جريدة الوطن الكويتية 26 / 2 / 2011
أهلي وعشيرتي في الكويت دائماً في سويداء القلب.. وهنيئاً لكم أعيادكم
- «بلدكم بلدنا».. ترجمناها في ساعة الشدة باختلاط الدماء السعودية والكويتية الزَّكية
- الغزو أصابني بالحيرة والدهشة من ابتلاع العربي شقيقه تحت جنح الظلام
- شاهدت مآسي لآلاف الأسر الكويتية على الحدود.. وإصرار الشيخ جابر الأحمد على البقاء «مشرف»
- السعودية أهلت نفسها واحتضنت قوات 37 دولة على الرغم من أنها لم تجر تدريباً عسكرياً مشتركاً
- توليت قيادة قوات بلغت المليون ما بين عربية وأجنبية مع الجنرال شوارزكوف
- الملك فهد أصر على احتضان العائلة الحاكمة الكويتية.. ليحمي الشرعية
- كان الهدف من الحشد الدولي جعل القضية عامة تحت مظلة الأمم المتحدة ومجلس الأمن
- ترسيخاً لمبدأ السيادة على الأرض اشترطنا أن يكون سحب قوات التحالف بيدنا ولو بعد 24 ساعة
- رفضت الدخول من ثغرة «المارينز» .. وفتحت أخرى بقوات مصرية سعودية مشتركة
كتب محمد عاطف:
«أهلي وعشيرتي في الكويت أنتم دائماً في سويداء القلب وتهانينا باليوم الوطني الـ 50 للاستقلال.. جعل الله أيامكم كلها سعادة ورخاء وحقق الله الأمن والاستقرار لبلدنا الغالي الكويت.. بلدنا بلدكم.. وبلدكم بلدنا وقد ترجمت هذه العلاقة الى افعال بعيدة عن الشعارات او الجمل البراقة وترجمت باختلاط الدماء الذكية السعودية والكويتية عندما حانت ساعة الشدة والابتلاء والاختبار».. بهذه الكلمات البسيطة المعبرة وجه حضرة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات في حرب تحرير الكويت رسالة للشعب الكويتي عبر لقائه الخاص مع الاعلامي يوسف الجاسم في برنامج «كشكول»، الذي بث الجزء الأول منه مساء أمس الأول على شاشة «تلفزيون الوطن»، وتناول فيها سمو الأمير الملكي خفايا حرب التحرير، وذكريات الايام الأولى للغزو العراقي الغاشم في أغسطس 1990م، ودوره ومسؤولياته كقائد القوات المشتركة ومسرح العمليات آنذاك، واسهاماته في تحركات وخطط قوى التحالف الدولي ضد العدوان.
وأوضح سموه – خلال اللقاء - أنه لم يتصور في يوم من الايام ان دولة عربية تجتاح أخرى جارة وصديقة مسالمة في جنح الظلام لافتا الى انه شاهد مآسي الاسر الكويتية على الحدود في مدينة الخفجي، مشيداً بالموقف المشرف لأمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله الذي اصر على وجوده معهم على الحدود.
وعن استقباله المرسوم الملكي بتعيينه قائداً للقوات المشتركة قال: «لا يوجد قائد عسكري يحلم بأن يكون مسؤولاً عن جيوش 37 دولة مع انه لم يسبق للملكة تجرية التدريب المشترك مع كتيبة اجنبية واحدة ومع ذلك تؤهل نفسها وتخطط لاستقبال قوات التحالف التي كانت مقسمة بيني والجنرال شوارزكوف قائد القوات الأمريكية.
وكشف سمو الأمير خالد عن ان خادم الحرمين الشريفين اصر على ان يكون تحرير الكويت تحت مظلة دولية من الأمم المتحدة ومجلس الأمن حتى لا يدعي احد انه حرر الكويت بمفرده، كما حرص على ان أمر سحب القوات الاجنبية من صلاحياته حتى وان كان بعد 24 ساعة بما فيها القوات البرية فيمنع تحركها من مكان آخر للتدريب الا بأوامر منه – أي سمو الأمير خالد – وبمرافقة الشرطة العسكرية لتحقيق مبدأ السيادة على الأرض.
واشار قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات في حرب تحرير الكويت الى ان الاشكالية كانت في وجود قيادتين متوازيتين في حرب واحدة وهذا لم يحدث في الحروب من قبل ومع ذلك تمت العملية بطريقة منظمة وبدقة عالية، قائلاً «بصراحة شديدة وجود قيادتين في حرب واحدة شيء صعب».
واكد سمو الأمير خالد ان الخفجي من أهم نقاط التحول في حرب الكويت لأنه في اقل من 4 ساعات تحت محاصرة المنطقة كلها من الحدود الى الخفجي والقوات الجوية دمرت 3 فرق عراقية تماماً داخل الكويت، وقال سموه «لهذا السبب اعتبر الخفجي سيناريو طيباً لتحطيم صدام ما وجدت افضل منه»، لافتا الى انها اثرت ايجابياً في نفوس الكويتيين لانها كانت المقدمة الفعلية لتحرير الكويت.. واليكم تفاصيل ما جاء في الحوار.
صدمة وحيرة
- «بلدكم بلدنا».. ترجمناها في ساعة الشدة باختلاط الدماء السعودية والكويتية الزَّكية
- الغزو أصابني بالحيرة والدهشة من ابتلاع العربي شقيقه تحت جنح الظلام
- شاهدت مآسي لآلاف الأسر الكويتية على الحدود.. وإصرار الشيخ جابر الأحمد على البقاء «مشرف»
- السعودية أهلت نفسها واحتضنت قوات 37 دولة على الرغم من أنها لم تجر تدريباً عسكرياً مشتركاً
- توليت قيادة قوات بلغت المليون ما بين عربية وأجنبية مع الجنرال شوارزكوف
- الملك فهد أصر على احتضان العائلة الحاكمة الكويتية.. ليحمي الشرعية
- كان الهدف من الحشد الدولي جعل القضية عامة تحت مظلة الأمم المتحدة ومجلس الأمن
- ترسيخاً لمبدأ السيادة على الأرض اشترطنا أن يكون سحب قوات التحالف بيدنا ولو بعد 24 ساعة
- رفضت الدخول من ثغرة «المارينز» .. وفتحت أخرى بقوات مصرية سعودية مشتركة
كتب محمد عاطف:
«أهلي وعشيرتي في الكويت أنتم دائماً في سويداء القلب وتهانينا باليوم الوطني الـ 50 للاستقلال.. جعل الله أيامكم كلها سعادة ورخاء وحقق الله الأمن والاستقرار لبلدنا الغالي الكويت.. بلدنا بلدكم.. وبلدكم بلدنا وقد ترجمت هذه العلاقة الى افعال بعيدة عن الشعارات او الجمل البراقة وترجمت باختلاط الدماء الذكية السعودية والكويتية عندما حانت ساعة الشدة والابتلاء والاختبار».. بهذه الكلمات البسيطة المعبرة وجه حضرة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات في حرب تحرير الكويت رسالة للشعب الكويتي عبر لقائه الخاص مع الاعلامي يوسف الجاسم في برنامج «كشكول»، الذي بث الجزء الأول منه مساء أمس الأول على شاشة «تلفزيون الوطن»، وتناول فيها سمو الأمير الملكي خفايا حرب التحرير، وذكريات الايام الأولى للغزو العراقي الغاشم في أغسطس 1990م، ودوره ومسؤولياته كقائد القوات المشتركة ومسرح العمليات آنذاك، واسهاماته في تحركات وخطط قوى التحالف الدولي ضد العدوان.
وأوضح سموه – خلال اللقاء - أنه لم يتصور في يوم من الايام ان دولة عربية تجتاح أخرى جارة وصديقة مسالمة في جنح الظلام لافتا الى انه شاهد مآسي الاسر الكويتية على الحدود في مدينة الخفجي، مشيداً بالموقف المشرف لأمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله الذي اصر على وجوده معهم على الحدود.
وعن استقباله المرسوم الملكي بتعيينه قائداً للقوات المشتركة قال: «لا يوجد قائد عسكري يحلم بأن يكون مسؤولاً عن جيوش 37 دولة مع انه لم يسبق للملكة تجرية التدريب المشترك مع كتيبة اجنبية واحدة ومع ذلك تؤهل نفسها وتخطط لاستقبال قوات التحالف التي كانت مقسمة بيني والجنرال شوارزكوف قائد القوات الأمريكية.
وكشف سمو الأمير خالد عن ان خادم الحرمين الشريفين اصر على ان يكون تحرير الكويت تحت مظلة دولية من الأمم المتحدة ومجلس الأمن حتى لا يدعي احد انه حرر الكويت بمفرده، كما حرص على ان أمر سحب القوات الاجنبية من صلاحياته حتى وان كان بعد 24 ساعة بما فيها القوات البرية فيمنع تحركها من مكان آخر للتدريب الا بأوامر منه – أي سمو الأمير خالد – وبمرافقة الشرطة العسكرية لتحقيق مبدأ السيادة على الأرض.
واشار قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات في حرب تحرير الكويت الى ان الاشكالية كانت في وجود قيادتين متوازيتين في حرب واحدة وهذا لم يحدث في الحروب من قبل ومع ذلك تمت العملية بطريقة منظمة وبدقة عالية، قائلاً «بصراحة شديدة وجود قيادتين في حرب واحدة شيء صعب».
واكد سمو الأمير خالد ان الخفجي من أهم نقاط التحول في حرب الكويت لأنه في اقل من 4 ساعات تحت محاصرة المنطقة كلها من الحدود الى الخفجي والقوات الجوية دمرت 3 فرق عراقية تماماً داخل الكويت، وقال سموه «لهذا السبب اعتبر الخفجي سيناريو طيباً لتحطيم صدام ما وجدت افضل منه»، لافتا الى انها اثرت ايجابياً في نفوس الكويتيين لانها كانت المقدمة الفعلية لتحرير الكويت.. واليكم تفاصيل ما جاء في الحوار.
صدمة وحيرة
* بعد مرور 20 عاما على التحرير ما الصور التي تتذكرها ايام الاحتلال الاولى قبل تعيينك قائد القوات المشتركة؟
- قبل تعييني قائدا للقوات المشتركة كنت مع القيادة العسكرية في الرياض، وقد اصابتنا الصدمة والحيرة والدهشة من كيفية ابتلاع بلد عربي لجاره العربي، على الرغم من ان الكويت لم تقصر منذ تاريخها في المساعدة ومساندة الرئيس صدام لذا لم يدر بخلدنا ان يقبل على غزو بلد جار شقيق بهذا الشكل المنافي للقيم والاعراف والتقاليد والعادات العربية، لقد كان المشهد محزنا.
وبعدما عينت في 10 اغسطس ذهبت الى مدينة الخفجي وهو اخر حدودنا في المنطقة الشرقية، وشاهدنا مآسي كثيرة لآلاف الاشخاص يحملون ابناءهم واغراضهم وكم كان موقفا مشرفا ان يصر أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد على ان يكون موجودا في الخفجي ولا يتحرك من على الحدود.
حماية الشرعية
* هل كان سمو الأمير الراحل يتوقع العودة في اليوم نفسه؟
- الملك فهد عليه رحمة الله كان يعلم تماما بخبرته ان الشرعية لابد من حمايتها فاحتضن العائلة الحاكمة الكويتية وكان حريصا على ان تكون في مآمن، لذلك ارسل لسمو الأمير الراحل أمير المنطقة الشرقية حتى اقتنع في النهاية.
قيادة القوات
* هل كنت موجودا مع سمو الشيخ جابر؟
- لا.. كنت موجودا في الرياض لانه بعد تعييني قائدا للقوات ما كان احد يتصور ان دولة مثل المملكة العربية السعودية لم تكن لها تجربة في اجراء تدريب مشترك واحد مع كتيبة اجنبية يمكن ان تخطط لاستقبال قوات 37 دولة ممثلة في اكثر من 700 الف منها 550 الفا قوات امريكية والقوات الاخرى نحو 100، فضلا عن القوات السعودية 200 الف، والمجموع الكلي تقريبا مليون وكانت هذه القوات مقسمة بيني والجنرال شوارزكوف.
التصميم في الشدة
* كيف استقبلت المرسوم الملكي بتعيينك قائدا للقوات المشتركة؟
- من السهل على أي واحد ان يقول انه قضى حياته كلها في التدريب والتأهيل لمثل هذه القيادة، ولكن الحقيقة انه لا يوجد قائد عسكري يحلم بان يكون مسؤولا عن جيوش 37 دولة، لكن الله سبحانه وتعالى دائما يعطي الانسان التصميم في وقت الشدة لانها مسؤولية كبيرة، واذكر ان سمو الامير سلطان طلبا مني في ذلك الوقت الذهاب الى المدينة لمقابلة خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل فهد يرحمه الله الذي قال لي: اول مرة تكون الحروب بهذا الشكل، وعليك ان ترى صلاحياتك كقائد حرب لاننا لم نخض حروبا في السابق، فقلت: «اتمنى من الله لو كان اليوم 25 ساعة بدلا من 24 ساعة لاخدم اكثر».
منع صدام
* ماذا كان يحمل الأمير خالد بن سلطان في تلك اللحظات، هل حماية حدود مملكته المهددة من الغزو العراقي الذي كان يزحف باتجاه المملكة أم تحرير دولة شقيقة أم الاثنين معا؟
- أي قائد في ذلك الوقت لابد ان يكون «مبرمج خططه» في خطوات ومراحل محددة الاولى منها ان القوات العراقية احتلت الكويت، والثاني ماذا بعد الغزو؟ وهناك درس في المدرسة السوفيتية وفي ذلك الوقت هو في أي هجوم تكون هناك وقفة تكتيكية لاعادة تنظيم الجيوش وهذا ما فعله صدام، وكانت بداية اولوياتنا الا يدخل المملكة وكيفية وقف المد العراقي في ذلك الوقت لانه لم تكن لدينا قوات في المنطقة الشرقية لاننا لم نكن نتصور ان يكون هناك هجوم، فدفعنا بكتيبتين للمنطقة الشرقية على الحدود كاستطلاع، والامريكان في تحركاتهم لا يستطيعون ان يتعاملوا مع الاحداث الا بعد شهر تقريبا، لهذا في اول شهر كان الاعتماد على القوات السعودية فقط.
وجود الامريكان
* وزير الدفاع الامريكي ديك تشيني عرض على خادم الحرمين الشريفين الملك فهد خرائط وصور جوية لحجم الحشود العراقية المتجهة ناحية المملكة العربية السعودية ليتخذ القرار بالموافقة على استجلاب القوات الامريكية، لاننا علمنا ان خادم الحرمين كان مترددا ان تطأ ارض المملكة قوات اجنبية.. فما ردك؟
- وصل تشيني وفرقته يوم 6 اغسطس وبيّن لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بالخرائط حجم القوات العراقية الموجودة في الكويت وخلف الكويت، والملك فهد كان يدرك بحنكته انه لا يستطيع احد ان يحرر الكويت الا قوات يجب ان تأتي في اسرع وقت، وعندها قوة الذراع للتعامل مع هذا الموقف بأسرع وقت ممكن تزامنا مع مصالحهم في تدفق النفط، ولم تتوافر كل هذه العوامل الا في الولايات المتحدة لذلك كان مناقشتنا مع الامريكان ليست في التفكير في مجيئهم ام لا، انما هل سيأتون بقوات قوية لتحقيق الهدف أم مجرد قوات رمزية ومن اهم الاشياء التي اردنا ان نوضحها في جميع المكاتبات والاتفاقيات معهم ان يكون امر سحب القوات الاجنبية من صلاحية الملك فهد حتى وان كان بعد 24 ساعة.
3 أشياء
* التحالف الذي شكل من 37 دولة كان مقترحا امريكيا لحث الدول الاخرى على صد العدوان العراقي باعتبارها حرباً أممية، ولكن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد هو الذي كان وراء ضرورة تكوين التحالف وليس الاعتماد على الولايات المتحدة فقط.. فما رأيك؟
- في قرار الولايات المتحدة والمملكة كان الهدف ان الحشد الدولي يجعل القضية عامة امام الانظمة الدولية مثل هيئة الامم المتحدة، ولم يكن لدينا مانع من ان تكون القوات اكثر من 37 دولة فهناك قوات بحرية، وطبية، وهناك من يرسل قوات رمزية، وكانت توجهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد في التحالف الدولي اعطاء المظلة الدولية من خلال الامم المتحدة ومجلس الامن.
كما كانت هناك ثلاثة اشياء توجد في ذهن الملك فهد، الاول: لابد من توافر قوات كافية وقوية لردع العدوان وتحرير الكويت، والثاني ان تعلم الدول قبل ان تأتي بصلاحية اعادتها من المملكة بقرار من الملك نفسه، والاخير كيفية التعامل مع قوات اجنبية كبيرة في دولة لم يسبق لها ان تدربت مع كتيبة عسكرية واحدة.
قيادتان متوازيتان
* مَنْ وراء اطلاق «عاصفة الصحراء»، و«درع الصحراء»؟
- المسميات تعطى من الاركان ولكن الإشكال كان في وجود قيادتين متوازيتين في حرب واحدة وهذا لم يحدث في تاريخ الحروب من قبل، وكانت القيادة البحرية تحت المظلة الامريكية بناء على اتفاق بيننا، والقوات الجوية بقيادتها ولكن اوامر العمليات وكيفية استخدامها بقرار موحد، واذكر ذات مرة انه في طلعة جوية تدريبية محملة بكل الذخيرة وصلني الخبر قبل الاقلاع بحوالي ساعتين، فألغيت التمرين لأنهم لم يأخذوا اذناً مني، حتى تحركات القوات البرية من مكان الى آخر للتدريب على اراضي المملكة لا تستطيع ان تتحرك الا بأوامر مني وبمرافقة الشرطة العسكرية السعودية لتحقيق مبدأ السيادة على الارض، والقوات البرية كانت مقسمة بين الجنرال شوارزكوف في «درع الصحراء» حيث كانت القوات الامريكية والبريطانية تحت القيادة الامريكية، اما باقي القوات بما فيها القوات الفرنسية والافريقية والعربية والخدمات الطبية تحت القيادة السعودية، والخطأ الشائع الذي تقع فيه صحافتنا العربية قولهم «قائد القوات العربية» والاصوب «قائد القوات المشتركة»، وعندما بدأت الحرب تحولت القوات الفرنسية من القيادة السعودية الى الامريكية لأنهم دخلوا العراق، اما القوات التي كانت تحت قيادتي فكانت مهمتها الدفاع ولا ندخل لشبر واحد الى الاراضي العراقية.
سيطرة سعودية
* يشهد التاريخ انه تمت العملية بطريقة منظمة وبدقة عالية، ولكن هناك جانبا آخر حيث اعتقد البعض ان هناك غيرة قيادية فيما بين الجنرال شوارزكوف والامير خالد بن سلطان حتى فسرت بعض التصريحات الاعلامية بأن فيها شيئا من التناقض.. كيف ترى ذلك؟
- التنسيق كان موجودا ولكن بصراحة شديدة وجود قيادتين في حرب واحدة مسألة صعبة، فكنت متمسكا ألا يسجل التاريخ ان القيادة السعودية ليست مسيطرة داخل الاراضي السعودية، ولكن لكي نكون واقعيين فالقيادة الامريكية هي قيادة دولة عظمى مسرح عملياتها يبدأ من اوروبا الى باكستان ولهذا لا نستطيع ان نقول هناك مقارنة في الصلاحيات أو الامكانات ولكن استطيع ان اقول بالتساوي الكامل بالنسبة لقيادة القوات داخل الاراضي السعودية والحدود السعودية البحرية والجوية والبرية وهذا ما تمسكت به.
تحرير الخفجي
* هلّا حدثتنا عن عملية تحرير الخفجي؟
- الخفجي هي من اهم نقاط التحول في حرب تحرير الكويت، لان الخفجي كما يعلم الجميع منطقة غير مأهولة وكنت اتصور ان دخول صدام الخفجي لوجود خطة اخرى لديه، لانه ماذا يريد من مدينة «ميتة» وهي مدينة سعودية يجب الا يكون فيها ولو تمنيت ان يدخل بهذه الصورة لتحقيق اهدافي ما وقعت بهذا الشكل، لانه في خلال اقل من 4 ساعات حاصرت المنطقة كلها من الحدود الى الخفجي ودمرت القوات الجوية 3 فرق عراقية تماما داخل الكويت، وكان تصميم الملك فهد على انه يجب ان انهي وضع الخفجي بأسرع ما يمكن.
