محكمة لاهاي توافق على " حماية وتأمين " بوزاهر العربي
اتهم المواطن الجزائري بوزاهر العربي البالغ من العمر 53 سنة والمنحدر من ولاية خنشلة، المخابرات الإسرائيلية "الموساد" بملاحقته والتجسس عليه عن طريق أحد الأشخاص الذي تبين فيما بعد بأنه أحد المتورطين في قضية اغتيال "المبحوح".
ويضيف بوزاهر في تصريحه لـ"الشروق" أن هذا الكابوس الذي يعيشه يعتبر الثاني من نوعه بعد ذلك الذي عاشه في الثمانينيات من القرن الماضي من طرف المخابرات الفرنسية التي وضعته تحت المجهر بسبب قضية قديمة تعود إلى سنة 1987، حيث كان مقيما بفرنسا وبالضبط في منطقة "غرونوبل"، مشيرا إلى أن المخابرات الفرنسية اعتقلته بسبب الشبه الشديد الموجود بينه وبين جاسوس إيراني اسمه وحيد قورجي، مؤكدا على أنه تعرض للتعذيب خلال 90 ساعة، ثم أخلي سبيله، قبل أن يعتقل مجددا لمدة 48 ساعة ويخلى سبيله فيما بعد.
واستطرد محدثنا قائلا: "ما عشته من طرف المخابرات الفرنسية من تعذيب وتنكيل دفعاني بالعودة إلى أحضان بلادي خوفا على حياتي، لكن بعد أن هدأت الأمور قررت المطالبة بحقوقي، حيث رفعت دعوى قضائية في 5 أكتوبر 2009 أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، كما بعثت برسالة أخرى إلى نفس المحكمة لتوفير الحماية " - تحصلت الشروق على نسخ منهما - حيث تلقى ردا بالقبول .
ويواصل بوزاهر سرد حكايته المأساوية لـ"الشروق"، أنه فضل الركون للراحة في انتظار موعد محاكمته، حيث اختار قضاء عطلة في تونس أين: "طلبت من صديقة فرنسية قديمة أن تحجز لي في أحد الفنادق، لكن تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن، فالأجهزة الأمنية الفرنسية، التي تطلع على حجوزات رعاياها، وجدت أن هناك حجزا باسمي قامت به مواطنة ذات جنسية فرنسية، وتبعا لذلك قرّرت ملاحقتي ومطاردتي والتجسّس على تحركاتي من جديد، حيث أنه عندما وصلت إلى المركب السياحي الواقع بجزيرة "جرديس" الواقعة جنوب شرق تونس في خليج "قابس" لاحظت أن هناك شخصا يترصد تحركاتي رفقة إحدى السيدات وعندما تفطنت للأمر أردت أن آخذ صورا لهما لاستعمالها كدليل ضدهما، حيث طلبت من صديقتي الفرنسية التي كانت على دراية بأدق تفاصيل القضية كونها عاشت معي الكابوس أن تأخذ لي صورة بالقرب من المسبح، أين ظهر فيها الرجل والمرأة اللذان كانا يتتبعان كل تحركاتي، وفي نفس الوقت قمت بإخبار مدير المركب السياحي بحيثيات القضية والضغط الذي تعرضت له من طرف هؤلاء، وعندما باشر هذا الأخير في التحقيق تفاجأنا بعدم وجود أي أثر في الفندق ولا في جزيرة جربة لهما".
وعند انقضاء العطلة والعودة إلى الجزائر، يضيف محدثنا: "بينما كنت أتابع قضية اغتيال الناشط الفلسطيني، محمود المبحوح، على القنوات الفضائية، وقعت عيني على صورة أحد المتورطين المشتبهين في العملية، عادت بي الذاكرة إلى صورة الشخص، الذي كان يترصدني من فرنسا إلى تونس، وعليه أسرعت إلى تصفحي أرشيف الصور التي التقطتها في المركب السياحي بجربة، وتصوروا كيف كانت لحظة الخوف والذهول اللذان غمراني لحظتها، حيث اكتشفت أن الصورتين لنفس الرجل، وهو أحد عملاء جهاز الموساد الإسرائيلي، وملاحقتي كانت متعمدة في محاولة لتصفيتي جسديا، خوفا من تفجر قضية " قورجي وحيد " ، وهي قضية استخباراتية " فرنسية - إيرانية " تم التستر عليها في نهاية ثمانينيات القرن الماضي .
وأشار العربي بوزاهر، في ختام قوله؛ أن كل الوقائع تؤكد أن هناك جهات فرنسية استعانت بمرتزقة من الموساد لتتبع خطواته في تونس ومحاولة تصفيته لطي ملف قضية "قورجي وحيد"، وكذا طريقة تعذيبه من طرف المخابرات الفرنسية قبل حلول آجال موعد المحاكمة.
المصدر اضغط هنا