08 كانون الأول 2010 "الراي" الكويتية -
يشكل البحر في «الحرب الحتمية» بين اسرائيل و«حزب الله» وربما سوريا ميداناً حيوياً في مواجهة، من المرجح ان تكون شاملة ومدمرة.
فالبحر المتوسط سيتحول مياهاً لاهبة تختبر فيها اطراف «الحرب المؤجلة» ما استجد على ترسانتها، لا سيما في المجال الصاروخي، الذي شهد في الاعوام الاخيرة «نقلة نوعية» لإدراك الجميع ان الحرب المقبلة ستكون بالتأكيد الحرب الاخيرة.
وتكشف معاهد الدراسات الاستراتيجية المهتمة بشؤون الشرق الاوسط عن «سباق تسلح» الاول من نوعه، يجري بلا هوادة بين اطراف الحرب «المكتومة» التي ينتظر إنفجارها «عوامل ملائمة» إما لاسرائيل وإما لـ «حزب الله»، اذ لم تكن حرب تموز 2006 وضعت اوزارها حتى إنخرط الجميع في لعبة البحث عن «مكامن القوة»، ما اشعل سباقاً محموماً في اتجاه امتلاك التكنولوجيا الاكثر فتكاً.
وقالت دوائر عسكرية متابعة لـ «الراي»، ان اسرائيل بدأت تعيد النظر في حساباتها وخططها العسكرية استعداداً للحرب المقبلة، لا سيما في مجال البحر بعدما اكتشفت ان سورية تسلمت صواريخ روسية الصنع من نوع P.800، والتي من شأنها تغيير المعادلة العسكرية، اذ لم تنفع الضغوط التي مارستها تل ابيب لوقف هذه الصفقة ومنع حصولها.
وأشارت هذه الدوائر الى ان صاروخ P.800 بر ـ بحر يصل مداه الى 300 كيلومتر، وكانت سورية تحتاجه لنصبه في منطقة طرطوس ذات النتوء الصخري الشبيه بـ «رأس بيروت»، والتي تعتبر حيوية في الدفاع عن سورية، لافتة الى ان هذا النتوء يبعد نحو 80 كليومتراً عن اول المياه اللبنانية التي تمتد على مسافة 220 كيلومتراً، ما يعني ان لا لبنان ولا حركات المقاومة في فلسطين سيفيدون من تلك الصواريخ، اي عكس ما تروّج له اسرائيل.
وتحدثت الدوائر عينها عن ان ثمة مصلحة لروسيا في نشر هذا النوع من الصواريخ الدفاعية في طرطوس، حيث بدأت روسيا عملية ترميم لميناء المدينة لتمكينه من استيعاب السفن الروسية. فموسكو تعتبر ان من غير المعقول رسو السفن التابعة لأسطولها في القاعدة الروسية الوحيدة على البحر المتوسط من دون وجود الدفاعات الملائمة.
ورأت مصادر قريبة من «حزب الله» ان الخشية الاسرائيلية من وصولP.800 الى يد المقاومة في لبنان مجرد «دعاية» تريدها تل ابيب لابتزاز الآخرين، مشيرة الى ان وجود هذا الصاروخ لدى المقاومة لا يشكل ضرراً بل من شأنه اغناء ترسانتها، لكنها ليست في «حاجة ماسة» له لأن مخزونها من صواريخ بر ـ بحر يكفي لـ «المهمة المزدوجة» في الحرب المقبلة، اي الدفاع عن الشواطئ اللبنانية من جهة وإغلاق الموانئ الاسرائيلية وفرض الحصار عليها من جهة اخرى.
ولفتت الى ان المقاومة تدرك جيداً ان الزوارق الحربية الاسرائيلية مجهزة بصواريخ «باراك» للدفاع عن النقطة وبعصائف معدنية ترمى في الهواء لإحداث بصمة مخادعة لتضليل الصاروخ الموجّه اليها، اضافة الى انها تمتلك هياكل تساعدها على التملص من الصواريخ المنقضة والتي تتبع الجهاز النشط الايجابي.
