الحرب السياسية المغربية الإسبانية
الحسم على طاولة المخابراتترى مصادر متتبعة و مطلعة بالناظور أن الحسم السياسي في الصراعات السياسية بين المغرب و اسبانيا غالبا ما يتم على طاولة المخابرات لذا يكثف الطرفان جهودهما الإستخبارية خاصة في مناطق التلاقي الحدودي (الوهمي) بين مليلية و الناظور ثم بين سبتة و تطوان فالأسبان يتقنون اللعب على حبال التناوب على مواقف متناقضة من ملف الصحراء المغربية بين اليمين المتطرف و اليسار الاشتراكي الأكثر مرونة مع القضية المغربية الأهم و الأعقد (الصحراء) و المغرب من جهته يتحكم في لعبة طرح ضرورة عودة المدينتين السليبتين تارة عبر الأحزاب السياسية التقليدية كالاتحاد الاشتراكي و الاستقلال أو حتى بشكل مباشر و رسمي كما حدث في الخطاب الملكي الذي تلا أزمة جزيرة “تورة” و ينعكس هذا الصراع السياسي المستمر -لكن بتفاوت في الحدة حسب الظروف- على العمل الإستخباري الذي يتحمل مسؤولية تعزيز بنك المعطيات حول الطرف الآخر و بالتالي تدعيم القرار السياسي ثم وضع الخطط السياسية على أرض الواقع عبر العمل الميداني..
المخابرات الإسبانية تستعمل العملاء و التنصت و المبادرة لضمان مصالحها بالريفتولي المخابرات الإسبانية حسب مصدر مغربي مطلع أهمية قصوى لمنطقة الريف و الناظور خصوصا و تجند لهذا الغرض عملاء من المنطقة قد تتفاوت مراتبهم بين الخادم الذي يتقاضى 20 أورو مرة في الأسبوع في احد اكبر فنادق مليلية و كبار الشخصيات الوازنة التي تفضل التعامل بالمصالح الاقتصادية المتبادلة و تتوفر على أوراق الإقامة الدائمة بالجارة الإسبانية و حتى مشاريع ضخمة على طول و عرض التراب الإسباني..
و يتكلف هؤلاء العملاء بجمع المعلومات الإستخبارية المستهدفة و حتى تمرير بعض الوثائق الإدارية السرية و الخطيرة ثم تحرير تقارير حول مواضيع معينة تهم بالأساس الحالة الاقتصادية ..
و قد يطلب من بعض العملاء دائما حسب نفس المصدر محاولة الاقتراب من شخصيات نافذة معينة أو التشويش على برامج و مشاريع معينة و ما يلي ذلك من أبجديات العمل الإستخباري..
و لأن العمل الإستخباري الإسباني يستفيد من الإنفتاح الجمعوي مع المغرب فإن الأمر لا يخلو من دس السم في العسل عبر تمويل وكالات اسبانية تحمل علامات التنمية و التعاون لعشرات الدراسات مختلفة الأنواع حول منطقة الريف عامة و الناظور خاصة عبر جمعيات محلية ذات طابع تنموي..دراسات ينتهي أغلبها في رفوف تلك الجمعيات و صناديق البريد الإسبانية..و تهم تلك الدراسات حسب نفس المصدر المناطق القريبة و المحاذية لمليلية السليبة و تمكن الأسبان من التعرف بشكل جد دقيق على التفاصيل الاجتماعية و الاقتصادية لتلك المناطق بل و قد يصل الأمر لتوفر الأسبان على دراسات وافية لمناطق بالريف لم تخضع أبدا لأي دراسة مغربية من أي نوع..
و تعليقا على كتاب حول مغرب ما بعد 16 مايو صدر مؤخرا و كتبه صحفيان فرنسيان يشيران فيه لضراوة الحرب الإستخبارية بين المغرب مدعما بفرنسا من جهة و المخابرات الإسبانية بالمنطقة الريفية و يؤكد استعمال الأسبان لأوراق سياسية و اقتصادية مغربية للضغط على محمد السادس كبعض الجمعيات المحلية و أباطرة المخدرات أكد مصدر مطلع للريفي أن الأمر لا يخلو من صحة رغم افتقاد الكتاب للدقة و زجه بأنف فرنسا في كل ما يخص المغرب معتبرا أن المطالبة بالاستقلال الذاتي للريف فكرة تحظى بدعم إستخباري إسباني و تجد وراءها رهانا اسبانيا على العودة مستقبلا للريف كقوة استعمارية بواجهة اقتصادية حين تكون للريف مقومات الحكم الذاتي الذي يسمح للأسبان بالتجول بحرية أكبر في مختلف أرجائه..غير أن هذا لا ينفي كون بعض المعروفين بالجهر بهذا المطلب يؤكدون سعيهم للتلويح بهذه الورقة لدعم موقف الدولة المغربية أمام المنتظم الدولي في قضية الصحراء بدعوى أن يكون الحكم الذاتي خيارا استراتيجيا للدولة المغربية..
و يضيف نفس المصدر قائلا أن اسبانيا سمحت بعلم منها بمرور السلاح والأشخاص الذين نفذوا عملية أطلس أسني بمراكش و التي كانت أول عملية إرهابية مدوية بالمغرب لخدمة مصالحها السياسية المستفيدة من سقوط المغرب في هذا المستنقع..
و يضيف نفس المصدر أن المخابرات الإسبانية تبذل جهودا حثيثة عير عملائها بالناظور لإعادة أموال المخدرات لأبناك مليلية و تدعم عمليات تبييضها في المدينة المحتلة أو بالجنوب الإسباني لهذا نكتشف بعد سقوط أي بارون مخدرات أنه يمتلك مئات الشقق و عشرات الاستثمارات بالجارة الشمالية..
و في إطار الحرب التقنية التي يبدو فيها الفرق شاسعا بين الطرفين المغربي و الاسباني ذكرت جريدة الكونفدنسيال الإسبانية مؤخرا أن الأسبان استخدموا آليات حديثة للتصنت على المتهمين المقبوض عليهم بسبتة بتهمة التحضير لعمليات إرهابية و أن تلك الآليات المتطورة مكنت الشرطة الإسبانية من التصنت على هواتف المتهمين حتى على الأراضي المغربية..
و تعليقا على هذا الخبر اكد المصدر المطلع للريفي أن عمليات التصنت معمول بها منذ زمن طويل بالريف و أنه من الممكن استعمال عملاء لزرع الأجهزة الإسبانية في أماكن معينة..
و بخصوص مدى تغلغل الأسبان في النسيج الجمعوي المحلي يؤكد المصدر أنه من غير المستبعد أن تكون المخابرات الإسبانية وراء بعض الوقفات والبيانات المعينة التي تصدر بالمنطقة لخدمة لأهداف ذات طابع ظرفي أو إعدادي لأمور معينة..كحالة إلقاء اللوم بشكل كامل على المغرب في ملف الهجرة الإفريقية السرية و مسؤولية المغرب عن مقتل بعضهم...
مضيفا أن اكبر لعبة تكون قد أعدتها المخابرات الإسبانية في الأسابيع القليلة الماضية هي إثارة ضجة دولية حول بحيرة مارتشيكا و هي اللعبة التي انخرطت فيها الصحافة المغربية المتلهفة لأي جديد دون وعي حقيقي بمقاصدها و مقاصد من يمسكون بالملف محليا و يلوحون به في كل الاتجاهات..
و لعل الدليل على ذلك هو التوقيت الحساس لتفجير القضية من طرف جريدة الباييس الإسبانية و الذي يواكب الاستعدادات المغربية لتدشين مشروع تهيئة مارتشيكا باستثمار ضخم..
حيث تحاول هاته الحملة المدروسة تشويه البحيرة بكل شكل ممكن و الترويج لها كوجهة غير آمنة تعج بالرشوة و اللاأمن و بالتالي غير صالحة بتاتا للاستثمار الذي يخيف إسبانيا و مصالحها مثلما يخيفها الإستقطاب المغربي المتواصل للأموال الخليجية الذي سيحرم الإسبان و لا شك من وسائل ضغط إقتصادية إضافية علما أن المغرب يعرف الآن وجود اكثر من 800 مقاولة إسبانية...
و الخطير في هذه العملبة هو القدرة المتنامية لعملاء إسبانيا بالمنطقة على إختراق الصحافة الوطنية و جرها بدون وعي و احيانا بوعي تام إلى حملة إعلامية لتشويه مارتشيكا اما المخدرات فالفتات الذي يمر عبر مارتشيكا لا يوازي في شيئ عشرات الاطنان التي تمر عبر موانئ الدار البيضاء و طنجة بين شحنات الفلفل و اللوبيا؟؟ و الدليل على ذلك عدم إرتفاع سعر الحشيش في أوربا رغم مرور شهر على حصار مارتشيكا و على العموم فالمخابرات الإسبانية نفسها من ترعى كبار الأباطرة بكوستا ديل صول و هي من تحرص على عدم تسليمهم أبدا للسلطات المغربية..
المخابرات المغربية تلجأ للإختراق البشري لخلق توازن مع التفوق التكنولوجي الإسبانييعترف عدد من الملاحظين انه من المستحيل وضع مقارنة بين قدرات أجهزة المخابرات في البلدين نظرا لطابع السرية التي يعمل فيها الطرفان - و هو جزء من واجبهم على كل حال - و لكن التباين يبدو واضحا من الميزانية التي يخصصها كل طرف على حدة للعمل الإستخباري و التي لها علاقة مباشرة بميزانية الدولة و يكفي هنا ان نقول ان ميزانية المملكة الإسبانية تضاعف عشرات المرات نظيرتها المغربية لننتهي لإجابات واضحة...
و لكن المغاربة -الذين نعترف انهم يجدون حلولا لكل شيئ- إستطاعوا التغلب على هذا العائق بالإعتماد على العنصر البشري و على موارد سرية إضافية توفرها الصناديق السوداء الموجودة في كل عمالة على حدة..
كما تعتمد أجهزة المخابرات المغربية على تعاون عدد من فعاليات المدينتين السليبتين و خاصة مليلية حيث لكل جهاز مغربي عملاء لا يعرفهم عادة الجهاز الآخر...
و يقول مصدر مطلع للريفي ان فترة الثمانينات عرفت إنتعاشا كبيرا للإستخبارات المغربية بفضل وجود مدير على رأس جهاز المخابرات المدنية (dst) بالناظور معروف بنشاطه و يضيف المصدر ان تلك الفترة عرفت تجنيد المغاربة لعدة موظفين في جهاز المخابرات الإسباني بمليلية و كانت تعقد لهم سهرات خاصة بإحدى الفيلات في قرية اركمان حيث يتم تقديم أظرفة مالية للإسبان مقابل تعاونهم...
و كانت للمخابرات المغربية و لا تزال منازل آمنة بالمدينة السليبة تخصص عادة للقاء العملاء فيما تجوب العيون المغربية حانات المدينة السليبة و تكون علاقات خاصة مع عسكريين و أمنيين و فعاليات إسبانية بمليلية توجه دعوات لبعضهم فيما بعد لقضاء عطل نهاية الاسبوع أو بعض المناسبات بالمغرب حيث يمكن حينها الحديث بشكل اكثر امنا..
هذا و كانت أجهزة المخابرات المغربية العاملة بالمنطقة و لا تزال حسب نفس المصدر تعاني من سوء تنسيق بينها و يعود ذلك للتسابق على المعلومة الذي يؤجج هذا التنافس الذي يراه مصدرنا محمودا مادام يضع كل المعطيات في الاخير بيد واحدة تملك فرص الإختيار لإصدار القرارات اللازمة...
بينما لا يمكننا الحديث اليوم عن الخطط الراهنة التي تستعملها أجهزة المخابرات المغربية بالمنطقة لمكافحة التجسس الإسباني أو لإختراق صفوف المخابرات الإسبانية حفاظا على المصالح العليا للوطن و كل ما يمكن ان نسمح به لأنفسنا هو الحديث عن حرب سرية ضارية تزداد إشتعالا يوما بعد آخر بعد أن أصبحت الرهانات الإقتصادية للمنطقة محط صراع محموم بين الطرفين...
متى نتوقف عن محاربة بعضنا البعض؟إن الصراع بين المغرب و إسبانيا قديم قدم الجيرة و كل ما في الامر ان الظروف و الوسائل تتغير و تتطور..
و كان قد سبق و ذكر الفكيكي في كتابه عن قلعية لحظات ساخنة و محطات حاسمة في الصراع الإستخباري بين الطرفين في العقود و القرون السابقة...
و يمكن إعتبار حادثة جزيرة “تورة” و هي الصخرة الصغيرة و اليتيمة مثالا حيا على برميل البارود الذي تعيش على إيقاعه علاقات البلدين البينية.. برميل قابل للإنفجار في أي وقت لذا يسعى الطرفان دائما للحفاظ على شعرة معاوية بينهما بل و يتعاونان إستخباريا في ملفات معينة كالإرهاب.. و بما ان هذا الصراع إستمر و سيستمر بشكل قدري. فإن علينا نحن ابناء الريف ان نكون واعين و حريصين حتى على ألا يكون لهذا الصراع تأثير سلبي مباشر على المنطقة و برامج التنمية فيها و المشاريع الحيوية المقبلة عليها. و يجب ان يكون الريفيون في الناظور و الحسيمة جبهة موحدة للدفاع عن مصالح المنطقة ككل بدل إحياء النعرات القبلية البائدة عن طريق حروب إعلامية تستهدف مصالح و سمعة إقليم الناظور و كرامة مواطنيه
الحسم على طاولة المخابراتترى مصادر متتبعة و مطلعة بالناظور أن الحسم السياسي في الصراعات السياسية بين المغرب و اسبانيا غالبا ما يتم على طاولة المخابرات لذا يكثف الطرفان جهودهما الإستخبارية خاصة في مناطق التلاقي الحدودي (الوهمي) بين مليلية و الناظور ثم بين سبتة و تطوان فالأسبان يتقنون اللعب على حبال التناوب على مواقف متناقضة من ملف الصحراء المغربية بين اليمين المتطرف و اليسار الاشتراكي الأكثر مرونة مع القضية المغربية الأهم و الأعقد (الصحراء) و المغرب من جهته يتحكم في لعبة طرح ضرورة عودة المدينتين السليبتين تارة عبر الأحزاب السياسية التقليدية كالاتحاد الاشتراكي و الاستقلال أو حتى بشكل مباشر و رسمي كما حدث في الخطاب الملكي الذي تلا أزمة جزيرة “تورة” و ينعكس هذا الصراع السياسي المستمر -لكن بتفاوت في الحدة حسب الظروف- على العمل الإستخباري الذي يتحمل مسؤولية تعزيز بنك المعطيات حول الطرف الآخر و بالتالي تدعيم القرار السياسي ثم وضع الخطط السياسية على أرض الواقع عبر العمل الميداني..
المخابرات الإسبانية تستعمل العملاء و التنصت و المبادرة لضمان مصالحها بالريفتولي المخابرات الإسبانية حسب مصدر مغربي مطلع أهمية قصوى لمنطقة الريف و الناظور خصوصا و تجند لهذا الغرض عملاء من المنطقة قد تتفاوت مراتبهم بين الخادم الذي يتقاضى 20 أورو مرة في الأسبوع في احد اكبر فنادق مليلية و كبار الشخصيات الوازنة التي تفضل التعامل بالمصالح الاقتصادية المتبادلة و تتوفر على أوراق الإقامة الدائمة بالجارة الإسبانية و حتى مشاريع ضخمة على طول و عرض التراب الإسباني..
و يتكلف هؤلاء العملاء بجمع المعلومات الإستخبارية المستهدفة و حتى تمرير بعض الوثائق الإدارية السرية و الخطيرة ثم تحرير تقارير حول مواضيع معينة تهم بالأساس الحالة الاقتصادية ..
و قد يطلب من بعض العملاء دائما حسب نفس المصدر محاولة الاقتراب من شخصيات نافذة معينة أو التشويش على برامج و مشاريع معينة و ما يلي ذلك من أبجديات العمل الإستخباري..
و لأن العمل الإستخباري الإسباني يستفيد من الإنفتاح الجمعوي مع المغرب فإن الأمر لا يخلو من دس السم في العسل عبر تمويل وكالات اسبانية تحمل علامات التنمية و التعاون لعشرات الدراسات مختلفة الأنواع حول منطقة الريف عامة و الناظور خاصة عبر جمعيات محلية ذات طابع تنموي..دراسات ينتهي أغلبها في رفوف تلك الجمعيات و صناديق البريد الإسبانية..و تهم تلك الدراسات حسب نفس المصدر المناطق القريبة و المحاذية لمليلية السليبة و تمكن الأسبان من التعرف بشكل جد دقيق على التفاصيل الاجتماعية و الاقتصادية لتلك المناطق بل و قد يصل الأمر لتوفر الأسبان على دراسات وافية لمناطق بالريف لم تخضع أبدا لأي دراسة مغربية من أي نوع..
و تعليقا على كتاب حول مغرب ما بعد 16 مايو صدر مؤخرا و كتبه صحفيان فرنسيان يشيران فيه لضراوة الحرب الإستخبارية بين المغرب مدعما بفرنسا من جهة و المخابرات الإسبانية بالمنطقة الريفية و يؤكد استعمال الأسبان لأوراق سياسية و اقتصادية مغربية للضغط على محمد السادس كبعض الجمعيات المحلية و أباطرة المخدرات أكد مصدر مطلع للريفي أن الأمر لا يخلو من صحة رغم افتقاد الكتاب للدقة و زجه بأنف فرنسا في كل ما يخص المغرب معتبرا أن المطالبة بالاستقلال الذاتي للريف فكرة تحظى بدعم إستخباري إسباني و تجد وراءها رهانا اسبانيا على العودة مستقبلا للريف كقوة استعمارية بواجهة اقتصادية حين تكون للريف مقومات الحكم الذاتي الذي يسمح للأسبان بالتجول بحرية أكبر في مختلف أرجائه..غير أن هذا لا ينفي كون بعض المعروفين بالجهر بهذا المطلب يؤكدون سعيهم للتلويح بهذه الورقة لدعم موقف الدولة المغربية أمام المنتظم الدولي في قضية الصحراء بدعوى أن يكون الحكم الذاتي خيارا استراتيجيا للدولة المغربية..
و يضيف نفس المصدر قائلا أن اسبانيا سمحت بعلم منها بمرور السلاح والأشخاص الذين نفذوا عملية أطلس أسني بمراكش و التي كانت أول عملية إرهابية مدوية بالمغرب لخدمة مصالحها السياسية المستفيدة من سقوط المغرب في هذا المستنقع..
و يضيف نفس المصدر أن المخابرات الإسبانية تبذل جهودا حثيثة عير عملائها بالناظور لإعادة أموال المخدرات لأبناك مليلية و تدعم عمليات تبييضها في المدينة المحتلة أو بالجنوب الإسباني لهذا نكتشف بعد سقوط أي بارون مخدرات أنه يمتلك مئات الشقق و عشرات الاستثمارات بالجارة الشمالية..
