التاريخ يدين أصحابها..
قرارات خاطئة أهلكت أمماً
:bud[1]::bud[1]:
قرارات خاطئة أهلكت أمماً
:bud[1]::bud[1]:
جنود في الحرب العالمية 2..حيرة في اتخاد القرار المناسب
تتعلق الأفكار والعقائد العسكرية بطبيعة العصر الذي تظهر فيه، وبمدى تطوره وقد يكون من المستحيل استبعاد الخطأ استبعاداً كاملاً وقد يتسبب هذا الخطأ في إصدار قرارات إدارة الحرب التي تحدد مصير تقدير موقف الأعمال القتالية.
وليس هناك مجال من مجالات النشاط البشري يترك مكاناً فسيحاً لهذا الزائر الغريب كالحرب، فالأنسان الذي يجهل الحرب لا يمكن أن يعرف الصعوبات التي يتعرض لها كما لا يعرف ما تفعله العبقرية والقدرات الفكرية الخارقة المطلوبة من القائد في تسيير أمور الحرب، في غمرة المتاعب والمفاجاءات وقد ينخفض مستوى كل شي بسبب احتمالات عديدة ثانوية لا يمكن فحصها أو التحقق منها على الورق، حتى تظهر أثناء وبعد التنفيذ، ولقد ضم فن الحرب وقصص أدب الحرب أمثالاً لا نهاية لها عن أعمال الخداع والتضليل و الإخفاء والتمويه الذي يقصد به العدو، وميدان المعركة مفتوح لذكاء القادة في الطرفين وكل واحد من هؤلاء القادة لا يدري ما هو الخطأ الذي سيؤدي به إلى الكارثة التي تنتظره بل هناك قادة لديهم القدرة على التنبؤ بما يعده الطرف الآخر ولديه القدرة على فعل ورد الفعل، وقد يكون هناك قادة آخرين لديهم القدرة في كثير من الأحيان لمعالجة الأخطاء المكتشفة في الوقت المناسب، وأحياناً يتم اكتشاف الخطأ لذلك القرار الخاطئ بعد مضي الوقت مما يجعل معالجة ذلك أصعب وفي هذه الحالة يكون ثمن الخطأ باهظاً جداً. ومعظم تلك القرارات الخاطئة وقعت في الحروب العالمية الأولى والثانية، وقد استمرت تلك الأخطاء حتى جاءت التقنية الحديثة في وسائط الاستطلاع سواءً الجوي أو الأرضي والتي ساعدت على جمع المعلومات الضرورية عن العدو ومن خلال تلك المعلومات يتم التعرف على النوايا وحجم العدو واحتياطياته ووسائطه بما لا يدع مجالاً للخطأ في تقدير المواقف التعبوية سواءً العملياتية أو الاستراتيجية .
ولكن هناك سؤلاً دائماً يتبادر إلى الذهن: برغم من ذلك كله هل من القدرة والمستطاع تجنب الوقوع في الخطأ نهائياً؟
وهل أصبح بالإمكان حتى لو توفرت المعلومات الضرورية بعدم الوقوع في خطأ تفسير وتحليل هذه المعلومات أو فهمها؟.
فعندما نستمع إلى الإجابات على تلك التساؤلات قد تسمع الآتي
قد يكون من المحال استبعاد وقوع الخطأ نهائياً على الرغم من وجود التقنية الحديثة ورغم ذلك يبدو فهم القادة متجهاً دوماً إلى الوضوح واليقين وفكره يجذبه الشك في كثيراً من الأحيان. فلا بد من أن يشق الفهم العام للقائد الطريق عبر منعطفات وتعرجات وعبر الاستنتاجات المنطقية ليصل إلى قراره وهو واثق من نفسه وتراه في نفس الوقت يتخلى عن هذه الطريقة مفضلاً التأخر داخل مملكة الصدفة والحظ وتراه يرتع في مملكة الإمكانات ثم تأتي شجاعته مندفعة بدلاً من الانحناء للضرورة ويصدر قراره (أمره) المرتبط بالحظ أو الصدفة فقد يكون ناجحاً وقد يكون خاسراً أو مهلكاً. ومن هذا المنطلق سوف نورد عدداً من الأمثلة التي تحاكي نمط تلك القرارات الحاسمة في التاريخ المعاصر ومنها.
عملية اتخاد القرار هجوم ام تراجع امام القوات النازية
وليس هناك مجال من مجالات النشاط البشري يترك مكاناً فسيحاً لهذا الزائر الغريب كالحرب، فالأنسان الذي يجهل الحرب لا يمكن أن يعرف الصعوبات التي يتعرض لها كما لا يعرف ما تفعله العبقرية والقدرات الفكرية الخارقة المطلوبة من القائد في تسيير أمور الحرب، في غمرة المتاعب والمفاجاءات وقد ينخفض مستوى كل شي بسبب احتمالات عديدة ثانوية لا يمكن فحصها أو التحقق منها على الورق، حتى تظهر أثناء وبعد التنفيذ، ولقد ضم فن الحرب وقصص أدب الحرب أمثالاً لا نهاية لها عن أعمال الخداع والتضليل و الإخفاء والتمويه الذي يقصد به العدو، وميدان المعركة مفتوح لذكاء القادة في الطرفين وكل واحد من هؤلاء القادة لا يدري ما هو الخطأ الذي سيؤدي به إلى الكارثة التي تنتظره بل هناك قادة لديهم القدرة على التنبؤ بما يعده الطرف الآخر ولديه القدرة على فعل ورد الفعل، وقد يكون هناك قادة آخرين لديهم القدرة في كثير من الأحيان لمعالجة الأخطاء المكتشفة في الوقت المناسب، وأحياناً يتم اكتشاف الخطأ لذلك القرار الخاطئ بعد مضي الوقت مما يجعل معالجة ذلك أصعب وفي هذه الحالة يكون ثمن الخطأ باهظاً جداً. ومعظم تلك القرارات الخاطئة وقعت في الحروب العالمية الأولى والثانية، وقد استمرت تلك الأخطاء حتى جاءت التقنية الحديثة في وسائط الاستطلاع سواءً الجوي أو الأرضي والتي ساعدت على جمع المعلومات الضرورية عن العدو ومن خلال تلك المعلومات يتم التعرف على النوايا وحجم العدو واحتياطياته ووسائطه بما لا يدع مجالاً للخطأ في تقدير المواقف التعبوية سواءً العملياتية أو الاستراتيجية .
ولكن هناك سؤلاً دائماً يتبادر إلى الذهن: برغم من ذلك كله هل من القدرة والمستطاع تجنب الوقوع في الخطأ نهائياً؟
وهل أصبح بالإمكان حتى لو توفرت المعلومات الضرورية بعدم الوقوع في خطأ تفسير وتحليل هذه المعلومات أو فهمها؟.
فعندما نستمع إلى الإجابات على تلك التساؤلات قد تسمع الآتي
قد يكون من المحال استبعاد وقوع الخطأ نهائياً على الرغم من وجود التقنية الحديثة ورغم ذلك يبدو فهم القادة متجهاً دوماً إلى الوضوح واليقين وفكره يجذبه الشك في كثيراً من الأحيان. فلا بد من أن يشق الفهم العام للقائد الطريق عبر منعطفات وتعرجات وعبر الاستنتاجات المنطقية ليصل إلى قراره وهو واثق من نفسه وتراه في نفس الوقت يتخلى عن هذه الطريقة مفضلاً التأخر داخل مملكة الصدفة والحظ وتراه يرتع في مملكة الإمكانات ثم تأتي شجاعته مندفعة بدلاً من الانحناء للضرورة ويصدر قراره (أمره) المرتبط بالحظ أو الصدفة فقد يكون ناجحاً وقد يكون خاسراً أو مهلكاً. ومن هذا المنطلق سوف نورد عدداً من الأمثلة التي تحاكي نمط تلك القرارات الحاسمة في التاريخ المعاصر ومنها.
عملية اتخاد القرار هجوم ام تراجع امام القوات النازية
2– موقف قوات الحلفاء في الأردين ونتائجهـا
قام الحلفاء بإنزال قواتهم في النورماندي يوم 6 حزيران / يونيو 1944م وفي يوم 25 آب – أغسطس– استولت هذه القوات على العاصمة الفرنسية باريس وبعد ذلك بأسبوع تقريباً (يوم 3 أيلول– سبتمبر) استولت هذه القوات على العاصمة البلجيكية (بروكسل) وتم إرسال مجموعة جيوش الحلفاء الثلاثة التي تتمثل مجموعة الجيش 21 بقيــادة الجنــرال (مونتغومري) ومجموعة الجيش 12 بقيادة الجنرال (برادلي) ومجموعة الجيش 6 بقيادة الجنزال (ديغرز) التي واصلت اندفاعها وتقدمها نحو حدود ألمانيا، ولكن المقاومة الألمانية لم تضعف، وأنما أخذت شكلاً عنيفاً ومتصاعداً مما دفع الحلفاء لزج ثلاث فرق من المضـلين في معــركة (ألأُرنيم) الشهيرة حتى انتهت هذه المعركة بالفشل الذريع، تابع الحلفاء زحفهم بقوة في محاولة لكسب الوقت واقتحام حدود ألمانيا قبل فصل الشتاء، وبداء قادة قوات الحلفاء بمراجعة وتقويم الموقف القتالي لقواتهم وكان من نتائج تلك المراجعة أنها توافرت المعلومات الاستخبارية لدى القيادة العليا للحلفاء في مطلع شهر كانون الأول– ديسمبر 1944م بأن القيادة الألمانية العليا قد حشدت عشر فرق من دبابات البانزر وراء حوض الرور، بالإضافة الى إحدى عشرة فرقة مدرعة أخرى وست فرق من المشاة مقابل (الأردين) وظهر واضحاً أن حجم هذه القوات والقوى والوسائط القتالية هو أكبر بكثير مما كان يحتاجه القائد الألماني (فون رونشتد) للدفاع عن الجبهة، أو القيام بأعمال هجومية محدودة.
وعكفت القيادة العليا للحلفاء على دراسة الموقف وتقديره، فافترضت بأنه من المستحيل على جندي مجرب وله خبرته الواسعة في الحرب، أن يقدم على مغامرة غير مضمونة للزج بمثل هذه القوات الضخمة في هجوم غير مضمون النتائج .
وتجاهلت قيادة الحلفاء أن نظاماً دكتاتورياً فاشياً – مثل نظام هتلر– لا يكون للخبراء العسكريين فيه إلا دور استشاري لا أكثر من ذلك، وأن القرار الأول والأخير في التخطيط للأعمال القتالية وتنفيذها هو بيد القائد الأعلى هتلر وأن القائد العسكري (رونشتد) لا يستطيع رفض تنفيذ قرار اتخذه هتلر شخصياً، واستنادا إلى هذا التقويم، أنتشر الجيش الأمريكي الأول على جبهة تقدر بحوالي 185 كيلومتراً ثلثها من كتلة جبال الأردين، التي أعتبرت جبهة ثانوية في رأي القادة الميدانيين وكانت قوات الحلفاء العاملة على هذا القسم من الجبهة مكونة من أربع فرق، وكان على الفرق العشر الأخرى التابعة للفيلق الثامن أن تبقى مجتمعة لشن هجوم جديد قد حدد موعده بيوم 13 كانون الأول– ديسمبر– بإتجاه سدود حوض الرور الأعلى.
وكانت الفرق السبع التابعة للجيش الحادي عشر تنتشر على جبهةٍ 29 كم على حين كانت عشر فرق أخرى تنتشر على جبهةٍ عرضها 160 كم.
وكرر الحلفاء تجاهلهم مرة أخرى لمنطقة الأردين الاستراتيجية وذلك بناءً على ما كتبه الجنزال الأمريكي (برادلي) حيث قال (لن يجد الألمان في الأردين شيئاً يستحق الاهتمام).
وكان أسوأها في الأمر هو أن الفرق الأربع التي انتشرت على جبهةٍ عرضها 120 كم مواجهة للأردين ومن ضمن تلك القوات فرقتين منهكتين بأسباب ما نزل بهما من خسائر خلال المعارك السابقة، أما الفرقتان المتبقيتان من الأربع الفرق فكانت لا تملك الخبرة القتالية الكبيرة.
قام الحلفاء بإنزال قواتهم في النورماندي يوم 6 حزيران / يونيو 1944م وفي يوم 25 آب – أغسطس– استولت هذه القوات على العاصمة الفرنسية باريس وبعد ذلك بأسبوع تقريباً (يوم 3 أيلول– سبتمبر) استولت هذه القوات على العاصمة البلجيكية (بروكسل) وتم إرسال مجموعة جيوش الحلفاء الثلاثة التي تتمثل مجموعة الجيش 21 بقيــادة الجنــرال (مونتغومري) ومجموعة الجيش 12 بقيادة الجنرال (برادلي) ومجموعة الجيش 6 بقيادة الجنزال (ديغرز) التي واصلت اندفاعها وتقدمها نحو حدود ألمانيا، ولكن المقاومة الألمانية لم تضعف، وأنما أخذت شكلاً عنيفاً ومتصاعداً مما دفع الحلفاء لزج ثلاث فرق من المضـلين في معــركة (ألأُرنيم) الشهيرة حتى انتهت هذه المعركة بالفشل الذريع، تابع الحلفاء زحفهم بقوة في محاولة لكسب الوقت واقتحام حدود ألمانيا قبل فصل الشتاء، وبداء قادة قوات الحلفاء بمراجعة وتقويم الموقف القتالي لقواتهم وكان من نتائج تلك المراجعة أنها توافرت المعلومات الاستخبارية لدى القيادة العليا للحلفاء في مطلع شهر كانون الأول– ديسمبر 1944م بأن القيادة الألمانية العليا قد حشدت عشر فرق من دبابات البانزر وراء حوض الرور، بالإضافة الى إحدى عشرة فرقة مدرعة أخرى وست فرق من المشاة مقابل (الأردين) وظهر واضحاً أن حجم هذه القوات والقوى والوسائط القتالية هو أكبر بكثير مما كان يحتاجه القائد الألماني (فون رونشتد) للدفاع عن الجبهة، أو القيام بأعمال هجومية محدودة.
وعكفت القيادة العليا للحلفاء على دراسة الموقف وتقديره، فافترضت بأنه من المستحيل على جندي مجرب وله خبرته الواسعة في الحرب، أن يقدم على مغامرة غير مضمونة للزج بمثل هذه القوات الضخمة في هجوم غير مضمون النتائج .
وتجاهلت قيادة الحلفاء أن نظاماً دكتاتورياً فاشياً – مثل نظام هتلر– لا يكون للخبراء العسكريين فيه إلا دور استشاري لا أكثر من ذلك، وأن القرار الأول والأخير في التخطيط للأعمال القتالية وتنفيذها هو بيد القائد الأعلى هتلر وأن القائد العسكري (رونشتد) لا يستطيع رفض تنفيذ قرار اتخذه هتلر شخصياً، واستنادا إلى هذا التقويم، أنتشر الجيش الأمريكي الأول على جبهة تقدر بحوالي 185 كيلومتراً ثلثها من كتلة جبال الأردين، التي أعتبرت جبهة ثانوية في رأي القادة الميدانيين وكانت قوات الحلفاء العاملة على هذا القسم من الجبهة مكونة من أربع فرق، وكان على الفرق العشر الأخرى التابعة للفيلق الثامن أن تبقى مجتمعة لشن هجوم جديد قد حدد موعده بيوم 13 كانون الأول– ديسمبر– بإتجاه سدود حوض الرور الأعلى.
وكانت الفرق السبع التابعة للجيش الحادي عشر تنتشر على جبهةٍ 29 كم على حين كانت عشر فرق أخرى تنتشر على جبهةٍ عرضها 160 كم.
وكرر الحلفاء تجاهلهم مرة أخرى لمنطقة الأردين الاستراتيجية وذلك بناءً على ما كتبه الجنزال الأمريكي (برادلي) حيث قال (لن يجد الألمان في الأردين شيئاً يستحق الاهتمام).
وكان أسوأها في الأمر هو أن الفرق الأربع التي انتشرت على جبهةٍ عرضها 120 كم مواجهة للأردين ومن ضمن تلك القوات فرقتين منهكتين بأسباب ما نزل بهما من خسائر خلال المعارك السابقة، أما الفرقتان المتبقيتان من الأربع الفرق فكانت لا تملك الخبرة القتالية الكبيرة.
4 – سجل أحداث بداية المعركة:
أ – طبيعة أرض المعركة : الأردين (ardennes) مقاطعة تتشكل من قسم في إقليم اللورين ومن أقليم (هينو) ومن أقليم (شامبانيا) وعاصمتها (mezieres) ومساحتها حوالي 5253 كم مربع وتحتل الغابات القسم الأكبر منها بالأضافة إلى المستنقعات الوافرة ومناخها الصعب وطبيعة أرضها القاسية .
ب – بداية المعركة الأردين:
في مساء 15 كانون الأول – ديسمبر عام 1944م أنهت الفرق الأربع نهارها بدون حوادث، وكان جنود هذه القوات المتمركزين في مراكز الحراسة يتأملون بأسى سرعة قدوم الليل على الغابات الكثيفة والمستنقعات الموحشة التي كانت تغطيها الثلوج، وكانت العتمة لا تزال مخيمة على الغابات وتجعل القلب يهتز بين أقفاص صدر الجندي خوفاً من حرب غامضة قادمة.
وفي فجر يوم 16 كانون الأول، عندما فتحت المدفعية الألمانية نيرانها الكثيقة الغير مباشرة على إمتداد الجبهة وفاق الجنود الأمريكيون من نومهم وهم يصارعون النعاس ، ليشاهدوا مجموعة من الجنود الألمانيين بخوذهم الفولاذية يخرجون من خلال الضباب، وجاءت الصدمة مباغتة وعنيفة وبدأت معركة الأردين.
أ – طبيعة أرض المعركة : الأردين (ardennes) مقاطعة تتشكل من قسم في إقليم اللورين ومن أقليم (هينو) ومن أقليم (شامبانيا) وعاصمتها (mezieres) ومساحتها حوالي 5253 كم مربع وتحتل الغابات القسم الأكبر منها بالأضافة إلى المستنقعات الوافرة ومناخها الصعب وطبيعة أرضها القاسية .
ب – بداية المعركة الأردين:
في مساء 15 كانون الأول – ديسمبر عام 1944م أنهت الفرق الأربع نهارها بدون حوادث، وكان جنود هذه القوات المتمركزين في مراكز الحراسة يتأملون بأسى سرعة قدوم الليل على الغابات الكثيفة والمستنقعات الموحشة التي كانت تغطيها الثلوج، وكانت العتمة لا تزال مخيمة على الغابات وتجعل القلب يهتز بين أقفاص صدر الجندي خوفاً من حرب غامضة قادمة.
وفي فجر يوم 16 كانون الأول، عندما فتحت المدفعية الألمانية نيرانها الكثيقة الغير مباشرة على إمتداد الجبهة وفاق الجنود الأمريكيون من نومهم وهم يصارعون النعاس ، ليشاهدوا مجموعة من الجنود الألمانيين بخوذهم الفولاذية يخرجون من خلال الضباب، وجاءت الصدمة مباغتة وعنيفة وبدأت معركة الأردين.
ت – موقف قوات الحلفاء بعد هذه المفاجأة:
تلقت قيادة قوات الحلفاء العليا معلومات مفصلة عن هجوم القوات الألمانية بشئ من عدم الإهتمام وبناءً على تقديراتها السابقة للموقف والخاطئة حيث تم تجاهل قدرات القوات الألمانية وإمكاناتها وقد عبر عن ذلك الموقف الخاطئ قائد مجموعة الجيوش 21 – الجنرال مونتجمري– بقوله في يوم وقوع الهجوم الألماني “يقاتل العدوحالياً بمعركته الدفاعية على الجبهة كلها” ثم قال هذا القائد “ أن موقف العدو التعبوي الحالي لن يسمح له بتنفيذ عمليات هجومية مضادة وأنه سوف يحاول بكل جهده منع الدخول في حرب آلية– ميكانيكية – نظراً لأنه يفتقر لوسائط النقل وعدم توفر وقود كافي وهذه تعتبر من المتطلبات الأساسية لعمليات حرب الحركة، كما أن مدرعة العدو لا تستطيع منافسة مدرعاتنا في المعارك التصادمية.
أن العدو في موقف سيئ، وأن عمليات القصف القوية والمرعبة والمستمرة ضد العدو قد أنزلت به خسائر فادحة وكبيرة سواءً بالرجال أو المعدات وبالتالي علينا القيام بهجوم خلال أشهر الشتاء وعلينا إدراك قضية حيوية وهي ضرورة الاستمرار في التقدم، إذ ليس بإمكاننا اللجوء الى الراحة أو الإسترخاء أو التوقف لأي سبب من الأسباب، حتى لا نسمح له بالحصول على فترة زمنية كافية يمكن له من خلالها إعادة تنظيم قواته وبذلك يتم استنزاف مقومات العدو إلى أبعد الحدود.
ومن المحتمل أن نجابه الوحل والمستنقعات والبرد والافتقار إلى الدعم الجوي ولكن علينا رغم ذلك الاستمرار في قتال العدو أثناء أشهر فصل الشتاء.
وهذا ما أشار إليه الجنرال (نيلسون براولي) عندما قال “لقد أمسك بنا القائد الألماني (فون رونشتد ) ونحن جميعاً في موقف حرج، عندما قام بهجومه في يوم 16 كانون الأول– ديسمبر – حيث قال لم يكن لدينا أي قوة إحتياط في مجموعة الجيوش.
ولم يكن هذا المأزق غريباً أو غير مألوف حيث من مبادئ استخدام وحدات المناورة الإبقاء على قوة إحتياط ، ولم يكن باستطاعتي مواجهة خصم مثل الجيوش الألمانية حيث سبق وأن أنزلت به الهزائم المتتالية والقاسية، على نحو ما تصورناه في حينه، وخلاف لما كان يعتقده قادة الحلفاء جميعاً من خلال تقديرهم الخاطئ لموقف عدو لديه الخبرة القتالية الطويلة ولعل القائد الألماني كان قصده قذف قوات الحلفاء إلى البحر وتذكيرهم بقصة (دونكرك) مرة أخرى، وقد أقدم القائد الألماني رونشتد من جانبه على استثمار سوء الأحوال الجوية وهبوط الضباب على سطح الأرض مما جعل الجبهة الغربية الروياء عليها محدودة وقد استفاد القائد الألماني من سوء الأحوال الجوية التي استمرت طوال أربعة أيام ولم تشاهد الشمس خلالها حيث حشد قوة عسكرية تقدر بربع مليون مقاتل تقريباً (250) ألف جندي وستمائة دبابة، ثم انطلق بهجوم عنيف وتقدم بسرعة باتجاه قوات الحلفاء حيث استطاع تقسيم تلك القوات إلى شطرين واستولى على كل من باسونيا وسانت فيث ودينانت.
ولكن هذا الهجوم ما لبث في يوم 24 كانون الأول– ديسمبر – إلا أن أخذ في التراجع أمام ضغط قوات الحلفاء المتفوقة وخسر الألمان حوالي ( 120) الف جندي و(600) دبابة و(1600) طائرة و(7) آلاف مركبة بينما خسر الحلفاء حوالي ( 40) الف جندي و (730) دبابة.
وواصلت قوات الحلفاء صراعها القاسي إلى تمكنت من تصحيح القرار المهلك الذي كان سيقضي عليها بأسباب قيادتها العليا.
وتعرضت هذه القيادة ذاتها لمعاناة صعبة، وظروف بالغة القسوة ولم تكن هذه هي حصيلة (المفاجأة) التي حققتها القوات الألمانية في الأردين: بل إن ما نتج في تأخير لمسيرة عمليات الحلفاء كان أشد خطورة على نتائج الحرب كلها .
تلقت قيادة قوات الحلفاء العليا معلومات مفصلة عن هجوم القوات الألمانية بشئ من عدم الإهتمام وبناءً على تقديراتها السابقة للموقف والخاطئة حيث تم تجاهل قدرات القوات الألمانية وإمكاناتها وقد عبر عن ذلك الموقف الخاطئ قائد مجموعة الجيوش 21 – الجنرال مونتجمري– بقوله في يوم وقوع الهجوم الألماني “يقاتل العدوحالياً بمعركته الدفاعية على الجبهة كلها” ثم قال هذا القائد “ أن موقف العدو التعبوي الحالي لن يسمح له بتنفيذ عمليات هجومية مضادة وأنه سوف يحاول بكل جهده منع الدخول في حرب آلية– ميكانيكية – نظراً لأنه يفتقر لوسائط النقل وعدم توفر وقود كافي وهذه تعتبر من المتطلبات الأساسية لعمليات حرب الحركة، كما أن مدرعة العدو لا تستطيع منافسة مدرعاتنا في المعارك التصادمية.
أن العدو في موقف سيئ، وأن عمليات القصف القوية والمرعبة والمستمرة ضد العدو قد أنزلت به خسائر فادحة وكبيرة سواءً بالرجال أو المعدات وبالتالي علينا القيام بهجوم خلال أشهر الشتاء وعلينا إدراك قضية حيوية وهي ضرورة الاستمرار في التقدم، إذ ليس بإمكاننا اللجوء الى الراحة أو الإسترخاء أو التوقف لأي سبب من الأسباب، حتى لا نسمح له بالحصول على فترة زمنية كافية يمكن له من خلالها إعادة تنظيم قواته وبذلك يتم استنزاف مقومات العدو إلى أبعد الحدود.
ومن المحتمل أن نجابه الوحل والمستنقعات والبرد والافتقار إلى الدعم الجوي ولكن علينا رغم ذلك الاستمرار في قتال العدو أثناء أشهر فصل الشتاء.
وهذا ما أشار إليه الجنرال (نيلسون براولي) عندما قال “لقد أمسك بنا القائد الألماني (فون رونشتد ) ونحن جميعاً في موقف حرج، عندما قام بهجومه في يوم 16 كانون الأول– ديسمبر – حيث قال لم يكن لدينا أي قوة إحتياط في مجموعة الجيوش.
ولم يكن هذا المأزق غريباً أو غير مألوف حيث من مبادئ استخدام وحدات المناورة الإبقاء على قوة إحتياط ، ولم يكن باستطاعتي مواجهة خصم مثل الجيوش الألمانية حيث سبق وأن أنزلت به الهزائم المتتالية والقاسية، على نحو ما تصورناه في حينه، وخلاف لما كان يعتقده قادة الحلفاء جميعاً من خلال تقديرهم الخاطئ لموقف عدو لديه الخبرة القتالية الطويلة ولعل القائد الألماني كان قصده قذف قوات الحلفاء إلى البحر وتذكيرهم بقصة (دونكرك) مرة أخرى، وقد أقدم القائد الألماني رونشتد من جانبه على استثمار سوء الأحوال الجوية وهبوط الضباب على سطح الأرض مما جعل الجبهة الغربية الروياء عليها محدودة وقد استفاد القائد الألماني من سوء الأحوال الجوية التي استمرت طوال أربعة أيام ولم تشاهد الشمس خلالها حيث حشد قوة عسكرية تقدر بربع مليون مقاتل تقريباً (250) ألف جندي وستمائة دبابة، ثم انطلق بهجوم عنيف وتقدم بسرعة باتجاه قوات الحلفاء حيث استطاع تقسيم تلك القوات إلى شطرين واستولى على كل من باسونيا وسانت فيث ودينانت.
ولكن هذا الهجوم ما لبث في يوم 24 كانون الأول– ديسمبر – إلا أن أخذ في التراجع أمام ضغط قوات الحلفاء المتفوقة وخسر الألمان حوالي ( 120) الف جندي و(600) دبابة و(1600) طائرة و(7) آلاف مركبة بينما خسر الحلفاء حوالي ( 40) الف جندي و (730) دبابة.
وواصلت قوات الحلفاء صراعها القاسي إلى تمكنت من تصحيح القرار المهلك الذي كان سيقضي عليها بأسباب قيادتها العليا.
وتعرضت هذه القيادة ذاتها لمعاناة صعبة، وظروف بالغة القسوة ولم تكن هذه هي حصيلة (المفاجأة) التي حققتها القوات الألمانية في الأردين: بل إن ما نتج في تأخير لمسيرة عمليات الحلفاء كان أشد خطورة على نتائج الحرب كلها .
5- الأخطاء في مسيرة الأعمال القتالية على الجهة الشرقية:
تظهر مطالعة أدب الحرب السوفيتي أو مذكرات قادته أن سير وتيرة الحرب على الجبهة الشرقية قد ارتبطت بمجموعة من القرارات المهلكة أثناء تقدير الموقف القتالي وذلك عكس لما هو شائع من مقولات عن عدم ارتكاب أخطاء لأي قيادة جماعية أو عدم وقوعها في الأخطاء المهلكة لأن أي قيادة جماعية عبارة عن مجموعة من القادة العسكريين ينظرون إلى الموقف التعبوي الراهن والمستقبلي من زوايا تخصصاتهم المختلفة فقد يصيبون أو يخطئون وقد يتأثر بعضهم بأفكار البعض فيقع الخطأ في تقدير الموقف العسكري ولعل من أفضل الكُتاب السوفيت الذين انصفوا هذه الحقيقة (أ. المجتمع فاسيكيفسكي) عندما كتب الأتي :-
“ قد يبدو للقارئ أمراً غريباً كيف كانت تتخذ القرارات بسرعة بالغة الأهمية”.
هناك جبهات تنحل ، وأخرى تتشكل، وجيوش تغيب عن الوجود، وجيوش أخرى تظهر لتحل محلها، يجب أن أقول بأن إحدى مزايا الحرب هي أنها تتطلب قرارات سريعة، ولم تكن القرارات التي يتم اتخاذها خلال سير العمليات القتالية المتغيرة باستمرار هي قرارات صحيحة دائماً، بل كان فيها الصحيح والخاطئ ويعتقد (فاسيكيفسكي) أن السرعة هي السبب الأول فيما يحدث من خطأ – وهي كذلك فعلاً – وقد تكون الأسباب الآتية فعلاً هي مصدر إتخاذ القرار الخاطئ وهــي:
أ- قانونية الصراع المسلح والإستراتيجية المتبعة وحساباتها في النشاط العملي للقيادة السياسية والعسكرية ومدى احترافيـة العمل العسـكري.
ب- شروط الحرب المقبلة وطبيعتها والأثر على طبيعة إتخاذ القرار.
ت- إعداد البلاد والقوات المسلحة للحرب لها تأثير مباشر على عملية وصنع القرار العسكري وتحديد مدى صلاحيته أو خطائه.
ث- أنواع قطاعات القوات المسلحة واستخدامها لأن قادتها قد يؤثرون على بعضهم من حيث إتخاذ القرار.
ج- أساليب خوض الأعمال القتالية (العقيدة العسكرية ).
ح- طرق قيادة القوات المسلحة في الحرب وكيفية تحقيق الهدف والغاية العليا للدولة.
وتعتمد الإستراتيجية العسكرية في حل هذه الأخطاء على معرفة قوانين الحرب المعتبرة فهي تحدد مهام الصراع ووسائطه وإجراءات العمليات العسكرية التي تهتم بنظريات تحضير المعركة وتطبيقاتها وقد تبين في أداب الحروب السوفيتية أن هناك عوامل غير التي تم سردها آنفاً، قد تكون أكثر أهمية منها النقص في المعلومات ومنها الفهم الخاطئ للمعلومات إستناداً الى أفكار مسبقة ومن أبرز وأشهر الأخطاء خطأ أستالين في تقدير الموقف القتالي لألمانيا إذ كان يعتقد بأن ألمانيا لن تشن حرباً على الإتحاد السوفيتي وهذا ما أدى إلى بعض التهاون في إعداد الجبهات لمقابلة الإجتياح الألماني.
أيضاً خطأ هتلر عندما أعتقد أن لديه القدرة على إجتياح الأراضي السوفيتية ، وإحتلال العاصمة (موسكو) قبل فصل الشتاء إستناداً الى ما حققته القوات الألمانية من انتصارات سريعة وحاسمة على جبهة القتال الغربية وأعتمد أيضاً على حجم القوى والوسائط التي حشدها على الحدود السوفيتية فأصدر في يوم 6 أيلول – سبتمبر عام1941م قراره الخاطئ رقم (35) والذي يفيد (على القوات الألمانية المرابطة على الحدود السوفيتية تطويق العاصمة موسكو بشكل لا يستطيع معه جندى روسي واحد ولا مواطن سواءً كان رجلاً أو إمرأة أو طفلاً من مغادرة العاصمة.
وعلى الجيش قمع أية محاولة للخروج بالقوة، وقد تم حشد القوات الألمانية على النحو التالي:-
77 فرقة يقدر عدد أفرادها بالمليون مقاتل .
1700 دبابــة .
14000 ألف مدفع وقد تزيد
950 طائـــرة مقاتلـة
وقد تسبب هذا القرار الخاطئ في تقدير الموقف إلى نقطة تحول مهمة في مسيرة الحرب فقد خسر الألمان في هجومهم الثاني على موسكو الذي استمر حوالي عشرين يوماً أكثر من 155 ألف قتيل وجريح وحوالي 8000 دبابة وحوالي 300 مدفع وعدد كبير من الطائرات.
أيضاً كان هناك تقدير خاطئ للموقف من قِبل السوفيت وكان ذلك في منتصف شهر آذار– مارس عام 1942م حيث قامت هيئة الأركان السوفيتية بوضع خطة عمليات مزدوج هجوم– دفاع – يتم تنفيذها خلال فصل الربيع من ذلك العام ، حيث تم بناء هذه الخطة على الآتي:
- وضعت الخطة على مبدأ الدفاع الاستراتيجي النشط.
- حشد قوات إحتياط ضخمة.
- الانتقال من الدفاع إلى الهجوم الشامل.
وقد وضعوا السوفييت هذه الخطة بناءً على انتصاراتهم في إحباط الهجمات الألمانية على موسكو، ومن هنا أخطأت هيئة الأركان السوفيتية في تقديراتها لقدرات وقيمة القوات الألمانية وإمكانياتها العسكرية والبشرية ومن هذا المنطلق صدرت قرارات هيئة الأركان السوفيتية المهلكة من حيث تقدير موقف العمليات القتاليــة.
في حين كان الموقف يتطلب من القيادة السوفييتية الآتي:
التحديد الدقيق للواجبات الدفاعية.
التحديد والتحضير للأعمال الهجومية.
عدم التخطيط المزدوج لأعمال دفاعية هجومية يتم تنفيذها في وقت واحد.
هذا من اتجاه ومن اتجاه آخر فإن هيئة الأركان العامة السوفييتية لم تأخذ في اعتبارها ماكانت تقوم به القوات الألمانية خلال تلك الفترة من استعدادات للقيام بتوجيه ضربتها الرئيسية إلى الجنوب الغربي فقد حشدت قوات أقل في الاتجاه الغربي وركزت الاحتياطات الإستراتيجية السوفييتية في ذلك الاتجاه (الغربي)
وبالتالي أدركت القيادة الألمانية خطاء القيادة السوفييتية في تقديرها لتلك المواقف القتالية التعبوية وعملت على تعزيز هذا الخطاء وأوهمت القيادة السوفييتية بإتخاذ بعض التدابير الخداعية مثل: إجراء بعض التحركات في قطاعات القتال، وبالتالي غيرت القوات الألمانية اتجاه هجومها نحو (القفقاس) وحققت نتائج مذهلة في منطقة (القرم) بفضل الخطاء السوفييتي الغير محسوب، ثم هاجمت جزيرة (كيرش) في 8 آيار – مايو عام 1942م مما جعل القيادة السوفييتية إلى إعطاء قواتها أمراً بالتراجع والإنسحاب إلى الحدود التركية وإعادة التنظيم واحتلال مواقع دفاعية هناك اعتباراً من يوم (10 أيار – مايو عام 1942م)
واستمرت الانتصارات الألمانية حتى ضيقوا الخناق على مدينة (سيفا ستويول) التي استمرت في مقاومتها لمدة (سبعة أشهر وعشرون يوما ً).
وقد تمكنت القوات الألمانية من اقتحام تلك القلعة وذلك في يوم 16 تموز – يوليو – 1942م وبهذه السيطرة أصبح الألمان مسيطرون على شبه جزيرة القرم ولم يكن ذلك الانتصار إلا نتيجة طبيعية لخطأ القيادة السوفييتية التي أخذتها العزة بالإثم وبالتالي حققت قرارات السوفيت المهلكة للألمان تلك الانتصارات المجانيـة.
وكان رد القيادة السوفيتية على الخطأ الذي أرتكب بأن تم عزل قائد منطقة القرم ورئيس هيئة أركانه كرد طبيعي للخطأ المرتكب في تقدير موقف القوات الألمانية.
وقد أصدرت القيادة السوفيتية تعميم جاء فيه (تنحصر المهمة بأن يستوعب الجهاز القيادي السوفييتي طبيعة الحرب الحديثة بشكل كامل وأن يفهم ضرورة التنسيق العميق للتعاون بين القوات المقاتلة وكيفية استخدام قوات الإحتياط وتنظيم جميع أصناف القوات المسلحة المستخدمة في ميدان القتال من قوات برية وجوية وعلى الجهاز القيادي للقوات السوفييتية أن يتخلى نهائياً عن الأساليب الخاطئة وعدم تعريض القوات المسلحة إلى المخاطر بأسباب تلك القرارات المهلكة وعلى القادة البقاء في الميدان مع قواتهم لتنفيذ أوامر القيادة العليا بالشكل الصحيح.
تظهر مطالعة أدب الحرب السوفيتي أو مذكرات قادته أن سير وتيرة الحرب على الجبهة الشرقية قد ارتبطت بمجموعة من القرارات المهلكة أثناء تقدير الموقف القتالي وذلك عكس لما هو شائع من مقولات عن عدم ارتكاب أخطاء لأي قيادة جماعية أو عدم وقوعها في الأخطاء المهلكة لأن أي قيادة جماعية عبارة عن مجموعة من القادة العسكريين ينظرون إلى الموقف التعبوي الراهن والمستقبلي من زوايا تخصصاتهم المختلفة فقد يصيبون أو يخطئون وقد يتأثر بعضهم بأفكار البعض فيقع الخطأ في تقدير الموقف العسكري ولعل من أفضل الكُتاب السوفيت الذين انصفوا هذه الحقيقة (أ. المجتمع فاسيكيفسكي) عندما كتب الأتي :-
“ قد يبدو للقارئ أمراً غريباً كيف كانت تتخذ القرارات بسرعة بالغة الأهمية”.
هناك جبهات تنحل ، وأخرى تتشكل، وجيوش تغيب عن الوجود، وجيوش أخرى تظهر لتحل محلها، يجب أن أقول بأن إحدى مزايا الحرب هي أنها تتطلب قرارات سريعة، ولم تكن القرارات التي يتم اتخاذها خلال سير العمليات القتالية المتغيرة باستمرار هي قرارات صحيحة دائماً، بل كان فيها الصحيح والخاطئ ويعتقد (فاسيكيفسكي) أن السرعة هي السبب الأول فيما يحدث من خطأ – وهي كذلك فعلاً – وقد تكون الأسباب الآتية فعلاً هي مصدر إتخاذ القرار الخاطئ وهــي:
أ- قانونية الصراع المسلح والإستراتيجية المتبعة وحساباتها في النشاط العملي للقيادة السياسية والعسكرية ومدى احترافيـة العمل العسـكري.
ب- شروط الحرب المقبلة وطبيعتها والأثر على طبيعة إتخاذ القرار.
ت- إعداد البلاد والقوات المسلحة للحرب لها تأثير مباشر على عملية وصنع القرار العسكري وتحديد مدى صلاحيته أو خطائه.
ث- أنواع قطاعات القوات المسلحة واستخدامها لأن قادتها قد يؤثرون على بعضهم من حيث إتخاذ القرار.
ج- أساليب خوض الأعمال القتالية (العقيدة العسكرية ).
ح- طرق قيادة القوات المسلحة في الحرب وكيفية تحقيق الهدف والغاية العليا للدولة.
وتعتمد الإستراتيجية العسكرية في حل هذه الأخطاء على معرفة قوانين الحرب المعتبرة فهي تحدد مهام الصراع ووسائطه وإجراءات العمليات العسكرية التي تهتم بنظريات تحضير المعركة وتطبيقاتها وقد تبين في أداب الحروب السوفيتية أن هناك عوامل غير التي تم سردها آنفاً، قد تكون أكثر أهمية منها النقص في المعلومات ومنها الفهم الخاطئ للمعلومات إستناداً الى أفكار مسبقة ومن أبرز وأشهر الأخطاء خطأ أستالين في تقدير الموقف القتالي لألمانيا إذ كان يعتقد بأن ألمانيا لن تشن حرباً على الإتحاد السوفيتي وهذا ما أدى إلى بعض التهاون في إعداد الجبهات لمقابلة الإجتياح الألماني.
أيضاً خطأ هتلر عندما أعتقد أن لديه القدرة على إجتياح الأراضي السوفيتية ، وإحتلال العاصمة (موسكو) قبل فصل الشتاء إستناداً الى ما حققته القوات الألمانية من انتصارات سريعة وحاسمة على جبهة القتال الغربية وأعتمد أيضاً على حجم القوى والوسائط التي حشدها على الحدود السوفيتية فأصدر في يوم 6 أيلول – سبتمبر عام1941م قراره الخاطئ رقم (35) والذي يفيد (على القوات الألمانية المرابطة على الحدود السوفيتية تطويق العاصمة موسكو بشكل لا يستطيع معه جندى روسي واحد ولا مواطن سواءً كان رجلاً أو إمرأة أو طفلاً من مغادرة العاصمة.
وعلى الجيش قمع أية محاولة للخروج بالقوة، وقد تم حشد القوات الألمانية على النحو التالي:-
77 فرقة يقدر عدد أفرادها بالمليون مقاتل .
1700 دبابــة .
14000 ألف مدفع وقد تزيد
950 طائـــرة مقاتلـة
وقد تسبب هذا القرار الخاطئ في تقدير الموقف إلى نقطة تحول مهمة في مسيرة الحرب فقد خسر الألمان في هجومهم الثاني على موسكو الذي استمر حوالي عشرين يوماً أكثر من 155 ألف قتيل وجريح وحوالي 8000 دبابة وحوالي 300 مدفع وعدد كبير من الطائرات.
أيضاً كان هناك تقدير خاطئ للموقف من قِبل السوفيت وكان ذلك في منتصف شهر آذار– مارس عام 1942م حيث قامت هيئة الأركان السوفيتية بوضع خطة عمليات مزدوج هجوم– دفاع – يتم تنفيذها خلال فصل الربيع من ذلك العام ، حيث تم بناء هذه الخطة على الآتي:
- وضعت الخطة على مبدأ الدفاع الاستراتيجي النشط.
- حشد قوات إحتياط ضخمة.
- الانتقال من الدفاع إلى الهجوم الشامل.
وقد وضعوا السوفييت هذه الخطة بناءً على انتصاراتهم في إحباط الهجمات الألمانية على موسكو، ومن هنا أخطأت هيئة الأركان السوفيتية في تقديراتها لقدرات وقيمة القوات الألمانية وإمكانياتها العسكرية والبشرية ومن هذا المنطلق صدرت قرارات هيئة الأركان السوفيتية المهلكة من حيث تقدير موقف العمليات القتاليــة.
في حين كان الموقف يتطلب من القيادة السوفييتية الآتي:
التحديد الدقيق للواجبات الدفاعية.
التحديد والتحضير للأعمال الهجومية.
عدم التخطيط المزدوج لأعمال دفاعية هجومية يتم تنفيذها في وقت واحد.
هذا من اتجاه ومن اتجاه آخر فإن هيئة الأركان العامة السوفييتية لم تأخذ في اعتبارها ماكانت تقوم به القوات الألمانية خلال تلك الفترة من استعدادات للقيام بتوجيه ضربتها الرئيسية إلى الجنوب الغربي فقد حشدت قوات أقل في الاتجاه الغربي وركزت الاحتياطات الإستراتيجية السوفييتية في ذلك الاتجاه (الغربي)
وبالتالي أدركت القيادة الألمانية خطاء القيادة السوفييتية في تقديرها لتلك المواقف القتالية التعبوية وعملت على تعزيز هذا الخطاء وأوهمت القيادة السوفييتية بإتخاذ بعض التدابير الخداعية مثل: إجراء بعض التحركات في قطاعات القتال، وبالتالي غيرت القوات الألمانية اتجاه هجومها نحو (القفقاس) وحققت نتائج مذهلة في منطقة (القرم) بفضل الخطاء السوفييتي الغير محسوب، ثم هاجمت جزيرة (كيرش) في 8 آيار – مايو عام 1942م مما جعل القيادة السوفييتية إلى إعطاء قواتها أمراً بالتراجع والإنسحاب إلى الحدود التركية وإعادة التنظيم واحتلال مواقع دفاعية هناك اعتباراً من يوم (10 أيار – مايو عام 1942م)
واستمرت الانتصارات الألمانية حتى ضيقوا الخناق على مدينة (سيفا ستويول) التي استمرت في مقاومتها لمدة (سبعة أشهر وعشرون يوما ً).
وقد تمكنت القوات الألمانية من اقتحام تلك القلعة وذلك في يوم 16 تموز – يوليو – 1942م وبهذه السيطرة أصبح الألمان مسيطرون على شبه جزيرة القرم ولم يكن ذلك الانتصار إلا نتيجة طبيعية لخطأ القيادة السوفييتية التي أخذتها العزة بالإثم وبالتالي حققت قرارات السوفيت المهلكة للألمان تلك الانتصارات المجانيـة.
وكان رد القيادة السوفيتية على الخطأ الذي أرتكب بأن تم عزل قائد منطقة القرم ورئيس هيئة أركانه كرد طبيعي للخطأ المرتكب في تقدير موقف القوات الألمانية.
وقد أصدرت القيادة السوفيتية تعميم جاء فيه (تنحصر المهمة بأن يستوعب الجهاز القيادي السوفييتي طبيعة الحرب الحديثة بشكل كامل وأن يفهم ضرورة التنسيق العميق للتعاون بين القوات المقاتلة وكيفية استخدام قوات الإحتياط وتنظيم جميع أصناف القوات المسلحة المستخدمة في ميدان القتال من قوات برية وجوية وعلى الجهاز القيادي للقوات السوفييتية أن يتخلى نهائياً عن الأساليب الخاطئة وعدم تعريض القوات المسلحة إلى المخاطر بأسباب تلك القرارات المهلكة وعلى القادة البقاء في الميدان مع قواتهم لتنفيذ أوامر القيادة العليا بالشكل الصحيح.
6 – الأخطاء قبل عصر التقنية:-
لم تكن النماذج التي تم التطرق إليها سابقاً إلا نماذج مبسطة لما يمكن أن تقع فيه أي قيادة من أخطاء خطيرة عند تقديرها لموقف العدو فعملية الحوار بين الإرادات المتصارعة تفسح المجال لإظهار فن الخداع والتظليل ضد كلتا القوتين ومثال ذلك ما حدث على الجبهة الشرقية أيضاً عندما انطلقت الجيوش السوفييتية يوم 24 تشرين الثاني – نوفمبر – 1942م لتطويق الجيوش الألمانية على جبهة ( ستالينجراد) حيث ظهر هنا خطأ القيادة السوفييتية بصورة واضحة، ذلك أن معلومات استطلاع الجبهات لجميع الوحدات المشاركة في الهجوم وكذلك استطلاع هيئة الأركان العامة قد حددت عدد أفراد وحدات القوات الألمانية المحاصر، الذي كان يقوده القائد الألماني الجنرال (فون باولوسي) بما لا يزيد على 85 – 90 ألف جندي مقاتل، ولكن ظهر بعد ذلك بأن هذا التقرير خاطئ وإنما الصحيح كان خلاف ذلك حيث كانت القوات الألمانية تزيد عن 300 ألف مقاتل وبذلك كان تصور القيادة السوفييتية قاصر جداً عن العدة الحربية والوسائط القتالية المتوفرة للألمان وخصوصاً في الآتي :
وحدات المدفعية.
وحدات الدبابات.
وحدات المشـاة.
وبذلك حصلت المفاجأة للقيادة السوفييتية عندما اصدمت بالمقاومة الألمانية الضاربة التي نظمت مواقعها الدفاعية تحت سمع وبصر القوات السوفييتية، ولكن بسبب تقديرها الخاطئ أن دراسة هذه النماذج المختلفة تظهر أن الأخطاء هي من طبيعة الحرب، بسبب ظروف الحرب ذاتها، وبالإمكان التقليل منها بقدر المستطاع وذلك بفضل الحصول على معلومات دقيقة وموقوتة ومن ثم :-
تحليل تلك المعلومات بصورة دقيقة.
استخلاص النتائج الصحيحة.
اتخاذ القرار بشكل سليم.
تنفيذ القرار في الوقت والمكان المناسبين.
وبالإمكان التعامل مع النتائج الناجمة عن القرارات الخاطئة، والعمل على تصحيحها بقدر الإمكان بفضل ما يمكن أن يتوفر من القوى والوسائط الإحتياطية التي تم حشدها لذلك الموقف القتالي واستخدامها بطريقة سليمة.
ومن الملاحظ في الأمثلة السابقة أن الأطراف التي تقع ضحية أحد القرارات المهلكة، غالباً ما تلجأ الى التوقف والدفاع لاستنزاف قدرات خصمه ومعرفة أهدافه ومن ثم الانتقال إلى العمل القتالي المضاد ويشترط في ذلك توفر إرادة القتال لدى القوات وبالتالي لا تؤدي نتائج القتال إلى الأخطاء التي تسبب إحباط إرادة المقاتلين وخفض الروح المعنوية لديهم.
وقد أدت الدروس المستفادة من الحرب العالمية الثانية إلى تطوير أساليب عمل القيادات العسكرية وهيئات الأركان بهدف تقليل الأخطاء المحتملة في عمل القيادات وهيئات أركانها.
7 – تأثير الحرب العالمية الثانية على التقنية:
جاءت الثورة العلمية (التقانية) التي أعقبت الحرب العالمية الثانية لتضيف أبعاداً جديدة في عمل القيادات وظهر ذلك في مجالات عدة، تركزت بصورة خاصة على عمل الحاسبات الإلكترونية وعلى وسائل الاستطلاع الإلكتروني والأرضي والجوي والبحري، ثم التطوير المتسارع في الألة العسكرية الإلكترونية.
ولقد أقتحمت الحاسبات الإلكترونية مكاتب القيادات وهيئات الأركان وفرضت وجودها بقوة، وبات من المستطاع إختصار الفترة الزمنية لإتخاذ القرارات الصائبة وذلك بصورة مذهلة، وأصبح بإستطاعة وسائل الإستطلاع اكتشاف كل التحركات المشبوهة سواءً برية أو جوية أو بحرية، والإنذار عنها بأسرع ما يمكن، وبذلك يكون الجو مهيأ لإتخاذ التدابير المضادة في الزمان والمكان المناسبين.
ولكن بالرغم من كل هذه التطورات التقانية، يمكن التساؤل :-
هل انقضى عهد حوار الإرادات المتصارعة على مسرح العمليات؟
هل أصبح احتمال الوقوع في أخطاء تقديرات الموقف مجرد ذكريات في وثائق الحرب، وفي قصص أدب الحرب؟
هل التقنية تمنع الأخطاء وإذا حصل تعالجه بدون تدخل الوسائط العادية؟
لقد خاضت القوات الأمريكية حروب عدة بعد الحرب العالمية الثانية مثل حرب فيتنام وكوبا والصومال وأفغانستان والعراق وكل هذه الحروب حصل فيها أخطاء جسيمة في عملية إصدار القرارات العسكرية وقد تسببت في إقصاء تلك القوات وجعلتها ضحية تلك القرارات المهلكة والمقام لا يتسع لسردها للقارئ الكريم.
الخاتمــــة:
يشير مفهوم الخطأ في إتخاذ القرارات إلى إنها علاقة سلوكية بين قائد يخطط ومرؤوس ينفذ يقوم أحداهما بالتأثير على ذلك القرار، وقد يؤثر في الإتجاه الذي يحقق الهدف أو بما يتفق مع رغبة القائد في وقت معين أو عبر فترة زمنية والقرارات وسيلة لتحقيق غاية وليست غاية في حد ذاتها وليست فعل ساكن أو قيمة مطلقة .
وقد يكون الهدف الرئيسي من القرارات بشكل عام هو ترجمة الأهداف العسكرية إلى أهداف وطنية من منظور عسكري وتوضيح كيفية استخدام القوة العسكرية لدعم أدوات القوة الوطنيـة، وبالتالي لا ننسـىَ بأن تطور التقنية أضافت تأثيرات كبيرة على صنع القرار العسكري ومن المتوقع مستقبلاً أن يؤثر التطور التقني على طبيعة قرارات الحرب في المستقبل وبالتالي يؤثر على شكل ومفاهيم وأساليب الإعداد لها.
وحدات المدفعية.
وحدات الدبابات.
وحدات المشـاة.
وبذلك حصلت المفاجأة للقيادة السوفييتية عندما اصدمت بالمقاومة الألمانية الضاربة التي نظمت مواقعها الدفاعية تحت سمع وبصر القوات السوفييتية، ولكن بسبب تقديرها الخاطئ أن دراسة هذه النماذج المختلفة تظهر أن الأخطاء هي من طبيعة الحرب، بسبب ظروف الحرب ذاتها، وبالإمكان التقليل منها بقدر المستطاع وذلك بفضل الحصول على معلومات دقيقة وموقوتة ومن ثم :-
تحليل تلك المعلومات بصورة دقيقة.
استخلاص النتائج الصحيحة.
اتخاذ القرار بشكل سليم.
تنفيذ القرار في الوقت والمكان المناسبين.
وبالإمكان التعامل مع النتائج الناجمة عن القرارات الخاطئة، والعمل على تصحيحها بقدر الإمكان بفضل ما يمكن أن يتوفر من القوى والوسائط الإحتياطية التي تم حشدها لذلك الموقف القتالي واستخدامها بطريقة سليمة.
ومن الملاحظ في الأمثلة السابقة أن الأطراف التي تقع ضحية أحد القرارات المهلكة، غالباً ما تلجأ الى التوقف والدفاع لاستنزاف قدرات خصمه ومعرفة أهدافه ومن ثم الانتقال إلى العمل القتالي المضاد ويشترط في ذلك توفر إرادة القتال لدى القوات وبالتالي لا تؤدي نتائج القتال إلى الأخطاء التي تسبب إحباط إرادة المقاتلين وخفض الروح المعنوية لديهم.
وقد أدت الدروس المستفادة من الحرب العالمية الثانية إلى تطوير أساليب عمل القيادات العسكرية وهيئات الأركان بهدف تقليل الأخطاء المحتملة في عمل القيادات وهيئات أركانها.
7 – تأثير الحرب العالمية الثانية على التقنية:
جاءت الثورة العلمية (التقانية) التي أعقبت الحرب العالمية الثانية لتضيف أبعاداً جديدة في عمل القيادات وظهر ذلك في مجالات عدة، تركزت بصورة خاصة على عمل الحاسبات الإلكترونية وعلى وسائل الاستطلاع الإلكتروني والأرضي والجوي والبحري، ثم التطوير المتسارع في الألة العسكرية الإلكترونية.
ولقد أقتحمت الحاسبات الإلكترونية مكاتب القيادات وهيئات الأركان وفرضت وجودها بقوة، وبات من المستطاع إختصار الفترة الزمنية لإتخاذ القرارات الصائبة وذلك بصورة مذهلة، وأصبح بإستطاعة وسائل الإستطلاع اكتشاف كل التحركات المشبوهة سواءً برية أو جوية أو بحرية، والإنذار عنها بأسرع ما يمكن، وبذلك يكون الجو مهيأ لإتخاذ التدابير المضادة في الزمان والمكان المناسبين.
ولكن بالرغم من كل هذه التطورات التقانية، يمكن التساؤل :-
هل انقضى عهد حوار الإرادات المتصارعة على مسرح العمليات؟
هل أصبح احتمال الوقوع في أخطاء تقديرات الموقف مجرد ذكريات في وثائق الحرب، وفي قصص أدب الحرب؟
هل التقنية تمنع الأخطاء وإذا حصل تعالجه بدون تدخل الوسائط العادية؟
لقد خاضت القوات الأمريكية حروب عدة بعد الحرب العالمية الثانية مثل حرب فيتنام وكوبا والصومال وأفغانستان والعراق وكل هذه الحروب حصل فيها أخطاء جسيمة في عملية إصدار القرارات العسكرية وقد تسببت في إقصاء تلك القوات وجعلتها ضحية تلك القرارات المهلكة والمقام لا يتسع لسردها للقارئ الكريم.
الخاتمــــة:
يشير مفهوم الخطأ في إتخاذ القرارات إلى إنها علاقة سلوكية بين قائد يخطط ومرؤوس ينفذ يقوم أحداهما بالتأثير على ذلك القرار، وقد يؤثر في الإتجاه الذي يحقق الهدف أو بما يتفق مع رغبة القائد في وقت معين أو عبر فترة زمنية والقرارات وسيلة لتحقيق غاية وليست غاية في حد ذاتها وليست فعل ساكن أو قيمة مطلقة .
وقد يكون الهدف الرئيسي من القرارات بشكل عام هو ترجمة الأهداف العسكرية إلى أهداف وطنية من منظور عسكري وتوضيح كيفية استخدام القوة العسكرية لدعم أدوات القوة الوطنيـة، وبالتالي لا ننسـىَ بأن تطور التقنية أضافت تأثيرات كبيرة على صنع القرار العسكري ومن المتوقع مستقبلاً أن يؤثر التطور التقني على طبيعة قرارات الحرب في المستقبل وبالتالي يؤثر على شكل ومفاهيم وأساليب الإعداد لها.
مماراق لي
:celebrate14[1]::celebrate14[1]::celebrate14[1]::celebrate14[1]::celebrate14[1]:
:celebrate14[1]::celebrate14[1]::celebrate14[1]::celebrate14[1]::celebrate14[1]:
(*) مدارس الحرس الوطني العسكرية.
التعديل الأخير: