مقتل السير لي ستاك
هذه القصة عادية وغير عادية..
شاب مصري بل شباب مصريون أثروا أن يرهنوا حيواتهم رجاء الهدف الأسمى في ذلك الوقت..
واحدة من تلك القصص التي نرويها ها هنا..
لكنها قصة لا تنتهي بمقتل البطل على أيدي أعداؤه..
قصة مختلفة هي..
وما كنت أعرف أن سطرين في كتاب التاريخ المدرسي تخفيان كل هذا الكم من الأحداث..
لم يكن مقتل السير لي ستاك حدثا عاديا ..
ولم يكن ما أستتبعه من أحداث عاديا أيضا..
محمد عنايت، موظف مصري بسيط يحمل في قلبه أقصى ما يمكن لهذا القلب الضئيل أن يحمل من حب الوطن، وقدم كل ما يملك، بالفعل، تجاه هذا الوطن .. حتى أبناؤه .. ثمانية أشقاء كلهم ذكور لم يتوانى عنايت عن أن يسقيهم حب الوطن منذ الصغر فشبوا جميعا فدائيون .. وحينما أقعد المرض الأب شيخا في الثمانين .. مشلول الأركان.. كسير الفؤاد .. كان أثنان منهما قد استشهدا فداء للوطن .. ونُفي ثالث خارج البلاد وسحبت منه جنسيته .. فيما قضى الرابع أغلى أيام شبابه معتقلا .. حتى أصبح أسم (عنايت) لعنة على كل من يحمله .. وشرفا في سجل الأبطال..
محمود عنايت
هو الأبن الأكبر، .. حينما كان عمره 23 عاما التحق بمدرسة المهندسخانة (كلية الهندسة) وكون مجموعة فدائية سرية كان يعقد إجتماعاتها بمنزل الأسرة في حي عابدين .. إرتأت هذه المجموعة تكوين فريق لأغتيال بعض الشخصيات الفاسدة المتعاونة مع الاحتلال البريطاني.
وكانت أول شخصية هي (بطرس غالي باشا) الذي عقد عدة اتفاقيات سياسية مع الاحتلال منها:
- تعيين سردار (قائد) انجليزي للجيش المصري يكون حاكما عاما للسودان بناء على أوامر مباشرة من ملك انجلترا وهو ما أدى إلى وضع الجيش المصري تحت سيطرة الاحتلال بشكل تام ليصبح مجرد تنظيم شكلي لا يمتلك أسلحة ولا يعرف كيف يستخدمها لو امتلكها.
- اتفاق خاص بالسودان أضاع حقوقه ومصالحه وحقه في تقرير مصيره ، وقد فصلت هذه الاتفاقية السودان عن مصر.
- اتفاق خاص بمد عقد قناة السويس لـ 40 عام قادمة لولا المقاومة الوطنية بقيادة المناضل محمد فريد.
- إصدار قوانين مقيدة لحرية الصحافة.
وعلى أثر ذلك قرر أعضاء المجموعة وضع خطة للتخلص من بطرس غالي، وكان قائد المجموعة هو “إبراهيم الورداني” خريج مدرسة الصيدلة البالغ من العمر حينئذ 24 عاما.
وبالفعل قام محمود عنايت والورداني بتنفيذ الخطة بنجاح وقُتل بطرس غالي وتم القبض على الورادني.
…. وبعد قيام الحرب العالمية الأولى، أتفقت المجموعة على اغتيال السلطان حسين كمال، فقام محمود عنايت بصنع القنبلة التي ستُلقى عليه وتم تحديد المكان (في الإسكندرية) والزمان (9 يولية 1915) وانتظر المنفذون مرور موكب السلطان والقيت القنبلة عليه بالفعل لكنها لم تصبه .. وتم القبض على المنفذين الثمانية وقدموا إلى محاكمة عسكرية أصدرت أحكامها بالإعدام على أثنين منهما قبل أن يُخفف الحكم ويستبدل باحكام أخرى.
وتم نقل محمود عنايت إلى سجن “الحضرة” بالإسكندرية في إنتظار النفي .. أو الإعدام.. لكن نتيجة لسوء معاملته في السجن تدهورت صحته بشكل متسارع حتى يئس الأطباء من شفائه فأعادوه إلى أهله ليمكث ثلاثة أشهر أسير المرض قبل أن يسلم الروح الطاهرة إلى بارئها.
وكانت هذه هي بداية النهاية .. نهاية بطل ومولد بطل جديد ..
وأندلعت ثورة 1919 وعمت البلاد كلها..
في هذا التوقيت كان عبد الحميد عنايت (15 عاما) وعبد الفتاح عنايت (18 عاما) طالبين بالمدارس الثانوية .. أشتعلا حماسة.
وفي المدرسة عُوقب عبد الفتاح مرتين بالحبس أسبوع وبالجلد لأنه كان يحرض زملائه على التظاهر ويهتف بطرد الإنجليز وبسقوط وزير المعارف (التعليم) توفيق رفعت الذي هدد الطلبة بالرفت إذا اشتركوا في أي ثورة أو مظاهرة.
وانتهت المرحلة الثانوية فالتحق عبد الحميد بمدرسة المعلمين فيما أختار عبدالفتاح دراسة الحقوق.
***********
ومع بدايات عام 1922 بدأ الشقيقان يوقنان أن العمل ، وليس الهتاف، هو ما سيعيد إلى مصر حريتها ويخلصها من الاستعباد فاتفقا على تكوين “منظمة فدائية” تصبح على نمط المنظمة التي أنشأها البطل مصطفى كامل منذ بدء الحركة الوطنية عام 1906 والتي واصلت نشاطها على يد إبراهيم الورداني ومحمود عنايت عام 1910.
وتكونت المنظمة من خمسة أعضاء:
- عبدالفتاح عنايت
- عبدالحميد عنايت
- محمود عثمان
- محمد فهمي
- إبراهيم موسى
على أن يقوم كل منهم بتكوين منظمة فرعية يديرها بطريق غير مباشر. وكان نشاط المنظمة هو تحرير ونشر المنشورات الكتابية والحصول على السلاح للتخلص من كبار الشخصيات البريطانية وبالتالي إلقاء الرعب في قلوب الإنجليزي وإرغامهم على مغادرة البلاد.
وكان رأي عبدالفتاح أن قتل الإنجليز في قلب شوارع القاهرة المزدحمة بالمارة وفي وضح النهار سيكون له أثره الفعال في رفع الروح المعنوية لدى المصريين، بل وإلقاء الرعب في قلوب الإنجليز.. مع استبعاد نساء وأطفال الإنجليز.
وبالفعل نفذت المجموعة عدة عمليات مبهرة وخاطفة دون ترك أي أثر.. كان أول القتلى جندي بريطاني تم قتله في وضح النهار في ميدان رمسيس المزدحم.
وتوالت العمليات:
المراقب العام لوزارة المعارف (مستر براون)
وكيل حكمدار القاهرة (كيف)
مدير مالية الجيش الإنجليزي (بيجوت)
مراقب وزارة الزراعة (براون الطاغية) فشلت العملية لكنه رحل بعدها مذعورا إلى بلاده
رئيس عنابر السكة الحديد (ماكنتاس) فشلت العملية لكنه رحل بعدها مذعورا إلى بلاده
ضابطان بحريان إنجليزيان
أستاذ القانون الإنجليزي (روبسون)
إلقاء قنابل يدوية على عدة ثكنات إنجليزية
***********
وبعد هذه العمليات الناجحة إرتأت المنظمة التخلص من أكبر الرؤوس الإنجليزية في مصر (اللورد اللنبي) المندوب السامي البريطاني وبالفعل تم وضع الخطة وأختيار المنفذين وتحديد ساعة الصفر، قبل أن يلاحظ زيادة الحراسة حوله بشكل مريب في نفس الوقت الذي نشرت الصحف أن سردار الجيش المصري سيعود من إجازته في لندن وسيمر بالقاهرة عائدا إلى السودان وسيبقى في مصر أسبوعا كاملا!
السير لي ستاك
هو اللواء لي أوليفير فيتزماورس ستاك (1868-1924)
أحد موظفي الدفاع البريطانيين الكبار، أنضم إلى قوات الحدود عام 1888، نُقل إلى قيادة الجيش المصري عام 1899، ثم عين قائدا لقوة السودان عام 1902، ثم أصبح وكيل السودان ومدير المخابرات العسكرية عام 1908، تقاعد عام 1910 وأصبح سكرتيرا مدنيا لحكومة السودان في الفترة من 1913 حتى 1916 ثم عين حاكما عاما للسودان وسردارا (قائد) للجيش المصري من 1917 إلى 1924.
كان مسيطرا بشكل تام على الجيش المصري بأسلحته القديمة المعطلة وحالته الهزيلة الضعيفة التي لا يستطيع بها الدفاع حتى عن نفسه فلقد كانت هذه مهمته الأساسية، إضعاف الجيش، وإبقائه في حالة يستطيع معها الإنجليز تنفيذ سياستهم في مصر.
قدر محتوم
أرجأ السردار سفره ثلاثة أيام كاملة كانت كافية للفدائيين لترتيب الأمور والتجهيز للعملية، وتمت متابعة تحركاته فلوحظ انه يتوجه يوميا إلى وزارة الحربية ويمكث فيها حتى الظهيرة قبل أن يعود إلى منزله في الزمالك (نادي الضباط بالزمالك فيما بعد)..
وتم وضع الخطة
الزمان: 19 نوفمبر 1924 في وضح النهار
والمكان: عند التقاء شارع القصر العيني وإسماعيل أباظه
وتم توزيع الأدوار
عبدالفتاح عنايت: وقف أمام مبنى وزارة الحربية منتظرا خروج السردار لإعطاء إشارة البدء بالتنفيذ.
عبدالحميد عنايت: وقف في شارع القصر العيني على مقربة من المنفذين وكانت مهمته إلقاء قنبلة على من يحاول القبض عليهم.
محمود راشد: جلس في السيارة المعدة للهرب
إبراهيم موسى، وعلي إبراهيم، وراغب حسن: المنفذين
وكان أختيار مكان التنفيذ على بعد خطوات من المكان الذي يفرض عليه السردار سلطته على كل ضباط وجنود جيش مصر موقفا إلى أبعد حد ليبدد الصمت الذي فرضته القوة المسلحة الغاشمة بل ليشهد العالم أجمع أن ما أدعته بريطانيا وكتابها عن استسلام المصريين للإحتلال ما هو إلا محض هراء.
وخرج السير لي ستاك واتخذ طريقه المعتاد فأعطى عبد الفتاح إشارة الاستعداد، ولدى اقتراب السيارة التي تقل السرداد من المكان المحدد هجم عليه المنفذون وأطلقوا عليه الرصاص فلاذت السيارة بالفرار إلى دار المندوب السامي (قصر الدوبارة) لكن بعد أن كان السردار قد أصيب بإصابات قاتلة.
وتجمع المارة على صوت طلقات الرصاص فانطلق المنفذون في السيارة المعدة للهرب لتنطلق بالجميع بعيدا عن المكان بعد أن القى عبدالحميد عنايت قنبلته دون أن يجذب فتيلها حتى يفرق جموع المتجمهرين.
وتم نقل السردار على عجل إلى المستشفى العسكري ليظل يصارع الموت حتى ليل اليوم التالي ليلقى مصرعه متأثرا بجراحه.
وكان لمصرع السردار دوي هائل في بريطانيا ومصر والسودان، فصدرت الأوامر لكل الإنجليز المقيمين في مصر أو الزوار منهم بعدم السير في الشوارع بدون سيارات .. وأصبح المحتلون في قلب القاهرة وكأنهم في ميدان قتال ليل نهار يتوقعون هجوما بين الحين والآخر.
واستغلالا للموقف ليس إلا وكأي قرصان محترف أنتفض المندوب السامي البريطاني (اللورد اللنبي) فقال أن السير لي ستاك “قُتل بكيفية فظيعة تعرض مصر لإزدراء الشعوب المتمدينة!”، ثم وجه إنذارا مهينا إلى الحكومة المصرية:
بأن تقدم الحكومة المصرية الاعتذارات الكافية عن الحادث.
وأن تعمل بلا إبطاء على القبض على المنفذين وإنزال أشد العقوبة بهم دون النظر إلى أعمارهم.
وأن تمنع من الأن فصاعدا أي مظاهرات سياسية وتقمعها بشدة.
وأن تدفع إلى الحكومة البريطانية “غرامة” قدرها 500.000 جنيه مصري فداء لرأس السردار!.
وأن تصدر خلال 24 ساعة الأوامر بعودة كافة الضباط المصريين ووحدات الجيش المصري من السودان.
وأن تعدل مصر من الأن فصاعدا عن أي معارضة لرغبات الحكومة البريطانية فيما يتعلق بحماية المصالح الأجنبية في مصر.
وكان رد رئيس الوزراء المصري، سعد باشا زغلول، دبلوماسيا فقال أنه يقبل بثلاثة شروط فقط هي الاعتذار ودفع الغرامة والبحث عن الفاعلين لكن الطرف الإنجليزي لم يقبل فقدمت الحكومة المصرية استقالتها.
وجاء زيور باشا على رأس الحكومة الجديدة وكانت سياسته تعتمد على إنقاذ ما يمكن إنقاذه وكان إنقاذ مصر من وجهة نظره هو تنفيذ كل الشروط البريطانية، وقد فعل!!
نتائج مروعة ولكن..
كان من نتائج أغتيال السردار أن طلب البريطانيون طرد القوات المصرية من السودان، كما سقطت أول حكومة مصرية منتخبة ديمقراطيا بقيادة الزعيم القومي سعد زغلول قبل مرور عام على توليها المسئولية بعد أن رفضت إنذار الحكومة البريطانية المذل الذي احتوي عدة طلبات من بينها ضرورة إخلاء القوات المصرية من السودان، ومنع المظاهرات السياسية، ودفع تعويض قيمته نصف مليون جنيه مصري!.
وبعد رحيل حكومة زغلول أنحنت الحكومة التالية بقيادة أحمد زيور باشا للطلبات البريطانية.
وعلى الجانب الآخر، قدم اللورد اللنبي أيضا استقالته، وغادر الأراضي المصرية بعد أن شاهد المعارك الدامية الصامته في قلب القاهرة. وتم فصل منصب سردار الجيش المصري إلى منصبين: مدني وعسكري، يكون نائبا لقيادة الجيش، وكلاهما كان إنجليزيا.
ولم يبق إلا القبض على المنفذين
وبدأت حملة مسعورة قادها إسماعيل صدقي وزير الداخلية ظلت تبحث دون جدوى ، حتى تم القبض على سائق التاكسي الذي هربت فيه المجموعة بعد ان التقط عسكري انجليزي رقم لوحاتها.
وقام البوليس الانجليزي بالقبض على 28 مصريا بشكل عشوائي كان من بينهم 3 من أعضاء المنظمة ونواب بالبرلمان (برغم الحصانة) وزعماء وطنيون.. وبعد تحقيقات مكثفة لم تبثت أي اتهامات ضدهم فتم الإفراج عنهم.
واعلنت وزارة الداخلية عن مكافأة 10 آلاف جنيه للإرشاد عن أي من المنفذين.
وهنا ظهر في الصورة نجيب الهلباوي وهو أحد المشتركين في قضية القاء القنبلة على السلطان حسين كمال وكان قد قضى أعوام في السجن فخرج وهو مستعد لفعل أي شئ رجاء عفو ملكي وطمعا في مكافأة مالية.
وكان الهلباوي صديقا مقربا من عائلة عنايت فاستغل ذلك للإندساس بين صفوف الوطنيين ليعرف من هنا حرفا ومن هنا معلومة.
وبعد تواطء جهات عدة ومغامرات واسعة، تم القبض على الجميع وتحريز الأسلحة المستخدمة في العملية وقدموا للمحاكمة التي شكلت برئاسة أحمد عرفان باشا والقاضي الإنجليزي كيرشو ومحمد مظهر باشا.
وأعترف أعضاء المنظمة السرية بالعملية فتمت إحالتهم إلى محكمة الجنايات لتوجه اليهم ثمانية اتهامات بقتل السردار والشروع في قتل ياوره وسأئق سيارته وآخرين تصادف وجودهم في مكان الحادث.
وحكمت المحكمة على الأبطال الثمانية بأقصى العقوبة:
- عبد الفتاح عنايت طالب بمدرسة الحقوق إعدام
- عبد الحميد عنايت طالب بمدرسة المعلمين العليا إعدام
- إبراهيم موسى زعيم بعنابر السكة الحديد إعدام
- محمود راشد موظف بمصلحة التنظيم إعدام
- راغب حسن عامل بالترسانة إعدام
- على إبراهيم عامل بالعنابر إعدام
- شفيق منصور محامي وعضو بالبرلمان إعدام
- محمود إسماعيل موظف بوزارة الأوقاف (ضابط بحري سابق) إعدام
- محمود صالح محمود سائق تاكسي الحبس عامين
وتبادر إلى أذهان الشعب المصري ذكرى مذبحة دنشواي فخرج المصريون في مظاهرات تندد بالمحاكمة.
ونُفذ حكم الأعدام في المتهمين من الثاني إلى الثامن، فيما كان للمظاهرات رد فعل واسع بعد أن أحتج الجميع على القضية وأحكامها فقالوا: كيف يُعدم ثمانية أبطال لقاء رجل واحد، بل كيف يُعدم شقيقان في يوم واحد؟
ولذلك كله صدر الحكم على المتهم الأول عبدالفتاح عنايت بتخفيف عقوبته وحده إلى الأشغال الشاقة المؤبدة ليخرج من بين المعدمين حيا، وليلاقي بين جنبات السجن أقسى عذاب يمكن أن يتصوره عقل ويواجه الموت مرات ومرات وبرغم ذلك يستغل فترة عذابه فيتقن عدة لغات ويحصل على الشهادة العيا في القانون، ويخرج من السجن عام 1945 بعد 17 عاما صامدا، ويؤلف كتابا يكون عنوانه: “الشدائد كيف تصنع رجالا”.
وقد دعاه الرئيس الراحل أنور السادات ليكون صاحب ضربة المعول الثانية في هدم ليمان طره.
وفي 19 ديسمبر 1986 يتوفى عبدالفتاح عنايت عن عمر يناهز 86 عاما، … واليوم إذا مررت بأحد شوارع محافظة الجيزة القريبة من شارع الهرم ووجدت لافتة تحمل أسم (شارع الشهيد الحي) فاعلم أنه كان يقطن في هذا الشارع بطل ربما لم يسمع به أحد.
مصادر المقال:
الشهيد الحي – إبتسام عبد الفتاح عنايت
ديوان الحياة المعاصرة – الأهرام
King’s College London (Liddell Hart Centre for Military Archives)
عن موقع المؤرخ