أكدت ايران يوم السبت انها اضطرت لتفريغ الوقود من مفاعل بوشهر النووي الذي شيدته روسيا وهو ما يشير الى المزيد من المشكلات في المحطة النووية الايرانية الوحيدة بعد عقود من التأجيل. وقال علي أصغر سلطانيه المبعوث الايراني الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لوكالة الطلبة للانباء ان المهندسين الروس الذين أنشأوا المحطة على الساحل الايراني للخليج نصحوا بتفريغ الوقود من اجل اجراء اختبارات. وقال مدير المحطة ان تفريغ الوقود تم لاسباب تتعلق بالامان.
وقال سلطانيه "بناء على طلب روسيا اجراء اختبارات وقياسات تقنية سيتم تفريغ الوقود من قلب المفاعل ويعاد اليه بعد استكمال الاختبارات."
وذكر مصدر مقرب من المشروع ان الوقود يجري تفريغه للاشتباه في تلوثه بجزيئات معدنية من المعدات التي شاركت في بناء قلب المفاعل والتي قارب عمرها 30 عاما.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته "نحن نتحدث عن جزئيات حجمها نحو ثلاثة مليمترات.
واضاف "بعض المعدات التي استخدمت في البناء ظلت غير مستخدمة لمدة 30 عاما. يجب تفريغ الوقود واختباره للتأكد من ان الجزيئات المعدنية لم تدخل فيه."
وقال ان عملية تفريغ الوقود قد تستغرق ستة أيام.
وقال سلطانيه ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستشرف على عملية تفريغ الوقود. وكانت الوكالة قد ذكرت مشكلة الوقود في تقرير سري اطلعت عليه رويترز يوم الجمعة.
وقال مسؤول ايراني رفيع قد قال في وقت سابق من هذا الشهر انه ينبغي للبلاد التحقيق في مزاعم بتسبب فيروس ستاكسنت في اضرار كبيرة في مفاعل بوشهر
وجاء ذلك بعد أن قال سفير روسيا لدى حلف شمال الاطلسي ان فيروس الكمبيوتر كان من الممكن ان يتسبب في وقوع كارثة على غرار كارثة تشرنوبيل التي وقعت في أوكرانيا التي كانت احدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي حينها عام 1986.
وقال حسين درخشنده مدير محطة بوشهر لوكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية "السلامة مهمة ولها الاولوية على سرعة بدء تشغيل محطة الطاقة."
وبدأت شركة سيمنز الالمانية بناء محطة بوشهر في السبعينات قبل الثورة الاسلامية الايرانية ومنذ ذلك الوقت شهدت المحطة تأجيلات متوالية. وتم تحميل الوقود الى المفاعل قبل اربعة أشهر لكن الموعد النهائي الذي كان مقررا لتشغيل المحطة في يناير كانون الثاني مر دون ان يبدأ التشغيل.
ومن شأن المزيد من التأجيل أن يمثل احراجا ليس فقط للمسؤولين السياسيين الايرانيين الذين جعلوا محطة بوشهر مركزا لاستعراض الطموحات النووية السلمية الايرانية لكن ايضا بالنسبة لروسيا التي تسعى لزيادة صادراتها من التكنولوجيا النووية الى الاقتصاديات الصاعدة.
وألقى حامد رضا كاتوزيان رئيس لجنة الطاقة في البرلمان الايراني باللوم في تأجيل تشغيل المحطة على روسيا وقال لصحيفة الشرق اليومية "انتهاك الروس المتكرر للوعود وانعدام مسؤوليتهم في مشروع بوشهر ما زال مستمرا."
وتخضع ايران لعقوبات دولية بسبب مخاوف من أن يكون برنامجها النووي موجها لصنع أسلحة نووية وهو أمر تنفيه.
ويقول الخبراء ان تشغيل طهران لمحطة بوشهر التي كلفتها مليار دولار لن يجعلها أقرب الى صنع قنبلة نووية حيث تقوم روسيا بتزويد المحطة باليورانيوم المخصب وهي أيضا التي ستقوم بأخذ الوقود المستهلك الذي يمكن استخدامه في صنع البلوتونيوم لصنع الاسلحة النووية
طهران (رويترز)