الدعم الجوي للقوات الخاصة
ريتشارد غاردنر
نظرا لطبيعة عملياتها، تحتاج القوات الخاصة الى التزود بعتاد عسكري يتفوق اداؤه على سواه التقليدي المناسب للمهمات الروتينية. وحاليا، يتوجب على كل الاعتدة العسكرية النموذجية الخضوع لاختبارات صارمة للمتانة والاعتمادية، مما يعني ان الكثير من التجهيزات التجارية الجاهزة غير ملائم. ولضمان ملاءمة التجهيزات المختارة لتنفيذ المهمات على اكمل وجه في الاحوال الجوية المعادية والظروف المحلية، يتم اختيار التجهيزات العسكرية، سواء أكانت اعتدة اشارة ام عربات سطح ام طائرات نقل عسكرية، وهي في معظمها ذات تكلفة اكثر بكثير من حيث الوحدة من مثيلاتها المدنية، حتى ولو انها قد تقوم بالعمل نفسه، قد تبدو على حد كبير من الشبه في حين انه يأخذ بمتطلبات القوات الخاصة الصارمة اكثر بكثير بالحسبان، وفي كل الاحوال لا تكون حتى التجهيزات النموذجية الاكثر صلابة على قدر كاف من قوة التحمل والمرونة لتلائم احتياجات المشغلين. وعندما يعود الامر الى الدعم الجوي، في اطاره الاوسع، فلا تتحمل القيادات اي تقصير في تلبية متطلبات القوات الخاصة.
من المرجح ان تتمحور المشكلة الاكبر في ايامنا هذه حول كيفية ملاءمة المنصات الجوية لمجموعة قصوى من المهام التي يمكن القيام بها. وهل يمكن لنوع نموذجي من المنصات الجوية ان يقدم اداء كافيا لمهام القوات الخاصة، وعندها ايضا ان يكون جاهزا لعمليات الدعم الروتينية، او ان المشتريات على نطاق ضيق لطيران عالي التخصص مبررة.
يستطيع عدد قليل من اسلحة الجو تحمل شراء اساطيل من الطائرات ذات تطبيقات محدودة وفي اغلب الحالات فان النماذج المعدلة للطائرات النموذجية تفي بالاحتياجات الاضافية للدعم الجوي لوحدات القوات الخاصة، او استخدام حزمات قدرات اضافية "Capability Packages" للمهمات الخاصة، وبالتالي الابقاء على موازنات المشتريات وادامة التشغيل تحت السيطرة.
وكما تتوجب ايضا مواجهة التدريب والصيانة كما التكاليف الحالية المتعلقة بشراء طائرات القوات الخاصة وتجهيزها. هذا هو الوجه غير المرئي لدعم القوات الخاصة، لكنه ينبغي ان يدخل في موازنة دعم القوة الجوية الاوسع. وسيميل المشغلون، اذا امكن، الى اعتماد طائرات القوات الخاصة التي تخدم على نطاق واسع، للاستفادة من الاقتصاد الذي يؤمنه الانتشار الواسع. تتطلب احتياجات التدريب الخاصة للاطقم الجوية المولجة في عمليات القوات الخاصة جهودا اكثر من تلك التي تتطلبها التدريبات الروتينية وتتضمن تدريبا اضافيا مثل تكتيكات البقاء المتعلقة بالفرار وتحاشي تهديدات الطيران الليلي على مستوى منخفض مع استخدام مستشعرات الرؤية الليلية، عمليات الهبوط والاقلاع الليلية من مدارج غير مؤهلة، والطيران التكتي لتفادي النيران التي تطلق من الارض والصواريخ ارض - جو. في حين انه يمكن للتدريب على تشبيه الطيران الواقعي والمتطور ان يستخدم لتحضير الاطقم الجوية في القوات لادوارهم الخاصة، ليس من الممكن ايجاد بديل للتدريب على الطيران الحقيقي على متن طائرة حقيقية في ظروف طيران ملائمة. ولا يمكن انجاز كل شيء على الارض داخل قاعة الدروس، لذا فانه يتوجب تخصيص فترات طيران معينة على متون الطائرات لتدريب الاطقم والا قد تتأثر فعاليتهم عند القيام بالعمليات الحقيقية.
تدعو الحاجة الى توجيه القوات الخاصة الى اي مكان او بأي عمل، غالبا خلف خطوط العدو، انه يجب الحفاظ على وسائل اتصال وثيقة جدا وامنة بين القوات الداخلة الى مسرح العمليات والخارجة منه وبين تلك التي تؤمن الدعم الجوي. يجب ان يتم التدريب على نحو يجعل كل من الجانبين يعتمد على الآخر لخلق قوة مقاتلة صغيرة قائمة بذاتها قدر الممكن، لكن مع العلم بأنه لم تجر الامور على نحو جيد، فانه على فرق القوات الخاصة ان تسحب سريعا وبشكل آمن دون ان يتنبه العدو لتحركاتها. يمكن للعمليات السرية ان تتضمن استخدام طائرات مجهزة بنظم دفاعية مع اجهزة تشويش لخداع الرادارات المعادية واعتراض سيل الاشارات مع استخدام ال GPS ووصلات الاتصالات الاخرى عبر الاقمار الاصطناعية التي تبقي على الاتصالات الصديقة آمنة وغير مكشوفة. يتطلب الطيارون والعناصر العاملة على الرافعات في طوافات القوات الخاصة تدريبا خاصا اضافيا بحيث يتمكنون ان يصبحوا خبراء في الطيران على مستوى منخفض ليلا وفي اي بيئة من المدن الى الادغال والصحاري والجبال. يتطلب هذا الامر تدريبات على الهبوط في مدارج قصيرة جدا غالبا ما يحيط بها اسلاك كهربائية وهاتفية او اشجار باسقة وصخور. تتطلب الثقة بالقدرة على القيام بكل هذه الامور في كل الاحوال المناخية، ليلا او نهارا، مما يتطلب مستوى من مهارة على الطيران لا يمكن لاي طاقم ان يؤديها. في افغانستان حاز عدد في طياري طوافات Chinook و Apache وعناصر اطقم من البريطانيين على ميداليات لشجاعتهم ولمهاراتهم الخارقة في الطيران في اطار دعم عمليات القوات الخاصة حيث تمكنوا في غالب الاحوال من اجلاء الجنود الجرحى او الدوريات الواقعة تحت النيران المعادية العنيفة والطوافات المصابة بنيران الاسلحة الخفيفة، وحتى الصواريخ، وعموما تمكنوا مرارا من سحب القوات البرية ونقلها الى مناطق اكثر امانا خارج البقعة المستهدفة بالنار. يأتي انجاز هذا الامر فقط كنتيجة لتدريب كثيف جدا. ان تركيب رشاشات سريعة الرماية على الحيز الذي تشغله الابواب على طوافات النقل وعلى منصة تحميل منحدرة، وهو ضمن مدافع صغيرة في الابواب الامامية، ويعطي طوافات Chinook تلك وتيرة عالية جدا من النيران تجعل القوات المعادية في وضعية الدفاع. تستخدم طوافات Apache المجهزة بالمدافع والتي يشغلها الجيش، في افغانستان لتأمين المواكبة لطوافات النقل والدعم الجوي القريب للقوات البرية. بالرغم من ان مدافعها الرشاشة الدوارة تشكل اكثر الاسلحة فتكا المخصصة للاستخدام العام، فهي تحمل ايضا عددا كبيرا من القذائف الصاروخية غير الموجهة الشديدة الانفجار والصواريخ الهجومية جو - سطح العالية التدمير، التي يمكن استخدامها ضد الآليات، القوارب الصغيرة، المباني والمراكز المحصّنة.
الدعم بالطوافات
تعتبر EC725 من Eurocopter طوافة رائجة الاستعمال لدعم القوات الخاصة، طورت من طوافة Super Puma. تتميز بمدى موسع، وتدريع اضافي واعتدة دفاعية مساعدة، ورافعة انقاذ قوية وبامكانها ان تحمل مجموعة واسعة من المدافع والقذائف الصاروخية والصواريخ. تعمل تلك الطوافات من على متون السفن او من البر، وتستخدمها القوات الفرنسية كطوافة انقاذ قتالية وفي دور انزال القوات الخاصة وسحبها. وفي اطار هذا الدور تتمتع بقدرتها على إعادة التزود بالوقود جوا من طائرة صهريج، وهذا ما يتيح لها تنفيذ المهام الطويلة جدا. تستخدم وحدات العمليات الخاصة في الجيش الاميركي طوافة Chinook المتعددة المهام من انتاج Boeing والتي يطلق عليها اسم CH-47G. تتضمن تلك الطوافة وقودا اضافية في خزانات جانبية موسعة وتتمتع ايضا بالقدرة على اعادة التزود بالوقود جوا وبقمرة طيار محدثة ومجموعة الكترونيات طيران مع مستشعرات عدة مثل نظم الرؤية في الضوء الخافت، العاملة بالاشعة تحت الحمراء.
طلب مشاة البحرية الاميركيون نموذجا جديدا من طوافة Sea Stallion المشهورة من انتاج Sikorsky، عرف باسم CH-53K، ليحل محل الطوافة MH-53 Pave Low. جهزت الطوافة CH-53K بعدد واسع جدا من المستشعرات الخاصة، ورادار وخزانات وقود للمسافات الطويلة، وهي طوافة دعم اساسية لمشاة البحرية الاميركيين في العمليات الخاصة، بامكانها نقل حمولات نافعة اكبر بكثير من حمولة الطوافة HH-60G Pave Hawk. والى مسافة اطول. يستخدم مشاة البحرية الاميركيون بشكل متزايد طائرة النقل التكتية الجديدة ذات الدوار المتغيّر الاتجاه MV-22 Osprey من Bell - Boeing لتأمين الدعم البعيد المدى للقوات الخاصة. بالمقارنة مع طوافة تقليدية، فان ال MV-22 لا تحدث ضجيجا كبيرا، وهي سريعة ويمكنها الطيران على ارتفاع اعلى وعلى مسافة اطول، وتشكل الخيار الاول لتنفيذ عدة مهمات للقوات الخاصة. تتيح لها خصائص سرعة الطواف العالية والثبات مكانها في الجو بصمت يلفت انتباها اقل بكثير من الطوافات التقليدية خلف خطوط العدو. وعند انزال العناصر او سحبها، يمكنها الابتعاد عن البقع الحساسة بسرعة. وهذا مهم بشكل خاص عند إخلاء المصابين، بحيث تتميز المقصورة بحيز كاف لتقديم المساعدة الطبية اثناء الطيران، والطيران بسرعة طائرة نقل تقليدية اثناء العودة الى القاعدة او المنشآت الطبية. يمكن ايضا اعادة تزويدها بالوقود جوا لجعل مداها وقدرتها على الصمود جوا في حدهما الاقصى.
لدى مصنعي الطوافات الاوروبيين، AgustaWestland وEurocopter، نذكر عددا من طوافات الدعم التكتي ذات الجناح الدوار التي تستخدم في اعمال القوات الخاصة. فطوافة Sea King MK 4 من Westland تعتبر طوافة قديمة استخدمتها البحرية الاميركية ومشاة البحرية الملكية ضمن قيادة ا لطوافات المشتركة البريطانية في افغانستان وقد حدثت حديثا بتدريع اضافي ودوارات جديدة ونظم مساعدة دفاعية. انها طوافة صلبة للغاية ويمكنها نقل وحدات من القوات الخاصة مع حاويات ثقيلة وتجهيزات كحمولات معلقة من الاسفل، تكملها طوافتا AW101 Merlin MK 3A وطوافة AW101 Merlin MK 3 اللتان يستخدمهما سلاح الجو الملكي. تعتبر ال NH09 الطوافة التكتية الاوروبية المشتركة، الاصغر بقليل والتي طلبها ١٤ زبونا حول العالم، وبينهم عمان، حيث تستخدم لكل من الدعم التكتي والبحث والانقاذ. يتضمن المشغلون الاساسيون فرنسا، المانيا واوستراليا. استخدمت القوات الخاصة الروسية لعدة سنوات مجموعة منوعة من الطوافات، لكن عائلة Mi-8 لعبت وما زالت تلعب دورا رائدا لكل الاغراض لداعم تلك القوات. لا تزال اعداد كبيرة تخدم في الدول التي كانت زبائن في السابق للسلاح الروسي، والتي يشكل البعض منها الآن جزءا من حلف شمال الاطلسي، وفي افغانستان تشكل تلك الطوافات العمود الفقري لاسطول الطوافات الناشئ في سلاح الجو الافغاني. تستخدم القوات الخاصة الاميركية دائما طوافات عائلة Mi-8 للنقل السري في مسارح العمليات النشطة. جعلت مزايا الاداء الجيد للطيران على ارتفاعات معينة في درجات حرارة مرتفعة، مع سعة كبيرة للمقصورة، واسطح تحميل خلفية مائلة نافعة، من تلك الطوافات نظم قتالية ذائعة الصيت، حتى عندما كانت الطوافات الغربية الاكثر حداثة متوفرة. لقد كانت الطوافة الوحيدة الغربية التكتية الافضل اداءا هي ال CH-47 Chinook من انتاج Boeing، التي تنقل حمولة اكبر. درب طيارو طوافات افغان جدد في بريطانيا لقيادة طوافات Mi-8 اذ ان اعدادا متزايدة من الطوافات تنشر في الاسطول الافغاني وتأخذ بعضا من التجهيزات من وحدات حلف شمال الاطلسي.
تستخدم الطوافات الصغيرة والسريعة للقيام بعمليات القوات الخاصة حيث لا تقحم اعداد كبيرة من القوات. ولانه لا يزال يتوجب عليها الصمود ابان العمليات في بيئة معادية، فانه يجب ان تجهز بأعتدة مساعدة للدفاع والانذار، وبعضا من اشكال اسلحة الدفاع الذاتي، التي تزيد من وزن الطائرة الاجمالي، وتعني انه يمكن نقل حمولة نافعة اصغر. تناسب طوافة Sikorsky HH-60G PaveHawk واعضاء آخرون من عائلة BlackHhawk جيدا تلك المهمات السرية، كما يمكن ان يعاد تزويدها بالوقود اثناء الطيران مما يتيح الطيران السري في عمق الاراضي المعادية، حيث يكون حجمها الصغير وحركيتها التكتية مرحبا بهما. تستخدم طوافة Puma من Eurocopter لتلك المهمات السرية، بالرغم من انها غير مجهزة لاعادة التزود بالوقود جوا.
الدعم بالطائرات دون طيار
مع تطور الطائرات دون طيار ذات الجناح الدوار، تطلعت القوات الخاصة الاميركية وتلك التابعة لحلف شمال الاطلسي الى منصات دون طيار محتملة قد تقدم الدعم للقوات الخاصة مع ازالة الخطر المحدق بالاطقم الجوية والطائرة في المجالات الجوية الخطرة. باستثناء دعم النيران الذي تؤمنه الطائرات دون طيار مثل RQ-9 Reaper من (General Atomics)، يتم الان تطوير منصات نقل غير مأهولة لاعادة التموين. اذا نجحت في المسارح النشطة، قد تخفف تلك الطائرات دون طيار "UAVs" المخصصة للنقل، التي تحمل الذخائر والمياه في عبواتها والحصص الغذائية، قد تخفف بشكل كبير الخطر الذي يتهدد طوافات الخدمات العامة التي عليها القيام بطلعات متكررة من والى القواعد العملانية المتقدمة. وفيما تصبح انماط العمليات اكثر تكرارا تصبح مهمات اعادة التموين تلك اكثر خطورة بحيث تشكل اهدافا سهلة. قد تكون الطائرات دون طيار ذات الجناح الدوار اهدافا اصغر بكثير، وهي سريعة التحليق، وقد تطير مستخدمة نظما ذاتية الحركة للملاحة، لكن مع تحكم يدوي في ما يتعلق بالاقلاع والهبوط او عند الحاجة لتنفيذ عملية فرار. يتم تطوير تلك الطائرات دون طيار بشيء من السرعة في الولايات المتحدة. هناك ايضا تصاميم جديدة للمنصات الجوية دون طيار ذات الاقلاع العمودي التي قد تنزل اعداد صغيرة من قوات الوحدات الخاصة، او حتى انقاذ المدنيين في مواقع مدينية او ريفية، وقد تلعب التصاميم المشابهة لتلك التي تم تكييفها انطلاقا من منصات اعادة التموين دورا في المناطق العالية الخطورة في عمليات اخلاء الاصابات من مناطق عرضة للخطر الشديد حيث قد تتسم العمليات التي تتم بواسطة الطوافات التقليدية على مجازفة كبيرة.
الدعم الجوي التقليدي وغير التقليدي
ان طائرة C-130 Hercules من Lockheed Martin، هي من بعيد، منصة النقل العسكري الاوسع استخداما اليوم لدعم القوات الخاصة وقد خدمت نماذج خاصة بالجيش الاميركي وزبائن آخرين حول العالم لعدة عقود ولا تزال اليوم تلك الطائرات قيد الانتاج، مستخدمة الهيكل الجوي الجديد "C-130J" كقاعدة لكل الادوار المتخصصة. بالرغم من ان العديد من النظم المستخدمة يبقى عالي السرية، تؤمن ال C-130 كلا من مراقبة المنطقة والصمود لاغراض الحرب الالكترونية التشويش وجمع المعلومات الاستخبارية وقدرة على تنفيذ مهمات خاصة قصيرة المدى وبعيدة لدعم الفرق البرية للقوات الخاصة. يمكن للاسلحة على متن الطائرة وخزانات الوقود الاضافية ان تكمل الأداء الجيد لل "C-130J" في اجواء مسرح قتال ضيق مما يسمح بالتالي القيام بالعمليات من مدارج بدائية للغاية مفروشة بالحجارة او الرمل او الحصى. وكون الطائرة "C-130J" مزودة بمستشعرات متقدمة للضوء الخافت، وبالرادار، وأجهزة استقبال اشارات ال GPS ونظم مساعدة دفاعية فهي قادرة على البقاء بفعالية. يسمح سطح التحميل الخلفي المائل بنشر وسحب عناصر الوحدات الخاصة والعربات ذات المركبات الخفيفة وسيختار سلاح الجو الاميركي طائرات HC/MC-130J لتحل محل طائرات Hercules الأقدم الخاصة بالمهمات الخاصة ويتم التخطيط لنماذج المتخصصة الأخرى لتعمل كطائرات حاملات مدافع وتطوير طائرات صهاريج لطوافات الانقاذ القتالي.
تتيح هذه الطائرة "C-130J" انزالاً سريعاً لوحدات القوات الخاصة بالمظلات مع اعتدتهم على ارتفاع عال او منخفض. عند طيرانها على علو مرتفع، يمكن للطائرة ان تنشر وحدات تهبط "بالقفز الحر" "freefall" على مسافة اميال عدة بعيداً عن هدفها، بحيث تفتح المظلات على ارتفاع منخفض لتصل غير مرئية وغير مسموعة. ويمكن تأمين الذخائر ومستلزمات القتال والصمود والآليات، بما في ذلك القوارب، عن طريق الجو، وباستخدام نظم ال GPS، يمكن اسقاط الحمولات بدقة عالية هذا وتتيح المظلات الطائرة الأحدث اندفاعاً كبيراً الى الامام بعد القفز من الطائرة. طور موردون مثل شركة Airborne Systems الاميركية مجموعة كاملة من نظم الانزال الدقيق التي تخفض من مجازفة الاطقم الجوية، كما وتخفض من كشف بقع الهبوط. يمكن لبعض المركبات الجوية الصغيرة جداً والمجهزة بأجنحة كالمظلات والمعتمدة على التكنولوجيا المدنية المفرطة الخفة، يمكن لها ان تعطي عناصر القوات الخاصة القدرة على الطيران بذاتهم من والى المواقع البعيدة، او الى داخل مواقع محظورة على طائرة او طوافة اكبر.
وفي مرتبة اقل من طائرة C - 130 من حيث القدرة العملانية هناك عدة طائرات نقل يدفعها محركان عنفيان، ملائمة لدعم القوات الخاصة، والأحسن تجهيزاً حتى الآن بين هذه الطائرات هي C - 27J Spartan من Alenia والتي تخدم في قوات الولايات المتحدة، وايطاليا، واليونان، وبلغاريا ورومانيا وطلبها أيضاً عدة زبائن آخرين. خصص البعض من تلك الطائرات لدعم وحدات القوات الخاصة، وتتمتع بأعتدة مساعدة دفاعية شاملة، ومسارب لإعادة التزود بالوقود اثناء الطيران ومستشعرات اضافية كهربصرية وعاملة بالأشعة تحت الحمراء. تستخدم طائرات "CN - 235" من شركة "CASA" سابقاً وهي شركة Airbus Military حالياً في القوات الخاصة الأميركية بالاضافة الى اكثر من عشرة زبائن آخرين. تعتبر طائرة C-212 الأصغر من انتاج الشركة ذاتها طائرة نقل للخدمات العامة وهي متينة صغيرة الحجم ومناسبة جداً لعمليات دعم القوات الخاصة، وباستطاعتها تنفيذ عمليات انزال بالاضافة الى النقل التقليدي. وحتى طائرات النقل المدنية مثل "Hawker Beechcraft King Air"، Britten Norman Defender/slander وPilatus PC - 12 يمكن ان تؤدي ادوار دعم في مجال لنقل الوحدات الخاصة، كطائرات نقل خفيفة ويمكن لها ان تكون فعالة خاصة عند توفر مدارج تقليدية. وفي بعض الحالات فإن الطائرات الخفيفة المجهولة، بالاضافة الى الطوافات التجارية التصميم، يجري استخدامها في مهمات القوات الخاصة بألوان مدنية لتجذب الانتباه الادنى عند استخدام المطارات المدنية.
ركز هذا المقال على دعم الطوافات والطائرات "UAS" للقوات الخاصة عوضاً عن الطائرات الهجومية، لكن هناك اهتماماً متنامياً حول العالم في المنصات الجوية الخفيفة الوزن للدعم القريب، وقد سبق واستخدمت القوات الخاصة بعضاً منها في جنوب اميركا، وآسيا، والعراق، وأفغانستان، تتضمن تلك الطائرات، طائرات تدريب محولة الى طائرات دعم ناري قريب مثل AT - 6، Embraer Super Tucano Beech، ومن المرجح ان ينمو هذا السوق لأن تلك الطائرات ملائمة جداً لعمليات الدعم على علو منخفض وعلى سرعة منخفضة، وهي مسلحة بمستشعرات استهداف متقدمة، وقنابل، وقذائف صاروخية ورشاشات. وبعد تجهيزها بالمعدات اللازمة تصبح ذات تكلفة مجزية جداً. انطلاقاً من ان تلك الطائرات مبرهنة الأداء.
ريتشارد غاردنر
من المرجح ان تتمحور المشكلة الاكبر في ايامنا هذه حول كيفية ملاءمة المنصات الجوية لمجموعة قصوى من المهام التي يمكن القيام بها. وهل يمكن لنوع نموذجي من المنصات الجوية ان يقدم اداء كافيا لمهام القوات الخاصة، وعندها ايضا ان يكون جاهزا لعمليات الدعم الروتينية، او ان المشتريات على نطاق ضيق لطيران عالي التخصص مبررة.
يستطيع عدد قليل من اسلحة الجو تحمل شراء اساطيل من الطائرات ذات تطبيقات محدودة وفي اغلب الحالات فان النماذج المعدلة للطائرات النموذجية تفي بالاحتياجات الاضافية للدعم الجوي لوحدات القوات الخاصة، او استخدام حزمات قدرات اضافية "Capability Packages" للمهمات الخاصة، وبالتالي الابقاء على موازنات المشتريات وادامة التشغيل تحت السيطرة.
وكما تتوجب ايضا مواجهة التدريب والصيانة كما التكاليف الحالية المتعلقة بشراء طائرات القوات الخاصة وتجهيزها. هذا هو الوجه غير المرئي لدعم القوات الخاصة، لكنه ينبغي ان يدخل في موازنة دعم القوة الجوية الاوسع. وسيميل المشغلون، اذا امكن، الى اعتماد طائرات القوات الخاصة التي تخدم على نطاق واسع، للاستفادة من الاقتصاد الذي يؤمنه الانتشار الواسع. تتطلب احتياجات التدريب الخاصة للاطقم الجوية المولجة في عمليات القوات الخاصة جهودا اكثر من تلك التي تتطلبها التدريبات الروتينية وتتضمن تدريبا اضافيا مثل تكتيكات البقاء المتعلقة بالفرار وتحاشي تهديدات الطيران الليلي على مستوى منخفض مع استخدام مستشعرات الرؤية الليلية، عمليات الهبوط والاقلاع الليلية من مدارج غير مؤهلة، والطيران التكتي لتفادي النيران التي تطلق من الارض والصواريخ ارض - جو. في حين انه يمكن للتدريب على تشبيه الطيران الواقعي والمتطور ان يستخدم لتحضير الاطقم الجوية في القوات لادوارهم الخاصة، ليس من الممكن ايجاد بديل للتدريب على الطيران الحقيقي على متن طائرة حقيقية في ظروف طيران ملائمة. ولا يمكن انجاز كل شيء على الارض داخل قاعة الدروس، لذا فانه يتوجب تخصيص فترات طيران معينة على متون الطائرات لتدريب الاطقم والا قد تتأثر فعاليتهم عند القيام بالعمليات الحقيقية.
تدعو الحاجة الى توجيه القوات الخاصة الى اي مكان او بأي عمل، غالبا خلف خطوط العدو، انه يجب الحفاظ على وسائل اتصال وثيقة جدا وامنة بين القوات الداخلة الى مسرح العمليات والخارجة منه وبين تلك التي تؤمن الدعم الجوي. يجب ان يتم التدريب على نحو يجعل كل من الجانبين يعتمد على الآخر لخلق قوة مقاتلة صغيرة قائمة بذاتها قدر الممكن، لكن مع العلم بأنه لم تجر الامور على نحو جيد، فانه على فرق القوات الخاصة ان تسحب سريعا وبشكل آمن دون ان يتنبه العدو لتحركاتها. يمكن للعمليات السرية ان تتضمن استخدام طائرات مجهزة بنظم دفاعية مع اجهزة تشويش لخداع الرادارات المعادية واعتراض سيل الاشارات مع استخدام ال GPS ووصلات الاتصالات الاخرى عبر الاقمار الاصطناعية التي تبقي على الاتصالات الصديقة آمنة وغير مكشوفة. يتطلب الطيارون والعناصر العاملة على الرافعات في طوافات القوات الخاصة تدريبا خاصا اضافيا بحيث يتمكنون ان يصبحوا خبراء في الطيران على مستوى منخفض ليلا وفي اي بيئة من المدن الى الادغال والصحاري والجبال. يتطلب هذا الامر تدريبات على الهبوط في مدارج قصيرة جدا غالبا ما يحيط بها اسلاك كهربائية وهاتفية او اشجار باسقة وصخور. تتطلب الثقة بالقدرة على القيام بكل هذه الامور في كل الاحوال المناخية، ليلا او نهارا، مما يتطلب مستوى من مهارة على الطيران لا يمكن لاي طاقم ان يؤديها. في افغانستان حاز عدد في طياري طوافات Chinook و Apache وعناصر اطقم من البريطانيين على ميداليات لشجاعتهم ولمهاراتهم الخارقة في الطيران في اطار دعم عمليات القوات الخاصة حيث تمكنوا في غالب الاحوال من اجلاء الجنود الجرحى او الدوريات الواقعة تحت النيران المعادية العنيفة والطوافات المصابة بنيران الاسلحة الخفيفة، وحتى الصواريخ، وعموما تمكنوا مرارا من سحب القوات البرية ونقلها الى مناطق اكثر امانا خارج البقعة المستهدفة بالنار. يأتي انجاز هذا الامر فقط كنتيجة لتدريب كثيف جدا. ان تركيب رشاشات سريعة الرماية على الحيز الذي تشغله الابواب على طوافات النقل وعلى منصة تحميل منحدرة، وهو ضمن مدافع صغيرة في الابواب الامامية، ويعطي طوافات Chinook تلك وتيرة عالية جدا من النيران تجعل القوات المعادية في وضعية الدفاع. تستخدم طوافات Apache المجهزة بالمدافع والتي يشغلها الجيش، في افغانستان لتأمين المواكبة لطوافات النقل والدعم الجوي القريب للقوات البرية. بالرغم من ان مدافعها الرشاشة الدوارة تشكل اكثر الاسلحة فتكا المخصصة للاستخدام العام، فهي تحمل ايضا عددا كبيرا من القذائف الصاروخية غير الموجهة الشديدة الانفجار والصواريخ الهجومية جو - سطح العالية التدمير، التي يمكن استخدامها ضد الآليات، القوارب الصغيرة، المباني والمراكز المحصّنة.
الدعم بالطوافات
تعتبر EC725 من Eurocopter طوافة رائجة الاستعمال لدعم القوات الخاصة، طورت من طوافة Super Puma. تتميز بمدى موسع، وتدريع اضافي واعتدة دفاعية مساعدة، ورافعة انقاذ قوية وبامكانها ان تحمل مجموعة واسعة من المدافع والقذائف الصاروخية والصواريخ. تعمل تلك الطوافات من على متون السفن او من البر، وتستخدمها القوات الفرنسية كطوافة انقاذ قتالية وفي دور انزال القوات الخاصة وسحبها. وفي اطار هذا الدور تتمتع بقدرتها على إعادة التزود بالوقود جوا من طائرة صهريج، وهذا ما يتيح لها تنفيذ المهام الطويلة جدا. تستخدم وحدات العمليات الخاصة في الجيش الاميركي طوافة Chinook المتعددة المهام من انتاج Boeing والتي يطلق عليها اسم CH-47G. تتضمن تلك الطوافة وقودا اضافية في خزانات جانبية موسعة وتتمتع ايضا بالقدرة على اعادة التزود بالوقود جوا وبقمرة طيار محدثة ومجموعة الكترونيات طيران مع مستشعرات عدة مثل نظم الرؤية في الضوء الخافت، العاملة بالاشعة تحت الحمراء.
طلب مشاة البحرية الاميركيون نموذجا جديدا من طوافة Sea Stallion المشهورة من انتاج Sikorsky، عرف باسم CH-53K، ليحل محل الطوافة MH-53 Pave Low. جهزت الطوافة CH-53K بعدد واسع جدا من المستشعرات الخاصة، ورادار وخزانات وقود للمسافات الطويلة، وهي طوافة دعم اساسية لمشاة البحرية الاميركيين في العمليات الخاصة، بامكانها نقل حمولات نافعة اكبر بكثير من حمولة الطوافة HH-60G Pave Hawk. والى مسافة اطول. يستخدم مشاة البحرية الاميركيون بشكل متزايد طائرة النقل التكتية الجديدة ذات الدوار المتغيّر الاتجاه MV-22 Osprey من Bell - Boeing لتأمين الدعم البعيد المدى للقوات الخاصة. بالمقارنة مع طوافة تقليدية، فان ال MV-22 لا تحدث ضجيجا كبيرا، وهي سريعة ويمكنها الطيران على ارتفاع اعلى وعلى مسافة اطول، وتشكل الخيار الاول لتنفيذ عدة مهمات للقوات الخاصة. تتيح لها خصائص سرعة الطواف العالية والثبات مكانها في الجو بصمت يلفت انتباها اقل بكثير من الطوافات التقليدية خلف خطوط العدو. وعند انزال العناصر او سحبها، يمكنها الابتعاد عن البقع الحساسة بسرعة. وهذا مهم بشكل خاص عند إخلاء المصابين، بحيث تتميز المقصورة بحيز كاف لتقديم المساعدة الطبية اثناء الطيران، والطيران بسرعة طائرة نقل تقليدية اثناء العودة الى القاعدة او المنشآت الطبية. يمكن ايضا اعادة تزويدها بالوقود جوا لجعل مداها وقدرتها على الصمود جوا في حدهما الاقصى.
لدى مصنعي الطوافات الاوروبيين، AgustaWestland وEurocopter، نذكر عددا من طوافات الدعم التكتي ذات الجناح الدوار التي تستخدم في اعمال القوات الخاصة. فطوافة Sea King MK 4 من Westland تعتبر طوافة قديمة استخدمتها البحرية الاميركية ومشاة البحرية الملكية ضمن قيادة ا لطوافات المشتركة البريطانية في افغانستان وقد حدثت حديثا بتدريع اضافي ودوارات جديدة ونظم مساعدة دفاعية. انها طوافة صلبة للغاية ويمكنها نقل وحدات من القوات الخاصة مع حاويات ثقيلة وتجهيزات كحمولات معلقة من الاسفل، تكملها طوافتا AW101 Merlin MK 3A وطوافة AW101 Merlin MK 3 اللتان يستخدمهما سلاح الجو الملكي. تعتبر ال NH09 الطوافة التكتية الاوروبية المشتركة، الاصغر بقليل والتي طلبها ١٤ زبونا حول العالم، وبينهم عمان، حيث تستخدم لكل من الدعم التكتي والبحث والانقاذ. يتضمن المشغلون الاساسيون فرنسا، المانيا واوستراليا. استخدمت القوات الخاصة الروسية لعدة سنوات مجموعة منوعة من الطوافات، لكن عائلة Mi-8 لعبت وما زالت تلعب دورا رائدا لكل الاغراض لداعم تلك القوات. لا تزال اعداد كبيرة تخدم في الدول التي كانت زبائن في السابق للسلاح الروسي، والتي يشكل البعض منها الآن جزءا من حلف شمال الاطلسي، وفي افغانستان تشكل تلك الطوافات العمود الفقري لاسطول الطوافات الناشئ في سلاح الجو الافغاني. تستخدم القوات الخاصة الاميركية دائما طوافات عائلة Mi-8 للنقل السري في مسارح العمليات النشطة. جعلت مزايا الاداء الجيد للطيران على ارتفاعات معينة في درجات حرارة مرتفعة، مع سعة كبيرة للمقصورة، واسطح تحميل خلفية مائلة نافعة، من تلك الطوافات نظم قتالية ذائعة الصيت، حتى عندما كانت الطوافات الغربية الاكثر حداثة متوفرة. لقد كانت الطوافة الوحيدة الغربية التكتية الافضل اداءا هي ال CH-47 Chinook من انتاج Boeing، التي تنقل حمولة اكبر. درب طيارو طوافات افغان جدد في بريطانيا لقيادة طوافات Mi-8 اذ ان اعدادا متزايدة من الطوافات تنشر في الاسطول الافغاني وتأخذ بعضا من التجهيزات من وحدات حلف شمال الاطلسي.
تستخدم الطوافات الصغيرة والسريعة للقيام بعمليات القوات الخاصة حيث لا تقحم اعداد كبيرة من القوات. ولانه لا يزال يتوجب عليها الصمود ابان العمليات في بيئة معادية، فانه يجب ان تجهز بأعتدة مساعدة للدفاع والانذار، وبعضا من اشكال اسلحة الدفاع الذاتي، التي تزيد من وزن الطائرة الاجمالي، وتعني انه يمكن نقل حمولة نافعة اصغر. تناسب طوافة Sikorsky HH-60G PaveHawk واعضاء آخرون من عائلة BlackHhawk جيدا تلك المهمات السرية، كما يمكن ان يعاد تزويدها بالوقود اثناء الطيران مما يتيح الطيران السري في عمق الاراضي المعادية، حيث يكون حجمها الصغير وحركيتها التكتية مرحبا بهما. تستخدم طوافة Puma من Eurocopter لتلك المهمات السرية، بالرغم من انها غير مجهزة لاعادة التزود بالوقود جوا.
الدعم بالطائرات دون طيار
مع تطور الطائرات دون طيار ذات الجناح الدوار، تطلعت القوات الخاصة الاميركية وتلك التابعة لحلف شمال الاطلسي الى منصات دون طيار محتملة قد تقدم الدعم للقوات الخاصة مع ازالة الخطر المحدق بالاطقم الجوية والطائرة في المجالات الجوية الخطرة. باستثناء دعم النيران الذي تؤمنه الطائرات دون طيار مثل RQ-9 Reaper من (General Atomics)، يتم الان تطوير منصات نقل غير مأهولة لاعادة التموين. اذا نجحت في المسارح النشطة، قد تخفف تلك الطائرات دون طيار "UAVs" المخصصة للنقل، التي تحمل الذخائر والمياه في عبواتها والحصص الغذائية، قد تخفف بشكل كبير الخطر الذي يتهدد طوافات الخدمات العامة التي عليها القيام بطلعات متكررة من والى القواعد العملانية المتقدمة. وفيما تصبح انماط العمليات اكثر تكرارا تصبح مهمات اعادة التموين تلك اكثر خطورة بحيث تشكل اهدافا سهلة. قد تكون الطائرات دون طيار ذات الجناح الدوار اهدافا اصغر بكثير، وهي سريعة التحليق، وقد تطير مستخدمة نظما ذاتية الحركة للملاحة، لكن مع تحكم يدوي في ما يتعلق بالاقلاع والهبوط او عند الحاجة لتنفيذ عملية فرار. يتم تطوير تلك الطائرات دون طيار بشيء من السرعة في الولايات المتحدة. هناك ايضا تصاميم جديدة للمنصات الجوية دون طيار ذات الاقلاع العمودي التي قد تنزل اعداد صغيرة من قوات الوحدات الخاصة، او حتى انقاذ المدنيين في مواقع مدينية او ريفية، وقد تلعب التصاميم المشابهة لتلك التي تم تكييفها انطلاقا من منصات اعادة التموين دورا في المناطق العالية الخطورة في عمليات اخلاء الاصابات من مناطق عرضة للخطر الشديد حيث قد تتسم العمليات التي تتم بواسطة الطوافات التقليدية على مجازفة كبيرة.
الدعم الجوي التقليدي وغير التقليدي
ان طائرة C-130 Hercules من Lockheed Martin، هي من بعيد، منصة النقل العسكري الاوسع استخداما اليوم لدعم القوات الخاصة وقد خدمت نماذج خاصة بالجيش الاميركي وزبائن آخرين حول العالم لعدة عقود ولا تزال اليوم تلك الطائرات قيد الانتاج، مستخدمة الهيكل الجوي الجديد "C-130J" كقاعدة لكل الادوار المتخصصة. بالرغم من ان العديد من النظم المستخدمة يبقى عالي السرية، تؤمن ال C-130 كلا من مراقبة المنطقة والصمود لاغراض الحرب الالكترونية التشويش وجمع المعلومات الاستخبارية وقدرة على تنفيذ مهمات خاصة قصيرة المدى وبعيدة لدعم الفرق البرية للقوات الخاصة. يمكن للاسلحة على متن الطائرة وخزانات الوقود الاضافية ان تكمل الأداء الجيد لل "C-130J" في اجواء مسرح قتال ضيق مما يسمح بالتالي القيام بالعمليات من مدارج بدائية للغاية مفروشة بالحجارة او الرمل او الحصى. وكون الطائرة "C-130J" مزودة بمستشعرات متقدمة للضوء الخافت، وبالرادار، وأجهزة استقبال اشارات ال GPS ونظم مساعدة دفاعية فهي قادرة على البقاء بفعالية. يسمح سطح التحميل الخلفي المائل بنشر وسحب عناصر الوحدات الخاصة والعربات ذات المركبات الخفيفة وسيختار سلاح الجو الاميركي طائرات HC/MC-130J لتحل محل طائرات Hercules الأقدم الخاصة بالمهمات الخاصة ويتم التخطيط لنماذج المتخصصة الأخرى لتعمل كطائرات حاملات مدافع وتطوير طائرات صهاريج لطوافات الانقاذ القتالي.
تتيح هذه الطائرة "C-130J" انزالاً سريعاً لوحدات القوات الخاصة بالمظلات مع اعتدتهم على ارتفاع عال او منخفض. عند طيرانها على علو مرتفع، يمكن للطائرة ان تنشر وحدات تهبط "بالقفز الحر" "freefall" على مسافة اميال عدة بعيداً عن هدفها، بحيث تفتح المظلات على ارتفاع منخفض لتصل غير مرئية وغير مسموعة. ويمكن تأمين الذخائر ومستلزمات القتال والصمود والآليات، بما في ذلك القوارب، عن طريق الجو، وباستخدام نظم ال GPS، يمكن اسقاط الحمولات بدقة عالية هذا وتتيح المظلات الطائرة الأحدث اندفاعاً كبيراً الى الامام بعد القفز من الطائرة. طور موردون مثل شركة Airborne Systems الاميركية مجموعة كاملة من نظم الانزال الدقيق التي تخفض من مجازفة الاطقم الجوية، كما وتخفض من كشف بقع الهبوط. يمكن لبعض المركبات الجوية الصغيرة جداً والمجهزة بأجنحة كالمظلات والمعتمدة على التكنولوجيا المدنية المفرطة الخفة، يمكن لها ان تعطي عناصر القوات الخاصة القدرة على الطيران بذاتهم من والى المواقع البعيدة، او الى داخل مواقع محظورة على طائرة او طوافة اكبر.
وفي مرتبة اقل من طائرة C - 130 من حيث القدرة العملانية هناك عدة طائرات نقل يدفعها محركان عنفيان، ملائمة لدعم القوات الخاصة، والأحسن تجهيزاً حتى الآن بين هذه الطائرات هي C - 27J Spartan من Alenia والتي تخدم في قوات الولايات المتحدة، وايطاليا، واليونان، وبلغاريا ورومانيا وطلبها أيضاً عدة زبائن آخرين. خصص البعض من تلك الطائرات لدعم وحدات القوات الخاصة، وتتمتع بأعتدة مساعدة دفاعية شاملة، ومسارب لإعادة التزود بالوقود اثناء الطيران ومستشعرات اضافية كهربصرية وعاملة بالأشعة تحت الحمراء. تستخدم طائرات "CN - 235" من شركة "CASA" سابقاً وهي شركة Airbus Military حالياً في القوات الخاصة الأميركية بالاضافة الى اكثر من عشرة زبائن آخرين. تعتبر طائرة C-212 الأصغر من انتاج الشركة ذاتها طائرة نقل للخدمات العامة وهي متينة صغيرة الحجم ومناسبة جداً لعمليات دعم القوات الخاصة، وباستطاعتها تنفيذ عمليات انزال بالاضافة الى النقل التقليدي. وحتى طائرات النقل المدنية مثل "Hawker Beechcraft King Air"، Britten Norman Defender/slander وPilatus PC - 12 يمكن ان تؤدي ادوار دعم في مجال لنقل الوحدات الخاصة، كطائرات نقل خفيفة ويمكن لها ان تكون فعالة خاصة عند توفر مدارج تقليدية. وفي بعض الحالات فإن الطائرات الخفيفة المجهولة، بالاضافة الى الطوافات التجارية التصميم، يجري استخدامها في مهمات القوات الخاصة بألوان مدنية لتجذب الانتباه الادنى عند استخدام المطارات المدنية.
ركز هذا المقال على دعم الطوافات والطائرات "UAS" للقوات الخاصة عوضاً عن الطائرات الهجومية، لكن هناك اهتماماً متنامياً حول العالم في المنصات الجوية الخفيفة الوزن للدعم القريب، وقد سبق واستخدمت القوات الخاصة بعضاً منها في جنوب اميركا، وآسيا، والعراق، وأفغانستان، تتضمن تلك الطائرات، طائرات تدريب محولة الى طائرات دعم ناري قريب مثل AT - 6، Embraer Super Tucano Beech، ومن المرجح ان ينمو هذا السوق لأن تلك الطائرات ملائمة جداً لعمليات الدعم على علو منخفض وعلى سرعة منخفضة، وهي مسلحة بمستشعرات استهداف متقدمة، وقنابل، وقذائف صاروخية ورشاشات. وبعد تجهيزها بالمعدات اللازمة تصبح ذات تكلفة مجزية جداً. انطلاقاً من ان تلك الطائرات مبرهنة الأداء.