تطور التدريب والتشبيه
تشكل الفوائد من تأمين نسبة عالية من تدريب الطاقم الجوي على الارض في بيئات مصطنعة فوائد راسخة تماماً، نظراً الى ان نسبة الادخار في التكاليف هي كبيرة. والأهم من ذلك هي الفوائد التي تنساب من القدرة على استثمار التكنولوجيا الرقمية الحديثة لتأمين تدريب فعلي وسليم ليس فقط للطيارين، بل أيضاً لأطقم المقصورة على الطائرات والطوافات المجهزة بمحركات متعددة. وهذا ما وسع حالياً دعم المهندسين على الارض.
ازداد التعقيد في البيئات المصطنعة كثيراً بدمج النظم التي تمثل القمرة والتحكم ومراكز المشغلين تماماً كما في المقصورات بالرسوم التخطيطية الكمبيوترية المرئية الفائقة التفاصيل والوصف، بحيث يمكن للطلاب ان يصبحوا ملمّين بكل نواحي اجراءات الطيران ومقاييس التشغيل والأحوال الطارئة ومزايا الطيران المتعلقة بالطائرة المعنية.
ان تطوير مشبهات طيران بحركة تامة انتجت بيئات تدريب حقيقية جداً اعادت انتاج كل الأحوال التي سوف تواجه الطيار في النهار او الليل وكذلك في احوال جوية سيئة، بدءاً بالعواصف الثلجية الى العواصف الرملية وكل شيء يطرأ بينها. وكان تشبيه الطيران قبل بضع سنوات مضت فوق المناطق المدينية والمدن اقل واقعية نظراً للقيود في الرسوم التخطيطية الكمبيوترية المولدة للطاقة، لكن بات التصوير الفعلي حالياً عادياً بتظهير قرى وبلدات ومناطق صناعية بثلاثة ابعاد (3D) تكوّن مرجعيات خارجية تتيح للطيارين ممارسة عمليات طيران منخفضة في اي مكان على الكرة الارضية بمواقع حقيقية مستخرجة بدمج التصوير من الأقمار الاصطناعية في نظم الصورة.
اما بالنسبة الى تدريب طياري الطوافات، فان هذه الواقعية الاضافية مهمة جداً اذ تتيح للطلاب اكتساب الثقة في العمل في مواقع محظورة وفي الخارج وعلى ارتفاعات منخفضة. وحيث انه ليس ضروري للمشبهات ان تتمتع بحركة تامة، نشأت سوق جديدة تماماً تعرض مشبهات ثابتة يمكن اعادة تصميمها ومساعدات على التدريب يمكن برمجتها لتمثل طائرات مختلفة. وفي مكان اعداد من شاشات العرض الكبيرة تقديم صور تمثيلية ومخططات تحكم بحيث يستطيع الطلاب والمدرسون تنفيذ كل التدريب المطلوب، لكن بتكلفة منخفضة اكثر من مشبه مخصص بحركة كاملة ودون ان يتوجب تأمين حيز عمل مخصص من طابقين بتكاليف باهظة.
يمكن تنفيذ المزيد من مهام التدريب الروتيني، كالتدريب على الطيران على طراز طائرة محددة وعلى اجراءات عملانية، على مشبهات شخصية بسيطة توضع بسهولة في قاعة الدراسة. ويمكن ان يتدرب الطلاب ايضاً على مهام، في اوقات الدراسة باستخدام الكمبيوترات الشخصية، وحينما يصبحون جاهزين للتدريب على الطيران فعلاً على الطائرات الحقيقية يكونون قد حققوا مستوى عالياً من المهارة بتكلفة اقل كثيراً مما قد يحققوا باستعمال طائرات تدريب فعلية وبسلامة اكبر عندما يتعلق الامر بتنفيذ اجراءات طارئة، كالقصور في المحركات او النظم او على متن طائرة تحترق في اوقات حرجة.
ان وصول ادوات هندسية ثلاثية الابعاد (3D) يساعدها الكمبيوتر، مثل نظام (Catia) ذات الصناعة القياسية من شركة (Dassault) تمكن ايضاً المتدرب من المهندسين والتقنيين على الارض من ان يعتادوا في قاعة الدراسة على مهمة دعم الصيانة باستعمال طراز طائرة افتراضية، وهذا يشمل كل مكون ونظام في الطائرة الافتراضية الى جانب التعرف على كيفية الوصول الى الألواح والكوات، ويشمل ذلك كل الاسلاك الكهربائية والنظم الميكانيكية والهيدرولية والمكونات حتى يتمكن الطالب من متابعة اي خطأ وتصحيحه بالوصول الى الألواح والحجيرات الصحيحة على متن الطائرة الافتراضية. ويمكن معرفة قطع الغيار على الشاشة، ورفعها من مكانها وفحصها واستبدالها في بيئة فعلية افتراضية، حتى اذا وقع خطأ، سوف يسجله برنامج الكمبيوتر ويبرزه بالاشارة الى ما كان يتوجب فعله. فباعتماد ادوات التشبيه الهندسية هذه تتمكن اطقم الدعم والتقنيون على الارض مستقبلاً من استبدال عدد كبير من كتيبات الصيانة اليدوية والمستندات التي كانت مطلوبة سابقاً كمرجعية خلال اعمالهم، اذا توجب عليهم اكتشاف او فحص الخطأ وحول كيفية حل المشكلة. فبدلاً من الوثائق الورقية، يمكن وضع كل البيانات والرسوم البيانية في جهاز الكتروني نقال يمكن ان يحمله المهندس، وهذا اسرع كثيراً في العمل ويقدم حلاً لا يرجح على الأقل ان يؤدي الى ارتكاب اخطاء، اذ ان اداة تفحُّص الصيانة المفترضة ستتأكد من ان الاجراء الصحيح يستعمل لتنفيذ المهمة.
ان شركة التشبيه على الطيران الكندية (CAE) هي شركة رائدة في التشبيه على الطيران وتشبيه بيئات التدريب الاصطناعي، التي تتجاوز ايراداتها ٥.١ بليون دولار كندي، وتستخدم اكثر من ٧٥٠٠ موظف في ١٠٠ موقع في ٢٠ بلداً، تشمل دبي في الامارات. وتدرب شبكتها في مراكز التدريب الدولية اكثر من ٠٠٠ ٨٠ عضو طاقم كل سنة. وتزود الخطوط الجوية والقوات الجوية حول العالم بنظم تشمل مشبهات بحركة تامة وصولا الى مساعدات تدريب على الكمبيوترات الشخصية وحلول تدريب عسكرية مدمجة تماماً. وقد سلمت الشركة مؤخراً احدث مشبه تدريب على الطيران العملاني التكتيكي العسكري (TOFT) للبحرية الأميركية. وشمل ذلك مشبه طوافة بحركة تامة يستعمل في تدريب الطيارين ومساعديهم وأجهزة تدريب تكتيكية على الأسلحة (WTT) تستعمل لتدريب مشغلي المستشعرات في طوافة (MH - 60R Sea Hawk) التي تشكل الطوافة الرئيسية المضادة للغواصات العاملة من على متون السفن قيد الانتاج للبحرية الأميركية. والنظامان متصلان، وعندما يستعملان في اسلوب مشترك يمكن ان يشكلا نظام تدريب كاملاً مصمماً ليزود الطاقم الجوي بتدريب شامل على المهام بالنسبة لهذه الطوافة. ويتميز مشبه التدريب بحركة تامة بنظام حركة كهربائية فعلية من الشركة (CAE) بست درجات من الحرية، اضافة الى مقاعد متحركة تمنح اهتزازاً فعلياً واشارة ببدء الحركة. ويزود نظام الحركة هذا اشارات بدء دقيقة اكثر وحقيقية لتدريب الطيار، وهي ايضاً صديقة بيئياً اكثر من الحركة الهيدروليكية او الحركة الهيدروليكية الكهربائية الهجينة.
ويستهلك نظام التشبيه من الشركة (CAE) طاقة اقل، ولا يقتضي الا اقل قدر من الصيانة ويخفض الحاجة الى العمال التي تساعد على ابقاء التكاليف متدنية. وتزود الشركة ايضاً اجهزة تدريب على صيانة الكترونيات الطيران لبرنامج الطوافة (MH - 60R).
ان تزويد مشبهات ومساعدات تدريب على الطيران لزبائن مدنيين وعسكريين في جميع انحاء العالم هي اعمال تنافسية جداً، وتشترك شركات (Thales) و(Boeing) و(Lockheed Martin) في تطوير وتسليم حلول تدريب، كما وان العديد من الشركات الاختصاصية الاضافية تشارك ايضاً في هذه الأعمال مثل شركة (Flight Safety Int'l) وشركة (Gobham Group) التي لديها شركة مشتركة رئيسية مع شركة (Bristow Helicopters) التي تسلم رزمة تدريب كاملة للمصالح العسكرية البريطانية. وعلى رغم مواصلة معظم القوات الجوية شراء وتشغيل حلول تدريب خاصة بها، فان نزعة متزايدة تتجه الى مصادر خارجية لاستيراد رزم تدريب من مزودي خدمات اختصاصيين. ففي المملكة المتحدة، زودت، على سبيل المثال، شركة (Lockheed Martin) و (Thales) و (CAE) بحلول تدريب اصطناعي كبيرة للاجهزة العسكرية البريطانية بموجب عقود طويلة الامد. والبعض منها مرتبط على نطاق واسع جدا ببيئات اصطناعية تمكنها من جمع وتأمين تمارين فعلية مشبهة ومعقدة يمكن ارسالها الى بلدان مشاركة في العالم.
وتدير شركة (CAE) مركز تدريب كبير على الطوافات في موقع (Benson) التابع لسلاح الجو الملكي (RAF) البريطاني، حيث يمكن ان تتدرب الوحدات على طوافات الخدمة المشتركة للمهام العملانية في احوال فعلية، تستعمل فيها مشبه طوافة (Chinook) و (Merlin) بحركة تامة. ويمكن استنساخ تشبيهات مفصلة من مناطق عملانية في افغانستان تمكن الاطقم من التدرب على الطيران في اوضاع تكتيكية في النهار او الليل، وتدير شركة (Thales) في اسكوتلاندا بالنيابة عن سلاح الجو الملكي (RAF) مركز تشبيه كبير تدرب فيه سرية على طائرات (Tornado)، حيث يمكن ان تطور الاطقم هناك تكتيكاتها في احوال تشبيه تدعم فيها طيرانها الفعلي، وان فوائد خفض التكاليف عند استعمال المشبهات في التدريب على القتال والتدريب التكتيكي اضافة الى التدريب على الطيران تزداد عندما تنفذ تمارين مشبهة بمشاركة طائرات متعددة. وان التكلفة من استعمال عدد كبير من الطائرات الفعلية للتدريب على نطاق واسع اخذ يصبح محظورا ويستهلك ايضا ساعات طيران ثمينة.
اقامت شركة (Lockheed Martin) مرفقا في معرض (Farnborough) يستطيع تشبيه تمارين امنية رئيسية، تشارك فيها اجهزة عسكرية وطوارىء وشبه عسكرية. ويشمل مركز العمليات مراكز المشغلين بشاشات عرض كبيرة تمكن من عرض صور تشبيه سريعة مع الاماكن الفعلية وخرائط وضع القوة فوقها، او يمكن تحويلها بين شاشات العرض. ويمكن للمشاركين المشاركة جزئيا في التمارين التي تمتد على فترة طويلة، وتتيح النظم دمج تحركات الحركة الجوية الفعلية والاحوال الجوية المتغيرة والتحركات السطحية، مثل حركة السير على الطرقات وتحركات الشحن. ويمكن اجراء فحص على الاستجابات الطارئة وعلى اجراءات القيادة والتحكم تماما وتطويرها لزيادة الفوائد من الموجودات المشبهة والفعلية.
طورت شركة (Boeing) البريطانية وشركة (QinetiQ) في موقع آخر في (Farnborough) مركز قيادة وتحكم افتراضي يستطيع الاتصال مع وحدات عسكرية مشاركة تربط المملكة المتحدة بالقوات في اوروبا والولايات المتحدة الاميركية واستراليا. ويمكن دمج هذه التمارين المشبهة بمهام محمولة جوا فعلية حتى تتمكن طائرات الانذار الباكر (AWACS) للقيادة والتحكم ان تتحكم بالمقاتلات المشبهة. وهذا مثال حول كيف يمكن للتمارين المشبهة الكثيفة ان تصبح في غاية الفعالية بربطها بنظم التدريب معا. وباستعمال خدمات التشبيه هذه وغيرها التي تزودها الشركة يمكن ان يتمتع الزبائن العسكريون بالوصول بانتظام الى احدث تكنولوجيا التشبيه ومنهجيات التدريب دون ان يتوجب عليهم الالتزام بنفقات كبيرة لبناء وتجهيز المراكز نفسها وتزويدها دائما بالعمال. وان الحصول على هذه الخدمات من مصادر خارجية هو تطور حتمي تقوده السوق فيما تصبح الميزانيات الدفاعية واقعية تحت ضغط مالي وفيما يتوجب على القوات العسكرية ان تأخذ في اولوياتها كيف واين تستثمر في الموجودات الجديدة.
فبالشراء في هذه الخدمات يتمكنون من تركيز الانفاق الكبير على المتطلبات العملانية بدلا من متطلبات التدريب، في حين يتحفظون على استعمال مساعدات التدريب المحدثة المنتظمة التي قد تكون على نحو اخر باهظة التكاليف لتجديدها.
ليس من شك في ان المشبهات الحالية ومساعدات التدريب الاصطناعي تمنح حلول تدريب تمثل تقدما كبيرا في الواقع وفي القدرة على التدريب. وان اتاحة برمجية محددة في ناحيتها، تتميز بصور فعلية تتيح للطيارين ان يتدربوا في احوال مشبهة سوف تصبح مألوفة حينما يتدربون في طائرات حقيقية. وان التغيير في نظم الكترونيات الطيران في قمرة الطائرة وفي تكنولوجيا العرض مثل تشبيه استعمال نظارات الرؤية الليلية وشاشات العرض في الخوذة يمكن دمجها بسهولة.. وتعمل احدث مشبهات الطيران ومساعدات التدريب، تماما كما في تصميم الطائرات الحديثة، باستعمال انشاء نظم مشتركة حتى يمكن ان يكون التحديث والتغيير لاحقا تعديلا جاهزا للاستعمال بسيطا نسبيا. وفي كل هذه النظم يتم المحافظة على المدربين مدركين تماما لما يفعل الطلاب في كل الاوقات، ويمكن ادخال مشاكل جديدة للحل ومن ثم مراقبة النتائج. وان القدرة على اعادة الطيران المشبه ووقف القياس بالالات في اوقات محددة تتيح الوقت لدراسة اتخاذ القرارات ليتمكن الطالب من تقدير اين ارتكب هو او هي الخطأ خلال مهمة التدريب. وهذه القدرة على ابراز اضعف نواحي اداء الطلاب تتيح للتدريب ان يركز على الحاجات الفردية بطريقة كانت صعبة جدا قبل انتشار استعمال مساعدات التدريب على الكومبيوتر الشخصي على نطاق واسع. وتستطيع قاعات التدريب المجهزة جيدا ان تعلم عددا كبيرا من الطلاب في الحال في حين يستطيع جهاز التعليم مراقبة تقدم كل شخص بمفرده. لكن في المشبهات بحركة تامة، فقد بلغ مستوى الواقعية حاليا مستوى يمكن طاقم الطلاب من الظهور بعد ممارسة رحلة طيران وهو يشعر كأنه حلّق فعلا بطائرة.
ان بناء الثقة وادراك السلامة هما الشيئان اللذان كانت البيئات الاصطناعية تعنى بهما دائما، الا انها تمنح حاليا اكثر من ذلك بحيث امتد استعمالها الى اتخاذ القرار بالقيادة والتحكم وبمشغلي نظم التدريب في الطائرات الاختصاصية بمحركات متعددة. وحيث ان المشبهات باتت معقدة اكثر في ادائها، فان هناك ايضا اختيار اكبر متاح بمشبهات ثابتة يمكن اعادة تصميمها تأخذ نسبة متزايدة من السوق وهي تقدم هذه القيمة مقابل المال. ولذلك ان التدريب على المشبهات هو هنا للبقاء.
تشكل الفوائد من تأمين نسبة عالية من تدريب الطاقم الجوي على الارض في بيئات مصطنعة فوائد راسخة تماماً، نظراً الى ان نسبة الادخار في التكاليف هي كبيرة. والأهم من ذلك هي الفوائد التي تنساب من القدرة على استثمار التكنولوجيا الرقمية الحديثة لتأمين تدريب فعلي وسليم ليس فقط للطيارين، بل أيضاً لأطقم المقصورة على الطائرات والطوافات المجهزة بمحركات متعددة. وهذا ما وسع حالياً دعم المهندسين على الارض.
ازداد التعقيد في البيئات المصطنعة كثيراً بدمج النظم التي تمثل القمرة والتحكم ومراكز المشغلين تماماً كما في المقصورات بالرسوم التخطيطية الكمبيوترية المرئية الفائقة التفاصيل والوصف، بحيث يمكن للطلاب ان يصبحوا ملمّين بكل نواحي اجراءات الطيران ومقاييس التشغيل والأحوال الطارئة ومزايا الطيران المتعلقة بالطائرة المعنية.
ان تطوير مشبهات طيران بحركة تامة انتجت بيئات تدريب حقيقية جداً اعادت انتاج كل الأحوال التي سوف تواجه الطيار في النهار او الليل وكذلك في احوال جوية سيئة، بدءاً بالعواصف الثلجية الى العواصف الرملية وكل شيء يطرأ بينها. وكان تشبيه الطيران قبل بضع سنوات مضت فوق المناطق المدينية والمدن اقل واقعية نظراً للقيود في الرسوم التخطيطية الكمبيوترية المولدة للطاقة، لكن بات التصوير الفعلي حالياً عادياً بتظهير قرى وبلدات ومناطق صناعية بثلاثة ابعاد (3D) تكوّن مرجعيات خارجية تتيح للطيارين ممارسة عمليات طيران منخفضة في اي مكان على الكرة الارضية بمواقع حقيقية مستخرجة بدمج التصوير من الأقمار الاصطناعية في نظم الصورة.
اما بالنسبة الى تدريب طياري الطوافات، فان هذه الواقعية الاضافية مهمة جداً اذ تتيح للطلاب اكتساب الثقة في العمل في مواقع محظورة وفي الخارج وعلى ارتفاعات منخفضة. وحيث انه ليس ضروري للمشبهات ان تتمتع بحركة تامة، نشأت سوق جديدة تماماً تعرض مشبهات ثابتة يمكن اعادة تصميمها ومساعدات على التدريب يمكن برمجتها لتمثل طائرات مختلفة. وفي مكان اعداد من شاشات العرض الكبيرة تقديم صور تمثيلية ومخططات تحكم بحيث يستطيع الطلاب والمدرسون تنفيذ كل التدريب المطلوب، لكن بتكلفة منخفضة اكثر من مشبه مخصص بحركة كاملة ودون ان يتوجب تأمين حيز عمل مخصص من طابقين بتكاليف باهظة.
يمكن تنفيذ المزيد من مهام التدريب الروتيني، كالتدريب على الطيران على طراز طائرة محددة وعلى اجراءات عملانية، على مشبهات شخصية بسيطة توضع بسهولة في قاعة الدراسة. ويمكن ان يتدرب الطلاب ايضاً على مهام، في اوقات الدراسة باستخدام الكمبيوترات الشخصية، وحينما يصبحون جاهزين للتدريب على الطيران فعلاً على الطائرات الحقيقية يكونون قد حققوا مستوى عالياً من المهارة بتكلفة اقل كثيراً مما قد يحققوا باستعمال طائرات تدريب فعلية وبسلامة اكبر عندما يتعلق الامر بتنفيذ اجراءات طارئة، كالقصور في المحركات او النظم او على متن طائرة تحترق في اوقات حرجة.
ان وصول ادوات هندسية ثلاثية الابعاد (3D) يساعدها الكمبيوتر، مثل نظام (Catia) ذات الصناعة القياسية من شركة (Dassault) تمكن ايضاً المتدرب من المهندسين والتقنيين على الارض من ان يعتادوا في قاعة الدراسة على مهمة دعم الصيانة باستعمال طراز طائرة افتراضية، وهذا يشمل كل مكون ونظام في الطائرة الافتراضية الى جانب التعرف على كيفية الوصول الى الألواح والكوات، ويشمل ذلك كل الاسلاك الكهربائية والنظم الميكانيكية والهيدرولية والمكونات حتى يتمكن الطالب من متابعة اي خطأ وتصحيحه بالوصول الى الألواح والحجيرات الصحيحة على متن الطائرة الافتراضية. ويمكن معرفة قطع الغيار على الشاشة، ورفعها من مكانها وفحصها واستبدالها في بيئة فعلية افتراضية، حتى اذا وقع خطأ، سوف يسجله برنامج الكمبيوتر ويبرزه بالاشارة الى ما كان يتوجب فعله. فباعتماد ادوات التشبيه الهندسية هذه تتمكن اطقم الدعم والتقنيون على الارض مستقبلاً من استبدال عدد كبير من كتيبات الصيانة اليدوية والمستندات التي كانت مطلوبة سابقاً كمرجعية خلال اعمالهم، اذا توجب عليهم اكتشاف او فحص الخطأ وحول كيفية حل المشكلة. فبدلاً من الوثائق الورقية، يمكن وضع كل البيانات والرسوم البيانية في جهاز الكتروني نقال يمكن ان يحمله المهندس، وهذا اسرع كثيراً في العمل ويقدم حلاً لا يرجح على الأقل ان يؤدي الى ارتكاب اخطاء، اذ ان اداة تفحُّص الصيانة المفترضة ستتأكد من ان الاجراء الصحيح يستعمل لتنفيذ المهمة.
ان شركة التشبيه على الطيران الكندية (CAE) هي شركة رائدة في التشبيه على الطيران وتشبيه بيئات التدريب الاصطناعي، التي تتجاوز ايراداتها ٥.١ بليون دولار كندي، وتستخدم اكثر من ٧٥٠٠ موظف في ١٠٠ موقع في ٢٠ بلداً، تشمل دبي في الامارات. وتدرب شبكتها في مراكز التدريب الدولية اكثر من ٠٠٠ ٨٠ عضو طاقم كل سنة. وتزود الخطوط الجوية والقوات الجوية حول العالم بنظم تشمل مشبهات بحركة تامة وصولا الى مساعدات تدريب على الكمبيوترات الشخصية وحلول تدريب عسكرية مدمجة تماماً. وقد سلمت الشركة مؤخراً احدث مشبه تدريب على الطيران العملاني التكتيكي العسكري (TOFT) للبحرية الأميركية. وشمل ذلك مشبه طوافة بحركة تامة يستعمل في تدريب الطيارين ومساعديهم وأجهزة تدريب تكتيكية على الأسلحة (WTT) تستعمل لتدريب مشغلي المستشعرات في طوافة (MH - 60R Sea Hawk) التي تشكل الطوافة الرئيسية المضادة للغواصات العاملة من على متون السفن قيد الانتاج للبحرية الأميركية. والنظامان متصلان، وعندما يستعملان في اسلوب مشترك يمكن ان يشكلا نظام تدريب كاملاً مصمماً ليزود الطاقم الجوي بتدريب شامل على المهام بالنسبة لهذه الطوافة. ويتميز مشبه التدريب بحركة تامة بنظام حركة كهربائية فعلية من الشركة (CAE) بست درجات من الحرية، اضافة الى مقاعد متحركة تمنح اهتزازاً فعلياً واشارة ببدء الحركة. ويزود نظام الحركة هذا اشارات بدء دقيقة اكثر وحقيقية لتدريب الطيار، وهي ايضاً صديقة بيئياً اكثر من الحركة الهيدروليكية او الحركة الهيدروليكية الكهربائية الهجينة.
ويستهلك نظام التشبيه من الشركة (CAE) طاقة اقل، ولا يقتضي الا اقل قدر من الصيانة ويخفض الحاجة الى العمال التي تساعد على ابقاء التكاليف متدنية. وتزود الشركة ايضاً اجهزة تدريب على صيانة الكترونيات الطيران لبرنامج الطوافة (MH - 60R).
ان تزويد مشبهات ومساعدات تدريب على الطيران لزبائن مدنيين وعسكريين في جميع انحاء العالم هي اعمال تنافسية جداً، وتشترك شركات (Thales) و(Boeing) و(Lockheed Martin) في تطوير وتسليم حلول تدريب، كما وان العديد من الشركات الاختصاصية الاضافية تشارك ايضاً في هذه الأعمال مثل شركة (Flight Safety Int'l) وشركة (Gobham Group) التي لديها شركة مشتركة رئيسية مع شركة (Bristow Helicopters) التي تسلم رزمة تدريب كاملة للمصالح العسكرية البريطانية. وعلى رغم مواصلة معظم القوات الجوية شراء وتشغيل حلول تدريب خاصة بها، فان نزعة متزايدة تتجه الى مصادر خارجية لاستيراد رزم تدريب من مزودي خدمات اختصاصيين. ففي المملكة المتحدة، زودت، على سبيل المثال، شركة (Lockheed Martin) و (Thales) و (CAE) بحلول تدريب اصطناعي كبيرة للاجهزة العسكرية البريطانية بموجب عقود طويلة الامد. والبعض منها مرتبط على نطاق واسع جدا ببيئات اصطناعية تمكنها من جمع وتأمين تمارين فعلية مشبهة ومعقدة يمكن ارسالها الى بلدان مشاركة في العالم.
وتدير شركة (CAE) مركز تدريب كبير على الطوافات في موقع (Benson) التابع لسلاح الجو الملكي (RAF) البريطاني، حيث يمكن ان تتدرب الوحدات على طوافات الخدمة المشتركة للمهام العملانية في احوال فعلية، تستعمل فيها مشبه طوافة (Chinook) و (Merlin) بحركة تامة. ويمكن استنساخ تشبيهات مفصلة من مناطق عملانية في افغانستان تمكن الاطقم من التدرب على الطيران في اوضاع تكتيكية في النهار او الليل، وتدير شركة (Thales) في اسكوتلاندا بالنيابة عن سلاح الجو الملكي (RAF) مركز تشبيه كبير تدرب فيه سرية على طائرات (Tornado)، حيث يمكن ان تطور الاطقم هناك تكتيكاتها في احوال تشبيه تدعم فيها طيرانها الفعلي، وان فوائد خفض التكاليف عند استعمال المشبهات في التدريب على القتال والتدريب التكتيكي اضافة الى التدريب على الطيران تزداد عندما تنفذ تمارين مشبهة بمشاركة طائرات متعددة. وان التكلفة من استعمال عدد كبير من الطائرات الفعلية للتدريب على نطاق واسع اخذ يصبح محظورا ويستهلك ايضا ساعات طيران ثمينة.
اقامت شركة (Lockheed Martin) مرفقا في معرض (Farnborough) يستطيع تشبيه تمارين امنية رئيسية، تشارك فيها اجهزة عسكرية وطوارىء وشبه عسكرية. ويشمل مركز العمليات مراكز المشغلين بشاشات عرض كبيرة تمكن من عرض صور تشبيه سريعة مع الاماكن الفعلية وخرائط وضع القوة فوقها، او يمكن تحويلها بين شاشات العرض. ويمكن للمشاركين المشاركة جزئيا في التمارين التي تمتد على فترة طويلة، وتتيح النظم دمج تحركات الحركة الجوية الفعلية والاحوال الجوية المتغيرة والتحركات السطحية، مثل حركة السير على الطرقات وتحركات الشحن. ويمكن اجراء فحص على الاستجابات الطارئة وعلى اجراءات القيادة والتحكم تماما وتطويرها لزيادة الفوائد من الموجودات المشبهة والفعلية.
طورت شركة (Boeing) البريطانية وشركة (QinetiQ) في موقع آخر في (Farnborough) مركز قيادة وتحكم افتراضي يستطيع الاتصال مع وحدات عسكرية مشاركة تربط المملكة المتحدة بالقوات في اوروبا والولايات المتحدة الاميركية واستراليا. ويمكن دمج هذه التمارين المشبهة بمهام محمولة جوا فعلية حتى تتمكن طائرات الانذار الباكر (AWACS) للقيادة والتحكم ان تتحكم بالمقاتلات المشبهة. وهذا مثال حول كيف يمكن للتمارين المشبهة الكثيفة ان تصبح في غاية الفعالية بربطها بنظم التدريب معا. وباستعمال خدمات التشبيه هذه وغيرها التي تزودها الشركة يمكن ان يتمتع الزبائن العسكريون بالوصول بانتظام الى احدث تكنولوجيا التشبيه ومنهجيات التدريب دون ان يتوجب عليهم الالتزام بنفقات كبيرة لبناء وتجهيز المراكز نفسها وتزويدها دائما بالعمال. وان الحصول على هذه الخدمات من مصادر خارجية هو تطور حتمي تقوده السوق فيما تصبح الميزانيات الدفاعية واقعية تحت ضغط مالي وفيما يتوجب على القوات العسكرية ان تأخذ في اولوياتها كيف واين تستثمر في الموجودات الجديدة.
فبالشراء في هذه الخدمات يتمكنون من تركيز الانفاق الكبير على المتطلبات العملانية بدلا من متطلبات التدريب، في حين يتحفظون على استعمال مساعدات التدريب المحدثة المنتظمة التي قد تكون على نحو اخر باهظة التكاليف لتجديدها.
ليس من شك في ان المشبهات الحالية ومساعدات التدريب الاصطناعي تمنح حلول تدريب تمثل تقدما كبيرا في الواقع وفي القدرة على التدريب. وان اتاحة برمجية محددة في ناحيتها، تتميز بصور فعلية تتيح للطيارين ان يتدربوا في احوال مشبهة سوف تصبح مألوفة حينما يتدربون في طائرات حقيقية. وان التغيير في نظم الكترونيات الطيران في قمرة الطائرة وفي تكنولوجيا العرض مثل تشبيه استعمال نظارات الرؤية الليلية وشاشات العرض في الخوذة يمكن دمجها بسهولة.. وتعمل احدث مشبهات الطيران ومساعدات التدريب، تماما كما في تصميم الطائرات الحديثة، باستعمال انشاء نظم مشتركة حتى يمكن ان يكون التحديث والتغيير لاحقا تعديلا جاهزا للاستعمال بسيطا نسبيا. وفي كل هذه النظم يتم المحافظة على المدربين مدركين تماما لما يفعل الطلاب في كل الاوقات، ويمكن ادخال مشاكل جديدة للحل ومن ثم مراقبة النتائج. وان القدرة على اعادة الطيران المشبه ووقف القياس بالالات في اوقات محددة تتيح الوقت لدراسة اتخاذ القرارات ليتمكن الطالب من تقدير اين ارتكب هو او هي الخطأ خلال مهمة التدريب. وهذه القدرة على ابراز اضعف نواحي اداء الطلاب تتيح للتدريب ان يركز على الحاجات الفردية بطريقة كانت صعبة جدا قبل انتشار استعمال مساعدات التدريب على الكومبيوتر الشخصي على نطاق واسع. وتستطيع قاعات التدريب المجهزة جيدا ان تعلم عددا كبيرا من الطلاب في الحال في حين يستطيع جهاز التعليم مراقبة تقدم كل شخص بمفرده. لكن في المشبهات بحركة تامة، فقد بلغ مستوى الواقعية حاليا مستوى يمكن طاقم الطلاب من الظهور بعد ممارسة رحلة طيران وهو يشعر كأنه حلّق فعلا بطائرة.
ان بناء الثقة وادراك السلامة هما الشيئان اللذان كانت البيئات الاصطناعية تعنى بهما دائما، الا انها تمنح حاليا اكثر من ذلك بحيث امتد استعمالها الى اتخاذ القرار بالقيادة والتحكم وبمشغلي نظم التدريب في الطائرات الاختصاصية بمحركات متعددة. وحيث ان المشبهات باتت معقدة اكثر في ادائها، فان هناك ايضا اختيار اكبر متاح بمشبهات ثابتة يمكن اعادة تصميمها تأخذ نسبة متزايدة من السوق وهي تقدم هذه القيمة مقابل المال. ولذلك ان التدريب على المشبهات هو هنا للبقاء.