قائد الطائره الجامبو 747 خالد الشبيلي رحمه الله . رقم الرحله 763 المطار دلهي في الهند
أنقل لكم أحداث الطائرة السعودية التي تحطمت في أجواء الهند كما رواها الطيار أنس القوز وهو صاحب كابتن الطائرة التي تحطمت علما بأن القصة نشرت كاملة في كتاب مقروء
الحمد لله الذي قال (أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن)سورة الملك.
والحمد لله الذي بيده مقاليدالسموات والارض،وكل شئ طوع امرهوارادته،وهو رب كل شئ ومليكه،والصلاة والسلام علىالرسول النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبعد.
فما كدت افرغ من اعداد الجزءالثالث من هذا الكتاب حتى فوجئنا بفاجعة كارثة الطائرة السعودية في سماء الهند راح ضحيتها الاخ الحبيب والصديق المخلص الكابتن طيار خالد الشبيلي رحمه الله ومن معه من المسلمين رحمة واسعة،والتي هاجت وسائل الاعلام وماجت حول اسباب الحادث الحقيقية وكثرت الاتهامات والاقاويل من قبل الصحف الهندية وقابلها دفاع ووضع احتمالات من صحفمحلية وعالمية حتى صارت قصص و اكاذيب تقال وتختلق في حق ذلك البطل الذي بذل قصارىجهده في الحفاظ على سلامة الطائرة الى اخر لحظة استشهاده رحمه الله تعالى،فصار واجب علينا ان نبين وجه الحقيقة وخاصة بعد ان وصلت الينا بعض معلومات الصندوق الاسودواجهزة التسجيل التي اعلن بعضها في الصحف المحلية والعالمية،ويحق لنا عندها ان نفخروان نفرح بالنتائج المشرقة والمشرفة التي ظهرت وبانت وهي تعلن للملأ ان اهم شئ عندالانسان المسلم هو شهادة ان لا اله الا الله محمد رسول الله ،التي هي همه وديدنه الى اخر لحظات حياته التي مهما طالت فهي قصيرة.
والمتأمل في حادثة الطيارالشبيلي رحمه الله يجد أنها صورة واضحة لقدر الله الذي كتبه على عباده إذ ان الاخ الشبيلي رحمه الله قد قاد تلك الرحلة الى الهند ،ولم تكن له،وكذلك المهندس الجوي رحمه الله الذي رفض إعطاء رحلته الى مهندس جوي اخر (كان يلح عليه باخذها قبل ايام).
وأمر اخر وهو ان بعض المضيفين كان قد اشتهر عنه بالدعوة الى الله بين اصحابه المضيفين كما كان من عادة بعضهم الاخر قراءة القران مادام يجلس على كرسيه في لحظات الاقلاع والهبوط الاخيرة.وشئ اخر وهو رؤية خالد الشبيلي تلك الرؤيا واحساسه بها انها قريبة الحدوث إذ أثر من بعض أقاربه أنه كان يوصيهم في الايام الاخيرة.وامراخير وهو ان الله سبحانه وتعالى هو الذي يقدر الاجال ويحاسب عباده على اعمالهم فهنيئا لمن كانت الطاعة همه وديدنه وشغله الشاغل وويل لمن عصاه وتجاوز حدوده،ولناان نقدم نصيحة اخيرة للإخوة والاخوات المسافرين وهو الالتزام بحدود الله وذكره علىالدوام والسعي الى الخير وهذا يشمل ان يراجع كل انسان نفسه قبل ان يسافر وان تراجعكل امرأة واخت كريمة نفسها في عدم التبرج امام الرجال ،وعدم ابداء الزينة امامالاجانب كما جاء تحريم ذلك في القران الكريم في سورة النور،وعدم السفر دون محرم كماقال الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يحل لمرأة ان تسافر فوق ثلاث وليس معها محرم )).وعلى المرأة ان تتفكر في نفسها ماذا لو حصل حادث للطائرة وهي على حال لا يرضيربها وخالقها فكيف يكون حسابها عند الله تبارك وتعالى . .......الخالمقدمة(ماذكرتها لان فيها ذكر للقصص الاخرى)
هذا واسال الله عز وجل ان ينفع بهذا الكتاب كل قارئ فيرى من خلاله العبرة والفائدة المرجوة ،وصلى الله على سيدنامحمد وعلى اله وصحبه وسلم.
قائد طيار انس القوز قسم طائرةالجامبو-747 10محرم1418هـ
دلهي-الهند
ماكادت سواحل الهند الشرقية تضمد جراحها من جراء هجوم احد الاعاصير الموسميةحتى اصيبت بفاجعة اخرى دوت لها سماء الكرة الارضية فارتعدت اقمارها الصناعية هلعاوزفرت اهات الحزن عليها اسفا على اثر اصطدام طائرتين نفاثتين عملاقتين على ارتفاع 14000(4200)متربعيدا عن المدينة الهندية الكبرى دلهي،نحوا من80 ميلا غربا بالقرب من مدينة (دادري)،فراح ضحية ذلك الحادث الجلل 350 انسانا الامر الذي جعل هذاالحادث يؤرخ على انه من كوارث القرن العشرين الكبرى.
ولعل اطلال تلك الطائرتين المتفحمة وآثار اللهب المبعثرة وبقايا أعمدة الدخان الاسود هناك تحكي لنابأسى قصتها المؤثرة لتستدر منا دموع الحزن تريد إطفاء ألسنة اللهب تلك،فلعلها تبقي من الاثار ما تستطيع به ان تحكي به مأساتهاوفاجعتها.
-أستغفر الله ..أستغفرالله..أستغفر الله.. اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام،اللهم لا مانع لما اعطيت ،ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد...لا إله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شئقدير. وبكل خشوع وطمأنينةيمضي أبو أحمد(القبطان)ي الاستغفار والتهليل والتكبيربعد صلاة العصر حتى إّا ما فرغ من ورده ،ودعائه استدار إلى صديقه الحميم القبطانعدنان يحدثه:
-أبا عمر ،السلام عليكم.... ويرد القبطان السلام بابتسامته المعتادة:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،حياك الله أبا أحمد.. -أبا عمر،لقدرأيت في المنام ما أفزعني قبل قليل... وينظر أبو عمر الى ابي احمد بشئ منالاستغراب وكأنه يستحثه في المضي في الكلام. -...لقد صحوت من النوم قبل صلاةالعصر فزعا على اثر حلم مفزع...طائرة ونار... .....لقد رأيتني في طائرة تحترقورأيت نارا وأناسا يصيحون ويصرخون في خوف وهلع وفزع.....ما رأيك يا أبا عمر في هذاالحلم؟ هزّ أبو عمر رأسه مهونا الامر قائلا: أنت تعلم يا أبا أحمد ما نكابده من مصاعب وأهوال في أثناء الطيران بسبب العواصف وازدحام حركة الطائرات وغيرها من الاعطال الميكانيكية وهذا الحلم ليس بشئ غريب أن يراه كل طيار يدرك خطر وأهمية تلكالوظيفة....فلعله حديث نفس والله اعلم.
كان أبو أحمد ينظر الى عيني صديقه الحميم عدنان وهو يهون عليه أمر تلك الرؤيا،وما علم انها رؤية حق،ولكن الانسان لايعلم الغيب،لانه من خصوصيات البارئ جل وعلا. هزّ أبو أحمد رأسه بعد أن أطرق شبهإطراقة وكأنه يقول:نعم قد يكون الامر هكذا....نعم لعله حديث نفس..بسبب المشكلة التي حصلت في مطار دلهي قبل عشرة ايام ،حيث كدنا أن نصطدم بطائرة اخرى بسبب سوء وفوضىتنظيم مراقبة حركة المرور هناك،نعم لعله حديث نفس....إنه مجرد حلم لا غير.
بعدهاقام القبطان خالد وعدنان وخرجا من المسجد ثم افترقا،كل قد اتجه الى بيته ليمضي فيعمل حياته المعتادة.فاليوم خميس وهي فرصة لزيارة بعض الاقارب والالتقاء بالاحباب بعد فراق طويل.
وتستمر عجلة الحياة فيغادر القبطان عدنان مدينة جدة بطائرته الى امريكا غربا،بينما يتولى خالد قيادة طائرة يقودها شرقا الى بلاد الهند. وصلت طائرة القبطان خالد الشبيلي الى مطار (دلهي)عاصمة الهند،ونزل منها هو وبقية الطاقم ليرتاحوا من اثر السفر.
وبعد يومين من الاقامة في الفندق توجه طاقم الطائرةالسعودية الى المطار يتقدمهم:
1-خالد الشبيلي قائد طيارة747 2-نذير خان مساعدطيار 747 3- احمد ادريس مهندس جوي747 وبقية طاقم الضيافة: 4- لطفي موسىالزعل. 5-لطفي محمد عبيدي. 6- عبد الله محمد مدني. 7-جميل محمد باعبدالله. 8- محمد احمد بادغيش. 9- خالد عمر باعقيل. 10-عبد الله احمد دعبوش. 11- حسيبة شاوي. 12- رشيدة بو عزة . 13-بشرى كيلاني. 14-زهيدة بيهاري. 15-شارميكولاكاني 16-عفاف دخلي 17- نعمة الاخضر 18-كارميلا كونسبشن.
ولكن رجال الامن الذين يعتمد عليهم بعد الله سبحانه وتعالى في حفظ امن الطائرات كانوا قد وصلوا الى المطار اولا كي يستقبلوا الطائرة السعودية القادمة كعادتهم وليقوموا بواجبهم الامني المعتاد على متن الطائرة. حينما وصل الفريق الامني الى مطار دلهي كانت شمس ذلك اليوم قد توارات خلف الافق معلنة حلول وقت صلاة المغرب للمسلمين.
والذي ذهب منا الى مطار دلهي يرى انه يتميز وبقية مطارات القارة الهندية برائحة التوابل ودخان السجائر التي تفرزها اجسام القوم،فضلا عن كثرة التماثيل الكثيرة والعديدة الاشكال التي جمعت بين شكل الانسان والحيوان ،فهذا تمثال انسان له ستة ايد ورأس فيل وذاك تمثال امرأة ترقص ولها اربعة ايد وذاك تمثال بوذا المعروف وتلك بقرة قد زينها الهندوس بورود وقلائد الرياحين،الى غير ذلك من الصور المقدسة عندهم.
بالرغم من ذلك الجو الذي تفوح منه روائح الوثنية والشرك الاكبر اصطف ضباط الامن:فهد الفهد وعبد العزيز العبد الله ونايف العتيبي وسلطان العتيبي صفا واحدا خلف امامهم خالد العصيمي ليصلوا صلاة المغرب والعشاء جمعا وقصرا.
كبر الجميع وانطلقت آيات سورة الفاتحة من الامام خالد العصيمي وهو يتلوها جهرا في تلك الصلاة لتبدد أجواء الوثنية والشرك في ذلك المطار ولتعلن امام الملأ أن الله سبحانه وتعالى له الحمد والثناء وله المجد والعظمة فهو رب العالمين وله الملك والملكوت والجبروت ومن الله نستلهم العون على عبادته وطاعته ومنه ايضا نطلب الهداية والثبات على هذا الدين كما جاء ت به الرسل حنيفا قيما ملة ابراهيم عليه السلام وليس كما حرفه اليهود والنصارى فضلوا واضلوا فاصبحوا بذلك مغضوبا عليهم وضالين.
وبعد السلام ارتفعت الابتهالات واصداء التسبيح والتهليل والاستغفار راجية من الباري عز وجل القبول ،ثم ذهب الجميع الى الطائرة وقاموا بواجبهم المطلوب.
ارتقى افراد الطاقم طائرة الجامبو747 العملاقة،وقد توشحت شعار التوحيد الخالد:لا اله الا الله محمد رسول الله . لقد كانت الامور طبيعية جدا في غرفة القيادة كما هو الحال في كل رحلة ،فها هو القبطان (خالد)يثبت سماعة الاتصال ،ويخرج خرائط الملاحة الجوية ويفحص جهاز الاكسجين ،وعن يمينه مساعده نذير الذي يعمل لبشئ نفسه ،ويستمر بفحص اجهزة الملاحة الجوية ومجموعة القدرة والتحكم في الطائرة ،بينما المهندس احمد ادريس – الرجل الحيوي الثالث –في اعداد وفحص اجهزة الضغط الجوي وسلامة دائرات المولدات الكهربائية ونظام اطفاء الحرائق في المحركات النفاثة وصلاحية مضخات وقراءة عدادات الوقود. ثم يدخل رئيس المضيفين ليحيي جميع افراد الطاقم،وليعلم القبطان بان جميع ملاحي الطائرة قد انتهوا من فحص جميع ابواب ومخارج الطائرة ،وقد تم التاكد من جميع اجهزة السلامة-من اجهزة اكسجين متنقلة وطفايات حريق ومكبرات صوت وقوارب النجاة المائية وصدريات الطفو المائية تحت كل مقعد وانظمة فتح الابواب في الحالات الطارئة وصلاحية اجهزة المطابخ من افران الابواب في الحالات الطارئة وصلاحية اجهزة المطابخ من افران وثلاجات ومخازن التموين –قد تم فحصها ،وهي كاملة غير منقوصة ، وانهم على استعداد لاستقبال المسافرين في داخل الطائرة في أي وقت يراه القبطان مناسبا . عندها هز القبطان خالد رأسه ،بعد ان القى نظرة فاحصة سريعة على مفاتيح وعدادات غرفة القيادة التي منها علم انها جاهزة للعمل ،عندها قال لرئيس المضيفين: نعم، الطائرة جاهزة لاستقبال المسافرين
ثم دقت اجراس الاعلام في صالة المطار لتعلم المسافرين الذين تقافزوا فرحا انه قد حان وقت صعود الطائرة السعودية 763 والمتجهة الى الظهران ،واصطف الجميع في طابور طويل كل قد حمل تأشيرة دخول وبطاقة سفر وشيئا من المال وبعضا من رسائل الاشتياق ،فبعضهم كان يحمل صورا لعائلته او اطفاله وزوجته،وقد ودعهم وما زالت حرارة الدمع في عينيه،وبعضهم جاء بعد ان اشرف على بناء بعض دور تحفيظ القران والمساجد،وبعضهم ترك اسرته ليغيب عنهم غيابا طويلا ،كي يؤمن لهم لقمة العيش،زبعصهم جاء يرتدي لباس الاحرام ،يريد زيارة المسجد لحرام.
دخل المسافرون الطائرة فاستقبلهم المضيفون بابتسامتهم وترحيبهم المعتاد ،فارشدوا كلا الى مقعده،حتى اذا ما اذن وقت الرحيل اغلقت الطائرة ابوابها ،وسارت على ارض المطار نحوالمدرج المتجه شرقا.
كان عدد المفاتيح التي تم فحصها في غرفة القيادة فقط نحوا من 400 مؤشر وعداد ومفتاح،وكان وزن الوقودفي رحلتنا هذه يقارب 50 طنا ،وعدد البشر الذين على متنها يقارب عددهم الـ312انسانا،اما وزن الطائرة فقط دون وقود ولا بشر ولا بضاعة فنحوا من 174 طنا من الحديد والفولاذ والنيكل والمطاط والزجاج والورق والقماش وغير ذلك مما يدخل في تركيب تلك الطائرة العملاقة ،واذا اخذنا بالاعتبار وزن البضاعة المشحونة يصبح وزن الطائرة الكلي التقريبي نحو300طنا.
كانت الاتصالات عادية جدا بين افراد غرفة القيادة وبرج المراقبة في المطار،اذ لم يكن هناك امر غير اعتيادي فقد أُخذ تصريح بتشغيل المحركات ثم الاتجاه الى مدرج الاقلاع ،حتى اذا ماقاربت الطائرة بداية المدرج التفت المساعد جهته اليمنى ناظرا من خلال زجاج نافذته قائلاApproach isClear.. يعني(مسار هبوط الطائرات خالي)
ويلتفت القبطان خالد جهته ويقول:
Runway is Clearيعني(المدرج خالي من الطائرات)
ثم قال القبطان خالد:اعلم برج المراقبة اننا جاهزون للاقلاع.
ويأتي الرد من برج المراقبة الهندي:الطائرة السعودية مسموح لها بالاقلاع.
عندها قال القبطان خالد: بسم الله ....يا معين يا رب(اول كلمة عربية يقولها..-تسجيل الصندوق الاسود-)
ثم دفع مقابض الدفع الاربع وهو يقول مرة اخرى:
يا معين يا رب .
عندها اسرعت الطائرة على ارض المدرج منطلقة شرقا بسبب محركاتها التي دارت باقصى قوتها الى ان بلغت سرعتها سرعة الاقلاع ،عندها ارتفعت الطائرة في الهواء والقبطان يردد:
يا معين يا رب.
وارتفعت الطائرة مودعة مطار دلهي وداعا ابديا
****
وبعد ان رفعت الطائرة عجلاتها وادخلتها وضمت جنيحاتها داخل جناحها لتزيد من سرعتها وهي تدور الى جهة اليسار الى جهة الغرب،قال القبطان مبتهلا للمرة الرابعة:يا معين يا رب.
في تلك الساعة كان الليل قد ارخى سدوله وشمس البلاد الهندية قد غابت مودعة تاركة خلفها شفقا احمر قد توسط ثوب سمائها الاسود الذي امتد بين مشرقيها ،علامة من علامات نهاية يوم الثلاثاء في ذلك الاسبوع.في تلك اللحظة كان الهدوء يخيم على الجميع والطائرة السعودية بدأت تغيب وسط سحب خفيفة داكنة اللون بسبب كثافة عادم سيارات الديزل والدخان المتخلف من جراء حرق اوراق الاشجار في المزارع التي حول المطار او النيران التي تبقى مشتعلة طوال ايام السنة في معابد الهندوس والمجوس والبوذيين ، والتي من شأن دخانها ان يختلط بالرطوبة المنبعثة من جداول الانهار المحيطة بها فتكسو انوار المدينة والقرى القريبة منها وشوارعها غلالة رقيقة من الضباب الداكن الكريه الرائحة ،وقد تتعذر رؤية بعض المطارات المحيطة بتلك المزارع بسبب كثرة دخان تلك النيران المقدسة عندهم،ولكن هذه الامور كلها لا تشكل عائقا امام اجهزة الملاحة الجوية الحديثة وخبرة الطيارين الذين يمضون ساعات طويلة في التدريب على مواجهة تلك الحالات .
امتدت يد الطيار الى زر اطفاء اشارة ربط الحزام عندما ابتعدت الطائرة 30 ميلا غرب مطار دلهي،بعدها قام المضيفون والمضيفات من مقاعدهم ليؤدوا عملهم المعتاد فمنهم من ذهب الى المطبخ ليعد وجبة العشاء الساخنة، ومنهم من ذهب ليعد الشراب المثلج بينما المسافرون في فرح ينتظرون وجبة العشاء اللذيذة .
في نفس الوقت دقت مضيفة الدور العلوي(المسؤولة عن خدمة غرفة القيادة)جرس غرفة القيادة ففتح لها الباب فدخلت ووقفت الى الخلف قليلا من مقاعد افراد الطاقم لتنتظر منهم طلباتهم من المشروبات او المأكولات .
وقفت المضيفة نحوا من دقيقة ولم يلتفت اليها احد من افراد الطاقم فقد كانوا مشغولين بالاتصال ومراقبة حركة الطائرات يمينا وشمالا من خلال زجاجها الامامي الذي يسمع منه صوت احتكاك الهواء به واضحا نتيجة سرعة الطائرة،عندها ادركت ام الوقت غير مناسب لخدمة غرفة القيادة الان ،فلتأت بعد قليل .
خرجت المضيفة من غرفة القيادة بينما كان القبطان خالد يدفع مقابض الدفع الى الامام للصعود بالطائرة من ارتفاع10الاف قدم الى 14 الف قدم بعدما تلقى امرا من مراقب الرادار الهندي.
(حتى اذا ما وصلت الطائرة السعودية الىذلك الارتفاع قال القبطان خالد:الطائرة السعودية 763على ارتفاع 14 الف قدم(حسب قراءة الصندوق الاسود عند فتحه كانت الطائرة السعودية على ارتفاع 13921قدم.
عندها قال مراقب الرادار الهندي :
MAINTAIN(أي الزم ذلك الارتفاع)
وكانت طائرة روسية عملاقة نفاثة من طراز(اليوشن)تقل على ظهرها 38راكبا ،بمن فيهم طاقمها قد اتت بشحنة بضائع ضخمة من مدينة (شمقند)في ولاية (كازاخستان)تريد افراغها وشراء غيرها من دلهي بمبلغ حملته معها،قدر بـ2\11مليون دولار.
وحينما دخلت الطائرة الروسية بلاد الهند ،وكانت على بعد 150كيلومتر تقريبا سمح لها بالاتجاه الى مطار دلهي،والمزول التدريجي الى 23الف قدم ،فاستدارت الطائرة اليوشن نحو الشرق،وبدأت في النزول التدريجي .
قال مراقب الرادار الهندي للطائرة الروسية التي كانت على ارتفاع 23 الف قدم :الطائرة الكازاخية 1907انزل الى ارتفاع الف قدم،هناك طائرة سعودية امامك مباشرة على بعد 14 ميلا على ارتفاع 14 قدم.
اجابت الطائرة الروسية مع وشوشة في الاتصال بالراديو:
الطائرة الكازاخية 1907 نازلة الى ارتفاع15الف قدم .
كان السكون والظلام يخيم على غرفة القيادة الا من ارقام عداداتها التي كانت تضفي على ذلك الجو شيئا من الرهبة.
وبينما كان المهندس الجوي احمد يدور بعينيه على عدادات الضغط والحرارة والتكييف كان المساعد نذير يحرك بعض المفاتيح بيده اليسرى،وفي الوقت نفسه كان القبطان خالد ينظر بعينيه الى خارج الطائرة من الامام ومن الجهة اليسرى في ذلك الظلام(وقد ابقى مصابيح الطائرة الخارجية مضاءة)فلعله يرى اثرا لاي طائرة حوله،وفجأة كانت منه التفاتة سريعة نحو اليسار،فلم يصدق ما رأى.............لقد رأى شبحا هائلا قد لفه السواد يتجه اليه من جهته اليسرى بسرعة هائلة ولم يدل عليه الا بريق ذلك الضوء الاحمر الذي من فوقه.
لقد رأى خالد القدر المحتوم...
لقد رأى اللحظات الاخيرة....
لقد رأى الحق..
ويقف الدماغ عن التفكير فزعا.
وينقبض القلب هلعا..
وتتسع حدقة العين جزعا..
وتنحبس الكلمات في الصدور الا من كلمة التوحيد فتخرج بقوة من القلب الذي طالما ذاب من خشية الله(ولا نزكي على اله احدا)فيصرخ مرددا اياها اشهد....................
خرجت منه كلمة التوحيد بسرعة وهي تسابق الطائرة القادمة بسرعة الصاعقة وتنقبض اعصاب يده واصابعه وتمسك بزمام المقود بسرعة وتدور الى الجهة اليمنى(لا شعوريا)وهو يكمل ترديد شهادته اشهد الا اله الا الــ....
قبل تلك اللحظات العصيبة دعونا نرجع الى الوراء قليلا وندخل الى مقصورة القيادة للطائرة الروسية وهي تغادر الارتفاع 23الف قدم في ذلك الليل الحالك السواد وهي تنزل الى الارتفاع المطلوب منها لنرى انها قد اتظت بـ6ملاحين:-قبطان الطائرة ومساعده والمهندي الجوي وفني اتصالات الراديو ومرشد خرائط جوية وشخص اضافي سادس.
ولقد كان الجميع يستمعون الى الارشادات الموجهة من قبل الرادار الهندي باللغة الانجليزية وهم يضعون السماعات على اذانهم وكانت وظيفة فني الاتصالات في غرفة القيادة عندهم هو ترجمة تلك الارشادات من الانجليزية الى الروسية،وهذا ما حصل بالفعل فقد سمع بعضهم الامر بالنزول الى15 الف قدم الا ان القبطان قد فهم ان الامر هو بالنزول الى 14 الف قدم ويبدوا ان ذلك سبب سماعه للرقم 14 مرتين،اذ ان الرادار الهندي قال له:هناك طائرة سعودية تبعد 14 ميلا ..على ارتفاع 14 قدم.
وهكذا اكملت الطائرة الروسية نزولها متجاوزة الـ15الف قدم نازلة الى14 الف قدم وهنا تنبه مساعد الطيار وكذلك فني الاتصال الذي التفت الى القبطان وهو متردد وهو يرى الطائرة نازلة عن ارتفاعها المحدد لها:
اصعد يا قبطان ان مكانك ليس هنا...يفترض فينا الا نكون على هذا الارتفاع.
ويلتفت القبطان الروسي الى عامل الراديو وعلامات الاستغراب بادية على وجهه ولسان حاله يقول:انا القبطان هنا ولقد امرنا بالنزول الى 14 الف قدم.
ويلتفت الى مساعد الطيار الذي لم ينبس ببنت شفة بل ترك الجدال بينهما وكأن الامر لا يعنيه.
ويتردد عامل الراديو ويتلعثم وهو يحاول اقناع القبطان الذي يرفض الاقتناع بسهولة وكأنه يستعطفه بان ما يقوله كان صحيحا ويعيد عليه الكلام مرة اخرى :
ان مكاننا ليس هنا....لا يفترض ان نكون هنا......اصعد يا قبطان...هناك هناك...آ..آ..وتابى عقلية القبطان الروسي ان تتقبل ذلك الكلام من عامل راديو فنراه قد استبد برأيهة ولم يعر اهتماما له ولا حتى مساعده الذي صمت وجلس مكتوف اليدين.
في هذه اللحظات السريعة كانت الطائرة تشق طريقها مسرعة بين سحب طبقية خفيفة.
ويلوح لافراد طاقم القيادة بريقلا شئ لامع يظهر فجأة ثم يختفي بسبب تلك السحب،ثم تلوح انوار خافتة ما تلبث ان تقوى شيئا فشيئا ويزيد اقترابها سرعة وتمر الللحظات سريعة وفجأة تنقشع السحب عن انظار طاقم الطائرتين ويصاب كل منهما بذهول المفاجأة ويصيح القبطان الروسي مولولا بعد الاصطدام بينما يستغفر ويستشهد القبطان الشبيلي الى ربه العلام .
ويحصل الاصطدام المروع بين الطائرتين فينكفئ من كان واقا في الطائرة السعودية من المضيفين و الركاب على ظهره او يسقط على وجهه ويعلوا الصراخ والعويل من النساء والرجال والاطفال ةتنطفئ الاضواء وتقدح الشرارات الكهربية ويدخل تيار بارد شديد من الهواء وتتطاير الاوراق والمخدات من بين المسافرين وتنشفط الى خارج الطائرة بسبب اختلاف الضغط.وينفلت زمام الطائرة من يدي القبطان الشبيلي بسبب قوة الضربة ويميل جميع الطاقم الى الجهة اليمنى ويصطدم المهندس الجوي احمد بلوحة العدادات التي يعمل عليها امامه وينتاب الجميع الخوف والفزع وتصبح اجهزة انذار الطائرة بكل انواعها المحذرة من اختلاف في الضغط والاكسجين وفتح الابواب واحتراق المحركات وتعطل الكهرباء وانفصال حبال التحكم المعدنية باجنحة الطائرة وذيلها، ولكن سرعان ما يعود القبطان خالد ويمسك بمقودها وهو يصارع فيها اختلاف التوازن.
واهتزت الطائرة العملاقة هزا لم تر له مثيل على اثر انفصال الجزء الاخير منها وطار بعيدا وتطاير بسبب ذلك بعض المسافرين في الهواء وانقلبت الطائرة رأسا على عقب وقد احتوشتها السنة اللهب من كل جهة مكونة بذلك مسارا ناريا حلزونيا يتجه الى الارض.كما حدث انشراخ اخر في الجزء الاوسط الذي اخذ يزيد شيئا فشيئا حتى انفصل عنها بما فيه من المسافرين الذين ما فتئوا يصيحون ويصرخون وهو يهوي بهم الى الارض بعيدا عن مقدمة الطائرة.
اذهل ذلك المنظر المروع اهل القرى جميعا فا شرأبت اعناقهم فزعا وزاغت ابصارهم هلعا وهم يرون كتلتين عظيمتين من نار،تتطايرمنهما شظايا في كل اتجاه،تشتعلان فجأة ثم تسقطان على الارض مخلفة وراءها دويين رهيبينلم يروا له مثيلا. عندها تدافع الناس من اهل المزارع والقرى باتجاه النيران المشتعلة مسرعين وتلفت الناس وهم يتساءلون: ما هذا؟!ما هذا؟! فمنهم من خاف وقام يعبد ربه،ومنهم من خاف وبقي مكانه،ومنهم من اتجه كما هو حال الشرطة الهندية وبعض من كان يعنيهم الامر بجدية اكثر. ولكن لحكمة يريدها البارئ-جلا وعلا-فقد سقطت هاتان الطائرتان في مناطق بعيدة عن مراكز الاطفاء،الامر الذي جعل النيران تظل مشتعلة فيها قرابة الـ16 ساعة متواصلة الى ان حولتها الى فحم متناثر الاجزاء. تلك المزارع التي كانت شبه مهجورة الا من بعض اكواخ لفلاحين،وبعض الفقراء الذين يسكنون فيها،والتي كان الظلام يلفها لفا ،اصبحت مضاءة بفعل حطام الطائرةتين المشتعل ،وجثث المسافرين التي تناثرت هنا وهناك،وقد احالتها النيران الى اجساد متفحمة،هرع اليها كثير من المزارعين الذين حاولوا يائسين ان ينقذوا ما يستطيعون انقاذه من تلك الاشلاء المتناثرة .ولقد رأى سكان القرى تلك الطائرة الجامبو وهي تتأرجح يمينا وشمالا وهي تهوي من السماء مبتعدة عنهم غربا وعندما علم بعضهم بانها طائرة اصطدمت باخرى ،وان الطيار كان يتألاجح بها محاولا انقاذها من السقوط ولكنها هوت الى الارض محدثةنارا وانفجارا عظيمين بدأبعضهم ينادي وهو يصلي بكل خشوع تجاه الطائرة المشتعلة ؛انه الاله المنقذ....انه الاله المنقذ......لقد انقذ حياة قريتنا من الهلاك ...انه الاله المنقذ. وبعد نصف ساعة من ذلك الحادث المروع كان الخبر قد تجاوز تلك المزارع الفقيرة الى انحاء العالم كله عبر الاقمار الصناعية؛حيث اعلنتها محطة التلفزيون الامريكية(C.N.N)فدخل الخبر بيوتا كثيرة فكساها حلة من الحزن الداكن.
وبعدما علم اسر الضحايا بذلك الخبر في مدينة دلهي تدافعوا باعداد هائلة الى مكان الحادث ،واما من كانت اسرته بعيدة فتذرع بالصبر على قدر الله ،وذرف دموع الحزن على ذلك. في تلك الساعة كان الاخ الاكبر للقبطان خالد الشبيلي في امارة الشارقة الذي عندما سمع الخبر بدا اتصاله بمكتب العمليات الجوية في جدة للتأكد من اسم القبطان على متن تلك الرحلة السعودية . يقول الاخ الاكبر للقبطان خالدوعندما تأكد لي الخبر من مكتب العمليات الجوية بعد نصف ساعة ان قائد الطائرة هو اخي قلت:لا حول ولا قوة الا بالله ،اننا لله وانا اليه راجعون. ثم انطلقت الى مطار الشارقة فابتعت تذكرة سافرت بها الى مطار دلهي حيث وصلت بعد ثلاث ساعات تقريبا من اعلان الحادث ،وحينما علمت سلطات المطار انني اخو القبطان سمحوا بدخولي بسهولة فاستقليت سيارة، وذهبت الى مكان الحادث،حيث وصلنا اليه بعد ساعة تقريبا فاهالني منظر تلك الجموع الغفيرة من الناس الذين اجتمعوا بالالاف في تلك المزارع المترامية الاطراف فتذكرت يومها زحام الحج ويوم الحشر. ولقد كان الزحام شديدا والوصول الى اجزاء الطائرة المتناثرة والمحترقة صعبة جدا . فقد كان الظلام هو الذي غطي الساحة الا من اجزاء الطائرة التي مازالت تئن تحت النيران المشتعلة وبعض المسافرين تناثروا هنا وهناك محترقين.
اجتمع الناس بتلك الاعداد الهائلة والكل يريد الوصول الى قريب او فقيد يرجو ان يكون حيا. ولقد كان الامر شاقا جدا وصعبا على الجميع،فاخذنا في البحث والتفتيش،والتنقل هنا وهناك حتى طلع الفجر علينا فتذكرنا عندها لقء الباري عز وجل فاصطففنا جماعة قليلة وصلينا الصبح،ثم عاودنا البحث مرة اخرى بعد ان بزغت شمس الصباح،وكنت اظن ان الامر سيكون اكثر سهولة في النهار ،ولكنه كان صعبا ،اذ ان جثث الموتى المتفحمة الى نقلت الى مستشفى قريب وبعض اجزاء الطائرة المحترق ودخانها المتصاعد وكأناا في مكان قد أتت عليه حرب فاحالته اطلالا،وجعلت من سكانه اعجاز نحل خاوية)انتى كلامه. في صبيحة ذلك اليوم الباكر تصدرت عناوين الصحف الكبرى العالميةخبر اصطدام الطائرة المروع:
<الرادار الهندي المتهم الاول في تصادم الطائرتين>
<حصار السلطات الهندية 5كم حول حطام الطائرتين>
<السلطات الهندية تمنع البعثة السعودية من استئجار طائرة هيلكوبتر لمعاينة الحادث>
واستمر البحث بجد عن الضحايا ، ووجد اكثرها ما عدا افراد غرفة القيادة الذين اختفوا فعلا عن وجه الارض،ولم يوحد لهم اثرفي اليوم الاول،وفي اليوم الثاني كانت نتيجة البحث الهندي ان افراد طاقم غرفة القيادة مفقودون ولا امل بالعثور عليهم واقفلت ملفات القضية عند ذلك الاستنتاج. وفي اليوم الثالث استمرت الصحف ي عناوينها:
<الطيار الشبيلي تفادى كارثة اكبر>
<العثور على الصندوق الاسود متهالكا>
<لجنة التحقيق الفنية هي المعنية بكشف ملابسات الكارثة>
وبينما كانت وسائل الاعلام تواصل الحديث عن ذلك الحادث في ذلك اليوم كانت الرافعات والشاحنات تواصل عملها في انتشال الضحايا ورفع الانقاض المحترقة وجمعها حيث وجد الصندوق الاسود على مقربة من ذيل الطائرة الذي تقطعت اجزائه،وكانت بشرى للفنين الذين وجدوه. وبينما كان اخو القبطان الشبيلي يدور بناظريه في تلك المأساة في الاجزاء المبعثرة المحترقة للطائرة،اذ صاح احد العمال الذين يرفعون الانقاض من بقايا مقدمة ووسط الطائرة قائلا:
-يوجد بقية اجساد بالاسفل.....هنا تحت جسم الطائرة –ويشير بيده الى الكان الذي يلي الجناحين المحترقين-وتدافع الناس من كل صوب ليزيلوا الاسلاك والالواح المعدنية بكل صعوبة ليروا بقايا غرفة القيادة،والتي لم يبق فيها ما يدل على انها كانت غرفة قيادة،ولقد كان الامر صعبا جدا ،وهم يحاولون اخراج ما تبقى من اجساد افراد الطاقم الثلاثة والتي كانت غائرة في الارض نحوا من خمسة امتار. يقول اخو القبطان الاكبرلقد رأيت اخي وتعرفت من شارتة الطيران التي على كتفيه وبعض اوراقه التي كانت في جيب صدره. وقد اصابته النار فأخفت اغلب معالمه،ولكني رأيت امرا عجيبا عندما يممته(التيمم هنا عوضا عن الغسل وهذا يكون في حق قتلى المعارك من المسلمين ومن لبس الاحرام فمات ومن تعذر غسله كالحريق) لقد كانت بشرته بيضاء شديدة البياض غير لونه الاسمر الطبيعي الذي اعرفه،وكان الدم ما زال ينزف احمرا نقيا....نعم مازال ينزف ونحن في اليوم الثالث من وقوع الحادثة.رحمهم الله اجمعين وجمعنا الله واياهم في جنات النعيم)
ومن خلا ل المعلومات التي كشفها الصندوق الاسود والمعلومات التي كشفها شريط التسجيل الذي في برج المراقبة في برج المراقبة الهندي،ومن شكل حطام الطائرة المتناثرة على الارض واقوال المحققين الخبراء في حوادث الطائرات-من خلال ذلك كله تبين الاتي:
1- القبطان خالد –رحمه الله-ومن معه من الركاب على ارتفاع 1391قدم (أي اقل من 14 الف قدم بـ21 مترا) والاتجاه الذي يسير فيه هو بتوجيه من مراقب الرادار الهندي 2-مراقب الرادار الهندي قد اعطى تعليمات الى الطائرة الكازاخية بالنزول الى ارتفاع 15 الف قدم؛لان الطائرة السعودية كانت امامه مباشرة على بعد 14ميلا وارتفاع 14 الف قدم.
.3-الطائرة الكازاخية اجابت الرادار الهندي انه نازل الى ارتفاع 15الف قدم (صوت وشوشة).
4- كان هناك صمت الى لحظة الاصطدام،ولمدة تقارب الـدقيقة و38 ثانية بين اخر اتصال بين الطائرة الروسية والبرج الهندي..
5- نزلت الطائرة الكازاخية الى ارتفاع 14 الف قدم،واستقامت عليه قبل الطائرة اتلسعودية بوقت طويل.ولم يكتشف ذلك الرادار الهند.
6- تقابلت الطائرتان جناح ايسر لجناح ايسر تقريبا.
7-قبل التصادم بلحظة رأى القبطان خالد الشبيلي الطائرة الكازاخية مقبلة في ذلك الليل البهيم دون انوار الا انوارطرف الجناح الاحمر واعلى مقدمتها (وهذا يؤكد ه استغفار القبطان خالد للمرة الاولى ،ثم استغفاره مرة ثانية بسرعة وفزع ورهبة،ثم اتبتعها بالشهادة التي انقطع تسجيلها الى النصف في شريط برج المراقبة للرادار،ولكنها كانت مسجلة كاملة في الصندوق الاسود واتبعها بشهادة ثالثة كالتالي(......استغفر الله ،استغفر الله ،اشهد الا اله الله-لحظة الاصطدام- ..اشهد الا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله ،اشهد الا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله) 8-لقد حاول القبطان خالد ان يتفادى الاصطدام؛اذ انه حاول ان يرفع الطائرة الى الاعلى بواسطة المقود الذي امامه ،الامر الذي جعله يضغط على زر الاتصال ابذي في المقود دون ان يعلم وهو يردد استغفاره واستشهاده. 9-ان سبب انقطاع اكمال الشهادة في شريط برج المراقبة الهندي هو انفلات زمام(مقود)الطائرة من يد القبطان خالد الذي كان ضاغطا على زر الاتصال (بسبب قوة الضربة التي تلقاها من الجهة اليسرى من الطائرة الكازاخية).
10-لقد ضربت الطائرة الكازاخية الطائرة السعودية بجناحها الايسر ،وكذلك من الجانب الخلفي الايسر الاسفل،الامر الذي ادى الى : أ-انفصال ذيل الطائرة السعودية بالكامل وفقدان التحكم بتوازنها لانفصال الحبال المعدنية وقطعها. ب-انشراخ الجزء الخلفي من جسم الطائرة مما يلي الجناج وسقوط بعض المسافرين من الطائرة في الهواء.
د-سقطت مقدمة الطائرة على ظهرها ومعها الجزء الموصول بالجناحين اللذين تقطعت اطرافهما ،بمعنى ان غرفة القيادة قد ضربت الارض اولا وهي مقلوبة وبسرعة عالية ،مما ادى الى دخولها في الارض نحوا من 5 امتار وتهشم الزجاج الامامي وبقية المعدات التي دخلت على الطيارين فقطعتهم اربا .
ه-بسبب ثقل ذلك الجسم مع الجناحين فان غرفة القيادة انفصلت وغاصت في الارض وزحف بقية الجسم فوقها وغطاها.
و-بسبب الكمية الهائلة من الوقود الذي في خزانات الاجنحة اشتعلت مقدمة الطائرة بمن فيها ،واختفت كل المعالم التي تدل على وجود غرفة قيادة.ولقد كان هذا السبب الذي جعل اخر اكتشاف جثث طاقم غرفة القيادة الى اليوم الثالث
وبينما كانت وسائل الاعلام تواصل الحديث عن ذلك الحادث في ذلك اليوم كانت الرافعات والشاحنات تواصل عملها في انتشال الضحايا ورفع الانقاض المحترقة وجمعها حيث وجد الصندوق الاسود على مقربة من ذيل الطائرة الذي تقطعت اجزائه،وكانت بشرى للفنين الذين وجدوه. وبينما كان اخو القبطان الشبيلي يدور بناظريه في تلك المأساة في الاجزاء المبعثرة المحترقة للطائرة،اذ صاح احد العمال الذين يرفعون الانقاض من بقايا مقدمة ووسط الطائرة قائلا:
-يوجد بقية اجساد بالاسفل.....هنا تحت جسم الطائرة –ويشير بيده الى الكان الذي يلي الجناحين المحترقين-وتدافع الناس من كل صوب ليزيلوا الاسلاك والالواح المعدنية بكل صعوبة ليروا بقايا غرفة القيادة،والتي لم يبق فيها ما يدل على انها كانت غرفة قيادة،ولقد كان الامر صعبا جدا ،وهم يحاولون اخراج ما تبقى من اجساد افراد الطاقم الثلاثة والتي كانت غائرة في الارض نحوا من خمسة امتار. يقول اخو القبطان الاكبرلقد رأيت اخي وتعرفت من شارتة الطيران التي على كتفيه وبعض اوراقه التي كانت في جيب صدره. وقد اصابته النار فأخفت اغلب معالمه،ولكني رأيت امرا عجيبا عندما يممته(التيمم هنا عوضا عن الغسل وهذا يكون في حق قتلى المعارك من المسلمين ومن لبس الاحرام فمات ومن تعذر غسله كالحريق) لقد كانت بشرته بيضاء شديدة البياض غير لونه الاسمر الطبيعي الذي اعرفه،وكان الدم ما زال ينزف احمرا نقيا....نعم مازال ينزف ونحن في اليوم الثالث من وقوع الحادثة.رحمهم الله اجمعين وجمعنا الله واياهم في جنات النعيم)
ومن خلا ل المعلومات التي كشفها الصندوق الاسود والمعلومات التي كشفها شريط التسجيل الذي في برج المراقبة في برج المراقبة الهندي،ومن شكل حطام الطائرة المتناثرة على الارض واقوال المحققين الخبراء في حوادث الطائرات-من خلال ذلك كله تبين الاتي:
1- القبطان خالد –رحمه الله-ومن معه من الركاب على ارتفاع 1391قدم (أي اقل من 14 الف قدم بـ21 مترا) والاتجاه الذي يسير فيه هو بتوجيه من مراقب الرادار الهندي 2-مراقب الرادار الهندي قد اعطى تعليمات الى الطائرة الكازاخية بالنزول الى ارتفاع 15 الف قدم؛لان الطائرة السعودية كانت امامه مباشرة على بعد 14ميلا وارتفاع 14 الف قدم.
.3-الطائرة الكازاخية اجابت الرادار الهندي انه نازل الى ارتفاع 15الف قدم (صوت وشوشة).
4- كان هناك صمت الى لحظة الاصطدام،ولمدة تقارب الـدقيقة و38 ثانية بين اخر اتصال بين الطائرة الروسية والبرج الهندي..
5- نزلت الطائرة الكازاخية الى ارتفاع 14 الف قدم،واستقامت عليه قبل الطائرة اتلسعودية بوقت طويل.ولم يكتشف ذلك الرادار الهند.
6- تقابلت الطائرتان جناح ايسر لجناح ايسر تقريبا.
7-قبل التصادم بلحظة رأى القبطان خالد الشبيلي الطائرة الكازاخية مقبلة في ذلك الليل البهيم دون انوار الا انوارطرف الجناح الاحمر واعلى مقدمتها (وهذا يؤكد ه استغفار القبطان خالد للمرة الاولى ،ثم استغفاره مرة ثانية بسرعة وفزع ورهبة،ثم اتبتعها بالشهادة التي انقطع تسجيلها الى النصف في شريط برج المراقبة للرادار،ولكنها كانت مسجلة كاملة في الصندوق الاسود واتبعها بشهادة ثالثة كالتالي(......استغفر الله ،استغفر الله ،اشهد الا اله الله-لحظة الاصطدام- ..اشهد الا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله ،اشهد الا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله) 8-لقد حاول القبطان خالد ان يتفادى الاصطدام؛اذ انه حاول ان يرفع الطائرة الى الاعلى بواسطة المقود الذي امامه ،الامر الذي جعله يضغط على زر الاتصال ابذي في المقود دون ان يعلم وهو يردد استغفاره واستشهاده. 9-ان سبب انقطاع اكمال الشهادة في شريط برج المراقبة الهندي هو انفلات زمام(مقود)الطائرة من يد القبطان خالد الذي كان ضاغطا على زر الاتصال (بسبب قوة الضربة التي تلقاها من الجهة اليسرى من الطائرة الكازاخية).
10-لقد ضربت الطائرة الكازاخية الطائرة السعودية بجناحها الايسر ،وكذلك من الجانب الخلفي الايسر الاسفل،الامر الذي ادى الى : أ-انفصال ذيل الطائرة السعودية بالكامل وفقدان التحكم بتوازنها لانفصال الحبال المعدنية وقطعها. ب-انشراخ الجزء الخلفي من جسم الطائرة مما يلي الجناج وسقوط بعض المسافرين من الطائرة في الهواء.
د-سقطت مقدمة الطائرة على ظهرها ومعها الجزء الموصول بالجناحين اللذين تقطعت اطرافهما ،بمعنى ان غرفة القيادة قد ضربت الارض اولا وهي مقلوبة وبسرعة عالية ،مما ادى الى دخولها في الارض نحوا من 5 امتار وتهشم الزجاج الامامي وبقية المعدات التي دخلت على الطيارين فقطعتهم اربا .
ه-بسبب ثقل ذلك الجسم مع الجناحين فان غرفة القيادة انفصلت وغاصت في الارض وزحف بقية الجسم فوقها وغطاها.
و-بسبب الكمية الهائلة من الوقود الذي في خزانات الاجنحة اشتعلت مقدمة الطائرة بمن فيها ،واختفت كل المعالم التي تدل على وجود غرفة قيادة.ولقد كان هذا السبب الذي جعل اخر اكتشاف جثث طاقم غرفة القيادة الى اليوم الثالث
والله هذه القصه ليست محزنه بقدر ماهى مفرحه حيث يتلوا الشهاده ويحاول ان ينقذ ما يمكن انقاذه ما هذا والله الا رجل مسلم تقى رحمك الله يا قبطان ورحم كل من كان على متن الطائره .......
رحم الله الشبيلي ومن معه
والتسجيل موجود ومشهور استشهد واستغفرربه وجعله من سكان جنات النعيم
السبب هو غباء وتخلف في برج المراقبه في المطار النهدي
الذي تسبب في تداخل الطائرة السعودية مع الكازخستانية
فصارت الكارثة وحسبنا الله ونعم الوكيل
شكرا ياقلب بيض الله وجهك وماقصرت
رحم الله كابتن الطائرة الشبيلي وبقية طاقم وركاب الطائرة المسلمين ، سمعت ان مطار دلهي يعتبر من اخطر المطارات للرحلات الدولية وان خطوط الطيران الدولية توكل الطيارين المتمرسين فقط في الرحلات المتجهة لهذا المطار ، فهذا المطار كان يعاني من تخلف اجهزته الملاحية رغم ازدحام الأجواء فوقه . ملاحظة : للأسف هناك لغة من التحقير للهنود في هذا الموضوع فالهند كانت من اولى الحضارات البشرية والهنود شعب عملي منظم بغض النظر للفقر المدقع والتخلف الذي يعيشه اغلب الشعب الهندي فهذا لا يدعوا للإستهزاء والتهكم بهم كما لاحظت في سياق هذه القصة .
اصوات طاقم الطائرتين والخطا الشنيع للطائرة الكازخستانية التي لم تلتزم بالطيران على علو اعلى من 15000 قدم وكانت الكارثة هو هبوطها تحت هذا العلو الى اقل من 10000 قدم