التوجيه السياسي والعسكري لحرب أكتوبر .... !!!!!

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
التوجيه السياسي والعسكري لحرب أكتوبر .... !!!!!



لأول مرة في جولات الصراع العربي الإسرائيلي تم قبل حرب أكتوبر وضع استراتيجية كاملة لمصر لتحقيق التناسق والتوازن بين الهدف السياسي للدولة وقدراتها العسكرية، وفي الوقت ذاته اعداد الدولة للحرب سياسيا واقتصاديا وإعلاميا.

في الأول من أكتوبر 1973 أرسل الرئيس الراحل محمد أنور السادات بصفته رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة توجيها سياسيا وعسكريا الى الفريق أول أحمد أسماعيل وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة كان يتكون من:

اولا: عن الوضع العام.
ثانيا: عن استراتيجية العدو.
ثالثا: عن إستراتيجية مصر في هذه المرحلة.
رابعا: عن التوقيت.
وعن الوضع العام فقد ركز الرئيس السادات على عدة نقاط حول المحاولات التى تبذلها اسرائيل بتأييد من أمريكا لفرض إرادتها على مصر وعلى أزمة الشرق الأوسط بما يحقق لها السيطرة في المنطقة العربية.

وذكر السادات كيف أن مصر حاولت بكل الوسائل ان تجد حلا للأزمة بداية بقبول قرار مجلس الأمن رقم 242 الصادر في 22 نوفمبر 1967 وإنتهاء بمباردة السادات للسلام والتى أعلنها الرئيس في 4 فبراير 1971 في خطاب له بمجلس الشعب والتى كانت تقضى بإعادة فتح قناة السويس تمهيدا لإنسحاب إسرائيل بشكل شامل تطبيقا لقرار مجلس الأمن، وتابع الرئيس السادات في توجيهه الإستراتيجي كيف أن كل هذه الخطوات باءت بالفشل أو توقفت.

وتابع الرئيس السادات في توجيهه كيف أن مصر قامت بعمليات حربية محدودة (حرب الإستنزاف) في سنوات 68، 69، 70، كما قدمت دعما للمقاومة الفلسطينية لمباشرة أعمالها الفدائية، الا أن كل هذه العمليات لم تصل في ضغطها على العدو الى الحد الذي يدفعه الى الرضوخ لقرارات مجلس الأمن. و سجل الرئيس كيف أن الشعب المصري تحمل الكثير من أعباء مادية ومعنوية فادحة سعيا لنيل حريته. و عن الموقف العربي ذكر الرئيس الراحل كيف أن تحسينات مهمة قد طرأت عليه. و أنهى الرئيس السادات حديثه عن الوضع العام بقوله أن العدو أصبح في شبه عزله بعد الجهود المصرية الناجحة في المجالات الدولية

أما عن استراتيجية العدو فقد ركز الرئيس الراحل على أن العدو انتهج لنفسه سياسة تقوم على التخويف والإدعاء بتفوق لا يستطيع العرب تحديه وهو ما يبلور نظرية الأمن الإسرائيلي التى تعتمد على الردع النفسي والعسكري بحيث يصل الى العرب وبخاصة مصر أنه لا فائدة من تحدي إسرائيل وبالتالي فليس هناك مفر من الرضوخ لشروطها حتى وإن تضمنت هذه الشروط تنازلات عن السيادة الوطنية.

أما عن استراتيجية مصر في هذه المرحلة فقال الرئيس السادات: "أن الهدف الإستراتيجي الذى أتحمل المسئولية السياسية في إعطائه للقوات المسلحة المسلحة المصرية، وعلى أساس كل ما سمعت وعرفت من أوضاع الاستعداد يتلخص في:

تحدي نظرية الأمن الإسرائيلي عن طريق عمل عسكري حسب امكانيات القوات المسلحة يكون هدفه الحاق أكبر قدر من الخسائر بالعدو وإقناعه ان مواصله احتلاله لأراضينا يفرض عليه ثمنا لا يستطيع دفعه.

اذا استطعنا بنجاح أن نتحدى نظرية الأمن الإسرائيلي فإن ذلك سوف يؤدي الى نتائج محققه في المدى القريب وفي المدى البعيد.

ففي المدى القريب: فإن تحدى نظرية الأمن الإسرائيلي يمكن أن يصل بنا الى نتائج محققه تجعل في الإمكان أن تصل الى حل مشرف لأزمة الشرق الأوسط.

في المدى البعيد: فإن تحدى نظرية الأمن الإسرائيلي يمكن أن يحدث متغيرات تؤدي بالتراكم الى تغيير أساسي في فكر العدو ونفسيته ونزعاته العدوانيه.

أما عن التوقيت فقد قال الرئيس السادات: "ان الوقت من الأن ومن وجهة نظر سياسية ملائم كل الملائمة لمثل هذا العمل. إن أوضاع الجبهة الداخلية وأوضاع الجبهة العربية العامة بما في ذلك التنسيق الدقيق مع الجبهة الشمالية (سوريا) وأوضاع المسرح الدولي تعطينا من الأن فرصة مناسبة للبدء.

ومع العزلة الدولية للعدو.. ومع الجو الذي يسود عنده بنزاعات الإنتخابات الحزبية وصراعات الشخصيات فإن احتمالات الفرصة المناسبة تصبح أحسن أمامنا.


منقول


د. يحى الشاعر
 
عودة
أعلى