على خط مواز للحروب العسكرية طويلة الأمد بين العرب واسرائيل، كانت هناك حربا اخري لا تقل في الأهمية، شهدت حلقاتها معارك شرسة أديرت بذكاء شديد وبسرية مطلقة طوال 58 عاما..
إنها حرب الجواسيس أو المخابرات، هذا العالم الغامض المتفرّد بأسراره ومتغيّراته، والذي بدأ مع أول الحروب عام 48، ونهاية بالحرب السادسة المنتهية مؤخرا..
البداية حرب 48
أول حلقات هذه الحرب كانت قبيل حرب 1948، حينما عمد جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" إلى شنّ حملة قوية، بأمر من دافيد بن جوريون، تقوم على نشر شبكة واسعة للعملاء على طول فلسطين ومنطقة الشرق الأوسط بغرض تجميع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن القدرات القتالية للجيوش العربية، وأمر قائد الموساد وقتئذ "روفين شيلوح"، أوامر بتفعيل وحدة خارجية تسمى (عل) كي تقوم بجمع المعلومات عن الجيوش العربية المشاركة بالحرب وتعقب بعثاتها الدبلوماسية.
بالمقابل، كان العقيد مصطفى حافظ أحد أخطر رجال المخابرات المصرية في اسرائيل، الذي اغتالته إسرائيل بطرد مفخخ في صباح 13 يوليو عام 1956، وكان حافظ بطلا من أبطال حرب فلسطين، وكانت مهمته إدارة كافة عمليات التجسس داخل إسرائيل والاستخبارات المضادة داخل قطاع غزة والإشراف على السكان الفلسطينيين، وهي مهمة استمر فيها لسنوات عديدة.
ايلي كوهين..حرب 56
كذلك لم يخلو العدوان الثلاثي على مصر من بصمات الجواسيس، حيث أدى إيلي كوهين الجاسوس الاسرائيلي دورا معروفا منذ تواجده بمصر منذ أوخر الأربعينيات تحت اسم جون دارلينج، حيث شكل شبكة للمخابرات الإسرائيلية بمصر نفذت سلسلة من التفجيرات ببعض المنشات الأمريكية في القاهرة والإسكندرية بهدف إفساد العلاقة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية.
ورغم تفكيك شبكته عام 1954 ضمن ما عرف حينها بفضيحة لافون، لكنه نجا من الاعتقال وعاد إلى تل أبيب، ثم عاد إلى مصر مجددا ليتمّ اعتقاله مع بدء العدوان الثلاثي ضد مصر في أكتوبر 1956، ليجري إطلاق سراحه بعد ذلك، لكن المثير أنّ الموساد أعادت زرعه في قلب المجتمع السوري، قبل أن يكتشف أمره ويعدم بدمشق في 18 مايو 1965.
الهجان..أشهر عملية تجسس
أما اسم (رأفت الهجان)..فهو حلقة أخري من حلقات الصراع الإستخباري المتواصل بين العرب واسرائيل، والهجان هو الاسم المعلن البديل للمواطن المصري المسلم (رفعت علي سليمان الجمال) الذي زرع في إسرائيل بتكليف من المخابرات العامة المصرية عام 1954، ليعيش وسط المجتمع الإسرائيلي حوالي 18 سنة، أمدّ خلالها جهاز المخابرات المصري بمعلومات مهمة.
وتعود أهمية حلقة الهجان أن من خلاله استطاعت المخابرات المصرية أن تثبت عمليا كذب أسطورة التألق التي تدعيها إسرائيل لجهاز مخابراتها، وعكست النجاحات الباهرة للجمال الذي أعلنت المخابرات المصرية عام 1988 بأنه كان جاسوسا زرعته في قلب الكيان، تفوّق جهاز الاستخبارات المصري في أشهر عملية تجسس داخل إسرائيل.
بالمقابل، حصل الموساد من جاسوسه وقتئذ بهجت حمدان في القاهرة، على معلومات تضمنت رسومات هندسية لمختلف القواعد والمطارات العسكرية، وهو ما أعان إسرائيل على تصعيد اعتداءاتها لتمتد إلى طول الجبهة من قناة السويس شمالاً إلى خليج السويس جنوباً.
كما أنّ أشرس جواسيس إسرائيل "نبيل النحاس" أمدّ إسرائيل بأسرار ساعدت العدو على اجتياح الأراضي المصرية واحتلال سيناء، وظلّ نبيل نحاس يمارس تجسسه لمدة 13 عاماً متتالية، حيث كان معروفا عنه حبه انغماسه في الشهوة، وحب المال بأي طريقة، فكان اصطياده سهلا من قبل جهاز المخابرات الصهيونية من خلال نقاط ضعفه، وعلى منواله سار فتحي رزق، محمد أحمد حسن، جان ليون توماس، فؤاد محرم، سمير باسيلي و عامر سليمان ارميلات، سمير عثمان احمد، وعماد عبد الحميد إسماعيل، وشريف الفيلالي.
حرب 73.. إبراهيم شاهين
وعودة الى الهجان، حيث كان له تأثير واضح في حرب 73، بعد أن زود مصر بأدق التفاصيل عن خط بارليف إثر نجاحه في الحصول على خارطة تفصيلية.
وعلى الطرف الآخر كان الجاسوس المصري ابراهيم شاهين وزوجته إنشراح وأولادهما الثلاثة، هم عين اسرائيل في هذه الحرب، بعد أن بعثوا بمعلومات في غاية الدقة عن تحركات الجيش المصري في منطقة قناة السويس إضافة إلى تأكيدهم بأن المصريين قاموا بتحريك الجسور الخشبية العائمة الحاملة للجنود إلى ضفة القناة، لكن عملاء الكيان الكثيرون وقتئذ عجزوا عن تحديد موعد الهجوم المصري بدقة.
وعلى غرار ابراهيم شاهين، سعى مواطنه مجدي أنور توفيق، للتخابر مع إسرائيل، وقدم الرجل نفسه للقنصلية الإسرائيلية بالإسكندرية على أنه سفير فوق العادة برتبة وزير بالخارجية المصرية، وعرض التعاون مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) كما قال في رسائله بالفاكس إلى القنصلية الإسرائيلية أنه يملك وثائق تتضمن معلومات مهمة حول النشاطات السياسية والدبلوماسية لمصر.
شهدت لبنان هي الأخري تواصلاً لحرب الجواسيس.. فبعد إسقاط بيروت عام 1982، سعى الموساد لتجنيد أكبر عدد ممكن من اللبنانين، ما جعل لبنان ينفرد بكثافة عدد الجواسيس الذين اخترقوه، وحدث أن فكّكت شبكة في لبنان مؤلفة من مائتي عميل للموساد، بينهم اللبناني خميس أحمد بيومي – 34 عاماً – الذي نفّذ سياساتها في المنطقة، عن طريق التفجيرات والاغتيالات.
الحرب السادسة.. سقوط الموساد
يمكن اعتبار الحرب السادسة التي دارت رحاها على أرض لبنان والمنتهية مؤخرا، عنوانا لما يعتبره المراقبون" السقوط الحرّ لاستخبارات الكيان الإسرائيلي"، فالمعلومات التي أتى بها الموساد والشاباك وأمان وكذا العملاء، كانت مزيّفة ومغلوطة على طول الخطّ، وهو ما برهن عليه عدم نجاح إسرائيل في تحقيق أيا من أهداف حربها على لبنان، وهزائمها التاريخية أمام المقاومة في معارك مارون الرأس وبنت جبيل وعيتا الشعب وغيرها.
واللافت للنظر أنّ السلاح الذي ظلت تعتمده إسرائيل في الحروب الخمسة المنقضية، وهو نشر العملاء والجواسيس، أثبت فشله ومحدوديته رغم كل الذي فعله أعضاء شبكة التجسس لصالح المخابرات الإسرائيلية منذ العام 1993 في لبنان، وابرزهم عماد حسين الرز، ومحمد عبد العزيز أبي ملحم، ورضوان خليل الحاج.
ونجح الأمن اللبناني في الأيام الأولى للحرب، في إيقاف 40 عميلا للموساد جرى زرعهم في لبنان، واعتقلت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، القبض على شبكة اسرائيلية ظلت تعمل على طول بيروت والضاحية الجنوبية علما أنّ الدركي اللبناني المتقاعد محمود قاسم رافع (59عاما) كان هو الذي يقود الشبكة، لتفشل مساعي إسرائيل التي استنفرت قبل أربعة ايام من عملية أسر الجنديين الاسرائيليين، معظم خلاياها النائمة في لبنان، رغم احتواء 20% منها على نساء متخصصات بالاختراق.
وفي الجانب الآخر، كانت مفاجأة الكيان مضاعفة عندما كشف حزب الله النقاب عن شبكة للجواسيس تعمل لصالحه من داخل العمق الإسرائيلي بسرية تامة، وأكّد الحزب بأنّ نشطاء له استطاعوا التوغل داخل أجهزة أمنية إسرائيلية وصفها بـ"الحساسة"، ومن ثمّ فإنّ المقاومة أدارت معركتها مع إسرائيل في الجنوب باقتدار، كما استهدفت مواقع جنود الاحتلال والبلدات اليهودية في شمال اسرائيل إثر تمكنها من الإطلاع على خبايا ملفات مصنّفة في خانة "سري للغاية".
يل ثبت أن المقاومة تمتلك أجهزة مراقبة وتنصت وتصوير متطورة جدا تستطيع رصد تحركات الجنود الاسرائيليين في مناطق جنوب لبنان بدقة، وتبيّن أنّ قصف حزب الله للمدن والمستوطنات والمواقع الاسرائيلية بالكاتيوشا وصواريخ خيبر ورعد لم يأت وليد لحظة ، بل جاء بعد تحصيل معلومات من رجال الاستخبارات المزروعين في عمق إسرائيل.
الموساد بأساطيره التي يتباهى بها الإسرائيليون، عجز عن وقف اكتساح جهاز استخبارات حزب الله لكل شبر في اسرائيل، وإحاطته الدقيقة بأماكن تواجد مخازن الأسلحة والمواد الكيماوية، ومعسكرات جيش الكيان ومطاراته العسكرية وكذا المدنية من أقصى شمال إسرائيل إلى أقصى جنوبها
http://www.20at.com/newArticle.php?sid=2806
إنها حرب الجواسيس أو المخابرات، هذا العالم الغامض المتفرّد بأسراره ومتغيّراته، والذي بدأ مع أول الحروب عام 48، ونهاية بالحرب السادسة المنتهية مؤخرا..
البداية حرب 48
أول حلقات هذه الحرب كانت قبيل حرب 1948، حينما عمد جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" إلى شنّ حملة قوية، بأمر من دافيد بن جوريون، تقوم على نشر شبكة واسعة للعملاء على طول فلسطين ومنطقة الشرق الأوسط بغرض تجميع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن القدرات القتالية للجيوش العربية، وأمر قائد الموساد وقتئذ "روفين شيلوح"، أوامر بتفعيل وحدة خارجية تسمى (عل) كي تقوم بجمع المعلومات عن الجيوش العربية المشاركة بالحرب وتعقب بعثاتها الدبلوماسية.
بالمقابل، كان العقيد مصطفى حافظ أحد أخطر رجال المخابرات المصرية في اسرائيل، الذي اغتالته إسرائيل بطرد مفخخ في صباح 13 يوليو عام 1956، وكان حافظ بطلا من أبطال حرب فلسطين، وكانت مهمته إدارة كافة عمليات التجسس داخل إسرائيل والاستخبارات المضادة داخل قطاع غزة والإشراف على السكان الفلسطينيين، وهي مهمة استمر فيها لسنوات عديدة.
ايلي كوهين..حرب 56
كذلك لم يخلو العدوان الثلاثي على مصر من بصمات الجواسيس، حيث أدى إيلي كوهين الجاسوس الاسرائيلي دورا معروفا منذ تواجده بمصر منذ أوخر الأربعينيات تحت اسم جون دارلينج، حيث شكل شبكة للمخابرات الإسرائيلية بمصر نفذت سلسلة من التفجيرات ببعض المنشات الأمريكية في القاهرة والإسكندرية بهدف إفساد العلاقة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية.
