يؤكد المصدر أن أعضاء شبكات جهاز الاستخبارات الفرنسية، وخاصة المخبرين أبلغوا الدي.جي أس.أو. أنه في الأسابيع الأربعة الأخيرة قد تمكنت التيارات المناهضة لفرنسا في الجزائر من السيطرة على السلطة والقرار، لتصبح هي السائدة.
وكدليل على هذا التصريح يضيف المصدر إن الفرنسيين كانوا يغذون طموحات كبيرة للظفر بإعلان مناقصة شراء الجزائر فرقاطات في إطار مخطط يهدف إلى تأمين غرب بحر المتوسط، ضد مخاطر الإرهاب والاتجار بالمخدرات.
ويؤكد أنه في المرحلة الأولى تم تفضيل العرض الفرنسي من طرف الجزائريين، بما فيها قصر المرادية، لكن مبعوثا ممثلا من رئاسة الجمهورية، وهو الوزير السابق عبد الحميد تمار، سافر في جويلية إلى باريس، والتقى مسؤولي المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي، المشرفين على ملف التعاون العسكري الفرنسي مع الجزائر، ليخبرهم بالرسالة التالية: إن "صفقة الفرقاطات ستكون مع الإيطاليين".
وسيتم إمضاء الاتفاق العسكري مع إيطاليا في 15 أكتوبر 2010 خلال الزيارة الرسمية لسيلفيو برلسكوني إلى الجزائر.
الجوسسة الفرنسية تريد توريط الجزائر في فضيحة عملية "مالي" و"مقتل جيرمانو" وقد صرح، الأسبوع الماضي، مسؤول سام بمديرية الاستعلامات الخارجية الفرنسية التقته "مغرب انتيليجانس"، كما تقول، بنزل في أوسلو، قريبا من السفارة الجزائرية والأمريكية، أن العملية العسكرية المشتركة بين القوات الفرنسية الموريتانية في أراضي مالي ضد "تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي"، يوم 22 جويلية، هي عملية تلاعب وتغليط قامت بها الاستخبارات الجزائرية (مديرية الاستعلامات والأمن "دي.آر.آس") سقطت فيها السلطة الفرنسية بغباء، وتمكنت الجزائر ـ حسب المسؤول نفسه، الذي لم يفصح عن نفسه ـ من الأخذ بالثأر.
ويضيف الضابط الفرنسي بأن السلطة الجزائرية، وخاصة مديرية الاستعلامات والأمن، لم يهضموا عملية إطلاق سجناء القاعدة من قبل مالي كمقابل عن إفراج تنظيم القاعدة للمغرب الإسلامي عن الرهينة الفرنسي "بيار كامات"، مضيفا أن الصفقة وقعت دون إعلام الجزائر وجهاز أمنها.
وحسب الاستخباراتي الفرنسي "الخبير"، فإن رئيسه ساركوزي وفرنسا سعيا في جوان الماضي ـ بشكل غير رسمي ـ لاستخدام الجزائريين لتحرير رهينة القاعدة الفرنسي ميشال جرمانو، ليحقق ساركوزي بذلك ضربة إعلامية ونجاحا، سيما وان شعبيته كانت جد متدنية، حسب سبر للآراء.
واستعمل ساركوزي في هذه العملية الأمين العام للإيليزي "كلود غيان"، الذي زار الجزائر، ويكون قد التقى ـ حسب المصدر ذاته ـ بالإضافة إلى الرئيس بوتفليقة كبار المسؤولين الأمنيين في الجزائر.
ويقول المخابراتي الفرنسي إن المخابرات الجزائرية ثأرت من فرنسا وأسقطتها في فخ، انتقاما من الضغط الذي قام به الإيليزي ورضوخه لمطالب القاعدة.
وكان قرار إجراء الهجوم العسكري قد اتخذه الإيليزي قي 10 جويلية، أما الفائدة التي تكون السلطة الجزائرية قد جنتها من الفشل الفرنسي الذريع سياسيا وعسكريا في العملية المشتركة بين القوات الموريتانية والفرنسية، التي نفذت في 22 جويلية بهدف إنقاذ الرهينة الفرنسية جيرمانو، والتي فلشت، يقول المصدر ذاته، أنها (أي الفائدة) إفقاد وكسر هيبة فرنسا في مستعمراتها القديمة، وكذا ضعضعة دولة مالي التي لبت مطالب الإيليزي في قضية الرهينة كامات، وإظهارها بمظهر الدولة الضعيفة، العاجزة عن الرد على تدخل جيش أجنبي داخل ترابها.
ومن جهة أخرى، يقول المخابراتي الفرنسي، إن السلطة الجزائرية والدي.آر.آس يستفيدان من كل هذا ببعثهم رسالة الى الدول الغربية والعالم، مفادها أن الجزائر هي الرقم الأساسي في معادلة مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، واليد الضاربة القادرة على مكافحة تنظيم القاعدة في منطقة الساحل.
وتم تسويق الأطروحة نفسها على موقع الجزيرة نت بالإنكليزية، ليتناقله عدد من المواقع والصحف الفرنسية، عن طريق حوار مع الأنثروبولوجي البريطاني "جيريمي كينان"، الذي قدمه الموقع كخبير بقضايا منطقة الساحل الإفريقي، ليعلن أن الأمن العسكري الجزائري هو الذي دفع فرنسا إلى العملية العسكرية الكارثية، في 22 جويلية ,2010 لإنقاذ ميشال جرمانو.
ويضيف الخبير المزعوم أن هذا يؤكد شكوك مسؤولين فرنسيين بأن "القاعدة في المغرب الإسلامي" تسير حسب خطط تخدم مصالح الجزائر.
وأضاف أن الجيش الفرنسي والمديرية العامة للاستعلامات الخارجية لا يثقان في معلومات مديرية الاستعلامات والأمن الجزائرية، لكن كل هذا ـ يضيف الأنثروبولوجي ـ لم يمنع السلطة الفرنسية من السقوط في "فخ" ستكون عواقبه وخيمة على المنطقة كلها.
ويكذب جيريمي كينان تفاصيل المعلومات التي صرحت بها فرنسا وموريتانيا حول العملية، والتي مفادها أن أجهزة غربية أعلمت موريتانيا أن القاعدة تحضر لهجوم على أراضيها يوم 28 جويلية.
ومن جانبه، أخبر الرئيس الموريتاني فرنسا بأنه يحضر لعملية عسكرية خارج حدوده عندما كان في باريس في 13 جويلية، عشية الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي، مع مجموعة من المسؤولين الأفارقة.
ويكذب جيريمي أيضا أن يكون الموريتانيون قد أعلنوا أنهم اكتشفوا مخيما لـ"القاعدة في المغرب الإسلامي" غير معروف شمال مالي، وفند أيضا أن يكون تنظيم القاعدة قد نفذ الإعدام في الرهينة "جيرمانو"، مؤكدا أن الاستعلامات الفرنسية لديها معلومات تؤكد أنه مات منذ مدة بسبب معاناته من داء القلب، وكان محروما من الأدوية.