بسم الله الرحمن الرحيم
هل أتى دور روسيا لتسرق أصدقاء الولايات المتحدة ؟؟؟
بالأمس القريب ... رأينا كيف سلبت أمريكا حلفاء روسيا ورفاقها في فلك الاتحاد السوفيتي واحدا
واحدا ... حيث لم يعرف أحفاد ستالين ما الذي يتوجب عليهم القيام به لينجوا بأنفسهم حين ذاك
تدحرج الدب الروسي وقتها طويلا ... واستقر في القعر .... وطار النسر الأمريكي زاهيا بنصره
الذي لم يكن يصدق انه سيحرزه دون دماء .
وبات ذلك النسر يعربد يمنة ويسرة ... ولم يعد يرى أحدا أمامه .... ولكن الزمن كفيل بتغيير
الحال ... ومع قليل من الإرادة وكثير من الصبر والعمل تتغير الأمور ... وهذا ما حدث في
موسكو .. حيث :
جلب جهاز ال k g b) ) رجله القوي ( فلاديمير بوتين ) إلى السلطة .. مع قليل من المناورة
والمداهنة ... وكثير من الخبث ... والدهاء ... وبخطوات ثابتة وواثقة ..تمكن (الكرملن )من بسط
السيطرة من جديد على مجريات الأمور في روسيا .. وخصوصا بعد تأمين شركات النفط التي
استولى عليا بعض اليهود في غفلة من الزمن الروسي الذي لم يستغرق طويل وقت تمكن الدب من العودة من
جديد للساحة الدولية رغم انه لم يستعد كل عافيته بعد ... ومن الطبيعي أن تسعى الولايات
المتحدة إلى استخدام نفس التكتيك ... ( الانتصار دون حرب ) مع دب بات على ما يبدو اخطر
من ذي قبل بعد ما تمكن من العودة بأعجوبة .... فما كان من ( أمريكا ... وربيبتها إسرائيل )
إلا أن قاما بتسليح القزم الجو رجي ... في خطوة تكتيكية تهدف إلى جس النبض الروسي
ودراسة ردة الفعل العسكرية والإستراتيجية لروسيا ... كان فخ أرادوا إيقاع روسيا به كما فعلو
بالعراق ....( من حيث المبدأ ) ... وهنا كانت نقطة التحول الكبيرة ... كانت النتيجة تحطيم
جورجيا بشكل واضح وكسر لكبرياء الأمريكي ... وفضح الدور الإسرائيلي في تسليح جورجيا
ومع تصاعد الزمجرة الروسية والتحرك نحو العاصمة الجورجية وحصار قواتها
والبدء بإبادتها بشكل منظم ... حدث ما لم يكن متوقع .... من وجهة نظري على الأقل
دخلت فرنسا وألمانيا على الخط لتهدئة الغضب الروسي المتصاعد والذي وصل إلى حد التهديد
غير المباشر بحرب كبرى تبدأ في جورجيا وتنتهي في أوروبا الغربية .. أدرك الجميع أن هناك
أزمة حقيقية ..... فالغرب لا يستطيع ترك الروس يجتاحون جورجيا .... لاعتبارات سياسية
وإستراتيجية ولا يمكنه التدخل بشكل مباشر لان ذلك يعني شيئا واحدا ... التدمير المتبادل بكل ما
تعنيه الكلمة من معنى ... فما كان من الرئيس الفرنسي .. والمستشارة الألمانية إلا أن قاما بجهود
مكثفة للتوصل إلى انسحاب روسي من الأراضي الجورجية ... والتصول إلى حل
وعلى ما يبدو فان درة الفعل الأمريكية المحدودة لإدارة الرئيس الأمريكي السابق (جورج بوش)
قد حملت كل من فرنسا وألمانيا على التفكير في مغزى ما حدث ..... هل كان بوش وإدارته
يخططون لتوريط أوربا مع روسيا وبث الخوف والهلع من الدب الروسي بهدف حشد الصفوف
مرة أخرى وتحقيق مكاسب إستراتيجية ومالية مهمة على حساب القارة العجوز ؟؟!!
هل كان الهدف دفع أوروبا إلى تبنى الدرع الصاروخية الجديدة ؟؟؟ لقد قسم الخبراء
الإستراتيجيون الأمريكيون الجبهة مع الاتحاد السوفيتي السابق إلى ثلاث جبهات للمواجهة
الجبهة الشرقية ... ( اليابان ) الجبهة الجنوبية ( الشرق الأوسط ) .. والجبهة الغربية ( أوروبا )
في هذه الفترة نلاحظ أن اليابان تحولت لمواجهة الصين ( التنين القادم ) ... أما الشرق الأوسط
فيشهد سجالا بين الطرفين ... فاحتلال العراق وأفغانستان من قبل أمريكا ودعم روسيا للمقاومة
في تلك الدول بالإضافة إلى الصين عقد المسألة وجعل الكفة متوازنة تقريبا ... ولتحقيق اختراق
ما في الطريق إلى موسكو .. لا بد من تحريك الوضع على الجبهة الغربية لروسيا .. وكان غباء
الرئيس الجورجي ( ساكشفيلي ) كفيلا بتحقيق تلك الخطة بمنتهى السهولة في مرحلها الأولى
إلا أن قياصرة ( الكرملن ) كانوا بالمرصاد .... بل وكادوا يقلبون الطاولة على من أعدها .. ومن
هنا تنبهت فرنسا وألمانيا لخطورة البقاء في فلك دولة لا تمانع بتعريض حلفائها ( المفترضين )
للخطر في سبيل تحقيق مصالحها .. ولا بماذا تفسرون أيها السادة التقارب الفرنسي الألماني من
جهة مع روسيا من جهة أخرى ولماذا تصر أمريكا على تركيب مكونات الدرع الجديدة رغم
التهديد الروسي المستمر .... لماذا تبيع فرنسا سفن مع نقل التكنولوجيا إلى روسيا .. إذا كانت
فرنسا تعتبر روسيا مصدر تهديد !!!! بل من يقول أن فرنسا في هذه الحالة لا تحاول أن توازن
بين روسيا وأمريكا بما تنقله من تكنولوجيا متطورة إلى روسيا أو على الأقل تقليل الفجوة
التكنولوجية بين الجانبين ..... والجميع يعلم أن التعاون الفرنسي – الألماني كبير للغاية ولا يمكن
أن تكون ألمانيا بعيد عن التحركات الفرنسية تجاه روسيا .... والدليل ... تلك الطرود المفخخة
التي وصلت مكتب المستشارة ( أنجيلا ميركل ) وقبلها مكتب الرئيس (ساركوزي) .... ولا
يختلف معي الكثيرون على أن القاعدة تعمل جنبا إلى جنب مع ال (c i a ) .. ولا أفسر ما
جرى إلا على انه رسالة تحذيرية لكلا القائدين الأوربيين ( مفادها ) لا تتجاوزا الخطوط
الحمراء .... ولا تخرجوا عن فلكنا .. وإلا كانت النتيجة ... توجه ( مجاهدي القاعدة إلى بلاد
الصليبيين ) والجهاد حتى الوصول إلى الدانيمارك ... والاقتصاص ممن رسموا الرسوم المسيئة
إلى شخص النبي الكريم (محمد صلوات ربي وسلامه عليه )
السؤال الكبير هو هل ستذعن أوروبا لأمريكا ..؟؟؟ أم أنها ستتحول إلى فلك روسيا القادرة على
قلب ليل أوروبا إلى نهار ....؟؟!!!! معادلة صعبة .. سيكون على صانعي القرار أن يحسبوها
جيدا لان زمن الهدوء ولى بدأ عهد مواجهة جديدة بين قياصرة موسكو وشيوخ واشنطن ... عهد
شعاره .. إكمال من تم البدء به قبل حوالي عشرين عام من الآن .
تقبلوا تحياتي .
التعديل الأخير: