الدرس الاول (العمليات الجبلية)

إنضم
27 سبتمبر 2009
المشاركات
7
التفاعل
0 0 0
العمليات الجبلية

1. التنظيم . تعتبر تنظيم فرقة المشاة هو التشكيل المناسب في المناطق الجبلية مع إدخال بعض التعديلات عند الحاجة ، لكي تناسب المواقف الخاصة ومن المألوف أن تتخذ هذه التعديلات صيغة التأكيد الزائد على إعادة التموين واستبعاد العربات والأسلحة التي لا تتناسب وطبيعة الأرض ، هذا بالإضافة إلى التأكيد على تخفيف حمولة الجندي للمحافظة على خفة حركة سيره على الأقدام في المرتفعات الكثيرة وتعتبر فرقة المظليين أيضاً مناسبة بشكل مثالي للعمليات الجبلية لتدريبها على مثل هذه العمليات وخفة معداتها .
2. خصائص المناطق الجبلية هي :
‌أ. منطقة شاسعة تغطيها الجبال .
‌ب. سفوح شديدة الانحدار وقمم متجمدة ( جليدية ) .
جـ. وديان تتعرج وتلتف ، بحيث تصبح ضيقة وقريبة من بعضها ، ويمكن مشاهدتها متوغلة في أعماق الجبال .
‌د. أنواع مختلفة من الأراضي ، الطقس ، والنباتات .
هـ. ظروف جوية سريعة التغيير .
‌و. أنهار ومجاري مائية عميقة سريعة الجريان خاصة بعد هطول الأمطار .
‌ز. طرق محدودة وعادة ما تتبع مجاري الوديان .
‌ح. صعوبة الحركة بعيداً عن الوديان ، خاصة عكس التقاسيم الطبيعية للأرض .
‌ط. فوق كل شي تعتبر قابلية الحركة ، أو عدم قابلية الحركة هي الخاصية الرئيسية للعمليات الجبلية . غالباً ما تكون العمليات مرهقة للقطعات التي تقوم بها ، خاصة إذا كانت معتادة على العمل في المناطق الصحراوية .
3. الطقس . يصعب التوقع بالظروف الجوية في المناطق الجبلية ، حيث يتحول النسيم الهادئ إلى رياح شديدة خلال دقائق ، كما يمكن أن تحدث في تلك المناطق وخلال ساعات قليلة ظروف جوية متباينة ، شمس ساخنة ، ظل بارد ، رياح قارسة ، عواصف ممطرة ، ضباب ، رؤية محـدودة … الخ . لذا فإن الطقس غالباً ما يحدد نجاح ، أو فشل العمليات . يمكن أن يوفر الضباب ، أو السحب المنخفضة ستراً جيداً أثناء الحركة ، ولكن يمكنها أيضاً منع الإسناد الجوي بما في ذلك الطائرات العمودية .
4. مبادئ العمليات الجبلية . تطبق مبادئ الحرب في العمليات الجبلية كأي حرب أخرى ، ولكن هنالك بعض المبادئ لها اعتبار خاص وهي :
‌أ. المفاجأة . من السهل الحصول على المفاجأة التكتيكية بالحركات الجانبية في طرق أقل تعرضاً لمراقبة العدو ، باحتلال السفوح الخلفية في الدفاع ، كما يمكن الحصول عليها بالتحرك ليلاً ، أو في حالة الطقس الرديء ، وتحتاج إلى التخطيط الجيد للعمليات التكتيكية والإدارية .
‌ب. المرونـة . تحتاج العمليات الجبلية إلى مستوى عال جداً من اللياقة البدنية ، وخفة الحركة ويمكن تحقيق ذلك بما يلي :
( 1) بعد النظر في التخطيط من جانب القادة .
( 2) التدريب البدني العنيف الشاق للوصول إلى مستوى عال من اللياقة وتدريب الجبال الخاص .
( 3) تنظيم جيد للشئون الإدارية لمواجهة كل الاحتمالات والطوارئ .
( 4) مقدرة المشاة في الاعتماد على أنفسهم دون الأسلحة المساندة الأخرى .
( 5) الاستخدام الجيد للأسلحة بعيدة المدى خاصة السلاح الجوي .
( 6) استخدام كل سبل المواصلات الممكنة .
