من قصص المكروبين
الدكتور أحمد عبد الحميد عبد الحق *
الدكتور أحمد عبد الحميد عبد الحق *
الصبر مفتاح الفرج ، كلمة ورثناها من السابقين ، وهو ميراث ما أجدرنا أن نتشبث به ، ونقيم عليه حياتنا ، ولمَ لا والصبر بالنسبة للإيمان يعد نصفه كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبالنسبة لطالبي الدنيا هو سبيل المجد ، نعم هو سبيل المجد ، فما وصل أحد لمجد هواه وطلبه إلا بالصبر ، وما حافظ أحد على مجد ورثه إلا بالصبر .
والتاريخ علمنا أن كثيرا من الانتصارات العظمية في تاريخ البشرية ما تمت إلا بصبر ساعة كما كان يقال .
وهل تحقق نصر المسلمين في وقعتي القادسية واليرموك اللتين كانتا الطريق لزوال ملكي فارس والروم إلا بصبر تلك الساعة ؟..
وهل أهلك الفرعون ـ الذي وهبه الله من الملك والمال وطول العمر ما جعله يرتقي في الجبروت حتى لم يجد أمامه غير الربوبية فادعاها ـ إلا استعانة موسى عليه السلام وقومه عليه بالصبر ، وكانت وصيته لمن حوله : " استعينوا بالله واصبروا " ولو استعانوا بغير ذلك ما فلحوا ، وقد كانت الأسباب الدنيوية كلها تصب في خانة فرعون ، يؤازرها شعب ركن للمذلة ، ورضي بأن يكون عبدا لفرعون في مقابل لقمة عيش يأكلها على شظف ، وإن رأى الأموال تكتنز في مخازن أناس كقارون الذي قص القرآن قصته ، ولم يكن إلا واحدا ممن استطاعوا توظيف صلتهم بالفرعون في ابتزاز أموال الخلق..
لذلك أجدني محتاجا لأن أقصص من قصص بعض المكروبين الصابرين في سوالف الدهر ما يوجهنا إلى التخلق بهذا الخلق الكريم ، خلق الصبر ، في وقت اشتدت فيه الأزمات ، وكثرت فيه الكربات ، وألمت فيه الملمات ؛ حتى كاد بعضنا أن يقنط ، مع إنا مأمورون في القرآن الكريم بعدم اليأس ، وأنه لا ييأس من رحمة الله وفرجه إلا الضالون ..
قصص أقصها على مسامع كل مكروب ليعلم أن فرج الله قريب ، وليوقن أنه مهما نزل به من النوازل فقد نزل بغيره ما يماثلها أو يفوقها ، ثم ما لبثت تلك النوازل أن زالت ، وتبدلت حياة المكروبين إلى يسر بعد عسر ، وفرج بعد شدة ، وسعادة بعد شقاء ، وفرح بعد حزن ، ورخاء بعد جدب .
ولنبدأ بقصة هذا الرجل الذي نظر فوجد بلاده قد خربت على أيدي المفسدين ، فعز عليه ذلك ، وهو لا يجد من القوة ما يغير به حالها ، ويعيدها إلى عمرانها ، بل ونظر في أسباب الدنيا فلم يجد فيها ما يجلب له قدرا من الأمل ، فنزل به الكرب ، وعلاه اليأس ، وحسب ألا رجاء في إعادة عمرانها ، ولا كرب أشد على المسلم من أن يرى بلاده تُدمر وتُخرب أمام عينيه ، ولا يجد لدفع ذلك عنها سبيلا ، فاسمع معي إلى القرآن الكريم وهو يصور حالته في قول الله تعالى :
{ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ( البقرة : 279 ).
فقد استبعد هذا الرجل أن ينصلح شأن قريته ، وأن يرفع عن أهلها البلاء فقال : { أنى يحيي هذه الله بعد موتها } كيف تعود إلى ما كانت عليه في سالف عهدها !{ فأماته الله مائة عام ثم بعثه...} ليرى بعينه ما كان يراه مستحيلا ولتكون قصته عبرة لمن يتخلل اليأس إلى قلبه كما قال تعالى : { ولنجعلك آية للناس } ..
فإذا نظرنا فوجدنا من بلاد المسلمين ما هو مغتصب ، وما هو مدمر مخرب ، وما هو واقع تحت هيمنة الطغاة من المفسدين والمتجبرين فلنعلم كما علم هذا الرجل أن الله على كل شيء قدير ، قدير على أن يصلح ما خرب من بلادنا وما فسد منها وما أبيد ، كما عمّر تلك القرية التي كانت خاوية على عروشها ..
وأعود إلى سرد باقي قصص المكروبين وصبرهم حتى زال كربهم ، وأبدأ بآدم عليه السلام لتكون الأحداث مسلسلة مرتبة..
فآدم عليه السلام أول بشر وجد على سطح الأرض ، وبوجوده وجد الكرب ، وبصبره وباستغاثته وبدعائه وُجد الفرج ، أسكنه الله جنته بعد خلقه ، وعلمه الأسماء كلها، وأسجد له ملائكته، فما كان أحسنها من نعمة ! لكنها تبدلت بعد أن أغواه الشيطان كما قال الله تعالى : { وعصى آدم ربّه فغوى ...(121)} (طه) ، وبالغواية حلت به الكربات ، وأهبط إلى الأرض، وتحولت حياته إلى كدح وتعب ومشقة ، فضلا عن غضب الله عليه ، وكفى بذلك نقمة ، لكنه لما طال حزنه وبكاؤه، واتصل استغفاره ودعاؤه، رحم الله عز وجل حزنه وخضوعه، واستكانته ودموعه، فتاب عليه وهداه، وكشف ما به ونجاه ..
فكان آدم ـ عليه السلام ـ كما قال التنوخي في كتاب الفرج بعد الشدة :" أول من دعا فأجيب، وامتحن فأثيب، وخرج من ضيق وكرب إلى سعة ورحب، وسلى همومه، ونسي غمومه، وأيقن بتجديد الله عليه النعم، وإزالته عنه النقم... ".
وهذا نوح عليه السلام يلبث في قومه قرونا من الزمن يدعوهم فيها إلى الله فيصروا على كفرهم ويستكبروا اسكبارا ، وبدلا من أن يمل من دعوتهم ملوا هم دعوته ، وصاروا لا يطيقون مقامه كما حكا القرآن الكريم : { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآَيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71)} (يونس) ، وهددوه بالقتل رجما ، قال سبحانه: { قالوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116)} (الشعراء) .
وأمام هذا التهديد برجمه إن لم يتخل عن رسالته ، وهو لا يملك من أسباب الدنيا ما يستطيع دفع تهديدهم به كان لابد أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى ، ويدعوه أن يفرج عنه كربه وهمه ، قال عز وجل : { فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118)}(الشعراء) .
وجاءه الفتح ، ورزقه الله الخلاص من الكربات التي ألمت به ، وأنعم على ذريته بالتمكين في الأرض، كما قال الله تعالى :
{ وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75)
وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76)
وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77)
وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (78)}(الصافات).
وهذا إبراهيم عليه السلام يُكلف بدعوة قومه وهو في مقتبل العمر إلى الله سبحانه وتعالى ، فيعترضون على دعوته ، ويقابلونه بالعداء، ويناله منهم الإيذاء بالقول والفعل ، وهو ماض في دعوته حتى لجأ إلى تكسير أصنامهم ليثبت لهم أنها مجرد حجارة وأخشاب لا تسمع ولا تبصر ، ولا تعقل مما يفعلون بها شيئا ، فأجمعوا على قتله حرقا ، وما أقساها من عقوبة ! وما كان أشدها من كربة ، ولكن الله أسرع إليه برحمته ولطفه وفرجه ، فجعل سبحانه وتعلى عليه النار برداً وسلاما كما جاء في القرآن الكريم:
{ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ (69)
وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70)
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71)}(الأنبياء).
ثم مكن سبحانه وتعالى لذريته في أعظم بقعتين في الأرض خيرا وبركة ، بلاد الشام وبلاد الجزيرة العربية ، وجعل منهم أنبياء وأئمة يدعون إلى الخير إلى يوم الدين .
وهذا لوط عليه السلام يشتد عليه الكرب والبلاء من عناد قومه لما دعاهم إلى الله سبحانه وتعالى ، وصاروا يتحاثون على طرده من بلدهم هو ومن آمن معه ، وأضحى يتمنى القوة التي ينتصر بها عليهم ، أو المأوى الذي ينجو إليه منهم كما حكا القرآن إذ قال : { قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ (80)}(هود) ..
وما كانت هنالك قوة أشد من قوة الله سبحانه وتعالى ! وما كان ثمة ركن يركن إليه غير الله سبحانه وتعالى ، ملاذ المكروبين ومأوى الخائفين ، فأتاه الأمر من ربه بأن هؤلاء المعاندين الذين أصابه الكرب على أيديهم لا يحول بينهم وبين نزول الهلاك عليهم إلا ما تبقى من ساعات الليل ، ثم بعدها سيكونون أثرا بعد عين { إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81)}(هود).
... " وما عليه هو إلا أن يسري بأهله بقطع من الليل ، ولا ينشغل بهؤلاء وكيفية الخلاص منهم ، كما قال تعالى {...فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ ..(81)}(هود) ..
وأتى الصباح بنوره وبفرجه ، يخرج لوط عليه السلام ومن آمن معه من القرية ، تاركا الكفار من أهلها تهطل عليهم حجارة السماء لتخلص الكون من رجسهم ، ثم تنقلب بهم قشرة الأرض ؛ كي لا يبقى منهم أثر ، قال تعالى: { فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82)}(هود) ،
فما أسرع الفرج ؟! وما أسهل نزوله على الصابرين ؟! .
وهذا يوسف ـ عليه السلام ـ قدوة الدعاة المبتلين ، تتعاقب عليه الكربات والشدائد بداية من حسد إخوته له وانتهاء بإصرار امرأة العزيز على كسر شموخه وتحطيم عزته عن طريق إيداعه السجن دون جريرة ارتكبها ، وبحكم استثنائي أصدرته وتولى أشباه الرجال تنفيذه ..
لم يجرؤ أحد من الرجال أن يخالف أمرها في سجنه رغم أن الكل أيقن ببراءته ، عندها تدخلت عناية الله ، وأصدر عز وجل حكمه وقضاءه الذي لا راد له ولا معقب عليه ، وصار ملك مصر هو الذي يسعى لإخراجه من السجن بنفسه ؛ ليجعله القيّم على أمور بلاده المدبر لها ، كما قال تعالى : { وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي ...(54)}(يوسف)
ثم شاء الله سبحانه أن تقوم تلك المرأة التي تقوّلت عليه وأمرت بسجنه أن تقدم له اعتذارا أمام الملأ بما بدر منها ، قال عز من قائل: {.. قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ ۚ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ ۚ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51)}(يوسف)،
فما أجمل لطفك يا رب بالصابرين الذين يلجئون إليك !
إن التاريخ مليء بنماذج أناس اتهموا فظلموا وسجنوا ، ثم أخرجوا من السجن فكانت عاقبة صبرهم خيرا .
وإذا كان عصرنا الحديث ـ الذي يفترض فيه أن البشرية قد وصلت إلى قمة التقدم الحضاري ، وسن القوانين التي تحترم آدمية الإنسان وحقوقه كما يزعمون ـ قد ابتلي فيه كثير من الدعاة والمصلحين ، وادخلوا السجن بأوامر تشبه أوامر امرأة العزيز ، وإن تلحفت بثوب المحاكمة ، فإن الله قادر على يزيل كربهم ، ويرفع شدتهم ، ويمكن لهم في الأرض كما مكن ليوسف عليه السلام ، بل إن الله قادر على أن يجعل من حاكموهم يقفون أمام الملأ ، ويعلنون براءتهم كما أعلنتها امرأة العزيز ، وأن ينادوهم ليخرجوا البلاد من السنين العجاف التي ألمت بها ..
نعم إن الله قادر على ذلك ؛ شريطة أن يكون هؤلاء مقتدين بيوسف عليه السلام في محنته وكربته .
ولمَ لا وبشرى القرآن أمام أعيننا نتلوها كل حين { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)}(النور) .
وهذا أيوب عليه السلام بعد الصحة ورغد العيش تسري إليه الأمراض والأسقام فيتحول إلى كومة من العظام ، ولا يبقى له إلا لسان يجأر به إلى الله ، كما قال عز وجل : { وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83)}(الأنبياء) .
إن الطفل الذي آلامه شيء فصرخ أسرع إليه أبوه أو أمه ، فكيف بالله الرحمن الرحيم ، الذي جعل الرحمة مائة جزء ، اختص بسعة وتسعين جزءا منها ليرحم بها خلقه ؛ لذلك أسرع بالاستجابة لأيوب عليه السلام ، وقال سبحانه وتعالى : { فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ (84)}(الأنبياء) .
إن الإنسان قد ترد إليه صحته بعد سقمه ، وقد يرد إليه ماله بعد فقره ، وقد يرد إليه ملكه بعد سلبه ، هذا أمر ألفناه ، ولكن أن يعود أهل الرجل ( زوجته ) إلى شبابها وجمالها بعد هرم فتلك نعمة يدخرها الله لمن كان مثل أيوب عليه السلام في صبره ؛ ولذا قال الله سبحانه وتعالى : "{.. وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ (84)}(الأنبياء) ،
فلنكن إذن من العابدين !.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مدير موقع التاريخ الالكتروني
المصدر : موقع التاريخ