الشهيد القسامي القائد عيسى عبد الهادي البطران
صبر أبو بلال فاق بعظمته الخيال ،بترت يده اليسرى في إحدى المهمات الجهادية بعد حلب الفرقان بفترة وجيزة ، لكنه لم يبدل أي تبديل ، ولم يتراجع ولو لوهلة عن الطريق التي خطها بتضحياتهم ، وها هو اليوم يسعد بلقاء الصادقين الذين سبقوه ، من القادة والزوجة والبنون ، حيث الموعد المكتوب ، في الكتاب المعلوم ، عند الحي الذي لا يموت .
فعذرا أبا بلال فليس لمثلي أن يقف ليتحدث عن بطولاتك التي عجز القلم عن كتابتها ، وليجسد جزء من سيرتك العطرة ، فوالله لا يستوي من استل قلمه وأخذ يخط بيده سيرة العظماء ، مع من خطها بدمه ورسم بها خارطة العبور نحو المجد التليد .
فعذرا أبا بلال فليس لمثلي أن يقف ليتحدث عن بطولاتك التي عجز القلم عن كتابتها ، وليجسد جزء من سيرتك العطرة ، فوالله لا يستوي من استل قلمه وأخذ يخط بيده سيرة العظماء ، مع من خطها بدمه ورسم بها خارطة العبور نحو المجد التليد .
المولد والنشأة
في أحد حارت وطننا الفلسطيني الحبيب ، ومن بين أزقة وشوارع مخيم البريج وسط قطاع غزة ، وفي يوم وافر الحظ والسعادة ، وبالتحديد بتاريخ 14-8-1973 ، كانت عائلة المواطن عبد الهادي موسى البطران على موعد مع ميلاد بطل من أبطال الإسلام العظيم ، ابنها عيسى ، الذي استطاع أن يحفر لنفسه اسما ورقما في تاريخ النضال الفلسطيني .
نشأ شهيدنا القائد عيسى في أحضان أسرة ملتزمة بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ، تقطن بالقرب من مسجد البريج الكبير ، تربي أبنائها على حلقات القرآن الكريم وموائد الذكر الحكيم في هذا المسجد ، وتحرص على تعليمهم الجهاد في سبيل الله ، تعود في جذورها إلى بلدة فالوجا المحتلة عام 1948 .
نشأ شهيدنا القائد عيسى في أحضان أسرة ملتزمة بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ، تقطن بالقرب من مسجد البريج الكبير ، تربي أبنائها على حلقات القرآن الكريم وموائد الذكر الحكيم في هذا المسجد ، وتحرص على تعليمهم الجهاد في سبيل الله ، تعود في جذورها إلى بلدة فالوجا المحتلة عام 1948 .
الدراسة والتعليم
كغيره من أبناء هذا الشعب العظيم ، تلقي شهيدنا أبو بلال تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس وكالة الغوث " الأونروا " بمخيم البريج ، وأكمل تعليمه الثانوي في مدرسة خالد بن الوليد الثانوية بمخيم النصيرات ، ليلتحق بعدها في مركز تدريب غزة _صناعة الوكالة_ ، وليتخرج منها بتخصص حدادة ، ثم يوفقه الله للعمل مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في أحد مدارس الوسطى .
ونظرا لحبه رحمه الله للعلم والتعلم ، التحق بجامعة القدس المفتوحة ليكمل تعليمه الجامعي ، وأثناء عمله بوكالة الغوث ، وبعد قصف منزله خلال الحرب ، وإصابته بعد الحرب بعدة شهور في مهمة جهادية ، جاءه إخطار من وكالة الغوث بفصله من عمله ، نتيجة انضمامه وعمله ضمن كتائب القسام ، فاحتسب أبو بلال هذا العمل عند الله ، وظل مواصلا طريق الجهاد والمقاومة ، حتى أكرمه الله بالشهادة قبل أن ينهي تعليمه الجامعي ، لينال بذلك أعظم شهادة عند الله عز وجل .
ونظرا لحبه رحمه الله للعلم والتعلم ، التحق بجامعة القدس المفتوحة ليكمل تعليمه الجامعي ، وأثناء عمله بوكالة الغوث ، وبعد قصف منزله خلال الحرب ، وإصابته بعد الحرب بعدة شهور في مهمة جهادية ، جاءه إخطار من وكالة الغوث بفصله من عمله ، نتيجة انضمامه وعمله ضمن كتائب القسام ، فاحتسب أبو بلال هذا العمل عند الله ، وظل مواصلا طريق الجهاد والمقاومة ، حتى أكرمه الله بالشهادة قبل أن ينهي تعليمه الجامعي ، لينال بذلك أعظم شهادة عند الله عز وجل .
بين أهله ومحبيه
هي صفات أهل الله وخاصته ، وهي أخلاق العظماء الذين علموا أنهم راحلين عن هذه الدنيا ، فحرصوا على ترك بصمة طيبة لهم في كل مكان ، فكان لهم ما حرصوا وما أرادوا .
تميز أبو بلال منذ صغره بحبه الكبير لوالديه وإخوته وأخواته ، فبرغم الجراح النازفة باستمرار التي كانت تملأ قلبه العامر بالإيمان ، إلا أن كان علاجا ودواء لمن في قلبه جروح ، فإذا أراد طفله البكاء ركد إلى حضن أبيه الدافئ ، وإذا شعرت زوجته بالعناء وجدت به السكن والملجأ والدواء ، فكان بحق أهل للحنان والأمان ، العابد الذي يجمع زوجته وأبنائه لقراءة القرآن ولذكر الله ، ربى أبناءه من اللحظة الأولى على الجهاد والقوة والحزم .
وبهذا الصدد تقول زوجته الثانية ، التي تزوجها بعد حرب غزة بفترة " لعل من عاش مع الشهيد يوما لمس معنى الكرم ، ووجد به الأخلاق الكريمة ، والحنان والقوة والمرح والجد ، والتفاؤل والأمل بوعد الله ، حيث أنني لم أعش معه سوى عام وشهرين ، تعلمت خلالها الكثير الكثير عن الصبر ، وعشت معه أصعب ليالي عمره ، رغم ذلك لم يشعرني إلا بالأمل والتفاؤل والصبر ، والناظر إلى جنازته رحمه الله ، يلتمس مدى قوة العلاقة الاجتماعية بينه وبين الأقارب والمخيم ، لا بل كل المنطقة الوسطى وكل قطاعنا الحبيب ، فقد كان نعم الزوج والصديق والجار والأخ والرفيق والابن ، فالحمد لله كان أصغر إخوته سنا ، إلا أنهم تعلموا منه الكثير ، وكان مرضيا جدا من والدته ووالده قبل وفاتهما ، فقد كان رحمه الله دائم الترديد عندما تذكر سيرة زوجته وأبنائه " هم في الجنة اللهم اجمعني بهم في جنتك ، لكن الحياة ما زالت موجودة ، ولا بد أن نستغل الدقائق في العمل في سبيل الله " فقد كان يحمل على عاتقه استرجاع الأقصى ، وتطوير الأسلحة ، فعمل من أجل ذلك ، وارتقى شهيدا وقدم التضحيات الكثيرة في سبيل ذلك .
تميز أبو بلال منذ صغره بحبه الكبير لوالديه وإخوته وأخواته ، فبرغم الجراح النازفة باستمرار التي كانت تملأ قلبه العامر بالإيمان ، إلا أن كان علاجا ودواء لمن في قلبه جروح ، فإذا أراد طفله البكاء ركد إلى حضن أبيه الدافئ ، وإذا شعرت زوجته بالعناء وجدت به السكن والملجأ والدواء ، فكان بحق أهل للحنان والأمان ، العابد الذي يجمع زوجته وأبنائه لقراءة القرآن ولذكر الله ، ربى أبناءه من اللحظة الأولى على الجهاد والقوة والحزم .
وبهذا الصدد تقول زوجته الثانية ، التي تزوجها بعد حرب غزة بفترة " لعل من عاش مع الشهيد يوما لمس معنى الكرم ، ووجد به الأخلاق الكريمة ، والحنان والقوة والمرح والجد ، والتفاؤل والأمل بوعد الله ، حيث أنني لم أعش معه سوى عام وشهرين ، تعلمت خلالها الكثير الكثير عن الصبر ، وعشت معه أصعب ليالي عمره ، رغم ذلك لم يشعرني إلا بالأمل والتفاؤل والصبر ، والناظر إلى جنازته رحمه الله ، يلتمس مدى قوة العلاقة الاجتماعية بينه وبين الأقارب والمخيم ، لا بل كل المنطقة الوسطى وكل قطاعنا الحبيب ، فقد كان نعم الزوج والصديق والجار والأخ والرفيق والابن ، فالحمد لله كان أصغر إخوته سنا ، إلا أنهم تعلموا منه الكثير ، وكان مرضيا جدا من والدته ووالده قبل وفاتهما ، فقد كان رحمه الله دائم الترديد عندما تذكر سيرة زوجته وأبنائه " هم في الجنة اللهم اجمعني بهم في جنتك ، لكن الحياة ما زالت موجودة ، ولا بد أن نستغل الدقائق في العمل في سبيل الله " فقد كان يحمل على عاتقه استرجاع الأقصى ، وتطوير الأسلحة ، فعمل من أجل ذلك ، وارتقى شهيدا وقدم التضحيات الكثيرة في سبيل ذلك .
في المسجد الكبير
لم يكن لرجل فذ مثل أبو بلال ، لينشأ ويترعرع في غير مسجد البريج الكبير ، من خرج القادة الكبار ، والرجال الأفذاذ ، ومن حمل مسؤولية تخريج المجاهدين الذين باتوا يملئون أرجاء المخيم أمنا وأمانا ، فقد نشأ رحمه الله في هذا المسجد ، وترعرع في حلقات تحفيظ القرآن الكريم به ، وشارك في مختلف نشاطاته الدعوية والثقافية ، وتعرف من خلالها على رفقة الجهاد والاستشهاد ، فكان منهم ياسر طه ، ومحمود عيسى ، ورياض أبو زيد ، وعبد الناصر أبو شوقة ، وعبد الله عقل ، والقائد الكبير إبراهيم المقادمة ، وجميعهم سبقوه إلى الجنة شهداء في سبيل الله وحده .
من الصف الأول
حظي شهيدنا عيسى على شرف السبق في الانضمام إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس ، وذلك عام 1989 ، حيث كان من النواة الأولى لحركة حماس في مسجد البريج الكبير ، وكان من أكثر الشباب الفاعلين والناشطين ضمن صفوف هذه الحركة ، فبرغم الحالة الأمنية الصعبة والاعتقالات الكثيرة ، إلا أنه صمم على أن يكون له شرف العمل ضمن راية هذه الحركة .
وبعد فترة وجيزة من انضمامه لحركة حماس ، التحق رحمه الله بركب جماعة الإخوان المسلمين ، حيث تتلمذ على يد القادة الكبار ، ونهل من علومهم الشرعية الخير الوفير ، وتجهز ورفاقه لمعركة الدفاع عن فلسطين ، بعدما وعي فصول المؤامرة التي تحاك ضد مشروعنا الإسلامي العظيم .
وبعد فترة وجيزة من انضمامه لحركة حماس ، التحق رحمه الله بركب جماعة الإخوان المسلمين ، حيث تتلمذ على يد القادة الكبار ، ونهل من علومهم الشرعية الخير الوفير ، وتجهز ورفاقه لمعركة الدفاع عن فلسطين ، بعدما وعي فصول المؤامرة التي تحاك ضد مشروعنا الإسلامي العظيم .
مع كتائب القسام
مثلما حظي شهيدنا القائد عيسى بشرف السبق في الانضمام لحركة حماس ، حظي أيضا بشرف السبق في الانضمام لكتائب القسام ، فقد عمل بخلية الشهيد القائد ياسر طه عام 1994 ، وجاهدا معا في قتل أعداء الله اليهود ، إلى أن ضربت هذه الخلية عام 1996 ، غير أنهما لم يبدلا أي تبديل ، بل صمما على مواصلة الجهاد والمقاومة ، فعمل رحمه الله مجاهدا في شتى الميادين ، ورابط على كل الثغور ، وواجه المحتل في كل مكان تسنى له ذلك ، ورافق القادة الشهداء في مختلف محطات حياته ، فسبقوه نحو الجنان ، غير انه صمم على اللحاق بركبهم فكان له ما أراد .
ونظرا لتخصص شهيدنا بالحدادة ، ولفطانة عقله ، ورجاحة قوله ورأيه ، اختارته قيادة القسام للعمل ضمن وحدة التصنيع ، فعمل بها بكل جد وإخلاص ، وكان له شرف تصنيع القنابل والعبوات والصورايخ وغيرها من الصناعات القسامية التي أرقت ولا تزال تلقن الاحتلال دروسا في الجهاد والمقاومة .
ومن أبرز المحطات الجهادية التي تعرض لها أبو بلال :
-من الرعيل الأول لكتائب القسام ، ورفيق القادة الشهداء .
-الرباط على ثغور مخيم البريج والمحافظة الوسطى .
-المطاردة من قبل السلطة والاحتلال الصهيوني .
-المشاركة الفاعلة والقوية في وحدة التصنيع القسامية .
-التصدي للاجتياحات الصهيونية المتكررة لمخيم البريج والمحافظة الوسطى .
-زرع العبوات الناسفة لآليات الاحتلال على الخط الشرقي الزائل بإذن الله ، وبالقرب من محررة نتساريم .
-المشاركة في حفر عدد من الأنفاق القسامية .
-تصنيع المعدات اللازمة للمجاهدين في عمليات الحفر وغيرها .
-تأسيس المكتب الإعلامي لكتائب القسام بمخيم البريج .
ومن أبرز المحطات الجهادية التي تعرض لها أبو بلال :
-من الرعيل الأول لكتائب القسام ، ورفيق القادة الشهداء .
-الرباط على ثغور مخيم البريج والمحافظة الوسطى .
-المطاردة من قبل السلطة والاحتلال الصهيوني .
-المشاركة الفاعلة والقوية في وحدة التصنيع القسامية .
-التصدي للاجتياحات الصهيونية المتكررة لمخيم البريج والمحافظة الوسطى .
-زرع العبوات الناسفة لآليات الاحتلال على الخط الشرقي الزائل بإذن الله ، وبالقرب من محررة نتساريم .
-المشاركة في حفر عدد من الأنفاق القسامية .
-تصنيع المعدات اللازمة للمجاهدين في عمليات الحفر وغيرها .
-تأسيس المكتب الإعلامي لكتائب القسام بمخيم البريج .
حياة صعبة
منذ اللحظة الأولى لعمل شهيدنا القائد بكتائب القسام وهو يتعرض لمحن وابتلاءات كثيرة جدا ، وزادت حدتها بعد عمله بوحدة التصنيع القسامية ، فقد تعرض خلال هذه الفترة لأربعة محاولات اغتيال فاشلة خلال تواجده بمناطق التصنيع ، وتعرض أيضا لقصف منزله واستشهاد زوجته وأبنائه خلال معركة الفرقان ، وتعرض لإصابة في بطنه خلال مهمة جهادية بعد حرب غزة ، وبعدها بفترة وجيزة تعرض لإصابة أخرى خلال عملية جهادية أخرى بترت على إثرها يده اليسرى ، ونتيجة لنشاطه مع كتائب القسام ، قامت وكالة الغوث بفصله من عمله مدرس في إحدى المدارس ، غير أنه رحمه الله اختار لنفسه الصبر والثبات وتحمل المحن والابتلاءات ، متمثلا بقوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " .
يوم الشهادة
في يوم استشهاده رحمه الله ، وفي ساعات الصباح الباكر ، وبعد استيقاظه من نومه ، جلس ينظر في صورة زوجته وأولاده الخمسة الشهداء ، وأخذ يبكي ويبتسم في نفس الوقت ، وكأنه يعلم أن اللقاء قد اقترب ، ثم ذهب إلى صلاة الجمعة ، وبعدها ذهب إلى الجلوس في أرضه شرق مخيم النصيرات ، ومع ساعات المساء ، وبالتحديد في تمام الثانية عشر بعد منتصف الليل ، قصف طائرات الاحتلال قطعة الأرض المتواجد بها ، ليرتقي أبو بلال شهيدا إلى الله ليلة السبت الموافق 31-7-2010 ، بعد تاريخ جهادي مشرف ، وتضحيات جسام ، وصبر أسطوري ، ليحين لهذا الجسد الطاهر ، والجسد الطيب المبارك ، أن يستريح ويهدأ ويركن إلى حيث جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، حيث يجتمع الأحبة بعد فراق طويل ، ووصال عميق .
فرحمك الله يا أبو بلال ، عشت بطلا ، ومت شهيدا ، وجمعنا بكل في مستقر رحمته
صور الشهيد القائد عيسى البطران
الشهيد القائد عيسى البطران
الشهيد القائد عيسى البطران
الشهيد القائد عيسى البطران
الشهيد القائد عيسى البطران
الشهيد القائد عيسى البطران
الشهيد القائد عيسى البطران
الشهيد القائد عيسى البطران
الشهيد القائد البطران بصحبة أحد أطفاله الذين استشهدوا في معركة الفرقان
الشهيد القائد عيسى البطران
الشهيد القائد البطران بعد أن فقد ساعده في إحدى المهمات الجهادية
الشهيد القائد البطران بعد أن فقد ساعده في إحدى المهمات الجهادية
الشهيد القائد البطران بعد أن فقد ساعده في إحدى المهمات الجهادية
الشهيد القائد البطران بعد أن فقد ساعده في إحدى المهمات الجهادية