جـ. الإدارة . النواحي الإدارية في العمليات الجبلية لها تأثير مباشر على العمليات ، نظراً لصعوبة المواصلات ، يجب إيلاء الإدارة في الحروب الجبلية عناية خاصة .
‌د. الروح المعنوية . القتال في المناطق الجبلية يزيد من إرهاق الجنود ، خاصة في البرد القارس ، الحر الشديد ، الأمطار الغزيرة ، نقص المياه في بعض الأحيان ، صعوبة إخلاء الجرحى ، التزويد ، ويجب التخطيط للتغلب على هذه العوامل للمحافظة على الروح المعنوية .
5. التأثير على مبادئ العمليات الأساسية .
‌أ. الانتشار . تعتبر التحديدات التالية على الانتشار هامة بصفة خاصة :
( 1) نسبة لطبيعة الأرض الصعبة في الجبال وضرورة حماية أي تحرك ، تبرز الحاجة لمزيد من الرجال لاحتلال هدف ما ، أكثر مما هو معتاد في المناطق العادية . أضف إلى ذلك إدامة الجيوش الحديثة الكبيرة تتطلب شبكة واسعة من الطرق ، السكك الحديدية والمطارات والتي لا تتوفر في المناطق الجبلية . عليه فإن حجم القوة التي تقاتل في الجبال محدد بالإمكانيات المتيسرة لإدامتها والتي تكون صغيرة نسبياً .
( 2) تقل طرق التنقل وعموماً تقع على الوديان الضيقة ، حيث يصعب الانتشار خارج الطرق ، وغالباً ما يكون غير ممكناً عداً الآليات الخفيفة ودواب الأحمال ، وهذا من شأنه أن يقتصر الأحمال على الضروريات التي يمكن أن ترافق القطعات ، كما تحد هذه الخاصية من الانتشار .
( 3) يمكن أن تعمل الدبابات بأعداد صغيرة ، وبدرجة أقل من آليات الاستطلاع المدرعة وغالباً ما تحد حركتها على المحاور الرئيسية إلى حين فتح طرق أخرى لها . مع ذلك ينبغي عدم إغفال مقدرتها على تسلق التلال الصغيرة .
( 4) سيكون من الصعب إيجاد مواقع جيدة لمدافع المدفعية ومشكلة تأثير القمم على مدياتها ، إلا أن الهاونات لا تعاني كثيراً من هذه التحديدات بنفس المستوى .
( 5) يصعب تصحيح الأخطاء التي ترتكب أثناء الانتشار الأولى ، حيث لا يتوفر الوقت لإجراء تغيرات في الخطة خلال الدقائق الأخيرة . لذا يعتبر تقدير الموقف الجيد الذي يعقبه تخطيط واضح ومفصل ذو أهمية قصوى .
‌ب. الحاجة للمشاة . ستكون الحاجة أكثر مما هو معتاد ، وعلى الرغم من ترجلهم ، إلا أنه غالباً ما تكون لديهم القدرة على الحركة في أي مكان على الجبال ، شريطة أن تتوفر لديهم اللياقة البدنية والتأقلم على العمل في الجبال . يمكن فقط للمشاة احتلال الأرض العالية الحيوية التي تسيطر على المقتربات ، وتمكن من ملاحظة العدو ، بينما تمنع العدو من ملاحظة مواقعنا وخطوط إمدادنا . غالباً ما يمكن لقوة صغيرة بحجم سرية ، أو حتى فصيل ، تحتل مواقع حاكمة على ممر ، أو قمة جبل أن توقف ، أو تعطل قوات كبيرة للعدو بغض النظر عن أي مقارنة مع هذه القوة . تعتبر الجماعات الصغيرة أكثر فعالية عند طلبها الإسناد المدفعي ، والهجوم الأرضي للطائرات المقاتلة وتوجيه نيرانها لتعطي أقصى تأثير . مع ذلك ، فإن المشاة تكون مؤثرة فقط في الجبال إذا كان بإمكانها التحرك بسرعة إلى أعلى , أو على الممرات الشديدة الوعورة ، مع إمكانية مقدرتها على القتال على الهدف .
جـ. حركة القوات .
( 1) كما سبق ذكره ، فإن قابلية الحركة هي عقدة العمليات في المناطق الجبلية ، حيث يصعب السير على الأقدام في المنحدرات الصخرية ، ولكن يمكن للياقة الجيدة ، التصميم والأساليب التي تم تطبيقها جيداً أثناء التدريب للتغلب على هذه المصاعب .
( 2) يمكن للطائرات العمودية ، بالطبع ، أن تلعب دوراً هاماً في حركة القوات ، ولكن قد لا تتوفر هذه الطائرات ، أولا يمكن استخدامها بسبب سوء الأحوال الجوية ، لذا ، فإن العمليات ستظل تعتمد كثيراً على حركة القوات على الأقدام .
6. العمليات في المناطق الجبلية .
‌أ. الخصائص .
( 1) تعيق الجبال الجيوش الحديثة في استخدام أساليبها العملياتية ، أسلحتها ، ومعداتها المتطورة بالمستوى الأفضل . تساعد طبيعة المنطقة العدو الأكثر ضعفاً ليكون مؤثراً بغض النظر عن عدده وقدراته ، شريطة أن يكون ذلك العدو ذو عزيمة ومدرب جيداً للعمل في المناطق الجبلية .
( 2) يوفر لنا التاريخ العسكري القريب مثالين ممتازين . تعطي عمليات عصابات المارشال ( تيتو ) ضد الألمان في يوغسلافيا أثناء الحرب العالمية الثانية ، كثيراً من التوضيح عن كيفية تحقيق النجاح ضد الأعداء المتفوقين عدداً وعتاداً . من الحملات المعاصرة التي تبرز توضيحات مماثلة ، هي الصراع السوفيتي الأفغاني . ينبغي على الطلاب الذين يرغبون في دراسة العمليات في المناطق الجبلية بالتفصيل ، الرجوع إلى مكتبة الكلية ، حيث يوجد عدداً من الكتب التي تشكل مراجعاً مناسبة .
( 3) بشكل عام تتميز العمليات في المناطق الجبلية بالآتي :
(‌أ ) الأرض والملاحظة . مهما كان مستوى العمليات ، فإن العامل الحاكم لتحقيق النجاح ، هو الملاحظة الجيدة وحرمان العدو منها ، حيث ستدور المعركة ، بصفة ثابتة ، للسيطرة على الأرض الحيوية . يعتبر هذا العامل في المناطق الجبلية عاملاً ذو أهمية بالغة ، ويوفر ميزة للمدافع .
(‌ب ) المنـاخ . إن حدة المناخ وتغيراته المفاجئة يجعل تأقلم القوات الكامل ، وتدريبهم على أعلى مستويات اللياقة البدنية والعقلية ضرورياً . للمناخ أيضاَ مؤثرات ملحوظة على كل من المعدلات وصيانة المعدات والمهمات .
(‌ج ) المواصلات الأرضية . إن ندرة ، أو انعدام الطرق يجعل من قابلية الحركة معضلة ، خاصة بالنسبة للقوات الآلية ، حيث تحد الطبيعة الجبلية من حجم الحركة وسرعتها . تقتصر حركة العجلات والمجنزرات على الوديان بدرجة كبيرة ، ( حيث يكون الدرب رديئاً جداً في أغلب الأحيان ) ، ويحكم اتجاهاتها طبيعة المنطقة ، وتتطلب حركة كافة الآليات سيطرة دقيقة ، كما تشكل الملاحة صعوبات مستمرة . يواجه الإنسان الذي يمشي على قدميه مشاكل مشابهة بدرجة أقل ولكن مع الصعوبات المتزايدة المتمثلة في وجود حملة لحاجاته الأساسية ـ من ماء وأرزاق وذخيرة ـ دون أن يضعف ذلك من قابلية حركته وقوة تحمله . إن الوقت المستغرق في حركة القوات والآليات والمعدات على الأرض يصعب جداً تقديره بدقة ، وعادة ما يقدر بمستوى أقل . عليه يصعب أن تضع خطوطاً إرشادية دقيقة لمثل هذه التوقيتات ، حيث أنها ستتغير كثيراً طبقاً للمناخ ، الارتفاع ومستوى انحدار الجبال ، إلا أن استخدام الطائرات العمودية سيقلل كثيراً من هذه الصعوبات .
(‌د ) المـوارد . في المناطق القاحلة ، حيث يوجد القليل ، أو لا يوجد ( على الطريق ) شيئاً من الموارد المحلية ، يجب أن تكون القوات مكتفية ذاتياً من الناحية الإدارية ، وهذا ينطبق على الأفراد ، الوحدات ، والتشكيلات ، ولديه مضامين تتعلق بأنظمة الشؤون الإدارية التي تمت مناقشتها .
(‌ه ) الانعـزال . في عمليات مقاومة العصيان / التمرد يكون الأساس لكل التخطيط للعمليات ، هو جمع وتمحيص الاستخبارات . إن قيمة المناطق الجبلية بالنسبة للقائمين بهذا الأمر هو ، كونها مناطق نائية / منعزلة يندر وجود إدارة مدنية قوية وثابتة بها ، ويشمل ذلك الشرطة المدنية . في مثل هذه الظروف ، تجد قوات الأمن صعوبة في الحصول على الاستخبارات التي تحتاجها لتشديد قبضتها على المتمردين ، أو الثوار . مثال لذلك ، اليونان ، الجزائر ، عمان وأفغانستان .
7. تأثير طبيعة الأرض .
‌أ. أن القتال في المناطق الجبلية يضعف ميزة الوحدة القتالية وعلى الأخص في مراحل الهجوم ، كما أن طبيعة الأرض تجعل ميدان المعركة مجزءاً تصعب السيطرة عليه .
‌ب. يجري تنفيذ أعمال التطويق ما أمكن مقترنة في الغالب مع عملية الخداع ، أو الهجوم بالمواجهة الأمامية التي يقصد بها تحويل انتباه العدو . تعتبر قوات الاقتحام المنقولة جواً ذات نفع كبير بشكل خاص في تنفيذ الهجمات المفاجئة ، ومناورات ضرب الأجنحة وفي كافة العمليات الهجومية يصبح الاستيلاء على معالم الأرض المسيطرة ، مثل ، الأهداف المتوسطة والرئيسية نواة لخطط القائد ويجب التأكيد على بذل جهد خاص للاستيلاء على النقاط المسيطرة لأجل ملاحظة المدفعية .
جـ. يجب على القوات ، لكي تتقدم بنجاح أن تقوم بعملها على امتداد الحواف ، والمعالم الطبيعية المرتفعة مع تجنب ممرات الاقتراب الطبيعية التي تزرع فيها الألغام ، ويسهل الدفاع عنها في العادة ، حيث أن العدو وبهذه الطريقة سيضطر إلى إخلاء المواقع الحصينة في الأودية ، وطرق الاقتراب الطبيعية ، نظراً لمرور القوات منها ، وبما أن العدو يدافع بشدة عن القمم والحواف عادة ، فإن احتلال هذه الأراضي المرتفعة يستلزم القيام بهجوم في المواجهة . يمكن تقليل تكاليف مثل هذه العملية بالتحرك على قمم الحواف التي تساعد على السير بدلاً من التحرك في الأودية ، ويجب التأكيد على عدم القيام بالهجوم بالمواجهة كوسيلة أخيرة فقط .
8. إجراءات السيطرة . تستخدم الأهداف المتوسطة ، واتجاه الهجوم ، أو محور التقدم كإجراءات للسيطرة في الغالب . أما الحدود فيجري تعيينها إذا كانت هناك قيود على النيران ، أو الحركة .
9. المبــادرة . في المناطق الوعرة يمكن أن تتاح لقادة الوحدات الصغيرة فرصاً غير مألوفة ، ولا منتظرة . إن استغلال هذه الفرص قد يؤدي إلى تأثير العمل بكامله ، ولابد أن يكون صغار القادة على علم بالموقف كاملاً ، وعلى القائد الأعلى أن يسارع في اغتنام الفائدة التي تحرزها وحداته الصغرى .
10. المهام المنفصلة ( المستقلة ) . يجب أن تكون الوحدات العاملة بشكل مستقل ، أو شبه مستقل ذات تنظيم يمكنها من إنجاز المهمة دون الحاجة إلى إسناد القيادة العليا .
11. مسير الاقتراب .
‌أ. أثناء المسير في طريق ضيق على خط سلسلة جبلية قد يتراوح طول رتل الكتيبة من ( 7 إلى 10 ) كم ، وطول المسافة الزمنية عدة ساعات ، ويكلف الانتشار بالعرض وقتاً كبيراً . هذا وإن حرس المقدمة يتكون من سرية بنادق تعززها عناصر من فصيل الهاون إذا سمحت طبيعة الأرض بذلك وقسم من المهندسين . أما بالنسبة لحرس المؤخرة فقد يكون ضرورياً ، ويتم تنظيمه بشكل مشابه لحرس المقدمة . تطبق هذه الخطة عندما تمنع شبكات الطرق على امتداد السلسلة الجبلية من استخدام أكثر من طريق واحد . أما إذا وجد أكثر من طريق واحد ، أو إذا كان القتال وشيك الحدوث ، فإنه يمكن استخدام أرتال متوازية وتشكيل توضع فيه وحدة على كل حافة ، وتوضع القوة الرئيسية الموجودة في الوادي في المؤخرة . في كافة الأحوال لابد للوحدة المنفصلة عن القوة الرئيسية أن تكون قادرة على القتال دون مساندة أما أثناء التحرك للاشتباك فانه بالإمكان استخدام القوات المنقولة جواً مع القوة الساترة ، وبين القوة الساترة وحرس المقدمة ومع حرس المقدمة وعلى جوانب القوة الرئيسية كذلك .
‌ب. هنـاك قاعـدة تطبق بشكل خاص وهي تقول ( يجب أن لا توقف الاشتباك مطلقاً منذ اللحظات الأولى ) . نادراً ما يكون الاشتباك الجانبي بين الوحدات المجاورة مستمراً ، ولذلك ترسل دوريات في كثير من الأحيان للاتصال . هذا بالإضافة إلى وجوب إرسال دوريات قتال للأجنحة لتغطية المناطق التي تجاوزها .
جـ. تجري المحافظة على التماس مع العدو أثناء مسير الاقتراب بواسطة استخدام الدوريات ، أو الطائرات .
12. الهجــوم .
‌أ. تكون عملية ضرب الأجنحة مستحيلة في بعض الأحيان ، حيث يطلب من الوحدة الهجوم بالمواجهة .
‌ب. أن نجاح الهجوم بالمواجهة أثناء النهار ضئيل ، ويتحتم على مثل هذا الهجوم أن يمنع العدو من استخدام احتياطه أما الهجوم الليلي فإنه يلاقي نجاحاً أكبر .
جـ. أن بساطة الخطة ، هي الأساس في نجاح العملية الليلية ، ولابد أن يخضع مثل هذا التخطيط لسيطرة مستمرة فعالة من جانب القادة وتعمل خطة بديلة في حالة حدوث تطورات غير منتظرة . أما خصائص الهجوم الليلي فهي :
( 1) صعوبة المحافظة على السيطرة .
( 2) التحرك البطيء المنتظم .
( 3) صعوبة إعادة التنظيم بعد احتلال الهدف .
‌د. يكون الهجوم على موقع شديد الانحدار في كثير من الأحيان ، أكثر سهولة لوجود منطقة ميتة كبيرة ، ويجب عدم التوقف على قمة الهدف ، أما التقدم فوق القمم فيجب أن يتم بحذر ، وفي تشكيل منتشر . على المهاجم متابعة الضغط على العدو نحو الهدف التالي ، أو عمل الحفر وإعادة التنظيم على مسافة كافية أمام قمم الجبل . يترتب على قادة وحدات الاقتحام في حالة التوقف لإعادة التنظيم ، أن يرسلوا دوريات قتال للمحافظة على التماس مع العدو .
هـ. إذا كان الهدف أبعد من مدى مدفعية الإسناد ، فيجب الاهتمام بالتنسيق ، ووضع فترات الانتقال وإعادة التموين بالذخيرة في المناطق الأمامية .
‌و. تعتبر عملية عبور وادي من جانب لآخر واقتحام حافة قوية في دفاعها مشابهة لعملية عبور الأنهار ، والغرض منها هو العبور بقوة بشكل سريع ، مع الاقتصاد ، وإقامة رأس جسر يسمح بعبور القوة الرئيسية إلا أن هذا العمل يتطلب استطلاعاً دقيقاً ن وتنسيقاً لنيران الإسناد وأخيراً هجوماً مخططاً تخطيطاً دقيقاً ، والأفضل أن يكون ذلك مع استخدام الدخان ، أو في الليل ، والتحرك بكامل القوة من الحافة إلى الوادي قبل تأمين الحافة التالية تعتبر كارثة .
‌ز. يمكن الهجوم بواسطة التطويق إذا كان الموقع محصناً ، ويصعب على القوة الأرضية اختراق ، أو ضرب جوانبه ، وبإمكان القوات المتحركة جواً الهجوم بشكل أسرع من القوات الأرضية ، ولابد لهذه القوات أن تكون كبيرة ، بحيث يستفاد من المفاجأة ، ومن الممكن استخدام عدة طرق لاختصار الفترة التي تتعرض فيها القوات ، والطائرات لملاحظة العدو ، ونيرانه أثناء التحرك . يجب أن لا يؤدي اختيار الطرق إلى تجزئة نيران الإسناد بشكل زائد ، وتبذل أقصى الجهود لإخماد نيران العدو أثناء تحليق القوات المتحركة جواً فوق الموقع المحصن ، وأما إذا لم تستخدم القوات المتحركة جواً في التطويق في المرحلة الأولى من الهجوم ، فبالإمكان وضعها في الاحتياط لتعزيز واستغلال الاختراق . من الضروري تحقيق السيطرة الجوية قبل دخول مناطق العدو ، وإن عبارة ( السيطرة والتحكم الجوي اصطلاح أوسع في مجاله ومعناه من التفوق الجوي ) .
‌ح. يجب أن تكون مراكز القيادة قريبة من المقدمة ، حيث أن هذا يسمح بالسيطرة الإيجابية على العناصر الأمامية يجعل الاتصالات اللاسلكية أقوى ، كما أنه يمكن المراسلين من إنجاز مهامهم بشكل أسرع واحتمال فقدانهم أقل ، ويمكن للأركانات الأشراف الشخصي ، وأن تكون وحدات الإسناد والاحتياط قريبة لتوفير الحماية لمركز القيادة .
13. نيران الإسناد .
‌أ. يجب على أسلحة المشاة الثقيلة ، وملاحظوا المدفعية الأماميين وجماعات المساحة أن تسير مباشرة وراء المشاة أثناء التقديم للمناطق المسيطرة لكي تساند الهجوم باستمرار . لابد لجميع ضباط أسلحة القتال وضباط الصف فيها أن يكون لديهم القدرة على تعديل نيران أسلحة الإسناد .
‌ب. يجب أن تشمل الأوامر المستديمة ، وأوامر الميدان على النسبة المئوية من ذخيرة مدفعية الميدان ، والهاون الواجب حفظها للإسناد القريب المطلوبة للاقتحام ، ولصد أي هجوم مضاد قد يحدث ، وذلك بسبب الصعوبات التي تواجه إعادة التموين بالذخيرة وبالإضافة إلى ذلك لابد من الاحتفاظ بعدد ثابت من الطلقات لدى الاحتياط ، وذلك لاستعمالها بناء على أمر قائـد الوحدة فقط .
جـ. يجب الحصول على أكبر فائدة من نيران الإسناد سواء الجوية منها ، أو البرية .
14. استعمال الدخان . يعلق أهمية كبرى على استعمال الدخان في مختلف مراحل العمليات الجبلية ، ولابد أن يكون استعمال الدخان في الهجوم النهاري بالمواجهة أثناء عبور جداول ، وأعمال الانسحاب ، وللتأثير على المواقع والأهداف الحقيقية ، والأهداف العامة ، وتمييزها ، وقد تعمل الأحوال المناخية كالعواصف الثلجية ، والضباب على مساعدة الدخان بإخفاء المهاجم .

15. استغلال النجاح والمطاردة .
‌أ. يجب العمل على استغلال كل نجاح بسرعة وعنف ، وذلك بواسطة الاستفادة من القوات الاحتياطية للهجمات الجانبية على نقاط مقاومة العدو المجاورة ، والاستيلاء على مراكز اتصالاته وقطع الطريق على تراجع قواته المعزولة . يجب على المدفعية أن تقوم على طول مداها بستر كل ممر من ممرات الهروب المرئية بواسطة نيران الإعاقة ، والانتفاع بدوريات القتال المتحركة جواً لسد طريق التراجع ، وذلك باستخدامها على المعالم الرئيسية من طبيعة الأرض ، لعمل الموانع بشكل عام لكي تقوم بإزعاج ، وتمزيق احتياط العدو ، ومناطق تموينه . أما الدبابات فيمكن الاستفادة منها على امتداد الطرق ، والممرات لمهاجمة جماعات العدو المتراجعة ، كما يجب طلب إسناد الطيران التكتيكي إن وجد لمهاجمة الأرتال المتراجعة بأقصى طاقتها ، وخاصة عند مراكز الاتصالات والممرات . يجب المحافظة أثناء الاستغلال على أمن المناطق الخلفية .
16. الهجوم على موقع محصن .
‌أ. يعتبر الهجوم على موقع محصن صعب للغاية في الجبال ويتطلب وقتاً للتخطيط ، والتنظيم والتحضير أكثر مما لوكان على أرض عادية . كما أنه من الضروري القيام باستطلاع دقيق متواصل بالإضافة لدراسة الصور الجوية الرأسية والمائلة ، وأما بالنسبة للثغرات الفاصلة بين المواقع المحصنة التي تحميها القوات المتحركة فقط فيتوقع أن تزرع ألغام كثيفة بشكل غير عادي يختلف عما هو في المناطق العادية .
‌ب. من الممكن أن يجري التنسيق بالهجوم على الأجنحة مع القوات المحمولة ، أو المتحركة جواً على المناطق الخلفية ، والمسنودة بنيران تحضيرية مركزة من المدفعية على النقاط الهامة ، وذلك لاختراق المواقع المحصنة .
17. العمليات الدفاعية .
‌أ. مميزاتـها . بغض النظر عن حجم وتكوين الوحدات المشتركة في القتال في المناطق الجبلية فأنها تتميز بالآتي :
( 1) طبيعة الأرض المسيطرة توفر للمدافع مواقع رماية في نفس الوقت الذي تحرم المهاجم منها .
( 2) المنحدرات والتضاريس الطبيعية الأخرى تسبب المصاعب في وجه المهاجم .
( 3) هناك مناطق أما أنه لا يمكن للعدو المرور منها ، أو يصعب العمل عليها للغاية .
( 4) أن قلة الطرق تفرض قيود على استخدام الدبابات وعربات القتال وتجعلها معرضه للتدمير .
‌ب. تزداد الفوائد إلى حد كبير بواسطة العوائق الاصطناعية ، والقصف الجوي على امتداد تقدم العدو . يكفي عدد قليل من المتفجرات الموضوعة في أماكن مختارة لإيقاف جميع تحركات العدو في الغالب لفترة من الزمن في قسم كبير من مقدمته .
جـ. أن طبيعة الأرض الجبلية تسمح للمدافع بخداع عدوه بشكل أسهل فيما يتعلق بملاك قوته غرضه ، وتنظيماته . على الرغم من صعوبة التحرك بوحدات الاحتياط ، فإن المدافع يستطيع عادة إنجاز هذا التحرك بشكل أسرع من المهاجم ، طالما أن الأول يملك وقتاً أطول لعمل شبكة من الممرات الجانبية ، كما أن القوات لا تكون متعبة عادة بقدر قوات المهاجم .
‌د. يكون عمل الإعاقة فعالاً بشكل خاص في الجبال بقوات قليلة ، ومن السهل جعل الطرق والممرات صالحة للمرور لفترة طويلة بعمل الزلاقات الصخرية ، وعمل الحفر على أشد المناطق انحداراً في الممرات الضيقة ، وبشكل عام في الأماكن التي يمكن فيها تخطي العراقيل وإزالتها بسهولة.
هـ. عيـوبـه . أما عيوب الدفاع في الجبال فهي ما يلي :
( 1) وجود الطيات الأرضية يجعل من الصعب ، أو المستحيل تبديل نيران الإسناد بسرعة.
( 2) يستحيل في الغالب إيجاد نيران حاصدة في المناطق الوعرة .
( 3) الجبال ذات المنحدرات المشجرة ، والرؤوس الصخرية الصعبة تمكن العدو من القيام بهجمات مفاجئة حاسمة .
( 4) صعوبة الحفر تتطلب وقتاً أطول للتحضير ، وتنظيم المواقع .
( 5) ازدياد إمكانية مرور العدو الجانبي ، أو عزله لبعض القوات .

18. اختيار المواقع .
‌أ. يتوقف اختيار المواقع الدفاعية لتأمين ما يلي :
( 1) اعتراض طرق الاقتراب التي قد يستعملها العدو .
( 2) حماية خطوط الاتصالات الدفاعية وخاصة مفترقات الطرق الهامة ، الجسور ، والطرق الجانبية التي قد تستعملها القوات الاحتياطية .
( 3) حماية الأجنحة بوضعها مقابل الشعاب العميقة ، أو الرؤوس الصخرية القائمة ، والمناطق الأخرى يصعب اختراقها .
( 4) تغطية جميع مناطق المقدمة دون الاهتمام بمقدار مناعتها على العدو الذي يراها .
( 5) الدفاع من جميع الجهات ، وخاصة أن اعتبارات طبيعة الأرض تستدعي تنظيم المواقع الدفاعية على حواف متعاقبة .
( 6) تغطية الشعاب بالنيران المباشرة وغير المباشرة ، وسدها بالألغام المضادة للأفراد ، أو الأسلاك الشائكة ، وبعض المواقع الأخرى . قد تستدعي الضرورة وضع الأفراد في الأودية أثناء فترات ضعف الرؤية .
( 7) ملاحظة جميع طرق اقتراب العدو وتحركاته للحصول على معلومات مبكرة عن تحشداته .
( 8) القدرة على إعادة تموين المواقع .
‌ب. يعتبر استخدام الأسلحة الأتوماتيكية ، وتحديد مواقعها ذو أهمية حيوية في الحرب الجبلية ، ويمكن تغطية الحواف الجرداء بالنيران الأتوماتيكية من حافة مجاورة بصورة أفضل تغطيتها من أي موقع على الحافة نفسها ، ويجب إقامة مواصلات جانبية بين مجموعات الإسناد بشكل متبادل . يمكن الاعتماد على الإشارات البصرية كالدخان ، أو الأعلام ، أو الصواريخ النارية إلى أقصى حد ممكن .
جـ. قد يكون الدفاع على منحدر خلفي أمر ضروري إذا كان احتلال منحدر أمامي يعرض المدافع لنيران مرئية وثقيلة ، أو عندما يكون لدى العدو مقدرة نووية .
19. الهجوم المضاد . تتميز الهجمات المضادة بتحرك أسرع عند شنها في منحدرها ، ويجب تنفيذ الهجمات المضادة المخصصة لاسترجاع موقع دفاعي بالسرعة الممكنة بعد فقدان الموقع مباشرة لأن هذا يحول دون قيام العدو بإعادة تنظيم قواته وتقويتها .
20. حركات التقهقر .
‌أ. أن المصاعب العادية التي تنشأ في أي من حركات التقهقر تزداد عند القيام بهذه العمليات في الجبال ، وباستطاعة القوات المطاردة التسلل وضرب الأجنحة إذا تقدمت بسرعة عبر طرق موازية لطريق انسحاب المدافع ، كما أنها تستطيع الظهور على امتداد الطرق الجانبية عند الأجنحة ، أو المؤخرة . هذا بالإضافة إلى وجود شبكات محدودة من الممرات والطرق تعيق انسحاب المعدات والتموينات ، إلا أن التخطيط الدقيق والاستخدام المناسب لمبادئ التقهقر تكسب القوة مقدرة للقيام بعمليات تقهقر ناجحة .
‌ب. يجب العمل على تنسيق انسحاب القوات تنسيقاً دقيقاً للحيلولة دون انفصال بعض الوحدات ، أو قيام العدو باختراق مفاجئ لئلا يؤدي ذلك إلى تدمير جزئي ، أو كلي لخطوط التموين .
جـ. تستطيع الطائرات العمودية أن تساعد على حركات التقهقر بنقل الوحدات سريعاً إلى مواقع جديدة ، ففي حالة الانسحاب النهاري ، يجب أن تكون قادرة على نقل الوحدات التي أوقفت الاشتباك مع العدو في حين أن العناصر العاجزة عن وقف الاشتباك تقوم بالانسحاب سيراً على الأقدام . أما في الانسحاب الليلي ، فإن السرية والتخفي من الاعتبارات الهامة ، وقد تكون الطائرات العمودية مقتصرة على سحب العناصر الباقية في الاشتباك ويتطلب هذا النوع من العمليات خططاً مفصلة ، واستطلاعاً نهارياً شاملاً ، وتوقيتاً دقيقاً كذلك . أما الاعتبارات التي تراعي في انسحاب العناصر المشتبكة اشتباكاً قريباً مع العدو ، فهي مشابهة لتلك الاعتبارات الخاصة بانسحاب الوحدات المعزولة .
‌د. يجب على المدفعية والطائرات تركيز نيرانها على النقاط التي يمر منها العدو وعبر الثغرات الضيقة ، أو فوق العوائق .


يتبع >>>
 
عودة
أعلى