المفارز العربية
* هل تعمدت اشراك المفارز العربية في تحرير الخفجي؟
- كل ما هو تحت قيادتي اعتبرهم سواسية سواء كان سعوديا او قطريا او نيجيريا او فرنسيا.
أفضل سيناريو
* عندما اصدر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد امرا بضرورة التحرير السريع.. هل كنتم تخشون ان تتغير موازين القوة اذا انطلقت القوات العراقية الى الجبيل؟
- بعد دخوله بأقل من ساعة حصرت المنطقة تماما حتى لا يستطيع ان يتحرك شبرا واحدا، والقوات الجوية دمرت 3 فرق كاملة، ولهذا السبب اعتبر الخفجي اذا تخيلت سيناريو طيبا لتحطيم صدام ما وجدت افضل من الخفجي.
كانوا ينتظروننا
* أشرت في كتابك «مقاتل من الصحراء» الى الروح المعنوية فكيف كانت الروح المعنوية للجنود السعوديين مؤثرة في تحريك الخفجي؟
- اي جيش يدافع عن قضية مؤمن بها طريقة تعامله في الحرب ستختلف، ولهذا السبب اقول: لا تحكموا على الجيش العراقي من خلال حرب تحرير الكويت، فانه حارب مرغما وانا لا اتكلم على الحرس الجمهوري ولكن اكثر الجنود العراقيين الذين استسلموا كانوا ينتظرون قدومنا، والخفجي تعتبر المعركة الوحيدة في كل حرب تحرير الكويت!
أقل الخسائر
* معركة الخفجي وتحريرها لم تؤثر في معنويات القيادة العراقية فقط ولكن اثرت ايجابيا في نفوس الكويتيين لانها كانت المقدمة لتحرير الكويت.. فماذا تحمل من ذكريات لحظة انطلاقتك بالحرب البرية لتحرير الكويت؟
- قمنا بإنشاء تحصينات كبيرة بما فيها خنادق مليئة بالزيوت والحرائق، وحاولنا ان نتدرب عليها ولكن كان كل همي هو فتح الثغرات لان الخسائر فيها تكون كثيرة ولهذا تركزت على التدريب في منطقة التحصينات الموجودة نفسها، وشوارزكوف اخبرني بانه فاتح ثغرة من عند المارينز فعلينا الدخول منها بدلا من فتح ثغرة اخرى، فقلت: «لا يمكن ان يقول التاريخ ان القوات التي تحت قيادتي تمر من خلال ثغرة فتحت بواسطة الامريكان»، واللحظات التي لا استطيع ان انساها وقت دخول القوات في ظل توقعات بوجود خسائر كثيرة ولكن الحمد لله تمت بنجاح تام وبأقل الخسائر.
* من قام بفتح الثغرة؟
- قوات سعودية ومصرية وكتيبة مهندسين سورية، والقوات الكويتية ثم اعادة تأهيلها مرة اخرى وكانت في المقدمة لفتح الثغرة.
* هل هذه الدخول أعطاكم دلالة على ضعف التحصينات العراقية؟
- نحن توقعنا حجم الخسائر تقريبا %50 وكذلك التوقيتات فكانت توقيتاتنا الوصول الى نقطة محددة خلال 24 ساعة توصلناها في اقل من 12 ساعة.
مصادفة
* تزامن عيد الاستقلال الذي يحتفل به الكويتيون كل عام مع التحرير، كان بقصد منكم تحرير الكويت في هذا اليوم ليتزامن مع الاستقلال ام جاء مصادفة؟
- بصراحة لم ننظر لهذا ولكن نظرنا لعدة اشياء وهي استكمال جميع احتياجات القوات للهجوم، والطقس يوم الدخول، واذكر انه تم الاتفاق مع شوارزكوف على يوم 21 ولكن سقطت في ذلك الوقت امطار غزيرة لذلك اجلناه الى يوم 26 يناير لجهازية القوات وقتها والمناخ الطيب في ذلك اليوم.