و في إطار الحرب التقنية التي يبدو فيها الفرق شاسعا بين الطرفين المغربي و الاسباني ذكرت جريدة الكونفدنسيال الإسبانية مؤخرا أن الأسبان استخدموا آليات حديثة للتصنت على المتهمين المقبوض عليهم بسبتة بتهمة التحضير لعمليات إرهابية و أن تلك الآليات المتطورة مكنت الشرطة الإسبانية من التصنت على هواتف المتهمين حتى على الأراضي المغربية..
و تعليقا على هذا الخبر اكد المصدر المطلع للريفي أن عمليات التصنت معمول بها منذ زمن طويل بالريف و أنه من الممكن استعمال عملاء لزرع الأجهزة الإسبانية في أماكن معينة..
و بخصوص مدى تغلغل الأسبان في النسيج الجمعوي المحلي يؤكد المصدر أنه من غير المستبعد أن تكون المخابرات الإسبانية وراء بعض الوقفات والبيانات المعينة التي تصدر بالمنطقة لخدمة لأهداف ذات طابع ظرفي أو إعدادي لأمور معينة..كحالة إلقاء اللوم بشكل كامل على المغرب في ملف الهجرة الإفريقية السرية و مسؤولية المغرب عن مقتل بعضهم...
مضيفا أن اكبر لعبة تكون قد أعدتها المخابرات الإسبانية في الأسابيع القليلة الماضية هي إثارة ضجة دولية حول بحيرة مارتشيكا و هي اللعبة التي انخرطت فيها الصحافة المغربية المتلهفة لأي جديد دون وعي حقيقي بمقاصدها و مقاصد من يمسكون بالملف محليا و يلوحون به في كل الاتجاهات..
و لعل الدليل على ذلك هو التوقيت الحساس لتفجير القضية من طرف جريدة الباييس الإسبانية و الذي يواكب الاستعدادات المغربية لتدشين مشروع تهيئة مارتشيكا باستثمار ضخم..
حيث تحاول هاته الحملة المدروسة تشويه البحيرة بكل شكل ممكن و الترويج لها كوجهة غير آمنة تعج بالرشوة و اللاأمن و بالتالي غير صالحة بتاتا للاستثمار الذي يخيف إسبانيا و مصالحها مثلما يخيفها الإستقطاب المغربي المتواصل للأموال الخليجية الذي سيحرم الإسبان و لا شك من وسائل ضغط إقتصادية إضافية علما أن المغرب يعرف الآن وجود اكثر من 800 مقاولة إسبانية...
و الخطير في هذه العملبة هو القدرة المتنامية لعملاء إسبانيا بالمنطقة على إختراق الصحافة الوطنية و جرها بدون وعي و احيانا بوعي تام إلى حملة إعلامية لتشويه مارتشيكا اما المخدرات فالفتات الذي يمر عبر مارتشيكا لا يوازي في شيئ عشرات الاطنان التي تمر عبر موانئ الدار البيضاء و طنجة بين شحنات الفلفل و اللوبيا؟؟ و الدليل على ذلك عدم إرتفاع سعر الحشيش في أوربا رغم مرور شهر على حصار مارتشيكا و على العموم فالمخابرات الإسبانية نفسها من ترعى كبار الأباطرة بكوستا ديل صول و هي من تحرص على عدم تسليمهم أبدا للسلطات المغربية..
المخابرات المغربية تلجأ للإختراق البشري لخلق توازن مع التفوق التكنولوجي الإسبانييعترف عدد من الملاحظين انه من المستحيل وضع مقارنة بين قدرات أجهزة المخابرات في البلدين نظرا لطابع السرية التي يعمل فيها الطرفان - و هو جزء من واجبهم على كل حال - و لكن التباين يبدو واضحا من الميزانية التي يخصصها كل طرف على حدة للعمل الإستخباري و التي لها علاقة مباشرة بميزانية الدولة و يكفي هنا ان نقول ان ميزانية المملكة الإسبانية تضاعف عشرات المرات نظيرتها المغربية لننتهي لإجابات واضحة...
و لكن المغاربة -الذين نعترف انهم يجدون حلولا لكل شيئ- إستطاعوا التغلب على هذا العائق بالإعتماد على العنصر البشري و على موارد سرية إضافية توفرها الصناديق السوداء الموجودة في كل عمالة على حدة..
كما تعتمد أجهزة المخابرات المغربية على تعاون عدد من فعاليات المدينتين السليبتين و خاصة مليلية حيث لكل جهاز مغربي عملاء لا يعرفهم عادة الجهاز الآخر...
و يقول مصدر مطلع للريفي ان فترة الثمانينات عرفت إنتعاشا كبيرا للإستخبارات المغربية بفضل وجود مدير على رأس جهاز المخابرات المدنية (dst) بالناظور معروف بنشاطه و يضيف المصدر ان تلك الفترة عرفت تجنيد المغاربة لعدة موظفين في جهاز المخابرات الإسباني بمليلية و كانت تعقد لهم سهرات خاصة بإحدى الفيلات في قرية اركمان حيث يتم تقديم أظرفة مالية للإسبان مقابل تعاونهم...
و كانت للمخابرات المغربية و لا تزال منازل آمنة بالمدينة السليبة تخصص عادة للقاء العملاء فيما تجوب العيون المغربية حانات المدينة السليبة و تكون علاقات خاصة مع عسكريين و أمنيين و فعاليات إسبانية بمليلية توجه دعوات لبعضهم فيما بعد لقضاء عطل نهاية الاسبوع أو بعض المناسبات بالمغرب حيث يمكن حينها الحديث بشكل اكثر امنا..
هذا و كانت أجهزة المخابرات المغربية العاملة بالمنطقة و لا تزال حسب نفس المصدر تعاني من سوء تنسيق بينها و يعود ذلك للتسابق على المعلومة الذي يؤجج هذا التنافس الذي يراه مصدرنا محمودا مادام يضع كل المعطيات في الاخير بيد واحدة تملك فرص الإختيار لإصدار القرارات اللازمة...
بينما لا يمكننا الحديث اليوم عن الخطط الراهنة التي تستعملها أجهزة المخابرات المغربية بالمنطقة لمكافحة التجسس الإسباني أو لإختراق صفوف المخابرات الإسبانية حفاظا على المصالح العليا للوطن و كل ما يمكن ان نسمح به لأنفسنا هو الحديث عن حرب سرية ضارية تزداد إشتعالا يوما بعد آخر بعد أن أصبحت الرهانات الإقتصادية للمنطقة محط صراع محموم بين الطرفين...
متى نتوقف عن محاربة بعضنا البعض؟إن الصراع بين المغرب و إسبانيا قديم قدم الجيرة و كل ما في الامر ان الظروف و الوسائل تتغير و تتطور..
و كان قد سبق و ذكر الفكيكي في كتابه عن قلعية لحظات ساخنة و محطات حاسمة في الصراع الإستخباري بين الطرفين في العقود و القرون السابقة...
و يمكن إعتبار حادثة جزيرة “تورة” و هي الصخرة الصغيرة و اليتيمة مثالا حيا على برميل البارود الذي تعيش على إيقاعه علاقات البلدين البينية.. برميل قابل للإنفجار في أي وقت لذا يسعى الطرفان دائما للحفاظ على شعرة معاوية بينهما بل و يتعاونان إستخباريا في ملفات معينة كالإرهاب.. و بما ان هذا الصراع إستمر و سيستمر بشكل قدري. فإن علينا نحن ابناء الريف ان نكون واعين و حريصين حتى على ألا يكون لهذا الصراع تأثير سلبي مباشر على المنطقة و برامج التنمية فيها و المشاريع الحيوية المقبلة عليها. و يجب ان يكون الريفيون في الناظور و الحسيمة جبهة موحدة للدفاع عن مصالح المنطقة ككل بدل إحياء النعرات القبلية البائدة عن طريق حروب إعلامية تستهدف مصالح و سمعة إقليم الناظور و كرامة مواطنيه