تشى غيفارا

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

viva

عضو
إنضم
15 أبريل 2008
المشاركات
5
التفاعل
0 0 0


9 أكتوبر 2007 - مصنف في:

gevara.jpg
قبل 40 سنة وفي اليوم العاشر من أكتوبر من عام 1967 م أكدت القيادة العليا للجيش البوليفي رسمياً أن تشي جيفارا الزعيم الثوري اللاتيني قد لقي مصرعه في معركة بين رجال العصابات والقوات البوليفية جنوب شرق بوليفيا في يوم الأحد السابق 9 أكتوبر.
يبقى السؤال الأهم، من هو أرنستوا غيفارا؟
بالمناسبة، اسمه أرنستوا وليس تشي، ولكن تشي عبارة عن تعبير تعجب يستعمله الأرجنتينيون، وأطلق هذا التعبير عليه لمّا رأو تميزه في بداياته في المكسيك..
دائماً ما أرى الكثير من الناس يضعون صور هذا الثائر في حواسيبهم المتنقلة أو تكون مطبوعة على ملابسهم أو معلقة على جدران غرفهم، وإذا سألتهم عنه، لايعرفونه!!..
لأجل ذلك فكرت بعمل هذا المقال، خصوصاً أن اليوم يوافق ذكرى قتله..
تشي غيفارا، أرجنتيني ولد في مدينة روزاريو في يوم 14/6/1928م ، في عام 1953 أتم تشي غيفارا دراسته في جامعة بيونس آير وتخرج طبيباً، و قبل تخرجه بعام واحد خرج في رحلته المشهورة على متن دراجة نارية في جولة في أنحاء أمريكا الجنوبية، وفي تلك الرحلة رأى الظلم الواقع على وطنه والأوطان المجاورة له وبدأ حينها بفكرة الثورة ضد الولايات المتحدة والحكومات العميلة…
سافر تشي غيفارا عام 1954 إلى غواتيمالا على أمل أن ينضم لصفوف الثوار إلّا أن الحكومة التي كانت عملية للولايات المتحدة قضت على الثورة في مهدها.
في عام 1955م انتقل تشي غيفارا إلى المكسيك وتعرف هناك على رفيق العمر المحامي فيدل كاسترو والرئيس الكوبي الحالي الذي وصف رفيق كفاحة بأنه إنسان يفوق الوصف له ذكاء وثقافة عاليين..
كان لقائه بفيدل كاسترو هو شرارة إنطلاقه حيث ظل إلى عام 1965 أحد قادات الثورة الكوبية، ثم في بداية عام 1965 ذهب تشي غيفارا ليكون مع رفاقة في التحرير الوطني الذي كان يرمي إلى إقامة ثورات ضد الحكام العملاء في عموم أمريكا الجنوبية..
وكان تشي غيفارا أحد الأسباب الرئيسية التي أتت بـفيدل كاسترو إلى الحكم .

تشي غيفارا هو ثائر أرجنتيني
شيوعي ماركسي، من أقواله المشهورة : (( من الضروري أن نحدد رأس الامبريالية التي هي ليست غير الولايات المتحدة الاميركية ، إن الامبريالية نظام عالمي يجب أن يدمر بمواجهة عالمية ، بالكفاح المسلح غالبا ، من أجل الاشتراكية لشعوبنا ، فالجندي الاميركي يملك كفاءة تقنية وأسلحة وموارد صخمة لكنه يفتقد إلى الحافز الايديولوجي اللازم الذي يملكه اشد اعدائه اليوم الثوار الفيتناميون))
كتب تشي غيفارا في رسالة وداعة التي أرسلها لصديقة كاسترو : ( إنَّ مناطق أخرى في العالم تتطلّب مساهمة جهودي المتواضعة إنّي قادر على أن أفعل ما لا تسمح لك مسؤوليّاتكَ على رأس كوبا، لقد حانت ساعة الفراق، يجب أن تعلم أنّي أفعل ذلك بمزيج من الألم والفرح فهنا أترك الشطر الأنقى من آمالي وما هو أعزّ لديّ بين الكائنات التي أحبّ وأترك شعباً تقبّلني كأبٍ، فسيبقى جزءاً من روحي، أحمل إلى ساحات الوعر الجديد، الإيمان الذي لقّنتني والروح الثورة لشعبنا، والشعور بالقيام بأقدس الواجبات: الكفاح ضدّ الأمبريالية حيثما وجدت. فهذا يفيدني ويلطّف مئة مرة كلّ أسى.)
وإحدى عباراته المشهورة : ( إنّي لا أترك أي مال مادي لأطفالي ولزوجتي ولستُ أسفاً على ذلك، بل يسرّني أن يكونَ الأمر كذلك ولا أطالب شيئاً لهم لأنَّ الدولة ستقدّم لهم متطلّبات العيش والتعليم. قد تكون لديَّ أمور كثيرة يجب أن أقولها لكَ ولشعبنا إلا أنّني أشعر أنَّ الكلمات ليست ضرورية وإنّها لا يمكن أن تعبّر كما أريد ولا فائدة من تسويد المزيد من الورق.
حتى النصر دوماً - النصر أو الموت - أعانقكَ بكلّ اندفاعٍ ثوري .
ERNESTO CHE GUEVARA
)
قُتل تشي غيفارا، بعد أن تولى مناصب عديدة لعل من أبرزها أن كان من أكبر الثوّار في التاريخ..
كما تقلد منصب وزير الإقتصاد بعد نجاح ثورتهم في كوبا وكان من أكثر الأشياء التي أثرت فيّ خطابه لأحد الأطفال الذي أرسل قطعة نقود لدعم الإقتصاد الكوبي فما كان من مكتب البريد إلا أن أعاد المبلغ للطفل، فعاد الطفل وأرسل المبلغ مرة أخرى ولكن المبلغ هذه المرة وصل لتشي غيفارا فأرسل للطفل قائلاً : (
صديقي العزيز..
أشكرك كثيراً على خطابك الذي أرسلته بتاريخ 30 مارس والذي بعثته بمناسبة يوم بريد المدارس، كما أشكرك كثيراً على حوالتك المالية بمبلغ خمسين ثينتفو والتي أودعتها إلى صندوق وزارة الملية تدعيماً لاقتصادنا، وها أنا ذا أرسل إليك الإيصال رقم 9186 شهادة على صنيعك الوطني.
لقد أثر في نفسي كثيراً رغبتك في مواصة دراستك، وأنصحك بأن تستثمر هذه الرغبة وتواظب عليها لتكون إنساناً نافعاً لبلدك ولنفسك كذلك، وهذه أفضل وسيلة يستطيع بها الأطفال مساعدة الحكومة الثورية.
أعتذر لك لأن مكتب البريد قد أعاد إليك خطابك مع نقودك وأعتذر كذلك لأنك تظن أنني لا أريد الرد عليم وأؤكد لك أن خطابك قد أسعدني كثيراً.
تفضل بقبول تحياتي
مع احترامي
الميجور أرنستو تشي غيفارا​
)
ومن أجمل الرسائل التي قرأتها له والتي أثبت فيها - مع اختلاف كل شيء بيننا- أنه قائد من الدرجة الأولى الخطاب الذي أرسله إلى أبنائه والذي قال فيه :
(
أبنائي الأعزاء.. هيلديتا.. وأليديتا.. وكاميلو.. وثيليا.. وأرنستو
إذا حدث وقرأتهم هذا الخطاب فسيعني ذلك أنني لم أعد موجوداً معكم مرة أخرى.
ربما لن تتذكروني جيداً، ولا سيما الأصغر منكم فلت يتذكر بالمرة.
لقد كان أبوكم رجلاً تصرف حسب معتقداته وظل بكل تأكيد وفياً لكل ما آمن به.
اكبرو ثوريين صالحين.
استذكروا دروسكم جيداً واجتهدوا لكي تتقنوا التكنولوجيا التي تمكننا من السيطرة على الطبيعة.
تذكروا أن الثورة هي المهمة وأن كل منا بمفرده غير مهم، وفوق كل شيء كونوا قادرين دوماً على الإحساس بالظلم الذي يتعرض له أي إنسان مهما كان حجم هذا الظلم وأياً كان مكان هذا الإنسان، هذا هو أجمل مايتصف به الثوري.
وداعاً إلى الأبد يا أطفالي وإن كنت لازلت آمل أن أراكم مرة أخرى.
لكم جميعاً قُبلة كبيرة كبيرة وحضن كبير كبير من بابا )

مات تشي غيفارا يوم الـتاسع من اكتوبر على أيدي الجيش الفنزويلي وبعض من رجال الـ سي آي إيه وأُخفيت جثته ورفاته عن العالم خوفاً من الثوار، وإذا قرأتم هذه المقالة فهذا يعني أنه مضى 40 سنة على وفاته..
تحياتي
icon_smile.gif
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى