[FONT="]ثم تكون خلافة على منهاج النبوة[/FONT][FONT="] ....[/FONT]
[FONT="]عَنِ النُّعْمَانِ بنِ بَشِيرٍ قَالَ: كُنَّا قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ - وَكَانَ بَشِيرٌ رَجُلاً يَكُفُّ حَدِيثَهُ- فَجَاءَ أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ فَقَالَ: يَا بَشِيرُ بْنَ سَعْدٍ! أَتَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الأُمَرَاءِ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَنَا أَحْفَظُ خُطْبَتَهُ، فَجَلَسَ أَبُو ثَعْلَبَةَ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا اللهُ إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا اللهُ إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّاً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، ثُمَّ سَكَتَ». [/FONT]
[FONT="]* صحيح لغيره – أخرجه أبو داود الطيالسي (438) - ومن طريقه أحمد (4/273) واللفظ له- والعراقي في «محجة القرب في محبة العرب» (ق17/ب)، والبزار (15588- «كشف الأستار») من طريق داود بن إبراهيم عن حبيب بن سالم عنه به. [/FONT]
[FONT="]قال العراقي: «هذا حديث صحيح». [/FONT]
[FONT="]وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (5/189): «ورجاله ثقات». [/FONT]
[FONT="]قلت: إسناده حسن؛ لأن حبيب بن سالم فيه كلام، فقد قال البخاري: «فيه نظر»، ووثقه أبو حاتم، وأبو داود، وابن حبان، وأخرج له مسلم وأصحاب السنن، وقال الحافظ في «التقريب»: «لا بأس به»؛ فحديثه لا ينحط عن درجة الحسن. [/FONT]
[FONT="]ولـه شاهـد من حـديث عبدالله بن عباس –رضي الله عنه- بنحوه: أخرجه الطبراني في «الكبير» (11138). [/FONT]
[FONT="]قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (5/190): «رجاله ثقات». [/FONT]
[FONT="]قلت: وبالجملة؛ فالحديث صحيح لغيره. [/FONT]
[FONT="]r[/FONT][FONT="] غريب الحديث: [/FONT]
[FONT="]عاضاً: وراثياً يتكادمون عليه تكادم الحمير. [/FONT]
[FONT="]جبرياً: قهرياً يسوق الناس بعصاه؛ يملأ الدنيا جوراً وظلماً. [/FONT]
[FONT="]r[/FONT][FONT="] فقه الحديث: [/FONT]
[FONT="]1- تحديد مراحل الحكم التي تمر على الأمة الإسلامية، وهت[/FONT][FONT="]ي كالآت[/FONT][FONT="]ي: [/FONT]
[FONT="]أ- مرحلة النّبوة؛ ورفعت بانتقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى. [/FONT]
[FONT="]ب- خلافة النبوة؛ وهي مدة خلافة الأربعة الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي –رضي الله عنهم-، وهي ثلاثون سنة لحديث سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خِلافَةُ النُّبُوَّةِ ثَلاثُونَ سَنَةً، ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ الْمُلْكَ -أَوْ مُلْكَهُ- مَنْ يَشَاءُ». [/FONT]
[FONT="]أخرجه أبو داود (4646 و 4647) واللفـظ له، والترمــذي (2226)، والنسائي في «فضائل الصحابة» (52)، وابن حبان (6657 و 9943)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (3349)، وأحمد (5/220 و 221)، وابنه عبدالله في «زوائده على الفضائل» (790)، وابن أبي عاصم في «السنة» (1181)، والطيالسي (1107)، والطبراني في «الكبير» (6442)، والحاكم (3/71 و 145)، والبيهقي في «دلائل النبوة» (6/341 و 342)، والطبري في «صريح السُّنَّة» (26)، وغيرهم من طرق عن سعيد بن جمهان، عن سفينة به. [/FONT]
[FONT="]قلت: إسناده حسن؛ لأن سعيداً مختلف فيه، وقد وثّقه جماعة، منهم: ابن معين، وأحمد وأبو داود، وقال الحافظ في «التقريب»: «صدوق، له أفراد»، فمثله حسن الحديث. [/FONT]