وتدرك المقاومة ايضاً ـ وحسب تلك المصادر ـ انه اذا افلت الصاروخ المنقض من كل تلك الدفاعات المهمة وتخطاها، سيكون امامه عائق اخير يتمثل في رشاش «فالاكس» الذي يستطيع اطلاق نحو 6 آلاف طلقة في الدقيقة الواحدة، والمزود بـ 6 سبطانات دائرية تمكنه من احداث «قمع ناري» لتفتيت الرأس المتفجر للصاروخ قبل وصوله الى الهدف. إذا كانت المقاومة تدرك هذا الحجم من «التحصينات» لاعتراض الصواريخ وإسقاطها، فما هي خيارتها؟...
تجيب المصار القريبة من دوائر القرار العسكري في «حزب الله» بالتذكير ان كل هذه الاجراءات كانت موجودة يوم نجح صاروخ «حزب الله» الصيني الصنع اصطياد «ساعر 5» وإصابتها على نحو مباشر بعد التملص من اجراءات التحوط الاسرائيلي لحماية الزوارق.
وكشفت المصادر عن ان «حزب الله» قام هو ايضاً بتطوير ترسانته من صواريخ بر - بحر، كصاروخ «نور» وهو من نوع C.802 الى صاروخ «الصاعقة» وهو شبيه بصاروخ «سيلك وورم» المعدل، اضافة الى انواع اخرى اشد فتكاً وأدق اصابة، لم تشأ الرقابة العسكرية في «حزب الله» الكشف عنها حتى الآن.
رغم هذا التكتم، الذي يُفهم منه حرص «حزب الله» على الامساك بزمام «المباغتة» في الحرب المقبلة، فإن مصادره تحدثت عن ان صواريخه تستطيع رصد اي سفينة تتجه نحو اسرائيل وتدميرها من خلال صاروخ يحمل رأساً متفجراً بزنة 514 كيلوغراماً من المواد الشديدة الانفجار، علماً ان صاروخ P.800 الروسي الذي زُودت به سورية قادر من خلال مميزاته الكثيرة (تضليل الردار والأجهزة الحرارية والتحليق على ارتفاع 5 امتار فوق البحر) على اصابة السفن العدوة بأضرار، لكن من دون القدرة على إغراقها.
وتمضي هذه المصادر في الاضاءة على بعض جوانب «بنك الاهداف» البحري لـ «حزب الله»، فتشير الى ان السفن التجارية التي تقصد اسرائيل لا تحتاج الى صواريخ متطورة لإغراقها لانها غير مجهزة عادة بدفاعات عسكرية، مما يجعلها مسلوبة الارادة في حال استهدافها، وهو الامر الذي سيمنع شركات التأمين العالمية من تغطية حركة الملاحة في اتجاه اسرائيل ايام الحرب.
وفي اشارة ذات دلالة، قال خبراء عسكريون ان «حزب الله» لا يحتاج عموماً لكشف أسراره العسكرية لأنها «واضحة»، فكل ما لدى ايران موجود عند «حزب الله»، وتالياً إذا استطاعت ايران قفل مضيق هرمز في اي مواجهة مقبلة، سيكون من السهل على «حزب الله» إغلاق الموانئ الاسرائيلية.
ولفت الخبراء العسكريون الى ان المقاومة اجرت دراسة معمقة لحركة السفن في اتجاه اسرائيل، حتى تلك التي تحاول التسلل خلسة في محاذاة المياه المصرية من دون الحاجة الى التوغل غرباً.
وخلص الخبراء الى القول ان هذا الكلام يعني انه لن يكون في استطاعة اي سفينة تجارية الابحار نحو اسرائيل، فالبحر سيكون تحت مرمى صواريخ «حزب الله» الذي بات قادراً على فرض حصار بري شامل على الدولة العبرية.
http://www.elnashra.com/articles-1-24642.html
يشكل البحر في «الحرب الحتمية» بين اسرائيل و«حزب الله» وربما سوريا ميداناً حيوياً في مواجهة، من المرجح ان تكون شاملة ومدمرة.
فالبحر المتوسط سيتحول مياهاً لاهبة تختبر فيها اطراف «الحرب المؤجلة» ما استجد على ترسانتها، لا سيما في المجال الصاروخي، الذي شهد في الاعوام الاخيرة «نقلة نوعية» لإدراك الجميع ان الحرب المقبلة ستكون بالتأكيد الحرب الاخيرة.
وتكشف معاهد الدراسات الاستراتيجية المهتمة بشؤون الشرق الاوسط عن «سباق تسلح» الاول من نوعه، يجري بلا هوادة بين اطراف الحرب «المكتومة» التي ينتظر إنفجارها «عوامل ملائمة» إما لاسرائيل وإما لـ «حزب الله»، اذ لم تكن حرب تموز 2006 وضعت اوزارها حتى إنخرط الجميع في لعبة البحث عن «مكامن القوة»، ما اشعل سباقاً محموماً في اتجاه امتلاك التكنولوجيا الاكثر فتكاً.
وقالت دوائر عسكرية متابعة لـ «الراي»، ان اسرائيل بدأت تعيد النظر في حساباتها وخططها العسكرية استعداداً للحرب المقبلة، لا سيما في مجال البحر بعدما اكتشفت ان سورية تسلمت صواريخ روسية الصنع من نوع P.800، والتي من شأنها تغيير المعادلة العسكرية، اذ لم تنفع الضغوط التي مارستها تل ابيب لوقف هذه الصفقة ومنع حصولها.
وأشارت هذه الدوائر الى ان صاروخ P.800 بر ـ بحر يصل مداه الى 300 كيلومتر، وكانت سورية تحتاجه لنصبه في منطقة طرطوس ذات النتوء الصخري الشبيه بـ «رأس بيروت»، والتي تعتبر حيوية في الدفاع عن سورية، لافتة الى ان هذا النتوء يبعد نحو 80 كليومتراً عن اول المياه اللبنانية التي تمتد على مسافة 220 كيلومتراً، ما يعني ان لا لبنان ولا حركات المقاومة في فلسطين سيفيدون من تلك الصواريخ، اي عكس ما تروّج له اسرائيل.
وتحدثت الدوائر عينها عن ان ثمة مصلحة لروسيا في نشر هذا النوع من الصواريخ الدفاعية في طرطوس، حيث بدأت روسيا عملية ترميم لميناء المدينة لتمكينه من استيعاب السفن الروسية. فموسكو تعتبر ان من غير المعقول رسو السفن التابعة لأسطولها في القاعدة الروسية الوحيدة على البحر المتوسط من دون وجود الدفاعات الملائمة.
ورأت مصادر قريبة من «حزب الله» ان الخشية الاسرائيلية من وصولP.800 الى يد المقاومة في لبنان مجرد «دعاية» تريدها تل ابيب لابتزاز الآخرين، مشيرة الى ان وجود هذا الصاروخ لدى المقاومة لا يشكل ضرراً بل من شأنه اغناء ترسانتها، لكنها ليست في «حاجة ماسة» له لأن مخزونها من صواريخ بر ـ بحر يكفي لـ «المهمة المزدوجة» في الحرب المقبلة، اي الدفاع عن الشواطئ اللبنانية من جهة وإغلاق الموانئ الاسرائيلية وفرض الحصار عليها من جهة اخرى.
ولفتت الى ان المقاومة تدرك جيداً ان الزوارق الحربية الاسرائيلية مجهزة بصواريخ «باراك» للدفاع عن النقطة وبعصائف معدنية ترمى في الهواء لإحداث بصمة مخادعة لتضليل الصاروخ الموجّه اليها، اضافة الى انها تمتلك هياكل تساعدها على التملص من الصواريخ المنقضة والتي تتبع الجهاز النشط الايجابي.
وتدرك المقاومة ايضاً ـ وحسب تلك المصادر ـ انه اذا افلت الصاروخ المنقض من كل تلك الدفاعات المهمة وتخطاها، سيكون امامه عائق اخير يتمثل في رشاش «فالاكس» الذي يستطيع اطلاق نحو 6 آلاف طلقة في الدقيقة الواحدة، والمزود بـ 6 سبطانات دائرية تمكنه من احداث «قمع ناري» لتفتيت الرأس المتفجر للصاروخ قبل وصوله الى الهدف. إذا كانت المقاومة تدرك هذا الحجم من «التحصينات» لاعتراض الصواريخ وإسقاطها، فما هي خيارتها؟...
تجيب المصار القريبة من دوائر القرار العسكري في «حزب الله» بالتذكير ان كل هذه الاجراءات كانت موجودة يوم نجح صاروخ «حزب الله» الصيني الصنع اصطياد «ساعر 5» وإصابتها على نحو مباشر بعد التملص من اجراءات التحوط الاسرائيلي لحماية الزوارق.
وكشفت المصادر عن ان «حزب الله» قام هو ايضاً بتطوير ترسانته من صواريخ بر - بحر، كصاروخ «نور» وهو من نوع C.802 الى صاروخ «الصاعقة» وهو شبيه بصاروخ «سيلك وورم» المعدل، اضافة الى انواع اخرى اشد فتكاً وأدق اصابة، لم تشأ الرقابة العسكرية في «حزب الله» الكشف عنها حتى الآن.
رغم هذا التكتم، الذي يُفهم منه حرص «حزب الله» على الامساك بزمام «المباغتة» في الحرب المقبلة، فإن مصادره تحدثت عن ان صواريخه تستطيع رصد اي سفينة تتجه نحو اسرائيل وتدميرها من خلال صاروخ يحمل رأساً متفجراً بزنة 514 كيلوغراماً من المواد الشديدة الانفجار، علماً ان صاروخ P.800 الروسي الذي زُودت به سورية قادر من خلال مميزاته الكثيرة (تضليل الردار والأجهزة الحرارية والتحليق على ارتفاع 5 امتار فوق البحر) على اصابة السفن العدوة بأضرار، لكن من دون القدرة على إغراقها.
وتمضي هذه المصادر في الاضاءة على بعض جوانب «بنك الاهداف» البحري لـ «حزب الله»، فتشير الى ان السفن التجارية التي تقصد اسرائيل لا تحتاج الى صواريخ متطورة لإغراقها لانها غير مجهزة عادة بدفاعات عسكرية، مما يجعلها مسلوبة الارادة في حال استهدافها، وهو الامر الذي سيمنع شركات التأمين العالمية من تغطية حركة الملاحة في اتجاه اسرائيل ايام الحرب.
وفي اشارة ذات دلالة، قال خبراء عسكريون ان «حزب الله» لا يحتاج عموماً لكشف أسراره العسكرية لأنها «واضحة»، فكل ما لدى ايران موجود عند «حزب الله»، وتالياً إذا استطاعت ايران قفل مضيق هرمز في اي مواجهة مقبلة، سيكون من السهل على «حزب الله» إغلاق الموانئ الاسرائيلية.
ولفت الخبراء العسكريون الى ان المقاومة اجرت دراسة معمقة لحركة السفن في اتجاه اسرائيل، حتى تلك التي تحاول التسلل خلسة في محاذاة المياه المصرية من دون الحاجة الى التوغل غرباً.
وخلص الخبراء الى القول ان هذا الكلام يعني انه لن يكون في استطاعة اي سفينة تجارية الابحار نحو اسرائيل، فالبحر سيكون تحت مرمى صواريخ «حزب الله» الذي بات قادراً على فرض حصار بري شامل على الدولة العبرية.
http://www.elnashra.com/articles-1-24642.html