ورغم تفكيك شبكته عام 1954 ضمن ما عرف حينها بفضيحة لافون، لكنه نجا من الاعتقال وعاد إلى تل أبيب، ثم عاد إلى مصر مجددا ليتمّ اعتقاله مع بدء العدوان الثلاثي ضد مصر في أكتوبر 1956، ليجري إطلاق سراحه بعد ذلك، لكن المثير أنّ الموساد أعادت زرعه في قلب المجتمع السوري، قبل أن يكتشف أمره ويعدم بدمشق في 18 مايو 1965.
الهجان..أشهر عملية تجسس
أما اسم (رأفت الهجان)..فهو حلقة أخري من حلقات الصراع الإستخباري المتواصل بين العرب واسرائيل، والهجان هو الاسم المعلن البديل للمواطن المصري المسلم (رفعت علي سليمان الجمال) الذي زرع في إسرائيل بتكليف من المخابرات العامة المصرية عام 1954، ليعيش وسط المجتمع الإسرائيلي حوالي 18 سنة، أمدّ خلالها جهاز المخابرات المصري بمعلومات مهمة.
وتعود أهمية حلقة الهجان أن من خلاله استطاعت المخابرات المصرية أن تثبت عمليا كذب أسطورة التألق التي تدعيها إسرائيل لجهاز مخابراتها، وعكست النجاحات الباهرة للجمال الذي أعلنت المخابرات المصرية عام 1988 بأنه كان جاسوسا زرعته في قلب الكيان، تفوّق جهاز الاستخبارات المصري في أشهر عملية تجسس داخل إسرائيل.
بالمقابل، حصل الموساد من جاسوسه وقتئذ بهجت حمدان في القاهرة، على معلومات تضمنت رسومات هندسية لمختلف القواعد والمطارات العسكرية، وهو ما أعان إسرائيل على تصعيد اعتداءاتها لتمتد إلى طول الجبهة من قناة السويس شمالاً إلى خليج السويس جنوباً.
كما أنّ أشرس جواسيس إسرائيل "نبيل النحاس" أمدّ إسرائيل بأسرار ساعدت العدو على اجتياح الأراضي المصرية واحتلال سيناء، وظلّ نبيل نحاس يمارس تجسسه لمدة 13 عاماً متتالية، حيث كان معروفا عنه حبه انغماسه في الشهوة، وحب المال بأي طريقة، فكان اصطياده سهلا من قبل جهاز المخابرات الصهيونية من خلال نقاط ضعفه، وعلى منواله سار فتحي رزق، محمد أحمد حسن، جان ليون توماس، فؤاد محرم، سمير باسيلي و عامر سليمان ارميلات، سمير عثمان احمد، وعماد عبد الحميد إسماعيل، وشريف الفيلالي.
حرب 73.. إبراهيم شاهين
وعودة الى الهجان، حيث كان له تأثير واضح في حرب 73، بعد أن زود مصر بأدق التفاصيل عن خط بارليف إثر نجاحه في الحصول على خارطة تفصيلية.
وعلى الطرف الآخر كان الجاسوس المصري ابراهيم شاهين وزوجته إنشراح وأولادهما الثلاثة، هم عين اسرائيل في هذه الحرب، بعد أن بعثوا بمعلومات في غاية الدقة عن تحركات الجيش المصري في منطقة قناة السويس إضافة إلى تأكيدهم بأن المصريين قاموا بتحريك الجسور الخشبية العائمة الحاملة للجنود إلى ضفة القناة، لكن عملاء الكيان الكثيرون وقتئذ عجزوا عن تحديد موعد الهجوم المصري بدقة.
وعلى غرار ابراهيم شاهين، سعى مواطنه مجدي أنور توفيق، للتخابر مع إسرائيل، وقدم الرجل نفسه للقنصلية الإسرائيلية بالإسكندرية على أنه سفير فوق العادة برتبة وزير بالخارجية المصرية، وعرض التعاون مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) كما قال في رسائله بالفاكس إلى القنصلية الإسرائيلية أنه يملك وثائق تتضمن معلومات مهمة حول النشاطات السياسية والدبلوماسية لمصر.
شهدت لبنان هي الأخري تواصلاً لحرب الجواسيس.. فبعد إسقاط بيروت عام 1982، سعى الموساد لتجنيد أكبر عدد ممكن من اللبنانين، ما جعل لبنان ينفرد بكثافة عدد الجواسيس الذين اخترقوه، وحدث أن فكّكت شبكة في لبنان مؤلفة من مائتي عميل للموساد، بينهم اللبناني خميس أحمد بيومي – 34 عاماً – الذي نفّذ سياساتها في المنطقة، عن طريق التفجيرات والاغتيالات.
الحرب السادسة.. سقوط الموساد
يمكن اعتبار الحرب السادسة التي دارت رحاها على أرض لبنان والمنتهية مؤخرا، عنوانا لما يعتبره المراقبون" السقوط الحرّ لاستخبارات الكيان الإسرائيلي"، فالمعلومات التي أتى بها الموساد والشاباك وأمان وكذا العملاء، كانت مزيّفة ومغلوطة على طول الخطّ، وهو ما برهن عليه عدم نجاح إسرائيل في تحقيق أيا من أهداف حربها على لبنان، وهزائمها التاريخية أمام المقاومة في معارك مارون الرأس وبنت جبيل وعيتا الشعب وغيرها.
واللافت للنظر أنّ السلاح الذي ظلت تعتمده إسرائيل في الحروب الخمسة المنقضية، وهو نشر العملاء والجواسيس، أثبت فشله ومحدوديته رغم كل الذي فعله أعضاء شبكة التجسس لصالح المخابرات الإسرائيلية منذ العام 1993 في لبنان، وابرزهم عماد حسين الرز، ومحمد عبد العزيز أبي ملحم، ورضوان خليل الحاج.
ونجح الأمن اللبناني في الأيام الأولى للحرب، في إيقاف 40 عميلا للموساد جرى زرعهم في لبنان، واعتقلت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، القبض على شبكة اسرائيلية ظلت تعمل على طول بيروت والضاحية الجنوبية علما أنّ الدركي اللبناني المتقاعد محمود قاسم رافع (59عاما) كان هو الذي يقود الشبكة، لتفشل مساعي إسرائيل التي استنفرت قبل أربعة ايام من عملية أسر الجنديين الاسرائيليين، معظم خلاياها النائمة في لبنان، رغم احتواء 20% منها على نساء متخصصات بالاختراق.
وفي الجانب الآخر، كانت مفاجأة الكيان مضاعفة عندما كشف حزب الله النقاب عن شبكة للجواسيس تعمل لصالحه من داخل العمق الإسرائيلي بسرية تامة، وأكّد الحزب بأنّ نشطاء له استطاعوا التوغل داخل أجهزة أمنية إسرائيلية وصفها بـ"الحساسة"، ومن ثمّ فإنّ المقاومة أدارت معركتها مع إسرائيل في الجنوب باقتدار، كما استهدفت مواقع جنود الاحتلال والبلدات اليهودية في شمال اسرائيل إثر تمكنها من الإطلاع على خبايا ملفات مصنّفة في خانة "سري للغاية".
يل ثبت أن المقاومة تمتلك أجهزة مراقبة وتنصت وتصوير متطورة جدا تستطيع رصد تحركات الجنود الاسرائيليين في مناطق جنوب لبنان بدقة، وتبيّن أنّ قصف حزب الله للمدن والمستوطنات والمواقع الاسرائيلية بالكاتيوشا وصواريخ خيبر ورعد لم يأت وليد لحظة ، بل جاء بعد تحصيل معلومات من رجال الاستخبارات المزروعين في عمق إسرائيل.
الموساد بأساطيره التي يتباهى بها الإسرائيليون، عجز عن وقف اكتساح جهاز استخبارات حزب الله لكل شبر في اسرائيل، وإحاطته الدقيقة بأماكن تواجد مخازن الأسلحة والمواد الكيماوية، ومعسكرات جيش الكيان ومطاراته العسكرية وكذا المدنية من أقصى شمال إسرائيل إلى أقصى جنوبها
http://www.20at.com/newArticle.php?sid=2806