[FONT="]وقد حسنه الترمذي، فقال: «وهذا حديث حسن». [/FONT]
[FONT="]وقال ابن أبي عاصم: «حديث ثابت من جهة النقل». [/FONT]
[FONT="]وصححه ابن حبان، والحاكم، وابن عبدالبر في «جامـع بيان العلم وفضله» (2/184)، والذهبي. [/FONT]
[FONT="]وقال شيخ الإسلام في «مجموع الفتاوى» (35/18): «وهو حديث مشهور». [/FONT]
[FONT="]وله شاهد من حديث أبي بكرة –رضي الله عنـه- بنحـوه: أخرجـه أبـو داود (4634-4635)، والترمذي (2287)، وأحمد (5/44، 50)، وابن أبي عاصم في «السنة» (1335)، وابـن أبي شيبـة (12/18)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (3348)، والبيهقي في «دلائل النبوة» (6/342، 348). [/FONT]
[FONT="]قلت: إسناده ضعيف؛ لأن علي بن زيد بن جدعان ضعيف؛ لكن يعتبر به. [/FONT]
[FONT="]وصححه بشواهده شيخنا –رحمه الله- في «الصحيحة» (1/823/459). [/FONT]
[FONT="]قَالَ سَفِينَةُ – كما عند أبي داود، والترمذي، وأحمد، وابن أبي عاصم وغيرهم-: «أمسك خـلافـة أبي بكـر –رضي الله عنه- سنتين، وخلافة عمر –رضي الله عنه- عشر سنين، وخلافة عثمان –رضي الله عنه- اثني عشر سنة، وخلافة علي ست سنين». [/FONT]
[FONT="]وقال شيخ الإسلام في «مجموع الفتاوى» (35/18): «واعتمد عليه الإمام أحمد وغيره في تقرير خلافة الخلفاء الراشدين الأربعة، وثبته أحمد؛ واستدل به على من توقف في خلافة علي؛ من أجل افتراق الناس عليه؛ حتى قال أحمد: من لم يربع بعلي في الخلافة فهو أضل من حمار أهله؛ ونهى عن مناكحته، وهو متفق عليه بين علماء السنة وأهل المعرفة، والتصوف، وهو مذهب العامة. [/FONT]
[FONT="]وإنما يخالفهم في ذلك بعض أهل الأهواء من أهل الكلام، ونحوهم؛ كالرافضة الطاعنين في خلافة الثلاثة، أو الخوارج الطاعنين في خلافة الصهرين المنـافـيـين: عـثمان وعلــي، أو بـعـض [/FONT]
[FONT="]الناصبة النافين لخلافة علي، أو بعض الجهال من المتسننة الواقفين في خلافته. [/FONT]
[FONT="]ووفاة النبي صلى الله عليه وسلم كانت في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من هجرته، وإلى عام ثلاثين سنة كان إصلاح ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي؛ السيد بين فئتين من المؤمنين بنزوله عن الأمر، عام إحدى وأربعين في شهر جمادى الأولى، وسمي «عام الجماعة»؛ لاجتماع الناس على معاوية، وهو أول الملوك». [/FONT]
[FONT="]قال شيخنا الإمام الألباني –رحمه الله- في «الصحيحة» (1/824-827): [/FONT]
[FONT="]« . . . رأيت بعض المتأخرين ممن ليس له قدم راسخة فيه ذهب إلى تضعيفه، منهم: ابن خلدون المؤرخ الشهير، فقال في «تاريخه» (2/458- طبع فاس بتعليق شكيب أرسلان) –ما نصه-: «وقد كان ينبغي أن تلحق دولة معاوية وأخباره بدولة الخلفاء وأخبارهم، فهو تاليهم في الفضل والعدالة والصحبة، ولا ينظر في ذلك إلى حديث: «الخلافة ثلاثون سنة»؛ فإنه لم يصح، والحقيقة أن معاوية في عداد الخلفاء . . .». [/FONT]
[FONT="]وتبعه على ذلك العلامة أبو بكر بن العربي، فقال في «العواصم من القواصم» (ص201): «وهذا حديث لا يصح». [/FONT]
[FONT="]هكذا أطلق الكلام في تضعيفه؛ دون أن يذكر علته، وليس ذلك من الأسلوب العلمي في شيء، لا سيما وقد صححه من عرفت من أهل العلم قبله. [/FONT]
[FONT="]ولقد حاول صديقنا الأستاذ محب الدين الخطيب: أن يتدارك الأمر ببيان العلة، فجاء بشيء؛ لو كان كما ذكر؛ لوافقناه على التضعيف المذكور . . . [/FONT]
[FONT="]وقد أعله الأستاذ الخطيب –أيضاً- بعلة أخرى في متنه، فقال: «وهذا الحديث المهلهل يعارضه ذلك الحديث الصحيح الفصيح في كتاب: الإمارة من «صحيح مسلم» . . . عن جابر بن سمرة قال: «دخلت مع أبي على النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول: «إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثن[/FONT][FONT="]ا عشر[/FONT][FONT="] خليفة كلهم من قريش» ». [/FONT]
[FONT="]وهذه المعارضة مردودة؛ لأن في القواعد المقررة في علم المصطلح أنه لا يجوز رد الحديث الصحيح بمعارضته لما هو أصح منه، بل يجب الجمع والتوفيق بينهما، وهذا ما صنعه أهل العلم هنا، فقد أشار الحافظ في «الفتح» (13/182) نقلاً عن القاضي عياض إلى المعارضة المذكورة، ثم أجاب أنه أراد في حديث سفينة خلافة النبوة، ولم يقيد في حديث جابر بن سمرة بذلك. [/FONT]
[FONT="]قلت: وهذا الجمع قوي جداً، ويؤيده لفظ أبي داود: «خلافة النبوة ثلاثون سنة . .. »، فلا ينافي مجيء خلفاء آخرين بعدهم؛ لأنهم ليسوا خلفاء النبوة؛ فهؤلاء المعنيون في الحديث لا غيرهم؛ كما هو واضح. [/FONT]
[FONT="]ويزيده وضوحاً قول شيخ الإسلام في رسالته السابقة: «ويجوز تسمية من بعد الخلفاء الراشدين خلفاء، وإن كانوا ملوكاً ولم يكونوا خلفاء الأنبياء؛ بدليل ما رواه البخاري ومسلم في «صحيحيهما» عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي؛ خلفه نبي، وأنه لا نبي بعدي، وستكون خلفاء فتكثر. قالوا: فما تأمرنا؟ قال: فُوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم؛ فإن الله سائلهم عما استرعاهم». [/FONT]
[FONT="]فقوله: «فتكثر»: دليل على من سـوى الراشدين؛ فإنهم لم يكونوا كثيراً. [/FONT]
[FONT="]وأيضاً قوله: «فوا ببيعة الأول فالأول»: دلّ على انهم يختلفون، والراشدون لم يختلفوا». [/FONT]
[FONT="]ت- مرحلة الملك العضوض، وتبدأ بخلافة بني أمية: [/FONT]
[FONT="]عن عبدالله بن مسعود –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تدور رحى الإسلام على خمس وثلاثين، أو ست وثلاثين، أو سبع وثلاثين؛ فإن يهلكوا فسبيل من هلك، وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاماً. قلت: (وفي رواية: قال عمر: يا نبي الله) مما بقي أو مما مضى؟ قال: مما مضى». [/FONT]
[FONT="]أخرجه أبو داود (4254)، وأحمد (1/ 390، 393، 393-395، 451)، وأبو يعلى (5009، 5281، 5298) والطحاوي في «مشكل الآثار» (1609-1613)، والبغـوي في «شـرح السنة» (4225)، والطيالسي (383)، والخطابي في «غريب الحديث» (1/549)، ويعقوب بن سفيان الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (3/355)، والحاكم (4/521)، والبيهقي في «دلائل النبوة» (6/393)، والطبرانـي فـي «الكبير» (10311، 10356)، وابن الأعرابي في «المعجم» (834-836، 1469-1472)، والخطيب البغدادي في «الفقيه والمتفقه» (1/296/290) من طرق عن عبدالله بن مسعود. [/FONT]
[FONT="]قلت: وهو صحيح؛ صححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقال شيخنا –رحمه الله- في «الصحيحة» (976): «هذا حديث صحيح من معالم نبوته صلى الله عليه وسلم». [/FONT]
[FONT="]قولـه صلى الله عليه وسلم: «تدور رحى الإسـلام» كناية عن بداية النهاية لمرحلة الخلافة الراشدة وبدء القتال والحروب الداخلية. [/FONT]
[FONT="]قال الخطابي: «دوران الرحى: كناية عن الحرب والقتال شبّهها بالرَّحى الدائرة التي تطحن الحب لما يكون فيها من تلف الأرواح وهلاك الأنفس»([1]). [/FONT]
[FONT="]وقال الخطيب البغدادي في «الفقيه والمتفقه» (1/297): «مثل يريد أن هذا المدة إذا انتهت حدث في الإسلام أمر عظيم، يخاف لذلك على أهله الهلاك، يقال للأمر إذا تغير واستحال: قد دارت رحاه، وهذا -والله أعلم- إشارة إلى انقضاء مدة الخلافة». [/FONT]
[FONT="]قـوله صلى الله عليه وسلم إنه بعـد خمس وثلاثين، أو ست وثلاثين، أو سبع وثلاثين، ليس على الشك. [/FONT]
[FONT="]قال الطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (4/293-294): إنه ليس على الشك؛ ولكن على أن يكون ذلك فيما يشاؤه الله –عزّ وجلّ- من تلك السنين؛ فشاء –عز وجل- أنه كان في سنة خمس وثلاثين، فتهيأ فيها على المسلمين حصر إمامهم، وقبض يده عما يتولاه عليهم مع جلالة مقداره؛ لأنه من الخلفاء الراشدين المهديين، حتى كان ذلك سبباً لسفك دمه –رضوان الله عليه-، وحتى كان ذلك سبباً لوقوع الاختلاف وتفرق الكلمة، واختلاف الآراء، فكان ذلك مما لو هلكوا عليه، لكان سبيل مهلك لعظمه، ولما حلّ بالإسلام منه؛ لكن الله ستر وتلافى، وخلف نبيه في أمته من يحفظ دينهم عليهم، ويبقى ذلك لهم. [/FONT]
[FONT="]ثم تأملنا ما بقي من هذه الآثار؛ فوجدنا في حديثٍ مسروقٍ منها عن عبدالله: «فإن يصطلحوا فيما بينهم على غير قتال يأكلوا الدنيا سبعين عاماً رغداً»، ووجدنا مكان ذلك في حديثي عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود والبراء ابن ناجية: «فإن يبق لهم دينهم فسبعين عاماً»، وكان ذلك قد جاء مختلفاً في حديث مسروق وحديثي صاحبيه، فكان ما في حديث مسروق أولاهما وأشبههما بما جرت عليه أمور الناس مما في حديثي الآخرين؛ لأن الذي في حديث مسروق: «فإن يصطلحوا بينهم على غير قتال، فتكون المدة التي يأكلون الدنيا فيها كذلك سبعين عاماً، ثم تنقطع، فلا يأكلونها بعدها»؛ ولكن جرت أمورهم على غير ذلك، مما لم ينقطع معهم القتال، فكان ذلك رحمة من الله لهم، وستراً منه عليهم، فجرى على ذلك أن يأكلوا الدنيا بلا توقيت عليهم فيه، وكان ما في حديثي عبدالرحمن بن عبدالله والبراء بن ناجية يوجب خلاف ذلك، ويوجب انقطاع أكلهم الدنيا بعد ذلك سبعين عاماً، وسبعين عاماً وزيادة على ذلك ودينهم قائم على حاله، فعقلنا بذلك أن أصل الحديث في ذلك كما رواه مسروق فيه، لا كما رواه صاحبـاه؛ لأنه لا خلف لما يقوله صلى الله عليه وسلم. والله نسأله التوفيق. [/FONT]
[FONT="]ث- مرحلـة الملك الجبري، وتبدأ –والله أعلم- بسقوط الخلافة الإسلامية في مطلع القرن العشرين الإفرنجي. [/FONT]
[FONT="]وهي مرحلة تملأ الأرض جوراً وظلماً؛ ولـكن الباطل زاهـق، فستملأ – إن شاء الله- عدلاً. [/FONT]
[FONT="]ج- مرحلة خلافة على منهاج النبوة. [/FONT]
[FONT="]وهذه المرحلة تبدأ -بإذن الله – قبل ظهور المهدي ونزول عيس عليه السلام؛ يدل على ذلك أمور: [/FONT]
[FONT="]1- قـوله صلى الله عليه وسلم: «يكـون خليفـة مـن خلفائكم في آخر الزمان يحثو المال ولا يعده»([2]). [/FONT]
[FONT="]فهذا الحديث يشير إلى أن المهدي خليفة من الخلفاء في آخر الزمان الذين يحكمون بالكتاب والسنة على منهاج النبوة، ولما كان المهدي من آخرهم، وليس بعده إلا المسيح ابن مريم –عليه السلام- فقد ثبت أن قبله خلفاء. [/FONT]
[FONT="]2- المهدي يمثل قمة الإصلاح الديني في آخر الزمان؛ حيث يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، ومن المعلوم بداهة أن هذا المستقبل الزاهر لا يتحقق جملة، بل بالتدريج على سنن الله الجارية في التغيير، فلذلك لا بد من وجود مصلحين سابقين؛ يُوطؤون للمهدي قمة إصلاحه وحكمه، والله أعلم. [/FONT]
[FONT="]-------------------------------------------------------------------------------- [/FONT]
[FONT="]([1]) «شرح السنة» (15/18). [/FONT]
[FONT="]([2]) أخرجه مسلم. [/FONT]
التعديل الأخير: