بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أشقائي ورحمة الله تعالى وبركاته
التقي معكم اليوم في موضوع جديد ... الحرب الذهنية .... ولا بد لي من القول هنا
أنني لست خبيرا بها ... ولكنني مطلع على بعض أمورها ووجدت أن القي ما عندي
بين أيديكم الكريمة لننهل معا من نبع المعرفة العلمية وتوظيفها في خدمة منتدانا
ورواده الكرام ....
الحرب الذهنية .... نوع من أنواع الحروب الموجهة التي تستهدف العقل البشري ....
فهي تهاجمه دونما أن يشعر بها الكثير منا .. حرب خفية ... طويلة المدى تستهدف
الحد من قدرات الإنسان الذهنية والعقلية .. وتحصر تفكيره في اتجاه واحد ... محدد
سلفا من قبل العدو ....وهي تعتمد اعتمادا كبيرا على وسائل الإعلام المرئية
والسمعية ....وتبدأ معنا مسيرة حياتنا منذ الصغر ... وكلما مضى الوقت ... زادت
شراسة هذه الحرب .. وتعددت أدواتها ... وزاد تأثيرها السلبي على أجيالنا والنتيجة
... محدودية في الأداء البشري في مجتمعاتنا ... قلة الإنتاج وانخفاض مستواه بشكل
عام .. انحدار القيم الإنسانية السوية والتي فطرنا عليها ربنا تبارك وتعالى ....إذا
هي حرب تستهدف الإنسان من الداخل .. وتحاول تسير عقله بشكل خفي غير
محسوس ... وهي احد التطبيقات الهامة لعلم (الباراسايكولوجي) ..أي علم ما وراء
الطبيعة أو علم ( الطبيعة الخفية ) .... هل من تفاصيل !!!!!
نعم بكل تأكيد .. ولنبدأ معا أعزائي دون تأخير ....
يعد التلفاز الأداة الأكثر تأثيرا في هذه الحرب ... فكل ما يذاع تقريبا يستهدف العقل
دون وعي ... المسلسلات التي تفوق حلقاتها ال100 ... هي مسلسلات تهتم
بالعلاقات بين الرجل والمرأة بشكل فاضح ... خيانات .. خوف ..قلق .. حب
(جنسي) ... غيبة ونميمة ... مؤامرات .. ودسائس .. وتصل في بعضها إلى (القتل )
نجم ونجمة محبوبان ... يقومان بدور البطولة ...ومعظم الضحايا من النساء
المسكينات ... حتى لو لم يعجبك المسلسل في البداية .. فانه يعاد عليك مرة أخرى ..
لعلك تعجب بإحداهن .. أو تعجب نسائنا بأحدهم ... تبدأ تفكر بشكل لا واعي بما
يمكن أن تفعله مع نجمتك المفضلة .. وتبدأ بالمقارنة ... وبكل تأكيد فان نسائنا
سيقمن بذلك وبشكل لا واعي كذلك ... تسببت هذه المسلسلات في حالات طلاق
كثيرة في وطننا العربي .. ووصلت في بعض الحالات إلى القتل .. وهنا نجد أن
العدو وصل إلى ما يريد دون إهدار قطرة دم واحدة .... لقد وظف مجموعة من
العناصر المدربة لتوصل إليك فكرة مدمرة واحدة ... وهم يعرفون تماما طبيعة
العقل البشري ويعرفون انه سيكمل المهمة دون إدراك منه .. فتتحطم الأسرة ويتم
التفكك الاجتماعي والذي نصل معه إلى مرحلة العجز الكامل عن مواجهة أي تحدي
على مستوى الأمة بالكامل ... لقد عمل العدو على إفشاء هذا النوع من الحرب بعد
دراسات معمقة على العقل البشري والقدرة الذهنية بشكل عام ولكنه يركز على
العالمين الإسلامي والعربي لأنه العالم الوحيد القادر على إيقاف الزحف القادم
والمدمر ..... الأفلام الإباحية .... أداة أخرى تفتك بالمجتمع بالكامل فالشاب والفتاة
في سن المراهقة .. وخصوصا في مرحلتها الأولى لا يدركون أي معنى للجنس
وبشكل عفوي يبدأ شبابنا الصغار باكتشاف ذلك العالم الغامض المحفوف بالشهوة
العارمة .. واللذة التي لم يسبق أن تعرفوا عليها .. وهنا يقعون في شرك تلك الأداة
المحطمة وبدلا من التركيز على العلم والفن والأدب ... والتوجه إلى الدين .. تأخذ
تلك الأفلام الشباب بعيدا عن الطريق وتحصر تفكيره لوقت طويل في اتجاه واحد
ووحيد ... والبقية معروفة لحضراتكم .. الوصول إلى العلاقات المحرمة والانغماس
بها أكثر .. والوصل إلى شخصية بدائية لا تعرف من الحياة أكثر من الأكل ..
والشرب .. والنوم .. والجنس
ويتوقف عند هذه النقطة الإبداع الإنساني .. وحب المعرفة الغريزي في الإنسان ...
بسبب بعض الإفرازات الناتجة عن الكم الهائل من الصور الذهنية التي تتكون في
عقل الشاب أو الشابة ... أضف إلى هذا طبيعة العرب .. وطبيعة الطعام المتوفر في
منطقتنا العربية .. والتي تتميز بعدة أطعمة تفعل مفعولها بشكل طبيعي ..
الأغاني : أداة أخرى من أدوات العدو .. وهي تشكل ظاهرة مزعجة للدماغ بسبب
التكرار بشكل كبير .. إن أردت أن تقنع شخصا ما بأي أمر فما عليك إلا أن تكرر
الموضوع عليه مرارا وتكرارا حتى يتقبله .. ( واحد من قوانين العقل الباطن )
إضافة إلى كمية الحزن في بعض الأغاني .. والتي تستهدف العلاقات الفاشلة لشاب
لم يوفق في خطبة من أحب .. أو شابة تتمنى الارتباط بفارس أحلامها ... مثلا فيبدأ
العقل الباطن بالتفكير في الحبيب الغائب .. ويبدأ بإرسال إشارات حزينة إلى كل
أنحاء الجسم .. فترى الإنسان ذابلا .. محطما .. لا يقوى على شيء .. متشائم ..
وبالتالي يحصل نزيف كبير في الطاقة الحيوية لدى الإنسان ... ومن الناحية العملية
فقد خرج ذلك الإنسان من ( مسرح المعركة ) التي ترمي إلى بناء مجتمع قوي
ومتماسك قادر على تطوير نفسه واتخاذ قراراته بنفسه وانتخاب قادته بنفسه ... هنا
يتم تحييد عدد كبير من أبنائنا من المعركة ومرة أخرى دون أي ثمن يذكر .. مجرد
شاعر بارع ... مؤلف مبدع .... وملحن موهوب .. ومطرب محبوب .. ويتم النصر
الذي لا هزيمة فيه ... لماذا يكرم المطربون .. والملحنون .. والشعراء ... بأجمل
الجوائز .. وتفتح لهم الأفاق !!!!!!!!!!!!
بينما يتم التضييق على العلماء .. والمبتكرون .. والمهندسون !!!!
الجواب متروك لكم أعزائي .....
الأفلام ..... عملاق آخر من عمالقة العدو ... هوليوود ( الغابة المسحورة )
من منا لا يعرفها .. اكبر مؤسسة للأفلام الأمريكية والعالمية على حد سواء !!!!
ترى لماذا اختاروا ذلك الاسم !!! لأنهم بالتأكيد يعنون ما يقولون ( الغابة المقدسة
) ومما لا شك فيه أنهم يقصدون ( المسحورة أو الساحرة لأنهم يقدسون السحر
الأسود
تعريف السحر باللغة العربية .. يعني تزيف الحقيقة .. وإظهار الشيء على غير
حقيقته وواقعه ... تزييف وكذب وخداع .. غابة من الأفلام التي لا تعد ولا تحصى
وهدفها الأول عقولنا وأذهاننا وتصوروا أنهم يأخذون أموالنا مع أذهاننا أيضا
تخاطب تلك الأفلام شريحة واسعة من العقول ... بدءا بالعقول الحالمة والخيالية ..
مرورا بالعقول المتزنة والواقعية .. وانتهاء بمن لا عقل له
أفلام الخيال العلمي .. حروب ضد مخلوقات فضائية تريد غزو الأرض ... يتحالف
الجميع ضدها .. ويكون النصر لنا في النهاية .. تصوروا نتحالف مع أعدائنا ..
ونساعدهم على الانتصار وهم الذين قاتلونا عقودا طويلة ولا يزالون ...والمحصلة
النهائية طبعا أنهم يعودون إلى حياتهم ونعود نحن إلى الجحيم الذي نسميه واقع
قصص حب وغرام .. أفلام على العصابات والمخدرات والمافيا ...كلها تحديد
للعقول ونوعية الأفكار التي تقودنا إلى الهزيمة بشكل مباشر ودونما إنذار
أفلام الكارتون .... شخصيات خيالية ... مقاتلون آليون يذهب معهم الطفل بعيدا فيبدأ
خياله الخصب والواسع بالإيحاء له بأنه بطل وقادر على الانتصار على كل الأشرار
ولكنه في الواقع عندما يكبر سيواجه جنودا للعدو ( بشر) وهنا سيكون الهدف مختلف
ولن يؤدي ذلك الشاب الذي كان ( طفلا ) واجبه بشكل جيد على الأقل من الناحية
النفسية
القنوات الفضائية الموجهة .. ورغم أنني معجب بإحداها كثيرا .. واعتذر عن ذكر
اسمها .. إلا أنني لاحظت أنها قناة في غاية البشاعة والقبح .. وتعتمد ساستها على
إغراق العقل البشري بأجواء ومعلومات تدعوا إلى التصور بان العالم من حولنا
ينهار في كل لحظة وان تلك اللحظة هي الأخيرة أو ربما قبل الأخيرة .. قبل فترة
قامت تلك القناة بعرض فلم وثائقي يشرح كيف أن مصادر المياه تقل بشكل مستمر
وخطير .. وان العالم سيواجه المأساة التي لا يمكن الفرار منها بعدة سنوات قليلة
أحسست وانأ أشاهد الفلم بأنني عطش جدا فقمت وشربت كوبا من الماء و أنا انظر
إليه وأقول في نفسي هل يمكن أن نقد هذا الماء في غضون سنوات قليلة ؟؟!!!
ثم تعوذت بالله من الشيطان الرجيم وبدأت أفكر في توجه هذه القناة .. ومثلها كثير في
عالم اليوم ... تقدم إلينا الأخبار بطريقة تحس معها أنها النهاية وان لا مفر .... مع
ذلك الكم الهائل من المعلومات بالإضافة إلى طبيعة الذهن البشري الذي يطلق مع كل
يوم ما يقارب ( 80 ألف ) فكرة .. يكون حوالي 60% منها سلبي بطبيعتها ..
يحاول العدو القضاء على النسبة المتبقية من الأفكار الايجابية في الذهن لتصل إلى ما
يقارب 85 % إلى 95 % ومع تلك النسبة المرتفعة لا يوجد فرصة لصناعة جيل
قادر على التفكير بشكل صحيح ومنطقي وإبداعي ... ناهيك عن القتال في ساحة
المعركة ...
بعد هذه النبذة المختصرة والعامة عن الحرب الذهنية ... هل هناك من حلول ... هل
نمتلك أدوات مضادة ... ؟؟!!! أم أنها النهاية وما علينا إلا الاستسلام لقدرنا المكتوب
؟؟!!!
هل يمكننا أن نشن حربا ذهنية مضادة !!!! وكيف
هذه الأسئلة أجيبكم عنها في اللقاء القادم بعون الله تعالى فإلى ذلك الحين
أدامكم الله بعز لا ينقطع ... وأراح بالكم من كل سوء وهم