الموضوع هام جدا ... ولم تتخلف مصر عن هذه الطريقة .... فقد تعلمت مصر وتتبع نفس أسلوب ... الإستشارة ... وذك منذ سنوات طويلة جدا جدا ، ويلعب العديد من الجامعات دورا هاما فى هذا المجال
د. يحى الشاعر
منقول من المصدر جريدة الوسط
اقتباس:
من هم خبراء الشرق الأوسط الذين تؤثر آراؤهم في رسم السياسة الخارجية للولايات المتحدة ؟
كثيرا ما نسمع في نشرات الأخبار والحوارات السياسية لقاءات مع شخص يتم تقديمه على أنه "خبير في شئون الشرق الأوسط" ، أو "خبير في الشأن العراقي" أو اللبناني أو غيرها. كيف يتم منح هذا "اللقب" لشخص ما ؟ ... ما هي المؤهلات والخبرات التي تجعل منك خبيرا في شئون الشرق الأوسط داخل الولايات المتحدة؟ ما هي أبرز الاسماء التي يتكرر حضورها في الندوات والمؤتمرات التي تشهدها العاصمة واشنطن بصورة دورية حول الشرق الأوسط؟ هل تلعب العلاقات الشخصية والتوجهات الأيدلوجية دورا في تقديم يعض الأسماء بوصفهم خبراء في شئون الشرق الأوسط والعالم الإسلامي؟ من يقدم المشورة إلى الكونجرس عند مناقشة قضايا وأزمات الشرق الاوسط؟ . أسئلة كثيرة حول هذا الموضوع يسعى تقرير واشنطن للإجابة عليها خلال السطور التالية.
يمكن تقسيم خبراء الشرق الأوسط في الولايات المتحدة إلى ثلاث فئات رئيسة:
الفئة الأولى:
هم الأكاديميون المتخصصون في دراسات الشرق الأوسط والعلاقات الخارجية في الجامعات الأمريكية.
الفئة الثانية: ا
لباحثون والخبراء العاملون في مراكز البحوث Think Tanks ، وهم خليط بين أساتذة الجامعات والمفكرين والمسئولين السابقين في الإدارات الأمريكية المتعاقبة. ويعتبر كل من هنري كسينجر وزير الخارجية الأمريكية الأشهر ودينيس روس المنسق السابق لعملية سلام الشرق الأوسط ومارتن أنديك مدير مركز سابان لدراسات الشرق الأوسط من المرجعيات الأساسية التي يتم استشارتها من قبل صانعي السياسية الأمريكية ولجان الكونجرس عند مناقشة قضية من قضايا الشرق الأوسط خاصة الصراع العربي الإسرائيلي.
الفئة الثالثة: فتتكون من الناشطين السياسيين وأصحاب الأيدلوجيات خاصة اليمينية أو المناهضة للعرب والمسلمين، والذين يقدمموا بوصفهم خبراء في شئون الشرق الأوسط بناء على مواقفهم السياسية والفكرية المثيرة للجدل.
الخبراء الأكاديميون
لسنوات طويلة ظلت الدراسات الروسية تشغل مكانة هامة في الجامعات والمعاهد الأمريكية، ولكن بنهاية الحرب الباردة حلت دراسات الشرق الاوسط محل الكثير من برامج الدراسات الروسية. ولا يعني ذلك عدم وجود أقسام وبرامج عريقة لدراسات الشرق الأوسط تعود تاريخ تأسيسها إلى تاريخ تأسيس هذه الجامعات.
وارتبط أسماء المتخصصين الأكاديميين في دراسات الشرق الأوسط لفترة طويلة بحركة الاستشراق، ويعتبر برنارد لويس الاستاذ بجامعة برينستون من أهم رموز هذا التيار.عدد كبير من الدارسين والمفكرين ينتمون غلى هذه القئة من خبراء قضايا الشرق الأوسط، خاصة وأن معظم الجامعات الأمريكية الشهيرة لديها برامج قائمة بذاتها عن دراسات الشرق الأوسط، نظرا لأهمية الأبحاث الأكاديمية التي تصدر عن جامعات وليس عن مراكز الأبحاث في نشر المعلومات عن الشرق الأوسط بأنحاء الولايات المتحدة. فالأبحاث المعنية بمنطقة الشرق الأوسط لا تقتصر على قطاع الثينك تانك. ومن بين هؤلاء الخبراء والمفكرين الناشطين بالكتابة في الدوريات والحديث إلى المؤتمرات والندوات فؤاد عجمي الاستاذ بجامعة جونز هويكنز. كما يعتبر برنامج الدراسات العربية المعاصرة بجامعة جورجتاون من أهم تلك البرامج التي تجمع بين الطبيعة الأكاديمية والبحثية، وتضم هيئة التدريس العديد من الأسماء المعروفة في العالم الأكاديمي ومنهم دانيل برمبرج الخبير في شئون إيران والإصلاح بالشرق الأوسط، وجون إيسبيزيتو خبير الدراسات الإسلامية، وجون فوول بالإضافة إلى ويفوون حداد أساتذة الدراسات الإسلامية. كما تشمل الهيئة شخصيات من قطاع صناعة القرار السياسي مثل وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبريت ورئيس جهاز المخابرات الأمريكي السابق جورج تيننت ورئيس وزراء أسبانيا السابق خوزيه ماريا أزنار ومدير شئون الخليج بمجلس الأمن القومي سابقا كينيث بولاك إلى جانب مسئولين سابقين بوزارة الخارجية الأمريكية مثل ميشيل دان.
خبراء مركز البحوث
تقوم مراكز البحوث Think Tanks التي تتركز معظمها في العاصمة واشنطن بدور كبير في تشكيل سياسة الولايات المتحدة بشكل مباشر أو غير مباشر. ويعتبر الباحثون والخبراء الذين يعملون في هذه المركز من أهم الفئات الثلاثة المتخصصة في قضايا الشرق الأوسط، حيث تتجاوز جمود الأوراق الأكاديمية وتبتعد عن الاجندات السياسية لأصحاب الأيدلوجيات والافكار المسبقة.
ويكاد لا يوجد مركز بحثي أمريكي الآن دون أن يكون به برنامج للشرق الأوسط، ومن أهم تلك المركز وأبرز الخبراء:
خبراء معهد بروكنجز
يعتبر معهد بروكنجز من أهم المؤسسات البحثية في الولايات المتحدة ، ويأتي مركز سابان في مقدمة أقسام الأبحاث ببروكنجز حيث أستطاع المركز أن يحتل موقعا مؤثرا في قطاع الثينك تانكس. وأسس المركز عام 2002 وسمي باسم المتبرع الأساسي لإنشائه حيام سابان. ويتمتع المركز بخبرات حكومية ذات تاريخ طويل في العمل البحثي والدبلوماسي، حيث يرأس المركز مارتن إنديك الذي يرتبط اسمه في اذهاننا بمفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطين خلال إدارة كلينتون، وعمل إنديك بالماضي سفيرا في إسرائيل ومساعدا لوزيرة الخارجية ما بين 1997 و 2000. أما عن هيئة الأبحاث فيديرها كينث بولاك المدير السابق لشئون الخليج بمجلس الأمن القومي أيضا خلال فترة رئاسة كلينتون، ويشمل مجال خبرته العراق وإيران والأمن الخليجي والشئون العسكرية بالعالم العربي. وبولاك هو مؤلف لثلاثة كتب شهيرة وهم "المعضلة الفارسية: الصراع بين إيران وأمريكا" و"العاصفة الخطيرة: لماذا احتلال العراق؟" و "العرب في الحرب: الفاعلية العسكرية ". وأنضم لأسرة باحثي مركز سابان مؤخرا فلينت ليفريت، وليفريت كان مديرا لشئون الشرق الأوسط بمجلس الأمن الدولي وعمل سابقا لقسم تخطيط السياسات بوزارة الخارجية وقبل ذلك عمل بجهاز الاستخبارات الأمريكي. ومن أشهر مؤلفاته الحديثة كتاب عن النظام السوري الحالي وعنوانه "توارث سوريا: محاكمة بشار بالنار". ومن أشهر أعضاء المركز دانييل بايمن الخبير في شئون مكافحة الإرهاب.
ومن الأسماء التي تتعلق أبحاثها بالعالم الإسلامي بمؤسسة بروكنجز بيتر سينجر الباحث السابق بجامعة هارفارد الأمريكية. كذلك توجد تمارا كوفمان ويتس وبروس ريدل.
خبراء كارنيجي
مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي هو أحد أهم العناصر المؤثرة في قطاع الثينك تانك في واشنطن. ويشتمل المعهد على الكثير من البرامج البحثية في الشئون الدولية. وتتخصص المؤسسة في المواضيع المتعلقة بدعم السلام العالمي والتعاون بين أعضاء المجتمع الدولي. وتنتج المؤسسة مجلة فورين بوليسي Foreign Policy الشهيرة. وكما ذكرنا تعد مبيعات المجلة ووثائق المعهد الأخرى مصدر جدير بالاعتبار في عملية تمويل المعهد.
وبدأ المعهد مؤخرا في إصدار "نافذة كارنيجي للشرق الأوسط" التي تتناول أهم الأحداث والآراء عن عملية التطور السياسي بأنحاء العالم العربي. ومن أهم رموز وخبراء المعهد المتخصصين في قضايا الشرق الأوسط بول سالم مدير مركز كارنيجي للشرق الأوسط الباحث المصري عمرو حمزاوي ونيثان براون أستاذ علوم سياسيّة ومدير برنامج دراسات الشرق الأوسط في جامعة جورج واشنطن وميشيل دن رئيسة تحرير " نشرة الإصلاح العربي" التابعة للمعهد وهي أستاذة سابقة للغة العربية في جامعة جورجتاون وعملت سابقا في وزارة الخارجية والبيت الأبيض في شئون الشرق الأوسط.
خبراء معهد أمريكان إنتربرايز
يعتبر معهد أمريكان إنتربرايز من مراكز القوة لفكر المحافظين الجدد بالعاصمة الأمريكية، بل يزعم الكثير من المحللين بأن عناصر قسم الأبحاث بالمعهد لعبت دورا بارزا في ترسيخ الموقف الأمريكي من استخدام القوة العسكرية ضد العراق قبل بداية الحرب عام 2003 . ومن أشهر الأسماء الناشطة بالمعهد في قضايا الشرق الأوسط خاصة السياسة الأمريكية في العراق دانييال بليتكا نائبة رئيس المعهد لشئون دراسات السياسية الخارجية وسياسة الدفاع وعملت بليتكا في موقع مؤثر بمكتب لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، ومايكل روبن الذي عمل بمكتب وزير الدفاع خلال حرب العراق وعمل بعدها مستشارا للهيئة الأمريكية لإدارة العراق.
خبراء CSIS
يعتبر مركز الدراسات الإستراتجية والدولية CSIS من أكبر منظمات الثينك تانكس بواشنطن. ويضم المركز العديد من البرامج المتخصصة في الشئون العالمية المختلفة مثل معهد بروكنجز. ويتخصص كل برنامج من برامج المركز في منطقة من مناطق العالم مثل برنامج أفريقيا، برنامج الأمريكتين، برنامج أوروبا الشرقية، فضلا عن برنامج جنوب أسيا، أما برنامج الشرق الأوسط فقد شهد نشاطا كبيرا في السنوات الأخيرة.
جون الترمان هو مدير برنامج الشرق الأوسط. وعمل الترمان بالماضي في مكتب تخطيط السياسات بوزارة الخارجية كما عمل هناك كمعاون لمساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأوسط. و قد درس الترمان بجامعة هارفارد وكتب عدة كتب بالإضافة إلى العديد من المقالات والأبحاث. من أشهر كتاباته كتاب "أعلام جديد وسياسة جديدة؟" المنشور عن معهد الولايات المتحدة للسلام الذي يتناول الإعلام العربي ويشرح طبيعة ودور الفضائيات بالعالم العربي. وألف الترمان كذلك كتاب "الأحلام المحطمة: مصر والمساعدات الخارجية الأمريكية" ومن الاسماء التي يتكرر ذكرها عند مناقشة قضايا الشرق الأوسط بالمركز خاصة الصراع العربي الإسرائيلي الباحثة هيام مالكا ، كذلك يوجد انتوني كردسمان.
معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى
يركز المعهد من تاريخ تأسيسه عام 1985 على الصراع العربي الإسرائيلي وغالبا ما يتخذ موقفا منحازا ومناصرا لإسرائيل. عمل بالمعهد كثيرا من المسؤولين الحكوميين مثل وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت، والسفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل مارتن أنديك. كما عمل سابقا دانييل بايبس أكثر الباحثين الأمريكيين عداء للعرب والمسلمين. ومن أشهرالاسماء المتخصصة في شئون الشرق الأوسط والتي تعمل بالمعهد مديره روبرت ساتلوف ودينيس روس.
خبراء مجلس العلاقات الخارجية
من أقدم مراكز الأبحاث وأعرقها في الولايات المتحدة، حيث تأسس مجلس العلاقات الخارجية عام 1921 في فترة نهاية الحرب العالمية الأولى. وكان المجلس في الأصل عبارة عن مجموعة باحثين وخبراء تجمعوا لتكوين هذا المجلس تلبية لطلب الرئيس الأمريكي ودرو ويلسون الذي سعى لتنفيذ نصائح هؤلاء الخبراء في وقت واجهت الحكومة الأمريكية لأول مرة قضايا معقدة على المستوى الدولي بعد نهاية الحرب العالمية الأولى.
يوجد بالمجلس برنامج لدراسات الشرق الأوسط ترأسه ريتشال برونسون. وعملت برونسون بالماضي بمركز الدراسات الإستراتجية العالمية كما عملت بجامعتي هارفارد وكولومبيا. وتتركز خبرتها في مجال سياسة الولايات المتحدة تجاه منطقة الشرق الأوسط وبالتحديد العراق والخليج.
ومن خبراء هذا البرنامج ستيفين كوك الذي يتخصص في شئون السياسة العربية والإصلاح السياسي. وقد عمل من قبل في جامعة بينسيلفاتيا ومعهد بروكيجز ومعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى. كما يعمل بمجلس العلاقات الخارجية راي تاكيه وهو خبير في الشئون الإيرانية وقد رأس برنامج دراسات الشرق الأوسط بجامعة الحرب القومية.
كما تضم أسرة الباحثين جوديث كيبر وهي أيضا مديرة "منتدى الشرق الأوسط" وهو برنامج بواشنطن ينظم من خلاله ندوات وإجتمعات لخبراء من خارج المجلس لمناقشة أهم القضايا الراهنة بالشرق الأوسط وسياسة الولايات المتحدة تجاهه. أما عن الشئون الإسرائيلية الفلسطينية فتغطيها أبحاث هنري سيغمان المدير السابق للمجلس الأمريكي اليهودي.
المصدر: تقرير واشنطن