[FONT="]عَنِ النُّعْمَانِ بنِ بَشِيرٍ قَالَ: كُنَّا قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ - وَكَانَ بَشِيرٌ رَجُلاً يَكُفُّ حَدِيثَهُ- فَجَاءَ أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ فَقَالَ: يَا بَشِيرُ بْنَ سَعْدٍ! أَتَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الأُمَرَاءِ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَنَا أَحْفَظُ خُطْبَتَهُ، فَجَلَسَ أَبُو ثَعْلَبَةَ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا اللهُ إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا اللهُ إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّاً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، ثُمَّ سَكَتَ». [/FONT] [FONT="]* صحيح لغيره – أخرجه أبو داود الطيالسي (438) - ومن طريقه أحمد (4/273) واللفظ له- والعراقي في «محجة القرب في محبة العرب» (ق17/ب)، والبزار (15588- «كشف الأستار») من طريق داود بن إبراهيم عن حبيب بن سالم عنه به. [/FONT] [FONT="]قال العراقي: «هذا حديث صحيح». [/FONT] [FONT="]وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (5/189): «ورجاله ثقات». [/FONT] [FONT="]قلت: إسناده حسن؛ لأن حبيب بن سالم فيه كلام، فقد قال البخاري: «فيه نظر»، ووثقه أبو حاتم، وأبو داود، وابن حبان، وأخرج له مسلم وأصحاب السنن، وقال الحافظ في «التقريب»: «لا بأس به»؛ فحديثه لا ينحط عن درجة الحسن. [/FONT] [FONT="]ولـه شاهـد من حـديث عبدالله بن عباس –رضي الله عنه- بنحوه: أخرجه الطبراني في «الكبير» (11138). [/FONT] [FONT="]قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (5/190): «رجاله ثقات». [/FONT] [FONT="]قلت: وبالجملة؛ فالحديث صحيح لغيره. [/FONT] [FONT="]r[/FONT][FONT="] غريب الحديث: [/FONT] [FONT="]عاضاً: وراثياً يتكادمون عليه تكادم الحمير. [/FONT] [FONT="]جبرياً: قهرياً يسوق الناس بعصاه؛ يملأ الدنيا جوراً وظلماً. [/FONT] [FONT="]r[/FONT][FONT="] فقه الحديث: [/FONT] [FONT="]1- تحديد مراحل الحكم التي تمر على الأمة الإسلامية، وهت[/FONT][FONT="]ي كالآت[/FONT][FONT="]ي: [/FONT]
[FONT="]أ- مرحلة النّبوة؛ ورفعت بانتقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى. [/FONT]
[FONT="]ب- خلافة النبوة؛ وهي مدة خلافة الأربعة الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي –رضي الله عنهم-، وهي ثلاثون سنة لحديث سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خِلافَةُ النُّبُوَّةِ ثَلاثُونَ سَنَةً، ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ الْمُلْكَ -أَوْ مُلْكَهُ- مَنْ يَشَاءُ». [/FONT] [FONT="]أخرجه أبو داود (4646 و 4647) واللفـظ له، والترمــذي (2226)، والنسائي في «فضائل الصحابة» (52)، وابن حبان (6657 و 9943)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (3349)، وأحمد (5/220 و 221)، وابنه عبدالله في «زوائده على الفضائل» (790)، وابن أبي عاصم في «السنة» (1181)، والطيالسي (1107)، والطبراني في «الكبير» (6442)، والحاكم (3/71 و 145)، والبيهقي في «دلائل النبوة» (6/341 و 342)، والطبري في «صريح السُّنَّة» (26)، وغيرهم من طرق عن سعيد بن جمهان، عن سفينة به. [/FONT] [FONT="]قلت: إسناده حسن؛ لأن سعيداً مختلف فيه، وقد وثّقه جماعة، منهم: ابن معين، وأحمد وأبو داود، وقال الحافظ في «التقريب»: «صدوق، له أفراد»، فمثله حسن الحديث. [/FONT] [FONT="]وقد حسنه الترمذي، فقال: «وهذا حديث حسن». [/FONT] [FONT="]وقال ابن أبي عاصم: «حديث ثابت من جهة النقل». [/FONT] [FONT="]وصححه ابن حبان، والحاكم، وابن عبدالبر في «جامـع بيان العلم وفضله» (2/184)، والذهبي. [/FONT] [FONT="]وقال شيخ الإسلام في «مجموع الفتاوى» (35/18): «وهو حديث مشهور». [/FONT] [FONT="]وله شاهد من حديث أبي بكرة –رضي الله عنـه- بنحـوه: أخرجـه أبـو داود (4634-4635)، والترمذي (2287)، وأحمد (5/44، 50)، وابن أبي عاصم في «السنة» (1335)، وابـن أبي شيبـة (12/18)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (3348)، والبيهقي في «دلائل النبوة» (6/342، 348). [/FONT] [FONT="]قلت: إسناده ضعيف؛ لأن علي بن زيد بن جدعان ضعيف؛ لكن يعتبر به. [/FONT] [FONT="]وصححه بشواهده شيخنا –رحمه الله- في «الصحيحة» (1/823/459). [/FONT] [FONT="]قَالَ سَفِينَةُ – كما عند أبي داود، والترمذي، وأحمد، وابن أبي عاصم وغيرهم-: «أمسك خـلافـة أبي بكـر –رضي الله عنه- سنتين، وخلافة عمر –رضي الله عنه- عشر سنين، وخلافة عثمان –رضي الله عنه- اثني عشر سنة، وخلافة علي ست سنين». [/FONT] [FONT="]وقال شيخ الإسلام في «مجموع الفتاوى» (35/18): «واعتمد عليه الإمام أحمد وغيره في تقرير خلافة الخلفاء الراشدين الأربعة، وثبته أحمد؛ واستدل به على من توقف في خلافة علي؛ من أجل افتراق الناس عليه؛ حتى قال أحمد: من لم يربع بعلي في الخلافة فهو أضل من حمار أهله؛ ونهى عن مناكحته، وهو متفق عليه بين علماء السنة وأهل المعرفة، والتصوف، وهو مذهب العامة. [/FONT] [FONT="]وإنما يخالفهم في ذلك بعض أهل الأهواء من أهل الكلام، ونحوهم؛ كالرافضة الطاعنين في خلافة الثلاثة، أو الخوارج الطاعنين في خلافة الصهرين المنـافـيـين: عـثمان وعلــي، أو بـعـض [/FONT]
[FONT="]الناصبة النافين لخلافة علي، أو بعض الجهال من المتسننة الواقفين في خلافته. [/FONT] [FONT="]ووفاة النبي صلى الله عليه وسلم كانت في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من هجرته، وإلى عام ثلاثين سنة كان إصلاح ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي؛ السيد بين فئتين من المؤمنين بنزوله عن الأمر، عام إحدى وأربعين في شهر جمادى الأولى، وسمي «عام الجماعة»؛ لاجتماع الناس على معاوية، وهو أول الملوك». [/FONT] [FONT="]قال شيخنا الإمام الألباني –رحمه الله- في «الصحيحة» (1/824-827): [/FONT] [FONT="]« . . . رأيت بعض المتأخرين ممن ليس له قدم راسخة فيه ذهب إلى تضعيفه، منهم: ابن خلدون المؤرخ الشهير، فقال في «تاريخه» (2/458- طبع فاس بتعليق شكيب أرسلان) –ما نصه-: «وقد كان ينبغي أن تلحق دولة معاوية وأخباره بدولة الخلفاء وأخبارهم، فهو تاليهم في الفضل والعدالة والصحبة، ولا ينظر في ذلك إلى حديث: «الخلافة ثلاثون سنة»؛ فإنه لم يصح، والحقيقة أن معاوية في عداد الخلفاء . . .». [/FONT] [FONT="]وتبعه على ذلك العلامة أبو بكر بن العربي، فقال في «العواصم من القواصم» (ص201): «وهذا حديث لا يصح». [/FONT] [FONT="]هكذا أطلق الكلام في تضعيفه؛ دون أن يذكر علته، وليس ذلك من الأسلوب العلمي في شيء، لا سيما وقد صححه من عرفت من أهل العلم قبله. [/FONT] [FONT="]ولقد حاول صديقنا الأستاذ محب الدين الخطيب: أن يتدارك الأمر ببيان العلة، فجاء بشيء؛ لو كان كما ذكر؛ لوافقناه على التضعيف المذكور . . . [/FONT] [FONT="]وقد أعله الأستاذ الخطيب –أيضاً- بعلة أخرى في متنه، فقال: «وهذا الحديث المهلهل يعارضه ذلك الحديث الصحيح الفصيح في كتاب: الإمارة من «صحيح مسلم» . . . عن جابر بن سمرة قال: «دخلت مع أبي على النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول: «إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثن[/FONT][FONT="]ا عشر[/FONT][FONT="] خليفة كلهم من قريش» ». [/FONT] [FONT="]وهذه المعارضة مردودة؛ لأن في القواعد المقررة في علم المصطلح أنه لا يجوز رد الحديث الصحيح بمعارضته لما هو أصح منه، بل يجب الجمع والتوفيق بينهما، وهذا ما صنعه أهل العلم هنا، فقد أشار الحافظ في «الفتح» (13/182) نقلاً عن القاضي عياض إلى المعارضة المذكورة، ثم أجاب أنه أراد في حديث سفينة خلافة النبوة، ولم يقيد في حديث جابر بن سمرة بذلك. [/FONT] [FONT="]قلت: وهذا الجمع قوي جداً، ويؤيده لفظ أبي داود: «خلافة النبوة ثلاثون سنة . .. »، فلا ينافي مجيء خلفاء آخرين بعدهم؛ لأنهم ليسوا خلفاء النبوة؛ فهؤلاء المعنيون في الحديث لا غيرهم؛ كما هو واضح. [/FONT] [FONT="]ويزيده وضوحاً قول شيخ الإسلام في رسالته السابقة: «ويجوز تسمية من بعد الخلفاء الراشدين خلفاء، وإن كانوا ملوكاً ولم يكونوا خلفاء الأنبياء؛ بدليل ما رواه البخاري ومسلم في «صحيحيهما» عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي؛ خلفه نبي، وأنه لا نبي بعدي، وستكون خلفاء فتكثر. قالوا: فما تأمرنا؟ قال: فُوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم؛ فإن الله سائلهم عما استرعاهم». [/FONT] [FONT="]فقوله: «فتكثر»: دليل على من سـوى الراشدين؛ فإنهم لم يكونوا كثيراً. [/FONT] [FONT="]وأيضاً قوله: «فوا ببيعة الأول فالأول»: دلّ على انهم يختلفون، والراشدون لم يختلفوا». [/FONT] [FONT="]ت- مرحلة الملك العضوض، وتبدأ بخلافة بني أمية: [/FONT] [FONT="]عن عبدالله بن مسعود –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تدور رحى الإسلام على خمس وثلاثين، أو ست وثلاثين، أو سبع وثلاثين؛ فإن يهلكوا فسبيل من هلك، وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاماً. قلت: (وفي رواية: قال عمر: يا نبي الله) مما بقي أو مما مضى؟ قال: مما مضى». [/FONT] [FONT="]أخرجه أبو داود (4254)، وأحمد (1/ 390، 393، 393-395، 451)، وأبو يعلى (5009، 5281، 5298) والطحاوي في «مشكل الآثار» (1609-1613)، والبغـوي في «شـرح السنة» (4225)، والطيالسي (383)، والخطابي في «غريب الحديث» (1/549)، ويعقوب بن سفيان الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (3/355)، والحاكم (4/521)، والبيهقي في «دلائل النبوة» (6/393)، والطبرانـي فـي «الكبير» (10311، 10356)، وابن الأعرابي في «المعجم» (834-836، 1469-1472)، والخطيب البغدادي في «الفقيه والمتفقه» (1/296/290) من طرق عن عبدالله بن مسعود. [/FONT] [FONT="]قلت: وهو صحيح؛ صححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقال شيخنا –رحمه الله- في «الصحيحة» (976): «هذا حديث صحيح من معالم نبوته صلى الله عليه وسلم». [/FONT] [FONT="]قولـه صلى الله عليه وسلم: «تدور رحى الإسـلام» كناية عن بداية النهاية لمرحلة الخلافة الراشدة وبدء القتال والحروب الداخلية. [/FONT] [FONT="]قال الخطابي: «دوران الرحى: كناية عن الحرب والقتال شبّهها بالرَّحى الدائرة التي تطحن الحب لما يكون فيها من تلف الأرواح وهلاك الأنفس»([1]). [/FONT] [FONT="]وقال الخطيب البغدادي في «الفقيه والمتفقه» (1/297): «مثل يريد أن هذا المدة إذا انتهت حدث في الإسلام أمر عظيم، يخاف لذلك على أهله الهلاك، يقال للأمر إذا تغير واستحال: قد دارت رحاه، وهذا -والله أعلم- إشارة إلى انقضاء مدة الخلافة». [/FONT] [FONT="]قـوله صلى الله عليه وسلم إنه بعـد خمس وثلاثين، أو ست وثلاثين، أو سبع وثلاثين، ليس على الشك. [/FONT] [FONT="]قال الطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (4/293-294): إنه ليس على الشك؛ ولكن على أن يكون ذلك فيما يشاؤه الله –عزّ وجلّ- من تلك السنين؛ فشاء –عز وجل- أنه كان في سنة خمس وثلاثين، فتهيأ فيها على المسلمين حصر إمامهم، وقبض يده عما يتولاه عليهم مع جلالة مقداره؛ لأنه من الخلفاء الراشدين المهديين، حتى كان ذلك سبباً لسفك دمه –رضوان الله عليه-، وحتى كان ذلك سبباً لوقوع الاختلاف وتفرق الكلمة، واختلاف الآراء، فكان ذلك مما لو هلكوا عليه، لكان سبيل مهلك لعظمه، ولما حلّ بالإسلام منه؛ لكن الله ستر وتلافى، وخلف نبيه في أمته من يحفظ دينهم عليهم، ويبقى ذلك لهم. [/FONT] [FONT="]ثم تأملنا ما بقي من هذه الآثار؛ فوجدنا في حديثٍ مسروقٍ منها عن عبدالله: «فإن يصطلحوا فيما بينهم على غير قتال يأكلوا الدنيا سبعين عاماً رغداً»، ووجدنا مكان ذلك في حديثي عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود والبراء ابن ناجية: «فإن يبق لهم دينهم فسبعين عاماً»، وكان ذلك قد جاء مختلفاً في حديث مسروق وحديثي صاحبيه، فكان ما في حديث مسروق أولاهما وأشبههما بما جرت عليه أمور الناس مما في حديثي الآخرين؛ لأن الذي في حديث مسروق: «فإن يصطلحوا بينهم على غير قتال، فتكون المدة التي يأكلون الدنيا فيها كذلك سبعين عاماً، ثم تنقطع، فلا يأكلونها بعدها»؛ ولكن جرت أمورهم على غير ذلك، مما لم ينقطع معهم القتال، فكان ذلك رحمة من الله لهم، وستراً منه عليهم، فجرى على ذلك أن يأكلوا الدنيا بلا توقيت عليهم فيه، وكان ما في حديثي عبدالرحمن بن عبدالله والبراء بن ناجية يوجب خلاف ذلك، ويوجب انقطاع أكلهم الدنيا بعد ذلك سبعين عاماً، وسبعين عاماً وزيادة على ذلك ودينهم قائم على حاله، فعقلنا بذلك أن أصل الحديث في ذلك كما رواه مسروق فيه، لا كما رواه صاحبـاه؛ لأنه لا خلف لما يقوله صلى الله عليه وسلم. والله نسأله التوفيق. [/FONT] [FONT="]ث- مرحلـة الملك الجبري، وتبدأ –والله أعلم- بسقوط الخلافة الإسلامية في مطلع القرن العشرين الإفرنجي. [/FONT] [FONT="]وهي مرحلة تملأ الأرض جوراً وظلماً؛ ولـكن الباطل زاهـق، فستملأ – إن شاء الله- عدلاً. [/FONT] [FONT="]ج- مرحلة خلافة على منهاج النبوة. [/FONT] [FONT="]وهذه المرحلة تبدأ -بإذن الله – قبل ظهور المهدي ونزول عيس عليه السلام؛ يدل على ذلك أمور: [/FONT] [FONT="]1- قـوله صلى الله عليه وسلم: «يكـون خليفـة مـن خلفائكم في آخر الزمان يحثو المال ولا يعده»([2]). [/FONT] [FONT="]فهذا الحديث يشير إلى أن المهدي خليفة من الخلفاء في آخر الزمان الذين يحكمون بالكتاب والسنة على منهاج النبوة، ولما كان المهدي من آخرهم، وليس بعده إلا المسيح ابن مريم –عليه السلام- فقد ثبت أن قبله خلفاء. [/FONT] [FONT="]2- المهدي يمثل قمة الإصلاح الديني في آخر الزمان؛ حيث يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، ومن المعلوم بداهة أن هذا المستقبل الزاهر لا يتحقق جملة، بل بالتدريج على سنن الله الجارية في التغيير، فلذلك لا بد من وجود مصلحين سابقين؛ يُوطؤون للمهدي قمة إصلاحه وحكمه، والله أعلم. [/FONT]
رد: نعيش الآن ملكا جبريا بعده خلافة على منهاج النبوةثم تكون خلافة على منهاج النبوة .... ب
الفرق بين الملك العاض والملك الجبري
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للملا علي القاري (15/330):
"ثم تكون ملكا" ، والمعنى : ثم تنقلب النبوة خلافة أو تكون الحكومة أو الإمارة خلافة أي بنيابة حقيقية على منهاج نبوة أي طريقتها الصورية والمعنوية ما شاء الله أن تكون أي الخلافة وهي ثلاثون سنة على ما ورد، ثم يرفعها الله تعالى ثم تكون ملكا عاضا، أي: يعض بعض أهله بعضا كعض الكلاب فيكون ـ أي الملك / أي الأمر ـ على هذا المنوال ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها الله تعالى أي تلك الحالة ، ثم تكون( أي الحكومة) ملكا جبرية أي: جبروتية وسلطنة عظموتية فيكون ـ أي الأمرـ على ذلك ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها الله تعالى( أي الجبرية) ثم تكون أي تنقلب وتصير خلافة ، وفي نسخة بالرفع أي تقع وتحدث خلافة كاملة على منهاج نبوة أي من كمال عدالة ، والمراد بها زمن عيسى عليه الصلاة والسلام والمهدي رحمه الله.ا.هـ
========================================================
الملك العضوض والملك الجبري
المجيب د. عبد الله بن وكيل الشيخ
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ السنة النبوية وعلومها/شروح حديثية
التاريخ 14/4/1424هـ السؤال
فضيلة الشيخ: حفظه الله آمل من فضيلتكم شرح الحديث الآتي: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً، فيكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم يكون ملكاً جبرياً، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت. رواه أحمد 273/4: ثنا سليمان بن داود الطيالسي: ثنا داود بن إبراهيم الواسطي : ثنا حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير قال: كنا قعوداً في المسجد _ وكان بشير رجلاً يكف حديثه _ فجاء أبو ثعلبة الخشني، فقال: يا بشير بن سعد! أتحفظ حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأمراء؟ فقال حذيفة: أنا أحفظ خطبته. فجلس أبو ثعلبة، فقال حذيفة: (فذكره مرفوعاً). قال حبيب: فلما قام عمر بن عبد العزيز - وكان يزيد بن النعمان بن بشير في صحابته - فكتبت إليه بهذا الحديث أذكره إياه، فقلت له: إني أرجو أن يكون أمير المؤمنين - يعني : عمر - بعد الملك العاض والجبرية. فأدخل كتابي على عمر بن عبد العزيز، فسر به وأعجبه. (والحديث حسن على أقل الأحوال إن شاء الله تعالى) ، (ومن البعيد عندي حمل الحديث على عمر بن العزيز؛ لأن خلافته كانت قريبة العهد بالخلافة الراشدة، ولم يكن بعد ملكان: ملك عاض وملك جبرية والله أعلم. ملاحظة: أرجو بيان معنى كلمة ملكاً عاضاً وجبرياً.
الجواب
هذا الحديث حسن أخرجه أحمد (30/355 حديث 18406)، والبزار والطبراني في الأوسط (6577) وسند أحمد حسن فيه داود بن إبراهيم الواسطي روى عنه الطيالسي ووثقه وذكره ابن حبان في الثقات [يراجع تحقيق المسند طبعة الرسالة (30/355)].
وهذا الحديث خبر منه - صلى الله عليه وسلم - عن أمر أمته وأنها تمر بخمس أحوال:
الحالة الأولى: حال النبوة وهو أكمل أحوالها حيث يوجد نبيها - عليه السلام - ويتنزل الوحي إليه، ويرشد الأمة إلى الحق والخير.
والحالة الثانية: خلافة على منهاج النبوة، وهي تلك الفترة الذهبية من عمر هذه الأمة، وقد جاء تحديدها في الحديث الذي رواه سفينة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: سمعت رسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: الخلافة ثلاثون عاماً ثم يكون بعد ذلك الملك، قال سفينة: أمسك؛ خلافة أبي بكر سنتين ، وخلافة عمر عشر سنين، وخلافة عثمان اثنتي عشرة سنة وخلافة علي ست سنين" رواه أحمد (حديث 21919) وأبو داود (4647)، والترمذي (2226) وابن حبان (6943) وغيرهم، وقال الترمذي : هذا حديث حسن، وإنما سميت هذه الفترة بالخلافة كما في بعض الروايات، وبخلافة النبوة في روايات أخرى، لأن الخلفاء صدقوا هذا الاسم بأعمالهم، وتمسكوا بسنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم -، والتزموا الشرع في أحكامهم، كما قاله حميد بن زنجوية فيما نقله عنه البغوي في شرح السنة .
الحالة الثالثة : الملك العضوض وهو الذي يصيب الرعية فيه عسف وظلم، كأنه معضوض فيه عضاً، ويقال عضوض بضم العين وأعضاد جمع عض وهو الخبيث الشرس.
الحالة الرابعة الملك الجبري وهو الذي يكون فيه عتو وقهر.
الحالة الخامسة: خلافة على منهاج النبوة وقد سبق بيان معنى كونها على منهاج النبوة.
وهذا الحديث وما في معناه يبين فضل الخلافة على الملك لما في الملك من النقص من بعض الوجوه، ولذا لما خير الله نبيه - عليه السلام - بين أن يكون ملكاً أو يكون عبداً رسولاً اختار - صلى الله عليه وسلم - أن يكون عبداً رسولاً؛ كما جاء ذلك في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - الذي أخرجه أحمد (7160)، وابن حبان في صحيحه (6365)[السلسة الصحيحة حديث رقم 1002]، وقد روى ابن سعد أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سأل سلمان - رضي الله عنه عن الفرق بين الخليفة والملك؟ فقال سلمان - رضي الله عنه- إن أنت جبيت من أرض المسلمين درهماً أو أقل أو أكثر ثم وضعته في غير حقه فأنت ملك، أما الخليفة فهو الذي يعدل في الرعية، ويقسم بينهم بالسوية ويشفق عليهم شفقة الرجل على أهل بيته، والوالد على ولده، ويقضي بينهم بكتاب الله " [الطبقات الكبرى 3/306]. على أنه مما ينبغي أن ينتبه له أن هذه الأحكام في الملك إنما هي في الجملة وإلا فقد يحصل من بعض الملوك من اتباع السنة ونشر الشريعة والجهاد في سبيل الله مثل ما يحصل في زمن الخلفاء، كما كان في عهد عمر بن عبد العزيز وبعض الملوك من بعده، ثم إنه يجوز إطلاق الخليفة على الملوك من بعد الخلفاء الراشدين - رضي الله عنهم-، وإنما اختص الخلفاء الراشدون -رضي الله عنهم- بكمال الخلافة، فقد روى الشيخان من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا " كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي، وستكون خلفاء فيكثرون، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: فُوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم [البخاري (3455) - الفتح 6/495، مسلم حديث رقم 1842]، وعلى كل ففي الحديث بشارة لهذه الأمة أنه سيكون في آخرها خلافة النبوة، فيعز الإسلام وتعلو رايته وينتشر دين الله في الأرض، فعلى المسلم أن يثق بهذا الوعد الكريم، وأن يحدث نفسه بالجد في أن يكون من أسباب تحقق هذا الوعد. وما ذكره السائل من استبعاد أن يكون عمر بن عبد العزيز من الخلفاء بعد فترة الملكين حق، خاصة وأن الخلافة الأخيرة التي على منهاج النبوة هي خاتمة هذه الأمة أو قرب خاتمتها، فلعل سروره - رضي الله عنه - لما ستكون عليه خاتمة الأمة.
للتوسع [مجموع الفتاوى 35/18 وما بعدها ، تحفة الأحوذي 9/70 وما بعدها، عون المعبود 13/397).
====================================
النبوات (19/16):
... وواضح أن الدورين الأولين والثاني( النبوة والخلافة الراشدة) انتهيا بزوال الخلافة الراشدة ، وأن الدور الثالث( الملك العاض) استمر حتى زوال الدولة العثمانية ، وأن الدور الرابع( الملك الجبري) هو الذي نحن فيه ،وأن الدور الخامس( الخلافة على منهاج النبوة) قادم بإذن الله .ا.هـ
مسند أحمد : المجلد الرابع - حديث النعمان بن بشير عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
معاني الكلمات :
ملكا عاضا : العَضُّ هو :الشدُّ بالأَسنان على الشيء ، وأَصل العَضِيضِ اللزوم وهي كناية عن شدّة الاستمساك بأَمر ما ؛ ولَزِمَه ولَزِقَ به .
ملكا جبريا : من الإِجْبار وهو القهر والإِكراه
شرح الحديث :
تكون النبوة في المجتمع الجاهلي ؛ وصفة لمرض طارئ في المجتمع الإنساني مرضاً من الناحية الفكرية أو الروحية أو خللا في النظم الاجتماعية ، فتعيد صياغته على أساس توحيدي صحيح كامل شامل ومن ناحية تحمله لمسؤولية أعباء الدعوة - كما أمر الله –
وبعد أن استكملت النبوة أهدافها ، حينئذ سيبقى تراث النبوة يمكن أن يقوم على أساسه العمل والبناء ويمكن تصور ذلك في فرض موت النبي وتولد ظروف وانحرافات تعصف بالرسالة وتذهب هذا التراث العظيم ، حينذاك تبقى النبوة ذات معالم تشير إلى الطريق المستقيم الذي ينبغي ان يسير عليه الأتباع فيما بعد ، ولا يوجد في حياة الناس ما يجسد مفهومها ومنظارها إلى الحياة. إلا جيل القدوة أصحابه الغر الميامين .
وتكرار نموذج الدولة والمنهاج في العصر النبوي كان في عصر الخلافة الراشدة التي احتذت حذو نبيها في جميع مرافق الحياة وقد شملها حديث النبي صلى الله عليه وسلم : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ"
ففهم من هذا الحديث انه لا فرق بين منهج النبوة وبين منهج الخلفاء من بعده .
وأكثر المفسرين على أن هذه الفترة امتدت إلى نهاية الخلفاء الراشدين – وقد استبعد شيخنا الإمام الألباني : أن خلافة عمر بن عبد العزيز تحمل على هذا الحديث ؛ إذ لم تكن خلافته بعد ملكان : ملك عاض وملك جبري
ومعاوية رضي الله عنه هو أول ملوك الإسلام كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سياق هذا الحديث الشريف. أن الملك العاض ، هو حكم بالإسلام، ولكن فيه إساءة في تطبيق الإسلام من حيث البيعة !، كالاستخلاف وولاية العهد في الحكم مثلاً، لكن على الرعية الطاعة في غير معصية، ويحرم على المسلمين الخروج على الحاكم في هذا الملك العاض ما دام يحكم بالإسلام، وإن كان هناك إساءة في التطبيق من ظلم وجلد للظهر وأكل المال والاستخلاف وولاية العهد، ولا أدل على الملك العاض من ملك بني أمية ثم ما تلاه من عهد العباسيين والعثمانيين... وهذا يدل عليه الجزء الثالث من الحديث «ثم تكون مُلكاً عاضاً فيكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها».
إن الخلافة على منهاج النبوة، والتي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم للمرة الثانية : «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت» هي البشرى لهذه الأمة الكريمة، وهذا هو أمل الأمة التي يجب عليها أن تتشبث به، وتعمل له بجد ونشاط، وتبذل وتضحي بالغالي والنفيس، وتبذل كل طاقتها لإيجاده، وتعيد البناء الذي بناه النبي صلى الله عليه وسلم .
إن سكوت الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن تكلم بكل هذا، وهو الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، يدل على أن الله سبحانه وتعالى سيظهر دينه على الدين كله ولو كره المشركون، ولو كره الكافرون، وهذا ما دل عليه
الحديث في الجزء السادس منه «ثم سـكت»... قال الله تعـالى: ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) [الصف 9]. وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو الصادق المصدوق: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل به الكفر .
بعد هذا التفصيل، يتبين أن نجم الخلافة الثانية على منهاج النبوة قد لاح بالأفق ، و قد وردت أحاديث أخرى توضح مبلغ ظهور الإسلام و مدى انتشاره , بحيث لا يدع مجالا للشك في أن المستقبل للإسلام بإذن الله وتوفيقه .
رد: نعيش الآن ملكا جبريا بعده خلافة على منهاج النبوةثم تكون خلافة على منهاج النبوة .... ب
تفضيل مرحلة الملك العاض (الخلافة غير الراشدة الممتدة من بداية العهد الأموي حتى نهاية العهد العثماني) على مرحلة الملك الجبري(ما بعد سقوط الخلافة بنهاية عهد الخلافة العثمانية الى يومنا هذا).
1- الحديث الأول قال نعيم بن حماد في الفتن1/98: حدثنا بقية بن الوليد وعبد القدوس عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول هذه الأمة نبوة ورحمة، ثم خلافة ورحمة، ثم ملكا عضوضا، وقال أحدهما عاض وفيه رحمة، ثم جبروت صلعاء ليس لأحد فيها متعلق، تذبح فيها الرقاب، وتقطع فيها الأيدي والأرجل، وتؤخذ فيها الأموال. قلت: روات هذا الطريق أئمة ثقات. لكن عبد الرحمن بن جبير لم يدرك أبا عبيدة، فهو منقطع. فيكون متنه حسنا لغيره، أي بالمتابعات والشواهد.
2-الحديث الثاني: قال الطبراني في المعجم الكبير11/88: حدثنا أحمد بن النضر العسكري ثنا سعيد بن حفص النفيلي ثنا موسى بن أعين عن ابن شهاب عن فطر بن خليفة عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول هذا الأمر نبوة ورحمة، ثم يكون خلافة ورحمة، ثم يكون ملكا ورحمة، ثم يكون إمارة ورحمة، ثم يتكادمون عليها تكادم الحمر، فعليكم بالجهاد، وإن أفضل جهادكم الرباط، وإن أفضل رباطكم عسقلان. قال الهيثمي في المجمع5/190: رواه الطبراني ورجاله ثقات. قلت: هذا إسناد صحيح، ورجاله كما قال الهيثمي. وقوله: "ثم يكون إمارة ورحمة"، لعله إشارة إلى تعدد الإمارات الإسلامية بعد ضعف الدولة العباسية وزوالها. وجملة: "ثم يتكادمون عليها تكادم الحمر" أمارة على مرحلة الملك الجبري بدليل شاهد عمر الفاروق الآتي. شاهد عمر رضي الله عنه: قال نعيم بن حماد في الفتن1/99: حدثنا الحكم بن نافع البهراني أخبرنا سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة أبي شجرة الحضرمي عن ابن عمر قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنهما إن الله بدأ هذا الأمر يوم بدأه نبوة ورحمة، ثم يعود خلافة ورحمة، ثم يعود إلى سلطان ورحمة، ثم يعود ملكا ورحمة، ثم جبروة صلعاء يتكادمون عليها تكادم الحمير. قلت: رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا سعيد بن سنان فمضعف، وصحح له الحاكم في المستدرك. وهذا يعني أنه لين فقط، حسن الحديث في المتابعات والشواهد. وقد ورد من طريق آخر: فقال الحاكم في المستدرك4/520: أخبرني الحسن بن حكيم المروزي ثنا أحمد بن إبراهيم الشذوري ثنا سعيد بن هبيرة ثنا إسماعيل بن عياش ثنا عبد العزيز بن عبد الله بن حمزة بن صهيب قال: سمعت سالم بن عبد الله بن عمر يحدث عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول: إن الله بدأ هذا الأمر حين بدأ بنبوة ورحمة، ثم يعود إلى خلافة، ثم يعود إلى سلطان ورحمة، ثم يعود ملكا ورحمة، ثم يعود جبرية تكادمون تكادم الحمير، أيها الناس، عليكم بالغزو والجهاد ما كان حلوا خضرا، قبل أن يكون مرا عسرا، ويكون تماما قبل أن يكون رماما أو يكون حطاما، فإذا أشاطت المغازي وأكلت الغنائم واستحل الحرام، فعليكم بالرباط فإنه خير جهادكم. وهذا الطريق ضعيف بسعيد بن هبيرة وعبد العزيز بن عبد الله فإنهما ضعيفان. أما إسماعيل بن عياش فيروي هنا عن شامي مثله، وهو ثقة في الشاميين. وبهذين الطريقين يثبت الحديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فإن ضعفهما ليس شديدا.
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اتبع بعض المراحل التي تدخل في مرحلة الملك العاض بلفظ (الرحمة) وفي رواية قال عن الملك العاض (ملكا عاضا فيه رحمة) وفي هذا دليل على أن الحكم بشرع الله رغم المخالفات من بعض الولاة والحكام أفضل من الفترة الأخيرة التي أطلق عليها لفظ ( يتكادمون كدم الحمير ).
رد: نعيش الآن ملكا جبريا بعده خلافة على منهاج النبوةثم تكون خلافة على منهاج النبوة .... ب
نسأل الله أن يعجل بالخلافة الثانية على منهاج النبوة(الخلافة الراشدة الثانية) وعلينا أن نسعى ونجد لانشائها غير متواكلين على تلك البشرى العظيمة للنبي صلى الله عليه وسلم.