أصبحت تروي، والمجد الذي اصبح نائيا لكنه ماثل في هذا السعي، في هذا التقليد السنوي الجميل، ألتقي بأستاذين جليلين،أ أحدهما كان استاذا لي بالمعني الحرفي وهو صلاح قبضايا أشهر محرر عسكري في مصر أمد الله في عمره ومتعه بالحيوية التي ماتزال كما عرفته بها عام تسعة وستين عند التحاقي بدار أخباراليوم، ثم سفري الي الجبهة أول مرة بصحبته، ثم حلولي مكانه كمحرر عسكري للأخبار، له عندي معزة خاصة ومحبة، اما الاستاذ الكبيرالآخر فهو صلاح منتصر، فوجئت عند دخولي القاعة بمن يسلمني صورة من تحقيق أجراه في مجلة أخر ساعة عام سبعة وخمسين 'عدد 16 يناير' مع قادة الصاعقة الذين خاضوا معارك المقاومة في بورسعيد، أول تحقيق ينشر عن تلك الوقائع التي اصبحت تاريخا نائيا الآن، الاسم العزيز الرابع للراحل الكبير مصطفي شردي، وتسلم درعه نجله الزميل محمد مصطفي شردي، لم يكن وجودنا صدفة، انما تم طبقا لإختياردقيق، فكل منا خدم بقلمه معارك الوطن، والقوات المسلحة، واتصل في مرحلة من عمره برجال الصاعقة، لقد سطرت أوراق عديدة عنهم، بعض ما كتبت أصدرته في كتب، خاصة سيرة أحد رجال الصاعقة الأوائل الشهيد ابراهيم الرفاعي، الذي عاهدت نفسي أن اذكره بالمقال وكتابة السيرة والرواية حتي لا يسدل النسيان علي ذكراه كما طوي كثيرين.
[/FONT]


المؤسس

عندما تقدم الفدائي اللواء أركان حرب جلال محمود الهريدي ليلقي كلمته مفتتحا الحفل أندلعت ذكريات شتي، في خضم الايام الصعبة ليونيو عام سبعة وستين، انطلقت رسالة غامضة عبر اذاعة صوت العرب تنادي المقاتلين جلال وحلمي بالعودة الي مواقعهما، كان أمرا استثنائيا، غير عادي رحنا نفسره، ونتعلق بكل بادرة ايجابية ممكنة في مناخ معتم أعقب حماسا جارفا وتأججا وطنيا عارما، كان المقصود بالرسالة العقيد جلال هريدي، والعقيد احمد حلمي، ها هو جلال هريدي يبدأ كلمته، يقول صادقا انه يحمد الله لامتداد أجله حتي هذه اللحظة التي يحتفل فيها بالعيد الذهبي لقوات الصاعقة، تحدث في بساطة وعمق وتلقائية عن سفره الي الولايات المتحدة في بعثة تدريبية، هناك تعرف علي هذا الاعداد الخاص للمقاتلين، عاد ليطرح الفكرة بأعتبار أن هذه النوعية من القوات والاعداد القائم علي الفداء وممارسة عسكرية غيرتقليدية مناسبة تماما للصراع العسكري ضد القوات الاسرائيلية، تم اختيار اسم من القرآن الكريم، الصاعقة، أما علم الوحدات فاستوحي من راية الرسول عليه الصلاة والسلام وكانت ذات لونين، الأصفر والأسود، أفاض في الحديث عن المرحوم حسين مختار السوداني الأصل، وابراهيم الرفاعي، وطاهر الاسمر الذي حضر الي الحفل معلقا أو سمته علي الحلة المدنية، ذكرني بالمحاربين الروس القدامي، الذين يحرصون علي تعليق أوسمتهم علي ملابسهم المدنية، يسعون بها في زمن مغاير، لعب اللواء اركان حرب جلال الهريدي دورا رئيسيا في تأسيس هذه الوحدات، وسنويا يقام احتفالين، الأول في وحدات القوات بانشاص، هذا احتفال عسكري يتم فيه دعوة جميع ضباط الصاعقة المتقاعدين والجنود الحاصلين علي الأنواط والأوسمة، الاحتفال السنوي يقام في دار المشاة، تنظمه جمعية ضباط الصاعقة المتقاعدين ويتم بالتنسيق مع وزارة الدفاع، وهذه الجمعية هي التي تقيم احتفال الليلة، حوالي الثانية عشرة حانت لحظة تكريم الرجال.


أروع تكريم


الخميس ليلا

في بيتي عشرات الدروع والشهادات التي تسلمتها من هيئات ثقافية وجامعية ومنتديات مصرية ودولية، أضعها وأعتز بها، غير أن تكريم الليلة عميق الدلالة، رفيع الدلالة، نودي علي اسمائنا ­صلاح قبضايا وصلاح منتصر واسم مصطفي شردي واسمي­ بين أسماء الضباط، كان يسبق اسم كل منهم كلمة 'فدائي'، الفدائي اللواء اركان حرب..، عندما نودي اسمي شعرت بحق انها لحظة استثنائية في حياتي، وانها مصدر فخر، ومنها يمكنني أن أترك شيئا له قيمة لابنائي يذكروني به يوما لن اسعي فيه.
الليلة فاحساسي مغاير تماما والأسباب عديدة، جليلة، تسلمت درع الصاعقة وقبلته باعتزاز، كنت أتلقي عبارات التهنئة من المحاربين القدامي، أصغي الي عبارات تذكرني بما كان،، 'هل تذكر.. لقد التقينا في جزيرة شدوان..'
'جئتنا في رأس العش..'
خرجت من دار المشاة مرفوع الرأس، أخطو بأعتزاز، وازداد يقينا ان ذاكرة الوطن لاتسقط من قدموا لها الجهد الخالص، اتجهت الي الهاتف لأتحدث الي ابني محمد هناك في نيويورك، كان يستعد لتناول الافطار، وكنت قد تناولت طعام السحور مع الابطال، لكم قصصت عليه وقائع خاضها الرجال عندما كان طفلا، وعندما شب صحبته الي اصدقائي من القادة الذين شرفت بمعرفتهم، سمع عنهم مباشرة، قرأ عن حرب اكتوبر، وفي ندوة حضرها الفريق عبدالمنعم واصل ­رحمه الله­ واللواء عبدالمنعم خليل 'أمد الله في عمره' قال له الفريق الواصل: تعرف كل شيء.. انت كنت معانا ولا ايه؟'
في الفجر قرأت له السطورالأخيرة المكتوبة علي الدرع..'تحية اعزاز وتقدير وفخر للكاتب الكبير...'


الثلاثاء ايضا


اسماء

كل اسم وراءه تاريخ ولحظات مواجهة للموت، وتجاوز للذات، واندماج بالوطن، لا أدري لماذا لا يخرج هؤلاء الابطال علي شاشات التليفزيون لينقلوا خبراتهم وتجاربهم الي الناس، لماذا لا يتحدث جلال هريدي عن تأسيس قوات الصاعقة؟، لماذا لا يتحدث اللواء الفاتح كريم عن معركة جبل المر الذي حررته قواته واصبح اسمه جبل الفاتح، لماذا لا يقص علينا اللواء السيد شافعي ابوالعلا معركة اللواء الخامس مشاة التي تدرس في الاكاديميات العسكرية، اليس ذلك أجدي للاجيال الجديدة من ظهور راقصة لا تذكر عدد المرات التي تزوجت فيها!.
تتوالي الاسماء، يعلنها اللواءصالح عبدالعاطي رئيس مجلس ادارة صندوق الزمالة لضباط الصاعقة، بينهم، الفريق صلاح عبدالحليم، واللواءات محمد الفاتح كريم، محمد خلف نوح، صالح فضل، هتلر طنطاوي، علي عبدالقادر جلال، محمود احمد خلف، سعيد ناصف، واحمد كامل انيس والعميد شاهين بسيوني، ومن قادة الصاعقة السابقين اللواءات مصطفي كامل السيد، وسمير محمود وحسنين محمود وعبدالرحيم سيد، كما تم تكريم الفنان محمود قابيل، وقد عرفته وهو برتبة رائد، وكدنا نلقي حتفنا معا عندما شنت الطائرات الاسرائيلية هجوما علي الطريق الذي كنا نتحرك عليه، وكذلك المؤرخ العسكري اللواء جمال احمد، ومن رجال المقاومة في بورسعيد وسيناء، الفدائي محمد مهران عثمان، وسري عطا الله وشلاش خالد عراب وسيد السبع وحامد الالفي واحمد مختار وسمير محمد اغا وكيل المخابرات العامة. كل اسم منهم جزء من تاريخ، تاريخ حي الناس في حاجة الي معرفته، فهل يمكن ان يبدأ التليفزيون تسجيل شهاداتهم وحفظها للتاريخ، ليوم يأتي فتتحول أعمالهم الي دراما تقص سيرة هذا الوطن؟


مصري في الأمم


الخميس

بث مباشر من قاعة الامم المتحدة، اليوم الاول لافتتاح الدورة الثانية والستين، الي جوار سكرتير عام الجمعية، علي المنصة الرئاسية يجلس السفير محمد شعبان مساعد السكرتير العام للشئون الادارية، هذا منصب رفيع، تسلمه الدبلوماسي المصري القدير في مايو الماضي، نتيجة عمل دبلوماسي رفيع قاده الوزير احمد ابوالغيط، والسفير ماجد عبدالفتاح المندوب الدائم لدي الأمم المتحدة، بدأ الامر بعد خلو المنصب، وهنا اجري الوزير اتصالا بالسكرتير العام متحدثا في شأن تقليد بدأ منذ تأسيس الامم المتحدة وهو أن يكون لمصر اثنان في مستويات القيادة العليا، احدهما الآن محمد البرادعي، بعد اقرار المبدأ بدأ السفير ماجد عبدالفتاح تحركا سريعا، تم ترشيح اثنين من المخضرمين، قرأ السكرتير العام الملف الشخصي لكل منهما، وقع اختياره علي محمد شعبان، كان الوقت المتاح للقاء قصيرا جدا، اتصل السفير ماجد بمحمد شعبان في القاهرة وطلب منه أن يأتي اليوم، لحسن الحظ كان لدي السفير شعبان تأشيرة الولايات المتحدة، ولم تكن هناك مشكلة مع مصر للطيران، ونتيجة فرق التوقيت وصل السفير محمد شعبان في موعد مناسب بعد الظهر توجه علي الفور مع المندوب الدائم الي لقاء السكرتير العام للأمم المتحدة، وتم تسلم عمله، ها هو يجلس فوق المنصة الرئيسية، وفي الجلسة الثانية كان هو من يرأسها، وجود مصري في هذا الموقع الهام أمريبعث علي الفخر، خاصة انه يحمل رؤية جديدة لتطوير الادارة الضخمة التي اصبح مسئولا عنها، يبلغ عدد العاملين فيها حوالي سبعة آلاف، لقد وصل السفير محمد شعبان الي هذه المكانة نتيجة سيرته القويمة، ومهنيته العالية، وسمعته الشفافة، هذا كله خدم سعي الوزير احمد ابوالغيط في ارتقاء مصر أعلي المنابر الدولية، وكان لديناميكية وسرعة تصرف السفير ماجد عبدالفتاح الأثر في تحويل المسعي الي حقيقة واقعة، تم هذا كله في صمت وبعيدا عن أي ضجيج اعلامي، او افتعال، وهذا شأن المخلصين الذين يمضي الوطن بهم.

الجمعة

تلقيت الرسالة التالية من السفير المخضرم عبدالرؤوف الريدي:
أطيب تحية وكل عام وأنتم بخير
طالعت مقالك الهام بيوميات الاخبار يوم الثلاثاء الماضي واوافقك تماما علي ما ذكرته عن امريكا، هذه القوة الهائلة التي لا تكاد تعرف شيئا.. واعلن ان ما نتصوره عنها ليس دقيقا..
من هنا فلقد ألححت اثناء فترة عملي في واشنطن ­ علي ضرورة انشاء مركز للدراسات الأمريكية في مصر.. وقد قامت محاولات عديدة شاركت فيها بعد عودتي واصبح الآن هناك مركزان احدهما بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في القاهرة ويديره الدكتور محمد كمال. وثانيهما بالجامعة الامريكية. الا أن ايا من هذين المركزين لم يقدم حتي الآن ما يجعلنا نثق في انهما يملآن الفراغ.
من ناحية أخري انشأنا مجموعة عمل عن امريكا في المجلس المصري للشئون الخارجية.. رأيت احاطتكم بهذه المعلومات في ضوء ما كتبتموه.. ولأنني لم انجح في الاتصال بكم رأيت ان اكتب اليكم.



المصدر
 
لدي احساس كبير ان هناك حوادث كثيرة لم يتم كشف الغطاء عنها
بطولات - نكسات - تضحيات اشياء كثيرة مميزه ومشوقه حبيسة ملفات الماضي والحرب .
اشكرك اخوي ديمو على محاوله نبش هذه الاخبار والخبايا لتتم نشرها والاستمتاع بكل انجاز وتضحيه
لاي جندي عربي دافع بدمه وروحه عن الارض العربية
 
خير يا اخوانى مفيش حد عنده معلومات عن الموضوع ده ولا ايه؟
 
اعتقد ان شعار رجال الصاعقه نحن نعيل فى صمت فهم لا يهتمون اذا عرف الناس ام لم يعرفو فمن فعلو فى سبيله مافعلو لا ينسى
 
هل توفرت اي معلومات عن هذه الفرقة اتمنى تزويد الموضوع بها مع شكري وتقديري ؟
 
شكرا علي الموضوع الجميل ده و علي المجهود
 
اول مرة اسمع هذه الرواية الغريبة!!

في حرب 67 كانت القوات التي توغلت داخل فلسطين هي مجموعة الشاذلي


أما جلال وحلمي فده كان خط الانسحاب في 67

شاهد عيان جديد علي مذابح الأسري المصريين لـ«المصري اليوم»:
أسامة الصادق: شاهدت الدبابات الإسرائيلية تسحل وتهرس أجساد الأسري.. وهم مكبلون


كتب شيماء عبد الهادى
١٣/٣/٢٠٠٧


الدموع التي ذرفها أسامة علي الصادق الضابط بالمعاش، وهو يدلي بشهادته لـ«المصري اليوم» علي المجازر الإسرائيلية ضد الأسري المصريين العزل، جعلتنا ندرك أن رائحة الموت التي تنفسها طوال أكثر من عشرة أيام عام ١٩٦٧، مازالت تعذبه، وأنه مازال يري أجساد رفاقه التي دهستها الدبابات الإسرائيلية فوق رمال سيناء ورؤوسهم تطل بأعين جاحظة من شدة الرعب تطالب بالقصاص.

التحق الصادق بالجيش المصري ملازما بسلاح المشاة الفرقة الثالثة عقب تخرجه من الكلية الحربية عام ١٩٦٦، وفي مايو ١٩٦٧ وجد نفسه ـ ضمن آخرين ـ محمولا إلي سيناء، التي لم يكن يعرف عنها شيئا، استمرت وحدته في إعداد مستمر للحرب لمدة تزيد علي أسبوع بمنطقة أبوعجيلة علي الحدود مع إسرائيل حتي جاءت التعليمات يوم ٦ يونيو بالانسحاب.

ويحكي الصادق ما حدث منذ هذه اللحظة بقوله: أثناء الانسحاب كنا نركب عربات «لوري»، ولسوء الحظ ضربتها الدبابات الإسرائيلية، ومن شدة الرعب أسرع السائق الذي نركب معه فارتطم بصخرة، وسقط «اللوري» علي صخرة أخري بارتفاع متر، مما أدي إلي انقلابه علي ظهره، وخرج الجميع من اللوري وسارعوا بالجري لمسافات طويلة بعيدا عن اللوري، وظللت أنا محبوسا بداخله لمدة تقرب من الساعة،

ولم أكن أستطع الخروج لأن يدي اليمني كانت أصيبت بطلق ناري قبل الانسحاب مباشرة، ولم أتمكن من إسعافها، ولحسن الحظ سمعني خمسة عساكر كانوا من كتيبتي فأخرجوني من بين الزجاج المهشم، وظلوا معي حتي نهاية الرحلة وهم يظنون أنني مادمت ضابطا، فلابد أنني أعرف كل شيء في سيناء.

ويكمل الصادق: من شدة التعب جلسنا لنرتاح في منطقة عرفنا فيما بعد أنها جبل لبني، واستيقظنا من غفوتنا علي أقدام تركلنا في كل جزء من جسدنا، وصوت يسألنا «فين خط دفاع جلال وحلمي؟» فقلت أنا أعلم أنه خط الانسحاب، ولكننا تائهون ولا نعرف مكانه، وسألتهم من أنتم؟ فأجابني أحدهم «أنا العميد جلال ودا العميد حلمي»، وكانوا أيضا تائهين مثلنا.

وفي يومنا الثاني انضم لنا ٢٢ جنديا وصلوا من إحدي الورش العسكرية، وأكملنا السير وكل هدفنا أن نبعد عن الطرق المرصوفة حتي لا نقع أسري للقوات الإسرائيلية، وبدأنا نتساقط من شدة العطش حتي وجدنا في اليوم الرابع خزان مياه يسمي «غراب ماء»، فهرولنا باتجاهها وبالقرب منها فوجئنا بمشهد رهيب.
فقد وجدنا ما يقرب من ٥٠ مجندا مضروبين بطلقات نارية، وآثار جنازير الدبابات فوق أجسادهم، وكان منظرا مرعبا، وعلي مسافة من الجثث وجدنا جنديا كان لايزال علي قيد الحياة رغم إصابته، وقال لنا: «فوجئنا بدبابة إسرائيلية تأتي من خلفنا وتدفعنا بالرشاشات النارية إلي غراب الماء حتي وصلنا وقبل أن يروي أحد منا ظمأه جاءت دبابة أخري في شكل تقاطع وأطلقوا علينا الرصاص حتي سقط الجميع ثم سارت الدبابة فوق أجساد الجنود، وكان بعضهم مازال حيا.

ويكمل الصادق: بعد أن قمنا بدفنهم أمضينا السير باتجاه الجبل، علنا نحتمي بظله من الشمس، وقبل أن نصل هاجمتنا طائرتان «هليكوبتر» علي ارتفاع منخفض جدا، وأحد الرماة يطلق مدفعه الرشاش من حولنا فتتطاير الرمال ونحن نجري بلا وعي من شدة الرعب، وكنا نسمع ضحكات الرامي والطيار الصاخبة والمستمتعة بجرينا أمامهما، ثم دارت الطائرة حولنا أكثر من مرة، وكانت تصدم بعضنا بعجلاتها في رأسه فيسقط غارقا في دمه وذله.
وتركت الطائرة المنطقة بعد أن أذلتنا وأخافتنا، وقال أحدنا: «يا بخت من يموت أولا، لأنه سيجد من يدفنه ويواري جسده التراب»،

وبدأت الغربان تحوم من حولنا وكأنها تدرك أننا علي موعد مع الموت، وتساقط بعضنا موتا من شدة الإرهاق والعطش والذل، وتاه البعض في الجبال.
يتابع الصادق والدموع تحرق عينيه: كنا نبحث في كل مكان عن طعام أو شراب غير مبالين بوجود ألغام تركها الصهاينة لقتلنا، حتي سمعنا صوتا مصريا يطلب العون وكأنه يحتضر، في البداية كنا نخاف أن يكون روح أحد الشهداء، وعندما تكرر الصوت بحثنا عنه فوجدناه مدفونا في الرمال إلا من رأسه ورقبته.

يصمت الصادق قليلا ثم يكمل بألم: حاولنا إخراجه ولكنه صرخ، وظل يحدثنا وهو يحتضر ويخبرنا بأنه من كتيبة دبابات، وبعد قتال مع العدو تم أسر الجميع وعددهم ثلاثة عشر منهم ٤ ضباط، وقد عذبونا بأسوأ ما يكون، وفي النهاية ربطت أيدينا ووضعتها خلف ظهورنا ورصونا صفا وسارت علينا الدبابة ونحن مازلنا أحياء.

ويضيف الصادق: وقفنا لحظات نستوعب ما نشاهده ونراه ولا نستطيع التفكير، فحينما كنا نجذب أحد هؤلاء الشهداء من قدميه ينخلع هذا الجزء في أيدينا فقد هتكت الدبابة المفاصل عند الأكتاف والحوض، ولهذا وجدنا الشهداء أجزاء عدة، كما كان لانفجار بطونهم وخروج أمعائهم النصيب الأكبر، لا أستطيع استيعاب ما حدث، وبعد جهد مع النفس والبدن، استطعنا أن نجمعهم في حفرة وأهلنا عليهم الرمال بعد أن صلينا عليهم صلاة الجنازة.

ويكمل: في الصباح وجدنا نخيلا علي بعد منا، وهو ما كان يعني لنا وجود بئر ماء، وكان أحد البدو قد نصحنا إذا وجدنا نخيلا فلابد وأن نأخذ حذرنا لأنه حتما سيكون خلفه تجار مخدرات أو يهود، ونصحنا بأن ندخل من الجنوب حتي لا يسمعوا لنا صوتا، وجلسنا خلف النخيل نستمتع بالمياه التي مرت أيام طويلة دون أن نتذوقها، حتي فوجئنا بصوت دبابة تابعناها من خلف الأشجار وهي تسير حتي وقفت علي مسافة تقل عن مائة متر من مكاننا، فحبسنا أنفاسنا ورقدنا جميعا علي وجوهنا، وكان أهم ما لفت نظرنا أن الدبابة كان خلفها حبل مربوط به عدد من الأسري المصريين،

وتزحف بهم فوق الرمال، وعندما توقفت رأينا ٤ إسرائيليين كان بينهم فتاة، توجه أحدهم إلي الأسري طالبا منهم الوقوف مستعملا معهم القسوة والركل بالأحذية، ثم دفع بأربعة منهم أمام الدبابة، وساعده آخر في ربط أذرعهم خلف ظهورهم ودفعوهم للانبطاح أرضا استعدادا لهرسهم كما حدث مع الشهداء السابقين، وكنا في موقف لا نحسد عليه ولا نتصور أن يقتل أخوتنا أمامنا، ويتم التمثيل بأجسادهم، ولكن ماذا سنفعل وليس معنا سوي ١٢ طلقة بندقية فقط؟

ويقول الصادق وهو لا يتمالك نفسه من البكاء: كان أحد الإسرائيليين واقفا في برج الدبابة، والآخر يقف علي رؤوس الأسري المصريين وهم يصرخون من الألم، أما الجندي الثالث والفتاة فقد راحا في حالة حب فوق الرمال بعد أن تخلصا من ملابسهما.

ويضيف الصادق: طلبت من فراج وجويلي أن يطلقا النيران علي الجندي بالدبابة، أما عامر وعطية فسيطلقان نيرانهما علي الجندي الذي يعذب زملاءنا، وأنا ومصطفي سنطلق النيران علي الفتي والفتاة، وبفضل الله نجحنا، وأسرعنا نفك وثاق الأسري الأربعة، ونحن ننظر إليهم وإلي حالتهم المزرية من التعذيب، حيث تقطعت أفرولاتهم وأغرقت الدماء وجوههم وصدورهم، أما أفواههم فقد ملأتها الرمال من آثار السحل وسير الجندي الإسرائيلي فوق رؤوسهم.

وعرفنا أقدم الأسري بنفسه وبزملائه، الرائد وليم شفيق قائد كتيبة مدرعات، وهي نفس الكتيبة التي أعدم منها ثلاثة عشر فرداً، وداست فوقهم الدبابات من عدة أيام، ثم ألح علينا بالمغادرة، لأن هناك دبابتين باقيتين سوف تحضران باقي الأسري وعددهم ٧، وبعد إلحاح تحركنا وأسرعنا إلي داخل بئر الماء، عندما سمعنا صوت الدبابات، وبعد دقائق قليلة سمعنا أصوات انفجارات واشتباكات ورشاشات، ورغم أن ١١ مصرياً استشهدوا، لكن فرحتنا كانت كبيرة لأنهم استطاعوا تدمير ثلاثة أطقم دبابات تضم ١٢ إسرائيلياً، بالإضافة إلي تدمير طائرة هليكوبتر وقتل الطيار ومساعده.

ويختتم الصادق شهادته لـ«المصري اليوم»، بقوله: أعجب بشدة لموقف الجهات الرسمية من قضية أسري ٦٧، خاصة بعد إذاعة الفيلم الإسرائيلي «وحدة شاكيد»، وهو تجسيد حي للمجازر الإسرائيلية، وإن كانت الجهات المصرية في حاجة إلي المزيد من شهود العيان، فأنا أدلي بشهادتي تلك، للأخذ بالقصاص لنا ولهؤلاء الأسري متمسكاً بمقولة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، عندما جاء لزيارة وحدتي عام ١٩٦٨، وجلس مع أفراد الوحدة يشد من عزمهم وهو يقول «حرب مع إسرائيل هيحصل.. أنا صعيدي ولازم آخذ بالثأر».
 
مشكورييييييين جدا جدا انا والله فى غايه الفخر بالرجاله دول وياريت الناس دى فعلا تظهر على شاشات التليفزيون لاننا فعلا محتاجين الحاجات دى كشباب نحو حب مصر
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى