التلوث البيئي بالديوكسين
تعد الديوكسينات من المركبات العضوية عديمة اللون والرائحة وتوجد في الهواء والماء والتربة والطعامولها القابلية للذوبان في الدهون ولا تتكسر في الكبد وتطرح ببطء وبسبب هذا الطرح البطيء من الممكن ان تصل آثار الديوكسينات الى اللحم والحليب فلهذا تعد اكثر المواد سمية وذات استقرارية عالية.
والديوكسينات عنوان لنحو(70) مركب او (200) مادة كيميائية حسب المصادر والاسم العلمي للديوكسينDIOXIN تتراكلورو ديبنزو بارا دايوكسين فمنها مثلا TETRA CHLORODIBENZO – P - DIOXIN- 2،3،7،8 TCDD 2،3،7،8 ويعد اخطرها سمية.
والامثلة الاخرى التي فيها الديوكسينات هي
PCB Polichorinated Biphenyls
PBB Polychorinated Biphenyls
وتؤكد البحوث بان القوة السمية للديوكسينات على الحيوانات المختبرية تعادل (22) مرة اقوى من السيانيد.
كيف تنتقل الديوكسينات؟ تنتقل الديوكسينات بالطرق التالية:
- عن طريق حرق القمامة وخاصة التي تحتوي على مواد بلاستيكية فيها مادة الكلور واذا كانت تحرق قريبا من المزارع فتنتقل الديوكسينات الى الخضروات والفواكه.
- عن طريق المبيدات وخاصة المبيدات الزراعية وبخصوصا التي تحتوي على المواد العضوية الحاوية على الكلور Chlorophenlys وبالخصوص منها المبيدات العضوية من نوع حامض الكلوروفينوكسي Chlorophenoxy acid.
ـ من خلال التلوث الصناعي مثل صناعة الورق وخاصة تبييض الورق وصناعة الكلور ولحام المعادن والزيوت الصناعية والمواد الحافظة للخشب.
- من الاعلاف الحيوانية التي فيها دهون تحتوي على الديوكسينات علما ان علف الدواجن يحتوي على 5% دهن.
- من احتراق الغابات والبراكين .
- تصل الى الانسان كذلك عن طريق الحليب واللحم (الدواجن ، اسماك ، اغنام ، ابقار...الخ والدهون والمعلبات وبسكويت والبسكولاته والخضروات والفواكه.
لقد تم اصدار قرار من السوق الاوربية المشتركة بايقاف استعمال المنتجات الحيوانية من بيض ولحوم وبسكويت وبسكولاته والالبان المنتجة من بلجيكا وهولندا وفرنسا وذلك لوجود مادة الديوكسين السامة فيها .
والمثال الاخر.. قضية التحقيق من قبل البرلمان الاوكراني في تسمم زعيم المعارضة فيكتور يوشنكو بمادة الديوكسينات الخطرة TCDD بعد فحص عينات الدم التي اعطيت اليه اثناء دخوله المستشفى وكان يعاني من آلام بالمعدة.
والمثال الاخر .. تم فحص العلف الحيواني من قبل السلطات البلجيكية والذي يعود الى احدى الشركات الكبرى (غوفرا) والتي كانت تعالج الدهون النباتية والحيوانية وتبيعها كعلف حيواني وكانت نتيجة الفحص وجود نسبة عالية من الديوكسينات في علف الشركة .
مثال اخر .. احدى البحوث ، تم فحص الحيوانات المختبرية ووجد فيها مادة الديوكسينات وبكميات عالية.. وانتشار مركبات الديوكسينات في البيئة بكثرة بسبب الاهمال.
أعراض التسمم في الحيوانات:
- انخفاض المناعة .. ضمور غدة التيموس ( Thymus ) والطحال (Spleen ) وانخفاض في الكريات الليمفاوية .
- سرطان في الانسجة – اعراض نزفية – تضخم الكبد – تشوهات سرطانية في الكبد .
- تشوهات خلقية ووظيفية للاجنة وانخفاض معدل الاخصاب .
- خلل في التوازن الهرموني .
- ضعف وفقدان الوزن .
- بقع جلدية – زيادة تقرن الجلد Hyperkeratosis
أعراض التسمم في الإنسان:
- قرح جلدية – بقع داكنة في الجلد – وذمة البطن وتحت الجلد .
- خلل في الجهاز المناعي .
- السرطانات مثل اللوكيميا – سرطان الثدي .
- خلل في الغدد الصماء .
- تغير وظيفة الكبد وحصول فقر الدم التكويني plastic anemia
- التشوهات الخلقية والاجهاضات .
- خلل الجهاز العصبي ومنها ضعف الذاكرة .
ان اكثر الفئات تعرضا للديوكسينات هي:
- الاجنة في بطون الامهات – عمال مصانع الورق – عمال محطات الحرق – مواقع المخلفات الخطرة.
- الحيوانات الصغيرة اكثر عرضة للديوكسينات ، الدجاج اكثر حساسية للديوكسينات بالمقارنة مع الثدييات .
وبصورة عامة تختلف الاعراض التي تحدثها مركبات الديوكسينات عند الانسان والحيوان حسب – النوع ، العمر ، الجنس او الجرعة.
كيفية الكشف عن الديوكسينات:
يحتاج الى مختبرات متخصصة حديثة ، ومن الممكن الكشف عن الديوكسينات عند تحليل عينات الدم والعلف والدهن والحليب ودهن الجسم او الكبد .
يحتاج الى عينة مقدارها (250) غم تحفظ جيدا وحسب التعليمات المختبرية.
يتم الكشف عن الديوكسينات من السوائل بواسطة:
1- طريقة الاستشراب الغازي Gas Chromato graphy
2- طريقة القياس الطيفي Mass Speetrometry
3- طريقة التمنيع المشعRadio-immuno assay
حددت منظمة الصحة العالمية WHO الكمية المسموح بها فكانت 1 – 4 X (10) – 9 بيكو غرام لكل كغم مــــــن وزن الجسم. وفي سنة 1998 حددت WHO الجرعة المسموح بها يوميا (10) عشرة بيكو غرام من وزن الجسم ثم خفضت إلى (1– 4) بيكو غرام ثم خفضت في الدول الصناعية وحسب WHO إلى (1– 3) بيكو غرام علما إن الغرام الواحد يساوي
000 000 000 1 ) ) بيكو غرام.
لخطورة مركبات الديوكسينات السامة بدأت المنظمات الصحية العالمية وخبرائها ومنها منظمات التغذية وكذلك أقسام الكليات في كل الجامعات العالمية ومنها فروع التغذية والصحة العامة بالاهتمام الكبير بخطورة الديوكسينات لأنها تؤدي إلى موت بطيء ، فقامت بوضع دليل يجب الاعتماد عليه والتخلص من خطر
مركبات الديوكسينات ومنه :
- اخذ جميع الاحتياطات الكافية عند العاملين في مجال حرق القمامة وكذلك المناطق القريبة منها مثل لبس الكفوف والكمامات ...الخ.
- عدم زرع المحاصيل الزراعية في مناطق حرق القمامة او بالقرب منها.
- الحرق بدرجات حرارة عالية هي الطريقة الوحيدة التي نتخلص بها من مركبات الديوكسينات فلهذا يوصى بان تصل درجة الحرارة الى اكثر من (850) درجة مئوية والاحسن (1000) درجة مئوية حتى نتخلص من المواد الملوثة وبما فيها مركبات الديوكسينات.
- طبخ الطعام عادة بقليل من مركبات الديوكسينات .
- عدم رش المبيدات على الخضروات والاشجار التي يسبب تحولها الى ديوكسينات .
- فحص الاعلاف وخاصة منها المركزة بالتأكد من خلوها من الديوكسينات مع عدم استيراد الاعلاف من دول فيها تلوث بالديوكسينات .
- إتلاف المواد الملوثة بشكل تام.
- عدم اكل الطعام غير المفحوص والذي لايحمل شهادة صحية.
- نزع الدهن من اللحم وشراء منتجات الألبان الخالية من الدهون.
- عمل فحص دوري للمواد الغذائية كافة من اجل التأكد من خلوها من الديوكسينات من اجل ضمان الاطمئنان للمواطن .
منظمة الأغذية والزراعة تدعو الى سيطرة أفضل على مشاكل تلوث العلف الحيواني
روما 10 يونيو / حزيران - وصفت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ) فاو( اتساع ظاهرة الذعر في بلجيكا مؤخراً بوجود السرطان جراء تلوث المنتجات الحيوانية بمادة الديوكسين بأنه دليل واضح آخر على أن الأعلاف الحيوانية يمكن أن تؤثر بصورة مباشرة على نوعية الأغذية وسلامتها . وتأتي حالة التلوث الأخيرة في بلجيكا في أعقاب اندلاع ما يعرف بمرض جنون البقر في المملكة المتحدة .
وتعتقد السلطات الصحية أن هذه الحالة ربما تختلف بشكل ما عن مرض ) كريتزفيلد جاكوب ( الذي يصيب بني البشر .
وفي هذه المناسبة تحث المنظمة 571 بلداً عضواً والمجموعة الأوروبية على اتخاذ المزيد من الإجراءات الفورية التي تضمن نوعية جيدة وسليمة من الأعلاف الحيوانية ، وتؤمن الأغذية الخاصة بالاستهلاك البشري .
فقد أعدت المنظمة مشروع مدونة سلوك عن العلف الحيواني الجيد . وتضم هذه المدونة سلسلة من الخطوات من شأنها أن تساعد في تفادي التعرض الى مشاكل تلوث الأعلاف الحيوانية . وفي الوقت الحاضر تبحث هيئة الدستور الغذائي التي تضم كلا من منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية ، إقرار مشروع المدونة المذكورة ، باعتبارها الهيئة المعنية بوضع المعايير الغذائية الدولية . وتحدد المدونة الخطوات السليمة المتعلقة بإنتاج الأعلاف الحيوانية وتخزينها وتوزيعها ، فضلا عن الإرشادات حول الإدارة العامة لعملية الإنتاج والتعامل بمركبات الأعلاف قبل عملية الإنتاج وتخزينها أو توزيعها بعد إنتاجها .
وتجدر الإشارة الى أن المدونة موضوع البحث هي حصيلة الاجتماعات التي عقدها الخبراء المختصون بناء على طلب من منظمة الأغذية والزراعة في مارس / آذار عام 1997 لمناقشة المشاكل ذات العلاقة بالأعلاف الحيوانية .
وتحذر المنظمة من أنه بالإضافة الى مسببات الديوكسين وجنون البقر هناك مواد كثيرة أخرى يمكن أن تكون سبباً في تلوث الأعلاف الحيوانية . ومن بين هذه المواد ) مايكوتكسين ، والمواد الزراعية والصناعية الكيماوية وبقايا العقاقير البيطرية والمعادن الثقيلة ( .
وجدير بالذكر أن لجنة الدستور الغذائي المعنية بالمواد المضافة على الأغذية وملوثاتها ، قد بحثت في عدة مناسبات تثبيت حدود قصوى لمادة الديوكسين في الأغذية ، ففي آخر اجتماع عقدته اللجنة في مارس / آذار من العام الحالي قررت أنه ينبغي توفر المزيد من المعلومات قبل أن تطرح أية توصية تتعلق بالحد الأدنى لمستوى للتلوث بمادة الديوكسين . وطلبت اللجنة من البلدان الأعضاء في هيئة الدستور الغذائي أن تقوم بجمع المعلومات بشأن الأغذية القابلة للتلوث بالديوكسين وهي من أصل حيواني أو سمكي أو من زيت الأسماك .
والمعروف عن الأنسجة الشحمية من جسم الانسان أو الحيوان أنها تمتص مادة الديوكسين ، الأمر الذي سبب إصابة عدة أنواع من الحيوانات بالسرطان ، علماً بأنه لا يجري ترويج الديوكسين تجارياً ، وإنما تتكون هذه المادة كمنتج فرعي لاحدى عمليات الإنتاج الكيماوي الصناعي الأخرى . وبامكان مادة الديوكسين أن تلوث الاراضي المزروعة ومجاري المياه لاسيما المنخفضة منها ، وتتمتع بقدرة عالية للغاية على المقاومة لعمليات التنظيف الكيماوية والبيولوجية . وفي الوقت الذي يتعذر فيه إزالة الأغذية القابلة للتلوث بالديوكسين بصورة تامة تدعو منظمة الأغذية والزراعة الى السيطرة بدقة حتى على المستويات المنخفضة للديوكسين ومكافحتها .
الديوكسين وسرطان البروستاتا
الديوكسين يسمى بالمدمر الحقيقي للصحة، فمن مجمل ما تم رصده عن هذا المركب الكيماوي الفتاك انه عندما تصل مستوياته داخل دهون الجسم الى قيم بسيطة اقل من اجزاء قليلة من التريليون يصبح مادة شديدة الفتك وذلك عن طريق الارتباط بمستقبلات الهرمونات في الخلايا مما يجعله يعدل الميكانيكية الوراثية والوظيفية للخلية وبالتالي يسبب مدى واسعا من الآثار المفجعة تتراوح بين السرطان وضعف المناعة واعتلال الجهاز العصبي الى اجهاض المواليد وتشويههم ومما يزيد المشكلة تعقيدا انه لا توجد حدود دنيا للكمية المحدثة لهذه الآثار.
كما لا يوجد في جسم الانسان دفاعات مناعية ضده كما رصدت بعض الآثار المدمرة والتي يعتقد انها بسبب الديوكسين مثل العظم الشوكي المشقوق واختلالات عند الولادة وحالة التوحد (الاسترسال في التخيل هربا من الواقع).. الى جانب هذا امراض الكبد ونمو الخلايا خارج الرحم وضعف المناعة وملازمته الاعياء المزمن وغيرها من العلل الدموية والعصبية ويعزى للديوكسين مع غيره من الكيماويات الضارة انخفاض نسبة عدد الحيوانات المنوية عند الرجال على مستوى العالم بنسبة 50% مما كانت عليه قبل خمسين سنة وارتفاع حالات السرطان بالخصية الى ثلاثة اضعاف وتضاعف حالات سرطان البروستاتا عما كانت عليه في الخمسين سنة الماضية.
ويعتقد انه يشارك مع مسببات اخرى في اصابة ملايين النساء بنمو الخلايا خارج الرحم، كما يعتقد ان للديوكسين دورا في حدوث آثار سلوكية وعلل تعليمية وانخفاض الاستجابات المناعية وانخفاض هرمونات الذكورة والاصابة بالسكر.
هل يستطيع جسم الانسان ان يقاوم الديوكسين أو يتخلص منه؟
- لا توجد امكانية للجسم لمقاومة الديوكسين أو التخلص منه ويمكن ان يبقى لفترة طويلة مخزنا في الكبد والخلايا الدهنية والطريق الوحيد للتخلص منه يتم بكميات ضئيلة جدا عن طريق البراز.
من الأكثر تعرضا للديوكسين؟
- كل انسان معرض للتلوث بالديوكسين إلا نه هناك فئات اكثر عرضة من بقية الناس لا سيما الذين يتناولون كمية كبيرة من الاسماك في اماكن التلوث والعاملون في انتاج وتداول المبيدات الحشرية والعاملون في صناعة الاخشاب ومطاحن الورق ورجال المطافئ من المهن الاقرب للتلوث بهذا المركب.
ومعلوم انه ليس للرجال خيار أو طرق للتخلص من الديوكسين من اجسامهم الا ان يتحلل حسب نصف عمره الكيميائي وهذا يعني سنوات وسنوات، اما بالنسبة للنساء فهناك طريقان آخران للتخلص: الاول عبر المشيمة الى جسم الجنين والثاني عبر لبن الرضاعة الى الفم ثم جسم الطفل الرضيع وفي كلتا الحالتين هناك ضحية جديدة.
المأكولات الملوثة بالديوكسين
بدأت وكالة حماية البيئة الامريكية بالبحث بجدية عن الديوكسين في الاغذية في اوائل التسعينيات كجزء من برنامج الوكالة المستمر لإعادة تقويم هذا المركب السام.
وقد خرجت الوكالة بنتيجة 95% من حالات التعرض للديوكسين يحدث بصورة مباشرة من تناول اللحوم الحمراء والاسماك ومنتجاتها ومنتجات الالبان الملوثة كما تعتبر الابقار من اكثر الحيوانات تلوثا بالديوكسين بالاضافة للاسماك والدواجن.
وقد قامت وكالة حماية البيئة الامريكية بتحديد الجرعة المقبولة لمركب الديوكسين بحوالي 6000 بيكوجرام لكل جرام من وزن الجسم اي ما يقرب من 4000 بيكوجرام للجسم كله عند البالغين واقل بكثير من ذلك عند الاطفال.
تقديرات لنسب مركبات أشباه الديوكسين في الطعام
- يتراكم بأعلى نسبة في السمك النهري وبأقل نسبة في الماء.
- هو اكثر من 51 مرة في السمك النهري مقارنة بالحليب.
اما الهرمونات فتعتبر من الملوثات العضوية الخطيرة. وقد تم استخدام الكثير من هرمونات النمو والتلوين وغيرها في زراعات متعددة ونحن نعرف ان الهرمونات لها آثار جانبية كثيرة على صحة الذين يتناولون المحاصيل التي استخدم فيها هذا النوع من الهرمونات.
كما ان الهرمونات استعملت في تربية الحيوان، ويضاف الى ذلك ان هناك العديد من المستحضرات المستخدمة في زراعة المحاصيل وذلك بشكل مكثف يؤدي الى اضرار في الصحة العامة.
وماذا يجب ان نفعله تجاه هذا الخطر الذي يهدد صحة الانسان؟
* نتجنب اكل اللحوم الحمراء التي يتركز فيها بشكل كبير في الدهون ويعد الدجاج الاقل في نسبة تركيز الديوكسين خاصة.
* نتجنب الحليب الدسم اذ ان الزبد والجبن تمثلان مخزنا اوليا للديوكسين.
* نتجنب كل الكيماويات العضوية التي تحتوي بشكل مباشر على الكلور مثل الدهان الحافظ للخشب والمنظفات بجميع انواعها السائلة والصلبة.
* تجنب استعمال المبيدات الحشرية والعشبية التي تحتوي على الكلورين.
* تجنب البلاستيك PVC بالاخص الذي يدخل في لعب الاطفال أو الحشو في الفراش.
* نتجنب كل المركبات الكيماوية التي تدخل في تركيبها مادة (Chlorophenal).
الآثار الصحية للتسمم الديوكسيني
والآثار الصحية التي تنجم عن التسمم بمادة "الديوكسين "
1. الأورام السرطانية المختلفة في كل من الرجل والمرأة وفي أماكن متعددة من الجسم خاصة الجهاز الهضمي والليمفاوي
2. وسرطان الدم "اللوكيميا"
كما تسبب مادة الديوكسين بعض التغيرات الجذرية في
1. درجة ذكاء واستيعاب وتعلم الإنسان خاصة الأطفال
2. وتغير سلوكياتهم
3. وإصابتهم بأمراض نفسية
4. وعصبية خطيرة
5. كذلك تسبب مادة الديوكسين خللاً ونقصاً أو ضعفاً في كفاءة الجهاز المناعي؛ مما يؤدي إلى تكرار الإصابة بالأمراض المعدية المختلفة،
6. والحساسية
7. وأمراض المناعة الذاتية،
8. كما يؤدي إلى نقص هرمونات الذكورة عند الرجال
9. ونقص عدد الحيوانات المنوية وتشوهها
10. أما في النساء فيسبب "أندومتريوزيس" الذي يسبب التصاقات الأنابيب التي تؤدي إلى العقم
وتأتي كل هذه الآثار المدمرة للديوكسين من خلال تأثيره على الحامض النووي للخلية البشرية، وكذلك تأثيره على هرمونات إنزيمات الجسم المختلفة، والحل الوحيد لمقاومة أخطار الديوكسين هو منع تكونه من الأساس؛ لأنه لا سبيل للتخلص منه عندما يتكون ويأتي ذلك من خلال الحرص على :
عدم تلوث البيئة به عن طريق عدم استخدام الكلور لتبيض لب الورق
وعدم التخلص من مخلفات المصانع وخاصة البتروكيماوية في المياه التي يعاد استخدامها في الزراعة بعد معالجتها
ومحاولة إعادة تصنيع الورق المستخدم،
واستخدام كيماويات ذات قواعد من الأكسجين للتبيض
ولعدم إحراق القمامة، وخاصة المخلفات الطبية في الهواء الطلق والتخلص منها في المحارق الخاصة بهذا الغرض
وعدم حرق أخشاب الغابات
والإقلال من تناول المواد الدهنية والدسمة في الأطعمة أو الامتناع عنها بصورة نهائية ويجب التأكد من فحص الأغذية المستوردة من الخارج للتأكد من أنها لا تحتوي على نسب عالية من هذه المواد السامة الخطيرة، والتي قد لا تظهر آثارها بصورة حادة إلا أنها قد تظهر بصورة تراكمية بعد عدة سنوات وتؤدي إلى تلك الآثار والأمراض المدمرة بالصحة مع الوضع في الاعتبار أن هذا التلوث ليس في دولة واحدة من الدول المتقدمة المصدرة للكثير من الأغذية، ولكنها في معظم الدول الصناعية المتقدمة، لذا يجب أن يكون التحكم والسيطرة من خلال الفحص الدقيق لتلك المواد الغذائية المستوردة قبل دخولها للبلاد.
الديوكسين وطاعون العصر
ربما لا يعلم الكثيرون منا أن الديوكسين هو أحد مخلفات الثورة الصناعية التي بدأ ازدهارها مع بداية هذا القرن، ولم ينتبه الإنسان إلى أضرار هذه المادة وتأثيرها على صحة الإنسان إلا في خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث لم يكن يعتقد أن الديوكسين يترسب في جسم الإنسان، وأنه من أكثر المواد المسببة للإصابة بالسرطان، وقد أظهرت الدراسات التي أجريت على رواسب الأنهار والترع، وكذلك على أنسجة مومياوات القدماء المصريين عدم وجود أي رواسب من هذه المادة، أو وجودها بنسب لا تقارن بالنسب الموجودة حاليا نتيجة التلوث البيئي وعدم الوعي بالأسلوب الأمثل للتعامل مع المواد البتروكمياوية والتخلص من نفاياتها وخاصة تلك التي تحتوي على الكلور.
ومشكلة تلوث الأطعمة والأغذية من الأسماك والدجاج والطيور واللحوم ومنتجات الألبان ليست مشكلة محلية في بلد دون آخر، ولكنها مشكلة عالمية تواجه كل دول العالم وقد تكون بصورة أوضح وأكثر في الدول الصناعية الكبرى عنها في الدول النامية أو المتخلفة؛ لأن هذه المادة تراكمية، والثورة الصناعية بدأت في هذه الدول مبكرًا، ولم يكن أحد ينتبه إلى مثل هذه المادة وآثارها الخطيرة، وتنتقل هذه المواد السامة إلى التربة والأعلاف وتأكلها الحيوانات والماشية والأسماك التي يأكلها الإنسان؛ فتنتقل إليه هذه المادة السامة، والسمك من أكثر الأطعمة الحساسة لمادة الديوكسين السامة، حيث يختزن في دهونه، وينتقل إلى بيضه (بطارخ السمك) والخضراوات والمواد النباتية بها نسبة أقل من الديوكسين من اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان والزبد والقشدة، حيث إن الديوكسين يلتصق أساسا بالدهون ويختزن فيها ولذلك فالإقلال من أكل الدسم والدهون الحيوانية بشكل عام يقلل من خطر إصابة التلوث بالديوكسين إلى جانب فائدته المعروفة في الوقاية من أمراض القلب والشرايين التاجية.
وكلنا لديه نسبة من هذا الديوكسين الذي يختزن مع الدهون في أجسامنا، وعلى الرغم من أن هذه النسبة ضئيلة جدًّا وتقاس بوحدة البيكوجرام وتبلغ واحدًا على تريليون من الجرام إلا أن هذه النسبة بها من الخطورة ما يسبب الكثير من الآثار الصحية المدمرة في حالة ارتفاعها عن هذا المعدل عشر مرات، في الوقت الذي نجد فيه مواد كمياوية أخرى تبلغ نسبتها أعلى آلاف المرات من هذه المادة ولا تسبب مثلما تسبب من أعراض مرضية خطيرة وخاصة مع مرور الزمن واستمرار التعرض لها