معلومات «مضحكة» حول عمليات التجسس الأمريكي في مصر

yasoo63

عضو
إنضم
21 نوفمبر 2007
المشاركات
324
التفاعل
292 0 0
معلومات «مضحكة» حول عمليات التجسس الأمريكي في مصر

كتب احمد حجاج

العدد 1590 - الأحد الموافق - 12 سبتمبر 2010

حدثنا السفير الأمريكي في مصر لوسيوس باتل خلال فترة الستينيات حول بعض العمليات التجسسية التي كانت الولايات المتحدة تقوم بها في مصر وقتها وبعض المواقف المضحكة التي أحاطت بها. كان للقسم العسكري بالسفارة طائرتان كانتا تستخدمان في بعض الأحيان لتصوير مواقع في مصر.

يضيف أن هؤلاء العسكريين كانوا يعشقون أن يسافر هو علي إحدي طائراتهم لأنهم كانوا يستخدمون كاميرات في هذه الطائرة لتصوير المناطق المصرية المختلفة. وظل هؤلاء العسكريون يتذمرون منه قائلين إنه لا يسافر علي طائراتهم بما يكفي، وكان هو يعتقد أنه رأي ما يكفي من قبل حيث إن الصور التي يحصل عليها هؤلاء الملاحق العسكريون غالبا ما تكون متوافرة أصلا عن طريق القمر الصناعي العسكري الأمريكي الذي كان السفير يحصل من البنتاجون علي ما يصوره فوق مصر.

ظل السفير يرسل رسائل إلي واشنطون يحثها علي تزويد هؤلاء الملاحق بالمعلومات المتوافرة عن طريق هذا القمر الصناعي مضيفا أن كبار المسئولين في البنتاجون كانوا بطبيعة الحال يعلمون بالمعلومات التي يوفرها القمر، ولكن المسئولين بوزارة الدفاع عن الملاحق العسكريين لم يكونوا علي أي علم بهذه المعلومات ولذا بدا لهم أن السفير لا يستخدم طائراتهم بما فيه الكفاية ولذلك فإن المعلومات الخاصة بمصر كانت في نظرهم شحيحة.

في الحقيقة فإن هؤلاء الملاحق العسكريين كانوا كما يقول باتل يقدمون معلومات عن مصر هي متوافرة أصلا، ولذلك فإن السفير كان يتخذ قراره طبقا لما يعتقد أنه الأصوب. ومن أمثلة ذلك ما حدث في أحد الأيام عندما حضر إليه المسئول عن المخابرات الأمريكية طالبا موافقته علي أن يقوموا باستئجار غرفة في إحدي السفن بالإسكندرية إذ كانت بعض السفن الروسية راسية هناك وكانوا يريدون تصويرها. قرر السفير أن قمر التجسس الأمريكي ليس في استطاعته تصوير جوانب السفن الروسية والأفضل أن يتم ذلك من إحدي الغرف المستأجرة كما طلبت المخابرات الأمريكية. ولذلك وافق علي طلبه بالرغم من المخاطر التي قد تمس العمليات الأمريكية في مصر، وكانت هذه الطريقة هي التي تتم بها العمليات السرية في مصر. وفي النهاية سافر السفير إلي فرانكفورت علي إحدي طائرات السفارة ومعه عدد من الملاحق العسكريين الذين تم تزويدهم بالمعلومات التي ينقلها القمر العسكري وأدركوا أسباب تصرفات السفير السابقة، ولكنهم أصبحوا هم في نفس موقف السفير بالنسبة لمعاونيهم. يضيف السفير أنه في بعض الأحيان فإن العسكريين كانوا يقومون بعمليات دون موافقته.

وفي أحد الأيام قام اثنان منهم باستخدام طريق الاسكندرية الصحراوي حيث مرا بجوار احدي القواعد العسكرية المصرية وتم القبض عليهما واحتجازهما من قبل السلطات ليوم واحد. كانت عملية سخيفة لأنهم كانوا يدركون ان احتمالات القبض عليهم كبيرة. هذا الأمر تكرر عدة مرات من قبل الملاحق العسكريين ورجال المخابرات الأمريكية التي أدت إلي مشاكل حقيقية.

يصف السفير السلك الدبلوماسي الأجنبي بالقاهرة قائلا إنه كان قويا وكانت تجمعه وجبات غذاء منظمة سميت ABC لأنها كانت تجمع سفراء أمريكا وبريطانيا وكندا إلي جانب الألمان والإيطاليين. أما المصدر الموثوق الآخر فكان حسنين هيكل. كان السفير يقابل المراسلين الأمريكيين بالقاهرة بانتظام.

وكان من ضمنهم هنريك سميث مراسل النيويورك تايمز (كان من أفضل الصحفيين الأجانب في القاهرة في تلك الفترة). أدي موضوع إحراق المكتبة الأمريكية وإسقاط الطائرة الأمريكية إلي إخافة الصحفيين المصريين الذين لم يرغبوا في التحدث مع الدبلوماسيين الأمريكيين ولكن ذلك لم يستغرق إلا أسابيع قليلة وفي أوقات الأزمات فإنه كان من الصعب التحدث معهم وكان المصريون في رعب حقيقي خلال ذلك فقد كانوا يخشون أن يتم القبض عليهم وإقالتهم من أعمالهم التي يتعيشون منها.

في البداية كما يقول السفير لم تكن الثورة المصرية شديدة في التعامل مع الفئات الأخري ولكنها أصبحت أكثر شدة بمضي الوقت ولهذا في تقدير السفير فإن المصريين لم يكونوا علي مستوي ثابت في تعاملاتهم مع الأمريكان فقد كانوا يشعرون بالرعب من أي توتر في العلاقات مع الولايات المتحدة وقد دهش السفير من بعض الأصدقاء الذين كان يظنهم قريبين منه يتحاشون زيارته أثناء فترات التوتر هذه.

ويضيف أنه اعتاد زيارة محافظ القاهرة صلاح الدسوقي الذي اعتبره من أقرب أصدقائه والذي طرد من منصبه وأرسل كسفير إلي الخارج من قبل عبدالناصر عندما أخبر الأخير أنه علي خطأ في سياسته ومن ضمن هؤلاء الأصدقاء حسنين هيكل ووزير الزراعة سيد مرعي والسادات وهم الأشخاص الذين كان يقابلهم بانتظام بعد طرد محافظ القاهرة ووضعه تحت الإقامة الجبرية في الإسكندرية ولكن منزله كان بجوار سكن سفير اليابان اللذين كانا يتقابلان ويمشيان سويا علي الشاطئ.

ولذلك طلب السفير باتل من سفير اليابان أن يبلغ صلاح الدسوقي أنه تعمد عدم الاتصال به حتي تنتهي مشاكله مع عبدالناصر بالرغم من أنه كان أقرب أصدقائه بعد عدة أسابيع طلبه صلاح الدسوقي وقال إن هناك كتابا في مكتبة السفير يود استعارته ولهذا يرغب في زيارته ولذلك دعاه السفير علي العشاء وكان ذلك بمثابة إشارة إلي أنه ليس في خطر بعد الآن يستمر السفير باتل في الحلقة المقبلة في تقييم فترة عمله في مصر.

http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=81986
 
عودة
أعلى