لجينيات : منعت السلطات الإيرانية أهل السنة والجماعة في طهران من إقامة صلاة العيد في هذه السنة وقيل لهم إذا أردتم الصلاة فاقتدوا بقائد الثورة في العيد، ومن جانبه أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب الجمعة لأهل السنة في خطبة عيد الفطر في مصلى العيد الواسع أمام أكثر من مائتي ألف مصل: لقد منع أهل السنة في معظم المدن الكبيرة ومراكز المحافظات في السنوات الأخيرة، مثل يزد وكرمان واصفهان من إقامة المناسبات المذهبية كالجمعة والعيدين التي كانت تقام في بعض المنازل. ولم نكن نرجوا يوما أن يمنع إخواننا أهل السنة في طهران من إقامة العيد في منازلهم، وكان أهل السنة يرجون من الحكومة أن تسمح لهم ببناء مسجد. لا ندري أي ضرر يلحق بالنظام إذا صلى مائة شخص في منزل؟ هل من المعقول أن يكره أناس على أن يقتدوا بشخص دون شخص؟ وهل يمكن إكراه الناس على أمر لا يرضونه؟ ففي مدينة زاهدان تقام الجمعة في أكثر من سبعة عشر جامعا ولا أحد يلوم آخر على الإقتداء بإمام دون غيره! وما أشتكيت أنا من هؤلاء الأئمة الذين معظهم أصغر مني سنا وبعضهم من تلامذتي لماذا لا يقتدون بي في الجمعة؟
وأضاف: نحن مسلمون والإسلام دين الرحمة والحرية، هناك من أهل السنة من يفضل الإقتداء بغيري. ربما لا يرضى أن يقتدي بي في صلاته. الرجاء من النظام أن يكون مشجعا لإقامة الصلاة، لا مانعا منها.
وأكد الشيخ على عدم السكوت على تضييع الحقوق الدينية ومجاوزة الخطوط الحمراء وهي التدخل في الشؤون المذهبية لأهل السنة موضحًا: أقول بكل صراحة أننا ملتزمون بحفظ الأمن والوحدة وسيادة الأراضي، ونخالف التطرف، ولكننا لن نسكت على تضييع أمورنا المذهبية والدينية. نحن لم نتابع حقوقنا السياسية التي حرمناها، والآن نشهد الضغوط المذهبية تزداد يوما فيوما. لا قيمة للحياة عندنا إذا تعرضت معتقداتنا الدينية للضياع. والحياة ليست أعز عند أحد منا من عقيدته ومذهبه.
ولفت فضيلته إلى أن منع أهل السنة في طهران من إقامة الصلاة في المنازل حرمان لهم من أبسط حقوق العيش ولا يوجد له مثيل في العالم، وتسائل: هل رأيتم موضعا في العالم يمنع الناس من الصلاة في منزل أو في بيت؟ وأنا أشكو من علماء الشيعة أكثر، فإنهم أصحاب الأمر والنهي في هذه البلاد، أن يراعوا حقوقنا. ربما نجد الشيعة في بعض البلاد الإسلامية يعيشون كأقلية في تلك البلاد ولكنهم شركاء مع السنة في السياسة والاقتصاد، وأحرار في جميع أمورهم المذهبية، ولهم مساجدهم وأماكنهم المذهبية ووهم أحرار في إقامة مناسباتهتم الدينية، مع أننا ملتزمون بالمسائل الأمنية كلها، لكن لماذا نحرم من حقوقنا وتفرض الضغوط ونمنع من الصلاة؟
وأوضح فضيلته أن مثل هذه الأعمال الناشئة من الآراء الشخصية للبعض مثيرة للطائفية والفرقة والإرهاب وأضاف: أطالب برفع هذه الممانعة من أي جهة كانت، لئلا تصاب الوحدة ولا ييئس الناس من النظام، ونرجوا من قائد الثورة أن يشرف بنفسه على حل مشكلاتنا، وإننا سنتابع قضايانا من طرقها المشروعة، وليعلم الجميع أننا لن نضحي بمذهبنا ومعتقداتنا واستقلال مراكزنا الدينية ومساجدنا لأجل راحتنا وعيشنا، ولن نفوض هذه المراكز إلى غيرنا.
وأضاف الشيخ عبد الحميد: نحن آسفون جدا على أن أمانينا وآمالنا بالنسبة إلى الثورة لم تتحقق، فمع مرور أكثر من ثلاثين سنة من عمر الثورة لازال التمييز الطائفي موجودا، والمسؤولون عجزوا عن تحقيق الوحدة الحقيقية والأخوة الوطنية، والتوازن النسبي في إعطاء الحقوق، ولا زالت المشكلات موجودة.
وأشار فضيلته إلى زيادة الضغوط في الأمور المذهبية في السنوات الأخيرة قائلا: قد صبرنا على هذه المشكلات كلها، ولكن لم نكن نرجوا أن تفرض علينا ضغوط مذهبية بهذا الحد أن يتدخل النظام في قضايانا الدينية والمذهبية. مع الأسف زادت هذه الضغوط والمضايقات في السنوات الأخيرة، فمرة جاؤوا إلينا بقرار باسم تنظيم المدارس الدينية لأهل السنة والجماعة، وهذا التنظيم خارج عن أيدينا، والتعليم المفروض في القرار المذكور لا يتفق مع تعليمنا، فقد أثار القرار المذكور قلق أهل السنة والجماعة، مع أن الدستور أعطى حرية التعليم لأهل السنة والجماعة وهي من الحريات التي تعتبر من الحقوق الدولية التي يتمتع بها الأقليات الدينية والمذهبية في أنحاء العالم، وقد صرح في الميثاق الدولي الذي وقعتها إيران أيضا على ضرورة حرية التعليم لأتباع الديانات المختلفة. ونحن قلقون دائما على أن يقوم بعض العناصر ضيقي التفكير بفرض آرائهم الشخصية في قضية التعامل مع أهل السنة، وقد واجهناهم بالحوار وأكدنا ونؤكد على ضرورة الحفاظ على الوحدة والأخوة، وقد رأينا أن يشرف النظام على نشاطات المراكز الدينية من غير التدخل في برامجها التعليمة، ولتبقي المساجد والمدارس مستقلة في أعمالها.
واعتبر فضيلته منع الضيوف القادمين من خارج البلاد وسائر المدن والمحافظات الإيرانية للمشاركة في الحفلة السنوية بمناسبة تكريم خريجي جامعة دارالعلوم زاهدان في السنة الجارية، نوعا من ضيق السعة والأفق من قبل بعض المتشددين وقال: هذه الحفلة كانت نموذجا للحرية حيث يجتمع فيها أهل السنة من مختلف البلاد وكانت حفلة دينية ومعنوية، مع الأسف واجهنا في السنة الماضية بمنع الضيوف القادمين من خارج البلاد وفي هذه السنة منع الكثير من ضيوفنا في الداخل، وقاموا بإغلاق الطرق الموصلة إلى زاهدان برا وجوا، ومنعوا من المجيء إلى مدينة زاهدان.
وتابع: كنا نرجوا أن يتبسط السلطات مع أهل السنة في طهران ويسمحوا لهم ببناء مسجد، علما بأن جميع العواصم في الدنيا يوجد فيها مسجد أو مساجد للشيعة والسنة، ويؤسفنا جدا أن طهران التي يعتبرها قائد الثورة بـ "أم القرى للعالم الإسلامي" هي العاصمة الوحيدة التي لا يوجد فيها مسجد واحد لأهل السنة والجماعة، ولا يملك المسؤولون أي مبرر لعدم سماحهم لأهل السنة في بناء المسجد ولا في منعهم من إقامتها في منازلهم أو الأماكن التي يستأجرونها لأجل ذلك.
وشدد الشيخ على حقوق أهل السنة قائلا: لكم أن تعاقبوا كل من يسعى للفتنة والطائفية ومن يثيرها، ولكنكم تعلمون أننا لسنا من الطائفيين ولسنا عملاء لأعداء النظام، وليست بيننا وبين الخونة علاقة ولا صلة. نحن إيرانيون ولم نأت من بلد آخر. ونطالب بحقوقنا ولا نريد زيادة، نحن لا نثير الفرقة والطائفية، بل يثيرها من يسعى لحرمان أهل السنة من حقوق المذهبية والدينية، والذين يفرضون ضغوطا لم تكتب في الدستور، والذين يسيؤن إلى أهل السنة ومقدساتهم.
وتابع فضيلته: أهل السنة في إيران كإيرانيين يتحملون الضغوط الإقتصادية ويعانون من المشاكل الإقتصادية والسياسية التي يواجهها البلاد، ولكن أن تفرض زيادة عليهم ضغوط دينية فلا طاقة لهم بها.
وأضاف: شهدنا في سلسلة الضغوط المذهبية إحضار الكثيرين من علماء السنة إلى المحكمة الخاصة برجال الدين في مشهد. نرجوا أن تنتهي هذه الإستدعاءات، فنحن نمر بفترة يمكن لأعدائنا استغلال مثل هذه الفرص لمصالحهم
التعديل الأخير: