جالفستريم الجاسوسة الطائرة !!

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
كتاب
" حرب الجواسيس في القرن الـ21"ا
الحلقة الثامنة والعشرون
بقلم الكاتب الصحفي الكبير/ مجدي كامل.


" جالفستريم " الجاسوسة الطائرة !!



إلمنتدي هنا ، قد وضع الهدف الواضح ... وهو أن نستكمل ما في منتدانا من مواضيع ، لتصبح مراجع للباحثين في المستقبل ...

هكذا نكتسب العديد من القراء والباحثين ويتوسع منتدانا ليصبح من أحد أهم الأعمدة ومواقع الأنترنت

سأنشر اليوم كافة المواضيع المتفرعة والمتعلقة ، بكتاب زعماء صهيون والتي تنشرهم جريدة "الشرق الأوسط" وحتي تتاح لكل باحث إمكانية التنقل بين أبواب منتدانا ... لموضوع معين


د. يحي الشاعر

" جالفستريم " الجاسوسة الطائرة !!
spacer.gif





20 ابريل 2008 - 01:08 مساء







30944gulfstream.jpg
الحلقة الثامنة والعشرون من كتاب " حرب الجواسيس في القرن الـ21"


بقلم الكاتب الصحفي الكبير/ مجدي كامل.

شوهدت تحط في مطارات بباكستان وإندونيسيا ودول عربية ..وشركتها المالكة مسجلة بأسماء كلها وهمية .. الطائرة من طراز جالفستريم في تيربو جيت، تنتمي إلى ذلك النوع الذي يفضله المديرون التنفيذيون والمشاهير. لكن منذ عام 2001 صارت هذه الطائرة تشاهد في المطارات العسكرية من باكستان إلى اندونيسيا إلى الأردن .
كانت صحيفة " واشنطون بوست " هي أول من يتلقف وثائق سرية تكشف عن وجود هذه الطائرة ، قبل أن تطلق إحدى صحفياتها الكبيرات دانا بريست لكي تتابعها ، و كانت المحصلة هذا التقرير .
شوهدت تحط في مطارات بباكستان وإندونيسيا ودول عربية ..وشركتها المالكة مسجلة بأسماء كلها وهمية .. الطائرة من طراز غالفستريم في تيربو جيت، تنتمي إلى ذلك النوع الذي يفضله المديرون التنفيذيون والمشاهير. لكن منذ عام 2001 صارت هذه الطائرة تشاهد في المطارات العسكرية من باكستان إلى اندونيسيا إلى الأردن،
ويحشر فيها في بعض الأحيان مسافرون ملثمون وموثوقو الأيادي. وتسجل الشركة المالكة لها، وهي بريمير إكزكتيف لخدمات المواصلات، أسماء مديرين ومسؤولين لا وجود لهم إلا على الورق. ويشير بحث شامل للسجلات الفيدرالية والولائية والتجارية، أن لكل واحد من هؤلاء المديرين والمسؤولين رقما خاصا للضمان الاجتماعي صدر حديثا، وعنوانا ليس أكثر من صندوق بريدي.
بريان داياس، وستفين كنت، وتيموثي سبيرلنغ وأندري تيلور، هي مجرد أسماء بلا عناوين، أو أرقام هواتف، أو تاريخ شخصي، أو مكان عمل. إنها «هويات عقيمة» يقول مسؤولون حاليون وسابقون في الاستخبارات إن وكالة الاستخبارات المركزية سي. آي. ايه تستخدمها لإخفاء دورها في العمليات السرية. وفي هذه الحالة بالذات، فإن الوكالة تنقل متهمين بالنشاطات الإرهابية من بلد إلى آخر، من أجل الاعتقال والتحقيق.

وتطلق سي. آي. إيه على هذا النشاط مصطلح « التسليم»، وتساعد شركة «بريمير إكزكتيف» طائرة «غالفستريم في» على جعله ممكنا. واستنادا إلى أذونات الهبوط المدنية فإن لطائرات الشركة حق الهبوط في كل المطارات العسكرية الأميركية على نطاق العالم. وبناء على شهادات بعض المسؤولين في سي آي إيه، أصبحت عمليات التسليم منذ هجمات 11 سبتمبر 2001، سلاحا رئيسا في ترسانة سي آي إيه ضد المتهمين المشتبه في تورطهم في الإرهاب وفي عضوية تنظيم القاعدة. لكن مع تطور العملية أصبح صعبا جدا على الوكالة المحافظة على سريتها. ويقول المسؤولون عن المطارات ان الوثائق العامة ومعلومات هواة تصنيف الطائرات تشير إلى أن طائرة غالفستريم الرحلة رقم N379P شوهدت وهي تنقل المعتقلين من وإلى اندونيسيا وباكستان ومصر والسويد، وأنها تفعل ذلك ليلا وتهبط في مطارات أميركية معروفة للتزود بالوقود.
وقد تصاعدت الانتقادات لنظام " التسليم " مع تزايد المعلومات حول حجمه وطبيعته. وقال مورتون سكالار، المدير التنفيذي للمنظمة العالمية لحقوق الإنسان، بالولايات المتحدة، ان منظمات حقوق الإنسان تعمل على الاعتراض القانوني على هذه الممارسة لأنها تنقل المتهمين إلى بلدان معروفة بأنها تستخدم وسائل تحقيق قاسية، ممنوعة في الولايات المتحدة، وان هذه ممارسة تحظرها اتفاقية الأمم المتحدة حول منع التعذيب.

من حق وكالة سي آي إيه أن تقوم بعمليات تسليم وفقا لأمر تنفيذي أصدرته إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون، وهو أمر جددته إدارة الرئيس جورج بوش بعد المراجعة. وقد رفضت سي آي إيه التعليق عن طبيعة هذه العمليات.
وقال مايكل شاور الخبير السابق بالوكالة لشؤون مكافحة الإرهاب والذي كان على علاقة بعمليات التسليم: صناع القرار عندنا لن يواجهوا هذه القضية. كنا نتساءل: أين تريدون نقل هؤلاء الناس؟ لكن عقلية البيروقراطي تقول له: دع الآخرين يقومون بهذا العمل .
وتعطي قصة غالفستريم في لمحة نادرة للعمليات السرية لوكالة سي آي إيه، وإطلالة على عالم يقول الموظفون السابقون بوكالة الاستخبارات المركزية، أنه ليس صحيحا أن يكون مثله قابلا للتوثيق إلى هذه الدرجة. ولم يتوقف الأمر على متابعة تحركات الطائرات في أماكن مختلفة من العالم، لكن مسؤولي الشركة المعروفين وجدت أسماؤهم في سجلات تحوي أسماء وهمية. وارتبط اسم كل واحد من مسؤولي غالفستريم في بواحد من خمسة صناديق بريد في آرلينغتون، وأوكتون، وشيفي وتشيس، والديستريكت. وقد بلغ عدد الأسماء التي سجلت في الصناديق البريدية الخمسة 325 اسما.

ولم يؤد بحث شامل حول 44 من هذه الأسماء إلى أية معلومات تظهر عادة في مثل هذه البحوث، اذ ليس لديهم عناوين سابقة، ولا أرقام هواتف حالية أو ماضية، ولا سجلات وظيفية. يضاف إلى ذلك أن هذه الأسماء التي أعطيت أعمارا ترجع إلى الأربعينات والخمسينات والستينات، خصصت لها أرقام ضمان اجتماعي محصورة في الفترة 1998 و2003.

ونقلت واشنطن بوست كل معلوماتها المتمثلة في نتيجة البحث: الرسم البياني الذي يربط موظفي الشركة المالكة، وصناديق البريد، والأسماء الـ 325 التي تخفي النشاطات المجهولة الأخرى، وارقام الضمان الاجتماعي، إلى سي آي إيه للحصول على توضيح لهذه الغوامض. لكن ناطقا باسم سي آي إيه رفض التعليق على المعلومات.

وبناء على معلومات مسؤولين سابقين في سي آي إيه، لهم خبرة في استغلال شركات الواجهة، فإن وكالة الاستخبارات المركزية تنوي استخدام هذه الأسماء الـ 325 لممارسة نشاطات طبيعتها مجهولة. وقال هؤلاء الخبراء ان الوكالة تبذل جهودا إضافية لخلق شخصيات وهمية كتغطية لموظفيها العاملين في الميدان، أكثر بكثير مما تبذله لإخفاء ملكيتها لطائرة من الطائرات.

وقد بدأ سر الطائرة الخاصة بوكالة الاستخبارات ينكشف بعد أقل من ستة أسابيع بعد هجمات 11 سبتمبر 2001. ففي 26 أكتوبر من ذلك العام، كشف مسعود أنور الصحافي الباكستاني بصحيفة «نيوز» في إسلام أباد، ان الاستخبارات الباكستانية سلمت إلى السلطات الأميركية يمنيا هو جميل قاسم سعيد محمد، كان مطلوبا لعلاقته بالهجوم على المدمرة كول في أكتوبر 2000. وجاء في التقرير أن طائرة تحمل الرقم N379P، كانت هابطة في موقع بعيد بمدرج مهجور في مطار كراتشي، قد حملت جميل قاسم حوالي الساعة 2:40 صباحا يوم 23 أكتوبر إلى الولايات المتحدة. وقد حصل على الرقم كذلك مراسل واشنطن بوست بباكستان لكنه لم ينشر. وقد تناقل هذا الخبر مطاردو الجواسيس وباحثو الإنترنت باعتباره ظاهرة جديدة تكشف آليات حرب الولايات المتحدة ضد الإرهاب الدولي. وفي الساعة 7:54 مساء يوم 26 اكتوبر نشرت مقالة نيوز، في موقع فري ريبوبليك على الإنترنت والذي يعرف نفسه بأنه منبر أخبار محافظ. وبعد 13 دقيقة نشر مشاركون في غرفة الدردشة اسم الشركة المالكة لطائرة غالفستريم وعنوانها: 339 واشنطن ستريت، ديدهام، بولاية ماساتشوسيتس.

وعلق أحد المشاركين بقوله: يبدو أنه اسم اصلي لطيف. مثله مثل إير اميركا في إشارة إلى الأسطول السري المدني لـ سي آي إيه الذي كان ينقل المؤن والطعام والأفراد إلى جنوب شرقي آسيا، بما في ذلك لاوس، خلال حرب فيتنام.
وبعد ثمانية أسابيع ، أي في 18 ديسمبر 2001، أحضر رجال ملثمون ذوو لكنة أميركية، بالتعاون مع الشرطة السويدية الخاصة، رجلين مصريين ووضعوهما على متن غالفستريم في التي كانت قد هبطت أثناء الليل بمطار بروما في استوكهولم. وقد كشف ذلك في برنامج تلفزيوني سويدي. كما تأكدت واشنطن بوست من تلك المعلومات بطريقة مستقلة. وكان رقم الطائرة هنا أيضا هو N379P. ويقول المسؤولون السويديون والوثائق المتوفرة أن الرجلين، الذين طلبا اللجوء السياسي في سويسرا قد نقلا إلى القاهرة . وقد أدانت المحكمة العسكرية العليا في مصر أحمد عجيزة في تهم تتعلق بالإرهاب، وأطلق سراح محمد سري. وقد فتحت السويد تحقيقا حول قانونية تسليم الرجلين.


وبعد اسبوع من ذلك، أي في يناير 2002، هبطت طائرة غالفستريم في المسجلة بالولايات المتحدة، في مطار جاكارتا العسكري. ويقول مسؤولون اندونيسيون ان الطائرة حملت معها محمد سعد إقبال مدني، المصري الذي يحمل جواز سفر باكستانيا، والمتهم بالانتماء الى القاعدة وبالعمل مع ريتشارد ريد المدان بمحاولة تفجير طائرة بين فرنسا والولايات المتحدة. وقد نقل مدني إلى مصر من دون تحقيق، ولم تعرف عنه أية معلومات بعد ذلك. ومع أن رقم الطائرة لم يلتقط إلا أن المرجح أن سي آي إيه لا تملك سوى طائرة واحدة من هذا النوع الباهظ الثمن.

وخلال العام الماضي ، رصدت رحلات غالفستريم في بواسطة هواة متابعة الطائرات وهم يقفون في نهاية المدرج ومعهم مناظير مكبرة وآلات تصوير لتسجيل رحلات الطائرات العسكرية والطائرات الخاصة. ويسجل هؤلاء المعلومات التي يحصلون عليها في مواقع خاصة على الإنترنت. ويقولون ان الطائرة قد هبطت منذ عام 2001 في كل من إسلام آباد، وكراتشي، ودبي، وطشقند، وبغداد ، وباكو، والرباط. ويقولون أيضاً إن الطائرة توقفت عدة مرات بمطار دالس الدولي، وفي المطار العسكري بالعاصمة الاردنية وبمطارات فرانكفورت وغلاسغو (اسكوتلاندا)، ولارناكا (قبرص).

واندمجت شركة بريمير إكزكتيف في ديلاوير مع شركة برنتيس هول سيستمز يوم 10 يناير 1994. وفي يوم 23 أكتوبر 1996، أودع دين بلاكياس، المحامي بشركة هيل آند بلاكياس بمدينة ديدهام، أوراق الاندماج لدى الكومونويلث بماساتشوسيتس، وأورد اسم برايان داييس، رئيسا لها. وبناء على الوثائق العامة، فإن بريمير إكزكتيف طلبت طائرة جديدة من غالفستريم في عام 1998، وسلمت هذه في نوفمبر عام 1999 برقم الذيل N581GA، وأن هذه أعيد تسجيلها لأسباب غير معروفة بتاريخ مارس 2000 برقم المؤخرة N379P. وقد بدأت الطيران في يونيو 2000 وغيرت رقم الذيل مرة أخرى في ديسمبر 2003.

وقد رفض بلاكياس الرد على عدة محادثات هاتفية. لكنه صرح أخيرا لصحيفة بوسطن غلوب بأنه لم يفعل غير تقديم الأوراق المطلوبة. وقال: لا أملك الحق في مناقشة شؤون الزبون، وذلك أساسا لأسباب لا أعرفها.
وعندما سئل عما إذا كانت الشركة موجودة أصلا، قال: هناك ملايين الشركات التي تسجل في ماساتشوسيتس ولا تعدو أن تكون شركات ورقية.

وقد قطع أحد المحامين الذين شطبت أسماؤهم من الأوراق الخاصة بالشركة، المحادثة عندما سئل عن الشركة. وقبل ثلاثة أسابيع، في الاول من ديسمبر 2004 حولت الطائرة بكامل ارقامها ووثائقها إلى مالك جديد: بايار فورين ماركتينغ أوف بورتلاند، في أوريغون. ولم يرد وكيلها ببورتلاند على المحادثات الهاتفية. ومثله مثل المسؤولين في بريمير إكزكتيف، فإن الموظف الوحيد لشركة بايارد، وهو ليونارد تي بايارد، ليس له مكان سكن أو هاتف بمكان العمل. لكنه، وعلى عكس مسؤولي شركية «بريمير»، فإن اسم بايارد لا يرد في أية وثائق عامة.














 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى